سورة الطلاق مشاري

**

 المصحف المرتل ختمة كاليفورنيا

** ///

طلاق سورة الطلاق  إعجازٌ وضعه الله في حرفٍ.حيث وضع الله الباري إعجاز تبديل أحكام الطلاق التي كانت  في سورة البقرة 2هـ  إلي أحْكَمِ  أحكامها  في  سورةِ الطلاقِ 5هـ لينتهي كل متشابهٍ  وظنٍ وخلافٍ واختلافٍ  إلي الأبد وحتي يوم القيامة ..وسورة الطلاق5هـ نزلت بعد سورة البقرة2هـ بحوالي عامين ونصف تقريباً يعني ناسخة لأحكام طلاق سورة البقرة2هـ .

الأربعاء، 5 أبريل 2023

ج5. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع الصحيح) المؤلف: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)

ج5. التلقيح لفهم قارئ الصحيح (التلقيح على الجامع الصحيح) برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل

الشهير بسبط ابن العجمي (753 - 841 هـ)

عبد الرَّزَّاق، انتهى، وقد دُخِل في الكتاب في الأماكن التي قال فيها البخاريُّ: حدَّثنا عبد الله بن مُحَمَّد، فأصلحتُها على ما قاله هذا الحافظ أنَّه المُسنديُّ؛ فليُعلَم [5] ذلك، وكنت قد قلت في بعضها أنَّه ابن أبي شيبة، فقلَّدتُه في ذلك، والله أعلم [6]] [7].

قوله: (حَدَّثَنَا شَبَابَةُ): هو بفتح الشين المعجمة، ثمَّ مُوَحَّدة مخفَّفة، وبعد الألف مُوَحَّدة أخرى، ثمَّ تاء، (قيل: إنَّ اسمَه مروانُ، قاله في «الكمال») [8]، وهو ابن سوَّار _بتشديد الواو_ الفزاريُّ مولاهم، أبو عمر المدائنيُّ، وليس في الكتب السِّتَّة راوٍ اسمُه شَبَابة سواه، ولهم (شَبَاب)، ذاك لقبُ الحافظِ خليفة بن خيَّاط العصفريِّ، انفرد به البخاريُّ، يروي (شَبَابة) صاحب التَّرجمة عن يونس بن أبي إسحاق وحَرِيز بن عثمان، وعنه: أحمد وعبَّاس [9] الدّوريُّ، وكان مُرجِئًا صدوقًا، قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، تُوُفِّيَ سنة (206 هـ)، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.

قوله: (حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ): هو بفتح الواو، ثمَّ راءٍ ساكنةٍ، ثمَّ قافٍ، وفي آخره مدَّةٌ، وهو ابن عمر اليشكريُّ أبو بشر، عن عمرو بن دينار وابن المنكدر، وعنه: الفريابيُّ ويحيى بن آدم، صدوق صالح، وثَّقه أحمد وغيره، له ترجمة في «الميزان».

[ج 1 ص 268]

==========

[1] في (ب): (أطرافه).

[2] ما بين قوسين سقط من (ب).

[3] في (ب): (محلًّا).

[4] في (ب): (عنها).

[5] في (ب): (والله أعلم).

[6] (والله أعلم): سقط من (ب).

[7] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[8] ما بين قوسين سقط من (ج).

[9] في (ب): (عياش).

(1/1918)

[حديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله]

900# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): هو حمَّاد بن أسامة، الكوفيُّ الحافظ، مولى بني هاشم، عالم إخباريٌّ، حجَّة، تقدَّم.

قوله: (كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاَةَ الصُّبْحِ): قال شيخنا الشَّارح: (يحتمل أن تكون امرأة عُمر عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، أخت سعيد زوج عبد الله بن أبي بكر الصِّدِّيق، كانت حسناءَ جميلةً، فأحبَّها حبًّا شديدًا، وله فيها أشعارٌ، فأمره أبو بكر بطلاقها، فطلَّقها، وتتيَّم بها فَرَقَّ له أبوه، وأمره بارتجاعها، ثمَّ أصابه سَهْم يوم الطَّائف، فمرض منه ومات، وتزوَّجها عُمر، ثمَّ بعده الزُّبير، فرثتِ الثَّلاثة، وإنَّما ذكرتُ ما ذكرتُ احتمالًا لقرينة، وهي أنَّها [1] كانت تقول: لأخرجنَّ إلى المسجد إلَّا أن يمنعني، وكان عمر شديد الغيرة، فكره منعها؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكره خروجها، فذُكِر أنَّه جلس لها في الغَلَس في طريق المسجد، فمسَّ طرف ثوبها، وهي لا تعرف، فرجعتْ، فقال لها: ألا تخرجين، فقالت: كنَّا نخرج حين كان النَّاس ناسًا، وذُكِر أنَّه أعلمها بعد ذلك أنَّه فاعل ذلك، فقالت: ولو، وأبت أن تخرج، والله أعلم) انتهى، وقال ابن شيخِنا البلقينيِّ: (لعلَّها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، فإنَّ في ترجمتها أنَّها كانت تخرج إلى المسجد [2]، فلمَّا خطبها عمر؛ شرطت عليه ألَّا يمنعها المسجد، فأجابها على كره منه) انتهى.

قوله: (يَكْرَهُ ذَلِكَ): هو بكسر الكاف؛ لأنَّه خطاب لمُؤنَّث.

(1/1919)

[باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر]

(1/1920)

[حديث ابن عباس لمؤذنه في يوم مطر: إذا قلت]

901# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هذا هو ابن عُليَّة، الإمامُ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ): هو بالمُثَنَّاة تحتُ، وهذا ظاهرٌ جدًّا عند أهله.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّد بْنِ سِيرِينَ): [(ابن) الثَّانية: بالرَّفع؛ لأنَّه تابع لعبد الله، لا لأبيه، وهذا ظاهرٌ عند أهله، وقوله: (ابْنُ عَمِّ مُحَمَّد بْنِ سِيرِينَ): قال الدِّمياطيُّ: (بل ختنه على أخته أبو الوليد البصريُّ) انتهى، قال شيخنا العراقيُّ: (هو كما قال الدِّمياطيُّ، وقد وقع هكذا في «الجمعة» من «البخاريِّ»، وقد تقدَّم عند البخاريِّ من «الأذان» من غير ذكر كونِه ابن عم مُحَمَّد بن سيرين] [1]، وهكذا هو عند مسلم: عبد الله بن الحارث فقط، ولم يذكر قرابته [2] لابن سيرين، ولا صهارته [3]) انتهى، وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»: (عبد الله بن الحارث أبو الوليد البصريُّ نسيب ابن سيرين) انتهى، وفي «تذهيب الذَّهبيِّ» _والظَّاهر [4] أنَّه في «التَّهذيب» للمِزِّيِّ_: (زوج أخت مُحَمَّد بن سيرين).

قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ): مُؤذِّن ابن عبَّاس لا أعرف اسمه.

قوله: (فَلاَ تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلاة، قُلْ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ [5]): تقدَّم الكلام عليه في مكانه.

قوله: (عَزْمَةٌ): هي بإسكان الزاي؛ أي: حق واجب، وقيل: لأنَّها من شدة، ولا تراخي فيها، وقد تقدَّم.

قوله: (وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ): تقدَّم الكلام فيه في مكانه.

قوله: (وَالدَّحْضِ): هو بفتح الدَّال، والحاء المهملتين، وبالضَّاد المعجمة، ويجوز سكون الحاء أيضًا، قال الجوهريُّ: (مكانٌ دحْضٌ ودَحَضٌ أيضًا؛ بالتَّحريك؛ أي: زَلَق)، قال في «المطالع»: (فتمشون في الدَّحض والطِّين، كذا للكافَّة، وعند القابسيِّ: «الرحض»؛ بالرَّاء، وفسَّره بما يجري من البيوت من الرحاضة، وهو بعيد؛ إنَّما الرَّحض: الغسل، والمرحاض: خشبة يُضرَب بها الثَّوب عند الغسل) انتهى، وقد تقدَّم في مكانه.

(1/1921)

[باب: من أين تؤتى الجمعة؟]

قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رَباح، مفتي أهل مكَّة، الإمام مشهور، وقد تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (وَكَانَ أَنَسٌ [1] فِي قَصْرِهِ): قصر أنس رضي الله عنه خارج المدينة المشرَّفة بالزاوية [2]، على فرسخين منها، كما هنا، و (الزَّاوية): موضع بالمدينة فيه قصر أنس بن مالك على فرسخين منها كما هنا، وكما قاله ابن قُرقُول، انتهى، وهذا معروفٌ، وقد تُوُفِّيَ أنسٌ بالبصرة خارجها على نحو فرسخ ونصف، ودُفِن هناك في موضع يُعرَف بقصر أنس، وليس هذا المراد، والله أعلم.

قوله: (عَلَى فَرْسَخَيْنِ): اعلم أنَّ (الفرسخ) ثلاثةُ أميال، وسيأتي الكلام على البَرَيد، والفَرسخ، والمِيْل، في (تقصير الصَّلاة) إن شاء الله تعالى.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (رضي الله عنه).

[2] في (ب) و (ج): (بلا نقط).

[ج 1 ص 269]

(1/1922)

[حديث: لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا]

902# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [1]: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ): ذكرتُ الكلام على (أحمد عن ابن وهب) فيما (إذا قام عن يسار الإمام)؛ فانظره هناك.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ): هذا هو الفقيه، أبو بكر المصريُّ، أحد الأعلام، عن الشَّعبيِّ وأقرانه، وعنه: ابن إسحاق، واللَّيثُ، والنَّاس، مات في سنة (136 هـ) [2]، صدوق مُوثَّق، وله ترجمة في «الميزان»، أخرج له الجماعة [3].

قوله: (يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ [4]): أي: يأتونها من بُعْد ليس بالكثير، والنَّوب؛ بالفتح [5]: البُعد، وقيل: القرب، وقيل: كلُّ وقت يتكرَّر فيه فعلٌ.

قوله: (وَالْعَوَالِي): هي بفتح العين، وكسر اللَّام، أماكن بأعلى أرض المدينة، وهي من المدينة [6] على أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وذلك أدناها، وأبعدُها: ثمانية.

قوله: (فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ): كذا في أصلنا، قال في «المطالع»: (فيأتون في العباء [7]، ويصيبهم الغبار، فيخرج منهم الرِّيح، كذا للفارسيِّ [8]، ورواية عن النَّسفيِّ، ولغيرهما: فيأتون في الغبار، ويصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، وكذا رواية الفربريِّ، حكاه الأصيليُّ عن النَّسفيِّ، وهو وَهم، والأوَّل الصَّواب).

قوله: (فَأَتَى [9] رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِنْسَانٌ): هذا الإنسانُ لا أعرفه [10].

(1/1923)

[باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس]

(بَابُ صَلاَةِ الْخَوْفِ) ... إلى (بَاب فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)

قوله: (وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ [1]، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ): كذا في أصلنا، وفي الهامش عوض (يُروَى): (يُذكَر)، وهما مبنيَّان لما لم يُسمَّ فاعلهما، وهما بمعنًى واحد عند أهل الصناعة، قال شيخنا الشَّارح: (إنَّما صدَّر البخاريُّ بالصَّحابة الباب؛ لأنَّه قد رُوِي عن أبي بكر، وعُمر، وعُثمان: أنَّهم كانوا

[ج 1 ص 269]

يصلُّون الجمعة قبل الزَّوال، من طريق لا يثبت، كما قال ابن بطَّال، ثمَّ تعقَّبه [2] ... إلى أن قال: وقد أَجمع العلماء على أَنَّ وقت الجمعة بعد الزَّوال إِلا ما رُوِي عن مجاهد: أنَّه قال: جائزٌ فعلُها في وقت صلاة العيد؛ لأنَّها صلاة عيد، كذا نقل الإجماع، وحكى هذه الحكاية عن مجاهدٍ ابنُ بطَّال، ثمَّ قال: وقال أَحمد: يجوز قبل الزَّوال)، وقد أَسلفنا عن التِّرمذيِّ إِجماعَ أكثر أَهل العلم أَيضًا: (أَنَّ وقتها بعدَ الزَّوال)، وكذا قال ابن العربيِّ: (اتَّفق العلماء عن [3] بَكرة أَبيهم أَنَّ الجمعة لا تجب حتَّى تزول الشَّمسُ، ولا تُجزِئه قبل الزَّوال، إِلا ما رُوِي عن أَحمد ابن حَنبل: أنَّه يجوز قبلَ الزَّوال، ونقله ابن المنذر عن عطاء، ونقله الماورديُّ عن ابن عبَّاس في السَّادسة، قال ابن المنذر: (رُوِيَ ذلك بإسناد لا يثبت عن أَبي بكر، وعمر، وابن مسعود، ومعاوية)، وقال ابن قدامة: (المذهب جوازها في وقت صلاة العيد ... ) إلى آخر كلامه، وفيه الاستدلالُ لأَحمد؛ فانظره إِن أَردته، وقال القَاضي عِياض: (ورُوِي أَنَّ في سبب هذا أشياءَ عن الصَّحابة لا يصحُّ منها شيء إِلَّا ما عليه الجمهور).

(1/1924)

[حديث: كان الناس مهنة أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة .. ]

903# قوله: (حَدَّثَنا عَبْدَانُ): تقدَّم أَنَّ اسمَهُ عبدُ الله بن عثمان بن جَبَلَة بن أَبي رَوَّاد، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (أَخْبَرنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العَالم الزَّاهد المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، وقد تقدَّم مِرارًا أنَّه يحيى بن سَعيد بن قَيس بن عَمرو الأنصاريُّ، أَبو سَعيد، قَاضي السَّفاح.

قوله: (عَنِ الْغَسْلِ): تقدَّم مِرارًا بفتح الغين، ويجوز الضَّمُّ [1].

قوله: (مَهَنَةَ [2] أَنْفُسِهِمْ): هو بفتح الميم، والهاء، والنُّون؛ أي: خُدَّام أنفسِهم، قال شَيخُنَا: (قال ابن التِّين: رُوِّيناه بفتح الميم والهاء، جمع «ماهن»؛ وهو الخادم، وفي رواية أبي ذرٍّ: «المِهْنة»؛ بكسر الميم، وسكون الهاء: الخدمة، يكون معناه بإِسقاط محذوفٍ؛ أَي: ذو خدمة [3] أَنفسهم) انتهى.

(1/1925)

[حديث: أن النبي كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس]

904# قوله: (حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ): قال الدِّمياطيُّ: (هذا بالسِّين المهملة، وشريح بن النُّعْمان _بالشين المعجمة_ تابعيٌّ، يروي عن عَليٍّ، ليس له ذكر في «الصَّحيح») انتهى، وقد ذكرتُ لك قبلَ هذا في ترجمة أَحمد بن أَبي سُرَيج كلَّ مَن يقال له: سُريج؛ بالمهملة [1] والجيم في «البخاريِّ» و «مسلم»، وشريح، ونعيدهُ هُنا فنقول: (قد نظمَ شَيخُنا [2] حافظ الوقت العراقيُّ في «مَنظومتِهِ» مَنْ يقال له: سُريج بالسِّين المهملة والجيم في «البخاريِّ» و «مسلم»، فقال) [3]:

~…وَابْنُ أَبِي سُرَيجٍ أَحْمدُ ائْتَسَا…بولَدِ النُّعْمَانِ وابْنِ يُونُسَا

فهؤلاء الثَّلاثةُ بالمهملة والجيم؛ وهم: أَحمد بن أَبي سُرَيج، واسم أَبي سُريج الصَّبَّاح، روى عنه البخاريُّ في «صحيحه»، وكذلك سُرَيج بن النُّعْمان، روى عنه البخاريُّ أَيضًا، وذكر الجيَّانيُّ أَنَّ مسلمًا روى عن رجل عنه، فالله أَعلم، وسُرَيج بن يونس حَديثُه في «البخاريِّ» و «مسلم»، والباقون: شُرَيح؛ بالشِّين المعجمة، والحاء المهملة، وقد انضبط الباب، والله أَعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ): تقدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ الفاء، وفتح اللَّام، وتقدَّم أَنَّ فُليحًا لقبٌ اشتُهِرَ بهِ، وأَنَّ اسمه عبد الملك، وأَنَّه فَرْدٌ.

==========

[1] في (ج): (بالسِّين المهملة).

[2] (شيخنا): سقط من (ب).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 270]

(1/1926)

[حديث: كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة]

905# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم أَعلاه اسمُه ونسبُه، وقبل ذلك بعضُ ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أَعلاه أنَّه ابن المبارك، العَالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ): تقدَّم أَنَّ هذا هو حميد الطَّويل ابن تير، وقيل: تيرويه، وتقدَّم أَنَّ حُمَيدًا عن أنس [1] في «البخاريِّ» اثنان، وتقدَّم في أين يروي حميد الآخر _وهو ابن هلال_ عن أَنس في «البخاريِّ»، فانظر ذلك.

==========

[1] (أنس): مثبت من (ج).

[ج 1 ص 270]

(1/1927)

[باب: إذا اشتد الحر يوم الجمعة]

(1/1928)

[حديث: كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة]

906# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ): تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ أنَّه بضمِّ الميم، وفتح القاف، وتشديد الدَّال المهملة المفتوحة، وأَنَّه [1] نسبة إِلى جدِّه مُقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ): تقدَّم ضبط (حرميٍّ)، وأنَّه لا [2] كالمنسوب إِلى الحرم؛ (لأَنَّ المنسوب إِلى الحرم؛ بكسر الحاء، وإِسكان الرَّاء، وهذا بفتح الحاء والرَّاء) [3]، وأَنَّ (عُمارة)؛ بضمِّ العين، وتخفيف الميم.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ): هو خالد بن دينار، أَبو خلْدة؛ بإسكان اللَّام، وهذا ظاهرٌ مشهور عند أهله، التَّميميُّ الخيَّاط، عن أَنسٍ وأَبي العَالية، وعنه: ابن مهديٍّ ومُسلم بن إِبراهيم، وثَّقه يَزيد بن زُرَيع، وابن مَعِين، والنَّسائيُّ، تُوُفِّيَ سنة (152 هـ).

قوله: (وَقَالَ بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ): (بشر): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة، مشهور بصريٌّ [4]، يروي عن موسى بن عُلَيٍّ وشعبة، وعنه: الدَّارميُّ، والدُّوريُّ، وعددٌ، صدوق، أَخرج له ابن ماجه فقط، وقد استشهد بهِ البخاريُّ في هذا الباب، وهذا تعليق مجزوم به، قال ابن أَبي حاتم: (سُئِل أَبي عنه، فقال: مجهول، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وهو بزَّار، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (صَلَّى بِنَا أَمِيرٌ الْجُمُعَةَ): هذا الأَمير لا أَعرفه، [وقال بعض الحُفَّاظ من العصريِّين: هو الحكم بن أيُّوب الثَّقفيُّ ابن عمِّ الحَجَّاج بن يوسف وخليفته على البصرة، بيَّن [5] ذلك عمر بن شبَّة في «أخبار البصرة»، انتهى، وذكرهُ الذَّهبيُّ في «الميزان»، فقال: (روى عن أَبي هريرة، وروى عنه: الجريري، مجهول) انتهى، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، ولم يذكر عنه راويًا سوى [6] الجريري] [7].

==========

[1] في (ب): (وأن).

[2] (لا): سقط من (ج).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[4] في (ب): (بصري مشهور).

[5] في (ب): (قال).

[6] زيد في (ب): (في).

[7] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 270]

(1/1929)

[باب المشي إلى الجمعة]

قوله: (وقَالَ عَطَاءُ: تَحْرُمُ الصِنَاعَاتُ كُلُّهَا): تقدَّم مِرارًا أَنَّ هذا هو عطاء بن أَبي رَبَاح، العالم المشهور، مفتي مكَّة، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (تَحْرُمُ الصِنَاعَاتُ كُلُّهَا): هذا أَيضًا مذهب الشَّافعيِّ؛ لأَنَّ الصِّناعاتِ والعقودَ في معنى البيع، بل الصناعات أَبلغ، وإذا ظهر الخطيب على المنبر وشرع المُؤذِّن في الأَذان؛ حَرُم البيع، فلو باع؛ صحَّ، وهذا في حقِّ مَن جلسَ له في غير المسجد، أَمَّا [1] إِذا سمع النَّداء فقام يقصد الجمعة، فباع في طريقه وهو يمشي أَو قعد في الجامع وباع؛ فلا يحرم، صرَّح به صاحب «التَّتمَّة»، وهو ظاهر، والله أَعلم.

==========

[1] في (ب): (وأمَّا).

[ج 1 ص 270]

(1/1930)

[حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار]

907# قوله: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ): هو بالمُثَنَّاة تحت، وبالزاي، الدِّمشقيُّ، إِمام الجامع زمن الوليد، له في «البخاريِّ» والأربعة، وهو ثقة، ولهم بُرَيد بن أَبي مريم؛ بالمُوَحَّدة المضمومة، وبالراء، ليس له في «البخاريِّ» و «مسلم» شيءٌ، وإِنَّما روى له أَصحاب السُّنن الأَربعة، السَّلوليُّ، عن ابن الحَنفِيَّة، وأَنس، وعدَّةٍ، وعنه: سَلْم بن زَرير، وشعبةُ، وعدَّةٌ، ثقة.

قوله: (أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ): هذا هو عبد الرَّحمن _وقيل: عبد الله_ ابن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم، الأنصاريُّ الحارثيُّ، له صحبةٌ، بدريٌّ جليلٌ، روى عنه: ابنه زيد، وعَباية [1] بن رفاعة، وغيرُهما، قال ابن عبد البرِّ: مات سنة (34) عن سبعين سنةً، وصلَّى عليه عثمان، وكان فيمن قتل كعب بن الأَشرف، له في «البخاريِّ»، و «التِّرمذيِّ»، و «النَّسائيِّ» حديثٌ واحدٌ رواه أَحمد في «المسند»، وهو هذا الحديث: «مَنِ اغبرَّت ... ».

[ج 1 ص 270]

==========

[1] في (ج): (وعبَّاس)، وليس بصحيح.

(1/1931)

[حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون]

908# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أَبي ذئب، أَحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (قَالَ الزُّهْرِيُّ): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ): أَمَّا (سعيد)؛ فهو ابن المسيّب، تقدَّم الكلام عليه مرارًا، وكذا (أبو سلمة): عبد الله، وقيل: إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن عوف، أَحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأَكثر.

قوله: (وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وتقدَّم عليه بعضُ الكلام.

قوله: (قَالَ [1] شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): أَمَّا (شعيب)؛ فهو ابن أَبي حمزة، و (الزُّهري): تقدَّم أَعلاه، وقد تقدَّما مرارًا.

قوله: (عَلَيْكُمُ السَّكِينَة): (السَّكينة): مرفوعةٌ ومنصوبةٌ، وإعرابهما [2] ظاهرٌ، وقد تقدَّم [3].

==========

[1] في (ج): (وقال)، وزيد في «اليونينيَّة»: (أَخْبَرَنَا).

[2] في (ج): (وإعرابها).

[3] (وقد تقدَّم): سقط من (ج).

[ج 1 ص 271]

(1/1932)

[حديث: لا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة]

909# قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ): هو سَلْم بن قتيبة، وسَلْم؛ بفتح السِّين، وباللَّام الساكنة، الشَّعيريُّ [1] الخراسانيُّ، [نزل] بالبصرة، عن عيسى بن طهمان ويونس بن أَبي إسحاق، وعنه: الذُّهليُّ وهارون بن سليمان، ثقة يَهِمُ، أَخرج له البخاريُّ والأربعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه [2]، تُوُفِّيَ سنة مئتين.

قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف وكسر المُثلَّثة.

قوله: (وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَة): تقدَّم أَعلاه أَنَّها بالنَّصب والرَّفع، وأنَّه تقدَّم [3].

==========

[1] في (ج): (السعيري)، وهو تصحيف.

[2] (وصحَّح عليه): سقط من (ب).

[3] (وأنه تقدَّم): سقط من (ج)، و (تقدَّم): سقط من (ب).

[ج 1 ص 271]

(1/1933)

[باب: لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة]

(1/1934)

[حديث سلمان: من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهر]

910# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم في ظاهرها [1] اسمُه ونسبُه، وقبل ذلك [2] بعضُ [3] ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أنَّه ابن المبارك، العالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم أَعلاه اسمه ونسبه.

قوله: (عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ): تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا نُسِب، وأنَّه بضمِّ المُوَحَّدة وفتحها وكسرها، وقد تقدَّم [4].

قوله: (عَنْ أَبِيهِ): تقدَّم اسم أَبي سعيد المقبريِّ، وأنَّه كيسان، وتقدَّم بعض ترجمته.

تنبيهٌ: هذا الحديث كذا رواه البخاريُّ هنا بإِثبات (أبيه)، وقد رواه يعقوب بن الوليد المدنيُّ عن ابن أَبي ذئب، ومالك بن أَنس، عن سعيد، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان، وكذلك رواه عبد العزيز بن أَبي حازم عن الضَّحَّاك بن عثمان، عن سعيد المقبريِّ، ورواه يحيى القطَّان عن مُحَمَّد بن عجلان، عن سعيد، عن أَبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذرٍّ، وروى سعيد المقبريُّ عن أَبي هريرة، وقيل: عنه، عن أَبيه، عن أَبي هريرة.

قوله: (عَنِ ابْنِ [5] وَدِيعَةَ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن وديعة؛ كواحدة (الودائع)، في (باب الدُّهن للجمعة)، وتقدَّم [6] بعض ترجمته.

قوله: (أَنْصَتَ): تقدَّم أنَّه رُباعيٌّ، وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ).

==========

[1] (في ظاهرها): سقط من (ب).

[2] (وقبل ذلك): سقط من (ج).

[3] في (ب): (وبعض).

[4] (وكسرها وقد تقدَّم): سقط من (ج).

[5] زيد في (ج): (أبي)، وليس بصحيح.

[6] في (ب): (وقد تقدَّم).

[ج 1 ص 271]

(1/1935)

[باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد في مكانه]

(1/1936)

[حديث: نهى النبي أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه]

911# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ): كذا في أصلنا وأصلنا الدِّمشقيِّ، قال الجيَّانيُّ في «تقييده»: (وقال _يعني: البخاري_: في كتاب «الجمعة»، و «البيوع»، و «بدء الخلق»، وفي «ذكر الملائكة»، و «المَرضى»، و «اللِّباس»، و «الوصايا»، وفي «باب ما يُنهى من دعوة الجاهليَّة»: «حَدَّثَنا مُحَمَّد: حدَّثنا مخلد بن يزيد الحرَّانيُّ»، نسبه شيوخنا: مُحَمَّد بن سلَام، وقد نسبه أَيضًا البخاريُّ كذلك في مواضعَ مِن [1] آخر الكتاب) انتهى، وقال شيخنا في «شرحه»: (ومُحَمَّد: هو ابن سلَام البيكنديُّ)، وقد صرَّح به في بعض النُّسخ، انتهى، [وكذا هو في نسخة على هامش أَصلنا: (هو ابن سلام)، ورقم عليها راويها] [2].

قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مِرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمام المشهور، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (قَالَ: الْجُمُعَة وَغَيْرهَا): يجوز رفعهما ونصبهما، وبهما ضُبِط في أَصلنا.

(1/1937)

[باب الأذان يوم الجمعة]

(1/1938)

[حديث: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر]

912# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم في أوَّل الصفحة [1] اسمُه ونسبُه، وقبل ذلك بعضُ ترجمته.

قوله: (زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ): الذي زاده عثمانُ رضي الله عنه هو النِّداء الأوَّل الذي على المَنَاير اليوم، فإِذا خرج الإمامُ وجلس على المنبر؛ أُذِّنَ، وهذا الأَذان هو الذي كان على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأَمَّا الثَّالث؛ فهو الإِقامة، وأطلق عليها الراوي أذانًا ثالثًا؛ لأَنَّ بها يكمل ثلاثة، والله أَعلم.

قوله: (عَلَى الزَّوْرَاءِ): هو [2] بفتح الزَّاي، ثمَّ واوٍ ساكنةٍ، ثمَّ راءٍ، ثمَّ همزةٍ ممدودةٍ، في بعض النُّسخ: (قال أَبو عبد الله: الزَّوراء: موضع بالسُّوق بالمدينة) انتهى، وهو كذلك، وسوق المدينة بقُرب مسجدها، والله أَعلم.

==========

[1] (في أوَّل الصفحة): ضُرِب عليها في (ب).

[2] (هو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 271]

(1/1939)

[باب المؤذن الواحد يوم الجمعة]

(1/1940)

[حديث: أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان]

913# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، ودُكَين لقبٌ، واسمه عمرٌو.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ): هو بكسر الجيم، وبعدها شينٌ معجمةٌ، وهو مَرْفوعٌ؛ لأنَّه لقب عبد العزيز، قال الجيَّانيُّ في «تقييده»: والماجشون؛ بالفارسيَّة: فاكهون، فعُرِّب؛ ومعناه: المُورَّد، ويقال: الأبيض الأحمر، وهذا اللَّقب هو لقب يعقوبَ بنِ أبي سلمةَ، واسم أبي سلمة ميمون، يقال [1]: إنَّ سُكينة بنت الحسين لقَّبته بذلك، ويعقوب هذا هو عبد العزيز بن عبد الله بن أَبي سلمة الفقيه، وهذا اللَّقب إِنَّما حمله يعقوب بن أَبي سلمة أَخو عبد الله بن أَبي سلمة، فجرى على بنيه وعلى بني أَخيه، وقد ذكر الجيَّانيُّ في «تقييده» كلامًا طويلًا في ذلك؛ فانظره إِن أَردته.

[قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): هو مُحَمَّد بن مسلم، وقد تقدَّم مرارًا.

قوله: (عَنِ سَالِم بْنِ يَزِيدَ): كذا في أصلنا، وصوابه: السَّائب بن يزيد [2]، بلا خلاف، وما في الأصل غلطٌ صريحٌ، وليس لهم سالم بن يزيد، وإنَّما هو السَّائب بن يزيد ابن أخت نمر، الكنديُّ صحابيٌّ، وله عن عمر، وعنه: ابنه عبد الله، والزُّهريُّ، ويحيى بن سعيد، وروايته عنه عليه الصَّلاة والسَّلام في الكتب السِّتَّة، وهو ترب [3] ابنِ الزُّبير عبد الله، مات سنة (91 هـ)، وقيل: سنة (86 هـ)، والله أعلم] [4].

(1/1941)

قوله: (وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ مُؤَذِّنٍ [5] وَاحِدٍ): يعني: للجمعة، والظَّاهر أنَّه أَراد بلالًا؛ لأنَّه كان المواظب، وقد [6] كان له عليه الصَّلاة والسَّلام أربعةُ مُؤذِّنين؛ بلال، وعَمرو ابن أَم مكتوم الأعمى _وتقدَّم أنَّ أمَّ مكتوم اسمها عاتكة، ولا أَعرف لها إِسلامًا_ وسعد القرظ بن عائذ مولى عمَّار بن ياسر، وأَبو محذورة سَمُرة بن معير، وقيل: أَوس، وقد أَذَّن له أيضًا شخص آخرُ اسمه زياد بن الحارث الصُّدائيُّ، وفي حديثه ضَعْفٌ، وقد حُسِّن وقُوِّي، فهؤلاء خمسة رضي الله عنهم، [وقد ذكر الذَّهبيُّ في «تجريده» [7]: (عبد العزيز بن الأصمِّ، قال روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة _هو الرَّبَذِيُّ [8]_ عن نافع، عن ابن عمر: «كان للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُؤذِّنان؛ بلالٌ وعبدُ العزيز بن الأصمِّ») انتهى، وموسى مُتكلَّم فيه] [9].

قوله: (غَيْر مُؤَذِّنٍ وَاحِدٍ): يجوز في (غير) الرَّفع والنَّصب، وبهما ضُبِط في أصلنا قديمًا، ثمَّ أُزِيل النَّصبُ.

==========

[1] في (ج): (ويقال).

[2] كذا هو في «اليونينيَّة» على الصَّواب.

[3] في (ب): (مؤذن).

[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (مُؤَذِّنٌ غَيْرَ).

[6] (قد): سقط من (ب).

[7] زيد في (ب): (أن)، وضرب عليها في (أ).

[8] في (ب): (الراوي).

[9] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 271]

(1/1942)

[باب: يؤذن الإمام على المنبر إذا سمع النداء]

(1/1943)

[حديث أبي أمامة: سمعت معاوية وهو جالس على المنبر أذَّن المؤذن]

914# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ): هو مُحَمَّد بن مقاتل، أَبو الحسن، المروزيُّ، رُخٌّ؛ بالرَّاء المضمومة، وبالخاء المعجمة المُشدَّدة، جاور، وروى عن هُشَيم والدَّراورديِّ، وعنه: البخاريُّ، ومُحَمَّد بن عليٍّ الصَّائغُ، ومُحَمَّد بن

[ج 1 ص 271]

عبد الرَّحمن الشَّاميُّ، صاحب حديث [1]، تُوُفِّيَ سنة (226 هـ)، ومات بعده مُحَمَّد بن مقاتل العَبَّادَانِيُّ بعشر سنين، أخرج له أبو داود في المسائل [2] التي سأل عنها [3] أحمدَ ابن حنبل، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، ومُحَمَّد بن مقاتل الرَّازيُّ أَحد الفقهاء [4] بعشرين، حدَّث عن وكيع وطبقته، وتُكلِّم فيه، ولم يُترَك، وقد غلط فيه ابن القيِّم في «إِغاثة اللَّهفان»، فقال: (إِنَّ البخاريَّ والإمام أَحمد رويا عنه وهو ثقة، وليس كذلك؛ إنَّما رويا عن صاحب التَّرجمة المروزيِّ، لا الرَّازيِّ)، والله أَعلم، أخرج لصاحب التَّرجمة البخاريُّ فقط.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو عبد الله بن المبارك، العالم المشهور، تقدَّم مرارًا، وهو شيخ خُراسان.

قوله: (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ): (أَبو أَمامة) اسمه أَسعد، و (حُنَيف)؛ بضمِّ الحاء المهملة، وفتح النُّون، معروف ظاهر.

قوله: (فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ): اعلم أنَّ راء (أَكبر) في الأَذان ساكنةٌ لا تُضمُّ؛ للوقف، قاله ابن الأثير، فإِذا وُصِل بكلام؛ ضُمَّ، وقال النَّوويُّ في «شرح المهذَّب»: قال البندنيجيُّ وصاحب «البيان»: يُستحبُّ أَن يقف المُؤذِّن على آواخر الكلمات في الأَذان؛ لأنَّه رُوِي موقوفًا)، قال الهرويُّ: (وعوامُّ النَّاس تقول: الله أَكبرُ؛ بضمِّ الرَّاء)، وكان أَبو العبَّاس المُبرِّد يقول: (الله أَكبرَ الله أَكبرْ)؛ الأَولى مفتوحة، والثَّانية ساكنة، قال الأَذان سُمِع موقوفًا؛ كقوله: (حيَّ على الصَّلاةْ، حيَّ على الفلاحْ)، وكان الأَصل أَن يقول: (الله أَكبرْ الله أَكبرْ)؛ بإِسكان الرَّاء؛ فحُرِّكت [5] فتحة الأَلف مِن اسم (الله) في اللَّفظة الثَّانية بسكون التي قبلها، ففُتِحتْ؛ كقوله: {المَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [آل عمران: 1 - 2]، انتهى لفظه، وقد تقدَّم [6].

(1/1944)

[باب الجلوس على المنبر عند التأذين]

(1/1945)

[حديث: أن التأذين الثاني يوم الجمعة أمر به عثمان .. ]

915# قوله: (أَنَّ التَّأْذِينَ الثَّانِيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمَرَ بِهِ عُثْمَانُ): اعلم أنَّ الأَذان في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي بكر وعمر رضي الله عنهما إِذا جلس على المنبر، كما سبق، فلمَّا وُلِّي عثمان؛ زاد الأوَّلَ على الزَّوراء، فأَطلق عليه الرَّاوي ثالثًا، كما تقدَّم بإِضافته إِلى الإِقامة؛ لأنَّها أَذان، وأَطلق عليه هنا ثانيًا؛ لأنَّ الأَذان الذي في حياة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأَبي بكر وعمر هو أوَّلُ [1]، فزاد عثمان عليه واحدًا؛ فهو ثانٍ وإِن كان أَوَّلًا.

فائدةٌ: في «جزء ابن أبي نَجِيح» من حديث سِمَاك قال: (رأَيت المغيرة بن شعبة صلَّى يوم الجمعة بغير أَذان ولا إِقامة، ثمَّ خطبهم على بعيرٍ)، نقله شيخنا الشَّارح عن خط الدِّمياطيِّ.

==========

[1] زيد في (ب): (أذان).

[ج 1 ص 272]

(1/1946)

[باب التأذين عند الخطبة]

(1/1947)

[حديث: إن الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة]

916# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أنَّه ابن المبارك، العالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم مرارًا أَنَّ (يونس): هو ابن يزيد الأيليُّ، وأَنَّ (الزُّهري): هو مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (كَانَ أَوَّلهُ): يجوز في (أوَّل) الرَّفع والنَّصب.

قوله: (يَوْم الْجُمُعَةِ): بالنَّصب والرَّفع، إِن رفعت (أوَّل)؛ نصبت (يوم)، وإن عكستَ؛ عكستَ.

قوله: (بِالأَذَانِ الثَّالِثِ): تقدَّم الكلام عليه في الصَّفحة قبل هذه [1].

قوله: (فَأُذِّنَ بِهِ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

قوله: (عَلَى الزَّوْرَاءِ): تقدَّم الكلام عليه [2] قبيل هذا.

==========

[1] (في الصفحة قبل هذه): سقط من (ب).

[2] في (ج): (عليها).

[ج 1 ص 272]

(1/1948)

[باب الخطبة على المنبر]

(1/1949)

[حديث: مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن]

917# قوله في نسب يعقوب بن عبد الرَّحمن: (الْقَارِيُّ): هو بتشديد الياء، منسوب إلى القبيلة المعروفة بالقارة، وهم [1] بنو الهُون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، كذا صرَّح [2] به أَبو عليٍّ الجيَّانيُّ، فقال: فالقاريُّ؛ بتشديد الياء، وهي ياء النَّسب؛ بغير همز، عبد الرَّحمن بن عبد، أَبو مُحَمَّد، القاريُّ المدنيُّ، يُنسَب إِلى القارة، حليف بني زُهرة)، فهذا المذكور هو والد صاحب التَّرجمة، ثمَّ قال: (ومنهم يعقوب بن عبد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد القاريُّ، سكن الإِسكندريَّة)، فهذا صاحب التَّرجمة، وقوله: (الْقَارِيُّ): تقدَّم أنَّه من القارة، وقوله: (الْقُرَشِيُّ [3]): تقدَّم أنَّه حليف بني زُهرة، وهم من قريش.

قوله: (قَالَ [4]: أَبُو حَازِمِ): تقدَّم مرارًا، بالحَّاء والزَّاي، واسمه سلمة بن دينار.

قوله: (وَقَدِ امْتَرَوْا): أَي: تجادلوا.

قوله: (إِلَى فُلاَنَةَ امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا): تقدَّم أَن بعضهم سمَّاها: عُلَاشة، وتقدَّم أنَّه تصحيف، وتقدَّم أَنَّ اسمها عائشة الأنصاريَّة، وأنَّ في الأَنصار عوائشَ، والله أعلم.

قوله: (مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ): تقدَّم الاختلافُ في اسم الذي نجر المنبر مُطَوَّلًا؛ فانظره.

قوله: (أَجْلِسُ): هو مَرْفوعٌ، فلا يسبق لسانُك إلى جزمه.

قوله: (فَعَمِلَهَا): أَي: الخشبة، وأَمَّا المنبر؛ فمُذكَّر.

قوله: (مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ): تقدَّم الكلام على (الطَّرفاء)، وأنَّها شجر من شجر البادية وشطوط الأَنهار، واحدتها [5]: طَرَفة؛ مثل: (قَصَبَة وقَصباء)، وقد تقدَّم الكلام على ذلك، وعلى (الغابة)، والخلاف في أَيِّ سنة عُمِل المنبر، وعددُ درجاته، وما وقع فيه، وطوله، وعرضه، وماذا صُنِع به آخِرًا؛ فانظره إِن أَردته.

قوله: (ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى): هو مقصورٌ، هو الرُّجوع إلى خلف، وفي «العين»: (الرجوع على الدُّبر)، وحكى أبو عُبيد عن أبي عمرو بن العلاء: (القهقرى: الإِحضار)، كذا رواه ابن دريد في «المصنَّف»، وفي رواية ابن دريد: (القهقرى)، قال أَبو عليٍّ: (هو الصَّواب)، وهو الصَّواب، قاله في «المطالِع»، و (الإِحضار) في كلامه؛ بالحاء المهملة، والضاد المعجمة؛ هو العَدْوُ.

قوله: (وَلِتَعَلَّمُوا صَلاَتِي): هو بفتح العين، وتشديد اللَّام مفتوحة أَيضًا، معناه معروف.

(1/1950)

[حديث: كان جذع يقوم إليه النبي فلما وضع له]

918# قوله: (أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): الأَنْصَارِيُّ، تقدَّم قريبًا وبعيدًا مرارًا.

قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ أَنَسٍ): اعلم أَنَّ (ابنَ أنس) هذا [1]: سيأَتي قريبًا أنَّه حفص بن عُبيد الله بن أَنس، وقد ذكر المِزِّيُّ في «أطرافه» في ترجمة حفص بن عُبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاريِّ عن جابر هذا الحديثَ وطرَّفه، فقال: (البخاريُّ في «الصَّلاة» عن سعيد بن أَبي مريم، عن مُحَمَّد بن جعفر بن أَبي كثير، عن يحيى بن سعيد، عن ابن أَنس به)، ولم يسمِّه، قال: (وقال سليمان، عن يحيى: «أَخْبرني حفص

[ج 1 ص 272]

بن عُبيد الله بن أَنس، وفي «علامات النُّبوَّة» عن إسماعيل بن أَبي أُويس، عن أَخيه أَبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أَنس، عن جابر ... )؛ فذكر الحديث أتمَّ من الأوَّل، وذكر أَبو مسعود أَنَّ البخاريَّ إِنَّما قال في حديث مُحَمَّد بن جعفر: عن يحيى، عن ابن أَنس، ولم يسمِّه؛ لأَنَّ مُحَمَّد بن جعفر يقول فيه: عن يحيى، عن عبيد الله بن حفص بن أَنس، فقال البخاريُّ: عن ابن أنس؛ ليكون أَقربَ إِلى الصَّواب، وذكر هو وخلفٌ أنَّ سليمان الذي استشهد به في (الصَّلاة) هو ابن بلال، وذكر أَنَّ سليمان بن كثير أَيضًا رواه: عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله بن أَنس، كما قال سليمانُ بن بلال، والذي ذكر الذُّهليُّ، والدَّارقطنيُّ: (أَن سليمان بن كثير رواه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر)، فالله [2] أعلم) انتهى، وقد ذكر الجيَّانيُّ هذا المكان، ثمَّ نقل كلامَ أبي مسعود الدِّمشقيِّ، فإن أردته؛ فانظره.

قوله: (سَمِعْنَا لِلْجِذْعِ): هو [3] بالذَّال المعجمة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (أَصْواتِ العِشَارِ): (العِشار): بكسر العين المهملة، وتخفيف الشين المعجمة المخفَّفة، وفي آخره راءٌ؛ وهي النُّوق الحواملُ، ومنه: ناقةٌ عُشَراء، وهي أَحد العِشار، قال ابن دريد: وهي النَّاقة التي أتى [4] لحملها [5] عشرةُ أشهر، وقيل: العِشار: النُّوق التي قد وضع بعضُها، وبعضُها بعدُ لم يضعْ، وقال الدَّاوديُّ: هي التي معها أَولادُها، والأَوَّل أَشهر.

(1/1951)

فائدةٌ: (حنين الجذع) رواه بضعةَ عشرَ صحابيًّا؛ منهم: أُبيُّ بن كعب، وجابر بن عبد الله، وأَنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبَّاس، وسهل بن سعد، وأَبو سعيد الخدريُّ، وبُريدة، وأمُّ سلمة، والمطَّلب بن أَبي وداعة.

تنبيهٌ: حين حنَّ الجذعُ، واتَّفق ما اتَّفق [6] أمر به عليه الصَّلاة والسَّلام، فدُفِن تحت المنبر، كذا في رواية [7]، وفي حديث أُبيٍّ: أنَّه أخذه أُبيٌّ، فكان عنده إِلى أَن أَكلته الأَرضة [8]، وعاد رفاتًا، وفي حديث بُرَيدة: (فقال _يعني النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم_: «إن شئت؛ أردَّك إلى الحائط الذي كنت فيه، تنبت لك عروقُك، ويُكمَل خلقك، ويُجدَّد لك خوصٌ [9] وثمرة، وإن شئت؛ أغرسك في الجنَّة، فيأكل أولياء الله من ثمرتك»، ثمَّ أصغى له عليه الصَّلاة والسَّلام يسمع ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنَّة، فيأكل منِّي أولياء الله، وأكون في مكانٍ لا أبلى فيه، فسمعه مَن يليه، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «قد فعلتُ»، ثمَّ قال: «اختار دار البقاء على دار الفناء»، وحديث بريدة في «سنن الدَّارميِّ» في أوائله نحو ما هو هنا.

قوله: (قَالَ سُلَيمَانُ عَن يَحْيَى): أَخْبَرَنِي حَفْصُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنُ أَنَسٍ [10]: سَمِعَ جَابِرًا): تقدَّم أعلاه الكلام عليه.

==========

[1] (هذا): سقط من (ج).

[2] في (ب) و (ج): (والله).

[3] في (ب): (وهو).

[4] (أتى): سقط من (ب).

[5] في (ب): (يحملها).

[6] في (ج): (واتفق فاتفق).

[7] في (ب): (رواته).

[8] في النُّسخ: (الأرض)، والمثبت من هامش (أ) و (ج).

[9] في (أ) و (ج): (حوص)، وهو تصحيف.

[10] زيد في «اليونينيَّة»: (أَنَّه).

(1/1952)

[حديث: من جاء إلى الجمعة]

919# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، العالم المشهور.

قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم، أحد الأعلام.

==========

[ج 1 ص 273]

(1/1953)

[باب يستقبل الإمام القوم واستقبال الناس الإمام إذا خطب]

قوله: (بَابُ اسْتِقْبَالِ النَّاسِ الإِمَامَ): (الإمام): مَنْصوبٌ، ونصبه على أنَّه مفعول المصدر، وهو (استقبال).

==========

[ج 1 ص 273]

(1/1954)

[حديث: إن النبي جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله]

921# قوله: (حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّ (فَضالة) بفتح الفاء، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هو ابن أبي عبد الدَّسْتَوائِيُّ، وقد تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا نُسِب.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف وكسر المُثلَّثة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ): تقدَّم [1] مرارًا أنَّه سعد بن مالك بن سنان الخدريُّ، وأنَّه بالدَّال المهملة، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] (تقدَّم): ليس في (أ).

[ج 1 ص 273]

(1/1955)

[باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد]

قوله: (بَابُ مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ: أَمَّا بَعْدُ): فائدةٌ: روى قولَه عليه الصَّلاة والسَّلام: «أمَّا بعد» من الصَّحابة خمسةٌ وثلاثون شخصًا، ذكرهم شيخنا الشَّارح في كتاب «الإشارات» له على كتاب «المنهاج» في الفقه من [1] كلام الحافظ عبد القادر الرُّهاويِّ غالبُهم، وباقيهم من كلام ابن منده، وعدَّدهم شيخنا في المؤلَّف المذكور، ولكن [2] فيهم مَنْ لم أعرفه؛ وهو زيد بن أنس السُّلميُّ، وقد رأيت في كلام النَّوويِّ: رُزَين بن أنس السُّلميُّ، وهو الصَّواب، وفيهم مَن الصَّحيحُ أنَّه تابعيٌّ، وقد ذكر المشار إليه في «العجالة» له شرح «المنهاج»: أنَّه رواه اثنان وثلاثون صحابيًّا، ولم يعدِّدهم.

تنبيهٌ: تقدَّم الكلام في (أمَّا بعد)، ومَن قالها أوَّلًا، وضبطُها في أوَّل هذا التعليق، فأغنى عن إعادته هنا.

==========

[1] في (ب): (على).

[2] في (ب): (وليس).

[ج 1 ص 273]

(1/1956)

[معلق: ما من شيء لم أكن أريته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى .. ]

922# قوله: (وَقَالَ مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): أمَّا (محمودٌ)؛ فهو ابن غيلان المروزيُّ، الحافظ، أبو أحمد، عن أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، والفضل بن موسى السينانيِّ، وابن عيينة، وعنه: مَن سوى أبي داود، وابنُ خزيمة، والبغويُّ، وثَّقه النَّسائيُّ، تُوُفِّيَ في رمضان سنة (239 هـ)، أخرج له مِن الجماعة مَن أخذ عنه، وأمَّا (أبو [1] أسامة)؛ فحمَّاد بن أسامة الإمامُ، تقدَّم، وهو مشهور الترجمة.

قوله: (جِدًّا): هو بكسر الجيم، وتشديد الدَّال، وانتُصِب على المصدر؛ ومعناه: بالغ في الطول.

قوله: (حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ): أمَّا (تجلَّاني)؛ فقد قال ابن قُرقُول: (لم أجد لهذه اللَّفظة في كتب اللُّغة ولا من كتب الشروح بيانًا، ومعناها عندي _والله أعلم_: غشيني وغطَّاني، وأصله: يجلِّلني، وجُلُّ الشَّيءِ وجلاله: ما غُطِّي به، ومنه: جلال السُّتور والحجال، وجلُّ الدَّابَّة، فيكون تجلَّى وتجلَّل بمعنًى واحدٍ، كما يقال: تمطَّى وتظنَّى، وأصله: تمطَّط وتظنَّن، فيكون معنى تجلَّاني: تجلَّلني ... ) إلى آخر كلامه، وفي آخره: وقد ذكر البخاريُّ في هذا الحديث: «حتَّى علاني الغشي»، فيكون «تجلَّاني» بمعنى: علاني، وأمَّا «الغشِيُّ»؛ فهو بكسر الشِّين، وتشديد الياء، كذا قيَّده الأصيليُّ، ورواه بعضهم: «الغشْي»، وهما بمعنًى واحدٍ؛ يريد: الغشاوة؛ وهو الغطاء، قال ابن قُرقُول: ورُوِّيناه عن الفقيه أبي مُحَمَّد عن الطَّبريِّ: «العشيز؛ بعينٍ مهملةٍ، وليس بشيء، وقد قدَّمتُ ذلك أيضًا.

قوله: (وَلَغِطَ نِسْوَةٌ): هو بفتح الغين، و (اللَّغط): اختلاط الأصوات والكلام حتَّى لا يفهم، والماضي منه بفتح الغين، كما [2] قدَّمته، وفي أصلنا: مفتوح

[ج 1 ص 273]

ومكسورٌ بالقلم، وأمَّا أنا؛ فلا أعرف الكسر، ثمَّ رأيت شيخنا الشَّارح قال ما لفظه بعد أن فسَّره قال: (قال ابن التِّين: ضبطه بعضهم: بفتح الغين، وبعضهم: بكسرها، وهو بالفتح عند أهل اللُّغة) انتهى.

قوله: (فَانْكَفَأْتُ [3]): هو بهمزة ساكنة بعد الفاء [4]؛ أي: انقلبت.

قوله: (حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّار): يجوز فيهما ثلاثة أوجه: الرَّفع والنَّصب والجرُّ، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وإِنَّهُ قَد أُوحِيَ إِلَيَّ): هو بكسر الهمزة، وهذا ظاهرٌ، و (أُوحِي): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

(1/1957)

قوله: (المَسِيْحِ الدَّجَالِ): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه مَن أراد الزيادة؛ فلينظر «التذكرة» للقرطبيِّ، فإنَّه أمعن الكلام فيه، وتقدَّم ضبطُه وما قد قيل فيه، وسيأتي الكلام فيه، ومِن [5] أين يخرج في (باب الدَّجَّال) في (كتاب الفتن) إن شاء الله تعالى وقدَّره.

قوله: (وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ [6] الْمُرْتَابُ، شَكَّ هِشَامٌ): تقدَّم الكلام في (كتاب العلم) في فتنة القبر، هل هي مُختصَّة بالمؤمنين والمنافقين والكافر لا يُسأَل؛ لأنَّه معلوم الاعتقاد أو عامَّة؟ والصَّحيح التَّعميم، وهل الوِلْدَان يسألون أم لا؟ وأنَّ فيه وجهين في مذهب أحمد: وأنَّ الصَّحيح: أنَّهم يُسأَلون، ومذهب الشَّافعيِّ: أنَّ الصغير لا يُلقَّن في القبر، فَمِن لازمه أنَّه لا يُسأَل، والله أعلم، وتقدَّم ما حكمُ الأمم السَّالفة قبلنا، والله أعلم.

قوله: (إِنْ كُنْتَ): هو بكسر [7] همزة [8] (إن)، وهي مخفَّفة مِن الثقيلة، وقد تقدَّم.

قوله: (فَأَوْعَيْتُهُ): قال الدِّمياطيُّ: (الوجه: وعيته، قال [9] تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]، يقال: وعيتُ العلم، وأوعيتُ المتاع) انتهى، وقال ابن قُرقُول: (الوعي: الحفظ للشيء، ووعيت العلم وأوعيته: حفظته) انتهى، وفي «أفعال ابن القطَّاع»: (وأوعيت العلم؛ مثل: وعيته) انتهى.

تنبيهٌ: سياق البخاريِّ هنا يؤذن بأنَّ أسماءَ روت هذا الحديث عن عائشة، وهو خلاف ما تقدَّم ذكره في (العلم) و (الطهارة) مِن رفعه عنها، قال شيخنا الشَّارح: (ولعلَّ الصَّواب ما هنا) انتهى، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»، فرأيته ذكره في مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.

قوله: (مَا يُغَلَّظُ [10] عَلَيْهِ): (يُغلَّظ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

(1/1958)

[حديث: أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل]

923# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ مَعْمَرٍ): هو بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ مهملةٌ ساكنةٌ، وهو مُحَمَّد بن معمر، القيسيُّ البصريُّ، المعروف بالبحرانيِّ، عن أبي أسامة وروح، وعنه: الجماعة، والبزَّار، وابن صاعد، تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وخمسين ومئتين، كذا رأيت بِخَطِّ بعض فضلاء الدَّماشقة على نسخة من [1] «الكاشف»، وفي «التذهيب»: بعد الخمسين ومئتين، ثقةٌ.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تقدَّم أن هذا هو الضَّحَّاك بن [2] مَخْلَد، وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ روى عنه وعن واحدٍ عنه.

قوله: (سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ): هو الحسن بن أبي الحسن البصريُّ [3]، العالم المشهور.

قوله: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ): هو بمُثَنَّاة فوقُ، وبالغين المعجمة، وهذا معروف، وهو عبديٌّ من عبد القيس، ويقال: إنَّه مِن النمر بن قاسط، يُعَدُّ في أهل البصرة، روى [4] عنه الحسن بن أبي [5] الحسن البصريُّ، والحكم بن الأعرج، كذا ذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» [6]: أنَّه روى عنه الحكمُ بن الأعرج، يقال: هو من جواثى.

تنبيهان: أحدُهما: قال مسلم في كتاب «الوُحْدان»: (إنَّه لم يرو عنه إلَّا الحسنُ البصريُّ)، وكذا قال [7] الحاكم في «علومه»، وغيرُهما، قال شيخنا العراقيُّ: (لم أر له _ أي: للحكم_ روايةً عنه في شيء من طرق أحاديث عمرو بن تغلب).

الثاني: قوله: (حدَّثنا عمرو بن تغلب) ردٌّ على الحافظ أبي الحسن عليِّ ابن المدينيِّ في أنَّه لم يسمع من عمرو بن تغلب، وله في هذا «الصَّحيح» حديثان صرَّح فيهما بالتحديث منه؛ هذا الحديث، وحديث: «بين يدي السَّاعة تقاتلون قومًا ينتعلون الشَّعَرَ» في (باب علامات النُّبوَّة في الإسلام)، والله أعلم.

قوله: (فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا): هذان الفريقان لا أعرفهم بأعيانهم.

قوله: (مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ): هو بفتح الهاء واللَّام، وهو أفحش الجزع.

قوله: (حُمْرَ النَّعَمِ): هو بإسكان الميم، جمع (أحمر)، وإيَّاك أن تضمَّ الميم، فإنِّي سمعت عن بعض المبتدئين [8] يضمُّها، و (النَّعم): الإبل، و (حُمْرُها): أفضلها، قيل: المراد: إهداؤها أو الصَّدقة [9] بها، فيكون أجر ذلك له، وهي كلمة يقولها العرب، وإلَّا فما كان يحبُّ أنَّ له بها الدُّنيا وما فيها.

==========

[1] (من): سقط من (ب).

[2] (بن): سقط من (ب).

(1/1959)

[3] (البصري): سقط من (ب).

[4] في (ب): (وروى).

[5] (أبي): سقط من (ج).

[6] زيد في (ج): (بل).

[7] في (ب): (قاله).

[8] في (ج): (المتقدمين).

[9] في (ب): (تصدقه بها).

[ج 1 ص 274]

(1/1960)

[حديث: أن رسول الله خرج ذات ليلة من جوف الليل .. ]

924# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ... ) إلى: (ابْن شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه ابنُ سعد، وأنَّ (عُقَيلًا) بعده: بضمِّ العين، وفتح القاف، وهو ابن خالد، وأنَّ (ابن شهاب): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، العالم المشهور.

قوله: (عَجَزَ الْمَسْجِدُ): هو بفتح الجيم في الماضي، وكسرها في المستقبل، هذه لغة القرآن وهي الفصحى، وتقدَّم أنَّ الماضي في لغة: بكسر الجيم، والمستقبل: بفتحها.

قوله: (تَابَعَهُ يُونُسُ): الضَّمير في (تابعه) يعود على عُقَيل، وهو يونس بن يزيد الأيليُّ، تقدَّم بعض ترجمته؛ يعني: أنَّه رواه كذلك عن الزُّهريِّ، وقد تابعه في قوله: (أمَّا بعد)، ومتابعة يونس أخرجها مسلم والنَّسائيُّ.

==========

[ج 1 ص 274]

(1/1961)

[حديث: أن رسول الله قام عشية بعد الصلاة فتشهد]

925# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وتقدَّم أن (شُعَيْبًا): هو ابن أبي حمزة، وتقدَّم (الزٌّهْرِي) أعلاه وقبله مرارًا.

قوله: (عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الحاء، وفتح الميم، وأنَّ اسمه عبد الرَّحمن، وقيل: المنذر، صحابيٌّ مشهور، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ): تقدَّم أنَّ العَشيَّ والعشيَّة: من صلاة المغرب إلى العتمة، وقال النَّوويُّ: العشيُّ عند العرب: ما بين زوال الشَّمس إلى غروبها، قاله الأزهريُّ.

قوله: (تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ): الضَّمير في (تابعه) يعود على الزُّهريِّ؛ أي: تابعا الزُّهريَّ، فروياه عن هشامٍ عن أبيه؛ يعني: عروة الذي رواه الزُّهريُّ عنه، فأمَّا (أبو معاوية)؛ فهو مُحَمَّد بن خازم _بالخاء المعجمة وبالزَّاي_ الضَّرير، تقدَّم الكلام عليه، ومتابعته أخرجها مسلم، وأمَّا (أبو أسامة)؛ فهو حمَّاد بن أسامة، الإمام مشهور، ومتابعته أخرجها البخاريُّ في (الزَّكاة) عن يوسف بن موسى، وفي (ترك الحيل) عن عبيد [1] بن إسماعيل؛ كلاهما عن أبي أسامة.

قوله: (تَابَعَهُ الْعَدَنِيُّ عَنْ سُفْيَانَ): الضَّمير في (تابعه) يعود على شعيب؛ أي: تابع العدنيُّ _وسيأتي الكلام عليه_ شعيبًا فرواه عن سفيان بن عيينة، عن الزُّهريِّ، كما رواه شعيب عنه، وفي «الأطراف» للمزِّيِّ: (تابعه العدنيُّ عن سفيان عن هشام)، وقال شيخنا في «شرحه»: (ومتابعة سفيان _وهو ابن عيينة_ فذكرها بعدُ عن الزُّهريِّ، عن عروة، عن أبي حميد، وأخرجها مسلم عن العدنيِّ عن هشام) انتهى، وصوابه [2] عن ابن أبي عمر _وهو العدنيُّ_ عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة به [3].

(1/1962)

و (العَدَنيُّ): هو بفتح العين، والدَّال المهملتين، إلى عدن، واسمه مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيُّ، كما قدمته قريبًا [4]، حافظ مشهور التَّرجمة، روى عن ابن عيينة، وفضيل بن عياض، وأبي معاوية، والدَّراورديِّ، وعبد الرَّزَّاق، وخلقٍ، وعنه: مسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، ولم يخرِّج له البخاريُّ شيئًا في الأصول [5]، (إنَّما أخرج له في المتابعات كما ترى، وقد أخرج له مسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه) [6]، وقد روى أبو داود في كتاب «المسائل» التي سألها أحمد ابن حنبل عن رجل عنه، قال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا، وكان به غفلةٌ، رأيت عنده حديثًا موضوعًا حدَّث به عن ابن عيينة، وكان صدوقًا، وقال غيره: حجَّ سبعًا وسبعين حجَّة، وكان كثير الطَّواف، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، قال البخاريُّ: (مات بمكَّة لإحدى عشرةَ بقيت من ذي الحجَّة سنة «243 هـ»).

[ج 1 ص 274]

(1/1963)

[حديث: قام رسول الله فسمعته حين تشهد يقول أما بعد]

926# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم أنَّه الحكم بن نافع، وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم.

قوله: (حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن [1]): هذا هو زين العابدين ابن عليِّ بن أبي طالب، الهاشميُّ [2] رضي الله عنه، أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو مُحَمَّد، ويقال: أبو عبد الله، أمُّه أمُّ ولد، روى عن أبيه، وعائشةَ، وأبي هريرة، وجمعٍ، وعنه: بنوه مُحَمَّد وزيد وعمر، والزُّهريُّ، وأبو الزِّناد، وخلقٌ، قال الزُّهريُّ: ما رأيت قرشيًّا أفضل منه، كان مع أبيه يوم قُتِل وهو ابن ثلاث وعشرين سنة _وقيل: غير ذلك_ وهو مريضٌ، فقال عمر بن سعد: لا تعرضوا لهذا المريض، مناقبه جمَّة جليلة، وكيف لا؟!، تُوُفِّيَ سنة (92 هـ) وقيل: سنة (93 هـ) ويقال: سنة (94 هـ)، روى له الجماعة.

قوله: (عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ): (المِسْور)؛ بكسر الميم، وإسكان السِّين، صحابيٌّ معروفٌ صغيرٌ، وأبوه صحابيٌّ من مُسلِمة الفتح، ترجمتهما معروفة؛ فلا نُطوِّل بها [3].

قوله: (تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ): الضَّمير في (تابعه) يعود على شعيب، و (الزُّبيديُّ)؛ بضمِّ الزاي، وهو مُحَمَّد بن الوليد، تقدَّم، [ومتابعة الزُّبيديِّ لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، وقال شيخنا: (لا يحضرني مَن أسندها)] [4].

==========

[1] كذا في النُّسخ وهامش (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» و (ق): (حسين).

[2] (الهاشمي): جاء في (ب) بعد قوله: (زين العابدين)، وعليها في (أ) علامة تقديم وتأخير.

[3] في (ب): (بهما).

[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 275]

(1/1964)

[حديث: أما بعد فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس]

927# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ): وهو إسماعيل بن أبان الورَّاق، روى عن مسعر وعدَّة، وعنه: البخاريُّ، وأبو حاتم، وخلقٌ، ثقة [1]، تُوُفِّيَ سنة (216 هـ)، أخرج له البخاريُّ والتِّرمذيُّ، له ترجمة في «الميزان»، وتقدَّم أنَّ أبانًا مصروفٌ على قول الأكثر في أوَّل هذا التَّعليق.

قوله: (حَدَّثَنِي [2] ابْنُ الغَسِيلِ): هو بفتح الغين المعجمة، وكسر السِّين المهملة، واسمه عبد الرَّحمن بن سليمان ابن حنظلة الغسيل، [وإنَّما قيل له: (الغسيل) [3]؛ لأنَّه استُشهِد بأُحُد وهو جُنُب؛ فغسلتْه الملائكةُ، وكذا جرى لحمزة بن عبد المطَّلب، وقال ابن المنذر: إنَّ الملائكة غسلت عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ذكر ذلك بعض فضلاء الشَّافعيَّة من المصريِّين، والله أعلم] [4]، وحنظلة: هو [5] ابن أَبي عامر عمرو بن صيفيِّ بن زيد الأنصاريُّ الأوسيُّ الضُّبَعيُّ، يُعرَف والد حنظلة بالرَّاهب في الجاهليَّة، فسمَّاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: الفاسق [6]، وقصَّته معروفة؛ فلا نُطوِّل بها، روى عبد الرَّحمن عن أَسِيد بن عليٍّ، وعكرمةَ، ورأى أنسًا، وسهلًا، وعنه: إبراهيم وجُبَارة بن المُغلِّس [7]، ويحيى الحِمَّانيُّ، صدوق، تُوُفِّيَ سنة (171 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وله ترجمةٌ في «الميزان».

قوله: (صَعِدَ): تقدَّم أنَّه بكسر العين في الماضي، مفتوحها في المستقبل، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً): (المُتعطِّف): هو المُتوشِّح، كذا في «العين»، وفي «البارع»: (شِبَه التَّوشُّح [8])، قال ابن شُمَيل: (تَردِّيك بثوبك على مَنْكبيك كالذي يفعل النَّاس في الحرِّ)، وقال غيره: لأَنَّه يقع على عطفي الرَّجل، وهما جانبا عنقه، قاله ابن قُرقُول، و (المِلحفة)؛ بكسر الميم، معروفةٌ.

قوله: (عَصَبَ رَأْسَهُ): هو بتخفيف الصَّاد، ويجوز تشديدها [9].

(1/1965)

قوله: (بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ): هي بفتح الدَّال، وكسر السِّين المهملتين، قاله ابن قُرقُول، قال: (أَي: لونها كلون الدَّسم؛ كالزَّيت وشبهه، وقيل: سوداء، وقد رويت هكذا: «عليه عصابة سوداء»، ولم تكن دسماء بما خالطها من الدَّسم؛ بل لأَنَّ لونها [10] لونُ الدَّسم؛ كما يقال: ثوب زيتيٌّ وجوزيٌّ ... ) إلى أَن قال: (وقال ابن الأَنباريِّ: اللَّون الدَّسم: الأَغبر في سواد، وقال الحربيُّ: أُراها من الدَّسم، وهو كالدُّهن ونحوه، وقد تأَوَّل على أنَّها كانت سوداء من دسم الطِّيب؛ كما جاء: كأنَّ ثوبه ثوب زيَّات؛ ممَّا يكثُر القناع؛ أي: ممَّا يغطِّي رأسه، فيتعلَّق بثوبه طيب شعره، وعليه تتوجَّه رواية: «دسِمة»، وزعم الدَّاوديُّ: أنَّها على ظاهرها، وأنَّها لما نالها من عرق المرض، وفي أَصلنا: (دسِمة)؛ بكسر السِّين، وإسكانها بالقلم، وعليها: (معًا).

قوله: (فَثَابُوا): هو بالثَّاء المُثلَّثة في أوَّله؛ أي: رجعوا.

قوله [11]: (وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيْئِهِمْ [12]): يعني: إِلَّا في الحدود، وحقوق الآدميِّين.

==========

[1] (ثقة): سقط من (ج).

[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (حَدَّثَنَا).

[3] (الغسيل): سقط من (ب).

[4] ما بين قوسين سقط من (ج).

[5] في (ج): (وهو حنظلة).

[6] في (أ): (العاشق)، وهو تصحيف.

[7] في (ج): (الفلس)، ولعله تحريف.

[8] في (ج): (المتوشح).

[9] (ويجوز تشديدها): سقط من (ج).

[10] في (ج): (لقربها)، وهو تحريفٌ.

[11] (قوله): سقط من (ج).

[12] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (مُسِيِّهِم)، وينظر هامشها.

[ج 1 ص 275]

(1/1966)

[باب القعدة بين الخطبتين يوم الجمعة]

(1/1967)

[حديث: كان النبي يخطب خطبتين يقعد بينهما]

928# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ [1]): تقدَّم أنَّه بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة.

==========

[1] في (ج): (الفضل)، ولعله تحريف.

[ج 1 ص 275]

(1/1968)

[باب الاستماع إلى الخطبة]

(1/1969)

[حديث: إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على .. ]

929# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مِرارًا قريبًا وبعيدًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، أَحد الأَعلام، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم، العَلَم الفَرْد.

قوله: (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ [1]): هو بالغين المعجمة، وتشديد الرَّاء، واسمه سلمان [2]، مدنيٌّ، مولى جُهَينة، روى عن أَبي هريرة، وأَبي أيُّوبَ، وعنه: الزُّهريُّ وبُكَير بن الأَشجِّ، أَخرج له الجماعة، وجماعة، قال شعبة: كان الأَغرُّ قاصًّا من أَهل المدينة، وكان رضًا.

قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مِرارًا كثيرة أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من ثلاثين قولًا.

قوله: (وَقَفَتِ الْمَلاَئِكَةُ): تقدَّم أنَّ هؤلاء غيرُ الحفظة، في أَوائل (الجمعة).

قوله: (وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ): تقدَّم الكلام مِن أيِّ ساعة يكون التَّبكير إِليها، و (المُهجِّر): المُبكِّر، ويقال: مِن وقت الهاجرة، تقدَّم.

قوله: (بَدَنَةً): تقدَّم الكلام عليها في (كتاب الجمعة).

قوله: (ثُمَّ دَجَاجَةً): تقدَّم أنَّها مُثلَّثة الدَّال، وكذا الجمع، وتقدَّم ما جاء في «النَّسائيِّ» من بطَّةٍ وعصفور؛ فانظره في أَوائل (الجمعة).

(1/1970)

[باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب أمره أن يصلى ركعتين]

(1/1971)

[حديث: أصليت يا فلان؟]

930# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم مرَّاتٍ [1] مُحَمَّد بن الفضل عارمٌ، وتقدَّم أنَّه بعيد من العرامة؛ لأنَّ العارم: الشِّرِّير أَو الشَّرس.

قوله: (جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ): هذا الرَّجل هو سُلَيك بن عمرو الغطفانيُّ، وقيل: سليك بن هُدْبة، روى نُعَيم عن الفريابيِّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن سُلَيك: (أنَّه جاء المسجد ... )؛ فذكره، (وقد صرَّح مسلم [2] باسم [3] سُلَيك، قال ابن بشكوال: هو سُلَيك، كما في «مسلم» و «مسند الحميديِّ»، وقيل: أبو هُدْبة، قاله الخطيب البغداديُّ، وقيل: النُّعْمان بن نوفل) [4].

==========

[1] زيد في (ب): (أنَّه).

[2] (مسلم): سقط من (ب).

[3] في (ب): (بأنه).

[4] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 275]

(1/1972)

[باب من جاء والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين]

(1/1973)

[حديث: دخل رجل يوم الجمعة والنبي يخطب]

931# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ [1]): (سفيان) هذا: هو ابن عيينة، وكذا أخرجه المِزِّيُّ في ترجمة سفيان بن عيينة، عن عمرٍو، عن جابرٍ، و (عمرو): هو ابن دينار، وليس في الكتب السِّتَّة للثوريِّ شيء عن عمرو بن دينار، عن جابر؛ فاعلمه.

قوله: (دَخَلَ رَجُلٌ): تقدَّم الكلام عليه أَعلاه.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (سمع جابرًا).

[ج 1 ص 275]

(1/1974)

[باب رفع اليدين في الخطبة]

(1/1975)

[حديث: بينما النبي يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل ... ]

932# قوله: (وَعَنْ يُونُسَ [1]، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ): هذا معطوفٌ على السَّند قبله، وكأنَّه قال: وحدَّثنا مُسَدِّد: حدَّثنا حمَّاد بن زيد عن يونس _هو ابن عبيد_ عن ثابت، عن أَنس، وليس تعليقًا، فإيَّاك [2] أَن تجعله تعليقًا، والله أعلم.

قوله: (إِذْ قَامَ رَجُلٌ): وسيأَتي (فَقَامَ [3] أَعْرَابيٌّ) [خ¦933]، وهذا لا أَعلم أَحدًا سمَّاه، [وقال بعض حُفَّاظ العصر: (لم يُسمَّ هذا الرجل، وقد قيل: إنَّه مُرَّة بن كعب، وقيل: العبَّاس بن عبد المطَّلب، وقيل: أَبو سفيان بن حرب، وكلُّ ذلك غلط ممَّن قاله؛ لمغايرة كلٍّ من الأَحاديث الثلاثة للقصَّة التي ذكرها أَنسٌ، قال: ثمَّ وجدته في «دلائل النُّبوَّة» للبيهقيِّ في رواية مُرسَلة ما يدلُّ على أنَّه [4]: خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاريُّ أَخو عيينة بن حصن، فهذا هو المُعتمَد، وفي رواية ابن سعد: «فقام أَعرابيٌّ»، انتهى، وهذا في «الصَّحيح»، قال [5]: (وله: «فقام رجل أَعرابيٌّ من أَهل البدو»)، ثمَّ ذكر ما يدلُّ على أنَّه الرَّجل الأوَّل، وخارجة بن حصن أخو عيينة أَبو أَسماء، صحابيٌّ، قدم بعد تبوك] [6].

قوله: (هَلَكَ الْكُرَاعُ): هو بضمِّ الكاف، وتخفيف الرَّاء، وفي آخره عينٌ مهملةٌ، قال ابن قُرقُول: (بضمِّ الكاف، وضبطه بعضهم عن الأصيليِّ: بكسرها،

[ج 1 ص 275]

وهو خطأٌ، وهو اسمٌ يَجمع الخيلَ).

(1/1976)

[باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة]

(1/1977)

[حديث: أصابت الناس سنة على عهد النبي]

933# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو [1]): وفي نسخة الأَوزاعيِّ بعد (أَبي عمرو): (وهو هو)، واسمه عبد الرَّحمن بن عمرو أَبو عمرو، وقد تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه أَفتى في سبعين أَلف مسألة، وتقدَّم [2] لماذا نُسِب مُطَوَّلًا في أَوائل هذا التعليق.

قوله: (سَنَةٌ): أَي: قحطٌ وجدبٌ.

قوله: (قَامَ أَعْرَابِيٌّ): تقدَّم قريبًا [3] أنِّي لا أَعرف ولا أَعلم أَحدًا سمَّاه غير ما ذكرت لك قريبًا [4].

قوله: (قَزَعَةً): أَي: سحابة، وتقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بفتح الزَّاي.

قوله: (وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ): تقدَّم أَعلاه وقبله أنِّي لا أَعرفه، (وتقدَّم قريبًا ما قاله بعض حُفَّاظ هذا [5] العصر) [6].

قوله: (مِثْلَ الْجَوْبَةِ): هي بفتح الجيم، وإسكان الواو، ثمَّ باء مُوَحَّدة، ثمَّ تاء التَّأنيث، وهي الفجوة بين البيوت، والفجوة: المكان الفارغ المتَّسع، قال ابن قُرقُول: (وقد رأَيت بعضهم قد صحَّف «الجوبة» بـ «الجونة»، ثمَّ فسَّره بالشمس في سوادها حين تغيب، وقيل: صارت حولها كجيب القميص لرأسِ لابسه، وجيبه: هو طوقه الذي يخرج منه الرأس) انتهى.

(1/1978)

قوله: (وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ [7] شَهْرًا): قال ابن قُرقُول: (قناة وادٍ: من أَودية المدينة، عليه حَرْثٌ ومالٌ، وقد يقال: وادي قناة) انتهى، وفي «النِّهاية» بعد أَن ذكره قال: وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف، وقال شيخنا الشَّارح: (والقناة: مجمع الماء، وقيل: القناة: اسم الوادي، لم يصرفه؛ لأنَّه معرفة بدلٌ [8] من معرفة، وفي أبواب (الاستسقاء): (حتَّى سال وادي قناةُ) غير مصروف أَيضًا؛ لأنَّ «قناة» معرفةٌ، وهو اسم للبقعة لا ينصرف) انتهى، وقال النَّوويُّ في «شرح مسلم»: (وادي قناة؛ بفتح القاف: اسم لوادٍ من أودية المدينة، وعليه زَرْعٌ لهم)، فأَضافه هنا إِلى نفسه، وفي رواية البخاريِّ: (وسال الوادي قناة)، وهذا صحيح على البدل على ظاهره، وعند البصريِّين: يُقدَّر فيه محذوفٌ، وفي رواية البخاريِّ: (وسال الوادي؛ وادي قناة) انتهى، وفي نسخة صحيحة: (وسال الوادي قناةُ شهرًا): (قناة) مَرْفوعٌ غيرُ منوَّنٍ بالقلم، وقد كتب في الهامش ما صورته: (أَبو يعلى وابن الأديب: منصوبًا: قناةً) انتهى، ويريد بـ (أبي يعلى، وابن الأديب): نسختيهما، انتهى، فإذا جاء (وسال قناةُ)؛ فلا شكَّ أنَّ (قناة) مَرْفوعٌ غيرُ مصروف، وإِذا جاء (وادي قناةَ)؛ فهذا مضاف إِلى نفسه، وإِذا جاء (فسال الوادي قناةُ)؛ فلا شكَّ أنَّ (قناة) مَرْفوعٌ؛ لأنَّه بدل من (الوادي)، وهو غير مصروف، والله أعلم، وكذا هو في أَصلنا.

قوله: (بِالْجَوْدِ): هو بفتح الجيم، ثمَّ واوٍ ساكنةٍ، ثمَّ دالٍ مهملةٍ، وهو المطر الغزير.

==========

[1] في هامش (ق): (عبد الرَّحمن بن عمرو).

[2] في (ب): (وقد تقدَّم).

[3] في (ب): (فيها).

[4] (غير ما ذكرت لك قريبًا): سقط من (ج).

[5] (هذا): سقط من (ب).

[6] ما بين قوسين سقط من (ج).

[7] في هامش (ق): (وادي قناة قرابة من المدينة لا يجري إلا عند المطر الغزير).

[8] في (ج): (بل)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 276]

(1/1979)

[باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب ... ]

قوله: (لِصَاحِبِهِ): أي: لجليسه.

قوله: (أَنْصِتْ): هو بفتح الهمزة رُباعيٌّ، وتقدَّم أنَّه يقال: رُباعيٌّ، وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ)، غيرَ مَرَّةٍ، ومعناه: اسكت.

قوله: (فَقَدْ لَغَا): أَي: تكلَّم بما لا ينبغي، وقيل: عَدَل عن الصَّواب، وقيل: خاب، واللَّغوُ: الهدرُ من القول والباطلُ، يقال: لَغَا يَلْغُو _ كَـ (غَزا يَغزو) _ لَغْوًا، ولَغِي يَلْغى؛ كـ (عمي يَعْمَى)، لغتان؛ الأُولى أَفصح.

قوله: (يُنْصِتُ): تقدَّم أَعلاه أنَّه رُباعيٌّ، وثلاثيٌّ، و (انْتَصِتْ).

==========

[ج 1 ص 276]

(1/1980)

[حديث: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت]

934# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): تقدَّم أنَّه ابن سعد، الإِمام العالم، وتقدَّم (عُقَيْل): وهو ابن خالد، أنَّه بضمِّ العين وفتح القاف، وتقدَّم (الزُّهْرِيُّ [1]): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم [2]، العَلَمُ [3] المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيّبِ): تقدَّم أنَّه بفتح الياء وكسرها، وأنَّ غيره ممَّن اسمه المسيَّب لا يجوز فيه إلَّا فتح الياء مِرارًا.

(1/1981)

[باب الساعة التي في يوم الجمعة]

(باب الساعة التي في يوم الجمعة)

==========

[ج 1 ص 276]

(1/1982)

[حديث: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي]

935# قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مِرارًا أنَّه بالنُّون، وأنَّ اسمه عبد الله بن ذكوان، الإِمام.

قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم مِرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز.

قوله: (فِيهِ سَاعَةٌ ... )؛ الحديث: اعلم أنَّ النَّاس اختلفوا في هذه السَّاعة، هل هي باقية أم رُفِعَتْ؟ على قولين حكاهما ابن عبد البرِّ، انتهى، والأَصحُّ بقاؤها [1]، والذين قالوا: باقية لم تُرْفَع، اختلفوا؛ هل هي في وقت من اليوم بعينه أم هي غير معينة؟ على قولين، ثمَّ اختَلَفَ مَن قال بعدم تعيينها، هل [2] تنتقل في ساعات اليوم أو لا؟ على قولين، والذين قالوا بتعيينها اختلفوا فيه على أَحد عشر قولًا: الأَوَّل: من بعد طلوع الفجر إِلى طلوع الشَّمس، وبعد صلاة العصر إِلى غروب الشمس، الثاني: أنَّها عند الزَّوال، الثالث: أنَّها إِذا أَذَّن المُؤذِّن لصلاة الجمعة، الرَّابع: أنَّها إِذا جلس الإِمام على المنبر حتَّى يفرغ، الخامس: هي السَّاعة التي اختار الله وقتها للصَّلاة، السَّادس: قال أَبو السِّوار العدويُّ: كانوا يرون أنَّ [3] الدُّعاء مستجاب ما بين زوال الشَّمس إِلى أَن تدخل الصَّلاة، السَّابع: ما بين أَن تزيغ [4] الشَّمس شِبرًا إِلى ذراع، الثَّامن: أنَّها ما بين العصر إِلى غروب الشمس، التَّاسع: أنَّها آخر ساعة بعد العصر، العاشر: أنَّها من حين خروج الإِمام إِلى فراغ الصَّلاة، الحادي عشر: أنَّها السَّاعة الثَّالثة من النَّهار.

قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (والرَّاجح من هذه الأَقوال قولان تضمَّنتهما [5] الأَحاديث الثَّابتة [6]، واختُلِف في ترجيح كلٍّ منهما على الآخر، فقيل: قول: إنَّها ما بين أَن يجلس الإِمام إِلى أَن تُقضَى الصَّلاة، رواه مسلم في «صحيحه»)، قال النَّوويُّ: (وهو الصحيح أَو الصَّواب) انتهى، وفي سند هذا الحديث اختلافٌ، ذكره الدَّارقطنيُّ: (أنَّه رُوِي مرفوعًا وموقوفًا، ولكنَّ الصَّحيح أَنَّ هذه العلَّة ليست قادحة؛ لما عُرِف في علوم الحديث، وفي المسألة [7] أَربعةُ أَقوال: أحدها: الحكم لمَن وصل إِذا كان ثقة، والثاني: أنَّه موقوف، والثَّالث: الحكم للأَكثر، وقيل: للأحفظ، وفيه علَّةٌ أُخرى، وهي رواية مخرمة بن بُكَير، عن أَبيه،

[ج 1 ص 276]

(1/1983)

وفي سماعه منه ثلاثة أَقوال: لم يسمع منه مُطلَقًا، قاله أَحمد، وابن مَعِين، والبُخاريُّ، وانتقد الدَّارقطنيُّ هذه التَّرجمة على مسلم، وله بها سبعةَ عشرَ حديثًا في غالب ظنِّي أنِّي عددتها كلَّما [8] مرَّ بي [9] واحدٌ منها، ثانيها: سَمِعَ منه فَرْدَ حديثٍ، قال أَبو داود: (لم يسمع من أَبيه إِلا حديثَ الوتر)، ثالثها: سمع منه، وحكى بعضهم قولين [10] فقط، وضعَّف بُكَيرًا ابنُ مَعِين أَيضًا، وله ترجمة في «الميزان»، والقول [11] الآخر: أَنَّها بعد العصر، وحجَّتُه: ما رواه أَحمد في «المُسنَد» من حديث أَبي سعيد وأَبي هريرة رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إنَّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللهَ فيها خيرًا إِلا أَعطاه إِيَّاه، وهي بعد العصر»، وجاءت فيها أَحاديثُ غير هذا، قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (وهو قول أَكثر السَّلف، وعليه أَكثرُ الأَحاديث)، ويليه القول بأنَّها ساعةُ الصَّلاة، قال ابن القيِّم: (وعندي أنَّ ساعة الصَّلاة ساعة يُرجَى فيها الإِجابة أَيضًا، وكلاهما ساعة إِجابة، وإِن كانت المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر؛ فهي ساعة [12] معيَّنةٌ من اليوم لا تتقدَّم ولا تتأَخَّر، وأمَّا ساعة الصَّلاة؛ فتابعة للصَّلاة، تقدَّمت أو تأخَّرت؛ لأنَّ في اجتماع المسلمين وصلاتِهم وتضرُّعِهم وابتهالهم إِلى الله تعالى تأْثيرًا في الإِجابة، فساعة اجتماعهم ساعةٌ تُرجَى فيها الإِجابة، وعلى هذا؛ فتتَّفق الأَحاديث، ويكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد حضَّ أَمَّته على الدُّعاء والابتهال إِلى الله تعالى في هاتين السَّاعتين ... ) إِلى آخر كلامه، وقال في «معاليم [13] المُوقِّعين» كلامًا حاصلُه: (أنَّ ساعة الإِجابة التي في يوم الجمعة هي بعد العصر، وأنَّ ساعة الصَّلاة _يعني: صلاة الجمعة_ أَولى أَن تكون ساعةَ إِجابةٍ، كما أَنَّ المسجد الذي أُسِّس على التَّقوى هو مسجد قباء، ومسجد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أَولى بذلك منه، وهذا أَولى مِن جمع مَن جمع بينهما بنقلهما) انتهى، وحجَّةُ كلِّ قول، ونصب الأَدلة، وترجيح بعضها على بعض؛ طويلٌ جدًّا، ويكفي [14] هذا، وقد ذكر شيخنا المؤلِّف فيها عشرين قولًا، وفيها شتَّى [15] مداخلَ، قال [16]: (وقد أَفردتها قديمًا في جزء)، وقال في «شرح المنهاج»: (أنَّه بلغها ستَّةَ عشرَ قولًا في الجزء المذكور)، والله أَعلم.

==========

(1/1984)

[1] في (ب): (بقاؤهما).

[2] زيد في (ب): (هو).

[3] (أن): سقط من (ج).

[4] في (ج): (ترفع).

[5] في (ج): (تضمنتها)، وهو تحريفٌ.

[6] في (ج): (الثانية)، ولعله تصحيف.

[7] في (ب): (الحديث).

[8] في (ب): (المازني).

[9] (مر بي): سقط من (ب).

[10] في (ج): (قوله).

[11] في (ب): (ولا نقول).

[12] زيد في (ج): (بعد).

[13] في (ج): (معالم).

[14] في (ب): (وتلقى).

[15] في (ب) و (ج): (شيء).

[16] (قال): سقط من (ج).

(1/1985)

[باب: إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة ... ]

(1/1986)

[حديث: بينما نحن نصلي مع النبي إذ أقبلت عير تحمل طعامًا]

936# قوله: (حَدَّثَنَا زَائِدَةُ [1]): هذا هو زائدة بن قدامة، أَبو الصلت، الثَّقفيُّ الكوفيُّ، الحافظ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ حُصَيْنٍ): هو بضمِّ الحاء، وفتح الصَّاد المهملتين، وهو حصين بن عبد الرَّحمن السُّلميُّ، أَبو الهذيل، الكوفيُّ، ابن عمِّ منصور، تقدَّم.

قوله: (إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ): (العِير): القافلة التي تحمل الطَّعام أَو التِّجارة [2]، لا تُسمَّى عيرًا إِلا هكذا.

فائدة: إن قيل: لمن كانت هذه العير؟ فجوابه: أنَّ ابن بشكوالَ قال: (اختُلِف في صاحب العير؛ فقيل: دُحْية الكلبيُّ، وقيل: عبد الرَّحمن بن عوف، وقيل: وبَرة الكلبيُّ، وشاهد الأوَّل في «تفسير بقيٍّ»: وذكر مقاتل: «أنَّ العير لعبد الرَّحمن بن عوف، وفي حديث ابن وهب، عن اللَّيث: أنَّ وَبَرة الكلبيَّ قدم بتجارة ... »؛ وساق الحديث) انتهى، فأَمَّا عبد الرَّحمن بن عوف، ودُحْية بن خليفة؛ فصحابيَّان مشهوران، وأمَّا وَبَرة؛ فلا أَعلم له إِسلامًا ولا ترجمةً، [وقال بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين: (ذكر ابن حِبَّان في الصَّحابة وبرَ بنَ بحيس الكلبيَّ، وقال: له صحبة، فيحتمل) انتهى] [3]، ولعلَّ الجمعَ بين الأَقوال أنَّها كانت للثَّلاثة، فنُسِبت في كلِّ قول إِلى واحد منهم، والله أَعلم.

قوله: (إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا): قال شيخنا: (وفي «الدَّارقطنيِّ»: «ليس معه إِلا أَربعين رجلًا أَنا فيهم»)، ثمَّ قال: (نقله كذلك، عن عليِّ بن عاصم، عن حُصَين، وخالفه أَصحاب حُصَين، فقالوا: «اثني عشر رجلًا»، وفي موضعٍ آخرَ قال: روى الدَّارقطنيُّ والبيهقيُّ من حديث جابر: «انفضُّوا حتَّى لم يبق إِلا أربعون رجلًا»، قالا: لم يقلْ: «أربعون» إِلَّا عليُّ بن عاصم، عن حُصَين، وخالفه أَصحاب حُصَين، فقالوا: «اثنا عشر») انتهى، وعليُّ بن عاصم متروكٌ، كما قاله النَّسائيُّ، وقال البخاريُّ: ليس بالقويِّ عندهم، يتكلَّمون فيه، وقال ابن معين: ليس بشيء.

(1/1987)

وفي «المعاني» للفرَّاء: (إلَّا ثمانية نفر)، وفي «تفسير عبد»: (إلَّا سبعة)، وفي «مراسيل أَبي داود»: من حديث مقاتل بن حَيَّان: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان يصلِّي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتَّى كان يوم [4] جمعة والنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخطب وقد صلَّى الجمعة، فدخل رجلٌ، فقال: إنَّ دحية قدم بتجارة، وكان دحية إِذا قدم؛ تلقَّاه أَهله بالدُّفوف، فخرج النَّاس لم يظنُّوا إلَّا أنَّه ليس في ترك الخطبة شيءٌ، فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا ... } [الجمعة: 11]؛ الآية، فقدَّم الخطبة يوم الجمعة، وهذا وإِن [5] لم يتَّصل من وجه ثابت؛ فالظَّنُّ الجميل بالصحابة يوجب أَن يكون صحيحًا، قاله السُّهيليُّ، والقاضي عياض بعده، قال القاضي: (وقد أَنكر بعض العلماء أَن يكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خطب قطُّ بعد صلاة الجمعة لها) انتهى.

فائدة: جاء في «مسلم» من حديث جابر: (إلَّا اثنا عشر أَنا فيهم)، وفي «مسلم» أَيضًا: (فيهم أَبو بكر وعمر)، وذكر السُّهيليُّ: (أنَّه جاء ذكر الباقين [6] في حديث مُرسَلٍ رواه أَسد بن عمرو، والد موسى بن أَسد، وهم أَبو بكر، وعمر ... ؛ فذكر العشرةَ، وبلالٌ، وابنُ مسعود، [وفي روايةٍ: عمَّار بن ياسر، وأَهملَ جابرًا، وهو في «مسلم» كما تقدَّم، وسالم مولى أَبي حذيفة، ذكره إِسماعيل بن أَبي زياد الشَّاميُّ في تفسير ابن عبَّاس، وجاء في رواية: «فلم يبقَ معه إلَّا اثنا عشر رجلًا وامرأة»، وفي أخرى: «وامرتان»، ذكرها إسماعيل هذا) انتهى، وفي «غرر التِّبيان [7]» لابن جماعة بدرِ الدِّين: (أنَّهم العشرة، وبلال، وابن مسعود] [8]، وقيل: عمَّار، وقيل: بقي ثمانية، وقيل: أَحدَ عشرَ وامرأة، وقيل: اتَّفق ذلك ثلاث مرَّات، وقيل: كانت الخطبة بعد [9] الصَّلاة، فتوهَّموا أنَّهم قضَوا ما عليهم، ثمَّ حُوِّلت إِلى ما قبلها) انتهى.

والحاصل من الأقوال في عددهم: العشرة، وجابر، وبلال، وابن مسعود، وعمَّار، وسالم، وامرأتان، المجموع: خمسةَ عشرَ رجلًا وامرأتان، جملتُهم سبعةَ عشرَ شخصًا، والله أَعلم.

==========

[1] زيد في (ب): (تقدَّم).

[2] في (ج): (والتجارة).

[3] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[4] (يوم): سقط من (ج).

[5] في (ج): (فإن).

[6] في (ج): (الفاقين).

[7] في (ج): (البيان)، وكلاهما صحيح.

[8] ما بين معقوفين سقط من (ب).

(1/1988)

[9] في النُّسخ: (قبل)، والمثبت من هامش (ب)، ولعلَّه هو الصواب.

[ج 1 ص 277]

(1/1989)

[باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها]

قوله: (بَابُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَقَبْلَهَا): يعني: ما جاء فيه؛ يعني: لم يجِئ فيه إِلا ركعتان بعدها، وجاء في «مسلم»: (أَربعٌ بعدها، وأمَّا قبلَها؛ فلا أَعلم فيه شيئًا يصحُّ)، وحديث ابن ماجه: «أصليت قبل أَن تجيْءَ؟» سنده صحيح، وهو تصحيف من: (أَن تجلس)، قاله الحافظ المِزِّيُّ شيخ شيوخنا، والله أعلم.

==========

[ج 1 ص 277]

(1/1990)

[باب قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}]

(1/1991)

[حديث: كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا]

938# قوله: (سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ): تقدَّم أنَّه نسبَه إِلى جدِّه، وهو سعيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن سالم، مولى بني جُمَح، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ): (غسَّان): يُصرَف ولا يُصرَف، واسمه مُحَمَّد بن مُطرِّف، أَبو غسان، اللَّيثيُّ، مدنيٌّ إِمامٌ، نزل عَسقلان، عن ابن المنكدر وزيد بن أَسلم، وعنه: آدم، وعليُّ بن الجعد، وعدَّةٌ، حدَّث [1] ببغداد، وثَّقه أَحمد وغيره، ومات قبل السبعين والمئة، كذا أَرَّخ وفاته ابن عبد [2] الهادي في «طبقات الحُفَّاظ» له، له ترجمةٌ في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ): تقدَّم مرارًا [3] أنَّه بالحاء المهملة، وبالزَّاي، وتقدَّم أنَّ اسمه سلمة بن دينار.

قوله: (كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ): هذه المرأة لا أَعرف أَحدًا سمَّاها رضي الله عنها.

قوله: (تَجْعَلُ [4] عَلَى أَرْبِعَاءَ): كذا لأَكثرهم، وعند الجرجانيِّ: (تحقل)؛ بالحاء والقاف، قال ابن قُرقُول: (وهو الصَّواب؛ أَي: تزرع على جداولَ

[ج 1 ص 277]

لها، والحقلة: المزرعة، والحقل مثله أَيضًا، وقيَّده بعضهم عن القابسيِّ وأبي زيد: «تحفل_ بالفاء _ على أَربعاء»، وكذلك قيَّده: «فتحمله في قدر» عوضًا من «فتجعله»، وعند الأصيليِّ: «سلقٌ»؛ بالرَّفع، ووجهه: أن يكون مفعولًا لم يُسمَّ فاعله لـ «يُجعَل» [5] على أن تُضمَّ الياء منه، أو «تَجْعَل على أربعاء في مزرعةٍ لها سلقٌ»، أو يكون «سلق» مبتدأ، وخبره في «لها»، ويكون الفعل «تحقل على أربعاء»، ثمَّ استأنف، فقال: «لها سلق، فتجعله»، قال ابن قُرقُول: (قال القاضي: وكذا وجدت بعضهم قد ضبطه: و «الأربعاء»، جمع «ربيع»؛ وهي الجداول) انتهى.

قوله: (فِي مَزْرَعَةٍ): هي [6] مُثلَّثة الرَّاء، كذا عن ابن مالك.

قوله: (قُبْضَةً): هي بضمِّ القاف: الشَّيء المقبوض، وهو ما قبضت عليه مِن شيء، يقال: أَعطاه قبضة من سويق أو تمر؛ أَي: كفًّا منه، وربَّما جاء بالفتح، قاله الجوهريُّ.

(1/1992)

قوله: (عَرْقَهُ): هو بفتح العين، وإسكان الرَّاء؛ وهو العظم بما عليه من بقيَّة اللَّحم [7]، ومعنى (عرقه): أي: لحمه، قال ابن قُرقُول: (في «الأَطعمة»، فصارت عرقه، كذا قيَّده القابسيُّ [8] وعبدوس بعينٍ [9] مفتوحةٍ مهملةٍ، وعند أبي ذرٍّ: «عُرْقه»؛ بضمِّ العين، وسكون الرَّاء، وعند الأصيليِّ: «غَرْفه»، وعند غيره: «غُرْفه»، وكلاهما: المرقة التي تُغْرَف، قال ابن دريد: الغُرفة والغِراف: ما اغترفته بيدك، قلت: وقد رُوِي: «فصارت عرقةً»؛ أي: تقوم مقام اللَّحم؛ يعني: أَضلاع السِّلق) انتهى، وذكر في «الغين المعجمة»: [(فتكون أَصول السِّلق: «غُرقَةً [10]»، وفي أخرى: «فصارتْ عرفه»، وقد تقدَّم)] [11]، وقال ابن الأثير في (العين المهملة): (وفي حديث الأطعمة: «فصارت عَرْقَه»؛ يعني: أنَّ أضلاع السِّلق قامت في الطَّبيخ مقام قطع اللَّحم، هكذا جاء في رواية، وفي رواية أخرى: بالغين المعجمة، والفاء؛ يريد: المرق، من الغرف)، وقال في (الغين المعجمة): (وفي [12] حديث أَنس: «وغرقًا فيه دُبَّاء»، هكذا جاء في رواية، والمعروف: «مرقًا»، والغرق: المرق، قال الجوهريُّ: الغُرقة [13]_ بالضَّمِّ_ مثل: الشربة من اللَّبن وغيره، والجمع: غُرَق [14]، ومنه الحديث: «فيكون أصول السلق غرقةً [15]»، وفي أخرى: (فصارت عَرقة [16])، وقد رواه بعضهم: بالفاء؛ أَي: ممَّا يُغْرَف) انتهى.

قوله: (حَدَّثَنِي [17] ابْنُ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم أنَّه بالحاء المهملة، وبالزَّاي، وهو عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار الذي تقدَّم قريبًا، وعبد العزيز يروي عن أبيه، وسهيل، والعلاء، ويزيدَ بن الهادي، وعنه: أبو مصعب، وقتيبة، وابن حُجْر، قال أحمد: لم يكن يُعرَف بطلب الحديث، ولم يكن بالمدينة بعد ذلك أفقهُ منه، ويقال: إنَّ كتبَ سليمان [18] بن بلال وقعت إليه ولم يسمعها [19]، وقال ابن معين: ثقة، تُوُفِّيَ سنة (184 ه) [20]، أَخرج له الجماعة، وقد كتبه ابن سيِّد الناس اليعمريُّ خطيب يونس جدُّ الشيخ فتح الدين ابن سيِّد الناس، وذكره قبله العُقَيليُّ، فذكر كتب سليمان، له ترجمةٌ في «الميزان».

(1/1993)

[باب القائلة بعد الجمعة]

(1/1994)

[حديث: كنا نبكر إلى الجمعة ثم نقيل]

940# [قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ): هو إِبراهيم بن مُحَمَّد بن الحارث، تقدَّم]. [1]

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ب) و (ج).

[ج 1 ص 278]

(1/1995)

[حديث: كنا نصلي مع النبي الجمعة ثم تكون القائلة]

941# [قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ): يُصرَف ولا يُصرَف، واسمه مُحَمَّد بن مُطرِّف، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا [1] أَبُو حَازِمٍ): تقدَّم قريبًا جدًّا ضبطُه، وأنَّه سلمة بن دينار] [2].

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ب) و (ج).

[ج 1 ص 278]

(1/1996)

((12)) (كتاب صَلاَةِ الْخَوْفِ)

(بَابُ صَلاَةِ الْخَوْفِ) ... إلى (بَاب فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ)

فائدةٌ: أوَّل ما صلَّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الخوف في السنة الرابعة، قاله غير واحد من الحُفَّاظ، وفي «مُسنَد أَحمد» من حديث جابر: (أنَّ صلاة الخوف كانت في السَّنة السَّابعة) انتهى، ويمكن تأويلُه، ويجتمع مع ما قالوه، والله أَعلم.

فائدةٌ ثانيةٌ: رُوِيت صلاة الخوف على وجوهٍ كثيرةٍ، قال التِّرمذيُّ: (قال الإمام أَحمد: قد رُوِي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم صلاة الخوف على أَوجه، وما أَعلم في هذا الباب إِلَّا حديثًا صحيحًا)، وعنه: (لا أَعلم أنَّه رُوِي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الخوف إلَّا حديثٌ ثابتٌ، هي كلُّها صِحاحٌ ثابتةٌ)، وقيل: أيُّ [1] حديث صلَّى منها صلاة الخوف؛ أَجزأه، وقال ابن العربيِّ: (رُوِّيت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الخوف رواياتٍ كثيرةً؛ أَصحُّها: ستَّ عشرةَ روايةً مختلفةً)، وقال في «القبس»: (صلَّاها أَربعًا وعشرين مرَّةً)، وقال أبو عمر: (المرويُّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك ستَّةُ أَوجه)، وقال غيره: صحَّ منها سبعةٌ، وذكر ابن القصَّار: (أنَّه صلَّاها في عشرةِ مواطنَ، وصحَّحها بعضهم في ثلاث فقط)، وقال ابن حزم: (هو مخيَّر بين أَربعةَ عشرَ وجهًا؛ كلُّها صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، هذا مُلخَّصٌ من كلام شيخنا الشَّارح، وقال شيخنا المشار إِليه في «شرح المنهاج»: (وذكر ابن حِبَّان في «صحيحه» منها تسعةً) انتهى، ولغير شيخنا كلامٌ في صلاة الخوف، ولكن رأيت كلام شيخنا أَجمعَ؛ لأنَّه جمع بين أَقوالٍ.

==========

[1] في (ج): (إن).

[ج 1 ص 278]

(1/1997)

[حديث: غزوت مع رسول الله قبل نجد فوازينا]

942# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.

قوله: (أَخْبَرَنَا [1] شُعَيْبٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أَبي حمزة، وكذا (الزُّهْرِي): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم مرارًا، العالم الفرد.

قوله: (قِبَلَ نَجْدٍ): تقدَّم أنَّ (قِبَل)؛ بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة مرَّات.

قوله: (فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ): أي: قربنا منه، وقابلناه، وأَصله الهمز.

قوله: (نَجْدٍ): هو بفتح النُّون؛ وهي ما بين جُرَشَ إِلى سواد الكوفة، وحدُّه [2] من المغرب: الحجازُ، وعن يسار الكعبة: اليمنُ، ونجدٌ كلُّها مِن عمل [3] اليمامة، ذكره في «المطالع».

==========

[1] في (ج): (حدَّثنا)، وليس بصحيح.

[2] (وحده): سقط من (ج).

[3] في (ج): (أعمال).

[ج 1 ص 278]

(1/1998)

[باب صلاة الخوف رجالًا وركبانًا]

(1/1999)

[حديث ابن عمر: وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قيامًا وركبانًا]

943# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإِمام العالم، تقدَّم بعض ترجمته غفر الله له.

قوله: (وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ)؛ أي: (زاد) على قول مجاهد، ولا شكَّ أنَّ صلاة الخوف رجالًا وركبانًا إِنَّما تكون [1] إِذا اشتدَّ الخوف، واختلطوا في القتال،

[ج 1 ص 278]

وتسمَّى: صلاة المسايفة، فيصلِّي إِيماءً، وكيف تمكَّن، وممَّن قال بذلك ابنُ عمر، وهو قول مجاهد، وطاووس، وإبراهيم، والحسن، والزُّهريِّ، وطائفةٍ من التابعين، وروى ابن جريج عن مجاهد قال: (إذا اختلطوا؛ فإنَّما هو الذكر والإشارة بالرَّأس)، فمذهب مجاهد: إجزاء الإِيماء عند شدَّة القتال كمذهب ابن عمر، وهو مذهب مالكٍ، والثَّوريِّ، والشَّافعيِّ، وقول البخاريِّ: (وزاد ابن عمر ... ) إِلى آخره مراده: أنَّه رواه، لا مِن رأيه، وكذلك قال مالكٌ، قال نافع: (ولا أَرى ذكر ذلك عبدُ الله إِلَّا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى ما قاله شيخنا الشَّارح، وسيأتي في (تفسير البقرة): (قال مالكٌ: قال نافعٌ: لا أُرى عبدَ الله بن عمر [2] ذكر ذلك إلَّا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، قال البيهقيُّ كما نقله شيخنا المؤلِّف في «شرح التَّنبيه» في الفقه: (هو [3] ثابت من جهة موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة شدَّة الخوف) انتهى.

(1/2000)

[باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف]

(1/2001)

[حديث: قام النبي وقام الناس معه فكبر وكبروا معه ... ]

944# قوله: (حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ): (حَيْوةُ): بفتح الحاء المهملة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ واو، ثمَّ تاء التأنيث، وهذا ظاهرٌ، وإنَّما ضبطتُه؛ لأَنَّي سمعت مَن يقرؤه: (حياةُ)، وأمَّا (شُرَيح)؛ فبالشِّين المعجمة، وبالحاء المهملة، وقد قدَّمتُ مَنِ اسمه سُرَيج؛ بالسِّين المهملة، وبالجيم، وهم ثلاثة في «البخاريِّ» و «مسلم» أحمد بن أبي سُرَيج، وسُرَيج بن النُّعْمان، وسُرَيج بن [1] يونس؛ فانظره، فإنَّه أَطولُ مِن هذا.

قوله: (عَنِ الزُّبَيْدِيِّ): تقدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه بضمِّ الزاي، وأنَّه مُحَمَّد بن الوليد، وأنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم.

==========

[1] زيد في (ب): (أبي)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 279]

(1/2002)

[باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو]

قوله: (وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أَبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وأنَّه شيخ الإسلام، وأَحد الأَعلام.

قوله: (تَهَيَّأَ): هو بهمزةٍ مفتوحةٍ في آخره، وهذا ظاهرٌ [1].

قوله: (وَبِهِ قَالَ مَكْحُولٌ): هو فقيه الشَّام، روى عن عائشة وأبي هريرة مُرْسَلًا، وأمَّا روايته عن أَنس [2]؛ فقد قال أَبو حاتم: (سألت أَبا مُسهِر: هل سمع مكحولٌ مِن أَحد من أَصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: ما صحَّ عندنا إِلا أَنس بن مالك)، وقال ابن معين: سمع مكحول من واثلة بن الأسقع، ومن فضالة بن عبيد، ومن أَنس رضي الله عنهم، ولم أَر أحدًا قال: إنَّه لم يسمع مِن أَنس؛ فاعلمه، لكنَّه كثيرُ الإِرسال عن غيره من الصَّحابة، ورُّبمَّا دلَّس، وروى عنه الزُّبيديُّ، والأوزاعيُّ، وسعيد بن عبد العزيز، تُوُفِّيَ سنة (112 هـ)، أخرج له مسلم، والأَربعة، وثَّقه غيرُ واحدٍ، وله ترجمة في «الميزان».

قوله: (وَقَالَ أَنَسٌ: حَضَرْتُ [3] مُنَاهَضَةَ حِصْنِ تُسْتَرَ): هي بمثنَّاتين فوق؛ الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، بينهما سين مهملة، مدينة مشهورة بخوزستان، فُتِحت سنة سبعَ عشرةَ من الهجرة في خلافة عمر رضي الله عنه.

قوله: (فَلَمْ نُصَلِّ): هو بنون مضمومة، والباقي معروف.

قوله: (وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى): هو أَبو موسى الأشعريُّ، تقدَّم مرارًا [4] أنَّه عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حضَّار رضي الله عنه.

قوله: (فَفُتِحَ لَنَا): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[1] (وهذا ظاهرٌ): سقط من (ج).

[2] زيد في (ب): (بن مالك).

[3] زيد في «اليونينيَّة» وهامش (ق) من رواية غير ابن عساكر: (عند).

[4] في (ب) و (ج): (مرَّات).

[ج 1 ص 279]

(1/2003)

[حديث: وأنا والله ما صليتها بعد]

(1/2004)

945# قوله: جعفر (حَدَّثَنَا يَحْيَى بن موسى [1]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ): (يحيى) هذا: هو خَتٌّ _بفتح الخاء المعجمة، وتشديد المُثَنَّاة فوق_ البلخيُّ، عن ابن عيينة ووكيع، وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، والسَّرَّاج، والحكيم التِّرمذيُّ مُحَمَّد بن عليٍّ، تُوُفِّيَ سنة (240 هـ)، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، قال أَبو عليٍّ الغسَّانيُّ: (وقال _يعني: البخاري_ في «الصَّلاة»، و «السلم»، و «الجهاد»، و «الإفك»، و «الأعراف»، و «مريم»، و «الدُّخان» في موضعين، و «النَّجم»، و {اقتربت}، و «المُدَّثر»، و «اللَّيل»، و «النِّكاح» في موضعين، و «الذَّبائح»، و «الأدب»، وفي «استتابة المُرتدِّين»، وفي «خبر الواحد»، و «التوحيد»: «حدَّثنا يحيى: حدثنا وكيع»، فنسب ابن السَّكن يحيى في أكثر هذه [2] المواضعَ: يحيى بن موسى الحدَّانيَّ، وأَهمل بعضها، وفي «البخاريِّ» في «الخوف»: «حدَّثنا يحيى: حدَّثنا وكيع»، قال أبو عليٍّ: (نسبه ابن السَّكن: يحيى بن موسى، ونسبه أبو ذَرٍّ عن أبي [3] إسحاق المستملي: يحيى بن جعفر ... ) إلى آخر كلامه، وفي آخره: (وذكر أبو نصر: أنَّ يحيى بن موسى الحدَّانيَّ _يعني: خت_ ويحيى بن جعفر البلخيَّ يرويان جميعًا عن وكيع في «الجامع») انتهى، والصَّحيح: أنَّه ختٌّ، قال شيخنا، وبخطِّ الدِّمياطيِّ: (هو ختٌّ)، انتهى، أمَّا يحيى بن موسى بن عبد ربِّه بن سالم الحُدَّانيُّ، أَبو زكريَّا الكوفيُّ، ثمَّ البلخيُّ السَّختيانيُّ، عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، والطَّبقة، وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وغيرُهم، قال موسى بن هارون: كان من خيار المسلمين، وقال السَّرَّاج: ثقةٌ [4] مأمونٌ، قيل: مات في رمضان سنة (239 هـ)، وقيل غيرُ ذلك، وأمَّا يحيى بن جعفر بن أعين الأزديُّ، أبو زكريَّا، البخاريُّ البيكنديُّ الحافظ، عن ابن عيينة، وأبي معاوية، ووكيع، وعبد الرَّزَّاق، وطبقتهم، وعنه: البخاريُّ، وابنه الحسين بن يحيى، وخلقٌ من البخاريِّين بلده، قال ابن عَدِيٍّ: (هو الذي قال للبخاريِّ: مات عبد الرَّزَّاق، ولم يكن قد مات ذلك الوقت وكان البخاريُّ مُتوجِّهًا إلى عبد الرَّزَّاق، فانصرف، فلمَّا مات عبد الرَّزَّاق؛ سمع البخاريُّ كتب عبد الرَّزَّاق منه، قال ابن حِبَّان في «ثقاته»: [مات في شوَّال سنة (243 هـ)] [5]، والله أَعلم.

(1/2005)

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه أَحد الفقهاء السَّبعة، على [6] قول الأَكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل [7]: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

قوله: (يَوْمَ الْخَنْدَقِ): تقدَّم متى كانت غزوة الخندق في شوَّال سنة خمس، وقال ابن سعد: (في ذي القعدة)، ويقال: في سنة أربع، قاله موسى بن عقبة.

قوله: (إِلَى بُطْحَانَ): تقدَّم أنَّه وادٍ من أَودية المدينة، وأنَّه بضمِّ المُوَحَّدة، وإسكان الطاء المهملة، كذا يقوله [8] المُحَدِّثون، وأنَّ أَهل اللُّغة يقولونه: بفتح المُوَحَّدة وكسر الطَّاء [9].

==========

[1] (ابن موسى): ليس في «اليونينيَّة»، وفي هامشها من رواية أبي ذرٍّ عن المستملي: (ابن جعفر) وزيد فيها: (قال).

[2] (هذه): هذه سقط من (ج).

[3] في (ج): (ابن)، وهو تحريفٌ.

[4] في (ب): (ثبت).

[5] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[6] في (ج): (في).

[7] زيد في (ب): (اسمه).

[8] في (ج): (يقولونه)، وليس بصحيح.

[9] في (ج): (المُوَحَّدة)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 279]

(1/2006)

[باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً]

قوله: (بَابُ صَلاَةِ الطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ ... ) إلى آخر التَّرجمة: إِن قلت: أَشكل على حديث ابن عمر، فليس فيه إلَّا أنَّ إحدى الطَّوائف صلَّت، ولم يبيِّن ركبانًا أَو نزلوا، فكيف يطابق إطلاقُ الحديث خصوصَ التَّرجمة؟ قال ابن المُنَيِّر: (قلت: أشكل ذلك على ابن بطَّال، فقدَّر الاستدلال بالقياس، فقال: (موضع المطابقة مِن تأخير إحدى الطَّائفتين للصَّلاة إلى أن غابت الشمس، ووصلوا بني قريظة، فلمَّا جاز لها أن تُؤخَّر عن الوقت، والصَّلاة في الوقت [1] مُفترَضة [2]؛ فكذلك يجوز ترك إِتمام الأَركان، والانتقال إلى الإِيماء) انتهى كلامه، قال: (والأبين عندي _ والله أعلم_ على غير ذلك، فإنَّما استدلَّ البخاريُّ بالطَّائفة [3] التي صلَّت، فظهر له أنَّها لم تنزل؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّما أمرهم بالاستعجال إلى بني قريظة، والنُّزولُ بها ينافي مقصودَه؛ الجدَّ في الوصول، فمنهم مَن بنى على أنَّ النُّزول للصَّلاة معصيةٌ للأمر الخاصِّ بالجدِّ، فتركها إلى أن فات وقتها؛ لوجود المعارض، ومنهم مَن جمع بين دليلي [4] وجوب الصَّلاة ووجوب الإسراع في هذا السَّير، فصلَّى راكبًا، ولو فرضناها صُلِّيَت نازلة؛ لكان ذلك مضادَّة لما أمر به صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا لا يُظنُّ بأحد من الصَّحابة على تقوية أَفهامهم، وحسن اقتدائهم، وأمَّا صلاة المطلوب؛ فمأخوذٌ بالقياس على الطَّالب من طريق الأولى) انتهى، وهو حَسَنٌ جدًّا، والله أَعلم.

قوله: (وَقَالَ الْوَلِيدُ: ذَكَرْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ): أمَّا الوليد بن مسلم، الحافظ، أبو العبَّاس، عالم أَهل الشام؛ تقدَّم بعض ترجمته، وأمَّا (الأوزاعيُّ)؛ فقد تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، شيخ الإسلام، وتقدَّم لماذا نُسِب.

(1/2007)

قوله: (صَلاَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ [5]): هو بفتح السِّين المهملة، وكسر الميم، وقيل: بكسر السِّين، وإسكان الميم، وبالطَّاء المهملتين، الكنديُّ، مُختلَفٌ في صحبته، عن عمر [6]، وسلمان، وعبادة بن الصَّامت، وعمرو بن عَبَسَة، وغيرِهم، وعنه: جُبَير بن نفير، وسالم بن أبي الجعد، ومكحولٌ، وسُلَيم بن عامر الخبائريُّ [7]، وجماعةٌ كثيرةٌ، قال البخاريُّ: (كان على حمص، وهو الذي افتتحها)، وقال النَّسائيُّ: ثقةٌ، وقال ابن سعد: (وفد إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد شهد القادسيَّة، ووُلِّي حمص، وهو الذي افتتحها، وقسَّمها مَنَازل)، وقال غيره: كان أحد الفرسان المذكورين، غلب الأشعث بن قيس على شرف كندة، قال يزيد بن عبد ربِّه: مات سنة أربعين، وقال غيره: مات بصِفِّين، وقال أحمد بن مُحَمَّد بن عيسى في «تاريخ حمص»: (مات [بسلميَّة سنة ستٍّ وثلاثين)، أخرج له مسلم، والأربعة] [8].

[ج 1 ص 279]

قوله: (إِذَا تُخُوِّفَ الْفَوْتُ): هو بضمِّ التَّاء، وضمِّ الخاء المعجمة، وكسر الواو المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الفوتُ): مَرْفوعٌ قائمٌ مقام الفاعل.

قوله: (وَاحْتَجَّ الْوَلِيدُ): هو ابن مسلم العالم، تقدَّم قريبًا وبعيدًا مُتَرْجَمًا.

(1/2008)

قوله: (لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ): وكذا قوله في الحديث الموصول، وفي «مسلم» و «صحيح ابن حِبَّان»: (الظُّهر)، وفي الجمع بينهما احتمالان؛ أحدهما [9]: أنَّه كان بعد دخول وقت الظهر، وقد صلَّاها بالمدينة بعضُهم دون بعض، فقيل للذين لم يصلُّوها: لا تصلُّوا الظُّهر إلَّا في بني قريظة، وللذين [10] صلُّوا بالمدينة: لا تصلُّوا العصر إلَّا في بني قريظة، الثَّاني: أنَّه قيل ذلك للجميع، ويُحتمَل ثالثًا: أنَّه قيل للذين ذهبوا أوَّلًا: لا تصلُّوا الظُّهر إلَّا في بني قريظة، وللذين بعدهم: العصر، والله أعلم، وقال الدِّمياطيُّ ما لفظه: (وَهِمَ مسلمٌ في قوله: «الظُّهر»، وإنَّما هي صلاة العصر، كذلك رواه البخاريُّ في عدَّة مواضعَ عن الضُّبَعيِّ شيخ مسلم، وهو الذي أجمع عليه أهل السِّير) انتهى، وفيه وَقفةٌ من حيث إنَّ الحديث كذلك عُزِي لابن حِبَّان، كما تقدَّم، اللَّهمَّ؛ إلَّا أن يكون مسلمٌ في طريق ابن حِبَّان، وفيه بُعدٌ، وقد راجعت «صحيح البخاريِّ» في (صلاة الخوف)؛ فرأيته رواه عن عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء: حدَّثنا جويرية به، كما رواه مسلم، غيرَ أنَّه قال: (العصر)، فلهذا حصر الدِّمياطيُّ الوَهَم في مسلمٍ، قال شيخنا الشَّارح: واختلفت الرواية، هل قال: الظُّهر أو العصر؟ ففي «البخاريِّ» عن شيخه عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء، عن جويرية: (العصر)، ووافقه أبو غسَّان [11] عن جويرية، أخرجهما الإسماعيليُّ، ورُوِي عنه: (الظُّهر)، وكذا رواه ابن حِبَّان في «صحيحه» من طريق أبي غسَّان عن جويرية، واختُلِف على أبي يعلى الموصليِّ عنه، فرواه عنه الإسماعيليُّ: (العصر)، ورواه أبو نُعَيم في «مستخرجه على البخاريِّ»: (الظُّهر)، ورواه ابن سعد عن مالك كذلك، ثمَّ ذكر كلام ابن إسحاق، وفيه: (فلمَّا كان الظُّهر؛ أتى جبريلُ ... ) إلى أن قال: «فلا يصلِّيَنَّ العصرَ إلَّا في بني قريظة»، فالشيخان أخرجاه من طريق جويرية بن أسماء، وقد اختُلِف عليه فيه، لكن مسلم لم يخرِّجه من طريق أبي غسَّان عن جويرية، إنَّما أخرجه من طريق عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء عنه، والله أعلم.

قوله: (إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ): قريظة والنَّضير: قبيلتان من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى عليهما السَّلام، قاله الجوهريُّ.

==========

[1] في (ج): (الوقتية)، وليس بصحيح.

(1/2009)

[2] في (ب): (معترضة)، وهو تصحيف.

[3] في (ج): (بالمطابقة)، وليس بصحيح.

[4] في النُّسخ: (دليلين)، وعليها في (أ): كذا، والمثبت من مصدره.

[5] في هامش (ق): (قيَّده أبو علي الجياني في «تقييد المهمل» بفتح السين، وكسر الميم، وقال ابن المُلقِّن في «شرح البخاريّ»: وعن بعضهم بكسر السين، وإسكان الميم).

[6] في (ج): (عمرة)، وليس بصحيح.

[7] في (ج): (الخبابري)، ولعله تحريف.

[8] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[9] في (ج): (إحداهما)، وليس بصحيح.

[10] في (ج): (والذين).

[11] في (ب): (عتبان)، وليس بصحيح.

(1/2010)

[باب في أن صلاة من لم يفوت الوقت بالإيماء أولى ممن فوتها]

(1/2011)

[حديث: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة]

946# قوله: (حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ): هذا هو جويرية بن أسماء، عن نافع والزُّهريِّ، وعنه: ابن أخيه عبد الله بن مُحَمَّد بن أسماء، وابن أخته سعيد [1] بن عامر الضُّبعيُّ، ومُسَدِّد، وثَّقه أحمد، وقال أحمد: صالح، تُوُفِّيَ سنة (173 هـ)، وكان مُحَدِّثًا عالمًا [2] إخباريًّا، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه.

قوله: (لَمَّا رَجَعَ مِنَ الأَحْزَابِ): هي غزوة الخندق، وقد تقدَّم تاريخها قريبًا، ويأتي أيضًا في مكانه.

قوله: (فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمُ الْعَصْرُ): (بعضَهم): مَنْصوبٌ في أصلنا على أنَّه مفعول، و (العصرُ): مَرْفوعٌ على أنَّه فاعل.

قوله: (لَمْ يُرَدْ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، (ويجوز أن يُقرَأ مبنيًّا للفاعل) [3].

قوله: (فَذُكِرَ ذَلِكَ [4]): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[1] في (ج): (سعد)، وهو تحريف.

[2] في (ب): (علمًا).

[3] ما بينهما سقط من (ج).

[4] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (ذلك فذُكِرَ).

[ج 1 ص 280]

(1/2012)

[باب التبكير والغلس بالصبح والصلاة عند الإغارة والحرب]

(1/2013)

[حديث: أن رسول الله صلى الصبح بغلس]

947# قوله: (خَرِبَتْ خَيْبَرُ): تقدَّم الكلام عليه في (باب ما يُذكَر في الفخذ).

قوله: (بِسَاحَةِ قَوْمٍ): (السَّاحة): النَّاحية والجهة، وقد تقدَّم في الباب المشار إليه أعلاه.

قوله: (فِي السِّكَكِ): جمع (سكَّة)؛ وهي الطَّريق والزُّقاق، وأصله النَّخل المصطفَّة، ثمَّ سُمِّيت الطَّريقُ بذلك؛ لاصطفاف المنازل بجانبيها [1].

قوله: (وَالْخَمِيسُ): تقدَّم الكلام عليه في الباب أعلاه.

قوله: (وَسَبَى الذَّرَارِيَّ): هو بتشديد الياء وتخفيفها، وكلُّ ما كان مفرده مُشدَّدًا، فإذا جمعته؛ جاز فيه التَّشديد والتَّخفيف.

قوله: (وَصَارَتْ [2] صَفِيَّةُ): تقدَّم الكلام عليها في الباب المشار إليه أعلاه.

قوله: (لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ): تقدَّم الكلام عليه في أوَّل هذا التعليق في حديث هرقل.

قوله: (وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا [3]): تقدَّمت هذه المسألة في الباب المشار إليه أعلاه.

قوله: (مَا أَمْهَرَهَا؟): وفي نسخة خارج أصلنا: (مَهَرَهَا)، قال الدِّمياطيُّ: (يقال: مَهَرْتُ المرأةَ وأَمهرتُها: أعطيتُها الصَّداق، وأنكر أبو حاتم: أمهرت، إلَّا في لغة ضعيفة، والحديث يردُّ عليه) انتهى، ونحوُه لابن قُرقُول.

==========

[1] في (ب): (بجانبها)، ولعله تحريف.

[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (فَصَارَتْ).

[3] في (ج): (وجعل عتقها صداقها).

[ج 1 ص 280]

(1/2014)

((13)) (كتاب العيدين)

(بَابٌ: فِي الْعِيدَيْنِ وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ) ... إلى (كتاب الوِتْرِ)

فائدةٌّ: أوَّل عيد صلَّاه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عيدُ الفطر من السَّنة الثَّانية من الهجرة، وفي «أبي داود» و «النَّسائيِّ» من حديث أنسٍ رضي الله عنه: قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان؟» قالوا: كنَّا نلعب في الجاهليَّة، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إنَّ الله قد أبدلكم خيرًا منهما؛ الأضحى والفطرُ»، إسناده صحيح، والله أعلم.

فائدةٌ: عن القَمُوليِّ مِن مُتأخِّري الشَّافعيَّة ما لفظه: (فائدةٌ: التَّهنئة بالعيد والشهور والأعوام مباحٌ ليس بسُنَّة [1] ولا بدعة، قاله أبو الحسن الحافظ المقدسيُّ) انتهى، ومراده عليُّ بن المُفضَّل بن عليٍّ المقدسيُّ الإسكندرانيُّ المالكيُّ، والله أعلم، ثمَّ رأيت بعض مشايخي نقل ذلك، فقال ما لفظه: (فائدةٌ: نقل المنذريُّ الحافظ عن الحافظ أبي الحسن المقدسيِّ: أنَّه سئل عن الهناء في أوَّل الشُّهور والسِّنين أهو بدعة أم لا؟ فأجاب: بأنَّ النَّاس لم يزالوا مُختلِفين في ذلك، والذي أراه أنَّه مباح، ليس بسُنَّة ولا بدعة) انتهى، قال شيخنا: (والعيد مثل ذلك).

==========

[1] في (ج): (سنة).

[ج 1 ص 280]

(1/2015)

[حديث: إنما هذه لباس من لا خلاق له]

948# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم أنَّه الحكم بن نافع، وتقدَّم أنَّ (شُعَيْبًا): ابن أبي حمزة، وأنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.

قوله: (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ): هو ما غَلُظ من الحرير والإبريسم، وهي لفظة أعجميَّةٌ مُعرَّبةٌ، أصلها: إستبره، وقد ذكرها الجوهريُّ في (الباء مع القاف)، على أنَّ الهمزة والسِّين والتَّاء زوائد، وأعاد [1] ذكرَها في (السِّين مع الرَّاء)، وعن الأزهريِّ: أنَّه ذكرها في خُمَاسيِّ اللَّفيف على أنَّ همزتَها وحدَها زائدةٌ، وقال: (أصلها بالفارسيَّة: استفره [2])، وقال أيضًا: (إنَّها وأمثالها من الألفاظ حروفٌ عربيَّةٌ وقع فيها وفاقٌ بين العجميَّة والعربيَّة)، وقال: (عندي هذا هو الصَّواب).

[ج 1 ص 280]

قوله: (وَالْوُفُودِ): تقدَّم أنَّه جمع (وفد)، وتقدَّم ما هو.

قوله: (مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ): (الخلاق): النَّصيب، وقد تقدَّم.

قوله: (بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ): (الدِّيباج): فارسيٌّ مُعرَّب، ويُجمَع على (دَيابيجَ)، وإن شئت (دَبابيج) معروفٌ.

==========

[1] في (ب): (وإنما).

[2] في (ب) و (ج): (إستبره)، وهو تحريف.

(1/2016)

[باب الحراب والدرق يوم العيد]

(1/2017)

[حديث: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء ... ]

949# 950# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [1]: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم الكلام على (أحمدَ) هذا مُطَوَّلًا من عند الجيَّانيِّ، وفي هامش أصلنا: (ابن عيسى) نسخةٌ، فقيل: إنَّه ابن عيسى، كما وقع في نسخة، وقيل: أحمد بن صالح.

قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ): هو عبد الله بن وهب، أحد الأعلام، تقدَّم مرارًا.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَمْرٌو): هو عمرو بن الحارث بن يعقوب، أبو أميَّة، الأنصاريُّ مولاهم، المصريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم.

قوله: (أَنَّ مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ): هو يتيم عروة، مشهور.

قوله: (وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ): هاتان الجاريتان لا أعرفهما، غير أنِّي رُوِّيت في «الأربعين» لأبي عبد الرَّحمن السُّلميِّ الصُّوفيِّ: أنَّهما لعبد الله بن سلَام، وغير [2] أنِّي أُخبِرتُ عن العلَّامة جلال الدين ابن شيخِنا البلقينيِّ: (أنَّ إحداهما اسمُها حمامة)، وأنَّه عزاه لكتاب «العيدين [3]» لابن أبي الدُّنيا، انتهى، والظَّاهر أنَّهما صحابيَّتان، وأمَّا أنا؛ فلا أعرف في الصَّحابيَّات مَنِ اسمُها حمامة إلَّا أمَّ بلال رضي الله عنهما، ثمَّ إنِّي رأيته في «مبهماته على البخاريِّ»، وعزاه لـ «العيدين [4]» لابن أبي الدُّنيا.

(1/2018)

قوله: (بُعَاثَ): هو بضمِّ المُوَحَّدة، ثمَّ عينٍ مهملةٍ مخفَّفةٍ، وفي آخره ثاءٌ مُثلَّثةٌ، هذا [5] هو المشهور فيه، وحُكِي عن الخليل: بغين معجمة، وقيَّده الأصيليُّ بالوجهين، وهو عند القابسيِّ: بغين معجمة، وآخره مُثلَّثة بلا خلاف، وهو موضع من المدينة على ليلتين، قاله في «المطالع»، وهو غير مصروف على الأشهر، ويقال: اسم حصن للأوس، وهو يوم كان فيه حرب بين الأوس والخزرج، وكان الظَّفر فيه للأوس على الخزرج، قاله ابن إسحاق وغيره، ونقل شيخنا عن ابن الجوزيِّ: (أنَّه يوم كان الأنصار [6] في الجاهليَّة اقتتلوا فيه، وقالوا فيه الأشعار، وبقيت الحرب قائمةً بين الأوس والخزرج مئةً [7] وعشرين سنةً حتَّى جاء الإسلام) انتهى، ونقل شيخنا في (فضائل الصَّحابة) عن «مأدبة الأدباء»: أربعين سنة، قال: (وقال ابن الأثير: سنةً) انتهى [8]، وقد رأيت في «الاستيعاب» في ترجمة زيد بن ثابت: (يقال: إنَّه كان قدومَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة ابنَ إحدى عشرةَ سنةً، وكان يومَ بعاث ابنَ ستِّ سنين، وفيها قُتِل أبوه) انتهى، ففي هذا أنَّ بين بعاث ومجيئه عليه الصَّلاة والسَّلام المدينة خمسَ سنين، والله أعلم، ويُستدَلُّ لما قاله أبو عمر: (أنَّهم ذكروا في ترجمة المجذر بن ذياد [9] أنَّه قتل سويد بن الصَّامت في الجاهليَّة، فهاج قتلُه وقعةَ بُعَاث).

قوله: (مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ): (المِزمارة)؛ بكسر الميم، وجاء أيضًا: (المُزْمُور): بضمِّ الميم الأولى، وقد تُفتَح، وأصلُه: صوتُ صفير، والزَّمير: الصَّوت الحَسَنُ، ويُطلَق على الغناء أيضًا.

فائدةٌ: إنكار أبي بكر رضي الله عنه مُستصحِبًا لما كان عنده من تحريم اللَّهو والغناء جملة، حتَّى ظنَّ أنَّ هذا من قبيل ما يُنكَر، فبادر إلى إنكاره قيامًا عنه بذلك على ما ظهر، وكان عليه الصَّلاة والسَّلام (ما كان بيَّن له أنَّه عليه السَّلام) [10] قرَّرهنَّ على ذلك بعدُ، فقال له: «دَعْهما»، وعلَّل الإباحة بأنَّه يومُ عيد؛ يعني: يوم سرور وفرح شرعيٍّ، فلا يُنكَر فيه مثل هذا، وقيل: إنَّما أَنْكَر كثرةَ التَّنغيم وإخراجَ الإنشاد عن وجهه إلى معنى التَّطريب بالألحان، ألا ترى أنَّه لم ينكر الإنشادَ، وإنَّما أنكر مشابهة الزَّمير، والله أعلم.

قوله: (فَإِمَّا سَأَلْتُ): هو بكسر همزة (إِمَّا)، وهذا ظاهرٌ إلَّا أنَّه ربَّما انتفع به مَن لا يعرفه، وكذا (إِمَّا) الثَّانية.

(1/2019)

قوله: (دُونَكُمْ): مَنْصوبٌ على الظَّرف [11]؛ بمعنى: الإغراء؛ وتقديره: دونَكم اللَّعب.

قوله: (يَا بَنِي [12] أَرْفِدَةَ [13]): هو بفتح الهمزة، ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ فاء مكسورة _لأبي ذرٍّ، ولغيره: بفتحها، وقال بعضهم: بالكسر لا غير_ ثمَّ دالٍ مهملةٍ، ثمَّ تاء التَّأنيث، وهو لقبٌ لهم، وقيل: اسم جدِّ الحبشة.

قوله: (إِذَا مَلِلْتُ): هو بكسر اللَّام الأولى، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (قَالَ [14]: حَسْبُكِ): أي: كافيكِ، وهو بكسر الكاف؛ لأنَّه خطاب لمُؤنَّث، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] في (ج): (غير).

[3] في النُّسخ: (العيد)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.

[4] في (ج): (للعيد)، وسقط (للعيدين) من (ب).

[5] في (ب): (وهذا).

[6] في (ج): (للأنصار).

[7] زيد في (ب): (سنة).

[8] (انتهى): سقط من (ب).

[9] في (ج): (ذيار)، ولعله تحريف.

[10] ما بين قوسين سقط من (ب).

[11] في (ج): (الظرفيَّة).

[12] في (ج): (أنني)، وليس بصحيح.

[13] في هامش (ق): (أرفدة: لقبٌ لَهم، أو اسم أبيهم الأقدم).

[14] في (ج): (فإن)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 281]

(1/2020)

[باب الدعاء في العيد سنة العيدين لأهل الإسلام]

(1/2021)

[حديث: إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر ... ]

951# قوله: (حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ): هذا هو الحجَّاج بن منهال الأنماطيُّ البصريُّ، عن قُرَّةَ وشعبةَ، وعنه: البخاريُّ وعن واحدٍ عنه، وروى عنه: عبدٌ، والكجِّيُّ، وكان دلَّالًا وَرِعًا، تقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ [1]): هو بضمِّ الزَّاي، وبعدها مُوَحَّدةٌ، وهو ابن الحارث الياميُّ، تقدَّم، وهو فَرْدٌ، وليس في الكتب السِّتَّة راوٍ اسمه زُبَيدٌ سواه، ولهم: زُيَيْد؛ بياءين مثنَّاتين تحتُ، مضموم الزَّاي وكسرها، وهو ابن الصَّلت بن معديكرب الكنديُّ، له [2] ذكرٌ في «المُوطَّأ»، وقد ذكرت لك ذلك أيضًا.

قوله: (سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] في هامش (ق): (ابن الحارث بن عبد الكريم).

[2] (له): سقط من (ج).

[ج 1 ص 281]

(1/2022)

[حديث: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا]

952# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن [1] أسامة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ): تقدَّم الكلام عليهما أعلاه [2]؛ فانظره.

قوله: (بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ [3] الأَنْصَارُ): أي: قاله بعضُهم في بعضٍ من الشِّعر، (وسيأتي الاختلافُ في هذه اللَّفظة، وما فيها من الرِّواياتِ إن شاء الله تعالى) [4].

قوله: (يَوْمَ بُعَاثَ): تقدَّم أعلاه [5] الكلامُ عليه.

قوله: (مَزَامِيْرُ [6] الشَّيْطَانِ؟): تقدَّم الكلام على ذلك أعلاه [7].

(1/2023)

[باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج]

(1/2024)

[حديث: كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات]

953# قوله: (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [1]): تقدَّم أنَّه ابن بَشِير؛ بفتح المُوَحَّدة، وكسر الشين المعجمة، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه فرد في الكتب السِّتَّة ليس فيها راوٍ هُشيمٌ غيرُه.

[ج 1 ص 281]

قوله: (وَقَالَ مُرَجًّى [2] بْنُ رَجَاءٍ): (مُرجًّى): (هذا الظَّاهر أنَّه) [3] لا يُهمَز؛ (لأنَّه من المعتلِّ، رجوتُه؛ إذا أمَّلْتَه، فـ (مرجًّى): معناه: مُؤمَّل، اسم مفعول، والله أعلم) [4]، يشكريٌّ [5]، ويقال: عدويٌّ، كذا قال [6] المِزِّيُّ، وتبعه الذَّهبيُّ، وتعقَّبه مغلطاي بأنَّه غاير بين النَّسبَين، ولا مغايرةَ، ثمَّ بيَّن ذلك، كنيته أبو رجاء، بصريٌّ، روى عن أيُّوب، وحميدٍ، وحنظلة السَّدوسيِّ، وهشام بن عروة، وطائفةٍ، وعنه: حرميُّ بن عمارة، ويعقوب بن إسحاق الحضرميُّ، وشبابة، وطائفةٌ، قال ابن معين: ضعيفٌ، وقال أبو زُرْعة: ثقةٌ، وقال [7] أبو داود: صالحٌ، علَّق له البخاريُّ كما ترى، وقد انفرد به، وليس له في بقيَّة الكتب شيءٌ، وله ترجمة في «الميزان»، وتعليقه أسنده [8] الإسماعيليُّ في «صحيحه».

==========

[1] في (ب): (هشام)، وليس بصحيح.

[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (مُرجَّأ)، وينظر هامشها.

[3] بدل ممَّا بين قوسين في (ج): (هو يهمز و).

[4] بدل ممَّا بين قوسين في (ج): (وهما لغتان معروفتان).

[5] زيد في (ب): (وهو).

[6] في (ج): (قاله).

[7] في (ب): (قال).

[8] في (ج): (أخرجه).

(1/2025)

[باب الأكل يوم النحر]

(1/2026)

[حديث: من ذبح قبل الصلاة فليعد]

954# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): هو إسماعيل ابن عُليَّة، وقد تقدَّم.

قوله: (عَنْ أيُّوب): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور.

قوله: (عَنْ مُحَمَّد): هو ابن سيرين، العالم الفَرْدُ، تقدَّم، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (فَلْيُعِدْ): هو بضمِّ أوَّله، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ): هو أبو بردة بن نِيَار، كما جاء مُصرَّحًا به في هذا «الصحيح» في غير مكان، واسمه هانئ، وقيل: الحارث، وقيل: مالكٌ، عقبيٌّ بدريٌّ مشهورٌ، روى عنه ابنُ أخته البراء وجابرٌ، مات عام الجماعة، أخرج له الجماعة، وعام الجماعة هي سنة إحدى وأربعين حين اجتمع النَّاس على معاوية، ويقال: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وأربعين.

قوله: (يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ): (يُشتَهى): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (اللَّحمُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل.

قوله: (فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَهُ): (كأنَّ): المُشدَّدة التي هي مِن أخوات (إنَّ)، و (النَّبيَّ) بعدها: مَنْصوبٌ اسمها، و (صدَّقه): الخبر، محلُّه الرفع.

قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): هي بالذَّال المعجمة، وهذا ظاهرٌ؛ إلَّا أنِّي سُئِلت عن ذلك مرَّةً، و (الجذعة): ما قَوِي من الغنم قبل أن يحول عليه الحولُ، فإذا حال؛ صار ثنيًّا، ولا يجوز في الأضاحي دون الجذع من الضَّأن؛ وهو ما كمُل سنةً، وقيل [1] غير ذلك، وكأنَّ الذي عند أبي بردة جذع من المعز، فرخَّص له فيه، ولا يُجزِئ من المعز إلَّا الثنيُّ؛ فاعلمه.

فائدةٌ هي تنبيهٌ: اعلم أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام أرخص لاثنين من الصَّحابة كما أرخص لأبي بردة، وهما عقبة بن عامر، وحديثه في «البخاريِّ» و «مسلم»: (فأعطاني عناقًا جذعًا، فقلت: عناق؟ فقال: «ضحِّ به»)، وزيد بن خالد حديثه في «أبي داود»: (قسم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أصحابه ضحايا، فأعطاني عَتُودًا [2] جذعًا، قال: فرجعت إليه، فقلت: جذع؟ قال: «فضحِّ به»، فضحَّيت به)، والظَّاهر _والله أعلم_ أنَّ أبا بردة بن نِيَار [3] آخر الثَّلاثة؛ لقوله: «ولن تَجزِيَ عن أحد بعدك»، والله أعلم.

==========

[1] في (ج): (وقيد).

[2] في (ب) و (ج): (عقودًا)، ولعله تحريف.

[3] في (ج): (دينار)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 282]

(1/2027)

[حديث: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك]

955# قوله: (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ): هذا هو ابن أبي شيبة الحافظ، أخو الحافظ أبي بكر وأخيه، كنيته أبو الحسن العبسيُّ مولاهم، الكوفيُّ، عن شَرِيك، وأبي الأحوص، وجرير، وطبقتهم، وعنه: البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابنه مُحَمَّد، وأبو يعلى، والبغويُّ، وأممٌ، مات في المحرَّم سنة (239 هـ)، أخرج له [1] مِن الجماعة مَن روى عنه، سُئِل عنه أحمد، فقال: لا أعلم إلَّا خيرًا، وأثنى عليه، وقال يحيى: ثقةٌ مأمونٌ، له ترجمةٌ في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): تقدَّم أنَّه ابن عبد الحميد، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ مَنْصُورٍ): تقدَّم أنَّه ابن المُعتمِر مرارًا، وتقدَّم بعض الكلام عليه.

قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم [2] مرارًا وقريبًا أنَّه عامر بن شَراحيل.

قوله: (فَقَالَ [3] أَبُو بُرْدَةَ): تقدَّم أعلاه الاختلافُ في اسمه، وأنَّه عَقَبِيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه.

قوله: (فَإِنَّ عِنْدَنا عَنَاقًا): هو بفتح العين: الجذعة من المعز التي قاربتِ الحملَ.

قوله: (أفَتَجْزِي عَنِّي؟): هو ثلاثيٌّ بفتح التَّاء؛ أي: أتقضي؟ ويجوز ضمُّها في لغةٍ حكاها الجوهريُّ عقيب [4] حديث أبي بردة هذا.

==========

[1] (له): ليس في (ب).

[2] (تقدَّم): سقط من (ج).

[3] في (ج): (فقام)، وليس بصحيح.

[4] في (ب): (عقب).

[ج 1 ص 282]

(1/2028)

[باب الخروج إلى المصلى بغير منبر]

(1/2029)

[حديث: كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى]

956# قوله: (حَدَّثَنا سَعِيدٌ ابنُ أبِي مَريَمَ): تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ أنَّه سعيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن أبي مريم، تقدَّم مرارًا، وقد نسبه إلى جدِّه، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنا مُحَمَّد بنُ جَعْفَرٍ): ابن أَبِي كَثِيرٍ؛ بالمثلَّثة، وفتح الكاف، المدنيُّ، عن زيد بن أسلم وطبقتِه، وعنه: سعيد ابن أبي مريم، والأويسيُّ، وطائفةٌ، ثقةٌ، أخرج له الجماعة.

قوله: (أَخْبَرَنِي زَيْدٌ): تقدَّم أعلاه [1] أنَّه ابن أسلم، وكذا هو منسوب في نسخة هي في هامش أصلنا، وهو الفقيه العمريُّ، عن أبيه، وابن عمر، وجابر، وعنه: مالك والدَّراورديَّ، قال ابن عجلان: ما هبت أحدًا هيبتي زيد بن أسلم، تُوُفِّيَ سنة (136 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.

قوله: (عَنْ عِيَاضِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي سَرْحٍ): هو بالسِّين المفتوحة، ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ حاء مهملتين، ترجمته معروفة.

قوله: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه سعد بن مالك بن سنان الخدريُّ؛ بالدَّال المهملة.

قوله: (وَأَوَّلُ [2] شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ): (أوَّلُ): مَرْفوعٌ مبتدأ، و (الصَّلاةُ): خبره، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (بَعْثًا): (البَعْث)؛ بفتح المُوَحَّدة، وإسكان العين المهملة، وبالثاء المُثلَّثة؛ وهو الجيش، والبعوث: الجيوش، وهو اسم المبعوث؛ أي: المُرسَل والمُوجَّه، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر.

قوله: (مَعَ مَرْوَانَ): تقدَّم أنَّه ابن الحكم بن أبي العاصي بن أميَّة بن عبد شمس، وتقدَّم أنَّه ليس بصحابيٍّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ): تقدَّم الكلام على (كثير)، وأنَّه بالمثلَّثة، وفتح الكاف، ابن معديكرب، أبو عبد الله الكنديُّ، تقدَّم [3] بعض ترجمته فيما مضى.

قوله: (فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ ... )؛ الحديث: اعلم أنَّ أوَّل مَن خطب قبل صلاة العيد مروانُ، وقيل: إنَّ أوَّل مَن فعله عثمانُ رضي الله عنه؛

[ج 1 ص 282]

(1/2030)

ليدرك النَّاسُ الصَّلاةَ، وقيل: عمر بن الخطَّاب، وقيل: معاوية، ولعلَّه لا يصحُّ عن عمر ولا عن [4] عثمان، لما يجيء في (باب الخطبة بعد العيد) عن ابن عبَّاس في هذا «الصحيح»: (شهدتَ العيد؟ قال: شهدتُ العيد مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلُّهم كانوا يصلُّون العيدين [5] قبل الخطبة)، وروى الشَّافعيُّ بسنده إلى عبد الله بن يزيد الخطميِّ: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام، وأبا بكر، وعمرَ، وعثمان كانوا يبتدئون بالصَّلاة قبل الخطبة، حتَّى قدم معاوية، فقدَّم معاويةُ الخطبةَ)، وشيخ الشَّافعيِّ في هذا الحديث إبراهيمُ بن مُحَمَّد؛ فاعلمه، والجمع بين ذا وقول أبي سعيد: (أنَّ مروان كان أميرًا على المدينة لمعاوية، فأمره بتقديمها)، فنسب أبو سعيد الفعل لمباشره، ونسبه عبد الله بن يزيد الخطميُّ للآمر به، وقد ذكر النَّوويُّ الخلاف في أوَّل مَن فعل ذلك بعد أن قال: (فهذا صريحٌ بأنَّ أوَّل مَن فعله مروانُ؛ فقيل: عثمان، وقيل: عمر، وقيل: معاوية، وقيل: ابن الزُّبير)، وزاد في «شرح مسلم» عن القاضي عياض: (زيادًا [6]) انتهى، قال: والذي ثبت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان [7]، وعليٍّ تقديمُ الصَّلاة، وعليه جماعةُ الأمصار، وقد عدَّه بعضُهم إجماعًا؛ يعني _والله أعلم_ بعدَ الخلاف، ولم [8] يُلتفَتْ إلى خلاف بني أميَّة بعد إجماع الخلفاء والصَّدر الأوَّل، والله أعلم ... ) إلى أن قال: (وإنَّ ما حُكِي عن عمر، وعثمان، ومعاوية لا يصحُّ، والله أعلم).

تنبيهٌ: لو خطب قبل الصَّلاة للعيد؛ أساء، ولا يُعتدُّ بها، وفيه احتمال للإمام، ولو خطب واحدة أو ترك الخطبة؛ قال الشَّافعيُّ: أساء ولا إعادة.

(1/2031)

[باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة]

قوله: (بَابُ الْمَشْيِ وَالرُّكُوبِ إِلَى الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ [1] إِقَامَةٍ): اعلم أنَّه لا يظهر لي مطابقةُ التَّرجمة للأحاديث؛ لأنَّه ليس فيها تعرُّضٌ لمشي ولا ركوب، لكن في «ابن ماجه»: (أنَّه [2] عليه الصَّلاة والسَّلام كان يخرج إلى العيد ماشيًا، ويرجع ماشيًا)، حديث عبد الرَّحمن بن سعد بن عمَّار بن سعد، عن أبيه، عن جدِّه، ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ومن حديث عليٍّ قال: (إنَّ من السُّنَّة أن يُمشَى إلى العيد)، ونحوُه في «التِّرمذيِّ»، وفي «ابن ماجه» أيضًا من حديث مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدِّه: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان يأتي العيدَ ماشيًا)، وأحاديث ابن عمر، وسعد، وأبي رافع ضعيفة، وحديث عليٍّ: (من السُّنَّة ... )، الحديث، حسَّنه التِّرمذيُّ، وفيه الحارث عن عليٍّ رضي الله عنه.

تنبيهٌ: أوَّل مَن أحدث الأذان في العيد معاويةُ أو زيادٌ، _وهو الأشبه عند القرطبيِّ_ أو هشامٌ أو مروانٌ، قاله الدَّاوديُّ، أو عبد الله بن الزُّبير، ذكره ابن المنذر في «الإشراف»، وحكاه ابن التِّين عن أبي قِلابة؛ أقوالٌ ذكرها شيخنا، وقال في (كتاب النِّكاح): (فقيل: عبد الله بن الزُّبير، وقيل: معاوية)، وقال ابن حبيب: (هشام)، وقال الدَّاوديُّ: (قيل: مروان، وقيل: زياد، ذكره [3] ابن التِّين) انتهى.

==========

[1] (لا): سقط من (ج).

[2] (أنَّه): سقط من (ج).

[3] في (ب): (وذكره).

[ج 1 ص 283]

(1/2032)

[حديث: إن النبي خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة]

958# 959# 960# 961# قوله: (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ): هو هشام بن يوسف، أبو عبد الرَّحمن، قاضي صنعاء، عن ابن جريج ومَعْمرٍ، وعنه: ابن مَعِين وإسحاقُ، وثَّقه ابن مَعِين، وقال ابن أبي حاتم: ثقةٌ مُتقِنٌ، تُوُفِّيَ سنة (197 هـ)، أخرج له البخاريُّ والأربعة، وقد تقدَّم، ولكن بَعُد العهدُ به.

قوله: (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ [1]): تقدَّم أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الإمام، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَطَاءٌ عَنْ جَابِرِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هذا هو عطاء بن أبي رباح، شيخ مكَّة، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ كلَّ ما في الكتب السِّتَّة: عطاء عن جابر؛ فهو ابن أبي رباح، إلَّا حديثًا واحدًا رواه أبو داود مُنفرِدًا به: عطاء بن يسار مولى ميمونةَ عن جابر: «إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير باللَّيل ... »؛ الحديث، والله أعلم.

قوله: (فَبَدَأَ): هو بهمزة في آخره، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنِ [2] ابْنِ عَبَّاس): القائل ذلك هو ابن جريج، وهو [3] معطوفٌ على السَّند الذي قبله، فكأنَّه قال: أخبرني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أنَّ ابن جريج أخبرهم عن عطاء، عن ابن عبَّاس؛ فذكره، وإيَّاك أن تجعله تعليقًا، فتغلط، والله أعلم.

قوله: (أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ): هو عبد الله بن الزُّبير الصَّحابيُّ بن الصَّحابيِّ [4] رضي الله عنهما، ترجمتُه مشهورةٌ.

قوله: (يُؤَذَّنُ): هو بضمِّ أوَّله، وفتحِ الذَّال المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (وأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ): تقدَّم أنَّ قائل ذلك [5] ابنُ جريج، وهو معطوفٌ عليه، فإيَّاك [6] أن تجعله تعليقًا، وقوله: (وعَن جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ): مثل ما قبله، فإن قيل: لِمَ لَمْ يجمعهما، فيقول: وأخبرني عطاءٌ عن ابن عبَّاس وجابرٍ قالا الحديث؟ والذي ظهر لي فيه أنَّ عطاءً سمعه من ابن عبَّاس في مجلسٍ، ومن جابرٍ في مجلسٍ آخرَ، فلو قال: عن ابن عبَّاس وجابرٍ؛ لأوهم كونَ ذلك في مجلسٍ واحدٍ مَجموعَين، وقوله: (وَعَنْ جَابِرٍ): مثل ما قبله؛ فاعلمه.

قوله: (ثُمَّ خَطَبَ [7] بَعْدُ): هو مضمومٌ مقطوعٌ عن الإضافة، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (يَتَوَكَّأُ): هو مهموزُ الآخِرِ، وهذا ظاهرٌ.

(1/2033)

[باب الخطبة بعد العيد]

(1/2034)

[حديث: شهدت العيد مع رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان]

962# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الضَّحَّاك بن مَخْلَد النَّبيل، [وقد تقدَّم في أوائل (كتاب العلم) لم قيل له: النَّبيل] [1].

قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم [2] مرارًا؛ منها [3]: أنَّه عبد الملك أعلاه.

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من: (ج).

[2] (تقدَّم): سقط من (ج).

[3] (منها): ليس في (ب).

[ج 1 ص 283]

(1/2035)

[حديث: كان رسول الله وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة]

963# قوله: (حَدَّثَنَا [1] أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنا عُبيدُ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب العمريُّ، تقدَّم مرارًا كثيرةً.

==========

[1] (حدثنا): ليس في (ب).

[ج 1 ص 283]

(1/2036)

[حديث: أن النبي صلى يوم الفطر ركعتين، لم يصل قبلها ولا بعدها]

964# قوله: (خُرْصَهَا): هو بضمِّ الخاء وكسرِها، قاله الجوهريُّ وغيره؛ وهو حلقةٌ تكون في الأُذُن، وفي «البارع [1]»: (هو القُرْط، يكون فيه حبَّةٌ واحدةٌ).

قوله: (وَسِخَابَهَا): هو بكسر السِّين المهملة، ثمَّ خاء معجمة مخفَّفة، وفي آخره مُوَحَّدةٌ، قال البخاريُّ: (قلادة من طيب أو سُكٍّ)، وقال ابن الأنباريِّ: (هو خيط يُنظَم [2] فيه خرزٌ، ويلبسه الصُّبيان والجواري)، وقال غيره: هو من المُعاذَاتِ، وقال ابن دريد: (هي قلادة من قَرَنفُل أو غيره، والجمع: سُخُب)، وقال غيره: هي قلادة من قرنفل وسُكٍّ ومَحلبٍ، ليس فيها [3] من الجوهر شيءٌ، قاله ابن قُرقُول.

==========

[1] في (ج): (التاريخ).

[2] في (ج): (ينضم)، والمثبت موافق لما في المصادر.

[3] (ليس فيها): ليس في (ج).

[ج 1 ص 283]

(1/2037)

[حديث: إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر]

965# قوله: (حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ): تقدَّم قريبًا أنَّه بضمِّ الزَّاي، ثمَّ مُوَحَّدة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت، وهو ابن الحارث الياميُّ، وتقدَّم أنَّه فرد في الكتب السِّتَّة، وأنَّ في «المُوطَّأ»: زييدًا؛ بضمِّ الزاي وكسرها، وياءَين، وهو ابن الصَّلت، والله أعلم.

قوله: (سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ): تقدَّم قريبًا أنَّه عامر بن شَراحيل، الإمام المشهور، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): تقدَّم أنَّه أبو بردة بن نِيَار قريبًا، ويأتي كذلك هنا، وتقدَّم الاختلاف في اسمه، وأنَّه عَقَبيٌّ بدريٌّ، خال البراء بن عازب.

قوله: (أَوْ تَجْزِي): تقدَّم أنَّه بفتح أوَّله غير مهموز؛ ومعناه: تقضي، وتقدَّم قريبًا أنَّه يجوز فيه الرُّباعيُّ المهموز [1]، وأنَّ الجوهريَّ ذكرهما في هذا الحديث، وتقدَّم أنَّ ذلك جُوِّز لثلاثة أشخاص؛ أبو بردة هذا أحدهم، والثَّاني: عقبة بن عامر، وحديثه في «البخاريِّ» و «مسلم»، وزيد بن خالد، حديثه في «أبي داود»، والله أعلم، وأنَّ هذا _أبا بردة_ آخرُهم فيما يظهر، والله أعلم.

(1/2038)

[باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم]

[ج 1 ص 283]

قوله: (فِي الْعِيدِ وَالْحَرَمِ): هو بفتح الحاء والرَّاء، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور، واسم أبي الحسن يَسارٌ، تقدَّم، [والحسنُ تابعيٌّ مشهورٌ، وقول التابعيِّ: (أمرنا [1] بكذا)، وكذا مثله: (أمروا بكذا) [2]، هل يكون موقوفًا أو مرسلًا مرفوعًا؟ فيه احتمالان للغزاليِّ في «المستصفى» ولم يرجِّح واحدًا منهما، وعن ابن الصَّبَّاغ في «العُدَّة»: أنَّه مُرسَلٌ، وحكى عنه فيما إذا قال [3] ذلك سعيدُ بن المسيّب، هل يكون حجَّة؟ وجهين، والله أعلم] [4].

قوله: (نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلاَحَ): (نُهُوا): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[1] في (ب): (أمرني).

[2] (مثله: أمروا بكذا): سقط من (ب).

[3] (قال) ليس في (ب).

[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).

(1/2039)

[حديث ابن جبير: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح ... ]

966# قوله: (حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ): هو بضمِّ السِّين المهملة، وفتح الكاف، وهذا ظاهرٌ، وهو طائيٌّ، يروي عن المحاربيِّ، وعمِّ أبيه زُحَرَ بن حصن، وعنه: البخاريُّ وابن صاعد، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (251 هـ)، أخرج له البخاريُّ فقط.

قوله: (حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ): هو بضمِّ الميم، واسمه عبد الرَّحمن بن مُحَمَّد أبو مُحَمَّد، عن الأعمش ويحيى بن سعيد، وعنه: أحمد وعليُّ بن حرب، ثقة، وكان حافظًا يُغَرِّب، تُوُفِّيَ سنة (195 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ سُوقَةَ): هو بضمِّ السِّين المهملة، ثمَّ واو ساكنة، ثمَّ قاف مفتوحة، ثمَّ تاء التأنيث، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ): (الأخمص): المتجافي عن الأرض مِن بطنِ القدم.

قوله: (يُحْمَلُ فِيهِ) وكذا (يُدْخَلُ): هما مبنيَّان لما لم يُسمَّ فاعلهما، و (الحَرَم) بعد (يُدخَل): مَنْصوبٌ.

(1/2040)

[باب التبكير إلى العيد]

قوله: (وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ [1]): هو بضمِّ المُوَحَّدة، وبالسِّين المهملة، صحابيٌّ مشهورٌ، وقد تقدَّم مَن يقال له: بسرٌ _ كهذا_ في «البخاريِّ» و «مسلم» و «المُوطَّأ»؛ وهم: بُسر بن سعيد، وبُسر والد عبد الله هذا، وبُسر بن عبيد الله الحضرميُّ، وبسرُ بن محجن، وفيه اختلافٌ، وابن محجن في «المُوطَّأ» فقط، وتقدَّم ما وقع للمِزِّيِّ في بُسرٍ والد عبد الله، والله أعلم، والباقون: بِشر؛ بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة.

قوله: (وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيحِ): (حين)؛ بالرَّفع والنَّصب، وهذا ظاهرٌ، و (التَّسبيح)؛ بالجرِّ [2]؛ أي: وقت جواز الصَّلاة، وصلاة العيد سبحة ذلك اليوم.

==========

[1] في هامش (ق): (روى أبو داود بسنده إلى زيد الرحبيِّ قال: خرج عبد الله بن بسر صاحب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع النَّاس في يوم عيد فطر أو أضحًى، فأنكر إبطاء الإمام، وقال: إن كنَّا فرغنا في هذه السَّاعة، وذلك حين التسبيح، مات فجأة وهو يتوضَّأ سنة (88 هـ)، وهو آخر مَن مات مِن الصَّحابة بالشام).

[2] (بالجر): سقط من (ج).

[ج 1 ص 284]

(1/2041)

[حديث: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا ... ]

968# قوله: (عَنْ زُبَيْدٍ): تقدَّم أنَّه [1] ليس في الكتب السِّتَّة زُبيدٌ _ بالمُوَحَّدة_ إلَّا هذا الياميُّ، وأنَّ زُيَيدًا؛ بمثنَّاتين تحت، وهو ابن الصلت في «المُوطَّأ»؛ فاعلمه.

قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل الإمام، وهو بفتح الشين المعجمة.

قوله: (أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ [2]): تقدَّم أنَّ اسمه هانئٌ، وقيل: الحارث، وقيل: مالكٌ، وأنَّه عقبيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه، غيرَ مَرَّةٍ.

قوله: (جَذَعَةٌ): تقدَّم الكلام عليها قريبًا؛ فراجعه.

قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ): تقدَّم أنَّه ثلاثيٌّ معتلٌ، ويجوز رُباعيٌّ مهموزٌ.

(1/2042)

[باب فضل العمل في أيام التشريق]

قوله: (فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ): أيَّام التَّشريق عند الشَّافعيِّ وجماعةٍ: ثلاثة أيَّام بعد يوم النَّحر، وهي الأيَّام المعدودات، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّهم يُشرِّقون فيه لحوم الأضاحي؛ أي: يقطعونها تقديدًا، وقيل: بل لأجل صلاة العيد وقت شروق الشَّمس، فصارت هذه الأيَّام تبعًا ليوم النَّحر، وكان أبو حنيفة يقول: التَّشريق: التَّكبير دبر الصَّلاة، قال أبو عبيد: لم أجد أحدًا يعرف أنَّ التَّكبير يقال له: التَّشريقُ أيَّام منًى، وهي المعلومات، قاله ابن قُرقُول، انتهى والأيَّام المعلومات: عشر الحجَّة.

قوله: (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [1]): كذا في أصلنا، وكذا في كثير من النُّسخ، وكذا في أصلنا الدِّمشقيِّ، والتلاوة: {مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184]، واعلم أنَّ مسألة ما إذا [2] وقع في الأصل لحنٌ أو خطأ تقدَّم الكلام عليها في أوائل هذا التعليق في قوله: «و {يَا أَهْلَ الكِتَابِ}» [آل عمران: 64]، وأغرب ما فيه كلامُ ابن عبد السَّلام عزِّ الدِّين، والله أعلم.

قوله: (وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ): هذا هو أبو جعفر مُحَمَّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب الباقرُ، ترجمتُه معروفةٌ رضي الله عنه وعن آبائه.

(1/2043)

[حديث: ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه]

969# قوله: (عَنْ سُلَيْمَانَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الأعمش سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئ.

قوله: (عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ): هو بفتح المُوَحَّدة، وكسر الطَّاء المهملة، وهو مسلم بن عمران بن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفيُّ، عن أبي وائل، وعليِّ بن الحسين، وأبي عبد الرَّحمن السُّلميُّ، وعنه: الأعمش وابن عون، وثَّقه أحمد وغيره، أخرج له الجماعة.

قوله: (فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ [1] بِشَيْءٍ): يحتمل وجهين: بشيء من ماله، أو لا هو ولا ماله؛ بأن يرزقه الله الشَّهادةَ، والله أعلم.

==========

[1] (من ذلك): ليس في «اليونينيَّة».

[ج 1 ص 284]

(1/2044)

[باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة]

قوله: (وَفِي فُسْطَاطِهِ): (الفُسطَاط): الخباءُ ونحوُه، وهو بضمِّ الفاء وكسرِها، وبالطَّاء والثَّاء مكان الطَّاء والسِّين من غير طاءٍ ولا تاءٍ، ويكون الفِسطاس [1] أيضًا: موضع مجتمع [2] أهل الكورة حول جامعها، ومنه: فسطاط مصر، وأصله: عمودُ الخباء الذي تقوم عليه، قاله ابن قُرقُول، وفي «الصِّحاح»: (الفسطاط): بيتٌ من شعر، وفيه لغات: فُسطاط، وفُستاط، وفُسَّاط، وكسر الفاء لغةٌ فيهنَّ، والفُسطاط: مدينة مصر، وهذا [3] أظهر ممَّا قاله في «المطالع»، وهو هو.

قوله: (وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ): هي أمُّ المؤمنين ميمونةُ بنت الحارث الهلاليَّة رضي الله عنها، تُوُفِّيَت بسرف سنة (51 هـ)، أخرج لها [4] الجماعة، وقد تقدَّمت.

قوله: (وَكُنَّ النِّسَاءُ): هذا جارٍ [5] على لغة: (أكلوني)، وفي نسخة في هامش أصلنا: (وكان)، وهذه الجادَّة.

قوله: (أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ): تقدَّم أنَّ أبانًا الأصحُّ صرفُه، وأبان بن عثمان بن عفَّان الأَمويُّ يروي عن أبيه وزيد بن ثابت، وعنه: الزُّهريُّ، وأبو الزِّناد، وعدَّةٌ، وكان فقيهًا مجتهدًا، تُوُفِّيَ سنة (105 هـ)، روى له مسلمٌ والأربعةُ، وثَّقه العجليُّ، وكان به وَضَحٌ وصَمَمٌ، وأصابه فالجٌ قبل أن يموت بسنةٍ.

(1/2045)

[حديث: كان يلبي الملبي لا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه]

970# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضلُ بن دُكَين.

قوله: (لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ) وكذا الثَّانية: (فَلاَ [1] يُنْكَرُ عَلَيْهِ): هما مبنيَّان لما لم يسمَّ فاعلهما.

==========

[1] في (ب): (لا).

[ج 1 ص 284]

(1/2046)

[حديث: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها]

971# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ): كذا في أصلنا، وعلى (مُحَمَّد [1]) علامةُ مَن زاده مِن الرُّواة، قال الجيَّانيُّ: (وقال _ يعني: البخاري_ في «العيدين»: «حدثنا مُحَمَّد: حدَّثنا عمر بن حفص بن غياث»، فذكر هذا المكان هكذا، رواه أبو ذَرٍّ: «حدثنا مُحَمَّد: حدَّثنا عمر بن حفص»، وكذا خرجه أبو مسعود في كتابه، وفي روايتنا عن أبي عليِّ ابن السَّكن، وأبي أحمد، وأبي زيد: «حدَّثنا عمر بن حفص»، ولم يذكروا «مُحمَّدًا [2]» قبل «عمر»، ويشبه أن يكون مُحَمَّدَ بن يحيى الذُّهليَّ، وإليه أشار الحاكم في هذا الموضع) انتهى، وذكر شيخنا الشَّارح كلام أبي عليٍّ، ثمَّ قال: (وأمَّا خلفٌ والطُّرَقيُّ؛

[ج 1 ص 284]

فذكرا [3]: أنَّ البخاريَّ رواه عن عمر بن حفص بن غياث، لم يذكرا محمَّدًا قبل عمر، وكذا ذكر أبو نُعَيم: أنَّ البخاريَّ رواه عن عمر بن حفص، وذكر ابن عساكر: أنَّ عمر بن حفص هذا روى عنه البخاريُّ ومسلم، ورويا عن رجلٍ عنه) انتهى، وقد راجعت «النَّبَل» لابن عساكر؛ فوجدته قال [4] كما ذكر شيخنا، ولفظه: (روى عنه البخاريُّ ومسلمٌ، ورويا وأبو داود والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ عن رجل عنه)، ثمَّ أرَّخ وفاته، انتهى، وقد راجعت أنا «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته طرَّفه، فقال: (البخاريُّ في «العيدين»: عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه ... ) إلى أن قال: (في بعض النُّسخ من كتاب أبي مسعود: عن مُحَمَّد، عن عمر بن حفص، وكذلك هو في بعض النُّسخ من «البخاريِّ»، وفي بعض النُّسخ من كتابه في طرق هذا الحديث: وعن عمرٍو النَّاقد، عن عيسى بن يونس، عن عاصم، وهو وَهَمٌ، وفي بعض النُّسخ: عن النَّاقد، عن عيسى، عن هشام، وهو الصَّواب)، وسيأتي، ثمَّ ذكره في ترجمة [5] هشام بن حسَّان [6]، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة، ونبَّه أنَّه سَبَقَ.

قوله: (عَنْ عَاصِمٍ): هو ابن سليمان الأحول، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ حَفْصَةَ): هي بنت سيرين، تقدَّم بعض ترجمتها، وأنَّها من أفضل التَّابعيَّات، وأنَّ أفضلهنَّ ثلاثٌ؛ حفصةُ، وعمرةُ، وأمُّ الدَّرداء الصُّغرى.

قوله: (عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ): تقدَّم أنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون، وفتح السِّين، على الأصحِّ، وتقدَّم بعض ترجمتها.

(1/2047)

قوله: (مِنْ خِدْرِهَا): هو واحد (الخُدُور)؛ وهي السُّتور، تكون للجواري الأبكارِ في ناحية البيت، ويقال: (الخدر): سريرٌ عليه سترٌ، ويقال: (الخدر): البيت نفسُه.

==========

[1] في (ب): (نسخته)، وفي (ج): نسخه.

[2] في (ب): (مُحَمَّد بن).

[3] في (ج): (فذكر)، وليس بصحيح.

[4] (قال): ليس في (ب).

[5] في (ب): (حجَّة).

[6] (بن حسان): ليس في (ج).

(1/2048)

[باب الصلاة إلى الحربة يوم العيد]

972# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشِّين [1] المعجمة، وأنَّ لقبه بندار، وتقدَّم ما البُندار.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن عبد المجيد بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاصي الثقفيُّ، أبو مُحَمَّد، الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (تُرْكَزُ لَهُ الحَرْبَةُ): (تُركَز): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الحربةُ): مرفوعةٌ قائمةٌ مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] (الشين): ليس في (ج).

[ج 1 ص 285]

(1/2049)

[باب حمل العنزة أو الحربة بين يدى الإمام يوم العيد]

قوله: (بَابُ حَمْلِ الْعَنَزَةِ أَوِ الْحَرْبَةِ): تقدَّم الكلام على (العَنَزَة) مُطَوَّلًا، ومَنْ أتى بها، وما يتعلَّق بها، وأنَّه بقي منه بقيَّة هي في الآثار الشَّريفة بمصر.

==========

[ج 1 ص 285]

(1/2050)

[حديث: كان النبي يغدو إلى المصلى]

973# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو): وفي نسخة: (الأوزاعيُّ) بعد (أبي عمرو) [1]، وهو هو، وهو عبد الرَّحمن بن عمرو، أبو عمرو الأوزاعيُّ، تقدَّم مرارًا.

==========

[1] (بعد أبي عمرو): سقط من (ب)، وزيد فيها: (تقدَّم).

[ج 1 ص 285]

(1/2051)

[باب خروج النساء والحيض إلى المصلى]

==========

[ج 1 ص 285]

(1/2052)

[حديث: أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور]

974# قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): وفي نسخة: (ابن زيد)، وهو هو، وقد تقدَّم.

قوله: (عَنْ أيُّوبَ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور، تقدَّم.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، العالم المشهور، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بنو سيرين كم هم من واحد؛ رجلًا وامرأةً، في أوائل هذا التعليق.

قوله: (عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ): تقدَّم أنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون، وفتح السِّين، على الأصحِّ مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمتها.

قوله: (أُمِرْنَا): تقدَّم أنَّه مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وتقدَّم [الكلامُ] عليه، وأنَّه مَرْفوعٌ مُسنَدٌ عند أهل الحديث، وهو الصَّحيح وقول أكثر أهل العلم، قال ابن الصَّلاح: (وخالف في ذلك فريقٌ؛ منهم: أبو بكر الإسماعيليُّ)، وقد قدَّمتُ المسألة بأطولَ مِن هذا، وكلام مَن خصَّ الخلافَ بغير أبي بكر، وهو حسن، والله أعلم.

قوله: (الْعَوَاتِقَ): يعني: الجواري، وقد تقدَّم مُطَوَّلًا.

قوله: (ذَوَاتِ الْخُدُورِ): تقدَّم الكلام على (الخدور) أعلاه.

قوله: (وَعَنْ أيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ): هذا معطوفٌ على السَّند قبله الذي فيه: (أيُّوب عن مُحَمَّد بن سيرين)، وهذا الحديث: (أيُّوب عن حفصة)، فإيَّاك أن تجعله تعليقًا، وقد تقدَّم له نظراءُ، فهذا الثَّاني يرويه البخاريُّ عن عبد الله بن عبد الوهَّاب _وهو الحَجَبِيُّ_ عن حمَّاد، عن أيُّوبَ، عن حفصةَ به، والله أعلم.

(1/2053)

[باب خروج الصبيان إلى المصلى]

(1/2054)

[حديث: خرجت مع النبي يوم فطر أو أضحى]

975# قوله: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ): تقدَّم أنَّه بالمُوَحَّدة، والسِّين المهملة، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه ليس في الكتب السِّتَّة عمرو بن عيَّاش؛ بالمُثَنَّاة تحت والمعجمة [1].

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ): هذا هو ابن مهديِّ بن حسَّان، أبو سعيد البصريُّ، مولى الأزد، أحد الأعلام في الحديث، عن عمر بن ذرٍّ، وأيمن بن نابل، وعنه: أحمد، ورُسْتَه، والذُّهليُّ، وكان أفقه من القطَّان، وقال الذُّهليُّ: ما رأيت في يده كتابًا قطُّ، قال ابن المدينيِّ: أعلم النَّاس بالحديث عبدُ الرَّحمن بن مهديٍّ، تُوُفِّيَ عن ثلاث وستِّين سنة، سنة (198 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد، العَلَم المشهور.

قوله: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ): هو بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة، وقد تقدَّم، وتقدَّم أنَّ لهم عبدَ الرَّحمن بن عائش؛ بالمُثَنَّاة تحت، والشِّين المعجمة، لكنَّ هذا الثَّاني ليس له في الكتب شيءٌ سوى في «التِّرمذيِّ» في [2] حديث الرُّؤية، والله أعلم.

(1/2055)

[باب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد]

قوله: (وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه سعد بن مالك بن سنان الأنصاريُّ الخدريُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

(1/2056)

[حديث: خرج النبي يوم أضحى إلى البقيع]

976# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، الحافظ.

قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ طَلْحَةَ): هذا هو ابن مُصرِّف الياميُّ الكوفيُّ، عن أبيه، والحكم، وزُبَيد الياميِّ، وجماعةٍ، ولم يرحل، وعنه: شَبَابة، وأَسَد بن موسى، وحجَّاجٌ الأعور، وأبو داود الطَّيالسيُّ، وابن مهديٍّ، وأبو نعيم، وخلقٌ، قال أحمد: لا بأس به، إلَّا أنَّه كان لا يكاد يقول في شيء من حديثه: حدَّثنا، وقال ابن معين: يُتَّقى حديثُه، وقال مَرَّةً: صالحٌ، وقال مرَّةً: ضعيفٌ، وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ، وقال ابن حِبَّان في «الثِّقات»: مات سنة (167 هـ)، وكان يخطئ، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، له ترجمةٌ في «الميزان».

قوله: (عَنْ زُبَيْدٍ): تقدَّم قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّه بضمِّ الزاي وبالمُوَحَّدة، وأنَّه ابن الحارث الياميُّ بأطولَ مِن هذا.

قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه عامر بن شَراحيل الشَّعبيُّ؛ بفتح الشِّين المعجمة.

قوله: (إِلَى الْبَقِيعِ): هو بفتح المُوَحَّدة، وكسر القاف، والباقي معروفٌ، مَدفَن أهل المدينة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

[ج 1 ص 285]

قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ): تقدَّم أنَّه أبو بردة بن نِيَار، وقد تقدَّم قريبًا الاختلافُ في اسمه، وأنَّه عَقَبيٌّ بدريٌّ رضي الله عنه.

قوله: (وَعِنْدِي جَذَعَةٌ): تقدَّم الكلام فيها غيرَ مَرَّةٍ، وأنَّها بالذَّال المعجمة.

(1/2057)

[باب العلم الذي بالمصلى]

قوله: (بَابُ الْعَلَمِ الَّذِي بِالْمُصَلَّى): (العَلَم [1]) تقدَّم أنَّه بفتح اللَّام، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] (العلم): سقط من (ب).

[ج 1 ص 286]

(1/2058)

[حديث: نعم ولولا مكاني من الصغر ما شهدته]

977# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم مرارًا.

وقوله: (عَنْ سُفْيَانَ): هو ابن سعيدٍ الثَّوريُّ، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا [1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ): تقدَّم قريبًا جدًّا أنَّه بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة، ومُطَوَّلًا بعيدًا.

قوله: (عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ): تقدَّم أنَّ كثيرًا بفتحِ الكافِ وكسرِ المُثلَّثة، وقد تقدَّمت ترجمتُه، وأنَّه ابن الصَّلت بن معديكرب الكنديُّ.

قوله: (يُهْوِينَ [2]): تقدَّم أنَّه رُباعيٌّ وثُلاثيٌّ [3].

(1/2059)

[باب موعظة الإمام النساء يوم العيد]

(1/2060)

[حديث: قام النبي يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة]

978# 979# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، العَلَم المشهور، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنْ [1] عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ [2]): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رَباح، مفتي أهل مكَّة، وتقدَّم أنَّه ليس في الكتب (عطاءٌ عن جابرٍ) غيرُ هذا، وعطاء بن يسار مولى ميمونة، روى له عنه أبو داود فقط حديثًا واحدًا، وقد تقدَّم، وباقي الأحاديث كلِّها (عطاءٌ عن جابر)؛ هو ابن أبي رباح.

قوله: (فَبَدَأَ) وكذا قوله: (مُتَّكِئًا): هما مهموزان، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (فَتَخَهَا): هو بالفاء [3]، وبالمُثَنَّاة فوق، وبالخاء المعجمة المفتوحات؛ وهي (الْخَوَاتِيمُ الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، كذا فسَّره في «البخاريِّ» عبدُ الرَّزَّاق في هذا الباب، وقوله فيه: (عِظَام)؛ أي: كبار، وقال غيره: هي خواتيمُ تُلبَس في الرِّجْل، الواحدة (فتْخة)؛ بسكون التَّاء وتُحرَّك، وقال الأصمعيُّ: (هي خواتيمُ لا فصوصَ لها، وتُجمَع أيضًا: فَتْخٌ وفَتَخاتٌ)، وفي «الجمهرة»: (الفتخة: حلقةٌ مِن ذهب أو فضَّة، لا فصوص لها، وربَّما اتُّخِذَ لها فصٌّ كالخاتم).

قوله: (وَيُذَكِّرُهُنَّ): هو مَرْفوعٌ؛ لأنَّه لم يتقدَّمْه ناصبٌ ولا جازمٌ، وهذا هيِّنٌ.

قوله: (قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [4] قَالَ: شَهِدْتُ العِيدَ [5] ... ) إلى آخره: هذا معطوفٌ على السَّند قبله، وكأنَّه قال فيه البخاريُّ: (حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر عن عبد الرَّزَّاق، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم _هو ابن نياق، ونياق لا ينصرف_ عن طاووس، عن ابن عبَّاس به)، فإيَّاك أن تجعله تعليقًا، والله أعلم، وقد تقدَّم [6] له نظراءُ.

قوله: (ثُمَّ يُخْطَبُ بَعْدُ): (يُخطَب): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (بعدُ): مضمومٌ مقطوعٌ عن الإضافة.

قوله: (حِينَ يُجْلِسُ): هو بضمِّ أوَّله، وسكون ثانيه، وبفتح [7] ثانيه، وتشديد ثالثه مكسور، كذا في أصلنا بالقلم، والذي في «الصِّحاح»: (جلس الرجلُ، وأجلسه غيرُه)، ولم أرَ فيه التَّشديدَ، لكن قال النَّوويُّ في (العيدين) من «شرح مسلم»: (يجلِّس؛ بكسر اللَّام المُشدَّدة؛ أي: يأمرهم بالجلوس) انتهى، والله أعلم.

(1/2061)

قوله: (عَلَى ذَلِكِ): هو بكسر الكاف، خطابٌ لمُؤنَّث، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ): هذه المرأة لا أعرفها، [وقال بعض حُفَّاظ [8] العصر: (يحتمل أن تكون أسماء بنت يزيد بن السَّكن خطيبة النِّساء، فهي التي قالت في شيءٍ من هذه القصَّة: «وكيف يَكفُرْنَ [9]؟»، أخرجه الطَّبرانيُّ والبيهقيُّ من حديثها) انتهى] [10]، وكذا في الرِّواية: (لا يدري حَسَنٌ مَن هي؟)، وحَسَنٌ: هو ابن مسلم بن نِيَاق الذي ذكره أعلاه، وقوله: (حسنٌ) هو الصَّواب، ووقع في «مسلم» (حينئذٍ) عوض (حسن)، كذا في جميع النُّسخ، قال القاضي وغيره: (وهو تصحيف، وصوابه: «حسن»)، وقال الشيخ محيي الدين النَّوويُّ: (قلت: ويحتمل تصحيح «حينئذٍ»، ويكون معناه: لكثرة النِّساء واشتمالهنَّ بثيابهنَّ لا يدري مَن هي؟)، والله أعلم.

قوله: (هَلُمَّ): اعلم أنَّ (هَلُمَّ) يستوي فيه الواحدُ والجمعُ، والتَّأنيث والتَّذكير في لغة أهل الحجاز، وأهل نجد: يصرفونها، والأوَّل أفصح، وهي لغة القرآن، وهو الذي جاء هنا.

قوله: (لَكُنَّ): هو بضمِّ الكاف، وتشديد النُّون، وهذا ظاهرٌ [11].

قوله: (فِدَاء أَبِي وَأُمِّي): مَرْفوعٌ منوَّن، ومنصوبٌ مثله، قال الأصمعيُّ: (الفِداء: يُمدُّ ويُقصَرُ، وأمَّا المصدر من (فاديت)؛ فمدودٌ لا غير، والفاء في كلِّ ذلك مكسورةٌ)، وحكى الفرَّاء: («فدًى لك»: مقصورٌ وممدودٌ ومفتوحٌ، وفَدَاكَ أبي وأمِّي: فعل ماضٍ مفتوحُ الأوَّل)، ويكون اسمًا على ما حكاه الفرَّاء.

(1/2062)

تنبيهٌ هو فائدةٌ: فقهُ هذا الحديث أنَّه جائز هذا الكلام لمَن كان أبواه غيرَ مُؤمِنَين، وأمَّا مَن كان أبواه مُؤمِنَين؛ فلا يجوز؛ لأنَّه كالعقوق لهما، قال السُّهيليُّ: سمعت شيخنا أبا بكر يقول في هذه المسألة _ يعني به: ابن العربيِّ المالكيَّ القاضي_: وما ذكره فيه نظرٌ؛ لأنَّه سُمِع من كلامِ غيرِ واحدٍ مِن المُتقدِّمين ممَّن أبواه مؤمنان، ومِن ذلك قولُ الصِّدِّيق للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بحضرته [12]: (فَدَيناكَ بآبائنا وأمَّهاتنا)، وهذا الكلام قاله الصِّدِّيقُ [13] له عليه الصَّلاة والسَّلام حين صعِد المنبرَ في آخر حياته، وكان إذ ذاك أبو قحافة قد أسلم؛ لأنَّه أسلم في الفتح، وأمُّ أبي بكر صحابيَّة مسلمة قبل ذلك بزمنٍ كثير، ومنه قولُ عائشةَ في «مسلم» في (الصَّلاة): (فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك وبحمدك لا إله إلَّا أنت»، فقلت بأبي وأمِّي، إنِّي لفي شأن وإنَّك لفي آخرَ)، وقد لا يمنع هذه المسألة القاضي أبو بكر؛ لأنَّه من [14] فدى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأبويه؛ فليس بعاقٍّ؛ لأنَّ كلَّ أحد يجب عليه أن يفدي مهجتَه بمهجتِه، وإنَّما الكلامُ في غيره، والله أعلم، قال النَّوويُّ في «شرح مسلم» في (كتاب الإيمان) _بكسر الهمزة_: (وفيه جوازُ قولِ الرَّجل للآخرِ: بأبي أنت وأمِّي؛ قال القاضي عياض: وقد كرهه بعض السَّلف، وقال: لا يُفدَى بمسلمٍ، قال القاضي عياض: والأحاديث الصَّحيحة تدلُّ على جوازه سواء كان المُفدَى به مسلمًا أو كافرًا، حيًّا كان أو ميِّتًا).

قوله: (الْفَتَخُ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه [15].

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أَخْبَرَنِي).

[2] (عن جابر): ليس في (ب).

[3] في (ب) و (ج): (بفتح الفاء).

[4] زيد في «اليونينيَّة»: (رضي الله عنهما).

[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (الفطر).

[6] في (ج): (قدَّمتُ).

[7] في (ج): (فتح)، وليس بصحيح.

[8] (حُفَّاظ): سقط من (ج).

[9] في (ب): (تكفرن).

[10] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[11] هذه الفقرة جاءت في النُّسخ متأخِّرة بعد قوله: (حيًّا كان أو ميِّتًا).

[12] (بحضرته): ليس في (ج).

[13] (الصِّدِّيق): ليس في (ج).

[14] في (ج): (قد).

[15] (أعلاه): سقط من (ب).

[ج 1 ص 286]

(1/2063)

[باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد]

قوله: (إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ): هو بكسر الجيم، قال ابن شميل: (ثوب أقصر من الخمار وأعرض؛ وهي المقنعة، تغطِّي به المرأةُ رأسَها)، وقال غيره: ثوبٌ واسعٌ دون الرداء تغطِّي به المرأة ظهرَها وصدرَها، وقال ابن الأعرابيِّ: (هو الإزار)، وقال غيره: الخمار، وقيل: هو كالمُلاءة والملحفة، وقد تقدَّم ذلك، ولكن طال العهد به.

==========

[ج 1 ص 286]

(1/2064)

[حديث: لتلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير]

980# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه بفتح الميمين، بينهما عين ساكنة، وأنَّ اسمه عبد الله بن عمرو المقعد، وتقدَّم بعض ترجمته.

[ج 1 ص 286]

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن [2] سعيد بن ذكوان التنوريُّ الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا أيُّوب): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي تميمة كيسان السَّختيانيُّ الإمام، وتقدَّم شيءٌ من ترجمته.

قوله: (عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ): تقدَّم أنها من أعظم نساء التابعين [3]، وتقدَّم أن أفضل نساء التابعين: حفصة، وعمرة، وأمُّ الدرداء الصغرى، وتقدَّم الكلام في عدد أولاد سيرين النساءِ والرجالِ.

قوله: (فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ): تقدَّم أن هذه المرأة لا أعرفها.

قوله [4]: (فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ): تقدَّم الكلام أين هو، وأنَّه بالبصرة [5]، ومَن خلفٌ.

قوله: (فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا): تقدَّم أنَّ أختها وزوجها لا أعرفهما، غير أنَّ الصَّحابيَّ لا يضرُّ الجهلُ به، ولكنَّ الحديث فيه هذه المرأة المجهولة التي حدَّثت عن زوج أختها، وقد قدَّمتُ ما قاله شيخنا في أختها، وهو غير ظاهر، والله أعلم، والحُجَّة في قوله: (فلمَّا قَدِمَتْ أمُّ عطيَّة)، هذا حُجَّة؛ لأنَّ حفصة روَت ذلك عن أمِّ عطيَّة، ولم يَحتجَّ بحديث المرأة المجهولة، والله أعلم.

قوله: (مِنْ جِلْبَابِهَا): قيل: المراد الجنس؛ أي: من جلابيبها، وقد رُوِيَ ذلك، وقيل: هو على المواساة؛ أي: تلبسها [6] طائفة من ثوبها، أو على المبالغة؛ أي: يخرجن ولو في جلباب.

قوله: (أُمُّ عَطِيَّةَ): تقدَّم بعض ترجمتها، وأنَّها نُسَيبة؛ بضمِّ النُّون، وفتح السِّين على الصحيح.

قوله: (بِأَبِي): أي: أفديه بأبي، وقد تقدَّم الكلام في الروايات في (بأبي)، والله أعلم، وكذا على (الْعَوَاتِقُ)، و (الْخُدُورِ)، و (آلْحُيَّضُ)؛ بمدِّ همزة الاستفهام، كلُّ ذلك في (باب شهود الحائض العيدَين) في (الحيض).

(1/2065)

[باب اعتزال الحيض المصلى]

(1/2066)

[حديث: أمرنا أن نخرج فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور]

981# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): هو مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي عديٍّ السُّلَميُّ، أبو عمرو البصريُّ، عن حُميد وطبقتِه، وعنه: أحمد بن سنان وجماعةٌ، وثَّقوه، مات سنة (194 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنِ ابْنِ عَوْنٍ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون، مولى عبد الله بن مغفَّل المزنيِّ، أحد الأعلام، وأنَّه ليس بعبد الله بن عون ابنِ أمير مصر، هذا الثاني ليس له في «البخاريِّ» شيء، إنما روى [له] مسلمٌ والنَّسائيُّ، والله أعلم.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، الإمام المشهور.

قوله: (قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ): تقدَّم الكلام عليها أعلاه، وقبل ذلك مُطَوَّلًا، رضي الله عنها.

قوله: (أُمِرْنَا): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه مَرْفوعٌ مسندٌ على الصحيح، قبل هذا وفي (الحيض) مُطَوَّلًا.

قوله: (وَالْعَوَاتِقَ): تقدَّم، وكذا (الْخُدُورِ).

==========

[ج 1 ص 287]

(1/2067)

[باب النحر والذبح يوم النحر بالمصلى]

(1/2068)

[حديث: أن النبي كان ينحر أو يذبح بالمصلى]

982# قوله: (حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ): (كَثِير)؛ بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، مشهورٌ.

==========

[ج 1 ص 287]

(1/2069)

[باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد]

قوله: (بَابُ كَلاَمِ الإِمَامِ وَالنَّاس فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ): (الناسِ): مجرور [1]؛ أي: مع الناس، ويُرفَع أيضًا على أنَّه مبتدأ، و (في خطبة العيد): خبره.

==========

[1] وهي رواية «اليونينيَّة».

[ج 1 ص 287]

(1/2070)

[حديث البراء: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك]

983# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ [1]): هو بالحاء والصاد المهملتين، سلَّام بن سُلَيم، وسلَّام: بتشديد اللام، وسُلَيم: بضمِّ السِّين، وفتح اللام، مشهورٌ.

تنبيهٌ: لهم (الأخوص)؛ بالخاء المعجمة، والباقي مثله، رجلٌ مجهول، وهو الأخوص بن عمرو _ووقع في كلام بعضهم: عمير_ ابن عتَّاب بن هرميِّ بن رِيَاح.

قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): تقدَّم أنَّه عامر بن شَراحيل.

قوله: (فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ): تقدَّم الاختلاف في اسمه؛ هل هو هانئ أو غيره؟ وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقَ جَذَعَةٍ): تقدَّم الكلام على (العَنَاق) وعلى (الجَذَعَة)، و (عَنَاق): اسم [2] (إنَّ) مَنْصوبٌ غير منوَّن، و (جَذَعة): مضاف إليه، ورُوِيَ بنصبهما.

قوله: (فَهَلْ تَجْزِي): تقدَّم أنَّه ثلاثيٌّ معتلٌّ، ويجوز رُباعيٌّ مهموز، وكذا قوله: (وَلَنْ تَجْزِيَ).

==========

[1] في هامش (ق): (سلَّام بن سليم الحنفي الكوفي، مات مع مالك وحماد وخالد الطحان في سنة «179 هـ»).

[2] (اسم): ليست في (ب).

[ج 1 ص 287]

(1/2071)

[حديث: إن رسول الله صلى يوم النحر ثم خطب]

984# قوله: (عَنْ أيُّوب): هو ابن أبي تميمة، تقدَّم.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، تقدَّم.

قوله: (أَنْ يُعِيدَ ذِبْحَهُ): هو بكسر الذال، والذِّبح: المذبوح، وقد رأيت النَّوويَّ قال في «شرح مسلم»: (أن يعيد ذِبحًا) ما لفظه: (اتَّفقوا على ضبطه بكسر الذال؛ أي: حيوانًا يُذبَح)، انتهى، والذال في أصلنا كانت مدلَّسةً، وقد عُمِل عليها الآن الفتح والكسر بالقلم، وفي الفتح نظرٌ؛ لأنَّه مصدر، وقد وقع فلا يُعَاد، ورأيته في بعض النسخ بفتح الذال [1]، وفيه النظر أيضًا، والله أعلم، وقد رأيت بعضهم قيَّده بهما أيضًا باللَّفظ.

قوله: (فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): تقدَّم مرَّات أنَّه أبو بردة بن نِيَار خالُ البراء [2]، عَقَبِيٌّ بدريٌّ، وقد قدَّمتُ بعض ترجمته.

قوله: (إِمَّا قَالَ): هو بكسر الهمزة، وتشديد الميم، وكذا الثانية: (وإِمَّا قَالَ).

قوله: (خَصَاصَةٌ): هي بفتح الخاء، سوء الحال والحاجة، وأصلها: الخلل، من (خَصاص الباب).

قوله: (وَعِنْدِي عَنَاقٌ): تقدَّم ما هو في (كتاب العيدين) من هذا الكتاب.

(1/2072)

[حديث: من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها]

985# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هو مسلم بن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ، تقدَّم، وقد تقدَّم الكلام على نسبه: أنَّه إلى جدِّه فُرْهُود مُطَوَّلًا؛ فانظره.

قوله: (عَنِ الأَسْوَدِ): هو الأسود بن قيس العبديُّ، أبو قيس الكوفيُّ، عن جندب وجماعةٍ، وعنه: شعبة، وابن عيينة، وخلقٌ، ثِقَةٌ، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ جُنْدَبٍ): هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجليُّ، ويُنْسَب إلى جدِّه، صحابيٌّ مشهور، روى عنه الحسن، وأبو عمران الجونيُّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم، صحبة جُنْدَب ليست بالقديمة، ويكنى بأبي عبد الله، وكان بالكوفة، ثمَّ صار إلى البصرة، وله رواية عن أُبَيِّ بن كعب وحذيفةَ، تُوُفِّيَ سنة (64 هـ[1])، أخرج له الجماعة، رضي الله عنه [2].

(1/2073)

[باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد]

قوله: (بَابُ مَنْ خَالَفَ الطَّرِيقَ إِذَا رَجَعَ يَوْمَ الْعِيدِ): وقد اختُلِف في معنى فعله ذلك لمعانٍ؛ أظهرها: توخِّي الأطول ذهابًا، الثاني: شهادة الطريقَين، [وقال النَّوويُّ في «رياضه»: (لتكثير مواضع العبادة، وهذا غير الذي قبله، ويحتمل أن يكون هو هو)] [1]، الثالث: يتبرَّك به أهلهما [2]، الرابع: اقتداؤهما به، الخامس: زيادة غيظ المنافقين، السادس: الرحمة، السابع: تصدُّقه على فقرائهما، الثامن: نفاد الصدقة في الأولى، التاسع: حذر كيد المنافقين، العاشر: زيارة قبور أقاربه، الحادي عشر: يقال: تتغيَّر الحال إلى المغفرة، الثاني عشر: ليساوي بين الأوس والخزرج، فإنَّهم كانوا يتفاخرون بذلك، ذكره الجيليُّ.

وفيه قولان آخران: أنَّ الملائكة يقفون على الجهات يكتبون الخارجين إلى الصَّلاة والداخلين، فمَن رجع على طريقهم؛ لم يكتبوه، وإن رجع على غيرها؛ ذكروه مرَّتين، ذكره الزناتيُّ، فمَن شاركه في المعنى؛ نَدَب له، وكذا غيرُه على أظهر الوجهين في «الشرح الصغير»؛ كالرَّمَل والاضطباع، سواء الإمام والقوم على النصِّ، فإن جُهِلَ السبب؛ سُنَّ قطعًا، قاله في «الروضة»، وقول إمام الحرمين: (الرجوع ليس بقربة) غلطٌ.

قال الماورديُّ: (ما فعله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لمعنًى وزال ذلك المعنى؛ هل نفعله نحن أو لا نفعله إلَّا بدليل؟ فيه وجهان)، قال الشَّافعيُّ في «الأمِّ»: (ويُسْتَحبُّ للإمام في رجوعه أن يقف في طريقه فيستقبل القبلة ويدعو، ورُوِيَ فيه حديثٌ)، وسمعت شيخنا الفقيه العلَّامة شهاب الدين الأذرعيَّ يقول: (إنَّ في حكمة الرجوع في طريقٍ والذهاب في آخرَ ثلاثين قولًا)، ثمَّ رأيته نقل في بعض مؤلَّفاته أنَّه ذكر فيه خمسة عشر قولًا، والله أعلم.

[ج 1 ص 287]

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[2] في (ب) و (ج): (أهلها)، وهو تحريف.

(1/2074)

[حديث: كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق]

986# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [1]: حَدَّثَنَا [2] أَبُو تُمَيْلَةَ [3] يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ): قال الجيَّانيُّ: (وقال _يعني: البخاري [4]_ في «كتاب العيدين»: «حدثنا مُحَمَّد، حدثنا أبو تُمَيلة» ... إلى آخره، نسبه أبو نصر وأبو عليِّ ابن السكن [5] في «مصنَّفه»: مُحَمَّدَ بن سلام البيكنديَّ)، انتهى.

وقال شيخنا الشَّارح: (وأمَّا مُحَمَّد شيخ البخاريِّ؛ فهو مُحَمَّد بن سلام البيكنديُّ، صرَّح به الجيَّانيُّ وابن بطَّال، وفي «أطراف خلف» على الحاشية: «ابن مقاتل: حدثنا أبو تميلة») انتهى [6].

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ [7] يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ): (أبو تُميلة [8]): بضمِّ المُثَنَّاة فوق، وهو كما سمَّاه ونسبه المروزيُّ الحافظ، مولى الأنصار، عن الحسين بن واقد [9] وابن إسحاق، وعنه: أحمد، وابن أبي شيبة، ويعقوب الدورقيُّ، صدوقٌ، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ [10]): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الفاء، وفتح اللام، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه فردٌ في الكتب السِّتَّة.

قوله: (تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّد عَنْ فُلَيْحٍ، وَحَدِيثُ جَابِرٍ أَصَحُّ): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة بعد (فُليح): (عن سعيد عن أبي هريرة)، ثمَّ قوله: (وحديثُ جابرٍ أصحُّ) الضمير في (تابعه) يعود على يحيى بن واضح، وإنَّما أتى بهذه المتابعة؛ لما قلتُ: إنَّ له ترجمةً في «الميزان»، فقوَّاه بمتابعة يونس بن مُحَمَّد؛ وهو المؤدِّب البغداديُّ الحافظ، ثقةٌ بلا تكلام [11]، فقويَ الحديثُ، وزال ما يُخْشَى من أبي تُميلة؛ لأنَّ [12] أبا داود قال: (قال ابن معين: إنَّه كان لا يُحسِن شيئًا)، وقال ابن معين وغيره: (ثقة)، وقد وهم أبو حاتم إذ قال: (إنَّ البخاريَّ تكلَّم فيه وذكره في «الضعفاء»)، قال الذَّهبيُّ: (ولم أرَ ذلك، فإنَّ البخاريَّ احتجَّ به، ولولا أنَّ ابن الجوزيِّ ذكره في «الضعفاء»؛ لما أوردته [13]، فالحاصل: تقويته بالمتابعة، والله أعلم، وأيضًا لما يأتي.

(1/2075)

قال أبو عليٍّ الجيَّانيُّ: (إنَّ في روايته هكذا _يعني: كما ذكرته أنا أنَّه في أصلنا_ عن أبي الحسن والأصيليِّ، ولأبي ذرٍّ وعند ابن السكن بزيادةٍ بعدَ (فُليح): (عن سعيد، عن أبي هريرة، [وحديث جابر أَصحُّ)، وقال أبو مسعود في روايته عن البخاريِّ: (تابعه يونس عن فُليح، وقال مُحَمَّد بن الصلت: عن فليح عن سعيد، عن أبي هريرة ... )] [14] إلى آخر كلامه، وهذا بهذه الزيادة التي وقعت عند ابن السكن واضح، وبدونها يبقى الكلام مشكلًا.

وقد قال المِزِّيُّ عن أبي مسعود كما وقع في أصلنا، قال: (وقد رواه مُحَمَّد بن حميد عن أبي تُميلة، عن فُليح، عن [15] سعيد، عن أبي هريرة؛ هكذا رواه الناس عنه، وأمَّا حديث يونس بن مُحَمَّد؛ فإنَّما رواه فُليح عن سعيد عن أبي هريرة، لا عن جابر، وكذلك رواه الهيثم بن جميل، عن فُليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه مُحَمَّد بن الصلت عن فُليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، فصار مرجع الحديث إلى أبي هريرة)، انتهى كلامه، والله أعلم.

وقد ذكر المِزِّيُّ الحديث في مسند أبي هريرة، وعنه سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن المعلَّى الأنصاريُّ، وهو المشار إليه في بعض نسخ «البخاريِّ»: (فُليح، عن سعيد، عن أبي هريرة)، وعَلَّم عليه: (خت، ت) _يعني: أخرجه البخاريُّ تعليقًا، والتِّرمذيُّ في الأصول_ (التِّرمذيُّ في «الصَّلاة» عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى وأبي زرعة الرازيِّ، كلاهما عن مُحَمَّد بن الصلت الأسَديِّ، عن فُليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث به، وقال: «حسن غريب»، وروى أبو تُميلة في «البخاريِّ» ويونسُ بنُ مُحَمَّد هذا الحديث عن فُليح [16] عن جابر، وقد تقدَّم كلام البخاريِّ وكلام أبي مسعود الدِّمشقيِّ عليه في مسند جابر)، انتهى.

وفي نسخة الدِّمياطيِّ بعد متابعة يونس بن مُحَمَّد عن فليح ما لفظه: (وقال مُحَمَّد بن الصلت عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة)، قال [17] الدِّمياطيُّ: (روى البخاريُّ عن أبي جعفر مُحَمَّد بن الصلت الأسديِّ الكوفيِّ الأصمِّ، مات سنة (219 هـ)، روى عن ابن المبارك في مناقب عمر، وروى البخاريُّ أيضًا عن أبي يعلى مُحَمَّد بن الصلت التَّوَّزِيِّ، مات سنة (228 هـ)، وروى عن الوليد بن مسلم، وفليح بن سليمان، وجماعةٍ)، انتهى.

(1/2076)

ورأيت في نسختي بـ «أطراف المِزِّيِّ» بِخَطِّ بعض فضلاء المُحَدِّثين من أصحابنا ما لفظه: (حاشية: وقع في بعض النُّسَخ: «عن مُحَمَّد بن مقاتل، عن أبي تُميلة»)، انتهت الحاشية.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] كذا في النُّسَخ وهامش (ق)، وهي رواية الأصيليِّ وابن عساكر، ورواية «اليونينيَّة» و (ق): (أخبرنا).

[3] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.

[4] (البخاري): ليست في (ج).

[5] (بن السكن): ليست في (ج).

[6] (حدَّثنا أبو تميلة، انتهى): سقط من (ج).

[7] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.

[8] في (ج): (ثميلة)، وهو تصحيف.

[9] زيد في (ج): (حدثنا أبو ثميلة، انتهى).

[10] في هامش (ق): (وقال مُحَمَّد بن الصلت: عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، روى البخاريّ عن أبي جعفر مُحَمَّد بن الصلت الأسدي الكوفي الأصم، مات سنة (219 هـ)، روى عن ابن المبارك في (مناقب عمر)، وروى البخاريّ أيضًا عن أبي يعلى مُحَمَّد بن الصلت التوزي، مات سنة (128 هـ)، روى عن الوليد بن مسلم، وفليح بن سليمان، وجماعة).

[11] في (ب): (كلام).

[12] في (ب): (إلا أن).

[13] في (ج): (ورد به).

[14] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[15] في (ب): (بن)، وهو تحريف.

[16] (عن فليح): ليست في (ب).

[17] في (ب) و (ج): (وقال).

[ج 1 ص 288]

(1/2077)

[باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين]

قوله: (بَابُ إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ؛ صَلَّى [1] رَكْعَتَيْنِ): موضع الاستدلال من حديث عائشة الإشارةُ بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّها أيَّام عيد»، فأضاف سُنَّة العيد إلى اليوم على الإطلاق، فيستوي في إقامتها الفذُّ والجماعة، والنساء والرجال، والله أعلم، قاله ابن المُنَيِّر.

قوله: (أَهْلَ الإِسْلاَمِ): [2] مَنْصوبٌ على الاختصاص، أو على النداء المضاف.

قوله: (وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلَاهُمُ ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ): هو بضمِّ العين المهملة، وبالمُثَنَّاة فوق، ثمَّ مُوَحَّدة [3]، ثمَّ تاء التأنيث، هذا ممَّا لا أعلم فيه خلافًا، واسمه عبد الله، وقيل: عبيد الله، قال شيخنا الشَّارح: (وجاء في «الجعديات» بالشكِّ: عن عبد الله أو عبيد الله)، انتهى.

عن مولاه أنس وعدَّة من الصَّحابة، روى له البخاريُّ، ومسلمٌ، وابن ماجه، ذكره ابن حِبَّان في «ثقاته» في (عبد الله) مُكبَّرًا، قال: (ومَن قال: عبيد الله بن عتبة؛ فقد وَهِم)، وكذا ذكره في المُكَبَّر ابنُ أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، ولم يذكر فيه شيئًا.

قوله: (بِالزَّاوِيَةِ): هو موضعٌ بالمدينة فيه قصر أنس بن مالك على فرسخَين منها، وقد تقدَّم، وتقدَّم ما (الفرسخ)، وسيجيء الكلام في (الفرسخ) أيضًا.

قوله: (وَقَالَ عِكْرِمَةُ): هذا هو عكرمة بن عبد الله المفسِّر، مولى عبد الله بن العبَّاس، قدَّمتُ ترجمته، وأنَّه روى له البخاريُّ والأربعة، ومسلمٌ مقرونًا، وقد تُكُلِّم فيه لرأيه، وتقدَّمت بعض ترجمته؛ فانظرها إن شئت، وهو ثبتٌ إباضيٌّ يرى السيف، وقد تحايده مالكٌ إلَّا في حديث أو حديثَين.

قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي رباح، مفتي أهل مكَّة، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (يصلِّي).

[2] زيد في (ج): (قوله).

[3] (ثمَّ مُوَحَّدة): سقط من (ج).

[ج 1 ص 288]

(1/2078)

[حديث: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد]

987# 988# قوله: (عَنْ عُقَيْلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وهو ابن خالد، وتقدَّم مَن يقال [له]: عُقيل في «البخاريِّ» و «مسلمٍ»، وأنَّ هذا في «البخاريِّ» و «مسلم»، وأنَّ القبيلة عُقَيلًا لها ذكرٌ في «مسلم»، وأنَّ مسلمًا روى ليحيى بن عُقَيل منفردًا به.

قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ مرارًا، وهو مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ): تقدَّم أنَّهما لعبد الله بن سلَام في «الأربعين» للسُّلَمِيِّ [1]، وتقدَّم أنَّ إحداهما [2] اسمها حمامة، كما رواه ابن أبي الدُّنيا في كتاب «العيدَين»، وأنِّي لا أعرف أحدًا من الصَّحابيَّات اسمها حمامة إلَّا أمَّ بلال رضي الله عنهما [3].

قوله: (فِي أَيَّامِ مِنًى): يعني: في أيَّام التشريق الثلاثة بعد عيد الأضحى، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (مُتَغَشِّي [4] بِثَوْبِهِ): أي: متغطٍّ بثوبه، كذا في أصلنا: (متغشِّي)؛ بالياء، والجادَّة حذفها، وثبوتها لغة.

قوله: (أَمْنًا): نصب على المصدر؛ أي: أمنتم أمنًا، ويحتمل أن يكون مفعولًا؛ أي: وافقتم أو وجدتم، كذا قيَّده الأصيليُّ والهرويُّ، وغيرهما: (آمنًا)؛ أي: صادفتم زمانًا آمنًا، أو أمرًا، أو مكانًا، أو نزلتم بلدًا آمنًا، ومعناه في كلا الجهتين: أنتم آمنون.

قوله: (بَنِي أَرْفدَةَ): هو منادى مضاف، و (أَرفَدة): تقدَّم أنَّه لقبٌ لهم، أو جدُّ الحبشة، والله أعلم، وأنَّه بفتح الهمزة والفاء، وبكسر الفاء أيضًا.

(1/2079)

[باب الصلاة قبل العيد وبعدها]

قوله: (بَابُ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا): يعني: هل جاء فيه شيء صحيح؟ ولم يذكر فيه شيئًا، فلا تُستَحَبُّ صلاة قبلها ولا بعدها، قال النَّوويُّ في «شرح المهذَّب»: (قال الشَّافعيُّ والأصحاب: وليس لصلاة العيد سُنَّةٌ قبلها ولا بعدها؛ لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام [1] لم يصلِّ قبلها ولا بعدها)، قال: (وهو إجماعٌ) انتهى، لكن في «سنن ابن ماجه» فقط عن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال: (كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يصلِّي قبل العيد شيئًا، وإذا [2] رجع إلى منزله؛ صلَّى ركعتين)، في إسناده عبد الله بن مُحَمَّد بن عَقِيل، مُختَلَف فيه، قال الذَّهبيُّ في «ميزانه» في آخر ترجمته: (وحديثه في رتبة الحسن)، انتهى.

وقد أخرجه الحاكم في «مستدركه»، وقال الحاكم عَقِيبه: (صحيح)، وأقرَّه الذَّهبيُّ عليه، ولمَّا ذكره الحاكم؛ قال: (سُنَّة غريبة بإسناد صحيح)، وقد قال ابن المنذر في كتابه [3] «الإقناع» على ما نقله بعض مشايخي: (ويصلِّي المرءُ قبل العيد وبعدها ما شاء)، انتهى [4].

[ج 1 ص 288]

قوله: (وَقَالَ أَبُو الْمُعَلَّى): قال الدِّمياطيُّ: (أبو المعلى اسمه يحيى بن ميمون العطَّار)، انتهى، يحيى بن ميمون الضَّبِّيُّ، أبو المعَلَّى _بفتح العين، وتشديد اللام مقصور [5]_، العطَّار الكوفيُّ، عن أبي عثمان النهديِّ، وسعيد بن جبير، وغيرهما، وعنه: شعبة [6]، وحمَّاد بن زيد، وابن عُلَيَّة، وعليُّ بن عاصم، وجماعةٌ، وثَّقه ابن معين والنَّسائيُّ، وقال أبو حاتم: (صالح الحديث)، أخرج له النَّسائيُّ، وابن ماجه، وعلَّق له البخاريُّ، تُوُفِّيَ سنة (132 هـ)، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (سَمِعْتُ سَعِيدًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ): هو سعيد بن جبير، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] في (أ) و (ج): (عليه السَّلام).

[2] في (ب): (فإذا).

[3] في (ج): (كتاب).

[4] (انتهى): ليست في (ج).

[5] في (ب) و (ج): (منصور)، ولعله تحريف.

[6] (وعنه شعبة): ليست في (ج).

(1/2080)

[حديث: أن النبي خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها]

989# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه هشام بن عبد الملك الطيالسيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] (مرارًا): سقط من (ج).

[ج 1 ص 289]

(1/2081)

((14)) (كِتَابُ الوِتْرِ)

(بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ) ... إلى (كِتَاب الاسْتِسْقَاءِ)

[تنبيهٌ: صلاة الوتر كانت واجبة على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على الصحيح عند الشافعيَّة، وليس لهم حديثٌ صحيح يدلُّ على وجوبه عليه [عليه] الصَّلاة والسَّلام، كيف وقد أوتر عليه الصَّلاة والسَّلام على الراحلة؟! والله أعلم] [1].

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 289]

(1/2082)

[حديث ابن عمر: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح]

990# 991# قوله: (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ): قال شيخنا الشَّارح: (هذا الرجل جاء أنَّه من أهل البادية، ولم أرَه مسمًّى)، انتهى، وقال ابن شيخِنا البلقينيِّ: (في «معجم الطَّبرانيِّ الصغير» أنَّه ابن [1] عمر الراوي [2])، ثمَّ قال: (لكن في «مسلم» ما ينفي هذا ... )؛ فذكره، ثمَّ قال: (وأخرجه أبو داود وفيه: «أنَّ رجلًا من أهل البادية»).

قوله: (تُوتِرُ): هو بالرفع، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَعَنْ نَافِعٍ ... ) إلى آخره: هذا معطوفٌ على السند قبله، غير أنَّه رواه مالك عن نافع فقط، بخلاف الأوَّل، فإنَّه رواه عن نافع وعبد الله بن دينار، وإيَّاك أن تجعله تعليقًا، والله أعلم.

==========

[1] (ابن) ليست في (ج).

[2] في (ج): (الواقدي).

[ج 1 ص 289]

(1/2083)

[حديث ابن عباس: أنه بات عند ميمونة فاضطجعت في عرض]

992# قوله: (فِي عَرْضِ الوِسَادَةِ [1]): تقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بفتح العين، وضمُّها روايةٌ، والفتح أظهر.

قوله: (إِلَى شَنٍّ): تقدَّم ما هو، وكذا قوله: (فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ): تقدَّم الكلام على المحوَّلِين، وأنَّهم ثلاثة: ابن عبَّاس في «البخاريِّ» و «مسلمٍ»، وجابر بن عبد الله في «مسلم»، وجبَّار بن صخر في «المسند».

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (وسادةٍ).

[ج 1 ص 289]

(1/2084)

[حديث ابن عمر: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع]

993# قوله: (فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرْ): (توتِرْ): مجزوم، ويجوز رفعه [1]، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

==========

[1] وهي رواية «اليونينيَّة»، وفي (ق) بالرفع والجزم معًا.

[ج 1 ص 289]

(1/2085)

[حديث: أن رسول الله كان يصلي إحدى عشرة ركعةً]

994# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم ابن [1] شهاب.

قوله: (كَانَتْ تِلْكَ صَلاَتَهُ): (صلاتَه): مَنْصوبٌ خبر (كان)، و (تلك): الاسم، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

==========

[1] زيد في (ب): (بن عبيد الله بن عبد الله).

[ج 1 ص 289]

(1/2086)

[باب ساعات الوتر]

(1/2087)

[حديث: كان النبي يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة]

995# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن الفضل عارم.

قوله: (وَكَأَنَّ الأَذَانَ): (كأنَّ): مُشدَّدة من أخوات (إنَّ) [1]، و (الأذان): اسمها، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] (من أخوات إن).

[ج 1 ص 289]

(1/2088)

[حديث: كل الليل أوتر رسول الله وانتهى وتره إلى السحر]

996# قوله: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ): تقدَّم مرارًا أنَّه سليمان بن مِهران، أبو مُحَمَّد الكاهليُّ القارئ.

قوله: (حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ): هو مسلم بن صُبَيح _بضمِّ الصاد المهملة [1]، وفتح المُوَحَّدة_ العطَّار، أبو الضحى الهَمْدانيُّ، عن ابن عبَّاس وعلقمة، وعنه: منصور، والأعمش، وفطر، مات في خلافة ابن عبد العزيز، أخرج له الجماعة، وثَّقه ابن معين وأبو زرعة، وقد [2] تقدَّم أنَّ خلافة عمر لعشرٍ خلون من صفر سنة (99 هـ)، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهرٍ.

قوله: (كُلَّ اللَّيْلِ): هو [3] بنصب (كلَّ)، وهذا إعرابه ظاهر.

قوله: (إِلَى السَّحَرِ): هو قُبَيل الفجر.

(1/2089)

[باب إيقاظ النبي أهله بالوتر]

قوله: (أَهْلَهُ): هو [1] بالنصب مفعول المصدر؛ وهو (إِيقَاظِ).

==========

[1] (هو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 289]

(1/2090)

[حديث: كان النبي يصلي وأنا راقدة معترضةً على فراشه]

997# قوله: حَدَّثَنِي أَبِي (حَدَّثَنَا يَحْيَى [1]: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ [2]): أمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد القطَّان، وأمَّا (هشام)؛ فهو ابن عروة، وقد تقدَّم أنَّ جماعة كلٌّ منهم اسمه (يحيى) يروون عن هشام، عن أبيه، عن عائشة في الكتب السِّتَّة أو [3] بعضها؛ منهم: الحافظ يحيى بن سعيد القطَّان شيخ الحُفَّاظ، ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، ويحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن مُحَمَّد بن قيس أبو زُكَير، ويحيى بن يمان، والله أعلم.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (قال).

[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (قال: حدَّثني أَبِي).

[3] في (ب): (و)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 289]

(1/2091)

[باب: ليجعل آخر صلاته وترًا]

قوله: (بَابٌ لِيَجْعَلْ): هو مجزوم اللام على الأمر، وهذا ظاهرٌ.

==========

[ج 1 ص 289]

(1/2092)

[حديث: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا]

998# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1]): هذا هو القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، تقدَّم مرارًا.

==========

[1] (بن سعيد): ليس في (ج).

[ج 1 ص 289]

(1/2093)

[باب الوتر على الدابة]

(1/2094)

[حديث ابن عمر: أليس لك في رسول الله أسوة حسنة]

999# قوله: (حَدَّثَنِي [1] إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم أنَّه ابن أبي أويس، ابنُ أخت مالك الإمامِ، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أسْوَةٌ حَسَنَةٌ): تقدَّم أنَّها بضمِّ الهمزة وكسرها؛ لغتان، وهما قراءتان في السبع.

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حدَّثنا).

[ج 1 ص 289]

(1/2095)

[باب الوتر في السفر]

(1/2096)

[حديث: كان النبي يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به]

1000# قوله: (يُومِئُ): هو بهمزة في آخره، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (صَلاَةَ اللَّيْلِ): هو بالنصب مفعول (يُصَلِّي) الذي قبله.

==========

[ج 1 ص 289]

(1/2097)

[باب القنوت قبل الركوع وبعده]

(1/2098)

[حديث: أقنت النبي في الصبح؟ قال: نعم]

1001# قوله: (عَنْ أيُّوبَ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور، تقدَّم مرارًا.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ): هو ابن سيرين، العالم المشهور، وكذا هو منسوب في نسخة.

[قوله: (أَوَقَنَتَ): هو بتحريك الواو على الاستفهام] [1].

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 289]

(1/2099)

[حديث: كذب إنما قنت رسول الله بعد الركوع شهرًا]

1002# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ): هو ابن زياد العبديُّ مولاهم، البصريُّ، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ): (عاصمٌ) هذا: هو ابن سليمان الأَحول، أَبو عبد الرَّحمن البصريُّ.

فائدةٌ: مَن يقال له: عاصمٌ، وهو يروي عن أَنسٍ: هذا، أَخرج له [1] عنه: البخاريُّ، ومسلم، وأَبو داود، والتِّرمذيُّ، وعاصم بن عمر بن قتادة، أَخرج له عنه أَبو داود فقط، والله أَعلم.

قوله: (فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ [2]): فلانٌ المُخْبِر لا أَعرفه، والله أَعلم (به، وقال بعض حُفَّاظ العصر: إنَّه ابن سيرين مُحَمَّدٌ، والله أعلم) [3].

[ج 1 ص 289]

قوله: (أُرَاهُ): هو بضمِّ الهمزة؛ أي: أظنُّه.

قوله: (بَعَثَ قَوْمًا): هذا البعثُ كان في صفر على رأس أربعةِ أشهرٍ من أُحُد، عند ابن إسحاق، وهم أصحاب قصَّة بئر معونة، وسيأتي في (السِّير).

قوله: (زُهَاءَ سَبْعِينَ رَجُلًا): هو بضمِّ الزَّاي، وبالمدِّ، مَنْصوبٌ؛ أي: قدر سبعين، وقوله: (سبعين) كذا في «الصَّحيح»، وقال ابن إسحاق: (أربعون)، وسيجيء في «الصَّحيح»: أنَّهم سبعون أو أربعون [4]؛ بالشَّكِّ، والصَّواب: من أحد الشَّكَّين سبعون، وقد اختُلِف فيهم؛ فقيل: سبعون كما هنا، وقيل: أربعون، وقيل: ثلاثون، وسيأتي كلُّ ذلك بزياداتٍ في (المغازي)؛ فلا نُطوِّل به ونستعجله هنا.

[وله: (إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ): سيأتي تعيينهم] [5].

(1/2100)

[حديث: قنت النبي شهرًا يدعو على رعل وذكوان]

1003# قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ): (هو أحمد بن عبد الله بن يونس) [1]، نسبه إلى جدِّه، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا زَائِدَةُ): هو ابن قدامة أبو الصَّلت، تقدَّم.

قوله: (عَنِ التَّيْمِيِّ): هو سليمان بن طَرْخَان، أبو المُعتمِر التَّيميُّ، تقدَّم بعض ترجمته، و (طرخان): يجتمع فيه من كلام جماعةٍ اللُّغاتُ الثَّلاثُ في الطَّاء [2]، وهو اسم للشريف؛ بلغة أهل خراسان.

قوله: (عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ): تقدَّم أنَّه لاحق بن حُمَيد السَّدوسيُّ البصريُّ، نزل مرو [3]، عن جندب وابن عبَّاس، وعنه: سليمان التَّيميُّ وعاصم الأحول، ثقة إمام من العلماء، مات سنة (106 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».

فائدةٌ: ليس في الكتب السِّتَّة راوٍ أوَّلُ اسمه (لا) إلَّا هو، والله أعلم.

قوله: (عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ): (رِعْل) _بكسر الرَّاء، ثمَّ عين مهملة ساكنة، ثمَّ لام_ و (ذكوان): قبيلتان من العرب.

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[2] في (ب): (في الظاهر).

[3] في (ب): (المرو).

[ج 1 ص 290]

(1/2101)

[حديث أنس: كان القنوت في المغرب والفجر]

1004# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليَّة، الإمامُ، أبو بشر، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ): هذا هو خالد بن مهران الحذَّاء، الحافظ البصريُّ، تقدَّم الكلام على ترجمته، ونسبته إلى الحذَّاء.

قوله: (عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه بكسر القاف، وبعد الألف المخفَّفة مُوَحَّدة، وهذا ظاهرٌ، واسمه عبد الله بن زيد الجرميُّ الأزديُّ.

==========

[ج 1 ص 290]

(1/2102)

((15)) (كِتَابِ الاِسْتِسْقَاءِ) ... إلى (كِتَاب الكُسُوفِ)

فائدةٌ: قال أبو الفتح اليعمريُّ في «سيرته»: وفيها_ أي [1]: في السَّنة السَّادسة من الهجرة_ قحط الناس، فاستسقى لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فسقوا في رمضان، وكذا قاله مغلطاي في «سيرته الصُّغرى» في (الحديبية)، والظَّاهر أنَّ مرادهما الاستسقاء الذي صلَّى فيه، وإلَّا؛ فقد استسقى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّاتٍ، فاستسقى بمكَّة، واستسقى يوم الجمعة على المنبر بالمدينة في أثناء خطبته، واستسقى على منبر المدينة استسقاءً (مُجرَّدًا في غير يوم [2] جمعة، ولم يُحفَظ عنه في هذا الاستسقاء صلاةٌ، واستسقى وهو جالسٌ في المسجد، ورفع يديه ودعا الله عزَّ وجلَّ، واستسقى عند) [3] أحجار الزَّيت قريبًا من الزَّوراء خارج باب المسجد الذي يُدعى اليوم: باب السَّلام، واستسقى في بعض غزواته لمَّا سبقه المشركون إلى الماء، واستسقى مرَّةً، فقام إليه أبو لُبابة، (فقال: يا رسول الله؛ إنَّ التَّمر في المرابد ... )؛ الحدي، فهذه استسقاءاته عليه الصَّلاة والسَّلام، وكلُّ هذا غيرُ المرَّة التي استسقى به عبد المطَّلب جدُّه بمكَّة، الذي أنشد فيه أبو طالب:

~…وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغِمَامُ بِوَجْهِهِ…ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ

والله أعلم.

(1/2103)

[باب دعاء النبي: اجعلها عليهم سنين كسني يوسف]

(1/2104)

[حديث: اللهم سبع كسبع يوسف]

1007# قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن عبد الحميد [2] الضَّبِّيُّ القاضي، وتقدَّم بعض الترجمة له [3].

قوله: (عَنْ مَنْصُورٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه منصور بن المُعتمِر، أبو عتَّاب السُّلميُّ، من أئمَّة الكوفة، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي الضُّحَى): تقدَّم أنَّ اسمه مسلم بن صُبَيح، تقدَّم في الورقة التي قبل هذه، وقبل ذلك مُتَرْجَمًا.

قوله: (كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل، الصَّحابيُّ المشهور، وهذا ظاهرٌ عند أهله، وإلَّا؛ ففي الصَّحابة من اسمه عبد الله نحو خمسِ المئةِ [4]، والرُّواة منهم جماعة غزيرة.

قوله: (مِنَ النَّاسِ): أي: من كفَّار قريش.

قوله: (قَالَ: اللَّهُمَّ؛ سَبْعٌ): كذا في أصلنا، وفي نسخة خارج الأصل على الهامش: (سبعًا)، وإعراب هذه ظاهر، وهو مفعول بفعل مُقدَّر؛ أي: سَلِّط، أو ابعث، أو أعطِني، أو نحو ذلك، وأمَّا رواية الرَّفع، وعُزِيت لنسخة أبي [5] ذرٍّ ... [6].

قوله: (فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ): (السَّنَة): القحط، والجدب، و (العام): الخِصْب.

قوله: (حَصَّتْ): هو بالحاء والصَّاد المُشدَّدة المهملتين، ثمَّ علامة التَّأنيث؛ أي: استأصلت، وأذهبت النَّبات، فانكشفتِ الأرضُ، والأحصُّ: القليل الشَّعر.

قوله: (وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ): هو بنصب الرَّاء وضمِّها، والفتح أظهر، وبالضَّمِّ في نسخة أبي ذرٍّ، والله أعلم [7].

قوله: (فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ): هو صخر بن حرب بن أميَّة بن عبد شمس، وكان إذ ذاك كافرًا، وإنَّما أسلم ليلة الفتح، أو صبيحة ليلة الفتح، وكانت هذه القصَّة بمكَّة، وقد تقدَّم بعض الكلام على أبي سفيان في أوَّل هذا التعليق لمَّا روى عنه عبد الله بن العبَّاس حديث هرقل.

قوله: (وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ): سيأتي الكلام على (الرَّحِم) التي يجب وصلها في الجملة في (كتاب الأدب)، وأذكر هناك قولين فيها، والله أعلم.

قوله: ({فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}) [الدُّخان: 10]: هذا تصريح من ابن مسعود؛ بأنَّ الدُّخان المذكور في الآية هو الذي رأَوه في الجدب، وفيه مقالٌ [سيأتي في (التَّفسير) في (الرُّوم) إن شاء الله تعالى وقدَّره] [8].

قوله: (فَالْبَطْشَةُ يَوْم بَدْرٍ): (يوم): يجوز رفعُه ونصبُه، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

(1/2105)

قوله: (فَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ): سيأتي الكلام عليها في (تفسير الرُّوم) إن شاء الله تعالى.

(1/2106)

[حديث: خرج النبي يستسقي وحول رداءه]

1005# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو نُعَيمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، وتقدَّم ضبط (دُكَين)، وبعض ترجمة أبي نعيم.

قوله: (حَدَّثنا سُفْيَانُ): هذا هو [1] الثَّوريُّ، سفيان بن سعيد بن مسروق، الإمام المشهور.

[ج 1 ص 290]

قوله: (عَن عَمِّهِ): تقدَّم أنَّ عمَّه هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النَّجَّار، أبو مُحَمَّد، الأنصاريُّ النَّجَّاريُّ المازنيُّ رضي الله عنه، تقدَّم ببعض التَّرجمة رضي الله عنه.

==========

[1] زيد في (أ): (هو)، وهو تكرار.

(1/2107)

[حديث: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام]

1006# قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن ذكوان، وتقدَّم عليه بعض ترجمته، وأنَّه بالنُّون.

قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم [1] أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز، تقدَّم [2] مرارًا.

قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.

فقوله: (اللَّهُمَّ؛ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ): (أنجِ)؛ بقطع الهمزة رُباعيٌّ، و (عيَّاش)؛ بالمُثَنَّاة تحت، والشين المعجمة، تقدَّم بعض ترجمته رضي الله عنه، وأنَّه أخو أبي جهل لأمِّه.

قوله: (سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ): تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه أخو أبي جهل لأبويه رضي الله عن [3] سلمة.

قوله: (الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ): تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه أخو خالد بن الوليد رضي الله عنه.

قوله: (اشْدُدْ وَطْأَتَكَ): تقدَّم الكلام عليها، وأنَّها بالهمز.

قوله: (عَلَى مُضَرَ): تقدَّم أنَّها القبيلة المعروفة، والمراد بها: قريش.

قوله: (كَسِنِي يُوسُفَ): تقدَّم ما (السَّنة)، وأنَّ (سِنِي)؛ بالتَّخفيف، ويقال: بالتَّشديد.

قوله: (غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ): هما قبيلتان من العرب.

==========

[1] (تقدَّم): سقط من (أ)، وزيد في (ج): (هو).

[2] (تقدَّم): سقط من (ب).

[3] زيد في (ج): (أبي).

[ج 1 ص 291]

(1/2108)

[باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا]

قوله: (بَابُ سُؤَالِ النَّاسِ الإِمَامَ): (الإمامَ): مَنْصوبٌ مفعول المصدر، وهو (سؤال)، قال شيخنا الشَّارح: (واعترض الإسماعيليُّ، فقال: ما رواه خارجٌ عن التَّرجمة؛ إذ ليس فيها السُّؤال، وتمحَّله ابن المُنَيِّر، فقال: (فاعل «يستسقي» «النَّاسُ»، وهو محذوف)، وكذا قول عمر [1]: (اللَّهمَّ؛ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّك مُحَمَّد) دلَّ على أنَّهم كانوا يتوسَّلون، وأنَّ لعامَّة المؤمنين مدخلًا في الاستسقاء، قال شيخنا: (ويُؤخَذ أيضًا مِن قوله: «على المنبر يستسقي»، ومعلوم أنَّه استسقى على المنبر لمَّا سأله الأعرابيُّ، وقال: «هلكتِ الأموالُ ... »؛ الحديث، وهو صريح فيه وقتُ القحط) انتهى، وقد راجعت كلام ابن المُنَيِّر؛ فوجدته كذلك، فيُقرَأ: (يستسقي): مبنيًّا للفاعل، و (الغمامَ): مَنْصوبٌ على ما ضبطتُه هنا [2] وفيما [3] يأتي، ولم أره في أصلنا إلَّا مبنيًّا للمفعول، و (الغمامُ) مَرْفوعٌ، ولا سمعت أحدًا يقرؤه إلَّا كذلك، والله أعلم.

قوله: (إِذَا قَحَطُوا): هو مبنيٌّ للفاعل، وللمفعول أيضًا.

==========

[1] زيد في (ب): (رضي الله عنه).

[2] (هنا): ليس في (ب) و (ج).

[3] في (ب): (فيما).

[ج 1 ص 291]

(1/2109)

[حديث: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى]

1008# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ): هو سَلْم [1]_بفتح السِّين، وإسكان اللَّام_ ابن قتيبة الشَّعيريُّ الخراسانيُّ [نزل] بالبصرة، عن عيسى بن طهمان، ويونس بن أبي إسحاق، وعنه: الذُّهليُّ، وهارون بن سليمان، ثقة يَهِمُ، تُوُفِّيَ سنة (200 هـ)، أخرج له البخاريُّ والأربعة، وله ترجمة في «الميزان»، وقد تقدَّم، لكن [2] بعيدًا؛ فطال العهد به.

قوله: (فِي شِعْرِ أَبِي طَالِبٍ): واسمه عبد مناف، وقيل: اسمه كنيته، وقال بعضهم: اسمه عمران، وليس بشيء، وترجمتُه معروفةٌ.

قوله: (وَأَبْيَضَ): يجوز [3] جرُّه بالفتحة؛ لعدم صرفه، ورفعه [4]، وكذا (ثِمَالُ) يجوز جرُّه ورفعه بالعطف، وكذا [5] (عِصْمَةٌ)، فالأوَّل [6]: (الواو) بمعنى (رُبَّ)، والثَّاني: معروف، وقد نبَّهني بعض فضلاء الشَّاميِّين، وقال: إنَّ القصيدة التي [7] هذا البيتُ منها تدلُّ على أنَّه معرفةٌ، وأنَّ (الواو) لم تكن بمعنى (رُبَّ)؛ لأنَّ رُبَّ للنَّكرة، والله أعلم، ثمَّ رأيت بعضهم ذكره كذلك [8]، (وقال أيضًا: ومنهم مَن [9] جوَّز في (أبيض) الرَّفعَ والنَّصبَ.

قوله: (يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الغمامُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل، وتقدَّم قريبًا أنَّه [10] (يستسقي) مبنيٌّ للفاعل، و (الغمامَ) مَنْصوبٌ؛ فانظره.

قوله: (ثِمَالُ الْيَتَامَى): هو بكسر الثَّاء المُثلَّثة، وتخفيف الميم؛ أي: مُطعِمَهم، ويكون ظلَّهم، والثَّمل: الظِّلُّ.

قوله: (عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ): (العِصْمة): المانع؛ أي: ينلن ببركته وفضله ما يقوم لهنَّ مقام الأزواج، ويمنعُهنَّ من الحاجة إلى أحدٍ، والله أعلم، و (الأرامل): جمع (أرملة وأرمل)، وأصله: فناء الزَّاد.

(1/2110)

1009# قوله: (وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ ... ) إلى آخره: هذا تعليق مجزوم به [11]، فهو صحيحٌ على شرطه إلى عمر بن حمزة، وعمر لم يكن مِن شرطه، وهو عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب، عن عمِّه سالم، ومُحَمَّد بن كعب، وعنه: أبو أسامة، وجماعة، ضعَّفه ابن معين والنَّسائيُّ، وقال أحمد: (أحاديثُه مناكيرُ)، علَّق له البخاريُّ، وروى عنه مسلمٌ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، وقد أخرج له مسلمٌ حديثَ أبي سعيد الخدريِّ: «إنَّ مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرَّجلَ يُفضِي إلى امرأته ... »؛ الحديث، رواه مسلمٌ في (النِّكاح)، وفي طريقه عمر بن حمزة، عن عبد الرَّحمن بن سعد مولى آل أبي سفيان، عن أبي سعيد الخدريِّ، وكذا أخرجه أبو داود؛ فاعلمْه، وإنَّما ذكرت ذلك؛ لأنَّ في نسختي من «الكاشف»: (مسلم تبعًا)، وفيه نظر، بل الصَّواب حذف (تبعًا)، إنَّما [12] روى له استقلالًا، وكذا ذكره الذَّهبيُّ في «ميزانه» لمَّا ذكره في آخر التَّرجمة، فقال: (واحتجَّ به مسلم).

قوله: (قَوْلَ الشَّاعِرِ): تقدَّم أنَّه أَبو طالب، كما ذكره غيرُ واحد؛ منهم: السُّهيليُّ قال ما لفظه: (فإن قيل: كيف قال أبو طالب:

وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغِمَامُ بِوَجْهِهِ ...

ولم يره قطُّ استسقى، إنَّما [13] كانت استسقاءاته عليه الصَّلاة والسَّلام بالمدينة في سفر وفي حضر، وفيها شُوهد سرعة إجابة الله له؟ فالجواب: أنَّ أبا طالب قد شاهد من ذلك أيضًا في حياة عبد المطَّلب ما دلَّه على ما قال، روى أبو سليمان حَمْدُ بن مُحَمَّد بن إبراهيم البُستيُّ النَّيسابوريُّ أنَّ رقيقة بنت أبي صيفيِّ بن هاشم قالت: «تتابعت على قريش سنون [14]»، فذكرت استسقاء عبد المطَّلب، وعلى عاتقه مُحَمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى، وقد ذكر هذا الحديث أبو الفتح بن [15] سيِّد الناس في «سيرته» في (ذكر الخبر عن وفاة أمِّه آمنة)، قال: ورُوِّينا عن ابن سعد: أخبرنا هشام بن مُحَمَّد بن السَّائب الكلبيُّ: حدَّثني الوليد بن عبد الله بن جُمَيع الزُّهريُّ، عن ابنٍ لعبد الرَّحمن بن موهب بن رَبَاح الأشعريِّ حليف بني زُهرة، عن أبيه: حدَّثني مخرمة بن نوفل الزُّهريُّ قال: سمعت أمِّي رُقَيقَةَ بنت أبي صيفيِّ بن هاشم بن عبد مناف، وكانت لِدَةَ عبد المطَّلب، فذكره [16]، وفيه الكلبيُّ، وترجمته معروفة.

(1/2111)

قوله: (حَتَّى يَجِيشَ): هو بالجيم والشِّين المعجمة، جاش البحر؛ إِذا هاج، وجاشتِ القِدرُ؛ إذا غلتُ، وكأنَّه استعار ذلك للميزاب، قال شيخنا الشَّارح: (يُروَى بالجيم، وبالحاء كذا رأيته بِخَطِّ الدِّمياطيِّ) انتهى، قال ابن قُرقُول: (يجيش: أي: يفور، وجاشتِ الرَّكيَّة والقدر: غلت وفارت [17]، وكذلك البحر، والهمُّ، والنَّفَسُ، والغُصَّةُ، والمعدة للقيء، وقيل: جاش: [ارتفع، وكان الأصمعيُّ يفرِّق بين (جاشت)] [18] و (حاشت)، فيقول: جاشت: فارت، وحاشت: ارتفعت) انتهى، وهذا من حيث اللُّغةُ، ولا يؤخذ منه أنَّه بالحاء المهملة روايةٌ [19]، غير أنَّ شيخنا أسند مقالته [20] إلى خطِّ الدِّمياطيِّ، وهو رجل عالم حافظ، قال المِزِّيُّ أبو الحجَّاج: (لم تر عيناي أحفظ من الدِّمياطيِّ في الحديث)، ولم يذكر فيه ابن الأثير إلَّا أنَّه بالجيم، والله أعلم.

(1/2112)

[حديث: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا]

1010# قوله: (فَاسْقِنَا): هو بوصل الهمز [1] في أصلنا، وهو جائز فيه الثُّلاثيِ والرُّباعيِّ، وكلاهما في القرآن؛ أعني: اللُّغتين، وقد قرئ بهما في بعض الأماكن؛ مثل: {نسْقِيكُم} [النَّحل: 66]، في (النَّحل).

قوله: (فَيُسْقَوْنَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[1] في (ب) و (ج): (الهمزة).

[ج 1 ص 291]

(1/2113)

[باب تحويل الرداء في الاستسقاء]

قوله: (الرِّدَاءِ): تقدَّم أنَّ كلَّ ما كان على أعالي البدن يقال له: رِداء، وهو بكسر الرَّاء ممدودٌ، وهذا ظاهرٌ جدًّا، (وسيأتي بيان طول رداء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعرضه قريبًا) [1].

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 291]

(1/2114)

[حديث: أن النبي استسقى فقلب رداءه]

1011# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [1]: حَدَّثَنَا وَهْبٌ): قد تقدَّم الكلام عليه في (الأذان)، قال الجيَّانيُّ: (نسب ابن السكن موضعين مِن هذه _يعني الأماكنَ الثَّلاثة التي وقع فيها إسحاق: «حدَّثنا وهب» في «الأذان» و «الاستسقاء»، و «ذكر الملائكة» _ إسحاقَ بن إبراهيم، وأهمل الذي في «الأذان»، وذكر أبو نصر: أنَّ وهب بن جرير يروي [عنه] إسحاقُ بن إبراهيم الحنظليُّ) انتهى.

قوله: (حَدَّثَنَا وَهْبٌ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن جرير، وكذا هو منسوب في نسخة على هامش أصلنا، وهو وهب بن جرير [2] بن حازم، الأزديُّّ الحافظ، تقدَّم.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] في (ب): (حرمي)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 291]

(1/2115)

[حديث: أن النبي خرج إلى المصلى فاستسقى]

1012# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمامُ المشهورُ.

قوله: (كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: هُوَ صَاحِبُ الأَذَانِ، وَلَكِنَّهُ وَهْمٌ؛ لأَنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ؛ مَازِنُ [1] الأَنْصَارِ) انتهى، قال الدِّمياطيُّ: (وصاحب الأذان: هو عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه بن ثعلبة) انتهى، وهذا معروف إلَّا أنِّي أريد أن أمشي على حواشي الدِّمياطيِّ؛ لأنَّ فيها فوائدَ.

==========

[1] (مازن): سقط من (ج).

[ج 1 ص 291]

(1/2116)

[باب الاستسقاء في المسجد الجامع]

(1/2117)

[حديث: أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه]

1013# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ سَلَامٍ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه بالتَّخفيف، على الأصحِّ، وقد بسطت القول فيه في أوائل هذا التَّعليق، وفي بعض النُّسخ: (مُحَمَّد) غير

[ج 1 ص 291]

منسوبٍ، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ: (مُحَمَّد بن سلام) منسوبًا بلا مدافعة، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»؛ فوجدته لمَّا طرَّفه قال: (البخاريُّ في «الاستسقاء»: عن مُحَمَّد هو ابن سلام)، فيحتمل [2] أنَّه هو وضَّحه، ويحتمل [3] أنَّ [4] غيره ممَّن تأخَّر مِن الرُّواة عن البخاريِّ وضَّحه، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ): هو بفتح النُّون، وكسر الميم، وهذ ظاهر.

قوله: (أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ): تقدَّم أنَّ هذا لا أعرف اسمه، [تقدَّم في (الجمعة) ما قاله بعض حُفَّاظ هذا العصر مُطَوَّلًا، وأنَّه خارجة بن حصن بن حذيفة أخو عيينة بن حصن] [5].

قوله: (وجَاهَ): هو بكسر الواو وضمِّها؛ أي: قُبَالَة.

قوله: (يُغِيثُنَا): قال ابن قُرقُول: (يَغيثنا؛ بفتح الياء من الغيث والغوث معًا، وجواب الأمر محذوف يدلُّ عليه الكلام؛ أي: يحييك ويحيي النَّاس، وهذه رواية [6] ابن الحذَّاء، وعند أكثرهم: (يُغيثنا) على الجواب، ومنهم من ضمَّ الياء من الإغاثة والغوث؛ وهو الإجابة) انتهى، وسيأتي بُعَيد هذا ما يتعلَّق به إِن شاء الله تعالى.

قوله: (اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا): وكذا الذي بعده، وكذا الذي بعده يجوز فيه الرُّباعيُّ والثَّلاثيُّ، وهما لغتان، وقد تقدَّم ذلك.

قوله: (وَلاَ قَزَعَة): تقدَّم أنَّها بفتح القاف والزَّاي، كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة: (قزْعة)؛ بالإسكان بالقلم، وهذا لم أره أنا لغةً، والله أعلم، و (قَزَعة): جمعها: قَزَع؛ كـ (قَصَبة وقَصَب)، قال النَّوويُّ: (قال أبو عبيدة: وأكثر ما يكون ذلك في الخريف) انتهى، و (قزعة) يجوز نصبها مُنوَّنةً، وجرُّها كذلك [7].

قوله: (سَلْعٍ): قال ابن قُرقُول: (بسكون اللَّام: جُبَيل بسوق المدينة، ووقع عند ابن سهل: بفتح اللَّام وسكونها، وذكر أنَّ بعضهم رواه بغين معجمة، وكلُّه خطأٌ) انتهى.

قوله: (سَحَابَةً مِثْلُ): هو بضمِّ لام (مثلُ)، وهذا ظاهرٌ.

(1/2118)

قوله: (ثُمَّ أمْطَرَتْ): كذا في أصلنا، قال الدِّمياطيُّ: (العرب تقول: مطرت وأمطرت، وحكى المفسِّرون: «مطرت» في الرَّحمة، و «أمطرت» في العذاب) انتهى، وما قاله الدِّمياطيُّ نحو لفظ ابن قُرقُول، ولكنَّ «ابن [8] قُرقُول» فيه زيادةٌ، قال ابن قُرقُول: (مطرتِ السَّماء وأمطرت بمعنًى واحدٍ، وحكى [9] بعض المفسِّرين: «مطرت» في الرَّحمة، و «أمطرت» في العذاب؛ لأنَّهم وجدوه كذا في القرآن في مواضعَ، والصَّحيح: أنَّهما بمعنًى، ألا تراهم: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]، وإنَّما ظنُّوه مطرَ رحمةٍ، فقيل لهم: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ} [الأحقاف: 24]) انتهى، وقال الجوهريُّ: (مطرتِ السَّماء، وأمطرها الله، وناس يقولون: مطرتِ السَّماءُ وأمطرت بمعنًى) انتهى مُلَخَّصًا.

قوله: (سِتًّا): كذا في أصلنا، وفي نسخة هي خارج الأصل في الطُّرَّة: (سبتًا [10])، قال ابن قُرقُول: («سبتًا»؛ أي: مدَّة، قال [11] ثابت: والنَّاس يحملونه على أنَّه من سبْتٍ إلى سَبْتٍ، وإنَّما «السَّبتة»: قطعة من الدَّهر، ورواه [12] القابسيُّ، وعُبدوس، وأبو ذرٍّ: «سَبَتْنا»، كما نقول: جمعنا؛ أي: من الجمعة إلى الجمعة، والمعروفُ الأوَّل، وكأنَّ هذه الرِّوايةَ محمولةٌ على ما أنكره ثابتٌ؛ أي: جمعنا، وكذا الدَّاوديُّ: «سبتًا»، وفسَّره ستَّة أيَّام من الجمعة إلى الجمعة، وهو وَهَمٌ وتصحيفٌ) انتهى.

قوله: (ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ): هذا الرجل هو الأوَّل، وتقدَّم أنِّي لا أعرفه، [وتقدَّم أعلاه ما قيل فيه، وتقدَّم في (الجمعة) مُطَوَّلًا] [13]، وسيأتي (قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ [14] أَنَسًا أَهُوَ الرَّجلُ الأوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرَي [15])، كذا هنا، وقد جاء في غير طريق ما يدلُّ على أنَّه الأوَّل مثل قوله: (فأتى الرَّجل)، وظاهره الأوَّل، وفي أخرى: (فقام ذلك الأعرابيُّ)، والله أعلم.

(1/2119)

قوله: (عَلَى الإِكَامِ [16]): هو بكسر الهمزة جمع (أَكَمَة)؛ وهي الرَّابية، ويجمع (الإِكام) على (أَكَم)، و (الأَكَم) على (آكَام)، وقال النَّوويُّ: (الإِكام؛ بالكسر جمع «أَكَمَة»، ويقال في جمعها: آكام؛ بالفتح والمدِّ، ويقال: أَكَم؛ بفتح الهمزة والكاف، وأُكُم؛ بضمِّهما، وهي [17] دون الجبل، وأعلى من الرَّابية، وقيل: دون الرَّابية)، وقال المُحبُّ الطَّبريُّ: (قيل: هي الجبال الصِّغار، وقيل: ما اجتمع مِن التراب أكبر من الكُدْية، وقيل: ما علا من الأرض، ولم يبلغ أن يكون حجرًا، وقيل: هي فوق الرَّابية، ودون الجبل، وقيل: هي الرَّابية، وقيل: هي التَّلُّ العظيم المرتفع من الأرض) انتهى، والرِّواية: بكسر الهمزة فيما يظهر، وفي قوَّة كلام النَّوويِّ الذي قدَّمته ذلك، وقال ابن الأثير: («الإكام» في «الاستسقاء»؛ بالكسر جمع «أَكمة»؛ وهي الرَّابية، وتجمع «الإكام» على «أُكَمٍ»، و «الأُكَم» على «آكام»، فصريح كلامه أنَّ الرِّواية بالكسر)، والله أعلم، وقد رأيت بعضهم قيَّده بالكسر، ثمَّ قال: (ورُوِي بالمدِّ).

قوله: (وَالآجَامِ): كذا في رواية، وهي جمع (أجمةٍ)، قال الجوهريُّ: («الأجمة»: من القَصَب، والجمع أَجَماتٌ، وأَجَمٌ، وإِجامٌ، وآجَامٌ، وأُجُمٌ)، كما قلناه في «الأَكمة»)، انتهى.

قوله: (وَالظِّرَابِ): هو بكسر الظَّاء المعجمة، واحدها [18]: ظَرِب؛ بفتح الظَّاء، وكسر الرَّاء، قال ابن قُرقُول: (ويقال فيه أيضًا: ظِرْب، كذا قيَّدناه عن أبي الحسين) انتهى، وهي الرَّوابي الصِّغار، وقول ابن قُرقُول: (ويقال أيضًا: ظِرْب)؛ يعني أنَّه [19] بكسر الظَّاء، وسكون الرَّاء، قال شيخنا مجد الدين في «القاموس»: («الظَرِب»؛ كـ «كَتِف» _يعني: فيه اللُّغتان اللَّتان في «كتف»، وهما فتح الكاف وكسر التَّاء، وكسر الكاف وسكون التَّاء_: ما نتأ من الحجارة، وحُدَّ طَرَفُه، أو الجبل المُنبسِط أو الصَّغير، و «ج»: ظِراب) انتهى، ويعني [20] بالجيم: الجمع، كذا اصطلاحُه [21].

قوله: (فَسَأَلْتُ [22] أَنَسًا: أَهُو الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي): تقدَّم الكلام عليه أعلاه.

(1/2120)

[باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة]

(1/2121)

[حديث: أن رجلًا دخل المسجد يوم جمعة]

1014# قوله: (كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ): قال ابن قُرقُول: (هي دار مروان بالمدينة كانت لعمرَ رضي الله عنه، فبيعت في قضاء دَينه بعد موته، وغلط بعضهم في تفسيرها، فقال: هي دار الإِمارة، قلت: وهذا مُحتمَلٌ؛ لأنَّها صارت لأمير المدينة، والله أعلم) انتهى، قال القاضي عياض: (كان دَينه ثمانيةً وعشرين ألفًا) كذا قال، والصَّواب المشهور: أنَّه كان ستَّةً وثمانين ألفًا أو نحوه، كذا رواه البخاريُّ في «صحيحه» في (مناقب عثمانَ) في (قصَّة البيعة والاتِّفاق على عثمان)، وكذا رواه غيرُ واحد من أهل الحديث والسِّير والتَّواريخ، وقد رأيت ما قاله القاضي في «تاريخ المدينة» لزين الدين بن حسين، عن ابن زَبالة، وهو مُحَمَّد بن الحسن بن زَبالة، والله أعلم، فهو سلفُه.

قوله: (فَادْعُ اللهَ؛ يُغِيثُنَا): وفي نسخة: (يُغثنا [1])، قد تقدَّم الكلام عليه أعلاه، وقال الدِّمياطيُّ هنا [2]: (كذا وقع، وهو جائزٌ أن تجعله من «الغوث»، والمعروف عند العرب: (اللَّهمَّ؛ غِثنا)؛ لأنَّه من الغيث الذي هو المطر) انتهى.

[ج 1 ص 292]

قوله: (اللَّهُمَّ؛ أَغِثْنَا ... ) إلى آخره: قال ابن قُرقُول: (كذا الروايةُ من الإغاثة، لا من الغيث؛ أي: تداركْنا مِن عندِكَ بغوث، يقال: غاثه الله وأغاثه، والرُّباعيُّ أعلى، واستُعمِل _أي: غاثه_، ومن فتح الياءَ؛ فمِنَ «الغيث»، يقال: غِيثَتِ الأرضُ، وغاثه الله بالمطر، ولا يقال منه: أغاث، ويحتمل أن يكون معنى «أغثنا»: أعطِنا غوثًا، كما قيل في: «أَسقَيْنَا» [3]: جعلنا سقيًا، و «سقينا»: ناولناهم ذلك، وقيل: سقى وأسقى؛ لغتان في «البارع»، قال أبو زيد: أغثنا؛ أي: تداركنا منك بغياث) انتهى، وقد تكلَّم الناس قديمًا وحديثًا على هذه اللَّفظة، و (يغيثنا) أيضًا، ويكفي [4] هذا.

قوله: (وَلاَ قَزَعَةً): تقدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه بإسكان الزَّاي، وما وقع في أصلنا هناك، وهنا أيضًا بالسُّكون والحركة، وتقدَّم [5] (أنَّه يجوز تنوينها منصوبةً، ومجرورةً كذلك) [6].

[قوله: (وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ): تقدَّم الكلام عليه قريبًا وبعيدًا أيضًا] [7].

قوله: (مِثْلُ): تقدَّم قريبًا أنَّه بضمِّ اللَّام، وهذا [8] ظاهر.

قوله: (مَا [9] رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا): وفي روايةٍ هي في هامش أصلنا: (سبتًا)، وقد تقدَّم الكلام عليها قريبًا، وفي نسخة في هامش أصلنا: (سبعًا).

(1/2122)

قوله: (ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ): تقدَّم الكلام عليه قريبًا، وأنَّي لا أعرفه، [وتقدَّم ما قاله فيه بعض حُفَّاظ العصر قريبًا، وفي (الجمعة) مُطَوَّلًا] [10].

قوله: (يُمْسِكْهَا): هو بجزم الكاف، جوابٌ، ويجوز من حيث العربيَّةُ الرَّفعُ، وقد تقدَّم.

قوله: (عَلَى الإِكَامِ وَالظِّرَابِ): تقدَّم الكلام على (الإِكَام) و (الظِّراب) قريبًا؛ فانظره.

قوله: (أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟): تقدَّم الكلام عليه قريبًا، [ومَن هو، وتقدَّم في (الجمعة) مُطَوَّلًا] [11].

(1/2123)

[باب الاستسقاء على المنبر]

(1/2124)

[حديث: بينما رسول الله يخطب يوم الجمعة]

1015# قوله: (حَدَّثَنا [1] أَبُو عَوَانةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (قَحَطَ الْمَطَرُ): يقال: قَحَط يقْحَط قُحُوطًا؛ إذا احتبس، وحكى الفرَّاء: قحِط المطر [2]_بالكسر_ يقحَط، وأقحَط القومُ؛ إذا أصابهم القَحْطُ، وقُحِطوا _على ما لم يُسمَّ فاعله_ قَحْطًا، قاله الجوهريُّ.

قوله: (نُمْطَرُ): هو بضمِّ النُّون، وفتح الطَّاء، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وكذا بعده (يُمْطَرُونَ وَلاَ يُمْطَرُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ).

==========

[1] (حدَّثنا): سقط من (ب).

[2] (المطر): سقط من (ج).

[ج 1 ص 293]

(1/2125)

[باب من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء]

1016# قوله: (جَاءَ رَجُلٌ): تقدَّم أنِّي لا أعرفه، (وقد تقدَّم ما قاله بعض الحُفَّاظ مِن أنَّه خارجة بن حصن) [1].

قوله: (عَلَى الإِكَامِ وَالظِّرَابِ): تقدَّم الكلام عليهما قريبًا.

قوله: (فَانْجَابَتْ ... ) إلى آخره: أي: تقطَّعت وانكشفت؛ كالثَّوب الخَلِق؛ إذا تقطَّع [2]، وقيل: انجابت [3]: انفرجت عن المدينة مُستديرة حولها، فصارت منها مثل الجوبة؛ وهي الفجوة بين البيوت، ونقل شيخنا الشَّارح عن ابن التِّين، عن ابن شعبان أنَّه قال في «زاهره»: (معناه: خرجت عن المدينة كما خرج الجيب عن الثَّوب).

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[2] في (ب): (انقطع).

[3] في (ج): (انجاثت)، وهو تصحيف.

[ج 1 ص 293]

(1/2126)

[باب الدعاء إذا تقطعت السبل من كثرة المطر]

(1/2127)

[حديث: اللهم على رؤوس الجبال والآكام وبطون الأودية]

1017# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن أبي أويس، ابنُ أخت الإمامِ [1] مالكِ بن أنس.

قوله: (شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ): تقدَّم قريبًا أنَّه بفتح النُّون، وكسر الميم، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَالإكَامِ): تقدَّم قريبًا.

قوله: (فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه.

==========

[1] (الإمام): سقط من (ج).

[ج 1 ص 293]

(1/2128)

[باب ما قيل إن النبي لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة]

(بَابُ [1] مَا قِيلَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُحَوِّلْ رِدَاءَهُ فِي الاِسْتِسْقَاءِ)

قال الإسماعيليُّ: (لا أعلم أحدًا ذكر في حديث أنس تحويل الرداء، وإذا قال المُحَدِّث: لم يذكر أنَّه حَوَّل؛ لم يجز أن يقال: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُحوِّل؛ لأنَّ ما لم يُنقَل لا يجب أَنْ لا يكون) انتهى.

فائدة: نقل ابن بزيزة عن أهل الآثار: (أنَّ رداءه عليه الصَّلاة والسَّلام كان طوله أربعةَ أذرع وشبر، في عرض ذراعين وشبر، كان يلبسه يوم الجمعة والعيد)، وعن الواقديِّ: (كان بُرْدُه طولُه ستَّةُ أذرعٍ في ثلاثةٍ وشبرٍ، وإزارُه من نسج عُمَان، طوله أربعةُ أذرعٍ وشبرٍ، في عرض ذراعين وشبرٍ، كان [2] يلبسهما يوم الجمعة والعيد، ثمَّ يُطوَيان)، وقال بعض فقهاء الشَّافعيَّة ممَّن عاصرته واجتمعت به عن السُّهيليِّ قال: (وكان طولُ ردائه أربعةَ أذرعٍ، وعرضُه ذراعان وشبرٌ) انتهى، والظاهر أنَّ هذا في أوقات وأردية [3]، والله أعلم.

==========

[1] في (ج): (قوله باب).

[2] في (ج): (وكان).

[3] في (ب): (وازداد)، وهو تحريف.

[ج 1 ص 293]

(1/2129)

[حديث: أن رجلًا شكا إلى النبي هلاك المال وجهد العيال]

1018# قوله: (حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة.

قوله: (عَنِ الأَوْزَاعِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبدُ الرَّحمن بن عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وبعض ترجمته، وهو شيخ الإسلام) [1].

قوله: (وَجَهْدَ الْعِيَالِ): هو بالفتح، يقال: جُهِد الرَّجل؛ فهو مجهود من المشقَّة، يقال: أصابهم قحوطٌ من المطر، فجُهِدُوا جَهْدًا شديدًا.

قوله: (لَمْ يَرُدُّهُمْ) في التبويب: هو بضمِّ الدَّال المُشدَّدة هذا الأفصح، والمشهور على ألسنة الناس: الفتح، والله أعلم.

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 293]

(1/2130)

[باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط]

(1/2131)

[حديث: إن قريشًا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم]

1020# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا [1] أنَّه بفتح الكاف وكسر المُثلَّثة.

قوله: (عَنْ سُفْيَانَ): هذا هو ابن عيينة فيما ظهر لي، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ): أمَّا (منصورٌ)؛ فهو ابن المعتمر، تقدَّم مرارًا، وأمَّا (الأَعْمَش)؛ فهو سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ، تقدَّم مرارًا أيضًا.

قوله: (عَنْ أَبِي الضُّحَى): تقدَّم مِرارًا أنَّه مسلم بن صُبَيح؛ بضمِّ الصَّاد، وفتح المُوَحَّدة.

قوله: (فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ): تقدَّم أنَّها القحطُ والجدبُ.

قوله: (فَجَاءَ [2] أَبُو سُفْيَانَ): تقدَّم أنَّه [3] صخرُ بن حربٍ قريبًا؛ فانظره، وتقدَّم بعض ترجمته في أوَّل هذا التعليقِ في حديث هرقل.

قوله: (بِصِلَةِ الرَّحِمِ): تقدَّم أنَّه يجيء قولان في كلامي في الرَّحم التي تجب صلتها في الجملة في (كتاب الأدب) إن شاء الله تعالى.

قوله: (وَزَادَ أَسْبَاطٌ عَنْ مَنْصُورٍ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَسُقُوا الْغَيْثَ ... ) إلى آخره: (منصور): هو ابن المعتمر، تقدَّم، قال الحافظ الدِّمياطيُّ ما لفظه: (الذي زاد أَسْباطٌ وهَمٌ واختلاطٌ؛ وهو أنَّه ركَّب سندَ حديثِ عبد الله بن مسعود على متن حديث أنس بن مالك، وهو قوله: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُقُوا الْغَيْثَ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ الْمَطَرِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»، قاموا له يشكُون، وهو يخطب يوم الجمعة بالمدينة، وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكَّة، وليس فيه هذا، والعجب من البخاريِّ كيف أورد هذا_ وإن كان مُعلَّقًا_ مُخالِفًا لما رواه الثِّقات)

[ج 1 ص 293]

(1/2132)

انتهى، قال شيخُنا الحافظ العراقيُّ: (هو كما ذكره الدِّمياطيُّ، فهو مما أُنكِرَ على أسباطٍ، ولذلك قال أبو نُعَيم الفضلُ بن دُكَين: (أحاديث أسباطِ بن نصرٍ عامَّتها مقلوبُ الأسانيد، وضعَّفه أحمد ابن حنبل، ووثَّقه ابن معين) انتهى، وهو كما ذكراه [4]، وقد تقدَّم الحافظَ الدِّمياطيَّ غيرُهُ في تغليط هذا المكان، قال شيخنا الشَّارح: (قال _ يعني: الدَّاودي_: والذي زاد أسباطٌ في «البخاريِّ» عن منصور ... إلى أَن قال: غلطٌ، وليس مِن شأن قريش في شيء؛ لأنَّه أدخل قصَّة المدينة في قصَّة قريش؛ لأنَّه إنَّما دعا على أهل مكَّة، والذي يليهم، والذي أصاب أهل المدينة لم يدعُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يصابوا به، يبيِّنه قوله: («حوالينا ولا علينا»، وانْحدرتِ السَّحابة عن رأسه)، وليس [الوقتُ الذي] [5] فيه أهل مكَّة أصيب فيه أهل المدينة، قاله الدَّاوديُّ، وأبو عبد الملك، ونقله ابن التِّين عنهم، وكذا قال الحافظ شرف الدين الدِّمياطيُّ، فذكر ما نقلته عنه) انتهى، و (أسباط) المذكور: هو أسباط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن، قاله شيخنا الشَّارح، وقد قدَّمتُ عن شيخنا العراقيِّ [6]: أنَّه ابن نصر؛ فليُحرَّر، ولم يميِّزه المِزِّيُّ (في «أطرافه»، بل ذكر زيادته، ولم ينسبه، وابن نصر وابن مُحَمَّد مُتكلَّم فيهما، لكنَّ ابن مُحَمَّد أخرج له الجماعةُ، وقد صحَّح الذَّهبيُّ على اسمه في «الميزان»، فالعمل على توثيقه، وابن نصر أخرج له مسلمٌ، والأربعة) [7]، والبخاريُّ في كتاب «الأدب المفرد»، (ولم يصحَّح عليه في «الميزان») [8]، وظاهر كلام المِزِّيِّ والذَّهبيِّ [9]: أن يكون ابنَ مُحَمَّد، كما قاله [10] شيخنا الشَّارح، والله أعلم، [وقال بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين في تعليق (أسباط) ما لفظه: (وقد وصله البيهقيُّ في «السُّنن الكبير»، فقال: «أخبرنا [11] أبو عبد الله الحافظ: حدَّثنا أبو العبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب: حدَّثنا مُحَمَّد بن عبيد بن عتبة [12]: حدَّثنا عليُّ بن ثابت: حدَّثنا أسباط بن نصر عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال ... »؛ فذكر الحديث) انتهى، فهذا تصريحٌ من هذا الحافظ بأنَّه ابن نصر، والله أعلم] [13].

==========

[1] (مرارًا): سقط من (ب).

[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة»: (فَجَاءَهُ)، والحديث سقط من (ق).

[3] (أنَّه): مثبت من (ج).

[4] في (ج): (ذكره).

(1/2133)

[5] (الوقت الذي): مثبت من مصدره.

[6] زيد في (ب): (في).

[7] ما بين قوسين سقط من (ج).

[8] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وفيها اضطراب.

[9] في (ب): (الذَّهبي والمِزِّي).

[10] في (ب): (قال).

[11] في (ب): (أخبرني)، وليس بصحيح.

[12] في (أ) و (ب): (عقبة)، والمثبت من «السُّنن الكبير» للبيهقيِّ.

[13] ما بين معقوفين سقط من (ج).

(1/2134)

[باب الدعاء إذا كثر المطر حوالينا ولا علينا]

(1/2135)

[حديث: كان النبي يخطب يوم جمعة فقام]

1021# قوله: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ): هو المعتمر بن سليمان، عن أبيه، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وعنه: ابن مهديٍّ، وعفَّان، ومُسَدَّد، وابن عرفة، تُوُفِّيَ سنة (187 هـ)، وكان رأسًا في العلم والعبادة؛ كأبيه، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، تقدَّم مرارًا.

قوله: (وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ): أي: سقط ورقها من الجدب.

قوله: (فَادْعُ اللهَ يَسْقِينَا): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (أن يسقينا)، والأولى لغة.

قوله: (اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا): تقدَّم أنَّه يجوز فيه الثُّلاثيُّ والرُّباعيُّ.

قوله: (وَايْمُ اللهِ): تقدَّم الكلام فيه مُطَوَّلًا، وأنَّه بوصل الهمزة وتُقطَع؛ وهو حَلِفٌ.

قوله: (الإِكْلِيلِ): هو بكسر الهمزة، قال [1] ابن قُرقُول: (هو ما أحاط بالظُّفُر من اللَّحم، وكلُّ ما أحاط بشيء؛ فهو إكليل، ومنه: إكليل الملك، وهو عصابته؛ لإحاطتها بالجبين، وقيل: هي كالرَّوضة).

==========

[1] في (ب): (وقال).

[ج 1 ص 294]

(1/2136)

[باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا]

(1/2137)

[حديث: خرج عبد الله بن يزيد وخرج معه البراء وزيد فاستسقى]

1022# قوله: (وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم الكلام على قول البخاريِّ، و (قال لنا فلان) ما حكمه، وقد أخذه عنه في حال المذاكرة، و (أبو نُعَيم): هو الفضل بن دُكَين [1]، تقدَّم.

قوله: (عَنْ زُهَيْرٍ): هو زهير بن معاوية بن حُديج، الحافظ، أبو خيثمة، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.

قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): هو عمرو بن عبد الله، أبو إسحاق، الهمْدانيُّ السَّبيعيُّ الكوفيُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ ... ) إلى آخره: هو عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين، أبو موسى، الأوسيُّ الخطميُّ، شهد الحديبية وهو ابن سبعَ عشرةَ سنة، وشهد مع عليٍّ حروبَه، ووُلِّي إمرة الكوفة، روى عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعمر، وحذيفة، وأبي أيُّوب، وأبي مسعود البدريِّ [2]، وزيد بن ثابت، وجماعةٍ، وعنه: ابنه موسى، والشَّعبيُّ، وابن سيرين، وسبطُه [3] عديُّ بن ثابت، ومُحَمَّد بن كعب القرظيُّ، وأبو إسحاق، وجماعةٌ، وبعضهم ينكر صحبةَ عبدِ الله، وفي آخر هذا الحديث: (قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَرَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وفي نسخةٍ هي في هامش أصلنا عوض هذا: (قال أبو إسحاق: وروى عبد الله بن يزيد عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى، قال ابن معين: له رؤيةٌ، وقال مصعب الزُّبيريُّ: ليس له صحبةٌ، وقال أبو حاتم: كان صغيرًا، فإن صحَّت روايته؛ فله؛ يعني: صحبة، وكلام النَّاس فيه كثير، ويكفي هذا، والله أعلم، وقد تقدَّم أيضًا.

==========

[1] زيد في (ب): (وقد).

[2] في (ب): (الدارمي)، وليس بصحيح.

[3] في (ج): (سبط)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 294]

(1/2138)

[حديث: أن النبي خرج بالناس يستسقي لهم]

1023# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.

قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم أنَّه ابن أبي حمزة، وتقدَّم أنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم.

قوله: (أَنَّ عَمَّهُ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته رضي الله عنه.

==========

[ج 1 ص 294]

(1/2139)

[باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء]

(1/2140)

[حديث: خرج النبي يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو]

1024# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين.

(1/2141)

[باب كيف حول النبي ظهره إلى الناس ... ]

(1/2142)

[حديث: رأيت النبي يوم خرج يستسقي]

1025# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، الإمامُ، أحد الأعلام.

(1/2143)

[باب صلاة الاستسقاء ركعتين]

(1/2144)

[حديث: أن النبي استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه]

1026# قوله: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ [1]: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمام المشهور، كذا عيَّنه المِزِّيُّ.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال)، والحديث سقط من (ق).

[ج 1 ص 294]

(1/2145)

[باب الاستسقاء في المصلى]

(1/2146)

[حديث: خرج النبي إلى المصلى يستسقي واستقبل ... ]

1027# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّد): هذا [1] (الظاهر أنَّه) [2] المُسنديُّ، والله أعلم، [وقد تقدَّم الكلام عليه في (الجمعة)] [3].

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، كما قاله المِزِّيُّ في «أطرافه»، وكذا قوله بعده [4]: (قَالَ سُفْيَانُ): هو ابن عيينة، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (فَأَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ): قال الدِّمياطيُّ: (عبد الرَّحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أخو أبي العُمَيس عتبةَ) انتهى، وهو كما قال، أخرج له الأربعة، وعلَّق له البخاريُّ، له ترجمة في «الميزان»، قال أحمد: (ثقة، كثير الحديث، وإنَّما اختلط ببغداد)، ووثَّقه غيره، تُوُفِّيَ سنة (160 هـ)، والله أعلم.

[ج 1 ص 294]

قوله: (عَنْ أَبِي بَكْرٍ): هو أبو بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، وكذا هو مُصرَّح به في بعض طرقِ الحديث، أبو مُحَمَّد، قاضي المدينة وأميرُها، عن السَّائب بن يزيد وخالته عمرة، وعنه: ابناه عبدُ الله ومُحَمَّدٌ، والأوزاعيُّ، مات سنة (120 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم.

(1/2147)

[باب استقبال القبلة في الاستسقاء]

(1/2148)

[حديث: أن النبي خرج إلى المصلى يصلي]

1028# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّد [1]: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): كذا في أصلنا، وفي نسخةٍ هي خارج أصلنا [2] في الطُّرَّة: (ابن سلام)، وعليها علامة راويها، وقد قُدِّم كلامُ الجيَّانيِّ على هذا الموضع في (الصَّلاة)؛ فانظره.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ): تقدَّم في ذاك المكانِ أنَّه الثَّقفيُّ، وهو عبد الوهَّاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد [3] الله [4] بن الحكم الثَّقفيُّ، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، تقدَّم الكلام عليه، وبعض ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّد): تقدَّم أعلاه الكلامُ عليه، وكذا في أوَّل (الصَّلاة) مُتَرْجَمًا.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال)، والحديث سقط من (ق).

[2] في (ج): (الأصل).

[3] في (ج): (عبد).

[4] (اسم الجلالة): سقط من (ج).

[ج 1 ص 295]

(1/2149)

[باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء]

قوله: (بَابُ رَفْعِ النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ): (أيديَهم): مَنْصوبٌ مفعول المصدر، وهو (رفع)، و (النَّاس): مجرورٌ مضاف إليه.

==========

[ج 1 ص 295]

(1/2150)

[حديث: أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله يوم الجمعة]

1029# قوله: (وَقَالَ أيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ) [1]: هو أيُّوب بن سليمان بن بلال، أبو يحيى المدنيُّّ [2]، له عن عبد الحميد بن أبي أويس، عن أبيه سليمانَ بن بلال نسخةٌ كبيرةٌ، ولم يصحَّ أنَّه لقي أباه، وعنه: البخاريُّ، ومُحَمَّد بن يحيى، ومُحَمَّد بن إسماعيل التِّرمذيُّ، والزُّبير بن بكَّار، وطائفةٌ، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وأنَّه سمع مالكًا، مات سنة أربع وعشرين ومئتين، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، قال البخاريُّ: لا بأس به، وله ترجمة في «الميزان»، وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ إذا قال: (قال فلان)، وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه _ كهذا_ أنَّه مُتَّصلٌ، ويكون أخذه عنه في حال المذاكرة مُطَوَّلًا؛ فانظره إن أردته.

قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه عبد الحميد بن أبي أويس، وقد قدَّمتُ بعضَ ترجمته فيما مضى، له ترجمةٌ في «الميزان»، وقد زلَّ فيه الأزديُّ، والله أعلم.

قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، وقد تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ): تقدَّم [3] هذا الرَّجل [4] في (الجمعة) وبعدَها [5].

قوله: (مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ): (البَدْو): بفتح المُوَحَّدة، وسكون الدَّال المهملة، ثمَّ واو، غير مهموز؛ أي: البادية.

(1/2151)

قوله: (بَشَقَ المُسَافِرُ): هو بمُوَحَّدة، وشين معجمة، ثمَّ قاف مفتوحاتٍ، قال الدِّمياطيُّ: (قيل: الصَّواب: نَشِق؛ بالنُّون)، قال أبو الحسن عليُّ بن خازم اللِّحيانيُّ في «نوادره»: (يقال: نَشِق فلان في حبالتي [6]، ونُشِبَ، وعلِقَ [7]، واستورطَ، وارتبطَ، وارتبقَ، وانربقَ؛ في معنًى واحدٍ) انتهى، قال ابن قُرقُول: («بَشق المسافرُ»، كذا قيَّده الأصيليُّ، وفي «المُنضَّد» [8]: بَشِق المسافر _بكسر الشِّين_: تأخَّر، وقال غيره: ملَّ، وقيل [9]: ضعُف، وقيل: حُبِس، وقيل: هو مُشتقٌّ من الباشق [10]؛ وهو طائر لا ينصرف إذا كثُر المطر، وقيل: ينفِّر الصَّيد ولا يصيد) انتهى، وقال ابن الأثير: (بشق المسافر)، قال البخاريُّ: (أي: انسدَّ)، وقال ابن دريد: (بشق: أي: أسرع؛ مثل: بشك، وقيل: معناه: تأخَّر، وقيل: حُبِس، وقيل: ملَّ، وقيل: ضعُف)، وقال الخطَّابيُّ: (بشق: ليس بشيء، وإنَّما هو لَثِق من «اللَّثق»؛ الوحل، وكذا هو في رواية عائشة قالت: (فلمَّا رأى لَثْق الثِّياب على النَّاس)، وفي رواية أخرى لأنسٍ: (إنَّ رجلًا قال لمَّا كثُر المطرُ: يا رسول الله؛ إنَّه لثق المال، قال: ويحتمل أن يكون مُشِقَ؛ أي: صار مَزلَّةً وزلقًا، والميم والباء يتقاربان)، وقال غيره: إنَّما هو بالباء من (بشقت الثَّوب وبشكته)؛ إذا قطعته في خِفَّة؛ أي: قُطِعَ بالمسافر، وجائزٌ أن يكون بالنُّون مِن قولهم: نَشِق الظَّبي في الحبالة؛ إذا علق فيها، ورجل نشقٌ؛ إذا كان ممَّن يدخل في أمور لا يكاد يخلص منها، انتهى.

قوله: (وَمُنِعَ الطَّرِيق): (مُنِع): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الطريقُ): قائم مقام الفاعل، ونصبه فيما يظهر لي أولى، وهو مفعولٌ ثانٍ لـ (مُنِع)؛ بدليل قوله: (بشق المسافر)، وهو مُدَلَّس في أصلنا ليس مضبوطًا، والله أعلم.

(1/2152)

[باب رفع الإمام يده في الاستسقاء]

قوله: (بَابُ رَفْعِ الإِمَامِ يَدَهُ): (يدَهُ): مَنْصوبٌ مفعول المصدر، وهو (رفع).

==========

[ج 1 ص 295]

(1/2153)

[حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء]

1031# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشِّين المعجمة، وتقدَّم أنَّ لقب مُحَمَّد بُندارٌ، وتقدَّم ما معنى البندار.

قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ): أمَّا (يحيى)؛ فهو ابن سعيد القطَّان، شيخ أهل الحديث، وأمَّا (ابن أبي [1] عديٍّ)؛ فهو مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي عديٍّ، أبو عمرو، بصريٌّ، عن حُمَيد وطبقته، وعنه: أحمد بن سنان، وجماعة وثَّقوه، وهو ثقة، مات سنة (194 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ سَعِيدٍ): هو ابن أبي عَرُوبة، تقدَّم بعض ترجمته، واسم أبي عَرُوبة مهرانُ، وتقدَّم ما قاله في «القاموس».

قوله: (لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِن دُعَائِهِ إِلاَّ فِي الاسْتِسْقَاءِ): أٌوِّلَ هذا على إرادة الرَّفع البالغ بحيث يُرى بياضُ إبطيه إلَّا في هذا الموضع، أو أنَّ الراوي لم يره ورآه غيرُه، وذلك لأنَّه ثبت رفع يديه في مواضعَ غيرِ هذا، قال النَّوويُّ: (وقد جمعت منها نحوَ ثلاثين حديثًا من «الصَّحيحين» أو أحدهما، وذكرتها في أواخر «صفة الصَّلاة» من «شرح المُهذَّب» ... ) إلى أن قال: (ولا بدَّ من تأويله كما ذكرناه؛ يعني: التَّأويلَين المذكورَين) انتهى، ويظهر لي أنَّه أراد رفعًا مخصوصًا، وهو أن يرفع يديه وظهورهما إلى السَّماء، وقد صحَّ ذلك في «مسلم:» (أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم استسقى، وأشار بظهر كفَّيه إلى السَّماء)، قال النَّوويُّ في «الرَّوضة»: (قال العلماء: السُّنَّة لكلِّ مَن دعا لرفع بلاء: أن يجعل ظهر كفَّيه إلى السَّماء، وإذا سأل شيئًا؛ جعل بطن كفَّيه إلى السَّماء، والله أعلم.

(1/2154)

[باب ما يقال إذا أمطرت]

قوله: (بَابُ ما يُقالُ إذَا أمْطَرَتْ): وفي نسخة هي في هامش أصلنا: (مطرت)، وقد تقدَّم أنَّهما لغتان، وكلام مَن قال: بينهما فرقٌ.

[ج 1 ص 295]

قوله: ({كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19]: المَطَرُ): (الصَّيِّب): بفتح الصَّاد، ثمَّ مُثَنَّاة تحت مُشدَّدة مكسورة، ثمَّ مُوَحَّدة، وزان (طَيِّبٍ)، وقوله: (المطر) إن شئت جررتَه؛ لأنَّه تفسير لـ (صيِّب)، وإن شئت رفعتَه على أنَّه خبر لـ (صيِّب)، وضبطه القابسيُّ: (صَيْبًا؛ بتخفيف الياء، يقال: صاب السَّحاب وأصاب؛ إذا أمطر)، وفي رواية النَّسفيِّ: (صاب وأصاب)، وفي حاشية الأصيليِّ: (أظنُّ الواو تصحَّفت بألفٍ) انتهى ما قاله ابن قُرقُول، وفي «النِّهاية»: (صيِّبًا؛ أي: منهمرًا مُتدفِّقًا، وأصله الواو؛ لأنَّه من «صاب يصوب»؛ إذا نزل، وبناؤه: صَيُوب، فأُبدِلَت الواوُ ياءً، وأُدغِمَت) انتهى، وفي «ابن ماجه»: (سَيْبًا)؛ بفتح السِّين، وإسكان الياء، من (السَّيْب)؛ وهو العطاء.

(1/2155)

[حديث: أن رسول الله كان إذا رأى المطر]

1032# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العالم المشهور، شيخ خُراسان.

قوله: (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ): قال الدِّمياطيُّ: (هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العمريُّ) انتهى، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (تَابَعَهُ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): الضَّمير في (تابعه) يعود على عبد الله؛ هو ابن المبارك، و (القاسم بن يحيى): هذا هو ابن عطاء بن مُقدَّم، أبو مُحَمَّد، الهلاليُّ المُقَدَّميُّ الواسطيُّ، عن منصور ابن صفيَّة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، والأعمش، وطائفةٍ، وعنه: ابن أخيه مُقدَّم بن مُحَمَّد وغيرُه، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، مات سنة بضعٍ وتسعين ومئة، أخرج له البخاريُّ فقط، ومتابعته لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة، ولا خرَّجها [1] شيخنا.

(1/2156)

قوله: (وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ [2] وَعُقَيْلٌ، عَنْ نَافِعٍ): وهذه متابعة أيضًا لعبيد الله المذكور في السَّند، هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، و (الأوزاعيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، العالم، شيخُ الإسلام، وقد تقدَّم بعضُ ترجمته، ولماذا نُسِب، ومتابعة الأوزاعيِّ عن نافع أخرجها النَّسائيُّ وابن ماجه، و (عُقَيلٌ): تقدَّم أيضًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، وتقدَّم ضبط ما في «البخاريِّ» و «مسلم» من (عُقَيل)، والباقي بالفتح (عَقيل)، والله أعلم، (ورواية الأوزاعيِّ وعقيل [3] عن نافع [4] لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة، ولا ذكرها شيخنا، والله أعلم) [5]، وفي نسخة الدِّمياطيِّ: (ورواه الأوزاعيُّ عن عُقيل)، وقد راجعت «أطراف المِزِّيِّ»؛ فرأيته ذكر ما مُلخَّصُه: (ورواه الأوزاعيُّ وعُقيل، عن نافع)، كما في أصلنا، ثمَّ طرَّفه، ثمَّ قال: (وأخرجه النَّسائيُّ: «الأوزاعيُّ: حدَّثنا نافع به»، و «الأوزاعيُّ: حدَّثني به رجل، عن نافع به»، وأخرجه أيضًا: «الأوزاعيُّ عن مُحَمَّد بن الوليد _وهو الزَّبيديُّ_ عن نافع به»، وأخرجه ابن ماجه بإسناده «عن الأوزاعيِّ: أخبرني نافعٌ عن القاسم، عن عائشة به»، ولم يذكر الزُّبيديَّ)، وقد قال شيخنا الشَّارح: (ذُكِرَ عن الدَّارقطنيِّ روايةُ الأوزاعيِّ مرَّةً عن نافع، ومرَّةً عن رجلٍ عنه، ومرَّةً عن مُحَمَّد بن الوليد عن نافع، وذكره مرَّةً عن عُقَيل بن خالد عن نافع)، ونقل البيهقيُّ عن ابن معين: (أنَّه كان يزعم أنَّ الأوزاعيَّ لم يسمع من [6] نافع قولَ ابن عمر) انتهى، فظهر من هذا أنَّ ما في نسخة الدِّمياطيِّ هو رواية من الرِّوايات عن الأوزاعيِّ [7].

(1/2157)

[باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته]

قوله: (بَابُ مَنْ تَمَطَّرَ): هو بتشديد الطَّاء؛ أي: تطلَّب نزول المطر عليه، فهو (تفعَّل) من لفظ (المطر)؛ مثل: (تصبَّر)، وقد يكون من قولهم: ما مطر لي بخير؛ أي: ما أعطانيه، والمُستمطِر: طالب الخير، قاله ابن قُرقُول.

==========

[ج 1 ص 296]

(1/2158)

[حديث: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله]

1033# قوله: (حَدَّثَنا مُحَمَّدٌ [1]: حدَّثنا [2] عَبدُ اللهِ): كذا هو في أصلنا، وفي الهامش: (ابن مقاتل نسخة)، وعليها علامة روايها، [وهو في أصلنا الدِّمشقيِّ: (مُحَمَّد بن مقاتل أبو الحسن)] [3]، ذكر الجيَّانيُّ أبوابًا فيها مُحَمَّد عن عبد الله، وليس هذا منها، ثمَّ قال: (وحدَّثنا أبو عمر بن الحذَّاء: حدَّثنا أبو مُحَمَّد بن أسد: حدثَّنا أبو عليِّ ابن السَّكن)، قال: (كلُّ ما في كتاب «البخاريِّ» ممَّا يقول: «حدثنا مُحَمَّد: حدثنا عبد الله»؛ فهو ابن مقاتل المروزيُّ، عن عبد الله بن المبارك) انتهى، وقد ذكر المِزِّيُّ تطريف هذا الحديث، ولم يذكر فيه هذا المكانَ، بل ذكر طريق الحسن بن بشر عن المعافى بن عمران، ثمَّ قال: (وفي «الاستئذان»: «عن مُحَمَّد بن مقاتل، عن ابن المبارك؛ ثلاثتهم عنه؛ أي: عن الأوزاعيِّ به [4]، عن إسحاق بن عبد الله [5] بن أبي طلحة، عن أنس»)، والله أعلم، وحديث الحسن بن بشر عن المعافى [6]، تقدَّم في (باب ما قيل: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُحوِّل رداءه في الاستسقاء).

قوله: (أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو، وتقدَّم لماذا نُسِب، وبعض ترجمته.

قوله: (سَنَةٌ): تقدَّم أنَّ (السَّنة): القحطُ والجدبُ، وأنَّ (العام) بعكسها.

قوله: (قَامَ أَعْرَابِيٌّ): تقدَّم أنِّي لا أعرفه، [وقد تقدَّم في (الجمعة) أنَّ بعض حُفَّاظ العصر سمَّاه خارجةَ أخا عيينة بن حصن] [7]، وكذا تقدَّم (قَزَعَةٌ): وأنَّها بفتح الزَّاي، وتقدَّم ما هي.

قوله: (مِثْلِ الْجَوْبَةِ): تقدَّم ضبطها، وما هي قريبًا.

قوله: (الوَادِي [8] قَنَاة): تقدَّم الكلام عليه [9] مُطَوَّلًا قريبًا وبعيدًا.

قوله: (بِالْجَوْدِ): تقدَّم ضبطه، وما هو قريبًا.

(1/2159)

[باب: إذا هبت الريح]

(1/2160)

[حديث: كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي]

1034# قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي [1] مَرْيَمَ): تقدَّم أنَّه نسبه إلى جدِّه، وهو ابن الحكم بن مُحَمَّد بن سالم مولى بني جمحٍ، وتقدَّم بعض الترجمة [2] له.

==========

[1] (أبي): سقط من (ج).

[2] في (ب): (ترجمة).

[ج 1 ص 296]

(1/2161)

[باب قول النبي: نصرت بالصبا]

قوله: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا): هي بفتح الصَّاد، ثمَّ مُوَحَّدةٍ، مقصورٌ، وهي الرِّيح الشَّرقيَّة، وهي القَبُول، وهي التي تأتي من المشرق، وقيل: هي التي تخرج من وسط المشرق إلى القطب الأعلى حذاء الجدي، وقيل: ما بين مطلع الشَّمس إلى الجدي، وإنَّما سُمِّيت القَبُول؛ لأنَّها تُقابِل بابَ الكعبة.

فائدةٌ: إن قيل: ما لنا لم نرَ الشُّعراء يذكرون في غزلهم إلَّا ريحَ الصَّبا [1]؟ فالجواب: أنَّها قيل: إنَّها التي حملت ريح يوسفَ إلى يعقوبَ صلَّى الله عليهما وسلَّم [2]، فحملت ريحَ محبوب إلى مُحبٍّ، فلهذا تغزَّلوا بها، قال بعض المفسِّرين في قوله تعالى: {رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94]: قيل: استأذنت الرِّيحُ ربَّها أن تأتي بريح يوسفَ إلى يعقوبَ قبل أن يأتيَه البشير، فأذن لها، وقيل: هاجت الصَّبا بريحه من مسيرة ثمانيةِ أيَّامٍ، وقيل: شهر، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (صبا).

[2] في (ب): (عليهما السَّلام).

[ج 1 ص 296]

(1/2162)

[حديث: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور]

1035# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هذا ابن إبراهيم الفراهيديُّ، تقدَّم، وتقدَّم [1] الكلام على نسبه.

قوله: (عَنِ الْحَكَمِ): هذا [2] ابن عتيبة، القاضي الإمامُ، تقدَّم.

قوله: (وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ): (أُهلِكت): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (عاد): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل، قوله: (بالدَّبُور): هي بفتح الدَّال المهملة، ثمَّ مُوَحَّدة مضمومة مخفَّفة: الرِّيح الغربيَّة؛ وهي ما هبَّ مِن وسط المغرب إلى مطلع الشَّمس إلى سُهَيل، وقيل: ما خرج بين المغربين، وإنَّما سُمِّيت دَبُورًا؛ لأنَّها تأتي من دُبُرِ الكعبة.

==========

[1] (وتقدَّم): سقط من (ب).

[2] في (ب): (هو).

[ج 1 ص 296]

(1/2163)

[باب ما قيل في الزلازل والآيات]

قوله: (بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلاَزِلِ وَالآيَاتِ): اعلم أنَّ ما سوى الكُسوفَين مِن الآيات، والزَّلازل، والصَّواعق، والرِّياح الشديدة لا يُصلَّى لها جماعةً، لكن يُستحبُّ الدُّعاء والتَّضرُّع، ويُستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يصلِّيَ منفردًا؛ لئلَّا يكون غافلًا، وقد روى الشَّافعيُّ: (أنَّ عليًّا رضي الله عنه صلَّى في زلزلةٍ جماعةً)، ثمَّ قال: (إن صحَّ؛ قلتُ به)، فمِن الأصحاب مَن قال: هذا قول آخر له في الزَّلزلة وحدها، ومنهم [1] مَن عمَّمه في جميع الآيات، قال في «شرح المُهذَّب» النَّوويُّ: (لم يصحَّ عن عليٍّ ذلك، ولو ثبت؛ فالأصحاب حملوه على الصَّلاة منفردًا، وكذا جاء عن عليٍّ رضي الله عنه مِن نحو هذا)، قال أبو ثور: (يُصلَّى لكلِّ آيةٍ

[ج 1 ص 296]

مهيبةٍ صلاةُ الكسوف، وكأنَّ هذا البابَ الذي بوَّب به البخاريُّ هنا للردِّ عليه؛ لأنَّه لم يصحَّ فيه شيء، ولو صحَّ فيه؛ لأخرجه)، قال العبَّاديُّ من الشافعيَّة: (ويُندَب الخروجُ إلى الصحراء وقت الزَّلزلة؛ لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان إذا مرَّ بهدفٍ [2] مائلٍ؛ أسرع المشي) انتهى، وقد أخرج هذا أبو داود في «مراسيله» بنحوه، وقال: (هو أسند، ولا يصحُّ، وفي [3] حفظي أنَّ نحوه في «مسند أحمد»، وفي حفظي أيضًا أنَّه مُنكَر)، والله أعلم.

(1/2164)

[حديث: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل]

1036# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.

قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم [1] أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (أَبُو الزِّنَادِ): أنَّه بالنُّون، وأنَّه عبد الله بن ذكوان، وتقدَّم (عَبْد الرَّحْمَنِ): أنَّه الأعرج بن هرمز.

قوله: (وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ): قيل: هو دنُوُّه من السَّاعة، وقيل: هو قِصَرُ الأعمار، وقيل: قِصَرُ اللَّيل والنَّهار، وقيل: تقارُب النَّاس في الأحوال، وقلَّة الدِّين والعلم، وعدم التفاضل في الدين والعلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويكون أيضًا: يَردَى ويسوء؛ لما ذكره من كثرة الفتن وما يتبعها، ومنه قولهم: شيء مُقارِب؛ بكسر الرَّاء، وعند ابن الأعرابيِّ: قال ثابت: وجميع أهل اللُّغة يخالفونه، فيقولونه بالفتح.

قوله: (الْهَرْجُ): هو بفتح الهاء، وإسكان الرَّاء، وبالجيم، وقد فسَّره بـ (القَتْل)، وفي موضعٍ آخرَ: هو مُفسَّر بلغة الحبشة: بالقتل، قال ابن قُرقُول: (فقوله: «بلغة الحبشة»: من بعض الرُّواة، وإلَّا؛ فهي عربيَّة صحيحة، و «الهرْج»: الاختلاط).

قوله: (فَيَفِيض): هو بالنَّصب، والرَّفع، وبهما ضُبِط في أصلنا، وإعرابهما ظاهر.

(1/2165)

[حديث: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا]

1037# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن عون بنِ أرطبانَ مولى عبد الله بن مُغفَّل، وهو أحد الأعلام، لا [1] عبد الله بن عون ابنِ أمير مصر أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلاليُّ، أبو مُحَمَّد، البغداديُّ الزَّاهد، هذا الثاني ليس له في «البخاريِّ» شيءٌ، إنَّما روى له مسلم والنَّسائيُّ، وقد قدَّمتُ ذلك.

قوله: (فِي شَامِنَا): تقدَّم الكلام عليه في أوَّل هذا التَّعليق، وعلى حَدِّه طُولًا وعَرضًا.

قوله: (وَفِي نَجْدِنَا): تقدَّم الكلام على (نجد)، وأنَّها ما بين جُرش إلى سواد الكوفة، وحدُّه من الغرب: الحجازُ، وعن يسار الكعبة: اليمنُ، ونجدٌ كلُّها مِن عمل اليمامة.

قوله: (قَرْنُ الشَّيْطَانِ) قيل: أمَّته والمُتَّبِعون لرأيه من أهل الضَّلال والكفر، وقيل: قوَّته، وانتشاره، وتسلُّطه [2]، وقيل: أراد قرن رأسه جانبَه، وأراد به حينئذٍ: يتسلَّط، ومن هناك يتحرَّك.

(1/2166)

[باب قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}]

قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُكْرَكُمْ): يعني: شكر رزقكم على حذف مضافٍ، وقيل: الرِّزقُ: اسمٌ من أسماء الشُّكر، قيل: في لغة أزد شنوءة: ما رَزَق فلانٌ فلانًا [1] رزقًا؛ بمعنى: ما شكره، وقيل: شكركُم [2] حظَّكم مِن القرآن؛ لأنَّه خير ما قسم، قيل: عنى به قولهم إذا نزل الغيث: مُطِرنا بنوءِ كذا وكذا.

==========

[1] في (ج): (هذا ما)، وهو تحريفٌ من المثبت.

[2] في (ج): (شكرتم).

[ج 1 ص 297]

(1/2167)

[حديث: صلى لنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية على إثر]

1038# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم أنَّه ابن أبي أويس، ابن أخت الإمام مالكِ بن أنس [1]، واسم أبي أويس عبدُ الله.

قوله: (بِالْحُدَيْبِيَةِ): تقدَّم أنَّ فيها لغتين؛ التَّخفيفَ والتَّشديدَ، والأوَّل: عليه المتقنون، والثَّاني: عليه عامَّة الفقهاء والمُحَدِّثين.

قوله: (عَلَى إِثْرِ): تقدَّم أنَّ فيها لغتين؛ إثْر وأثَر، وأنَّ شيخنا نقل فيها تثليثَ الهمزة.

قوله: (سَمَاءٍ): أي: مطر، وقد تقدَّم.

قوله: (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا [2] بِنَوْءِ): تقدَّم أنَّه بالهمز [3]، وتقدَّم الكلام عليه ما هو، وما قيل فيه.

==========

[1] زيد في (أ) و (ج): (الإمام)، وهو تكرارٌ.

[2] (مطرنا): ليس في «اليونينيَّة».

[3] في (ج): (بالهمزة).

[ج 1 ص 297]

(1/2168)

[باب: لا يدري متى يجيء المطر إلا الله]

(1/2169)

[حديث: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون]

1039# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، تقدَّم مرارًا، وهو شيخ الإسلام.

==========

[ج 1 ص 297]

(1/2170)

((16)) (كِتَابُ الكُسوفِ) ... إلى (بَاب مَا جَاءَ فِي سُجُودِ القُرْآنِ وَسُنَّتِهَا)

فائدةٌ: كُسِفَت الشَّمسُ في السَّنة السَّادسة، كذا ذكره النَّوويُّ في «روضته» و «تهذيبه»، [وكذا قال ابن سيِّد النَّاس فتحُ الدِّين، وقال: (في شهر رمضان)] [1]، وكذا قال مغلطاي في «سيرته»، ذكره في (الحديبية)، وفيه نظرٌ؛ لما سيأتي قريبًا، واعلم أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم الذي صحَّ عنه في صلاة الكسوف أخرجه البخاريُّ، وهو ركوعان في كلِّ ركعة مقتصرًا عليه، وقد رُوِي عنه أنَّه صلَّاها على صفاتٍ أُخَرَ؛ منها: (في كلِّ رَكعة ثلاثُ ركوعات)، ومنها: (كلُّ ركعة أربعُ ركوعات)، وكلاهما في «مسلم» [2]؛ ومنها: (كأحدث صلاة صُلِّيت كلَّ ركعة بركوع واحد)، (أخرجه أبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه) [3]، ولكنَّ كبار الأئمَّة لا يصحِّحون ذلك؛ كالإمام أحمدَ، والبخاريِّ، والشَّافعيِّ، ويرونه غلطًا، وقد رُوِي: (خمس ركوعات في ركعة)، أخرجه أبو داود، وصحَّحه ابن السكن، قال الحاكم: رواته صادقون، وقد ذكر ابن قيِّم الجوزيَّة الكلام على ما عدا ما ذكره البخاريُّ، وتكلَّم فيه وعليه بكلام حسن، فإن أردته؛ فانظره من «الهدي» في (فصل في هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الكسوف)، والله أعلم ... إلى أن قال ابن القيِّم: (وإنَّما صلَّى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الكسوف مرَّةً واحدةً يوم مات إبراهيم) انتهى، وإبراهيمُ تُوُفِّيَ سنة عشرٍ، [ثبت في «البخاريِّ»: (أنَّه تُوُفِّيَ وله سبعةَ عشرَ شهرًا، أو ثمانيةَ عشرَ شهرًا)، كذا بالشَّكِّ، وقيل: غير ذلك، قال الواقديُّ: (تُوُفِّيَ يوم الثُّلاثاء لعشرٍ خلون من ربيع الأوَّل سنة عشرٍ] [4]، ودُفِنَ بالبقيع، وقبره مشهور هناك، وولدته أُمُّه ماريَة القبطيَّة _بتخفيف الياء_ في ذي الحَجَّة سنة ثمان من الهجرة)، وسيأتي تتمَّة هذا إن شاء الله تعالى في «الجنائز».

فائدةٌ: كسوف القمر، قال شيخنا العراقيُّ في «منظومته»: (إنَّه صلَّاها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في السنة الخامسة)، وسأذكر ما في ذلك في هذا البابِ إن شاء الله تعالى.

فائدةٌ ثانيةٌ: روى الكسوف عنه صلَّى الله عليه وسلَّم نيِّفٌ وعشرون صحابيًّا عدَّ منهم التِّرمذيُّ سبعةَ عشرَ نفرًا، وسيأتي الكلام في (الخسوف والكسوف)؛ حيث عقده البخاريُّ قريبًا.

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[2] (وكلاهما في مسلم): سقط من (ج).

(1/2171)

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 297]

(1/2172)

[حديث: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد]

1040# قوله: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ): هذا هو ابن عبد الله الواسطيُّ الطَّحَّان، أحد العلماء، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه اشترى نفسه من الله عزَّ وجلَّ ثلاث مرَّات؛ كلَّ مرَّةً بزنته فضَّة.

قوله: (عَن يُونُسَ): هو يونس بن عبيد، أحد أئمَّة البصرة، عن الحسن وأبي بردة، وعنه: عبد الوهَّاب الثَّقفيُّ وابن عُليَّة، من العلماء العاملين الأثبات، مات سنة (139 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَن الحَسَنِ، عَن أَبِي بَكْرَةَ [1]): أمَّا (الحسن)؛ فهو ابن أبي الحسن البصريُّ الإمام، وأمَّا (أبو بكرة)؛ فاسمه نُفَيع بن الحارث [2]، وقيل: اسمُه مسروح، تقدَّم بعض ترجمته.

فائدةٌ هي تنبيهٌ: تكلَّم النَّاس في سماع الحسن من أبي بكرة، وقد قدَّمتُ ذلك في (الصَّلاة)، والصَّحيح: أنَّه سمع منه، وسيأتي قريبًا تصريحُه بالإخبار [3]

[ج 1 ص 297]

منه، ويأتي بعد ذلك أيضًا [4].

(1/2173)

[حديث: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس]

1041# قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ): أمَّا (إسماعيل)؛ فهو ابن أبي خالد، الحافظ الإمام، تقدَّم، وأمَّا (قيس)؛ فهو ابن أبي حازم _بالحاء والزَّاي_ أبو عبد الله، تابعيٌّ كبيرٌ هاجر إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ففاتته الصُّحبة بليالٍ، تقدَّم في أوَّل التعليق بعضُ ترجمته.

قوله: (سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ): هو عقبة بن عمرو، أبو مسعود الأنصاريُّ، تقدَّم الكلام عليه رضي الله عنه.

==========

[ج 1 ص 298]

(1/2174)

[حديث: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]

1042# قوله: (حَدَّثَنَا أَصْبَغُ): هو ابن الفرج المصريُّ الفقيه، يروي عن ابن وهب، والدَّراورديِّ، وطائفةٍ، وعنه: البخاريُّ، وسَمُّويه، وطائفةٌ، قال ابن معين: كان أعلمَ خلقِ الله برأي مالك، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به، ومَن يقال له: (أصبغ) جماعةٌ غيره؛ أصبغ بن [1] زيد، وأصبغ بن نباتة، وأصبغ: يروي عن مولاه عمرِو بن حُرَيث، هذا في الكتب السِّتَّة أو بعضها، والله أعلم.

قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه عبد الله بن وهب، أبو مُحَمَّد الفهريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنِي عَمْرٌو): هو عمرو بن الحارث بن يعقوب، أبو أميَّة، الأنصاريُّ المصريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

(1/2175)

[حديث: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته]

1043# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [1]: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ): (هذا هو المُسنديُّ، كما نبَّه عليه ابن طاهر) [2]، الحافظ المشهور [3]، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ): هذا هو شيبان بن عبد الرَّحمن النَّحويُّ، تقدَّم مرارًا، وأنَّه منسوب إلى القبيلة، لا إلى صناعة العربيَّة، (كذا قاله ابن الأثير، وتقدَّم أنَّ ابن أبي داود وغيرَه قالوا غيرَ ذلك) [4].

قوله: (يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم قريبًا متى وُلِد، وكم عاش، ومتى تُوُفِّيَ رضي الله عنه، وأنَّه من مارية، وجميع أولاده صلَّى الله عليه وسلَّم من خديجة إلَّا إبراهيم، فإنَّه من مارية، وقد جاء في حديث ضعيف: (أنَّ عائشة أسقطت منه عليه السَّلام سقطًا سمَّاه عبدَ الله)، ولا يصحُّ، والله أعلم.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] بدل ممَّا قوسين في (ج): (الظَّاهر أنَّه أبو بكر ابن أبي شيبة)، وضرب عليها في (أ).

[3] زيد في (ج): (فإن كان هو والظاهر فقدج تقدَّم)، وضرب عليها في (أ).

[4] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 298]

(1/2176)

[باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف]

قوله: (بَابُ النِّدَاءِ بِالصَّلَاة جَامِعَة): (الصَّلاة): يجوز نصبها على الحكاية إغراء، و (جامعةً): حالٌ، ويجوز [جرُّ (الصَّلاة)؛ لدخول حرف الجرِّ عليها، ويجوز] [1] رفع (الصَّلاة) [2] على الابتداء، و (جامعةٌ): مرفوعة منوَّنة [3] على الخبر.

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[2] في (ج): (بالصلاة).

[3] (مرفوعة): سقط من (ج).

[ج 1 ص 298]

(1/2177)

[حديث: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله نودي]

1045# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ): قال الجيَّانيُّ: (وقال _ يعني: البخاري_: في «الكسوف»، و «الوكالة»، و «الأيمان والنذور»، و «عمرة الحديبية»: «حدَّثنا إسحاق: حدَّثنا يحيى بن صالح لم ينسبه أحدٌ من شيوخنا فيما بلغني، ويشبه أن يكون إسحاقَ بن منصور، فقد روى مسلم: عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن صالح)؛ فذكر حديثًا من عند مسلم، (قلت: وهذا هو [1] الحديث الذي خرَّجه البخاريُّ في «كتاب الوكالة»)، انتهى، ولم ينسبه المِزِّيُّ في «أطرافه»، ولكن [2] قال شيخنا عن المِزِّيِّ _ يعني: في «تهذيبه» _: (وذكر _ يعني: المِزِّي_ في ترجمة يحيى بن صالح: أنَّ إسحاق بن منصور الكوسج روى له مسلمٌ، وأنَّ إسحاق غيرَ منسوب روى له البخاريُّ)، قال [3]: (ويقال: إنَّه الكوسج) انتهى، وهو ابن منصور المشار إليه، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ): (سلَّام): بالتشديد فيهما، و (الحَبَشيُّ): قال ابن قُرقُول: (الحَبَشيُّ: إلى بلاد الحبشة، قال عبد الغنيِّ: الحَبش [4]: حيٌّ من حِمْيَر، وقال فيه بعضهم: «الحُبش»، وكذا ضبطه الأصيليُّ مرَّةً وأبو ذرٍّ، ويقال: حَبَش وحُبْش، كما يقال: عَرَب وعُرْب، وعَجَم وعُجْم)، انتهى، وذكر أبو عليٍّ الغسَّانيُّ: أنَّه بفتح الحاء والمُوَحَّدة، وأنَّ عبد الغنيِّ قال: إنَّه منسوب إلى بلاد الحبش، وقال ابن معين: الحبشيُّ: إلى قبيلةٍ من حِمْيَر، وقال بعضهم: الحُبْشيُّ: بضمِّ الحاء، وإسكان الباء، كذا قيَّده الأصيليُّ وغيره في «الجامع»، يقال: حَبَش وحُبْش، كما يقال: عَجَم وعُجْم، وعَرَب وعُرْب)، انتهى مُلَخَّصًا.

قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه أحد الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

==========

[1] (هو): سقط من (ب).

[2] في (ب): (لكن).

[3] (قال): سقط من (ج).

[4] (الحبش): سقط من (ج).

[ج 1 ص 298]

(1/2178)

[باب خطبة الإمام في الكسوف]

(1/2179)

[حديث: هما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]

1046# قوله: (حَدَّثَنَا [1] اللَّيْثُ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعد، أحد الأعلام، وتقدَّم أنَّ (عُقَيْلًا) بضمِّ العين، وأنَّه ابن خالد [2]، وتقدَّم أنَّ (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، شيخ الإسلام.

قوله: (فَصَفَّ النَّاسُ): (الناسُ): بالرفع فاعل (صفَّ)، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ [3]): قائل ذلك هو الزُّهريُّ شيخ الحجاز والشام، أَحد الأعلام، و (كَثِير): بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، وهذا ظاهرٌ، و (العبَّاسُ): ابن عبد المطَّلب، وهذا أيضًا ظاهر، وكنية كثير أبو تمَّام، وهو ابن عمِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يروي عن أبيه، وأخيه عبد الله، وأبي بكر، وعمر، وغيرهم، وعنه: الأعرج والزهريُّ، قال [4] مصعب الزبيريُّ: (كان فقيهًا فاضلًا، وأمُّه أمُّ ولد، قيل: وُلِد في حياته عليه الصَّلاة والسَّلام)، قال ابن حِبَّان: (كان صالحًا فاضلًا فقيهًا)، تُوُفِّيَ أيَّام عبد الملك، له في الكتب حديثان من رواية الزُّهريِّ عنه، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ.

قوله: (فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ): قائل هذا الكلام هو الزُّهريُّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا يُعرَف مِن سند الحديث.

قوله: (إِنَّ أَخَاكَ): أخوه هو عبد الله بن الزبير بن العوَّام، رضي الله عنهما.

قوله: (مِثْلِ الصُّبْحِ): هو بجرِّ (مثلِ)، ويجوز نصبها [5].

قوله: (قَالَ: أَجَلْ): هو بفتح الهمزة والجيم، وتخفيف اللام ساكنة، وهي كلمة مبنيَّة على الوقف؛ أي: نعم.

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (حدَّثني).

[2] (وأنه ابن خالد): سقط من (ب).

[3] في هامش (ق): (كثير بن عبَّاس هو أخو عبد الله بن عبَّاس).

[4] في (ب): (وقال).

[5] وهي رواية «اليونينيَّة»، وفي (ق) بالجرِّ والنصب معًا.

[ج 1 ص 298]

(1/2180)

[باب: هل يقول كسفت الشمس أو خسفت؟]

قوله: (بَابٌ هَلْ يَقُولُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ [1]؟): اعلم أنَّه يقال: كَسفت الشمسُّ والقمر؛ بفتح الكاف، وكُسِفا؛ بضمِّها، وانكسفا، وانخسفا، وخُسِفا، وخَسَفا؛ بمعنًى، وقيل: كسفت الشمس؛ بالكاف، وخسف القمر؛ بالخاء، وحكى القاضي عياض عكسه عن بعض أهل اللُّغة والمتقدِّمين، قال النَّوويُّ: (وهو باطل مردود بقول الله تعالى: {وَخَسَفَ القَمَرُ} [القيامة: 8]، ثمَّ جمهور أهل اللُّغة وغيرهم على أنَّ الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كلِّه، ويكون لذهاب بعضه)، وقال جماعة؛ منهم اللَّيث بن سعد: (الخسوف في الجميع، والكسوف في البعض)، وقيل: الخسوف: ذهاب لونهما، والكسوف: تغيُّره [2]، والله أعلم.

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وهي رواية ابن عساكر، و (الشمس): ليس في رواية «اليونينيَّة»، وعليها في (ق) علامة الزيادة وعلامة راويها.

[2] في (ج): (بغيره)، وهو تصحيف.

[ج 1 ص 298]

(1/2181)

[حديث: إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته]

1047# قوله: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): تقدَّم أنَّه ابن سعد الإمام.

وقوله: (حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ): تقدَّم أنَّه ابن خالد.

وقوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم.

==========

[ج 1 ص 298]

(1/2182)

[باب قول النبي: يخوف الله عباده بالكسوف]

[ج 1 ص 298]

قوله: (قالَهُ أَبُو مُوسَى): تقدَّم مرارًا أنَّه الأشعريُّ عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضَّار، وتقدَّم بعض ترجمته.

(1/2183)

[حديث: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان]

1048# قوله: (عَنْ يُونُسَ): هو ابن عبيد، تقدَّم قريبًا ببعض الترجمة.

قوله: (عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ): تقدَّم قريبًا أنَّ (الحسن): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، وأنَّ (أبا بكرة): هو نُفيع بن الحارث، أو مسروح، وتقدَّم أنَّ بعضهم أنكر سماع الحسن من أبي بكرة، وأنَّ الصحيح: أنَّه سمع منه، وأنَّه صرَّح [1] بالإخبار منه في «الصحيح»، والله أعلم.

قوله: (تَابَعَهُ [2] مُوسَى عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ): الظاهر أنَّ الضمير في (تابعه) يعود على حمَّاد بن زيد؛ أي: تابع موسى _وهو ابن داود كما سيأتي في كلامي_ حمَّادَ بنَ زيد، فرواه عن مبارك عن الحسن، وحمَّاد رواه عن يونس عن الحسن.

وأمَّا (موسى)؛ فهو ابن داود الضَّبِّيُّ، قال شيخنا الشَّارح فيما قرأته عليه: (موسى [3] هذا هو ابن داود الضَّبِّيُّ، كوفيٌّ، قاضي الثغور، مات سنة ستٍّ _أو [4] سبع_ وعشرين ومئتين، روى له أيضًا مسلمٌ، كذا نقلته من خطِّ الدِّمياطيِّ، قال: وذكر المِزِّيُّ أنَّه موسى بن إسماعيل التَّبُوذكيُّ، وهو أيضًا يروي عن مبارك بن فضالة، فذكر أنَّ البخاريَّ علَّق عن التَّبُوذكيِّ عن مبارك، ولم يذكر الضَّبِّيَّ في «البخاريِّ»، لا روايةً ولا تعليقًا)، انتهى، وموسى بن داود الضَّبِّيُّ الطرسوسيُّ، أبو عبد الله الخُلْقانيُّ، كوفيٌّ، نزل بغداد، ثمَّ وُلِّيَ قضاء طرسوس وبها مات، عن شعبة، وسفيان، وعبد العزيز الماجشون، وحمَّاد بن زيد، واللَّيث، ومالك، وطبقتِهم، وعنه أحمد ابن حنبل، وحجَّاج بن الشاعر، وإسحاق بن بهلول، وخلقٌ، قال ابن سعد: (كان ثقةً صاحب حديث)، وقال مُحَمَّد بن عبد الله بن عمَّار: (ثقة زاهد، صاحب حديث)، وقال أبو حاتم: (في حديثه اضطراب)، وقال الدَّارقطنيُّ: (كان مصنِّفًا مكثرًا مأمونًا، وُلِّيَ قضاء الثغور، فحُمِد فيها)، قال ابن سعد: (مات سنة «217 هـ»، له في «مسلم» حديث واحد في سجود السهو)، أخرج له [5] مسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، له ترجمة في «الميزان»، وأمَّا التَّبُوذكيُّ؛ فقد ذكرته مُتَرْجَمًا بعيدًا.

(1/2184)

وأمَّا (مبارك)؛ فهو ابن فَضالة _فهو بفتح الفاء_ مولى آل الخطَّاب، العدويُّ، بصريٌّ عالم، عن الحسن وبكر بن عبد الله المزنيِّ، وعنه: ابن مبارك، ومسلم بن إبراهيم، وشيبان، وهُدبة، وعدَّةٌ، قال عفَّان: (ثقة، من النُّسَّاك)، وقال أبو زرعة: (إذا قال: حدَّثنا؛ فهو ثقة)، وقال النَّسائيُّ: (ضعيف)، تُوُفِّيَ سنة (165 هـ)، أخرج له أبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، له ترجمة في «الميزان».

والحكمة في الإتيان بهذه المتابعة: أنَّ الحديث الذي قبلها فيه الحسن عنعن، وهو مشهور بالتدليس، فأتى بهذه المتابعة؛ لأنَّ فيها رواية الحسن عن أبي بكرة بالإخبار، فانتفى ما يُخْشَى من تدليسه، وأيضًا فيها [6] ردٌّ على من يقول: إنَّه لم يسمع من أبي بكرة، والله أعلم.

قوله: (لَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ الْوَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ): أمَّا (عبد الوارث)؛ فهو ابن سعيد، تقدَّم، وأمَّا (شعبة)؛ فشعبة بن الحجَّاج، أمير المؤمنين في الحديث [7]، وأمَّا (خالد بن عبد الله)؛ فهو الطحَّان الواسطيُّ، أحد الأعلام، تقدَّم قريبًا وبعيدًا، و [أمَّا] (حمَّاد بن سلمة)؛ فهو ابن دينار الإمام، أبو سلمة، أحد الأعلام، يقال: ولاؤه لقريش، عن أبي عمران الجونيِّ، وسلمة بن كُهَيل، وابن أبي مُلَيْكَة، وعنه: شعبة، ومالك، وأبو نصر التَّمَّار، قال ابن معين: (إذا رأيت مَن يقع فيه؛ فاتَّهمْه على الإسلام)، وقال عمرو بن عاصم: (كتبت عن حمَّاد بن سلمة بضعة عشر ألفًا)، قال الذَّهبيُّ: (قلت: هو ثقة صدوق يغلط، وليس في قوَّة مالك)، تُوُفِّيَ سنة (167 هـ)، أخرج له البخاريُّ تعليقًا، ومسلم، والأربعة، وله ترجمة في «الميزان»، وأمَّا (يونس)؛ فهو ابن عبيد، تقدَّم قريبًا.

قوله: (وَتَابَعَهُ أَشْعَثُ [8]): الضمير في (تابعه) يعود على مَن روى عن يونس بعدم [9] هذه [10] الزيادة؛ وهم: عبد الوارث، وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحمَّاد بن سلمة، قال شيخنا الشَّارح في هذه المتابعة: (فكأنَّ الأشعث تابع مَن روى عن يونس بعدم [11] هذه الزيادة [12]، وكذا رواه الطَّبرانيُّ من طريق الأشعث بدونها، وكذا البيهقيُّ من طريق أشعث أيضًا)، انتهى.

(1/2185)

وأمَّا (أشعث)؛ فهو بالمثلَّثة، يحتمل أن يكون ابنَ عبد الملك الحُمْرانيَّ، عن الحسن وابن سيرين، وعنه: شعبة، والقطَّان، وخلقٌ، وثَّقوه، تُوُفِّيَ سنة (146 هـ)، أخرج له البخاريُّ تعليقًا، والأربعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، ويحتمل أن يكون ابنَ عبد الله بن جابر الحُدَّانيَّ البصريَّ، فإنَّ كلًّا منهما يروي [13] عن الحسن، وروى عنه خالد بن الحارث، فإنَّ النَّسائيَّ أخرج هذه المتابعة عن خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن به، والحُدَّانيُّ وثَّقه النَّسائيُّ، قال الذَّهبيُّ: (وما علمت أحدًا ضعَّفه)، قاله في «التذهيب»، وأمَّا في «الميزان»؛ فقد صحَّح عليه، ثمَّ قال فيه: (أورده العقيليُّ في «الضعفاء»، وقال: في حديثه وَهَمٌ)، ثمَّ ذكر له حديثًا، ثمَّ قال الذَّهبيُّ: (قول العقيليِّ: «في حديثه وَهَمٌ» ليس بمُسَلَّم إليه، وأنا أتعجَّب كيف لم يخرِّج له البخاريُّ ومسلم؟!) انتهى، قال عبد الغنيِّ بن سعيد: (هو أشعث بن جابر الحُدَّانيُّ، وهو أشعث بن عبد الله البصريُّ، وأشعث الأعمى، وأشعث الأزديُّ، وأشعث الجَمليُّ [14])، انتهى، علَّق له البخاريُّ، وأخرج له الأربعة، والله أعلم.

فائدةٌ: قال البرقانيُّ: (قلت للدارقطنيِّ: أشعث عن الحسن، قال: هم ثلاثة يحدِّثون عن الحسن جميعًا؛ أحدهم: الحُمْرانيُّ؛ منسوب إلى حُمْران مولى عثمان، ثقة، وأشعث بن عبد الله الحُدَّانيُّ، بصريٌّ، روى عن الحسن وأنس بن مالك، يُعتَبَربه، وأشعث بن سوار الكوفيُّ، يُعتَبَر به، وهو أضعفهم، روى عنه ستَّة أحاديثَ).

[وأمَّا أشعب _ بالمُوَحَّدة_؛ فهو الطامع، فردٌ، ليس له في الكتب السِّتَّة شيءٌ] [15].

(1/2186)

[باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف]

(1/2187)

[حديث: أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها: أعاذك]

1049# 1050# قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَنَّ يَهُودِيَّةً): هذه اليهوديَّة لا أعلم أحدًا سمَّاها.

قوله: (عَائِذًا بِاللهِ مِنْ ذَلِكَ): أمَّا (عائذًا)؛ فهو مَنْصوبٌ على الحال المؤكِّدة أو المصدر، وأمَّا (من ذلكَ)؛ فالظاهر أنَّ الكاف بالفتح، وليست الكاف خطابًا لمؤنَّث، ويدلُّ لذلك: أنَّ في النسخ عوض (ذلك): (عذابِ القبر)، يبقى الكلام على هذه النسخة: (من عذاب القبر)، وكذا حلَّه شيخنا فقال: (أي: أعوذُ عياذًا به منه، ويحتمل أن يريد: التعوَّذ بالله من أن يُعذَّب الناسُ في قبورهم إن لم يكن أُخبِر بذلك، ويحتمل أن يعوذ بالله من عذاب القبر وإن كان الناس [يُعذَّبون] في قبورهم)، والله أعلم.

==========

[ج 1 ص 299]

(1/2188)

[باب طول السجود في الكسوف]

(1/2189)

[حديث: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله نودي .. ]

1051# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكين، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ دُكينًا بالدال المهملة.

قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ): هو شيبان بن عبد الرَّحمن النحويُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم [1] أنَّه ابن [2] عبد الرَّحمن بن عوف الزُّهريُّ، أحد الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر، واسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو): كذا هو في أصلنا بفتح العين وزيادة واو، وكذلك هو، وفي [3] الطرَّة: (عُمَر، نسخة)؛ بضمِّ العين، وفي هذه نظرٌ، والحديث إنَّما ذكره المِزِّيُّ في مسند عبد الله بن عمرو؛ يعني: ابن العاصي، ولم يذكره في مسند عبد الله بن عمر بن الخطَّاب، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ: (عبد الله بن عَمرو)؛ بفتح العين،

[ج 1 ص 299]

وزيادة واو، بلا نسخة بالكُلِّيَّة، فهذه النسخة هي الصَّواب، وقد راجعت «المطالع»، فلم أرَ في ذلك [4] الاختلاف في (عَمرو) و (عُمر) [5]، ونظرت «تقييد المهمل» في (الأوهام التي وقعت في «البخاريِّ»)، فلم أرَ ذلك، والله أعلم.

==========

[1] (تقدَّم): ليست في (ج).

[2] (ابن): ليست في (ب).

[3] في (ب): (في).

[4] في (ب): (ذلك في).

[5] زيد في (أ) و (ج): (ذلك)، وقد استُدركَت الأُولى في (أ).

(1/2190)

[باب صلاة الكسوف جماعة]

قوله: (فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ): هو بالصاد المهملة المضمومة، وتشديد الفاء، كذا أحفظه، وكذا سمعته، وأسمع الناس يقرؤونه كذلك، وفي شرح شيخنا: (قال ابن التِّين: «صُفَّة زمزم»: مؤخَّرة [1]، قيل: كانت أبنية، فصلَّى فيها ابن عبَّاس)، انتهى.

ورأيت في نسخة صحيحة: (ضفَّة زمزم)؛ مجودَّة بالضاد مكسورة ومفتوحة، وعُمِل عليها (معًا) و (صح)، وفي الهامش: (صُفَّة) كما أحفظه، وعزاها لدار الذهب؛ وهي نسخة معروفة ببغداد، وقد كتب تجاه (ضفَّة) التي هي رسمها بالضاد المعجمة: (كلام الجوهريِّ وغيره)، قال الجوهريُّ: (الضِّفَّة؛ بالكسر: جانب النهر)، وينبغي أن يُحَرَّر هذا الإعجام، فإنَّي لم أرَه إلَّا فيما سأذكره قريبًا لك، ولم أرَ أحدًا ذكره، والله أعلم.

ثمَّ رأيتها في نسخة أخرى عتيقة، وفتحَ الضَّادَ وأَعْجَمَها بالقلم، ثمَّ ضرب عليها، وكتب حاشية: (الضَّفَّة: جانب النهر والطريق [2]، بالفتح: الفعلة الواحدة، من اتِّضاف الناس على النهر؛ إذا كثروا عليه)، انتهت، وهذه بالإعجام، والحاشية مأخوذة من «صحاح الجوهريِّ»، قال الجوهريُّ في (ضفف [3])؛ بإعجام الضاد: (والضَّفَف أيضًا: ازدحام الناس على الماء، والضَّفَّة: الفَعْلة الواحدة منه، يقال: تضافوا على الماء؛ إذا كثروا عليه، قال الأصمعيُّ: ماء مضفوف؛ إذا كثر [4] عليه الناس؛ مثل: مشفوهٍ)، [انتهى.

ورأيتها أيضًا في نسخة وعليها صفة: (صغ)؛ يعني بذلك: نسخة الصغانيِّ؛ يعني: اللغويَّ البغداديَّ، العالم المشهور في اللُّغة وغيرها] [5].

قوله: (وَجَمَّعَ [6] عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ): أمَّا (جمَّع)؛ فهو بتشديد الميم، وأمَّا (عليُّ بن عبد الله بن عبَّاس)؛ فهو ابن عبد المطَّلب بن هاشم الهاشميُّ، المعروف أبو مُحَمَّد، وأبو عبد الله، عن أبيه، وأبي هريرة، وطائفةٍ، وعنه: بنوه، والزهريُّ، ومنصور، وابن [7] طاووس، وُلِدَ ليلة قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه، وكان أجمل قرشيٍّ في الدُّنيا، وقال عليُّ بن أبي حَمَلة: (كان يسجد كلَّ يوم ألفَ سجدةٍ، ورأيته آدم جسيمًا، بين عينيه أثر السجود)، تُوُفِّيَ سنة (118 هـ)، وقيل: سنة (117 هـ) بالحميمة، أخرج له مسلم والأربعة.

==========

[1] كذا في النُّسَخ، وفي مصدره: (موجودة).

(1/2191)

[2] زيد في (ب): (لعلَّه)، وكتبت في (أ) فوق: (والطريق)، ولعلَّ النصَّ: (الضِّفَّة: جانب النهر، والضَّفَّة؛ بالفتح ... )، كما يُؤخَذ من كلام الجوهريِّ السابق واللاحق.

[3] في (ب): (ضفة).

[4] في (ج): (أكثر).

[5] ما بين قوسين ليست في (ج).

[6] كذا في النُّسَخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (جمَع)؛ بتخفيف الميم، وينظر هامشها.

[7] (ابن): ليست في (ب).

[ج 1 ص 300]

(1/2192)

[حديث: انخسفت الشمس على عهد رسول الله]

1052# قوله: (ثُمَّ [1] كَعْكَعْتَ): أي: حَبَسْتَ.

قوله: (وَلَوْ أخَذْتُهُ [2]؛ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا): يريد: أنَّهم يأكلون منه ويأكل منه مَن بعدهم حتَّى تنقضيَ الدُّنيا؛ لأنَّه كان لا يفنى ولا ينقطع بموته، وقد قدَّمتُ ما في «المسند» ومِن [3] عند ابن عبد البرِّ عِظَم عنقود الجنَّة من حديث عتبة بن عبدٍ السُّلَميِّ، وعزاه ابن قيِّم الجوزيَّة إلى «المسند» في «حادي الأرواح»، والقرطبيُّ في «تذكرته» لعبد الرَّزَّاق، ثمَّ [4] قال: (ذكره أبو عمر في «التمهيد» بإسنادٍ؛ وهو إسنادٌ صحيحٌ).

قوله: (أَفْظَعَ): هو بالظاء المعجمة؛ أي: أعظم، وأشدَّ، وأَهْيَب، و (أفظع) هنا: أشدُّ فظاعة؛ أي: أفظع ممَّا سواه من المناظر الفظيعة، فحذف اختصارًا؛ لدلالة الكلام عليه، وقد تقدَّم.

قوله: (وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ): تقدَّم الكلام على نصب (أكثرَ) فيما مضى.

(1/2193)

سؤالٌ: إن قيل [5]: كيف يلتئم هذا مع حديث أبي هريرة: «إنَّ أدنى أهل الجنَّة مَن له زوجتان من الدُّنيا»، ومقتضاه: أنَّ النساء ثلثا أهل الجنَّة؟ والجواب: أن يُحمَل حديثُ أبي هريرة هذا على ما بعد خروجهنَّ من النَّار، أو خرج الحديث الأوَّل مخرجَ التَّغليظ والتخويف، وفيه نظرٌ؛ لأنَّه أخبر عمَّا رأى، وأجاب بعضهم: بأنَّه مخصوص ببعض النِّساء دون بعض، وفي «تذكرة القرطبيِّ» قال: (علماؤنا لم يختلفوا في جنس النِّساء، وإنَّما اختلفوا في نوع من الجنس، وهو نساء الدُّنيا ورجالها أيُّهما [6] أكثر، فإن كان [7] اختلفوا في المعنى الأوَّل؛ وهو جنس النساء مطلقًا؛ فحديث أبي هريرة حُجَّة)، ويعني بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «لكلِّ واحد منهم زوجتان»، قال: (وإن اختلفوا في نوع من الجنس، وهم أهل الدُّنيا؛ فالنِّساء في الجنَّة أقلُّ)، قال القرطبيُّ: (ويحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار، وأمَّا بعد خروجهنَّ بالشَّفاعة ورحمة الله حتَّى لا يبقى فيها أحد ممَّن قال: لا إله إلَّا الله؛ فالنِّساء في الجنَّة أكثر، وحينئذٍ [8] يكون لكلِّ واحد زوجتان؛ أي: من نساء الدُّنيا، وأمَّا الحور العِين؛ فقد يكون لكلِّ واحد منهم الكثيرُ منهنَّ، ثمَّ ذكر حديثَ أبي سعيد مرفوعًا: «إنَّ أدنى أهل الجنَّة مَن له اثنتان وسبعون زوجة»، ورأيت شيخنا رحمه الله نقل هذا الاحتمال عن الحكيم التِّرمذيِّ وغيرِه جازِمين به، والله أعلم، وسيجيء الكلام في (باب صفة الجنَّة) في زوجات الجنَّة، والأحاديث في ذلك إن شاء الله تعالى ذلك.

قوله: (يَكْفُرْنَ [9] العَشِيْر): تقدَّم الكلام عليه في (الحيض).

قوله: (قَطُّ): تقدَّمت [10] اللُّغات التي فيها.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (رَأَيْنَاكَ).

[2] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أصَبْتُه).

[3] في (ج): (من).

[4] (ثمَّ): ليس في (ج).

[5] في (ج): (كيف).

[6] في (ب) و (ج): (أنهما)، وليس بصحيح.

[7] (كان): ليس في (ج).

[8] (يكون): ليس في (ب).

[9] في (ج): (ويكفرن)،وليس بصحيح.

[10] في (ب) و (ج): (تقدَّم).

[ج 1 ص 300]

(1/2194)

[باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف]

(1/2195)

[حديث: أتيت عائشة حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام]

1053# قوله: (الْغَشْيُ): تقدَّم الكلام عليه في (باب مَن لم يتوضَّأ إلَّا من الغشي المُثقِل) وغيرِه.

قوله: (حَتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ): تقدَّم أنَّه يجوز في إعرابه ثلاثةُ أوجه _والله أعلم_؛ النَّصبُ، والجرُّ، والرَّفع.

قوله: (الدَّجَّالِ): سيأتي الكلام عليه في بابهِ، وتقدَّم [1] عليه بعضُ الكلام.

قوله: (أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ): هو مَنْصوبٌ.

قوله: (يُؤْتَى أَحَدُكُمْ): تقدَّم أنَّ فتنة القبر هل هي مختصَّة بالمؤمنين والمنافقين أو عامَّةٌ حتَّى الكفَّار؟ قولان؛ والصَّحيح: التَّعميم، وتقدَّم الكلام في فتنة الأمم قبلنا، وكلام القرطبيِّ وابن قيِّم الجوزيَّة فيها: (أنَّ كلَّ أمَّة مع نبيِّها)، كذلك قاله ابن القيِّم تفقُّهًا، وليس في المسألة نقلٌ عنده، وتقدَّم هل الأطفال يُسأَلون في قبورهم؟ ذكر ابن القيِّم فيها قولين، قال: (وهما وجهان في مذهب أحمد) [2]، وفي «تذكرة القرطبيِّ»: (أنَّهم يُسأَلون، وأنَّ ظواهر الأخبار تقتضيه)، ذكر ذلك في (باب ذكر حديث البراء) عقيبه في الرَّدِّ على المُلحِدة، وهو [3] في أوائل «التذكرة» وذكر مسألة في «الرُّوح» فيمن هم في أعلى المقامات، [هل يُسأَلون في قبورهم في كتاب «الرُّوح» في أوَّل الكَّرَّاسة التَّاسعة، وذكر فيها قولين، قال: (وهما وجهان في مذهب أحمد وغيره) انتهى، وهذا غريبٌ جدًّا] [4].

قوله: (أَيَّ ذَلِكَ): هو بالنَّصب [5].

قوله: (إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا): وفي [6] نسخة: (لمؤمنًا)، تقدَّم أنَّ همزة (إِنْ) مكسورة، وأنَّها مخفَّفةٌ من الثَّقيلة.

قوله: (وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه [7] أنَّ الصَّحيح: تعميمُ السؤال للمؤمن والمنافق والكافر، والله أعلم.

قوله: (أَيَّهُمَا [8]): هو بالنَّصب.

(1/2196)

[باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس]

قوله: (الْعَتَاقَةَ): هي بفتح العين، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

==========

[ج 1 ص 300]

(1/2197)

[حديث: لقد أمر النبي بالعتاقة في كسوف الشمس]

1054# قوله: (زَائِدَةُ): هو زائدة بن قدامة، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنْ هِشَامٍ): هذا هو هشام بن عروة، مشهور الترجمة.

قوله: (عَنْ فَاطِمَةَ): هي فاطمة بنت المنذر بن الزُّبير، زوج هشام، مشهورة معروفة.

قوله: (عَنْ أَسْمَاءَ): هي بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وهي جدَّة فاطمة، تقدَّم بعض ترجمتها رضي الله عنهما [1].

(1/2198)

[باب صلاة الكسوف في المسجد]

(1/2199)

[حديث: أن يهودية جاءت تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر]

1055# 1056# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم مرارًا أنَّه إسماعيل بن أبي أُوَيس عبد الله، ابنُ أخت الإمام [1] مالك بن أنس، شيخِ الإسلام.

قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هو الأنصاريُّ، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (أَنَّ يَهُودِيَّةً): تقدَّم أنِّي لا أعرف أحدًا سمَّاها.

قوله: (عَائِذًا بِاللهِ): تقدَّم أنَّه مَنْصوبٌ على الحال المُؤكَّدة أو المصدر قريبًا.

قوله: (مِنْ ذَلِكَ): تقدَّم [2] الكلام، وأنَّ الظَّاهر أنَّه بفتح الكاف قريبًا.

قوله: (ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ): تقدَّم أنَّ (ظهرانَي)؛ بفتح النُّون، و (الحُجَر) جمع (حُجرة)؛ وهي بيوت أزواجه رضي الله عنهنَّ.

==========

[1] (الإمام): ليس في (ج).

[2] زيد في (ب): (عليه).

[ج 1 ص 301]

(1/2200)

[باب: لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته]

قوله: (رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ): تقدَّم أنَّه نُفَيع بن الحارث أو مسروحٌ، وتقدَّم بعض ترجمته رضي الله عنه.

قوله: (وَأَبُو مُوسَى): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حضَّار الأشعريُّ.

==========

[ج 1 ص 301]

(1/2201)

[حديث: الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته]

1057# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هذا هو يحيى بن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم مرارًا.

قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ): هو إسماعيل بن أبي خالد، الكوفيُّ الإمام، وكان [1] طحَّانًا، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم في بعض المرَّات ترجمتُه.

قوله: (حَدَّثَنِي قَيْسٌ): هو قيس بن أبي حازم، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ): هو عقبة بن عمرٍو الأنصاريُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ الصَّحيح: أنَّه ليس ببدريٍّ، وإنَّما كان ينزل ماءً [2] ببدر [3]، فنُسِب إليها.

==========

[1] في (ب): (كان).

[2] في (ب): (ماء)، وسقط (ماءً) من: (ج).

[3] في (ج): (بدرًا).

[ج 1 ص 301]

(1/2202)

[حديث: كسفت الشمس على عهد رسول الله]

1058# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [1]: [حَدَّثَنَا هِشَامٌ): يعني: ابنَ يوسف] [2]، هذا هو المُسنديُّ الحافظ، (وكذا قاله بعض الحُفَّاظ العصريِّين، قال: ويُؤيِّده أنَّه أخرج عن عبد الله بن مُحَمَّد المُسنديِّ عدَّةَ أحاديثَ مِن روايته عن هشام بن يوسف الصنعانيِّ، وكان سماعه منه بصنعاء، وابن أبي شيبة لم يدخلِ اليمن، ولا له عن هشام بن يوسف روايةٌ، انتهى) [3]، والمسنديُّ [4] تقدَّم مرارًا، وتقدَّم الكلام على ترجمته [5]، ولم قيل له: المُسنديُّ.

قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هو هشام بن يوسف، أبو عبد الرَّحمن، قاضي صنعاء، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا [6] مَعْمَرٌ): تقدَّم أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ ساكنةٌ، وهو راشد، وتقدَّم أنَّ (الزُّهري): مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب، العَلَم الفرد.

قوله: (وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ): (هشام): مجرورٌ معطوفٌ على (الزُّهريِّ)، ومعمر رواه عنهما؛ فاعلمه.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] ما بين معقوفين ليس في (ب) و (ج).

[3] ما بين قوسين ليس في (ج).

[4] (والمُسنديُّ): مثبت من (ب).

[5] زيد في (ب): (بعض).

[6] كذا في النُّسَخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (أخبرنا).

[ج 1 ص 301]

(1/2203)

[باب الذكر في الكسوف]

(1/2204)

[حديث: هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته]

1059# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، المشهور الإمام.

قوله: (عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ): تقدَّم أنَّه بضمِّ المُوَحَّدة، وفتح الرَّاء، وهذا ظاهرٌ عند أهله، وهو ابن عبد الله بن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعريِّ.

قوله: (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ): تقدَّم أنَّه ابن أبي موسى الفقيه، قاضي الكوفة، الحارث أو عامر، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي مُوسَى): تقدَّم أعلام اسمُه ونسبُه.

قوله: (يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ): قد يُستشكَل هذا من حيث إنَّ (السَّاعة) لها مُقدِّماتٌ كثيرةٌ، ولا بدَّ مِن وقوعها، ولم تكن وقعت [1]؛ كطلوع الشَّمس مِن مغربها، وخروج الدَّابَّة والنَّار، وغير ذلك من الأمور المشهورة في الأحاديث، ويُجاب عنه بأجوبة؛ أحدها: لعلَّ هذا الكسوف كان قبل إعلام النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بهذه الأمور، الثَّاني [2]: لعلَّه خشي أن يكون بعض مُقدِّماتها، الثَّالث: أنَّ الرَّاوي ظنَّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخشى أن تكون السَّاعةَ، وليس يلزم من ظنِّه أن يكون النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خشي ذلك حقيقة، بل خرج النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مستعجلًا مُهتمًّا بالصَّلاة وغيرها من أمور الكسوف مبادرًا إلى ذلك، وربمَّا خاف أن يكون نوع عقوبة كما [3] كان صلَّى الله عليه وسلَّم عند هبوب الرِّياح تُعرَف الكراهية في وجهه، ويخاف أن يكون عذابًا، فظنَّ الرَّاوي خلاف ذلك، فلا اعتبار بظنَّه، والله أعلم [4]، قاله النَّوويُّ بأطولَ مِن هذا.

==========

[1] في (ج): (طلعت).

[2] في (ج): (والثاني).

[3] في (ب): (لما).

[4] (والله أعلم): ليس في (ج).

[ج 1 ص 301]

(1/2205)

[باب الدعاء في الخسوف]

قوله: (قَالَهُ أَبُو مُوسَى): تقدَّم أنَّه الأشعريُّ عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار.

==========

[ج 1 ص 301]

(1/2206)

[حديث: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس ... ]

1060# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو الوَليِدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنا زَائِدةُ): تقدَّم أعلاه [1] أنَّه ابن قدامة، وتقدَّم بعض الكلام عليه.

قوله: (عَنْ زِيادِ بنِ علَاقَةَ): (علاقة)؛ بكسر العين وفتحِها، أبو مالك الثَّعلبيُّ، عن عمِّه قطبة بن مالك وجريرٍ البجليِّ، وعنه: شعبةُ والسُّفيانان، تُوُفِّيَ سنة (125 هـ) تقريبًا، وقد قارب المئة، أخرج له الجماعة.

قوله: (يَومَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم في أوَّل (الكُسوف) متى وُلِد إبراهيم، وكم عاش، ومتى تُوُفِّيَ رضي الله عنه.

==========

[1] (أعلاه): ليس في (ب).

[ج 1 ص 301]

(1/2207)

[باب قول الإمام في خطبة الكسوف: أما بعد]

قوله: (أَمَّا بَعْدُ): تقدَّم في أوَّل هذا التَّعليق أنَّه يجوز فيها أربعةُ أوجه، وتقدَّم الخلاف في أوَّل مَن قالها، وتقدَّم في (الجمعة) أيضًا، وتقدَّم في (الجمعة) كم روى (أمَّا بعد) عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن صحابيٍّ؛ فانظر ذلك في (الجمعة) إن أردته.

==========

[ج 1 ص 301]

(1/2208)

[معلق أبي أسامة: فانصرف رسول الله وقد تجلت]

1061# قوله: (وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم أنَّه حمَّاد بن أسامة، وهذا تعليق مجزوم به، فهو على شرطه، وقد ذكره في (الجمعة) بلفظ: (وقال محمودٌ:

[ج 1 ص 301]

حدَّثنا أبو أسامة)؛ فذكره به.

(1/2209)

[باب الصلاة في كسوف القمر]

قوله: (بَابُ الصَّلاةَ فِي كُسُوفِ الْقَمَرِ): فائدةٌ: سمعت مِن بعض مشايخي في الحديث والفقه من أهل حلبَ، وهو الإمام العلَّامة كمال الدِّين أبو حفص عمر بن الشَّيخ تقيِّ الدِّين إبراهيم بن العجميِّ يقول: (كسوف القمر يتَّفق كثيرًا، وقلَّ سنة تمضي إلَّا وينكسف فيها القمر، ولكن لم يصحَّ في حديث: أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى لخسوف [1] القمر)، هذا كلامه أو معنى كلامه، انتهى، وكذا قال غيره؛ كابن القيِّم في «الهدي»، وعبارته: (وانكسف القمر على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دفعاتٍ كثيرةً)، ولم يُنقَل أنَّه صلَّاها في جماعة، ولا أنَّه دعا إلى ذلك، قال شيخنا الشَّارح: (ومِن الغريب قولُ ابن رُشْد: إنَّه لم يُروَ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى في كسوف القمر مع كثرة دورانه، وقد أسلفنا مِن طريقٍ هناك أنَّه صلَّى فيه)؛ يريد بذلك: ما رواه الدَّارقطنيُّ عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان يصلِّي في كسوف الشَّمس [2] والقمر [3] أربعَ ركعات، وأربع سجدات، ويقرأ في الأولى: بالعنكبوت أو الرُّوم، وفي الثَّانية: بياسين)، فيه إسحاقُ بن راشد، وهو من رجال البخاريِّ والأربعة، صدوق، انتهى، قال المُحبُّ الطَّبريُّ في «أحكامه» عقب حديث عائشة [4]: (وذكرُ القمر غريبٌ) انتهى، قال شيخنا المؤلِّف: (وروى الدَّارقطنيُّ أيضًا من حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: أنَّه عليه السَّلام صلَّى في كسوف القمر والشمس ثماني ركعات في أربع سجدات) انتهى، وقد روى الحسن البصريُّ قال: (خُسِفَ القمرُ وابن عبَّاس أمير بالبصرة، فصلَّى بنا ركعتين، في كلِّ ركعة ركعتان، فلمَّا فرغ؛ ركب وخَطَبَنا، فقال: صلَّيت بكم كما رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلِّي، رواه الشَّافعيُّ في «مسنده»)، قال ابن المدينيِّ _كما نقله العلائيُّ في «المراسيل» _: إنَّه لم يَسمَع من ابن عبَّاس، وكذا قال بهز بن أسد [5]، وأحمد ابن حنبل، ويحيى بن مَعِين، قال ابن المدينيِّ في [6] قول الحسن: (خَطَبَنا ابن عبَّاس بالبصرة): (إنَّما هو كقول ثابت: قدم علينا عمران بن حصين، ومثل قول مجاهد: قدم علينا عليٌّ، وكقول الحسن: إنَّ سراقة بن مالك بن جُعشم حدَّثهم، وقوله: غزا بنا مجاشع بن مسعود)، وقد تقدَّم أنَّ شيخي العراقيَّ قال في «سيرته» المنظومة:

(1/2210)

~…وَقِيْلَ فِي الخَمْسِ وَفِيهِ نَزَلَتْ…آيُ الحِجَابِ وَالخُسُوفُ صُلِّيَتْ

~…لِقَمَرٍ وَفِيهِ غَزْوُ الخَنْدَقِ…مَعَ قُرَيْظَةٍ مَعَ المُصْطَلَقِ

لكن قال في أوَّل هذه «السِّيرة» ما لفظه:

~…وَلْيَعْلَمِ الطَّالِبُ أَنَّ السِّيَرَا…تَجْمَعُ مَا صَحَّ وَمَا قَدْ أُنْكِرَا

انتهى، وقال مغلطاي في «سيرته الصُّغرى»: (وفي جمادى الآخرة _يعني: سنة خمس_ خُسِفَ القمرُ، وصلَّى صلاة الخسوف).

(1/2211)

[حديث: انكسفت الشمس على عهد رسول الله فصلى ركعتين]

1062# قوله: (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ): هو محمود بن غيلان المروزيُّ، الحافظ، أبو أحمد، عن الفضل بن موسى السِّينانيِّ وابن عيينة، وعنه: مَن سوى أبو داود، وابنُ خزيمة، والبغويُّ، مات في رمضان سنة (239 هـ)، أخرج له مَن روى عنه مِنهم، قال النَّسائيُّ: ثقة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به.

قوله: (عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ): أمَّا (يونسُ)؛ فقد تقدَّم أنَّه ابن عبيد [1]، وتقدَّم بعض ترجمته، وأمَّا (الحسن)؛ فهو ابن أبي الحسن البصريُّ، الإمام، و (أبو بكرةَ): نُفَيع بن الحارث، تقدَّم.

==========

[1] زيد في (ج): (الله).

[ج 1 ص 302]

(1/2212)

[حديث: خسفت الشمس على عهد رسول الله فخرج يجر رداءه]

1063# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم أنَّه بفتح الميمَين، بينهما عينٌ ساكنةٌ، وأنَّ اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج المِنقريُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد التَّنُّوريُّ [1]، الحافظُ، وتقدَّم عليه بعض الكلام.

قوله: (وَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ): (ثاب)؛ أي: اجتمع، ويقال: رجعوا، وهو قريب.

قوله: (وَذَاكَ أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَاتَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ): تقدَّم متى وُلِد إبراهيم، وكم عاش، ومتى مات في أوَّل (الكسوف).

==========

[1] في (ج): (سعد الثَّوريُّ)، وهو تحريف.

[ج 1 ص 302]

(1/2213)

[باب الركعة الأولى في الكسوف أطول]

(1/2214)

[حديث: أن النبي صلى بهم في كسوف الشمس أربع ركعات في]

1064# قوله: (حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ): تقدَّم أعلاه أنَّه محمود بن غيلان، وتقدَّم أيضًا فيه بعضُ ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ): قال الدِّمياطيُّ: (الزُّبيريُّ مُحَمَّد بن عبد الله بن الزُّبير بن عمر بن درهم، الأسديُّ مولاهم، الكوفيُّ) انتهى، الزُّبيري _بضمِّ الزَّاي_ عن فطر بن خليفة، ومسعر، وخلق، وعنه: أحمد، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن الفرات، وخلقٌ، قال بندار: (ما رأيت أحفظ منه)، وقال آخر: كان يصوم الدَّهر، مات سنة (203 هـ)، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، الإمامُ، شيخ الإسلام، وأحد الأعلام، مشهور الترجمة.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن سعيد الأنصاريُّ، تقدَّم، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (الأَوَّلُ الأَوَّلُ أَطْوَلُ): (الأوَّل): مَرْفوعٌ فيهما، و (أطولُ): خبره [1]، وفي رواية: (الأولى فالأولى).

(1/2215)

[باب الجهر بالقراءة في الكسوف]

(1/2216)

[حديث: جهر النبي في صلاة الخسوف]

1065# 1066# قوله: (أَخْبَرَنَا ابْنُ نَمِرٍ): هو بفتح النُّون، وكسر الميم، واسمه عبد الرَّحمن، وسيأتي قريبًا مُسمًّى، وهو يَحصَبيٌّ، عن مكحول والزُّهريِّ، وعنه: الوليد بن مسلم فقط، قال أبو حاتم وغيره: ليس بقويٍّ، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ، العالم المشهور.

قوله: (وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ): قال شيخنا الشَّارح: (وقول البخاريِّ: وقال الأوزاعيُّ وغيره: سمعت الزُّهريَّ، عن عروة، عن عائشة: «أنَّ الشمس خُسِفَت ... »؛ الحديث، ذكر خلفٌ أنَّ مُسلِمًا رواه عن مُحَمَّد بن مهران: حدَّثنا الوليد: حدَّثنا الأوزاعيُّ عن ابن شهاب، ثمَّ قال: وهو حديث البخاريِّ عن مُحَمَّد بن مهران، عن الوليد، وقال _ يعني: الوليد_: وقال الأوزاعيُّ وغيره: سمعت الزُّهريَّ) انتهى، وقال المِزِّيُّ في «أطرافه»: (البخاريُّ في «الكسوف» في أثناء حديث مُحَمَّد بن مهران عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرَّحمن بن نَمِر، عن الزُّهريِّ، قال _ يعني: الوليد_: وقال الأوزاعيُّ وغيره: سمعت الزُّهريَّ به)، [وقال بعض حُفَّاظ العصر: (هو عبد الرَّحمن بن نَمِر عند مسلم)] [1].

قوله: (وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ): قائل ذلك هو الوليد بن مسلم.

قوله: (فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ أَخُوكَ ذَلِكَ): الزُّهريُّ يخاطب عروةَ بن الزُّبير.

قوله: (مِثْلَ الصُّبْحِ): (مثلَ)؛ بالنَّصب فقط، لا كما تقدَّم، تلك يجوز فيها الكسر والنَّصب [2].

قوله: (أَجَلْ): تقدَّم الكلام عليها قريبًا، وأنَّها بمعنى: نعم.

(1/2217)

قوله: (تَابَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الْجَهْرِ [3]): الضمير في (تابعه) يعود على عبد الرَّحمن بن نَمِر، وسفيان بن حسين واسطيٌّ، يكنى أبا مُحَمَّد وأبا الحسن، عن الحسن، ومُحَمَّد بن سيرين، والزُّهريِّ، وعنه: شعبة ويزيد بن هارون، قال النَّسائيُّ: ليس به بأسٌ إلَّا في الزُّهريِّ، وله ترجمةٌ في «الميزان»، أخرج له البخاريُّ تعليقًا، والأربعة، وأمَّا (سليمان بن كثير) العبديُّ؛ فعن الزُّهريِّ وعمرو بن دينار، وعنه: أخوه مُحَمَّد وعفَّان، صُوَيلِحٌ، ضعَّفه ابن معين، وقال النَّسائيُّ: ليس به بأس إلَّا في الزُّهريِّ، وله ترجمةٌ في «الميزان»، وقال الدِّمياطيُّ: (سليمان بن كثير العبديُّ البصريُّ اتَّفقا عليه، وسفيان بن حسين احتجَّ به مسلم، واستشهد به البخاريُّ، وهما ضعيفان في حديث الزُّهريِّ) انتهى.

فائدةٌ: متابعة سفيان بن حسين أخرجها التِّرمذيُّ في (الكسوف) عن أبي بكر مُحَمَّد بن أبان، عن إبراهيم بن صدقة، عن سفيان بن حسين به، وهذا لفظه [4]، وقال: حسن صحيح، ورواه أبو إسحاق الفزاريُّ عن سفيان بن حسين نحوه، وأخرجها النَّسائيُّ فيه عن إسحاق بن إبراهيم، عن مُحَمَّد بن يزيد [5]، عن سفيان بن حسين نحوه.

ومتابعة (سليمان بن كثير) أخرجها النَّسائيُّ فيه عن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله، عن أبي داود، عن سليمان بن كثير نحوه، حديث النَّسائيِّ في رواية ابن الأحمر، ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر.

[ج 1 ص 302]

==========

[1] ما بين معقوفين ليس في (ج).

[2] في (ب): (والضم)، وليس بصحيح.

[3] في (ج): (الخبر)،وليس بصحيح.

[4] في (ج): (لفظ).

[5] في (ج): (سيرين)، وليس بصحيح.

(1/2218)

((17)) (كتاب سجود القرآن)

(بَابُ مَا جَاءَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ وَسُنَّتِهَا) ... إلى (بَابِ مَا جَاءَ فِي التَّقْصِيْر)

(سيأتي قريبًا متى شُرِعَ سجود القرآن، وما أوَّل سجدةٍ نزلت قبلُ) [1]

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

(1/2219)

[حديث: قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها]

1067# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم أنَّه بُندارٌ، ولم لُقِّب بذلك، وأنَّ (بشارًا) بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشين المعجمة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الغين المعجمة، ثمَّ نون ساكنة، ثمَّ دال مهملة مضمومة ومفتوحة، ثمَّ راء، وأنَّه مُحَمَّد بن جعفر، وتقدَّم مَن لقَّبه بذلك.

قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عمرو بن عبد الله السَّبيعيُّ، وتقدَّم عليه بعض الكلام.

قوله: (سَمِعْتُ الأَسْوَدَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الأسود بن يزيد النَّخعيُّ.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من السَّابقين والمهاجرين الأوَّلين رضي الله عنه.

قوله: (قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ النَّجْمَ بِمَكَّةَ): اعلم أنَّ هذه أوَّلُ سورةٍ نزل فيها سجدةٌ، وهي أوَّل السَّجدات، فلهذا بدأ بها، وكانت السَّجدةُ في رمضان سنة خمس من النُّبوَّة، وكانت هجرة مَن هاجر إلى الحبشة مِن الصَّحابة في رجب من السَّنة، فأقاموا شعبان وشهر رمضان، وكانت السَّجدةُ في رمضان، قاله الواقديُّ، والله أعلم.

(1/2220)

قوله: (غَيْرَ شَيْخٍ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى): هذا الشَّيخ هو أميَّة بن خلف، كما ذكره البخاريُّ في تفسير (النَّجم)، وأخرج البخاريُّ أيضًا في (باب قتل أبي جهل) ما يشعر بأنَّه أميَّة بن خلف، قال شيخنا: (وقال ابن سعد: إنَّه الوليد بن المغيرة)، قال [1]: (قال بعضهم: إنَّه أبو أُحَيحَة، وقال بعضهم: كلاهما جميعًا فعلَ ذلك، وحكى المنذريُّ أقوالًا: الوليد بن المغيرة، عتبة بن ربيعة، أبو أحيحة سعيد بن العاصي، قال: (وما ذكره البخاريُّ أصحُّ)؛ يعني: أميَّة بن خلف، قال شيخنا: (ولم يحكِ ابنُ بطَّال غير الوليد بن المغيرة)، قال: (وذكر ابن بَزِيزَة [2]: أنَّ ذلك كان مِن المنافقين، وهو [3] وَهَمٌ) انتهى مُلَخَّصًا، وفي «مبهمات ابن بشكوال» قال: (الرَّجل أميَّة بن خلف)، وساق شاهده من «البخاريِّ»، وقيل: الوليد بن المغيرة، وقيل: عتبة بن ربيعة، ذكر ذلك سُنَيد بن داود في «تفسيره» عن ابن جريج، وذكر أبو جعفر النَّحَّاس: (أنَّه أبو أحيحة سعيد بن العاصي)، ثمَّ قال: (والذي ذكره البخاريُّ أصحُّ إن شاء الله تعالى)، وذكر الطَّبريُّ [4]: (أنَّه أبو أحيحة) انتهى، وفي «تفسير الأستاذ العلَّامة أثير الدين» أبي حيَّان شيخ شيوخنا «البحر»: أنَّه أبو لهب، والله أعلم.

(1/2221)

فائدةٌ: اختُلِف في عدد سجود القرآن على أقوال؛ أصحها: أربعَ عشرةَ، ثانيها: أربعَ عشرةَ بإسقاط ثانية (الحجِّ)، وإثبات (ص)، وهو مذهب أبي حنيفة، وداود، وابن حزم، ثالثها: إحدى عشرةَ بإسقاط سجدات المفصَّل، وسجدة آخر (الحجِّ)، وهو مشهورُ مذهبِ مالكٍ وأصحابِه، ورُوِيَ عن ابن عمر وابن عبَّاس، الرَّابع: خمسَ عشرةَ بإثبات (ص) وثانية (الحجِّ)، وهو قول المدنيِّين عن مالكٍ، ومذهب عمر وابنه عبد الله، واللَّيث، وإسحاق، وروايةٍ عن أحمدَ، وابن المنذر، الخامس: أربعَ عشرةَ بإسقاط (النَّجم)، وهو قول أبي ثور، سادسها: ثنتا عشرةَ، وهو قول مسروق بإسقاط ثانية (الحجِّ)، و (ص)، و (الانشقاق)، السَّابع: ثلاثَ عشرةَ بإسقاط ثانية (الحجِّ) و (الانشقاق)، وهو قول عطاء الخراسانيِّ، الثَّامن: عزائمُ السُّجود خمسٌ: (الأعراف)، و (بنو إسرائيل)، و (النَّجم)، و (الانشقاق)، و (اقرأ)، وهو مرويٌّ عن ابن مسعود، التَّاسع: عزائمه أربعٌ: {الم تنزيل}، و {حم} السَّجدة، و (النَّجم)، و (اقرأ)، وهو مرويٌّ عن ابن عبَّاس، ويُروَى عن عليٍّ أيضًا؛ لأنَّه أُمِرَ بالسُّجود، والباقي وصفٌ، العاشر: ثلاث: {الم تنزيل}، و (النَّجم)، و (اقرأ)، يُروَى عن سعيد بن جُبَير، الحادي عشر: عشرٌ، قاله عطاء، الثَّاني عشرَ: عزائم السُّجود: {الم تنزيل}، و {حم تنزيل}، و (الأعراف)، و (بنو إسرائيل)، وهو مرويٌّ عن عبيد بن عمير، مُلخَّصٌ من كلام شيخنا الشَّارح رحمه الله تعالى.

==========

[1] في (ب) و (ج): (وقال).

[2] في (ب): (بريرة)، وهو تصحيف.

[3] (وهو): سقط من (ب).

[4] في (ج): (الطَّبرانيُّ).

[ج 1 ص 303]

(1/2222)

[باب سجدة تنزيل السجدة]

(1/2223)

[حديث: كان النبي يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر {الم تنزيل}.]

1068# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ): هذا هو الفريابيُّ تقدَّم، و (سُفْيَانُ): هو الثَّوريُّ فيما يظهر.

قوله: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو الأعرج، و (أَبُو هُرَيرَةَ) تقدَّم مرارًا.

==========

[ج 1 ص 303]

(1/2224)

[باب سجدة {ص}]

(1/2225)

[حديث ابن عباس: {ص} ليس من عزائم السجود]

1069# قوله: ({ص} لَيْسَ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ): في (ص) قراءاتٌ، قال مكِّيٌّ [1]: (فيها أربعٌ: {ص}؛ بالإسكان، و «صادِ» بكسر الدَّال، و «صادَ» بفتحها، و «صادٍ» بالكسر والتَّنوين) انتهى، وما عدا الإسكانِ شواذٌّ، وقوله: (من عزائم السُّجود): قال ابن قُرقُول: (أي: مُؤكِّداته [2] عند أهل الحجاز، وموجباتِه عند العراقيِّين، وقيل: عزائم السُّجود: ما أُمِر في القرآن بالسُّجود فيه) [3].

قوله: (وَأَبُو النُّعْمَانِ): هو مُحَمَّد بن الفضل عارمٌ، تقدَّم.

و (حَمَّادٌ [4]): هو ابن زيد، وكذا هو في نسخة في طرَّة أصلنا.

(1/2226)

[باب سجود المسلمين مع المشركين]

قوله: (وَالْمُشْرِكُ نَجَسٌ): قال ابن قُرقُول: (يقال: رِجس: نِجس، وثوب نجَس ونجِس، وكذلك في التثنية والجمع، والذَّكر والأنثى؛ أعني: نجسًا، قاله الكسائيُّ، وقال غيره: إنَّما هو بفتحهما ما لم يَتْبَعِ الرِّجسَ، والنَّجس: كلُّ مُستقذَرٍ)، وفي «الصِّحاح»: (نَجِسَ الشَّيءُ _بالكسر_ ينجَس نجَسًا؛ فهو نجِسٌ ونجَسٌ أيضًا، قال تعالى: {إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، قال الفرَّاء: إذا قالوه مع الرِّجْس؛ أتبعوه إيَّاه، فقالوا: رِجْس نِجْس؛ بالكسر) انتهى.

قوله: (لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ): تقدَّم أنَّه بضمِّ الواو، ويجوز فتحها، وكذا قوله: (على غير وضوءٍ).

[قوله: (وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ [1] يَسْجُدُ عَلَى وُضُوءٍ [2]): هذا الأثر أسنده ابن أبي شيبة من حديث سعيد بن جبير، قال: (كان عبد الله بن عمر ينزل عن راحلته فيهريق الماء، ثمَّ يركب، فيقرأ السَّجدة فيسجد وما يتوضَّأ)، رواه عن مُحَمَّد بن بشر: حدثنا زكريَّاء بن أبي زائدة: حدثنا أبو الحسن _ يعني: عبيد الله بن الحسن_ عن رجل _زعم أنَّه ثقةٌ_ عن سعيد به، لكن روى البيهقيُّ: من حديث قتيبة بن سعيد: حدَّثنا اللَّيث عن نافع، عن ابن عمر أنَّه قال: (لا يسجد الرجل إلَّا وهو طاهر)، ووقع في رواية أبي الهيثم عن الفربريِّ: (كان ابن عمر يسجد على وضوء)؛ بحذف لفظة (غير)، وكذا في نسخة الأصيليِّ، لكن الذي رواه ابن السَّكن كما في الكتاب، وهو الصَّواب، كما قاله ابن بطَّال، قاله شيخنا، وقد ذُكِر مثل مذهب ابن عمر عن الشَّعبيِّ، وروى مثله عطاءٌ عن أبي عبد الرَّحمن، وكذلك روى عن ابن عبَّاس، روى كلَّ ذلك [3] ابنُ أبي شيبة، وقال ابن حزم: (ليس السُّجود فرضًا، ولكنَّه فضلٌ، ويُسجَد لها في الفرض والتَّطوُّع، وفي غير الصَّلاة في كلِّ وقت، وفي وقت النَّهي، إلى القبلة، وإلى غير القبلة، وعلى طهارة وغير طهارة) انتهى، وإلى غير القبلة؛ مُشكِلٌ، والله أعلم، وهذا يتمشَّى في السَّفر، وقد كان الاصطخريُّ يتنفَّل على بغلته في بغداد إلى القبلة وغيرِها، وهي سائرةٌ] [4].

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما).

[2] كذا في النُّسخ و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (على وضوء).

[3] زيد في (ب): (عن)، وضُرِب عليها في (أ).

[4] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 303]

(1/2227)

[حديث: أن النبي سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون]

1071# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم أنَّه ابن سعيد بن [1] ذكوان التَّنُّوريُّ، الحافظ، تقدَّم، وكذا تقدَّم (أَيُّوبُ): أنَّه ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ.

قوله: (رَوَاهُ ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ): أي: تابع ابنُ طهمانَ _وهو إبراهيم بن طهمان_ على رواية هذا الحديثَ عبدَ الوارث، وقولي في (ابن طهمان) أنَّه [2] إبراهيم، كذا جاء منسوبًا في نسخة هي في هامش أصلنا، وراجعت أصلنا الدِّمشقيَّ؛ فوجدته كذلك، ولم يزد، وراجعت شرح شيخنا؛ فلم يزد على ذلك، وفي «أطراف المِزِّيِّ» زيادةٌ على ذلك بعد متابعة ابن طهمان عن أيُّوب ما لفظه: (ولم يذكر ابنُ عُليَّة عن أيُّوب ابنَ عبَّاس) انتهى، يعني: أنَّ ابن عُليَّة _وهو إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليَّة_ ذكره مرسلًا، فلم يذكرِ ابن عبَّاس، بل قال: عن أيُّوب عن عكرمة: أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام سجد بالنَّجم ... )؛ الحديث.

والحاصل: أنَّه رواه عن أيُّوب ثلاثةُ أشخاص: عبد الوارث، وابن طهمان، وابن عُليَّة، فاثنان وَصَلَاهُ؛ وهما: عبد الوارث، وابن طَهمان، وواحدٌ أرسله، وقد تقدَّم أنَّ في هذه المسألة، وهي ما إذا [3] رواه بعض الرُّواة الثِّقات مرفوعًا، وبعضهم موقوفًا، أو [4] بعضهم موصولًا، وبعضهم مُرسَلًا، على أربعة أقوال؛ والصَّحيح منها: أنَّ العِبرة بمَن وصله إذا كان ثقةً، وهذان ثقتان وَصَلَاهُ، فالعبرة بهما، وقيل: بل الأكثرون على الإرسال،

[ج 1 ص 303]

وقيل: العبرة بالأكثر، وقيل: بالأحفظ.

(1/2228)

[باب من قرأ السجدة ولم يسجد]

(1/2229)

[حديث عطاء بن يسار: أنه سأل زيد بن ثابت فزعم ... ]

1072# قوله: (أَخْبَرَنَا يَزِيدُ ابْنُ خُصَيْفَةَ): هو بخاء معجمة مضمومة، ثمَّ صاد مهملة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ تاء التَّأنيث، وهذا ظاهرٌ، قال الدِّمياطيُّ: (يزيد بن عبد الله بن خُصَيفةَ الكنديُّ).

قوله: (عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ): هو بضمِّ القاف، ثمَّ سين مهملة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ طاء مهملة، قال الدِّمياطيُّ: (ويزيد بن عبد الله بن قُسَيط، الكنانيُّ اللَّيثيُّ، ثقتان _يعني [1]: هو وابن خصيفة_ مُتَّفَق عليهما) انتهى، واعلم أنَّ ليزيدَ ابنِ خصيفة ولابنِ قُسَيط ترجمتين في «الميزان»، وسيأتي قريبًا جدًّا أنَّه يزيد بن عبد الله بن قسيط.

(1/2230)

[حديث زيد: قرأت على النبي {والنجم}]

1073# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

(1/2231)

[باب سجدة {إذا السماء انشقت}]

(1/2232)

[حديث: رأيت أبا هريرة قرأ {إذا السماء انشقت}]

1074# قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ وَمُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ): أمَّا (ابن فَضالة)؛ فهو بفتح الفاء، تقدَّم، وأمَّا (مسلم)؛ فهو ابن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ، تقدَّم، وتقدَّم أنَّه نُسِب إلى جدِّه فُرهود، وأنَّ النَّسبة إليه: فُرهوديٌّ وفَراهيديٌّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا [1] هِشَامٌ): هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائِيُّ، تقدَّم بعضُ ترجمته، ولماذا نُسِب.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): تقدَّم أنَّه ابن أبي كثير، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله، وقيل: إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ): تقدَّم [2] مرارًا كثيرة أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (أَخْبَرَنَا).

[2] في (ج): (وتقدَّم).

[ج 1 ص 304]

(1/2233)

[باب من سجد لسجود القارئ]

قوله: (لِسُجُودِ الْقَارِئِ): هو مهموز الآخِر، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ): (تميم بن حَذْلَم) [1]: هذا هو بفتح الحاء المهملة، ثمَّ ذال معجمة ساكنة، ثمَّ لام مفتوحة، ثمَّ ميم، مصروفٌ [2]، و (الحَذْلمة): الهَذْلمَة؛ وهو الإسراع، يقال: مرَّ يحذلم؛ إذا مرَّ كأنَّه يتدحرج، و (تميم) هذا: ضبِّيٌّ، كنيته أبو سلمة، أدرك أبا بكر وعمر، وصحب ابنَ مسعود، روى عنه: إبراهيم النَّخعيُّ، وسماك بن سلمة الضَّبِّيُّ، والعلاء بن بدر، وآخرون، أخرج له البخاريُّ في «الأدب المفرد»، وقال ابن ماكولا: (وقد يقال فيه: ابن حذيم) انتهى، وقد ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، وقال: وقد قيل: كنيته: أبو حذلم، انتهى، وقد ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتَّعديل»، ولم يذكر فيه كلامًا لأحد لا جرحًا ولا تعديلًا، والله أعلم.

==========

[1] (تميم بن حذلم): سقط من (ب).

[2] في (ج): (معروف).

[ج 1 ص 304]

(1/2234)

[حديث: كان النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة]

1075# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو [1] مُصغَّرٌ، وهو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب: تقدَّم، وتقدَّم أنَّ مَن يقال له: عبيد الله، ويروي عن نافع عن عبد الله بن عمر في الكتب السِّتَّة أو بعضها: عبيدُ الله بن الأخنس، وعبيد الله بن أبي جعفر، والمشار إليه ابنُ عمر بن حفص، والله أعلم، وأمَّا من يقال له: يحيى، ويروي عن عبيد الله بن عمر _المُشَارِ إليه ابنُ الخطَّاب_؛ فيحيى بن زكرياء [2] بن أبي زائدة، ويحيى القطَّان الحافظ [3]، ويحيى بن سُلَيم الطَّائفيُّ، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (وهو).

[2] في (ج): (زكرياء).

[3] (الحافظ): سقط من (ب).

[ج 1 ص 304]

(1/2235)

[باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة]

(1/2236)

[حديث: كان النبي يقرأ السجدة ونحن عنده فيسجد ونسجد معه]

1076# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة، تقدَّم، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ): تقدَّم أعلاه مَن هو، ونسبُه إلى عمر بن الخطَّاب.

(1/2237)

[باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود]

قوله: (وَقَالَ سَلْمَانُ): هو الفارسيُّ رضي الله عنه، وهو سلمان الخيْر [1]، مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، سُئِل عن نسبه، فقال: أنا ابن الإسلام، أصله كما رواه ابن إسحاق بسنده عنه: من فارسٍ، من جَيٍّ _بفتح الجيم، وتشديد الياء_: قرية من قرى أصبهان، وقيل: من رامهرمز، وفي «البخاريِّ» روايةُ ذلك عنه، رواه عنه أبو عثمان، وسأذكر ضبط (رامهرمز) قبيل (المغازي) إن شاء الله تعالى ذلك، وسببُ إسلامه مشهور، وأوَّل مشاهده الخندقُ، ولم يتخلَّف عن مشهد بعدها، وقد نقل النَّوويُّ الاتِّفاقَ على أنَّه عاش مئتين وخمسين سنة، وقيل: ثلاث مئة وخمسين [2]، [وقيل: إنَّه أدرك وصيَّ عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم، وسيأتي بأبسطَ مِن هذا في المكان المُشار إليه، قال الذَّهبيُّ: (ثمَّ ظهر لي أنَّه من أبناء الثَّمانين، لم يبلغِ المئة)] [3]، تُوُفِّيَ رضي الله عنه سنة (36 هـ)، وقيل: (35 هـ)، ويقال: في خلافة عمر رضي الله عنهما، وهو غلط.

قوله: (مَا لِهَذَا غَدَوْنَا [4]): قال شيخنا الشَّارح: (روى البيهقيُّ من حديث سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي [5] عبد الرَّحمن، قال: مرَّ سلمان بقومٍ يقرؤون السَّجدة، قالوا: نسجد، فقال لهم: ليس لها غدونا [6]، ورواه ابن أبي شيبة عن ابن فضيل عن عطاء بن السائب) انتهى، وإنَّما ذكرت هذا؛ ليُعرَف معنى قولِه: (ما لهذا غدونا).

قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ): هو ابن أخت نَمِرٍ الكنديُّ صحابيٌّ، وله عن عمر، وعنه: ابنه عبد الله، والزُّهريُّ، ويحيى بن سعيد، وروايته عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الكتب كلِّها، تُوُفِّيَ سنة (91 هـ)، وقيل: سنة (86 هـ)، أخرج له الجماعة رضي الله عنه.

قوله: (لِسُجُودِ الْقَاصِّ): هو بتشديد الصَّاد المهملة، وهذا ظاهرٌ؛ وهو صاحب الأخبار يقصُّها.

(1/2238)

[حديث عمر: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب]

1077# قوله: (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمام المشهور، وتقدَّم شيء من ترجمته.

[ج 1 ص 304]

قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ): هو أبو بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهيرٍ بن عبد الله بن جدعان، التَّيميُّ، وتقدَّم أنَّ زهيرًا صحابيٌّ رضي الله عنه، عن عائشة وعبيد بن عمير، وعنه: ابنه عبد الرَّحمن، وابن جريج، وهشام بن عروة، وغيرهم ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، أخرج له البخاريُّ فقط.

قوله: (عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ): (الهُدَير [1]): بضمِّ الهاء، وفتح الدَّال المهملة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ راء، وهذا معروف.

قوله: (قَالَ [2] أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيْعَةُ مِنْ خِيَارِ): قائل هذا الكلام هو أبو بكر ابن أبي مليكة المذكور في السَّند، وهذا ظاهرٌ مُصرَّحٌ به هنا.

قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ): هي منصوبةٌ؛ لأنَّها مفعول، وهذا ظاهرٌ، وكذا قوله [3] بعده: (جَاءَ السَّجْدَةَ)، وفي رواية: (جاءت السَّجدةُ) هذه بالرَّفع، فاعلٌ.

قوله: (وَزَادَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ): قال شيخنا: (قائل: «وزاد نافع»: هو ابن جريج، كما بيَّنه البيهقيُّ، وكذا وقع في بعض نسخ «البخاريِّ»)، قال: (وعزاها الحميديُّ إلى البخاريِّ)، فقال: (قال البخاريُّ: وزاد نافع عن ابن عمر) انتهى، [وقال بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين: (القائل: «زاد نافع» هو [4] ابن جريج؛ بدليل أنَّ الإسماعيليَّ وأبا نعيم والبيهقيَّ أخرجوه من طريق حجاج بن مُحَمَّد، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة به)] [5].

==========

[1] (التيمي الهدير): سقط من (ج).

[2] في (ج): (وقال)، وليس بصحيح.

[3] (قوله): سقط من (ج).

[4] في (ب): (عن).

[5] ما بين معقوفين سقط من (ج).

(1/2239)

[باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها]

(1/2240)

[حديث أبي رافع: صليت مع أبي هريرة العتمة]

1078# قوله: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ [1]): هو معتمر بن سليمان بن طرخان، معروفان مشهوران هو وأبوه.

قوله: (عَنْ بَكْرٍ [2]): هو بكر بن عبد الله المزنيُّ، تقدَّم، وهو ثقةٌ إمامٌ، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ أَبِي رَافِعٍ): هو نُفَيع _بضمِّ النُّون، وفتح الفاء_ أبو رافع الصَّائغ، البصريُّ، مدنيٌّ، نزل البصرة، عن عمر، وعثمان، وأُبيٍّ، وعنه: قتادة وبكر بن عبد الله المزنيُّ، ثقة نبيل، تقدَّم بعض الشيء من ترجمته.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي).

[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي بكرٌ).

[ج 1 ص 305]

(1/2241)

[باب من لم يجد موضعًا للسجود من الزحام]

(1/2242)

[حديث: كان النبي يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد ... ]

1079# قوله: (أَخْبَرَنَا يَحْيَى): هذا هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ الذي قال [1] فيه أحمد ابن حنبل: (ما رأيت بعيني مثل يحيى ابن سعيد القطَّان).

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): هو ابن عمر بن حفص بن عاصم [2] بن عمر بن الخطَّاب، تقدَّم.

==========

[1] في (أ) و (ج): (قاله).

[2] زيد في (أ) و (ج): (ابن عبد الله)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 305]

(1/2243)

((18)) (كتاب تقصير الصلاة)

(بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْصِيرِ) ... إلى (كِتَاب التَّهَجُدِ بِاللَّيْلِ)

يقال: قَصَرَ المسافرُ الصَّلاةَ وقَصَّرها؛ بتخفيف الصَّاد وتشديدها؛ لغتان مشهورتان، التَّخفيف أفصح وأشهر، وبه جاء القرآن، وقد استعمل البخاريُّ اللُّغة الأخرى، قال شيخنا: (وأقصرتها) انتهى، ولم أر أنا هذه [1]، وحكاها بعضهم عن الواحديِّ.

فائدةٌ: قصر الصَّلاة كان في السَّنة الرَّابعة من الهجرة على القول به، نبَّه عليه غير واحد، وهذا على القول بأنَّها فُرِضَتْ أربعًا على النَّاس إلَّا الصُّبح والمغرب، ثمَّ خُفِّف عن المسافر، وقد قدَّمتُ الأقوال في ذلك في أوَّل (الصَّلاة).

قوله: (حَتَّى يُقَصِّر): هو بتشديد الصاد المكسورة على ما استعمله البخاريُّ، وعلى اللُّغة الفصحى: يَقْصُر؛ بفتح أوَّله، وسكون ثانيه، وضمِّ ثالثه.

(1/2244)

[حديث: أقام النبي تسعة عشر يقصر]

1080# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): هذا هو التَّبُوذكيُّ، الحافظ، تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا [1] نُسِب.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله، الحافظ اليشكريُّ.

قوله: (عَنْ عَاصِمٍ وَحُصَيْنٍ): أمَّا (عاصم)؛ فهو ابن سليمان الأحول، البصريُّ، تقدَّم، وأمَّا (حُصَين)؛ فهو بضمِّ الحاء، وفتح الصَّاد المهملتين، ابن عبد الرَّحمن السُّلميُّ الكوفيُّ، تقدَّم أيضًا.

قوله: (يَقْصُرُ [2]): يجيء فيه اللُّغتان المتقدِّمتان، وهو في أصلنا: بإسكان القاف، وفي الهامش نسخة: (يقصِّر)؛ بتشديد الصَّاد، وذكر أنَّه كذلك بِخَطِّ اليونينيِّ، ويجيء فيه اللُّغة الثالثة، وهي أقصر، فيكون هو مُقصِر [3]؛ بضمِّ أوَّله، وكسر [4] ثالثه [5].

==========

[1] في (ج): (ولما).

[2] في هامش (ق): (يُقصر؛ بخطِّ اليونينيِّ بضمِّ الياء، وتشديد الصاد عند الحافظ المنذري).

[3] في (ب): (يقصر)، وتحتملها في (أ).

[4] في (ب): (وفتح)، وليس بصحيح.

[5] في (ج): (ثانيه)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 305]

(1/2245)

[حديث: خرجنا مع النبي من المدينة إلى مكة فكان .. ]

1081# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو مُعَمِرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الميمين، بينهما عين ساكنة، واسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج.

قوله: (حَدَّثَنا عَبْدُ الوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد بن ذكوان التَّنُّوريُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنا يَحيَى بنُ أَبِي إِسْحَاقٍ): هذا هو يحيى بن أبي إسحاق الحضرميُّ النَّحويُّ، عن أنس وسليمان بن يسار، وعنه: عبَّاد بن العوَّام، وعبد الوارث، وابن عُليَّة، ثقة، صاحب قرآنٍ وعربيَّةٍ، أخرج له الجماعة، وثَّقه ابن معين والنَّسائيُّ، قال الفلَّاس وغيره: تُوُفِّيَ سنة (136 هـ).

قوله: (أَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا): أي: بمكَّة وما حولها.

==========

[ج 1 ص 305]

(1/2246)

[باب الصلاة بمنى]

(1/2247)

[حديث: صليت مع النبي بمنى ركعتين]

1082# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ الحُفَّاظ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب.

قوله: (صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ [1] أَتَمَّهَا): اعلم أنَّ عثمان إنَّما أتمَّ بعد سبع سنين من إمارته، وكان قبلها يقصر، وسيأتي [2] في (باب مَن لم يتطوَّع في السَّفر): (صحبت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان لا يزيد في السَّفر على ركعتين [3] ... ) إلى أن قال: (وعثمان كذلك).

==========

[1] (ثمَّ): سقط من (ج).

[2] زيد في (ب): (قريبًا).

[3] (على ركعتين): سقط من (ب).

[ج 1 ص 305]

(1/2248)

[حديث: صلى بنا النبي آمن ما كان بمنى ركعتين]

1083# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ): هذا هو أبو إسحاق عمرو [1] بن عبد الله بن إسحاق الهمْدانيُّ السَّبيعيُّ، أحد أعلام التَّابعين، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ): هو حارثة _بالحاء المهملة، وبعد الرَّاء ثاء مُثلَّثة_ الخزاعيُّ، أخو عبيد الله بن عمر بن الخطَّاب لأمِّه، أمُّه: أمُّ كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيَّب بن ربيعة بن أصرم، الخزاعيَّة، روى عن حارثة أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ ومعبد بن خالد الجهنيُّ، يُعدُّ في الكوفيين.

==========

[1] في (ج): (عمر)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 305]

(1/2249)

[حديث: صليت مع رسول الله بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر]

1084# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ [1]): كذا في أصلنا، وفي الهامش: (ابن سعيد) انتهى، وفي هذا نظر، إنَّما هو عبد الواحد بن زياد، وليس في الكتب السِّتَّة أحدٌ يقال له: عبد الواحد بن سعيد، وعبد الواحد بن زياد، العبديُّ مولاهم، البصريُّ، أبو بشر، وقيل: أبو عبيدة، أحد أعلام الحديث، قال أبو حاتم وغيره: ثقة، له ترجمة في «الميزان»، وقد أخرج له الجماعة، تُوُفِّيَ سنة (176 هـ)، وقد قدَّمتُ ترجمته.

قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم مرارًا أنَّه سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئ.

قوله: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ [2]: [سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ): هو] [3] ابن يزيدَ النَّخعيُّ، [وقد ذكر المِزِّيُّ في «تهذيبه» في ترجمته: (أنَّه روى عن خاله عبد الرَّحمن [4] بن [5] يزيد)، ولم أرَ [6] في «التَّهذيب» أنَّ إبراهيم بن يزيد التَّيميَّ روى عن عبد الرَّحمن بن يزيد] [7]، والله أعلم.

قوله: (فَاسْتَرْجَعَ) قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وهذا ظاهرٌ.

[ج 1 ص 305]

(1/2250)

[باب: كم أقام النبي في حجته؟]

(1/2251)

[حديث: قدم النبي وأصحابه لصبح رابعة يلبون بالحج]

1085# قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ): تقدَّم مرارًا أنَّ هذا هو التَّبُوذكيُّ، وتقدَّم الكلام على هذه النِّسبة.

قوله: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ): هذا هو وهيب بن خالد، الباهليُّ مولاهم، الكرابيسيُّ الحافظ، تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ [1] أيُّوبَ): تقدَّم مرارًا أنَّ هذا هو أيُّوبُ [2] بن أبي تميمة السَّختيانيُّ، الإمام.

قوله: (عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ [3] البَرَّاءِ [4]): تقدَّم أنَّ هذا زياد بن أُذَينة، وقيل: كلثوم، وقيل: لقبه أُذينة، وثَّقه أبو زُرْعة، مشهور، و (البَرَّاء): بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الرَّاء، وهمزة ممدودة؛ وهو الذي يبري [5] النشاب.

قوله: (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ صُبْحَ [6] رَابِعَةٍ): كان قدومه مكَّة يوم الأحد في حجَّة الوداع صبيحة رابعة ذي الحجَّة، فلمَّا فرغ من رمي الجمار؛ بات بالمُحصَّب ليلة الأربعاء، وهي ليلة الرَّابع عشر من ذي الحجَّة، وفي [7] تلك اللَّيلة اعتمرت عائشة رضي الله عنها، وخرج مِن صبيحتها، والله أعلم.

قوله: (تَابَعَهُ عَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ): الضَّمير في (تابعه) يعود على أبي العالية زياد بن أُذَينة، وقد تقدَّم أعلاه، و (عطاء): هو ابن أبي رباح، تقدَّم بعض ترجمته.

[ومتابعة عطاء عن جابر أخرجها البخاريُّ، ومسلم، والنَّسائيّ، وابن ماجه] [8].

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حدَّثنا).

[2] (أيُّوب): سقط من (ب).

[3] في هامش (ق): (زياد بن فيروز البصري مولى قريش، كان يبري النبل، مات سنة «90 هـ»)، وكلاهما صحيحٌ.

[4] في هامش (ق): (فائد: كان يبري النبل).

[5] في (ج): (برى).

[6] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (لِصُبْحِ).

[7] في (ب): (في).

[8] ما بين معقوفين جاء في النسخ بعد الفقرة اللَّاحقة، وفي (أ) مستدركًا.

[ج 1 ص 306]

(1/2252)

[باب في كم يقصر الصلاة؟]

قوله: (تُقَصَرُ [1] الصَّلَاةُ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (الصَّلاةُ): مرفوعة قائمة مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ السَّفَرُ يَوْمًا وَلَيْلَةً [2]): يعني: في حديث أبي هريرة: «لا [3] يحلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلَّا مع ذي مَحْرَم»، خرَّجهُ البخاريُّ في هذا الباب، ومسلم أيضًا.

قوله: (فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ): وفي نسخة بعد (بُرُد): (وهي ستَّةَ [4] عشرَ فرسخًا)، اعلم أنَّ (البريد): أربعةُ فراسخَ، والفرسخ: ثلاثة أميال، والميل: أربعة آلاف خطوة، كلُّ خطوة: ثلاثة أقدام، يُوضَع قدمٌ أمام قدم، ويُلصَق به، وقال القلعيُّ: (الميل: أربعة آلاف خطوة، أو ستَّة آلاف ذراع، أو اثنا عشر ألف قدم)، وفي الميل خلافٌ غير ذلك، وحاصله ثمانيةُ أقوال؛ الأوَّل: عشرُ غُلًا، والغلوة: طلق الفرس، وهو: مئتا ذراع، فيكون الميل: ألفي ذراع، وفي «المغرب»: (أنَّ الغلوة: ثلاثُ مئة ذراع إلى أربعِ مئة)، وقال غيره: الغلوة: قدر رميةِ سهمٍ [5]، الثَّاني: ثلاثة آلاف ذراع وخمس مئة، وقيل: إنَّه أصحُّ ما فيه، الثالث: ثلاثة آلاف ذراع، الرَّابع: أربعة آلاف ذراع، الخامس: مدُّ البصر، ذكره الجوهريُّ عن ابن السِّكِّيت، السَّادس [6]: ألف خطوة بخطوة الجمل، السَّابع: أن ينظر إلى الشَّخص، فلا يعلم أهو آت أم ذاهب؟ رجل أو امرأة؟ الثَّامن: ستَّة آلاف ذراع، قاله النَّوويُّ في «القواعد والضَّوابط» له، وفي آخر كتاب «الرِّياض» له: (والذراع: أربعةٌ وعشرون إصبعًا، والإصبع: ثلاث شعيرات مضمومة [7] بعضها إلى بعض عرضًا، بطن [كلٍّ] منها إلى ظهر الأخرى)، هكذا قال: ثلاث شعيرات، وهو غلط [8]، وصوابه: ستُّ شُعَيراتٍ، قاله النَّوويُّ، ثمَّ الشعيرة: ستُّ شعرات من شعر بغل، وقد نُظِمَ ذلك في رجز.

(1/2253)

[حديث: لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم]

1086# قوله: (لأَبِي أُسَامَةَ): هو حمَّاد بن أسامة، تقدَّم مرارًا كثيرة، وهو مشهور الترجمة.

قوله: (حَدَّثَكُمْ عُبَيدُ اللهِ): هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، تقدَّم مرارًا.

==========

[ج 1 ص 306]

(1/2254)

[حديث: لا تسافر المرأة ثلاثًا إلا مع ذي محرم]

1087# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هو ابن سعيد القطَّان، شيخ المُحَدِّثين والحُفَّاظ، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): تقدَّم أعلاه نسبه.

قوله: (تَابَعَهُ أَحْمَدُ [1] عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): الضَّمير في (تابعه) يعود على مُسَدَّد، و (أحمد) هذا: هو أحمد بن مُحَمَّد بن موسى، أبو العبَّاس المروزيُّ، المعروف بمردويه، وقال الدَّارقطنيُّ: (أحمد هذا: هو ابن مُحَمَّد بن ثابت بن عثمان المروزيُّ، المعروف بشبُّويه)، ذكر القولين أبو عليٍّ الغسَّانيُّ في «تقييده» بمعناه، وكذا ذكر الذَّهبيُّ في ابن شبُّويه، فقال ما لفظه: (روى البخاريُّ في «الوضوء»، و «الأضاحي»، و «الجهاد»: عن أحمد بن مُحَمَّد، عن عبد الله، وهو ابن المبارك، فذكر كلام الدَّارقطنيِّ، ثمَّ قال: وقال الكلاباذيُّ وجماعةٌ: إنَّه أحمد بن مُحَمَّد بن موسى مردويه) انتهى.

فائدة: متابعة أحمد عن ابن المبارك به ليست في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا.

وأمَّا [2] (مردويه)؛ فسمسارٌ، روى عن ابن المبارك وجرير الضَّبِّيِّ، وعنه: البخاريُّ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، تُوُفِّيَ سنة (235 هـ)، قال النَّسائيُّ: لا بأس به، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، قال بعض مشايخي فيما قرأته عليه: وإنَّما تُوُفِّيَ سنة (238 هـ)، قاله المعْدانيُّ في «تاريخ مرو»، والشِّيرازيُّ في «الألقاب»، والذي تُوُفِّيَ سنة (235 هـ) هو مردويه الصَّائغ [3]، واسمه عبد الصَّمد بن يزيد، ولم يخرِّج له أحد مِن الجماعة، وذِكْرُ عبدِ الغنيِّ في «الكمال» له وَهَمٌ، وأمَّا (شبُّويه)؛ فروى عن ابن عيينة، وعبد الرَّزَّاق، وخلق، وعنه: أبو داود، وأحمد بن زهير، وطائفة، وكان مِن كبار الأئمَّة، قال النَّسائيُّ: ثقة، تُوُفِّيَ سنة (230 هـ)، أخرج له أبو داود فقط.

(1/2255)

[حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم]

1088# قوله: (أَخْبَرَنَا [1] ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، العالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبرِيُّ): تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّ (المقبِريَّ)؛ بضمِّ المُوَحَّدة، وفتحها، وكسرها، ولماذا نُسِب.

قوله: (تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَمَالِكٌ، عَنِ الْمَقْبرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): الضَّمير في (تابعه) يعود على ابن أبي ذئب، و (تابعه)؛ يعني: على قوله: (مسيرة يوم وليلة)، (ولم يتابعوه على السَّند، بل رواه ابن أبي ذئب بإثبات أبيه، وهو والد سعيد بن أبي سعيد، وهؤلاء أسقطوه) [2]، و (كثير): بالثاء المُثلَّثة، و (سُهَيل): هو ابن أبي صالح السَّمَّان، أبو يزيد، عن أبيه وابن المسيّب، وعنه: شعبةُ، والحمَّادان، وعليُّ بن عاصم، قال ابن معين: هو مثل العلاء بن عبد الرَّحمن، وليسا بحجَّة، وقال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، ووثَّقه ناس، له ترجمة في «الميزان»، أخرج له مسلم، والأربعة، والبخاريُّ مقرونًا، تُوُفِّيَ سنة (140 هـ)، وأمَّا (مالك)؛ فمالكٌ النَّجم، كما قال الشَّافعيُّ، مشهور الترجمة، أحد أئمَّة الإسلام رحمة الله عليهم.

فائدةٌ: متابعة يحيى بن أبي كثير، عن سعيد المقبريِّ، عن أبي هريرة ليست في شيء من الكتب السِّتَّة، ومتابعة سهيل عن المقبري به أخرجها أبو داود في (الحجِّ): عن القعنبيِّ والنُّفيليِّ؛ كلاهما عن مالك، وعن يوسف بن موسى عن جرير؛ كلاهما عن سهيل به، ومتابعة مالك عن المقبري به أخرجها مسلم في (الحجِّ): عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن المقبريِّ به [3]، وفي بعض النُّسخ: (عن أبيه، عن أبي هريرة)، والله أعلم.

[ج 1 ص 306]

(1/2256)

[باب: يقصر إذا خرج من موضعه]

(1/2257)

[حديث: صليت الظهر مع النبي بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ... ]

1089# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه الفضل بن دُكَين، الحافظ المشهور، وقد تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد بن مسروق، العالم المشهور.

قوله: (وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ): هو مجرور معطوفٌ على مُحَمَّد بن المنكدر، وكلاهما رواه عن أنس.

قوله: (وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ): تقدَّم أنَّ (ذا الحُليفة): الميقات على ستَّة أميالٍ من المدينة أو سبعةٍ، وقال شيخنا عن ابن حزم: (أربعة)، وتقدَّم [ما] قاله بعض الشَّافعيَّة وردُّه.

==========

[ج 1 ص 307]

(1/2258)

[حديث: الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر]

1090# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): الظاهر أنَّه [1] المُسنديُّ، وقد تقدَّم [2] [الكلام عليه في (الجمعة)؛ فانظره] [3].

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هو ابن عيينة، الإمامُ الذي قال فيه [4] الشَّافعيُّ: (لولا سفيان ومالك؛ لَذهب علمُ [5] الحجاز).

قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ [6]، العَلَم [7] المشهور.

قوله: (الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ): (الصَّلاةُ): مَرْفوعٌ، وكذا (أوَّلُ)، وهذا معروف.

قوله: (تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ): اعلم أنَّه اختلف العلماء [8] في تأويلهما؛ فالصَّحيح الذي عليه عامَّة المُحقِّقين: أنَّهما رأيا القصرَ والإتمامَ جائزًا، فأخذا بأحد الجائزَين؛ وهو الإتمام، وقيل: إنَّ عثمان إمامُ المؤمنين وعائشةَ أُمُّهم، فكأنَّهما في منازلهما، وأبطله المُحقِّقون؛ بأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلامُ كان أولى بذلك، وكذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وقيل: لأنَّ عثمان تَأهَّل بمكَّة، وأُبطِل بأنَّه عليه السَّلام سافر بأزواجهِ وقصر، وقيل: فعلَ ذلك مِن أجل الأعرابِ الذين حضروا معه؛ لئلَّا يظنُّوا أنَّ فرض الصَّلاة ركعتان أبدًا حضرًا وسفرًا، وأُبطِل بأنَّ هذا [9] المعنى كان موجودًا في زمنه عليه الصَّلاة والسَّلام، بل قد اشتُهِر [10] أمر الصَّلاة في زمن عثمان أكثر ممَّا [11] كان، (وقيل: لأنَّ عثمان نوى الإقامة بمكَّة بعد الحجِّ، وأُبطِل بأنَّ الإقامة بمكَّة حرامٌ على المهاجر فوق ثلاث، وقيل: كان لعثمان أرضٌ بمنًى، وأُبطِل بأنَّ ذلك لا يقتضي الإتمامَ والإقامةَ، والصَّواب الأوَّل، والله أعلم) [12].

(1/2259)

[باب: يصلي المغرب ثلاثًا في السفر]

قوله: (تُصَلَّى الْمَغْرِبُ [1] ثَلاَثًا): (تصلَّى): مبنيٌّ [2] للفاعل وللمفعول [3]، فإن بنيتَ للمفعول؛ رفعتَ (المغرب)، وإن بنيتَ للفاعل؛ نصبتَ (المغربَ).

==========

[1] كذا في النُّسخ، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (يُصلِّي المغربَ)، وفي (ق) بالضَّبطين معًا.

[2] زيد في (ب): (ما لم يسم فاعله).

[3] (وللمفعول): سقط من (ب).

[ج 1 ص 307]

(1/2260)

[حديث: رأيت رسول الله إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب]

1091# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله [1].

(1/2261)

[حديث: كان ابن عمر يجمع بين المغرب والعشاء]

1092# قوله: (وَزَادَ اللَّيْثُ): تقدَّم أنَّ (زاد) مثلُ: (قال)، فهو تعليق مجزوم به، و (اللَّيث): هو ابن سعد، أحد الأعلام والأجواد.

قوله: (وَكَانَ اسْتُصْرِخَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله؛ أي: استُغِيث به.

قوله: (عَلَى امْرَأَتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ): (صفيَّة): هذه بنت أبي عبيد بن مسعود الثَّقفيَّة، أخت المختار بن أبي عبيد الكذَّاب، زَوْج ابن عمر، رأت عمر، وروت عن عائشة، وحفصة، وأمِّ سلمة، وغيرِهنَّ، وعنها: سالمٌ، ونافع، وعبد الله بن دينار، وموسى بن عقبة، وجماعة، وثَّقها العجليُّ أحمدُ وغيره، علَّق لها البخاريُّ، وروى لها مسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، وكان أصابها شدَّةُ وجعٍ، فكتبت إليه، وهو في زراعة له: (إنِّي في آخر يوم من أيَّام الدُّنيا، وأوَّل يوم من الآخرة)، وفي رواية: (خرج في سفر يريد أرضًا له، فأتاه آتٍ، فقال: إنَّ صفيَّة بنت أبي عبيد ... _لما بها_؛ فانظر أن تدركَها، فخرج مُسرِعًا، ومعه رجل من قريش يسايره).

قوله: (فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاة): يجوز نصب (الصَّلاة) ورفعها، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (حَتَّى إذا [1] سَارَ [2] مِيلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً): تقدَّم قريبًا (الميلُ) كم هو، والاختلاف فيه قريبًا [3]؛ فانظره إن أردته.

قوله: (وَلاَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعِشَاءِ): معناه: لا يصلِّي النَّافلة، فإن قيل: لم خُصَّت النَّافلة بـ (السُّبْحة) وإن شاركتها الفريضة في التَّسبيح؟ قيل: لأنَّ التَّسبيحاتِ في الفرائض نوافلُ، فقيل لصلاة [4] النَّافلة: سُبْحة؛ لأنَّها نافلة، كالتَّسبيحات والأذكار في أنَّها غيرُ واجبة، قاله ابن الأثير في «النِّهاية».

(1/2262)

[باب صلاة التطوع على الدواب وحيثما توجهت به]

(1/2263)

[حديث: رأيت النبي يصلي على راحلته حيث توجهت به]

1093# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى): هذا هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّاميُّ؛ بالسِّين المهملة، عن الحذَّاء والجُريريِّ، وعنه: إسحاقُ وبندارٌ، ثقة، لكنَّه قدريٌّ، تُوُفِّيَ سنة (189 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الميمين، وإسكان العين بينهما، وأنَّه ابن راشد، وتقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم [1]، العالم المشهور.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ): وفي نسخة: (عن عبد الله بن عامر بن ربيعة)؛ منسوب إلى جدِّه، وهو هو، و (عبد الله): عنزيٌّ مدنيٌّ، له عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعن عمر، وعنه: الزُّهريُّ ويحيى بن سعيد، تُوُفِّيَ عن ثمانين سنة، سنة خمس وثمانين، أخرج له الجماعة، وقد ذكره ابن عبد البرِّ في «صحابته»، فقال: (وُلِد على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قيل: في سنة ستٍّ من الهجرة، وحفِظ عنه وهو صغير، وتُوُفِّيَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو ابن أربع أو خمس سنين، وأمُّه وأمُّ أخيه ليلى بنت أبي حثمة [2] بن غانم، وأبوهما عامر بن ربيعة من كبار الصَّحابة، حليفٌ للخطَّاب بن نُفَيل) إلى آخر كلامه، وكذا ذكره الذَّهبيُّ في «الصَّحابة»، وعلَّم عليه: (بقي بن مخلد)؛ أنَّه أخرج له حديثين؛ أعني: لعبد الله، قال: (وقد وعى عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى، وعامر بن ربيعة بدريٌّ جليل، وتُوُفِّيَ قبيل عثمان رضي الله عنهما.

==========

[1] زيد في (ب): (بن عبيد الله).

[2] في (ب): (حيثمة)،وهو تحريف.

[ج 1 ص 307]

(1/2264)

[حديث: أن النبي كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة]

1094# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا؛ (منها في أوَّل الصفحة هذه) [1].

قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ): هو شيبان بن عبد الرَّحمن النَّحويُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه منسوب للقبيلة [2]، لا إلى صناعة العربيَّة، قاله ابن الأثير في «لُبابه»، وتقدَّم أنَّ ابن أبي داود وغيرَه قالوا: (إنَّ المنسوبَ إلى القبيلة يزيدُ بن أبي سعيد النَّحويُّ، لا شيبانُ النَّحويُّ) انتهى.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم مرارًا.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن ثَوبان القرشيُّ، أبو عبد الله، المدنيُّ، عن زيد بن ثابت، وابن عبَّاس، وجابرٍ، وأبي هريرة، وطائفةٍ،

[ج 1 ص 307]

وعنه: أخوه، ويحيى بن أبي كثير، والزُّهريُّ، وجماعةٌ، وثَّقه أبو زُرْعة والنَّسائيُّ، وقال أبو حاتم: هو من التَّابعين، لا يُسأَل عن مثله، أخرج له الجماعة.

==========

[1] بدل ممَّا بين قوسين في (ب): (أنَّه الفضل بن دكين).

[2] في (ج): (إلى القبيلة).

(1/2265)

[حديث: كان ابن عمر يصلي على راحلته ويوتر عليها]

1095# قوله: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن خالد، الحافظُ الكرابيسيُّ.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2266)

[باب الإيماء على الدابة]

(1/2267)

[حديث: كان عبد الله بن عمر يصلي في السفر على راحلته]

1096# قوله: (حَدَّثَنا مُوسَى): كذا في أصلنا، وفي نسخة هي في هامش أصلنا: (ابن إسماعيل)، وكذا هو في «أطراف المِزِّيِّ»: موسى بن إسماعيل، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ غيرُ منسوب إلى أبيه، وهذا هو التَّبُوذكيُّ، تقدَّم بعض ترجمته، ولماذا نُسِب.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2268)

[باب: ينزل للمكتوبة]

(1/2269)

[حديث: رأيت رسول الله وهو على الراحلة يسبح يومئ برأسه]

1097# قوله: (يُومِئُ): هو بهمزةٍ في آخره، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (يُسَبِّحُ): أي: يُصلِّي النَّافلة، وقد تقدَّم قريبًا لِمَ قيل لصلاة النَّافلة: سُبْحة.

قوله: (قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ): (قِبَل)؛ بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة، مَنْصوبٌ على الظَّرف.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2270)

[معلق الليث: كان عبد الله يصلي على دابته من الليل وهو مسافر]

1098# قوله: (وَقَالَ اللَّيْثُ ... ) إلى آخره: هذا تعليقٌ، وهو مجزوم به، هذا مُقتضَى عمل المِزِّيِّ في «أطرافه»، وليس معطوفًا على السَّند الذي قبله، وذلك لأنَّه لمَّا طرَّفه في ترجمة يونس [بن يزيد الأيليِّ عن سالم، عن ابن عمر؛ لم يَسُقِ السَّندَ الذي سبق له هنا، لكنَّه [1] عقَّبه بقوله: (وقال اللَّيث)، بل قال البخاريُّ في تقصير الصَّلاة: (وقال اللَّيث عنه)؛ أي: عن يونس] [2] به؛ أي: بالسَّند الذي ذكرتُه أنا، وذكره البخاريُّ أيضًا إلى ابن عمر، ولو كان موصولًا عنده [3]؛ لقال البخاريُّ: عن يحيى ابن بُكَير، عن اللَّيث، عنه به.

قوله: (قِبَلَ): تقدَّم الكلامُ فيها أعلاه.

==========

[1] في (ب): (ثمَّ).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[3] (عنده): سقط من (ج).

[ج 1 ص 308]

(1/2271)

[حديث: أن النبي كان يصلي على راحلته نحو المشرق]

1099# قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هذا هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائِيُّ، تقدَّم مرارًا، ولماذا نُسِب.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي كثير، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2272)

[باب صلاة التطوع على الحمار]

(1/2273)

[حديث: استقبلنا أنسًا حين قدم من الشام فلقيناه بعين التمر]

1100# قوله: (حَدَّثنا حَبَّانُ [1]: حَدَّثَنا هَمَّامٌ): (حَبَّان) هذا: بفتح الحاء، وتشديد المُوَحَّدة، وهو ابن هلال، وقد قدَّمتُ مَن يقال له: حَبَّان؛ بالفتح، وقلت: وقد يرد حِبَّان هذا مطلقًا غير منسوب إلى أبيه _كهذا_[2]، فيتميَّز بشيوخه؛ مثل: حَبَّان عن شعبة، وحَبَّان عن وهيب، وحَبَّان عن همَّام، وحَبَّان عن أبان، وحَبَّان عن سليمان بن المغيرة، وحَبَّان عن أبي عوانة، والمراد به في هذه الأمثلة: هذا حبَّان بن هلال، والله أعلم، وقد تقدَّم أنَّ (حَبَّان)؛ بالفتح يأتي غير منسوب، فتارة يروي عن شعبة [3]، وتارة عن وهيب، وتارة عن همَّام، وتارة عن أبان، وتارة عن سليمان بن المغيرة، وتارة عن أبي عوانة، والمراد به في الكلِّ: ابنُ هلالٍ، وذكرت من يقال له: (حِبَّان)؛ بالكسر.

قوله: (حَدَّثَنا هَمَّامٌ): هو همَّام بن يحيى العَوْذيُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم هو مرارًا.

قوله: (فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ): (عين التَّمر): مكان بطريق البصرة، معروف.

قوله: (رَوَاهُ ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ [4]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ): كذا رأيته في نسخة، ولا أدري أهو في أصلنا أم لا؟ و (إبراهيم): هو ابن طَهمان، وقد ذكر هذه المِزِّيُّ في «أطرافه» عقيب [5] حديث: (أنس بن سيرين [6]، عن أنس بن مالك)، وليست رواية أنس بن سيرين هذه في شيء مِن الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا [7]، والله أعلم.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] (كهذا): ليس في (ج).

[3] في (ب): (رقية)، وليس بصحيح.

[4] كذا في النُّسخ، وهي رواية أبي ذرٍّ والأصيليِّ وأبي الوقت، و (ابن مالك): ليس في رواية «اليونينيَّة»، وعليها في (ق) علامة رواتها وعلامة الزِّيادة، وزيد في «اليونينيَّة»: (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).

[5] في (ب): (عقب).

[6] (أنس بن سيرين): سقط من (ج).

[7] (إلا ما هنا): سقط من (ج).

[ج 1 ص 308]

(1/2274)

[باب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة وقبلها]

قوله: (دُبُرَ الصَّلَوَاتِ): تقدَّم أنَّ (دُبُر)؛ بضمِّ الدَّال والمُوَحَّدة، وقد قدَّمتُ قول ابن قُرقُول: (أنَّ الخطَّابيَّ قال: «الدَّبْر» بفتح الدَّال، وإسكان [1] الباء، [و «الدُبُر» أيضًا؛ بضمِّهما: آخر وقت الشَّيء، وكذا الرِّواية بضمِّ الدَّال والباء)، وفي كتاب «اليواقيت» المعروف في اللُّغة: (بفتح الدَّال، وسكون الباء] [2] في مثل [3] هذا، ومنه [4]: جعلته دَبْرَ أذني؛ أي: خلفي، وأمَّا الجارحة؛ فبالضَّمِّ في الدَّال مع ضمِّ الباء، وإسكانها أيضًا، وهو [5] مَنْصوبٌ على الظَّرف، وكذا قوله: (وَقَبْلَهَا).

==========

[1] في (ج): (وسكون).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[3] (مثل): سقط من (ب).

[4] في (ب): (ومثله).

[5] في (ب): (أو هو).

[ج 1 ص 308]

(1/2275)

[حديث: صحبت النبي فلم أره يسبح في السفر]

1101# قوله: (يُسَبِّحُ): تقدَّم أنَّ (السُّبْحةَ): صلاةُ النَّافلة، وتقدَّم لِم قيل لها: سُبْحة.

[تنبيهٌ: اتَّفق الفقهاء على استحباب النَّوافل المطلقة في السفر، واختلفوا في استحباب النَّوافل الراتبة، فتركها ابن عمر وآخرون، واستحبَّها الشَّافعيُّ، وأصحابه، والجمهور، ودليله: الأحاديثُ العامَّةُ المُطلَقة في (باب [1] الرَّواتب)، وحديث صلاتِه عليه الصَّلاة والسَّلام الضُّحى يوم الفتح بمكَّة، وركعتي الصُّبح حين ناموا حتَّى طلعت الشَّمس، وأحاديثُ أُخَرُ صحيحةٌ ذكرها أصحاب السُّنن، والقياس على النَّوافل المُطلَقة، ولعلَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلِّي الرَّواتب في رحله، ولا يراه ابن عمر، فإنَّ النَّافلة في الرَّحل أفضلُ، أو لعلَّه عليه الصَّلاة والسَّلام تركها أحيانًا؛ بيانًا [2] للجواز.

وجواب القائلين بتركها: مِن أنَّها لو شُرِعَت؛ لكان إتمامُ الفريضة أولى؛ جوابُه [3]: أنَّ الفريضة مُحتَّمةٌ، فلو شُرِعت تامَّة؛ انحتم [4] إتمامُها، وأمَّا النَّافلة؛ فهي إلى خيرة المُكلَّف، فالرِّفق به أن تكون مشروعةً، ويتخيَّر إن شاء؛ فعلها وحصَّل ثوابها، وإن شاء؛ تركها ولا شيء عليه، لكن اعلم أنَّه لا يُحفَظ عنه _كذا قال بعضهم_ صلَّى الله عليه وسلَّم صلاةُ سُنَّة الفرائض قبلها ولا بعدها [في السَّفر] إلَّا ما كان من سُنَّة الصُّبح والوتر، فإنَّه لم يكن يدعُها حضرًا ولا سفرًا، والله أعلم، وحديث أبي داود في «السُّنن» والتِّرمذيِّ عن البراء قال: (سافرتُ مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثمانيةَ عشرَ سفرًا؛ فلم أره ترك ركعتين عند رفع الشَّمس قبل الظُّهر)، وحديث عائشة: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان لا يدع أربعًا قبل الظُّهر، وركعتين بعدها)، رواه البخاريُّ، وهذا ليس بصريح في أنَّه في السَّفر، ولعلَّها أخبرت [5] عن غالب أحواله، والأوَّل صحيح، قال التِّرمذيُّ: غريبٌ، وسألت مُحمَّدًا عنه؛ فلم يعرفه إلَّا من حديث اللَّيث، ولم يعرف اسم أبي بُسْرة، ورآه [6] حَسَنًا، فيحتاج إلى جواب، والله أعلم] [7].

قوله: ({أسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]): تقدَّم أنَّ (أسوة) بضمِّ الهمزة وكسرها؛ لغتان هما قراءتان في السَّبع.

==========

[1] في (ب): (ندب).

[2] (بيانًا): ليس في (ب).

[3] في (ب): (وجوابه).

[4] في (ب): (تحتم).

[5] في (أ): (أخبر).

(1/2276)

[6] في (ب): (ورواه).

[7] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 308]

(1/2277)

[حديث: صحبت رسول الله فكان لا يزيد في السفر على ركعتين]

1102# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد القطَّان، سيِّد الحُفَّاظ، وتقدَّم [1] بعض ترجمته.

==========

[1] في (ب): (تقدَّم).

[ج 1 ص 308]

(1/2278)

[باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلوات وقبلها]

(1/2279)

[حديث: ما أنبأ أحد أنه رأى النبي صلى الضحى غير أم هانئ]

1103# قوله: (أَخْبَرَنَا [1] ابْنُ أَبِي لَيْلَى): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن أبي ليلى الأنصاريُّ، عالم الكوفة، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (غَيْر أُمِّ هَانِئٍ): أمَّا (غير)؛ فإنَّه يجوز فيها الرَّفع والنَّصب، وهو ظاهر، وأمَّا (أمُّ هانئ)؛ فقد تقدَّم أن اختلف في اسمها؛ فقيل: فاختة، أو هند، أو فاطمة، أو عاتكة، أو جمانة، أو رملة، أقوال؛ أشهرُها أوَّلها.

==========

[1] كذا في النُّسخ وهامش (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» و (ق): (عن).

[ج 1 ص 308]

(1/2280)

[معلق الليث: أنه رأى النبي صلى السبحة بالليل في السفر على ظهر ... ]

1104# قوله: (وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ ... ) إلى آخره: هذا تعليق مجزوم به، فهو صحيح عنده إلى المُعلَّق عنه، وهنا صحيح عنده إلى آخره؛ لأنَّ رجاله رجال «الصَّحيح»، والله أعلم.

تنبيهٌ: حديث اللَّيث عن يونس، عن ابن شهاب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أنَّ أباه أخبره: (أنَّه رأى رسولَ الله [1] صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى السُّبْحة في السَّفر ... )؛ الحديث، لم يذكره المِزِّيُّ في «أطرافه» في هذا الباب، إنَّما ذكر حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة في «تقصير الصَّلاة»: (عن [2] عليِّ [3] بن عبد الأعلى عن معمر، وعن يحيى ابن بكير، عن ليث، عن عُقَيل، عن الزُّهريِّ به [4])، ولم يذكره هنا، وهو واردٌ عليه، والله أعلم [5].

==========

[1] في (ب): (النبي).

[2] (عن): سقط من (ب) و (ج).

[3] في (ب) و (ج): (على)، وليس بصحيح.

[4] (به): ليس في (ج).

[5] (والله أعلم): سقط من (ج).

[ج 1 ص 308]

(1/2281)

[حديث: أن رسول الله كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه]

1105# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم أنَّه الحكم بن نافع، وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم.

قوله: (يُسَبِّحُ): تقدَّم أنَّ معناه: يصلِّي النَّافلة، وتقدَّم لمَ سُمِّيت صلاةُ النَّافلة سُبْحةً.

قوله: (يُومِئُ): تقدَّم أنَّه مهموز الآخر.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2282)

[باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء]

(1/2283)

[حديث: كان النبي يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير]

1106# قوله: (حَدَّثَنا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمام المشهور.

==========

[ج 1 ص 308]

(1/2284)

[معلق ابن طهمان: كان رسول الله يجمع بين صلاة الظهر والعصر]

1107# 1108# قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ حُسَيْنٍ [1] الْمُعَلِّمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [2]: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاَةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ... )؛ الحديث: هذا الحديث ليس في شيء مِن الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا في هذا التَّعليق.

قوله: (وَعَنْ حُسَيْنٍ): هو المُعلِّم المذكور قبله، وهو حُسينُ بنُ ذكوانَ، المُعلِّم البصريُّ الثِّقةُ، تقدَّم [3] بعض ترجمته، وقائل: (وعن حسين): هو إبراهيم بن طَهمان، وهذا [4] التَّعليق ليس في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم.

[قوله: (عَنْ حَفْصٍ): هو حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالكٍ، عن جدِّه أنسٍ وأبي هريرة، وعنه: ابن إسحاق وأسامة بن زيد، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه [5]، قال أبو حاتم: لا يثبُت له سماعٌ إلَّا من جدِّه، انتهى، وسماعه من جابرٍ في «البخاريِّ»، والله أعلم] [6].

قوله: (وَتَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَحَرْبٌ عَنْ يَحْيَى، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَنَسٍ): قال الدِّمياطيُّ: (حديث حرب هذا ذكره في الباب بعده، وهو حرب بن شدَّاد اليشكريُّ البصريُّ العطَّار، وقيل: القطَّان، وقيل: القصَّاب) انتهى، كنية هذا: أبو الخطَّاب، يروي عن الحسن، وشهر، وغيرِهما، وعنه: ابن مهديٍّ، وعمرو بن مرزوق، وجماعةٌ، وثَّقه أحمد، تُوُفِّيَ سنة (161 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وله ترجمة في «الميزان».

[ج 1 ص 308]

(1/2285)

[باب هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء؟]

(1/2286)

[حديث: رأيت رسول الله إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب]

1109# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وكذا تقدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله، العَلَمُ.

قوله: (وَلاَ يُسَبِّحُ): تقدَّم أنَّ (السُّبْحةَ): صلاةُ النافلة، وتقدَّم لم سُمِّيت سُبْحةً.

(1/2287)

[حديث: أن رسول الله كان يجمع بين هاتين الصلاتين في السفر]

1110# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [1]: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ): قال الجيَّانيُّ في «تقييده [2]»: (وقال _ يعني: البخاري_: في «الوضوء»، وفي «الصَّلاة» في موضعين؛ في «باب هل يُؤذِّن إذا جمع بين المغرب والعشاء» وفي «باب صلاة القاعد»، وفي «الأوقاف»، و «مناقب سعد بن عُبادة»، و «غزوة خيبر»، و «غزوة الفتح»، و «الاستئذان»، و «الأحكام»، و «الاعتصام»: «حدَّثنا إسحاقُ: حدَّثنا عبد الصَّمد؛ يعني: ابن عبد الوارث، فنسب أبو مُحَمَّد [3] الأصيليُّ ثلاثةَ مواضع من [4] هذه الذي في «الأوقاف»، وفي «غزوة الفتح»، وفي «الأحكام»: «إسحاق بن منصور»، وأهمل سائرها، ولم أجده لابن السَّكن ولا لغيره منسوبًا في شيء مِن هذه المواضع، وقد نسبه البخاريُّ في «باب مقدم [5] النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم»، فقال: «حدَّثنا إسحاق بن منصور: حدَّثنا عبد الصمد عن أبيه، عن أبي التَّيَّاح ... »؛ الحديث، وذكر أبو نصر: أنَّ إسحاق بن منصور وإسحاق بن إبراهيم يرويان عن عبد الصَّمد، وقد روى مسلم في «كتاب الحجِّ» في «باب تقليد الغنم»: «عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن مُحَمَّد بن جُحَادة، عن الحكم بن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة)؛ وذكر الحديث، انتهى، وقال شيخنا الشَّارح: (وإسحاق: هو ابن إبراهيم)، كما ذكره البخاريُّ في (باب مقدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة)، ثمَّ ذكر كلام الكلاباذيِّ، ثمَّ قال: (ورواه أبو نعيم من حديث إسحاق بن إبراهيم: حدَّثنا عبد الصَّمد)، ثمَّ قال: (رواه البخاريُّ: عن إسحاق، عن عبد الصَّمد) انتهى، وقد علمتَ أنَّ الجيَّانيَّ قال: (إنَّه في المقدم: إسحاق بن منصور، لا إسحاق بن إبراهيم)، والمِزِّيُّ لم ينسبه، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن عبد الوارث، وهو مشهور الترجمة.

قوله: (أَخْبَرَنَا [6] حَرْبٌ): هو حرب بن شدَّاد، أبو الخطَّاب البصريُّ، عن شهر بن حوشب، والحسن، وقتادة، وعنه: ابن مهديٍّ، وعبد الصَّمد [7] بن عبد الوارث، وعمرو بن مرزوق، وجماعةٌ، وثَّقه أحمد، وقال ابن معين: صالح، تُوُفِّيَ سنة (161 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، وقد تقدَّم في ظاهرها.

(1/2288)

قوله: (أَخْبَرَنَا [8] يَحْيَى): هو ابن أبي كثير، تقدَّم مرارًا.

(1/2289)

[باب: يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس]

(1/2290)

[حديث: كان النبي إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ... ]

1111# قوله: (حَدَّثَنَا حَسَّانُ الْوَاسِطيُّ): (حسَّان): بعضهم قال: إنَّ نونه أصلٌ، فهذا [1] يصرفُه، ومَن قال: إنَّ الألف والنُّون زائدتان؛ قال: لا ينصرف، والأرجحُ: عدم الصَّرف، وهذا هو حسَّان بن عبد الله الواسطيُّ بمصر، عن اللَّيث ومُفضَّل بن فَضالة، وعنه: البخاريُّ والفَسَويُّ، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (222 هـ)، أخرج له البخاريُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه [2]، قال [3] الدِّمياطيُّ: (ابن عبد الله بن سهل [4]، أبو عليٍّ الواسطيُّ) انتهى.

==========

[1] في (ج): (فلهذا).

[2] (وابن ماجه): سقط من (ب) و (ج).

[3] في (ب) و (ج): (وقال).

[4] في (ج): (سهيل)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 309]

(1/2291)

[باب: إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب]

(1/2292)

[حديث: كان رسول الله إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر]

1112# قوله: (حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ): هو بفتح الفاء، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (عَنْ عُقَيْلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، تقدَّمت [1] ترجمته، وتقدَّم أنَّ (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم.

==========

[1] في (ب): (تقدَّم).

[ج 1 ص 309]

(1/2293)

[باب صلاة القاعد]

(1/2294)

[حديث: صلى رسول الله في بيته وهو شاك فصلى جالسًا]

1113# قوله: (وَهْوَ شَاكٍ): هو بتخفيف الكاف؛ أي: مريض، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

(1/2295)

[حديث: سقط رسول الله من فرس فخدش]

1114# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، وتقدَّم أنَّ دُكَينًا بالدَّال المهملة، وتقدَّم بعض ترجمة (أبي نعيم).

قوله: (مِن فَرَسٍ): تقدَّم أنَّ هذه لا أعرفها بعينها، وأنَّه عليه السَّلام له سبعةُ أفراس مُتَّفق عليها، وخمسةَ عشرَ فرسًا مُختلَفٌ فيها، وسيأتي الكلُّ في (الجهاد).

قوله: (فَخُدِشَ أو فَجُحِشَ): (جُحِشَ [1]): هو بضمِّ [2] الجيم، وكسر الحاء المهملة، ثمَّ بالشين المعجمة؛ ومعناه: خُدِشَ، وقد تقدَّم.

(1/2296)

[حديث: إن صلى قائمًا فهو أفضل ومن صلى قاعدًا فله نصف .. ]

1115# قوله: (أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ): هذا هو ابن ذكوان، المعلِّم البصريُّ الثِّقة، عن ابن بُريدة، وعطاء، وعمرو بن شعيب، وعنه: القطَّان وغندرٌ، تُوُفِّيَ سنة (145 هـ)، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به، له [1] ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.

قوله: (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ [2]: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ): تقدَّم الكلام على (إسحاقَ) هذا أعلاه [3]، وقد قال المِزِّيُّ في هذا الحديث: (إنَّه إسحاق بن إبراهيم)، و (عبد الصَّمد): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن عبد الوارث.

قوله: (حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن ذكوان المُعلِّم، وتقدَّم قريبًا بعض ترجمته، وكذا بعيدًا.

قوله: (عَنِ ابْنِ [4] بُرَيْدَةَ): هو عبد الله بن بريدة، كما مرَّ مُصرَّحًا به في الحديث الذي قبله.

قوله: (وَكَانَ مَبْسُورًا): قال ابن قُرقُول: (هو بالباء عند كافَّة الرواة، وعند بعضهم: «منسورًا»، في حديث عبد الصمد؛ بنون؛ أي: به ناسور، وهو قريب من الأوَّل، إلَّا أنَّه لا يُسمَّى ناسورًا إلَّا إذا جرى وتفتَّحت أفواه عروقه من خارج المخرج) انتهى، وحُكِي في (النَّاسور) _ بالنُّون_: الصَّاد أيضًا مع النُّون، حكاه الجوهريُّ في «صحاحه».

قوله: (وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا): كذا في أصلنا: بالنُّون، من النَّوم، قال ابن قُرقُول: (بإيماء، فله نصف أجر القاعد، كذا عند النَّسفيِّ: بباء الجرِّ في أوَّله، وعند القابسيِّ: «ومن صلَّى نائمًا»، من النوم [5]، وكذا في كتاب أبي ذرٍّ وعُبدوس، وهو عند الأصيليِّ مُهمَلٌ، وكان عنده في الباب قبله: «نائمًا»،

[ج 1 ص 309]

وكذا لكافَّتهم، ورواه بعضهم هنا: «نائمًا»، من النَّوم، قال القابسيُّ: «كذا عندي؛ ومعناه: مضطجعًا»، وكذا وقع [6] هذا الحرف عند النَّسفيِّ مُفسَّرًا: «مضطجعًا» مكان «نائمًا»، وترجمه البخاريِّ: بعد صلاة القاعد بالإيماء؛ يُصحِّح الرِّواية الأولى) انتهى ما قاله في «المطالع»، وفي أصلنا في آخر (باب صلاة القاعد) نسخةٌ، وعليها علامة رواتها [7]، ولفظها: (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: نَائِمًا عِنْدِي مُضْطَجِعًا هَهُنَا).

(1/2297)

واعلم أنَّ الإيماء في النَّافلة للقادر لا تجوز عند الشَّافعيَّة، على [8] الأصحِّ، فيحتاجون إلى جواب مع أنَّه قد حكى الإجماعَ الخطَّابيُّ، ولفظه: (ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنَّه رخَّص في صلاة التَّطوُّع نائمًا كما رخَّصوا فيه قاعدًا)، وزعم السُّهيليُّ في «روضه»: (أنَّ الخطَّابيَّ وابن عبد البرِّ قالا: أجمعتِ الأمَّة على المنع منه)، انتهى، وأمَّا فعل النَّافلة مضطجعًا؛ ففيه وجهان عند الشافعيَّة، والأصحُّ الجواز، ويُعكِّر [9] على الجواز الإجماعُ، والله أعلم.

(1/2298)

[باب صلاة القاعد بالإيماء]

(1/2299)

[حديث: من صلى قائمًا فهو أفضل ومن صلى قاعدًا فله نصف .. ]

1116# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج، أبو معمر _بميمين مفتوحتين بينهما عينٌ ساكنة_ المنقريُّ [1] الحافظ المُقعَد، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم أنَّه ابن سعيد بن ذكوان التَّنُّوريُّ، أبو عبيدة، الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (وَكَانَ رَجُلًا مَبْسُورًا): تقدَّم قريبًا الكلامُ عليه.

(1/2300)

[باب: إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب]

قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه عطاء بن أبي رَباح، مفتي مكَّة، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[ج 1 ص 310]

(1/2301)

[حديث: صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا]

1117# [قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن عثمان بن جَبَلَة بن أبي رَوَّاد، وتقدَّم بعض ترجمته] [1].

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): هو ابن المبارك، العالم الزَّاهد، شيخ الإسلام.

قوله: (الْحُسَيْنُ الْمُكْتِبُ): هو بإسكان الكاف، هذا أفصح، ويجوز (المكَتِّب)؛ بفتح الكاف، وتشديد التَّاء، (وبهما ضُبِط في الأصل الذي [2] لنا؛ الأوَّل: في الأصل، والثاني: على الهامش نسخةٌ، وهو) [3] الذي يعلِّم الصِّبيان الكتابة.

قوله: (عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ): هو عبد الله بن بُريدة، وهذا ظاهرٌ جدًّا؛ لأنَّه مُصرَّح به قبل ذلك.

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[2] (الذي): سقط من (ج).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 310]

(1/2302)

[باب: إذا صلى قاعدًا ثم صح أو وجد خفة تمم ما بقي]

قوله: (بَابٌ: إِذَا صَلَّى قَاعِدًا، ثُمَّ صَحَّ، أَوْ وَجَدَ خِفَّةً؛ أَتَمَّ [1] مَا بَقِيَ): قال ابن المُنَيِّر: (إن قلت: ما وجه دخول الترجمة في الفقه، ومن المعلوم ضرورةٌ أنَّ القيام إنَّما سقط لمانعٍ منه، فإذا جاءت الصِّحَّة، وزال المانع؛ وجبَ الإتمام قائمًا؟ قلتُ: إنَّما أراد دفع خيال مَن تخيَّل أنَّ الصَّلاة لا تتبعَّض، فإمَّا قائمًا كلَّها، تُستَأنَف إذا صحَّ، وإمَّا جالسًا كلَّها إذا استعصتِ العلَّة، فبيَّن بهذا الحديث أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يحافظ على القيام في النَّافلة ما أمكنه، ولمَّا أسنَّ؛ تعذَّر عليه استيعابُها بالقيام فبعَّضها، فكذلك الفريضة، إذا زال المانع؛ أنشأها بطريق الأَوْلى، والله أعلم) انتهى، وقال شيخنا: (ووجه استنباط البخاريِّ منه الفرضَ [2]، أنَّه لمَّا جاز في النَّافلة القعودُ لغير علَّة مانعة من القيام، وكان عليه الصَّلاة والسَّلام يقوم فيها قبل الرُّكوع؛ كانت الفريضة التي لا يجوز فيها إلَّا بعدم [3] القدرة على القيام أَوْلى أن يَلْزَمَ القيامُ فيها إذا ارتفعت العلَّةُ المانعةُ منه)، ثمَّ ذكر كلام ابن المُنَيِّر.

تنبيهٌ: تجوز الرَّكعة الواحدة مِن النافلة، بعضُها من قيام، وبعضُها من قعود، هذا مذهب الشَّافعيِّ، ومالكٍ، وأبي حنيفة، وعامَّة العلماء، وسواء قام ثمَّ قعد، أو قعد ثمَّ قام، ومنعه بعض السَّلف، قال النَّوويُّ: (وهو غلط)، قال: (وحكى القاضي عن أبي يوسف ومُحَمَّد في آخَرِينَ كراهةَ القعود بعد القيام، ولو نوى ثمَّ أراد أن يجلس؛ جاز عند الشَّافعيَّة والجمهور، وجوَّزه من المالكيَّة ابنُ [4] القاسم، ومنعه أشهب).

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (تَمَّمَ).

[2] في (ج): (الفريضة)، والمثبتُ موافقٌ لمصدره.

[3] في (ب): (بعد)، وليس بصحيح.

[4] (ابن): سقط من (ج).

[ج 1 ص 310]

(1/2303)

[حديث: أن رسول الله كان يصلي جالسًا فيقرأ وهو جالس]

1119# قوله: (عَن عَبدِ اللهِ بنِ يَزِيدَ، وأَبِي النُّضُرِ [1] مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ): أمَّا (عبد الله بن يزيد)؛ فهو المخزوميُّ، يروي عن أبي سلمة عبدِ الله _وقيل: إسماعيل، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، ابن عبد الرَّحمن بن عوف، تقدَّم بعض ترجمته_ وعروةَ، وعنه: إسماعيل بن أبي أميَّة ومالك، ثقة، أخرج له الجماعة، وثَّقه أحمد، وابن معين، وأمَّا (أبو النَّضر)؛ فإنَّه بالضَّاد المعجمة، وقد تقدَّم أنَّه لا يُلبِس؛ لأنَّ نصرًا _ بالمهملة_ لا يُكتَب بالألف واللَّام، واسمه سالم بن أبي أميَّة مولى عمر بن عبيد الله بن مُعمَّر التَّيميُّ، روى عن أنس، وكتب إليه ابن أبي أوفى، وعنه: مالك واللَّيث، ثقة نبيل، تُوُفِّيَ سنة (129 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به، والله أعلم.

(1/2304)

((19)) (كِتَابُ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ) ... إلى (بَاب الْمُدَاوَمَةِ عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ)

قال الدِّمياطيُّ: (قيل: التَّهجُّد من الأضدادِ: تهجَّد؛ إذا نام، وإذا سهر لصلاةٍ أو سببٍ)، (وكذا قال غيرُه من أهل اللُّغة، قال:) [2] (وقيل: هجد: نام، وتهجَّد: قام وسهر [3]) انتهى، ثمَّ اعلم أنَّ التَّهجُّد كان واجبًا عليه صلَّى الله عليه وسلَّم، قال القفَّالُ: (وهو أن يُصلِّي من اللَّيل وإن قَلَّ، قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} [الإسراء: 79]؛ أي: زيادة لك على ثواب الفرائض، بخلاف تهجُّدِ غيرِه، فإنَّه جابرٌ للنُّقصان المُتطرِّق إلى الفرائض، وهو عليه الصَّلاة والسَّلام معصوم عن تطرُّق الخلل إلى مفروضاته، وقد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر)، حكاه إمام الحرمين، وذكر البغويُّ في «تفسيره» نحوَه، قال الحسن وغيره: (ليس لأحد نافلةٌ إلَّا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّ فرائضَه كاملةٌ، وأمَّا غيره؛ فلا يخلو عن نقص، فنوافله تُكمِلُ فرائضَه)، وأسنده البيهقيُّ في «دلائل النُّبوَّة» عن مجاهد، وكذا ابن المنذر في «تفسيره»، وذكر ابن المنذر عن الضَّحَّاك نحوه، وذكره سليمان بن حيَّان، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، ثمَّ استدلَّ الرَّافعيُّ وغيره أيضًا بحديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «ثلاثٌ هنَّ عليَّ فرائضُ، وهنَّ لكم سُنَّةٌ: الوتر، والسِّواك، وقيام اللَّيل»، وهو حديثٌ ضعيفٌ، أخرجه البيهقيُّ في «سننه»، و «خلافيَّاته»، وفي سندِه موسى بن عبد الرَّحمن الصَّنعانيُّ،

[ج 1 ص 310]

(1/2305)

قال ابن عديٍّ: (مُنكَر الحديث، وضع على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس كتابًا في التَّفسير، جمعه من كلام مقاتل والكلبيِّ)، قال الذَّهبيُّ في «ميزانه»: (وضعه [4] على ابن جريج ... ) إلى آخر كلامه: (عن ابن حِبَّان بزيادة: «دجَّالٍ»)، وقال البيهقيُّ: (موسى هذا ضعيف جدًّا، ولم يثبُت في هذا إسنادٌ)، واعلم أنَّ الشيخ أبا حامد نقل بعد حكاية ذلك عن الأصحاب: (أنَّ الشَّافعيَّ نصَّ على أنَّه نُسِخ وجوبُه في حقِّه؛ كأمَّته)، قال ابن الصَّلاح والنَّوويُّ في «الرَّوضة»: (وهذا هو الصَّحيح الذي تشهد له الأحاديث؛ منها: حديث سعد بن هشام، عن عائشة، في «مسلم» ... )؛ فذكر الحديث إلى قوله: (فصار قيام اللَّيل تطوُّعًا بعد فريضةٍ، والمسألة طويلة)، حكى النَّوويُّ في «شرح مسلم» عن القاضي عياض في (باب صلاة اللَّيل) عن بعض السَّلف: (أنَّه يجبُ على الأمَّة من قيام اللَّيل ما يقع عليه الاسم، ولو قدر حلبِ شاة)، قال: (وهو غلط مردودٌ بإجماع مَن قَبْلَه مع النُّصوص الصحيحة أنَّه [5] لا واجب إلَّا الصَّلواتُ الخمسُ)، والله أعلم.

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا: (باب).

[2] ما بين قوسين سقط من (ج).

[3] (وسهر) سقط من (ج).

[4] في (ج): (وضعفه).

[5] في (ج): (لأنه).

(1/2306)

[حديث: كان النبي إذا قام من الليل يتهجد]

1120# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمامُ، مشهورُ الترجمة.

قوله: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ): هو سليمان بن أبي مسلم الأحول المكِّيُّ، عن أبي سلمة وطاووس، وعنه: شعبة وابن عيينة، وثَّقه ابن معين وجماعة، أخرج له الجماعة.

قوله: (أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ): (القيِّم): من صفاته تعالى، وقيِّم، وقيَّام، وقيُّوم: قائم، ومنه قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرَّعد: 33]: قال الهرويُّ: (ويقال: قوَّام)، قال ابن عبَّاس: (القيُّوم: الذي لا يزول)، وقال غيره: هو القائم على كلِّ شيء؛ ومعناه: مدبِّر خلقِه، وهما سائغان في تفسير الآية.

قوله: (أنْتَ [1] نُورُ السَّمَاوَاتِ): قال الخطَّابيُّ في تفسير اسمه (النُّور): (معناه: الذي يُبصِر بنوره ذو العِماية، وبهدايته يَرشد ذو الغواية)، قال: (ومنه: {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [النُّور: 35]؛ أي: مُنوِّرهما)، قال: (ويحتمل أن يكون معناه: ذو النُّور، ولا يصحُّ أن يكون النُّور صفةَ ذاتِ الله تعالى، وإنَّما هو صفة فعلِه؛ أي: هو خالقه)، وقال غيره: معنى: {نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [النور: 35]: مُدبِّر شمسها، وقمرها، ونجومها، والله أعلم.

قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ): أمَّا (سفيان)؛ فهو ابن عيينة المذكور في السند غيرَ منسوب [2]، وهذا تعليق مجزوم به، فهو صحيح إلى سفيان، وأمَّا (عبد الكريم أبو أميَّة)؛ فهو عبد الكريم بن أبي المخارق _ واسم أبي المخارق: قيس، فيما قيل، ويقال: طارق_ البصريُّ المُؤدِّب، عن أنس، والحارث الأعور، وسعيد بن جُبَير، وعنه: مالك والسُّفيانان، وكان من أعيان التابعين، ضعَّفه أحمد وغيره، مات سنة (127 هـ) [3]، وقد روى له البخاريُّ تعليقًا هنا، وليس له عنده سواه، وأخرج له مسلم متابعةً، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، له ترجمة في «الميزان»، وليس هو بمُطرَح؛ لكونه علَّق له البخاريُّ، وروى له مسلم متابعةً، والله أعلم.

قوله: (وَزَادَ ... ) إلى آخره: يعني: أنَّ عبد الكريم زاد عن طاووس هذه الزِّيادة.

(1/2307)

قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ [4] مِنْ طَاوُوسٍ): إنَّما أتى البخاريُّ بهذا؛ لأنَّ سليمان بن أبي مسلم في السَّند رواه عن طاووس بـ (عن) [5]، وإن كان سليمان هذا لم أر مَن قال: إنَّه مُدَلِّس، إلَّا لأجل الخلاف الذي ذكرته في العنعنة مطلقًا، والله أعلم.

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ والأصيليِّ وابن عساكروأبي الوقت، (أنت): ليس في رواية «اليونينيَّة»، وفي هامش (ق): (على «أنت» رقوعُ) وعليها علامة الرُّواة السَّابقين.

[2] (منسوب): سقط من (ب).

[3] في (ج): (137)، وليس بصحيح.

[4] كذا في النُّسخ و (ق)، وهي رواية الأصيليِّ، وفي رواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مُصحَّحًا: (سَمِعَهُ).

[5] في (ج): (يعني).

[ج 1 ص 311]

(1/2308)

[باب فضل قيام الليل]

(1/2309)

[حديث: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل]

1121# 1122# [قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المُسنَديُّ؛ بفتح النُّون، تقدَّم بعض ترجمته، حافظ مشهور] [1].

قوله: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): هذا هو هشام بن يوسف، أبو عبد الرَّحمن، قاضي صنعاء، ذكرت بعض ترجمته، وثَّقه ابن معين، وقال ابن أبي حاتم: ثقةٌ مُتقِنٌ.

قوله: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ، وهو ابن راشد، مشهور، وقد تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ): هذا هو ابن غيلان المروزيُّ، الحافظ، مشهور [2] الترجمة.

قوله: (رُؤْيَا): هي (فُعْلى)؛ بلا تنوين، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ؛ كَطَيِّ الْبِئْرِ): أي: مبنيَّة؛ كبناء البئر.

قوله: (وَإِذَا لَهَا [3] قَرْنَانِ): (القرنان): الدِّعامتان من خشب، أو بناء على البئر، يُمدُّ عليهما خشبةٌ ثالثةٌ تكون فيها البكرة.

قوله: (لَمْ تُرَعْ): أي: لا فزع عليك، و (تُرَعْ)؛ بضمِّ التَّاء المُثَنَّاة فوقُ، ثمَّ راء مفتوحة، ثمَّ عين مهملة ساكنة، وهذا ظاهرٌ غاية [الظُّهور].

==========

[1] ما بين معقوفين جاء في (ج) بعد الفقرة اللَّاحقة، وعليهما في (أ) علامة تقديم وتأخير.

[2] في (ب): (المشهور).

[3] في (ب): (بها)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 311]

(1/2310)

[باب طول السجود في قيام الليل]

(1/2311)

[حديث: أن رسول الله كان يصلي إحدى عشرة ركعة]

1123# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو اليَمانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وتقدَّم بعض ترجمته، وقد [1] تقدَّم أيضًا (شُعيبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وتقدَّم (الزُّهْرِي): أنَّه أبو بكر مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (صَلاَتَهُ): مَنْصوبٌ خبر (كان)، واسم الإشارة الاسمُ.

==========

[1] (قد): سقط من (ج).

[ج 1 ص 311]

(1/2312)

[باب ترك القيام للمريض]

(1/2313)

[حديث: اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين]

1124# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، الحافظ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، الإمام، أحد الأعلام.

قوله: (عَنِ الأَسْوَدِ): هو ابن قيس العبديُّ، أبو قيس، الكوفيُّ، عن جندب وجماعة، وعنه: شعبة، وابن عيينة، وخلقٌ، ثقة، أخرج له الجماعة.

قوله: (سَمِعْتُ جُنْدَبًا): هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجليُّ، وينسبُ إلى جدِّه، صحابيٌّ، صحبته ليست بالقديمة، تقدَّم بعض ترجمته، أخرج له الجماعة رضي الله عنه.

[ج 1 ص 311]

(1/2314)

[حديث: احتبس جبريل على النبي فقالت]

1125# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ): هو بفتح الكاف، وبالثَّاء [1] المُثلَّثة [2]، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ): هذا هو الثَّوريُّ، كما تقدَّم قريبًا جدًّا.

قوله: (احْتَبَسَ): هو بفتح المُثَنَّاة فوقُ؛ أي: تأخَّر عن المجيء، قال شيخنا: (واختُلِف في المدة التي احتبس لها جبريلُ، فذكر ابن جريج: أنَّها كانت اثني [3] عشر يومًا، وقال ابن عبَّاس: خمسةَ عشرَ يومًا، وفي رواية كانت: خمسًا وعشرين يومًا، ويقال: ثلاثة أيَّام) انتهى، وفي (سورة والضُّحى): (ترك القيام ليلتين أو ثلاثًا) بالشَّكِّ، وفي أوائل (فضائل القرآن): (ليلة أَو ليلتين)، وهذا في التَّهجُّد أيضًا، وهو يُعيِّن المدَّة، والله أعلم.

(1/2315)

قوله: (فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ): قال ابن المُنَيِّر: (ذكر شارح «البخاريِّ»؛ _يعني ابن بطَّال_: أنَّ هذه المرأة التي نزلت بسببها سورة {والضُّحى} فلانة)، فذكر امرأة صالحة، قال ابن المُنَيِّر: (وهذا لا يصحُّ عنها، ولا يقتضيه إيمانها وفضلها ... ) إلى آخر كلامه، وإنَّما حذفته؛ لأنَّه يُعيِّن المبهمة، ولا أحبُّ تعيينها، فإنَّ هذا من زبد الصُّدور، لا مِن زبدها، ولا [4] ينبغي أن يُوضَع في كتاب، ولكن هذا روي عن زوجة أبي لهبٍ، وهي أمُّ جميل بنت حرب أخت أبي سفيان بن حرب، واسمها العوراء، ذكر ذلك الحاكم في «مستدركه» في (سورة والضُّحَى) في (التَّفسير [5])، وقال: (إسناده صحيح) قال: (إلَّا أنِّي وجدت له علَّةً)، فذكرها، وهذا لا شكَّ أنَّه لائقٌ بهذه المرأة، وقد اختُلِف في اسم زوج أبي لهب، وسأذكره إن شاء الله تعالى وقدَّره في (سورة تبَّتْ)، وقال شيخنا: (وفي «تفسير سُنَيد»: أنَّ قائل ذلك ... ؛ فذكر [6] امرأةً هي في العِظَم والإيمان بمحلٍّ كبيرٍ)، قال شيخنا: (وفيه نظر؛ لأنَّ السُّورة مكيَّةٌ اتِّفاقًا) انتهى، والقولُ فيها كالقول في التي قبلَها، ولا أظنُّ يصحُّ هذا الكلام عن مؤمنة، والله أعلم، ومن قال هذا وهو يدَّعي الإسلام؛ كان رِدَّةً في حقِّه، قال شيخنا: (وزعم أبو عبد الله مُحَمَّد بن عليِّ بن عسكر أنَّ قائل ذلك إحدى عمَّاته)، قال: (وروى ابن جرير عن جندب بن عبد الله: امرأةٌ من أهله أو من قومه، والله أعلم) انتهى، وفي «المستدرك» أيضًا في (أخبار نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم) ابنُ إسحاق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن خديجة أنَّها قالت: (لمَّا أبطأ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الوحيُ؛ جَزِع من ذلك جزعًا شديدًا، فقلت ممَّا رأيت مِن جزعه: لقد قلاك [7] ربُّك؛ لما يرى من جزعك؟! فأنزل الله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضًّحى: 3]) انتهى، وهذا استفهام إنكار، وليس خبرًا، قال الذَّهبيُّ: (صحيحٌ مُرسَلٌ، وصَدَقَ؛ لأنَّ عروةَ لم يدرك خديجة)، وفي «مبهمات ابن بشكوال»: (عن جندب قال: أبطأ جبريل على رسول الله [8] صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالت امرأة: لقد تركه صاحبُه، فأُنزِلت: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}، المرأة: هي فلانة)؛ فذكرها، وعزاه لإسماعيلَ بنِ إسحاقَ القاضي وغيرِه في «أحكامه»، قال: (وقد جاء أنَّها فلانة)؛ فذكر أيضًا [9]

(1/2316)

امرأةً هي [10] قريبة منها في الإيمان وأرفع درجةً في العلم، وذكر شاهده من [11] «تفسير سُنَيد»، ولا أرى هذا يصحُّ عن مُسْلِمَةٍ قطُّ، ولا ينبغي أن يُحكَى هذا، ولا تُسوَّد به الأوراق.

==========

[1] (وبالثاء): سقط من (ج).

[2] في (ج): (وبالمثلثة).

[3] في (ب): (اثنا)، وليس بصحيح.

[4] في (ب): (فلا).

[5] في (ج): (البقرة).

[6] في (ب): (فذكرت).

[7] في (ج): (قال)، وليس بصحيح.

[8] في (ج): (النبي).

[9] (أيضًا): سقط من (ج).

[10] في (ج): (وهي).

[11] في (ج): (في).

[ج 1 ص 312]

(1/2317)

[باب تحريض النبي على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب]

قوله: (وَطَرَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا): أي: أتاهما ليلًا، هذا هو المشهور، وقيل: طرقه: أتاه.

==========

[ج 1 ص 312]

(1/2318)

[حديث: سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة]

1126# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ): هو مُحَمَّد بن مقاتل، وكذا هو منسوب في نسخة على هامش أصلنا، وهو أبو الحسن المروزيُّ رُخٌّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو عبد الله بن المبارك، شيخ الإسلام، وأحد الأعلام، رحمةُ الله عليه.

قوله: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ ساكنةٌ، وتقدَّم مرارًا أيضًا أنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العَلَم [1] المشهور.

قوله: (عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ): تقدَّم أنَّ (هندًا) تُصرَف ولا تُصرَف، وتقدَّم بعض ترجمة (هند) هذه، وأنَّها زوج معبد بن المقداد، عن أمِّ سلمة، وعنها: الزُّهريُّ.

قوله: (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ): تقدَّم أنَّها هندٌ بنتُ أبي أميَّة المخزوميَّة، أمُّ المؤمنين، تقدَّم بعض ترجمتها، وأنَّها آخر أمَّهات المؤمنين موتًا، تُوُفِّيَت في ولاية يزيدَ بنِ معاويةَ بعد مقتل الحسين رضي الله عنه وعنها، وتقدَّم أنَّ الواقديَّ قال: (تُوُفِّيَت سنة «59 هـ»، والله أعلم).

قوله: (صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ): جمع (حُجْرة)؛ يريد: أزواجَهُ، كما جاء في بعض طرق الحديث.

قوله: (يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّ (عارية) يجوز رفعُه وجرُّه، والله أعلم.

==========

[1] في (ج): (العالم).

[ج 1 ص 312]

(1/2319)

[حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت النبي ليلة]

1127# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع.

قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي حمزة، وأنَّ (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم [1] ابن شهاب، العالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ [2]): تقدَّم أنَّ هذا زين العابدين رضي الله عنه وعن أبيه وجدِّه، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَنْ يَبْعَثَنَا؛ بَعَثَنَا [3]): (بعثه)؛ إذا أيقظه من نومه، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] زيد في (ب): (بن عبيد الله بن عبد الله).

[2] كذا في (أ) و (ب)، وفي «اليونينيَّة» و (ق) و (ج): (حُسَين).

[3] في (ج): (بعثًا)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 312]

(1/2320)

[حديث: إن كان رسول الله ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به]

1128# قوله: (وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى): تقدَّم أنَّ (السُّبْحَة): صلاةُ النَّافلة، وتقدَّم لِمَ سُمِّيت صلاةُ النَّافلة سُبْحةً، وسيجيء تعدادها مع مَن روى صلاة الضُّحى عنه صلَّى الله عليه وسلَّم قريبًا، (وهو في «مسلم»، وأذكر توفيقًا في ذلك، والله أعلم) [1].

قوله: (وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا): كذا في أصلنا، وفي نسخة خارج الأصل، وهي في هامش الأصل: (لأستحبُّها)، قال ابن قُرقُول: («لأستحبُّها»: من المَحبَّة، كذا لابن السَّكن، والنَّسفيِّ، وابن ماهان، وأكثر شيوخنا في «المُوطَّأ»، وللباقين من رواة «البخاريِّ»: «لأسبِّحها»؛ أي: أُصلِّيها [2]، وكذلك لكافَّة شيوخ مسلم إلَّا ابنَ ماهان، وهي رواية عبد الله، عن أبيه من طريق أبي عمر، وقد رواه بعضهم: «أستحسنُها»)، قال ابن قُرقُول: (وهذا غير معروف) انتهى.

(1/2321)

[باب قيام النبي حتى ترم قدماه]

قوله: (حتَّى تَرِم [1] قَدَمَاهُ): (ترم [2]): هو بالرَّفع في أصلنا بالقلم، وعليه: (صح) في الحديث، وكذا في الترجمة مَرْفوعٌ، ولم يصحَّح عليه، وعُمِلَ على (ترم) في التَّرجمة علامةُ رواتِها، واعلم أنَّ (حتَّى) تكون جارَّةً بمنزلة (إلى)؛ في الانتهاء والغاية، وتكون عاطفة بمنزلة الواو، وقد تكون حرف ابتداء يُستَأنَفُ بها الكلام، كما قال جرير:

~…فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمجُّ دِمَاءَهَا…بِدِجْلةَ حتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشكلُ

فإن أدخلْتَها على الفعل المستقبَل _كالذي نحن فيه (حتَّى ترمُ) _؛ نصبتَه؛ بإضمار (أنْ)، تقول: سرت إلى الكوفة حتَّى أدخلَها؛ بمعنى: إلى أن أدخلها، فإن كنتَ في حال دخول؛ رفعتَ، وقُرِئ: {وَزُلْزِلُوا حتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ} و {يَقُولَ} [البقرة: 214]: فمَن نصبه؛ جعله غايةً، ومَن رفع؛ جعله حالًا؛ بمعنى: حتَّى الرَّسول هذه حاله، وقد قرأ نافعٌ: بالرَّفع، والباقون: بالنَّصب، وكذا الذي نحن فيه يجوز فيه الوجهان، و (ترم) معناه: تنتفخ [3].

قوله: (حَتَّى تَفَطَّرَ): هو محذوف إحدى التَّاءين؛ أي: تتفطَّر: تتشقَّق.

[ج 1 ص 312]

(1/2322)

[حديث: أفلا أكون عبدًا شكورًا]

1130# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين.

قوله: (حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ): تقدَّم أنَّه بكسر الميم، وإسكان السِّين، وبفتح العين المهملتين، وهذا ظاهرٌ، وهو ابن كِدام، أبو سلمة، الهلاليُّ الكوفيُّ، العَلَم، وقد تقدَّم مُتَرْجَمًا.

قوله: (فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا): روى البخاريُّ في (التَّفسير) عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت له: (أتصنع هذا، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك؟! ... )؛ الحديث، فهذا [1] يعيِّن القائل له، والله أعلم.

(1/2323)

[باب من نام عند السحر]

قوله: (بَابُ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ): تقدَّم أنَّ (السَّحَر): قُبَيل الفجر.

==========

[ج 1 ص 313]

(1/2324)

[حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود]

1131# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة، الإمامُ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي): تقدَّم الكلام على [1] ياء (العاصي)، وتقدَّم كلام ابن الصَّلاح وكلام النَّوويِّ، وأنَّ النَّوويَّ قال: (الصحيح: إثباتها).

==========

[1] (على): ليس في (أ).

[ج 1 ص 313]

==================

(1/2325)

[حديث: أي العمل كان أحب إلى النبي؟]

1132# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن عثمان بن جَبَلَة بن أبي رَوَّاد، الحافظ، وتقدَّم عليه بعض الكلام.

قوله: (عَنْ أَشْعَثَ قَالَ [1]: سَمِعْتُ أَبِي): أمَّا (أشعث)؛ فهو بثاء مُثلَّثة في آخره، وأمَّا (أبوه)؛ فهو أبو الشَّعثاء سُلَيم _بضمِّ السِّين وفتح اللَّام_ المحاربيُّ، وأشعث يروي عن أبيه، والأسود، وعدَّة، وعنه: شعبة وزائدة، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (125 هـ)، وأخرج [2] له الجماعة، وقد تقدَّم، وأبوه سُليم بن أسود، أبو الشَّعثاء الكوفيُّ، عن عمر، وابن مسعود، وأبي ذرٍّ، وعنه: ابنه أشعث وأبو إسحاق، ولازم عليًّا، تُوُفِّيَ سنة (82 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ): (الصَّارخ): هو الدِّيك، قال النَّوويُّ: (باتِّفاق العلماء) (انتهى

قال بعضهم: وأوَّل ما يصيح نصف اللَّيل) [3].

فائدةٌ: نقل شيخنا العراقيُّ في «سيرته المنظومة»: (أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان له ديكٌ أبيضُ)، وعزاه للمُحبِّ، والظاهر: أنَّه أراد الشَّيخ الحافظ مُحبَّ الدين الطَّبريَّ، فقيه مكَّة وحافظها.

قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [4]: حَدَّثَنَا [5] أَبُو الأَحْوَصِ): قال الجيَّانيُّ: (قال _ يعني: البخاري_ في «الأيمان والنذور»: «حدَّثنا مُحَمَّد: حدَّثنا أبو الأحوص»، نسبه ابن السَّكن: مُحَمَّد بن سلَام، وقال في «باب مَن نام عند السَّحر» بعد [6] حديث ذكره عن عبدان، عن أبيه، عن شعبة: «حدَّثنا مُحَمَّد: حدَّثنا أبو الأحوص، عن الأشعث» مثله، هكذا قال: «مُحَمَّد» غير منسوب، ونسبه ابن السكن وغيره: مُحَمَّد بن سلَام، ووقع في أبي ذرٍّ عن الحمُّوي: «حدَّثنا مُحَمَّد بن سالم [7]»، وذلك وَهَم، وقد تقدَّم ذكر الصَّواب في ذلك في «علل كتاب [8] البخاريِّ») انتهى، وقد رأيته في (العِلَل)، وقد ذكره، ثمَّ قال: (قال لي أبو الوليد: سألت أبا ذرٍّ عنه، فقال: أُراه ابن سلَام، وسهى فيه أبو مُحَمَّد الحمُّوي) انتهى، ولم ينسبه المِزِّيُّ في «أطرافه»، وأمَّا شيخنا؛ فقال: (حدَّثنا مُحَمَّد، هو ابن سلام).

قوله: (حَدَّثَنَا [9] أَبُو الأَحْوَصِ): تقدَّم [10] أنَّه بفتح الهمزة، وبالحاء السَّاكنة، والصَّاد في آخره المهملتين، سلَّام _ بالتَّشديد_ ابن سُلَيم _بضمِّ السِّين، وفتح اللَّام_ الحافظ، تقدَّم بعض ترجمته.

==========

(1/2326)

[1] (قال): ليس في «اليونينيَّة».

[2] في (ج): (أخرج).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[4] زيد في «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليه: (بنُ سَلاَمٍ)، ثم زيد في «اليونينيَّة»: (قَالَ).

[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أخبرنا).

[6] (بعد): سقط من (ج).

[7] في (ج): (سلام)، وليس بصحيح.

[8] في (ج): (في كتاب علل).

[9] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أخبرنا).

[10] زيد في (ج): (مرارًا).

[ج 1 ص 313]

(1/2327)

[حديث: ما ألفاه السحر عندي إلا نائمًا]

1133# قوله: (مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ): (ألفاه)؛ بالفاء؛ أي: وجده، و (السَّحرُ): مَرْفوعٌ فاعل (ألفى)؛ وهو قبيل الفجر، كما تقدَّم.

==========

[ج 1 ص 313]

(1/2328)

[باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح]

1134# قوله: (حَدَّثَنَا رَوْحٌ): هذا هو روح بن عبادة القيسيُّ، أبو مُحَمَّد، الحافظ البصريُّ، عن ابن عون وابن جريج، وعنه: أحمد، وعبدٌ، والكُدَيميُّ، وصنَّف الكتب، وكان من العلماء البحور، تُوُفِّيَ سنة (205 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به.

قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ): كذا في أصلنا، وفي نسخة في طُرَّة أصلنا: (ابن أبي عَروبة)، وهو هو، هو [1] سعيد بن أبي عروبة مهران، أبو النَّضر، اليشكريُّ مولاهم، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته، وتقدَّم ما قاله شيخنا مجد الدين في «قاموسه» في (عَرُوبة).

قوله: (فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا) وكذا (مِنْ سَحُورِهِمَا): هما بفتح السِّين في أصلنا، وقد تقدَّم أنَّ (السَّحُور) _ بالفتح_: اسمُ ما يُؤكَل في السَّحر، وكذلك (الفَطور): اسم ما يُفطَر عليه، وبالضَّمِّ: اسم الفعل، وأجاز بعضهم أن يكون اسم الفعل بالوجهين، والأوَّل أكثر، وقد تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ.

==========

[1] في (ب): (وهو).

[ج 1 ص 313]

(1/2329)

[باب طول القيام في صلاة الليل]

(1/2330)

[حديث: صليت مع النبي ليلة فلم يزل قائمًا حتى هممت .. ]

1135# قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم مرارًا أنَّه سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئ.

قوله: (عَنْ أَبِي وَائِلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه شقيق بن سلمة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من سادة الصَّحابة رضي الله عنهم أجمعين.

قوله: (بِأَمْرِ سوْءٍ): هو بالإضافة، و (سوء)؛ بضمِّ سينه وتُفتَح.

(1/2331)

[حديث: أن النبي كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه .. ]

1136# قوله: (عَنْ حُصَيْنٍ): تقدَّم مرارًا أنَّ الأسماء بالضَّمِّ، والكُنى بالفتح، وهذا هو حُصَين بن عبد الرَّحمن السلميُّ، أبو الهذيل، الكوفيُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ): هو بالشين المعجمة، والصَّاد المهملة، قال الحربيُّ: (يستاك عرضًا، وهو قول أكثر أهل اللُّغة)، وقال وكيع: (الشَّوص: بالطُّول، والسِّواك: بالعرض، وعرض الفم: من الأضراس إلى الأضراس)، وقال ابن حبيب: (الشَّوص: الحكُّ)، وقال ابن الأعرابيِّ: (الشَّوص: الدَّلك، واللَّوص: الغسل)، قاله برمَّته ابنُ قُرقُول، وقد تقدَّم.

سؤالٌ: إن قلت: ما وجه دخول حديث حذيفةَ في هذه الترجمة، ومضمونها طول قيام اللَّيل، وحديث حذيقة إنَّما فيه: أنَّه كان يشوص فاه بالسِّواك إذا قام للتَّهجُّد؟ قال ابن المُنَيِّر: (قد استشكله ابن بطَّال حتَّى عدَّ ذكرَهُ فيها مِن غلط النُّساخ، أو لأنَّ البخاريَّ رحمه الله اختُرِم قبل تنقيح كتابه، ويحتمل عندي _والله أعلم_ أن يكون في الحديث إشارةٌ إلى معنى الترجمة من جهة أنَّ استعمال السِّواك حينئذٍ يدلُّ على مناسبةٍ من إكمال الهيئة والتَّأهُّب للعبادات، وأخذ النَّفس حينئذٍ بما تُؤخَذ [1] به

[ج 1 ص 313]

في النَّهار، وكان ليله عليه الصَّلاة والسَّلام نهارًا، وهو دليل طول القيام فيه؛ إذ النَّافلة المُخفَّفة لا يَتهيَّأ لها [2] هذا التَّهيُّؤَ الكاملَ) انتهى، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (يوجب)، وهو تحريف.

[2] في (ب): (بها)، و (لها): سقط من (ج).

(1/2332)

[باب كيف كان صلاة النبي؟]

(1/2333)

[حديث: مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة]

1137# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحكم بن نافع، وكذا (شُعَيْبٌ): أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد بن مسلم.

قوله: (أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ [1]): هو سالم بن عبد الله بن عمر، أحد فقهاء [2] التَّابعين، ووقع في أصلنا: (ابن عبيد الله)، وهو خطأ، وقد ضببت أنا عليه، وصوَّبت التَّكبير [3].

قوله: (إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟): تقدَّم أنِّي لا أعرفه، وتقدَّم أنَّ شيخنا قال: (إنَّه من أهل البادية)، وتقدَّم كلام ابن شيخِنا البلقينيِّ قريبًا [4]؛ فانظره إن أردته.

==========

[1] في هامش (ق): (صوابه: عبد الله؛ مكبَّرًا، وهو سالم بن عبد الله بن عمر، أحد فقهاء التابعين على قول، ولا أعلم أحدًا من رواة الكتب السِّتَّة يقال له: سالم بن عُبيد الله؛ فاعلمه).

[2] زيد في (ب): (بسبعة)، وضرب عليها في (ج).

[3] في (ج): (المبكر).

[4] (قريبًا): سقط من (ب).

[ج 1 ص 314]

(1/2334)

[حديث: كان صلاة النبي ثلاث عشرة ركعةً]

1138# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): هذا هو [1] ابن سعيد القطَّان، وقد تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا [2] أَبُو جَمْرَةَ [3]): تقدَّم غيرَ مَرَّةٍ أنَّه نصر بن عمران الضُّبَعيُّ، وتقدَّم أنَّه بالجيم والراء، وأنَّه فَرْدٌ في الكتب السِّتَّة، وتقدَّم غير ذلك فيه مُطَوَّلًا.

==========

[1] زيد في (ج): (يحيى).

[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي).

[3] في (ب): (حمزة)، وهو تصحيف.

[ج 1 ص 314]

(1/2335)

[حديث: صلاة رسول الله سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ... ]

1139# قوله: (حَدَّثنَا إِسْحَاقُ [1]: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (عبيد الله بن موسى)، وعيها علامة راويها، أمَّا (إسحاق)؛ فقال الجيَّانيُّ: (وقال _ يعني: البخاري_ في «الصَّلاة»، وفي «فضائل القرآن»: «حدَّثنا إسحاق: حدَّثنا عبيد الله بن موسى»، لم أجده منسوبًا لأحد من رواة الكتاب، وذكر أبو نصر: أنَّ إسحاق الحنظليَّ يروي عن عبيد الله بن موسى في «الجامع») انتهى، وراجعتُ «الأطراف» للمزِّيِّ؛ فلم أرَه نسبه [2]، بل قال: (إسحاق) فقط، لكن نسب عبيد الله، فقال: (ابن موسى)، وذكر شيخنا كلام الجيَّانيِّ، ثمَّ قال: (ويُؤيِّد ذلك _أي: ما قاله أبو نصر_ أنَّ أبا نعيم أخرجه كذلك)، ثمَّ قال في آخره: (رواه _ يعني: البخاري_ عن إسحاق، عن عبيد الله)، وكذا ذكره الدِّمياطيُّ: (أنَّه ابن راهويه، لكنَّ الإسماعيليَّ رواه في كتابه: عن إسحاق بن سيَّار النَّصيبيِّ، عن عبيد الله)، و (إسحاق) هذا صدوقٌ ثقةٌ، كما قاله ابن أبي حاتم، لكن ليس له روايةٌ في الكتب السِّتَّة، ولا ذكره البخاريُّ في «تاريخه الكبير»، فتعيَّن أنَّه الأوَّل، انتهى، وقد رأيتُ إسحاق بن سيَّار في «ثقات ابن حِبَّان»، قال فيه: (أبو يعقوب النَّصيبيُّ يروي عن عبيد الله بن موسى، وأبي عاصم، والبصريِّين، روى عنه: أهل الجزيرة، مات في ذي الحجَّة، سنة «273 هـ») انتهى، وراجعتُ «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم؛ فوجدته كما قاله شيخنا عنه، والله أعلم.

قوله: (أَخْبَرنَا إِسْرَائِيلُ): هذا هو إسرائيل بن موسى بن أبي إسحاق، يروي عن جدِّه وغيره، وقد قدَّمتُ بعض ترجمته؛ فانظرها.

قوله: (عَنْ أَبِي حَصَينٍ): تقدَّم أنَّه بفتح الحاء وكسر الصَّاد المهملتين، واسمه عثمان بن عاصم بن حُصَين؛ بضمِّ الحاء، وفتح الصَّاد، وتقدَّم الكلام عليه.

قوله: (عَن يَحيَى [3] بنِ وَثَّابٍ): هو بفتح الواو، ثمَّ ثاءٍ مُثلَّثة مُشدَّدة، وفي آخره مُوَحَّدةٌ، و (يحيى): هذا أَسديٌّ مولاهم، عن ابن عبَّاس، وابن عمر، وعلقمةَ، وعنه: الأعمش وأبو العُمَيس، ثقةٌ مُتَألِّهٌ خاشعٌ مُقرِئٌ، مات سنة (103 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (قال).

[2] في (ج): (نسب).

[3] (بن): مُثبَت من (ج).

[ج 1 ص 314]

(1/2336)

[حديث: كان النبي يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً]

1140# قوله: (أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ): هو حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرَّحمن بن صفوان بن أميَّة، الجمحيُّ المكِّيُّ، من الأثبات، تقدَّم بعض ترجمته.

(1/2337)

[باب قيام النبي بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل]

قوله: (وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ): تقدَّم الكلام على نسخه في حقِّ الأمَّة، وعلى أنَّه نُسِخ في حقِّه عليه الصَّلاة والسَّلام على الصَّحيح من مذهب الشَّافعيِّ في أوَّل (التَّهجُّد).

قوله: (وَمَا نُسِخَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (وَقَوْلِهِ عزَّ وجلَّ [1]): هو مجرورٌ معطوفٌ على (قيام)، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (نَشَأَ): هو بهمزة في آخره مفتوحة، وهذا ظاهرٌ: (قَامَ بِالحَبَشِيَّةِ)، كذا هو، والله أعلم أنَّ الحبشيَّة وافقتِ العربيَّة، وإلَّا؛ فالقرآن ليس فيه [2] غير العربيِّ، قال ابن قُرقُول: (ناشئة اللَّيل: قيامه، مصدرٌ جاء على «فاعلة»؛ كـ «عافية»، وقال: ساعاته، وقيل: كلُّ ما حدث باللَّيل وبدأ؛ فهو ناشئة، وقال نفطويه: كلُّ ساعةٍ قامها قائمٌ من اللَّيل؛ فهي [3] ناشئة).

(1/2338)

[حديث: كان رسول الله يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه]

1141# قوله: (تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ): الضَّمير في (تابعه) يعود على مُحَمَّد بن جعفر، وهو مُحَمَّد بن جعفر بن أبي كثير المدنيُّ، عن زيد بن أسلم وطبقتِه، وعنه: سعيد بن أبي مريم، والأويسيُّ، وطائفة، ثقة، وثَّقه ابن معين، وقال ابن المدينيِّ: معروفٌ، وقال النَّسائيُّ: صالحٌ، أخرج له الجماعة، و (سليمان): هو ابن بلال المدنيُّ، أبو مُحَمَّد مولى أبي بكر، عن زيد بن أسلم، وعبد الله بن دينار، وعنه: ابنه أيُّوبُ، والقعنبيُّ، ولُوَين، ثقة إمام، تُوُفِّيَ سنة (172 هـ)، وقد قدَّمتُ ذلك، ولكن طال العهد به، ومتابعته ليست في شيء من الكتب السِّتَّة، وأمَّا (أبو خالد الأحمر)؛ فاسمه سليمان بن حيَّان _بالمُثَنَّاة تحت المُشدَّدة_ كوفيٌّ، يروي عن عاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاريِّ، وعنه: أحمد، وإسحاق، وهنَّاد، صدوق إمام، قال ابن معين: ليس بحُجَّة، تُوُفِّيَ سنة (189 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، وقد تقدَّم فيما أظنُّ، ولكن طال العهد به، ومتابعته أخرجها البخاريُّ في (الصَّلاة) وفي (الصَّوم)، عن مُحَمَّد بن سلام عنه به.

(1/2339)

[باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل]

قوله: (بَابُ عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ الرَّأْسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ): اعلم أنَّ ظاهر الحديث: أنَّ مَن لم يجمع بين الأمور الثلاثة؛ وهي الذِّكر، والوضوء، والصَّلاة؛ فهو داخل فيمن يصبح خبيثَ النَّفس كسلانَ، ذكره النَّوويُّ، وهو ظاهر، ثمَّ قال بعيده: (واعلم أنَّ البخاريَّ بوَّبَ لهذا الحديث)، فذكر الباب، ثمَّ قال: (فأنكر عليه المازريُّ، وقال: الذي في الحديث أنَّه يعقد على قافية رأسه وإن صلَّى بعده، وإنَّما تُحَلُّ عقدُه بالذِّكر، والوضوء، والصَّلاة)، قال: (ويُتَأوَّل [1] كلامُ البخاريِّ أنَّه أراد أنَّ استدامة العقد إنَّما تكون على مَن ترك الصَّلاة، وجعل

[ج 1 ص 314]

مَن صلَّى وانحلَّت عقده كمَن لم يُعقَد عليه؛ لزوال أثره) انتهى لفظه في «شرح مسلم».

قوله: (عَلَى قَافِيَةِ الرَّأْسِ): قال ابن الأثير: (القافية: القَفَا، وقيل: قافية الرَّأس: مُؤخَّره، وقيل: وسطه، أراد تثقيله في النَّوم وإطالتِه، فكأنَّه قد شدَّ عليه شدادًا، وعقده [2] ثلاث عقد، والله أعلم) انتهى، وقيل: هو على ظاهره، وإنَّ الشَّيطان يفعل ذلك نحو ما يفعله السَّواحر من عقدها ونفثها.

==========

[1] في (ب): (ويتناول)، وليس بصحيح.

[2] في (ج): (وعقد).

(1/2340)

[حديث: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم]

1142# قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن ذكوان، وأنَّه بالنُّون، وهذا ظاهرٌ، وقد تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز، وتقدَّم عليه بعض الكلام.

قوله في الأخيرة: (انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ): كذا في أصلنا بالتَّوحيد مُجوَّدة، وفي الهامش: (عقده)؛ بالجمع، وعلى كلٍّ منهما: (صح)، قال ابن قُرقُول: (وقد اختلف فيها _يعني: في الأخيرة_؛ فوقع في «المُوطَّأ» لابن وضَّاح على الجمع)، قال: (وكذا ضبطناه في «البخاريِّ»)، قال: (وكلاهما صحيح)؛ يعني: الإفراد والجمع، قال: (والجمع أوجهُ، لا سيَّما وقد جاء في رواية لمسلم في الأولى: «عقدة»، وفي الثَّانية: «عقدتان»، وفي الثَّالثة: «العُقَد»، وفي «بدء الخلق»: «انحلَّت عقده كلُّها») انتهى.

==========

[ج 1 ص 315]

(1/2341)

[حديث: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه]

1143# قوله: (حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ): (مُؤمَّل): اسم مفعول، مفتوح الميم مُشدَّدة، وهذا ظاهرٌ، إلَّا أنَّه سُئِلت عنه.

قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة: (ابن عُليَّة) بعد (إسماعيل)، وهو هو، إسماعيل بن إبراهيم ابنُ عُليَّة، الإمام، أبو بشرٍ، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا عَوْفٌ): هو عوف الأعرابيُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وإنَّما قيل له: الأعرابيُّ؛ لدخوله درب الأعراب، قاله ابن دقيق العيد، وقد تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ): تقدَّم أنَّه عمران بن تيم، ويقال: ابن ملحان العطارديُّ، تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه أسلم في حياته عليه الصَّلاة والسَّلام.

قوله: (حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدبٍ): تقدَّم أنَّ دال (جندب)؛ بالضَّمِّ والفتح، الفزاريُّ، و (جندب): صحابيٌّ مشهور رضي الله عنه.

قوله: (يُثْلَغُ رَأْسُهُ): (يُثْلَغ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهو بضمِّ المُثَنَّاة تحت، ثمَّ ثاء مُثلَّثة ساكنة، ثمَّ لام [1]، ثمَّ غين معجمة؛ أي: يُشَقُّ، ويخدش، ويُفضَخ، ومثله: إذا يثْلَغُوا رأسي، قال ابن قُرقُول: (ومن رواه بعين مهملة؛ فقد صحَّف).

قوله: (فَيَرْفضُهُ): هو بكسر الفاء وضمِّها؛ لغتان، قال شيخنا: (ومعنى «يرفضه»: يتركه، وهو بفتح الفاء وكسرها، كما ذكره ابن التِّين عن الضَّبط، وعن أهل اللُّغة) انتهى، وفي الفتح نظرٌ، وما إخاله صحيحًا، فإن كان صحيحًا؛ فيكون فيه ثلاثُ لغات، والله أعلم، ومعنى (يرفضه): أي: يترك تلاوته حتَّى ينساه، أو يترك العمل به، قال شيخنا: (وعبارة ابن بطَّال: يترك حفظه، والعمل بمعانيه) قال: (فأمَّا إذا ترك حفظ حروفه، وعمل بمعانيه؛ فليس برافضٍ له، قد أتى في الحديث: «أنَّه يُحشَر يوم القيامة أجذم»؛ أي: مقطوع الحجَّة، والرَّافض له يُثلَغ رأسه كما سلف، وذلك لعقد الشَّيطان فيه، فوقعت العقوبة [2] في موضع المعصية).

==========

[1] (ثمَّ لام): سقط من (ج).

[2] (العقوبة): سقط من (ج).

[ج 1 ص 315]

(1/2342)

[باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه]

(1/2343)

[حديث: ما زال نائمًا حتى أصبح ما قام إلى الصلاة]

1144# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ): تقدَّم أنَّه بالحاء والصَّاد المهملتين، وأنَّ اسمه سلَّام بن سُلَيم، (سلَّام [1])؛ بتشديد اللَّام، و (سُلَيم)؛ بضمِّ السِّين، وفتح اللَّام، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ): تقدَّم أنَّه ابن المعتمر السُّلميُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي وَائِلٍ): تقدَّم أنَّه شقيق بن سَلَمَة الكوفيُّ، تقدَّم بعض الكلام عليه.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): تقدَّم أنَّه ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من كبار الصَّحابة رضوان الله [2] عليهم أجمعين.

قوله: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ): (ذُكِر): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (رجلٌ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ، لكنِ الرَّجلُ لا أعرفه.

قوله: (بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ): لا إخاله على ظاهره، ويحتمل أن يُراد به: صرفه عن الصَّلاة؛ بما يلقيه في أذنه حتَّى لا ينتبه [3]، فكأنَّه ألقى في أذنه بوله، فاعتلَّ سمعه بسبب ذلك، ويحتمل أن يكون كنايةٌ عن استرذاله، وجعل أذنه [4] كالمحلِّ الذي يُبال فيه.

==========

[1] (سلام): سقط من (ج).

[2] (لفظ الجلالة): ليس في (أ).

[3] في (ب): (يتنبه)، وليس بصحيح.

[4] في (ج): (أنَّه)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 315]

(1/2344)

[باب الدعاء والصلاة من آخر الليل]

(1/2345)

[حديث: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا]

1145# قوله: (عَن ابنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ، وأنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العالم المشهور، وتقدَّم أنَّ (أَبَا سَلَمَةَ): اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن عوف، وهو أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر.

قوله: (وأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ): هو بفتح الهمزة، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الرَّاء، واسمه سلمان [1] مولى جُهَينة، يروي عن أبي هريرة وأبي أيُّوبَ، وعنه: الزُّهريُّ وبكير بن الأشجِّ، أخرج له الجماعة، تقدَّم.

قوله: (يَنْزِل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى): (يَنزِل)؛ بفتح الياء، وكذا مقتضى كلام غير واحد، وقال شيخنا: (هو بضمِّ الياء، من «أَنزل»)، قال ابن فُورك [2]: (ضبط لنا بعضُ أهل النَّقل هذا الخبر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: بضمِّ الياء، من «يُنزِل»)، وذكر أنَّه ضبط عمَّن سمع منه من الثِّقات الضَّابطين، وكذا قال القرطبيُّ: (قيَّده بعض النَّاس بذلك، فيكون مُعدًّى [3] إلى مفعول محذوف؛ أي: يُنزِل الله ملكًا)، قال: (والدَّليل على صحَّة هذا: ما رواه النَّسائيُّ من حديث الأغرِّ عن أبي هريرة وأبي سعيد؛ قالا: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله يُمهِل حتَّى يمضي شطرُ اللَّيل الأوَّل، ثمَّ يأمر مناديًا، يقول: هل مِن داعٍ فيُستجابَ له ... »؛ الحديث، وصحَّحه عبد الحقِّ) انتهى لفظه، وقال في «شرح المنهاج» له نحو ذلك، وعزاه إلى القرطبيِّ في «شرح الأسماء»، ولم يذكر ضمَّ أوَّله، ومقتضى كلامه: أنَّه بالفتح، وعلى أنَّ النازل ملكٌ يقول ذلك بأمر الله تعالى، حلَّه شيخنا في (كتاب الدُّعاء)، ثمَّ قال: (ورواه بعض النُّقَّاد: يُنزِل؛ بضمِّ الياء [4]، وهو يُؤيِّد هذا التَّأويلَ) انتهى، لكن في «صحيح ابن حِبَّان»: («ينزل الله إلى السَّماء الدُّنيا [5]، فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري»، والله أعلم، والنُّزول نزولٌ معنويٌّ يقتضي رحمته، ومزيد لطفه على عباده)، والله أعلم.

(1/2346)

قوله: (حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ): و (الآخرُ): بالرَّفع، صفةٌ لـ (ثلث)، كذا هنا، وكذا أخرجه في ثلاثة مواضعَ من «صحيحه»، وأخرجه مسلمٌ بألفاظٍ؛ هذا أحدها [6]، ثانيها [7]: «حين [8] يمضي 1/ 180 ب ثلثُ اللَّيل الأوَّلُ»، ثالثها: «إذا مضى شطر اللَّيل أو [9] ثلثاه»، رابعها: «لشطر اللَّيل أو ثلث اللَّيل الآخر»، وذكر التِّرمذيُّ: (أنَّ الرواية الأولى أصحُّ الرواياتِ)؛ يعني: التي أخرجها البخاريُّ التي لم يُخرِّج غيرها، قال القاضي عياض: (الصحيح روايةً: «حين يبقى ثلث اللَّيل الآخر»، كذا قال شيوخ الحديث، وهو الذي تظاهرت عليه الأخبار بلفظه ومعناه)، قال القاضي: (ويحتمل أن يكون النُّزول بالمعنى المراد الثُّلثَ الأوَّل، و «مَن يدعوني ... »؛ إلى آخره الثُّلث الأخير)، وقال النَّوويُّ: (إنَّه يحتمل أنَّ الشَّارع أُعلِمَ بأحد [10] الأمرين، فأَخبرَ به، ثمَّ بالآخر، فأَخبر به، فسمع أبو هريرة الخبرَين، فنقلهما، وأبو سعيد خبرَ الثُّلث الأوَّل، فأَخبرَ به مع أبي هريرة)، وقال شيخنا الشَّارح: (وقال ابن حِبَّان: (صح «حين يمضي شطر اللَّيل أو ثلثاه»، (و «حين يبقى ثلث اللَّيل») [11]، و «حتَّى يذهب ثلث اللَّيل الأوَّل»، فيحتمل أنَّه في بعض اللَّيالي حين [12] يبقى ثلثُ اللَّيل الآخرُ، وفي بعضها حين يبقى ثلث اللَّيل الأوَّل)، قال شيخنا: (ويجوز _والله أعلم_ أن يكون ابتداء النِّداء مِن أوَّل الثُّلث الثَّاني إلى الثَّالث) انتهى.

قوله: (فَأَسْتَجِيبَ لَهُ [13])، وكذا (فَأُعْطِيَهُ)، وكذا (فَأَغْفِرَ لَهُ): كلُّه مَنْصوبٌ، ونصبه معروف ظاهر على جواب الاستفهام، قال أبو البقاء: (والرَّفع جائز).

(1/2347)

[باب من نام أول الليل وأحيا آخره]

قوله: (وَقَالَ سَلْمَانُ لأَبِي الدَّرْدَاءِ): قد تقدَّم الكلام عليهما رضي الله عنهما مُفرَّقين، و (أَبُو الدَّرْدَاءِ): تقدَّم أنَّ اسمه عُوَيمر بن مالك، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن ثعلبة، وقيل غير ذلك، تأخَّر إسلامه، أسلم عقب بدر رضي الله عنه.

==========

[ج 1 ص 315]

(1/2348)

[حديث: كان ينام أوله ويقوم آخره]

1146# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا كثيرة [1] أنَّه هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ الحافظ، وتقدَّم عليه بعضُ الكلام.

قوله: (وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ): هذا هو سليمان بن حرب، شيخ البخاريِّ، مشهور الترجمة، وقد قدَّمتُه.

قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): تقدَّم مرارًا [2] أنَّه عمرو بن عبد الله، السَّبيعيُّ الهمْدانيُّ الكوفيُّ، أحد الأعلام.

قوله: (عَنِ الأَسْوَدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن يزيد النَّخعيُّ الكوفيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] (كثيرة): سقط من (ج).

[2] (مرارًا): سقط من (ب).

[ج 1 ص 315]

(1/2349)

[باب قيام النبي بالليل في رمضان وغيره]

(1/2350)

[حديث: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي]

1147# قوله: (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبرِيِّ): تقدَّم الكلام عليه، وأنَّه بضمِّ المُوَحَّدة، وفتحها، وكسرها [1]، ولماذا نُسِب، وكذا تقدَّم (أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): أنَّه أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف الزُّهريُّ.

قوله: (وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي): تقدَّم الكلام على هذه الخصوصيَّة، وأنَّ الأنبياء كذلك _كما في «الصَّحيح» _: (تنام أعينهم، ولا تنام قلوبهم)، وتقدَّم ما وقع في ذلك.

==========

[1] (وكسرها): سقط من (ج).

[ج 1 ص 315]

(1/2351)

[باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل]

قوله: (بَابُ فَضْلِ الطُّهُورِ): تقدَّم أنَّه بالضَّمِّ، وأنَّ المراد: [الفعلُ، وإن كان بالفتح؛ فالمراد: الماء، والمراد هنا: الفعل، وأنَّه يجوز فيه الفتحُ غيرَ مَرَّةٍ.

قوله: (وَالْوُضُوءِ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه بالضَّمِّ، والمراد] [2] به: الفعل، وأنَّ الماء بالفتح، وأنَّه يجوز في كلٍّ منهما الضَّمُّ والفتحُ.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (بعد الوضوء).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 315]

(1/2352)

[حديث: يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام]

1149# قوله: (حَدَّثَنا أَبُو أُسَامَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه حمَّاد بن أسامة، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي حَيَّانَ): هو بفتح الحاء، وتشديد [1] المُثَنَّاة تحت، واسمه يحيى بن سعيد بن حيَّان_ بالمُثَنَّاة تحت أيضًا_ التَّيميُّ، عن أبي زُرْعة، والشعبيِّ، وغيرهما، وعنه: يحيى القطَّان، وأبو أسامة، وآخرون، إمامٌ ثبتٌ، مات سنة (145 هـ)، أخرج له الجماعة، ذكره في «الميزان» تمييزًا.

قوله: (عَن أَبِي زُرْعَةَ): تقدَّم أنَّ اسمه هرمٌ، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرَّحمن، وقيل: جرير، وقيل: عمرو، ابن جرير بن عبد الله البجليُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَن أَبِي هُريرةَ): تقدَّم مرارًا أنَّ اسمه عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.

قوله: (بِأَرْجَى [2]): هو بترك الهمز، من الأمل، تقول: رجوتُ فلانًا أَرْجُوه رَجْوًا، ورَجاءً، ورَجاوةً، يقال: ما أتيتك إلَّا رَجاوةَ الخير، وتَرجَّيتُهُ، وارتجيتُهُ، ورَجَّيْتُهُ، كلُّه بمعنى: رَجوته، ومالي في فلان رَجْيَة؛ أي: ما أرجُو، وقد يكون بمعنى: الرُّجُوِّ.

قوله: (دَفَّ [3] نَعْلَيْكَ): (الدَّفُّ): بفتح الدَّال المهملة، وبالمعجمة، وذكره بهما ابنُ الأثير في «نهايته»، وذكر شيخنا الشَّارح عن أبي موسى المدينيِّ في «مغيثه» [4] (وتشديد الفاء)، قال ابن قُرقُول في (الدَّال المهملة مع الفاء): («دفَّ نعليك»، بالفتح لا غير؛ أي: صوت مشيك فيها، وعند ابن السَّكن: «دُوِيَّ نعليك»، والمعنى قريب؛ وهو الصوت أيضًا).

قوله: (أَرْجَى): هو بترك الهمز، كما تقدَّم أعلاه.

قوله: (بِذَلِكَ الطُّهُورِ): تقدَّم أعلاه [5] وقبله مرارًا أنَّه بالضَّمِّ: الفعل، وأنَّه بالفتح: الماء، وأنَّه يجوز فيهما الضَّمُّ والفتحُ.

==========

[1] زيد في (ب): (الياء).

[2] في هامش (ق): («بأرجأ عمل»؛ بالهمز وتركه).

[3] في هامش (ق): (ذفَّ؛ بالذال المعجمة والمهملة).

[4] في (ج): (مغنيه)، وهو تصحيف.

[5] في (ب): (بظاهرها).

[ج 1 ص 315]

(1/2353)

[باب ما يكره من التشديد في العبادة]

(1/2354)

[حديث: لا، حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد]

1150# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو [1] مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج المنقريُّ، الحافظ.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد بن ذكوان التَّيميُّ مولاهم، التَّنُّوريُّ، الحافظ.

قوله: (لِزَيْنَبَ): هذه هي زينب بنت جحش، أمُّ المؤمنين، وهي بنت عمَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أميمة بنت عبد المطَّلب، مناقبها كثيرة؛ منها: أنَّ الله زوَّجها في السَّماء، والذي يظهر أنَّها أفضل الزَّوجات بعد خديجة وعائشة، تُوُفِّيَت سنة عشرين، أخرج لها الجماعة رضي الله عنها، وذكر ابن شيخنا البلقينيِّ بعد ذكر أنَّها زينب بنت جحش: (وفي «أبو داود»: حَمنة بنت جحش)، وفي بعض الشُّروح: (قال ابن الجوزيِّ في حديث «فلانة تصلِّي»: هي حمنة، وقيل: أختها زينب أمُّ المؤمنين، وقيل: ميمونة بنت الحارث)، وذكر في «المُوطَّأ»: (أنَّها الحولاء بنت تُوَيت) انتهى، ثمَّ تعقَّب كونها الحولاء، ثمَّ قال: وذكر الخطيب الثَّلاثةَ في حديث أنس، وبدأ بحمنة، ثمَّ قال: (وما في «البخاريِّ» أصحُّ) انتهى.

==========

[1] (أبو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 315]

(1/2355)

[حديث: مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال]

1151# قوله: (وَقَالَ عَبْدُ [1] اللهِ بْنِ مَسْلَمَةَ ... ) إلى آخره: هذا شيخه عبد الله بن مسلمة بن قعنب، القعنبيُّ الحارثيُّ، أبو عبد الرَّحمن، أحد الأعلام، وقد [2] تقدَّم أنَّ مثله أخذه عنه في حال المذاكرة، وأنَّ مثل هذا يَرْقُم عليه المِزِّيُّ والذَّهبيُّ تعليقًا، وقد تقدَّم أنَّه موصول، وهو الذي ذكره ابن الصَّلاح.

قوله: (كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ): (أَسَد): هو بفتح السِّين، وقد تقدَّم أنَّ هذه هي الحولاء بنت تُوَيت، وتقدَّم ضبط (تُوَيت) في (بابٌ: أحبُّ الدِّين إلى الله أدومُه) في (الإيمان).

[ج 1 ص 315]

قوله: (فَذُكِرَ مِنْ صَلاَتِهَا): كذا هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله في أصلنا، وفي نسخة: مبنيٌّ للفاعل، وفي نسخة: (تَذكُر) بإسناد الفعل لعائشة، قال الدِّمياطيُّ: (قائلُ: «فذُكِر من صلاتها»: هو من قول عروة أو من رواة الحديث، وهو تفسير لقول عائشة: «لا ينام اللَّيل») انتهى، وقد تقدَّم هذا [3] أيضًا عن الدِّمياطيِّ في (بابٌ: أحبُّ الدين إلى الله أدومُه).

قوله: (فَقَالَ [4]: مَهْ): تقدَّم الكلام عليها في (بابٌ: أحبُّ الدين إلى الله أدومُه).

قوله: (لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا): تقدَّم الكلام عليه في (بابٌ: أحبُّ الدين إلى الله أدومُه).

(1/2356)

[باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه]

(1/2357)

[حديث: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل]

1152# قوله: (حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ): هو بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة، وهو عبَّاس بن الحسين القنطريُّ؛ منسوب إلى قنطرة بردان ببغداد، عن أبي أسامة وطبقته، وعنه [1]: البخاريُّ وموسى بن هارون، تُوُفِّيَ سنة أربعين ومئتين، أخرج له البخاريُّ فقط، له ترجمة في «الميزان»، وقد صحَّح عليه.

قوله: (حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بنُ إسْماعِيلَ [2]): (مبشِّر): هو بالمُوَحَّدة، والشين المعجمة المُشدَّدة [3]، اسم فاعل من (بشَّر)؛ المضعَّف، وهو ابن إسماعيل، كما في نسخة في طرَّة أصلنا الدِّمشقيِّ، عن جعفر بن بُرْقان والأوزاعيِّ، وعنه: أحمد ودُحَيم، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (200 هـ)، أخرج له الجماعة، لكن البخاريُّ مقرونًا بآخرَ، وهنا هو مقرون بعبد الله _هو ابن المبارك_ في السند الثاني، وهذا قرنٌ أيضًا، والقرن الظَّاهر لكلِّ أحد: فلان وفلان، وهذا قرن خفيٌّ [4]، والله أعلم، له ترجمة في «الميزان» مختصرةٌ، وفيها أنَّه تُكلِّم فيه بلا حجَّة.

قوله: (عَنِ الأَوْزَاعِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عمرو عبد الرَّحمن بن عمرو الأوزاعيُّ، وتقدَّم لماذا نُسِب.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن المبارك، العَلَم الفرد.

قوله: (مِثْلَ فُلاَنٍ): (فلان): لا أعرف أحدًا سمَّاه، والله أعلم به.

قوله: (وَقَالَ هِشَامٌ): (هشام): هذا هو ابن عمَّار، وهو شيخ البخاريِّ، وقد تقدَّم أنَّ البخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ)، وفلانٌ المسندٌ إليه القولٌ شيخٌه؛ يكون قد حمل عنه ذلك في حال المذاكرة مُطَوَّلًا، وهشام بن عمَّار هذا سُلميٌّ دمشقيٌّ مقرئٌ حافظٌ، خطيب دمشق وعالمها، أبو الوليد، عن مالك ويحيى بن حمزة، وعنه: البخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، ومُحَمَّد بن خُرَيم، والباغنديُّ، عاش اثنتين وتسعين سنة، تُوُفِّيَ سنة (245 هـ)، أخرج له البخاريُّ والأربعة، له ترجمة في «الميزان».

(1/2358)

قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ): اسمه عبد الحميد بن حَبِيب _بالحاء المهملة المفتوحة، ثمَّ مُوَحَّدة مكسورة_ كاتب الأوزاعيِّ، وليس له عن غيره شيء، عنه: أبو الجُماهر وهشام بن عمَّار الراوي عنه هنا، وثَّقه أحمد، وضعَّفه دُحَيم، علَّق له البخاريُّ، وهذا على القول بأنَّ قول البخاريِّ: (قال فلانٌ) إذا كان المسند إليه القولُ شيخَه؛ يكون تعليقًا، كما يصنعه المِزِّيُّ والذَّهبيُّ، وقد تقدَّم ما قاله فيه ابن الصَّلاح، وتقدَّم أنَّه محمول على المذاكرة، وأخرج له التِّرمذيُّ وابن ماجه، وله ترجمة في «الميزان».

قوله: (حَدَّثَنِي يَحْيَى): هذا هو يحيى بن أبي كثير، وقد تقدَّم مرارًا، وقد عيَّنه في السند الذي قبل هذا، وإنَّما ذكر هذا الثاني؛ لأنَّ فيه يحيى عن [5] عمر بن الحكم بن [6] ثَوبان عن أبي سلمة، والأوَّل فيه: يحيى عن أبي سلمة، لكنَّ الأوَّل بصيغة التحديث، فانتفى ما يُخشَى منه، وذلك [7] لأنَّه [8] يُدلِّس [9]، كثير الإرسال، فالظَّاهر أنَّه رواه عن أبي سلمة، وعن عمر بن الحكم عنه، والله أعلم.

قوله: (وَتَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ): الضَّمير في (تابعه) يعود على عبد الله، وهو ابن المبارك، و (عمرو): هذا هو أبو حفص التَّنِّيسيُّ، عن حفص بن غَيلان، والأوزاعيِّ، وعدَّة، وعنه: الشَّافعيُّ، وابن وَارَةَ، وعبد الله بن مُحَمَّد بن أبي مريم، وخلقٌ، قال أبو حاتم: لا يحتجُّ به، ووثَّقه جماعة، مات سنة (214 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».

فائدةٌ: متابعة عمرٍو هذه أخرجها مسلم في (الصَّوم): عن أحمد بن يوسف الأزديِّ، عن عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعيِّ به [10].

==========

[1] زيد في (ج): (عنه).

[2] (ابن إسماعيل): ليس في رواية «اليونينيَّة» و (ق)، وهو في هامشهما من رواية الأصيليِّ، وعليه في (أ) و (ب): علامة نسخة، وسقط من (ج).

[3] زيد في (ب): (هو).

[4] (وهذا قرن خفي): سقط من (ج).

[5] في (ب): (بن)، وهو تحريف.

[6] في (ج): (أبو)، والمثبت موافق لما في التراجم.

[7] في (ب): (ذلك).

[8] (لأنه): سقط من (ج).

[9] في (ج): (مُدَلِّس).

[10] (به): سقط من (ب).

[ج 1 ص 316]

(1/2359)

[باب في بيان أصل الحديث السابق]

(1/2360)

[حديث: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار]

1153# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو سفيان بن عيينة، وقد ذُكِر مرارًا، وهو أحد الأعلام.

قوله: (عَنْ عَمْرٍو): هذا هو عمرو بن دينار، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ): هذا هو السَّائب بن فرُّوخ، أبو العبَّاس، المكِّيُّ، الشَّاعر الأعمى، عن عبد الله بن عمرو وابن عُمر بن الخطَّاب، وعنه: عطاء وعَمرو بن دينار، ثقة، أخرج له الجماعة.

قوله: (أَلَمْ أُخْبَرْ؟): هو بفتح المُوَحَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

قوله: (هَجَمَتْ عَيْنُكَ): هو بالجيم المفتوحة، قال الدِّمياطيُّ: (غارت) انتهى، وكذا هو.

قوله: (وَنَفِهَتْ [1]): هو بالنُّون المفتوحة، ثمَّ فاء مكسورة، قال الدِّمياطيُّ: (أعيت) انتهى، وكذا هو.

قوله: (وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ [2]): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخةٌ: (حقًّا)، وهذه إعرابها ظاهر، وأمَّا رفع (حق)؛ ففيه إشكالٌ، والظاهر: أنَّه بغير تنوين، ويكون قد كُتِب بغير ألف على لغة مَن يقول: رأيت زيدَ، وهو مذهبٌ من المذاهب معروف، والله أعلم، أو يكون ضمير الشَّأن محذوفًا، والله أعلم.

(1/2361)

[باب فضل من تعار من الليل فصلى]

قوله في الترجمة: (مَنْ تَعَارَّ)، وكذا في الحديث (تَعَارَّ): هو بفتح المُثَنَّاة فوق، ثمَّ عينٍ مهملة، وفي آخره راءٌ مُشدَّدةٌ؛ أي: هَبَّ مِن نومه واستيقظ، والتَّاء فيه زائدةٌ.

==========

[ج 1 ص 316]

(1/2362)

[حديث: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له]

1154# قوله: (حَدَّثَنَا [1] الْوَلِيدُ): هو ابن [2] مسلم الحافظ، أبو العبَّاس، عالم الشَّام، أخرج له الجماعة، (وهو مُدَلِّس، بل قالوا: إنَّه يُدلِّس تدليس التَّسوية، وقد عنعن هنا، لكنَّه مُكثِرٌ عن الأوزاعيِّ وهو شيخه مشهور به، وقد صرَّح في الحديث التِّرمذيُّ فيه بالتَّحديث عن الأوزاعيِّ، ولم أكشف غيرَه ممَّا الحديث فيه، فإنَّه في «البخاريِّ»، و «أبي داود»، و «التِّرمذيِّ»، و «عمل اليوم واللَّيلة» للنَّسائيِّ [3]، و «ابن ماجه»، والله أعلم) [4]، لا [5] الوليدُ بن مسلم، أبو بشر العنبري [6]، هذا أخرج له مسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (أخبرنا).

[2] (ابن): سقط من (ب).

[3] في (ب): (والتِّرمذي والنَّسائي).

[4] ما بين قوسين سقط من (ج).

[5] في (ج): (إلا).

[6] في (ب): (الفهري)، والمثبت موافق لما في التراجم.

[ج 1 ص 316]

(1/2363)

[حديث: إن أخًا لكم لا يقول الرفث]

1155# قوله: (فِي قَصَصِهِ): هو بفتح القاف، يقال: قصَّ عليه الخبر قصصًا، والاسم أيضًا: القَصصُ؛ بالفتح، وُضِع موضع المصدر حتَّى صار أغلب عليه، وأمَّا بكسر القاف؛ فجَمْعُ قِصَّةٍ التي تُكتَبُ.

قوله: (إِنَّ أَخًا لَكُمْ لاَ يَقُولُ الرَّفَثَ): قائل ذلك هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

قوله: (لاَ يَقُولُ الرَّفَثَ): أي: لا يأتي الرَّفث من الكلام وفُحْشِه، وهو بفتح الفاء، وهو الاسم، والمصدر بالسُّكون.

قوله: (يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ): هو عبد الله بن رواحة _كما قال_ ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو، الأنصاريُّ الخزرجيُّ، أبو مُحَمَّد، ويقال: أبو رواحة، ويقال: أبو عمرو المدنيُّ، عقبيٌّ، بدريٌّ، نقيب، أمير، شهيد، روى عنه أبو هريرة، وابن عبَّاس، وأنسٌ، والنُّعْمان بن بشير، وأرسل عنه قيس بن أبي حازم،

[ج 1 ص 316]

وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى، وعروة، وجماعة، استُشهِد بمؤتة، وكانت في جمادى الأولى سنة ثمان، ومناقبُه كثيرة رضي الله عنه.

قوله: (يُجَافِي جَنْبَهُ): هو مَنْصوبٌ مفعول (يجافي)، والفاعل هو راجعٌ إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

قوله: (تَابَعَهُ عُقَيْلٌ): الضَّمير في (تابعه) يعود على (يونس)، وتقدَّم أنَّ (عُقَيلًا)؛ بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد مرارًا، ومتابعة عُقَيل ليست في شيء [1] من الكتب السِّتَّة إلَّا ما [2] في «البخاريِّ».

قوله: (وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ): تقدَّم أنَّه بضمِّ الزَّاي، قال الدِّمياطيُّ: (مُحَمَّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل) انتهى، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ): قال الدِّمياطيُّ: (مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب أبو بكر) انتهى، وهذا تقدَّم مرارًا كثيرة.

قوله: (عَنْ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجِ): أمَّا (سعيد)؛ فهو ابن المسيّب المشهور، وأمَّا (الأعرج)؛ فهو عبد الرَّحمن [3] بن هرمز المشهور؛ يعني: أنَّهما رويا ذلك عن أبي هريرة، وهذا ظاهرٌ، وقد جاء ذلك في بعض النُّسخ، وقول الزُّبيديِّ بهذا الإسناد لم يكن في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم، (وإنَّما أتى به البخاريُّ؛ لأنَّ يونس عنعن، والزُّبيديُّ صرَّح بالإخبار من الزُّهريِّ؛ ليخرج مِن خلاف مَن خالف في عنعنة غير المُدلِّس) [4].

(1/2364)

[حديث: رأيت على عهد النبي كأن بيدي قطعة إستبرق]

1156# 1157# 1158# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن الفضل السَّدوسيُّ عارمٌ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَيُّوبَ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، المشهور.

قوله: (كَأَنَّ بِيَدِي): (كأنَّ): مُشدَّد النُّون التي هي للتَّشبيه، من أخوات (إنَّ)، وهذا ظاهرٌ، و (قِطْعَةَ) [1]: مَنْصوبٌ اسمُها.

[قوله: (إِسْتَبْرَقٍ): تقدَّم أنَّه غليظ الدِّيباج.

قوله: (كَأَنَّ آتِيَيْنِ أَتَيَانِي): (كأنَّ): من أخوات (إنَّ)، قوله: (آتيَيْن): هو بمدِّ الهمزة، تثنية (آتي)؛ أي: جائي، كذا في أصلنا الدِّمشقيِّ مُصلَّحٌ، وأظنُّه بِخَطِّ ابن المقريزيِّ، وكذا رأيته في نسخة أخرى شاميَّةٍ، والذي رأيته في النُّسخ: (اثنين [2])، وفي أصلنا الدِّمشقيِّ كلامٌ مقبولٌ، وكذا الذي في النُّسخ، والله أعلم، ورأيت في نسخة صحيحة: (اثنين)، كما في النُّسخ] [3].

قوله: (لم تُرَعْ): تقدَّم أنَّه بضمِّ المُثَنَّاة فوقُ، وفتح الرَّاء، وإسكان العين المهملة؛ أي: لا تفزعْ.

قوله: (خَلِّيَا عَنْهُ): هو [4] بكسر اللَّام المُشدَّدة، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (إِحْدَى رُؤْيَايَ): كذا في الأصل، وفي الطُّرَّة: (رؤيتي) صوابه، انتهى، وكذا هو؛ لأنَّه رأى كأنَّ في يده قطعة إستبرق ... إلى آخرها، ورأى كأنَّ اثنين أتياه، وقال شيخنا الشَّارح: («إحدى رؤياي»، كذا هنا، ويجوز: رُؤْيَيَّ أو رُؤَيَيَّ) انتهى.

قوله: (قَدْ تَوَاطَأَتْ [5]): هو بهمزة بعد الطَّاء، كذا في أصلنا، وفي الحاشية: (تواطت)، وعليها صورة (صح)، قال ابن قُرقُول: («توافقت»، وجاء في عامَّة نسخ «البخاريِّ»، و «مسلم»، و «المُوطَّأ»: بغير همز، وعند ابن الحذَّاء: بالهمز، وكذا للقابسيِّ، وكذا قيَّدناه عن شيخنا أبي إسحاق، ولعلَّهم لم يكتبوا الهمز ألفًا، فترك [6] بعضهم همزَها جهلًا) انتهى.

قوله: (مُتَحَرِّيْهَا؛ فَلْيَتَحَرَّهَا): (التَّحرِّي): الطَّلب للصَّواب، و (المُتحرِّي): قاصد طريق الصَّواب، والله أعلم.

==========

[1] في (ج): (نطعة)، وهو تحريف.

[2] (اثنين): سقط من (ب).

[3] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[4] (هو): سقط من (ب).

[5] كذا في النُّسخ و (ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ و (طع)، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليه: (تَوَاطت).

[6] في (ب): (فتركهم).

[ج 1 ص 317]

(1/2365)

[باب المداومة على ركعتي الفجر]

(بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ) ... إلى (بَاب اسْتِعَانَةِ الْيَدِ فِي الصَّلاة، إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ)

==========

[ج 1 ص 317]

(1/2366)

[حديث: صلى النبي العشاء ثم صلى ثمان ركعات]

1159# قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، وأنَّه أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر.

قوله: (بَيْنَ النِّدَاءَيْنِ): يعني: بين الأذان والإقامة.

==========

[ج 1 ص 317]

(1/2367)

[باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر]

قوله: (بَابُ الضَّجْعَةِ [1]): هي بفتح الضَّاد: المرَّة، وهي في أصلنا مضبوطة: بكسر الضَّاد، وبكسرها: هي الهيئة، وفي نسخة صحيحةٍ عملها روايتين، والذي أعرفه أنَّها بالفتح، والله أعلم، وقال بعضهم: بكسر الضَّاد؛ لأنَّ المرادَ: الهيئةُ، ويجوز الفتح: على إرادة المرَّة، وإنَّما ذكر البخاريُّ في هذا الباب حديثَ عائشة؛ ليُنبِّه على أنَّه لم يكن [2] يفعلها دائمًا، وبذا احتجَّ الأئمَّة على عدم وجوبها، وحملوا الأمرَ في حديث التِّرمذيِّ (على الإرشاد إلى الرَّاحة والنَّشاط للصُّبح، انتهى، وحديث الأمر) [3]، رواه عبد الواحد بن زياد، ولم يخرِّجه البخاريُّ، وسيجيء بقيَّة الكلام عليه قريبًا جدًّا [4].

==========

[1] في هامش (ق): (بفتح الضَّاد أصحُّ وأولى)، ورواية «اليونينيَّة»؛ بكسر الضَّاد.

[2] (يكن): سقط من (ج).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[4] (جدًّا): سقط من (ب).

[ج 1 ص 317]

(1/2368)

[حديث: كان النبي إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن]

1160# قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ): هو مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن نوفل بن الأسود، أبو الأسود، يتيم عروة الأسديُّ، عن عروة وطبقته، وعنه: شعبة، ومالك، واللَّيث، وخلقٌ، وثَّقه أبو حاتم، مات بعد الثلاثين والمئة، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن طال به العهد [1].

قوله: (عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ): إن قيل: ما الحكمة في تخصيص الأيمن في الاضطجاع عليه هنا دون الأيسر؟ قيل: لئلَّا يستغرق في النَّوم؛ لأنَّ القلب في جهة اليسار، فيتعلَّق حينئذٍ، فلا يستغرق، بخلاف ما إذا نام على يساره، فإنَّه في دَعةٍ واستراحةٍ، فيستغرق، واعلم أنَّه اختُلِف في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر؛ فقال ابن حزم ومَن تابعه: (هو واجب)، وأبطل ابن حزم صلاة [2] من لم يضطجعْها، وهذا ممَّا انفرد به عن الأمَّة، قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (ورأيت فيها [3] مُجلَّدًا [4] لبعض أصحابه، وقد نصرَ هذا المذهبَ) انتهى، وكرهها جماعةٌ من الفقهاء، وسمَّوها بدعةً، وتوسَّط فيها مالكٌ وغيره، فلم يرَوا بها بأسًا لمن فعلها راحةً، وكرهوها لمن فعلها استينانًا، واستحبَّها طائفةٌ على الإطلاق سواء [5] استراح بها أم لا، ومُستَمْسَك ابن حزم في ذلك: حديثٌ في «أبي داود» و «التِّرمذيِّ» عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام قال: «إذا صلَّى أحدكم الرَّكعتين قبل صلاة الصُّبح؛ فليضطجع على جنبه الأيمن»، قال التِّرمذيُّ: (حديث صحيح غريب)، وفي بعض النُّسخ: (حديث حسن صحيح)، قال ابن قيِّم الجوزيَّة: (فسمعت شيخنا شيخَ الإسلام ابن تيمية يقول: (هذا باطل، وليس بصحيح، وإنَّما الصحيح عنه الفعلُ، لا الأمر بها، وهذا ممَّا انفرد به عبد الواحد بن زياد، وغلط فيه) انتهى، ولعبد الواحد ترجمةٌ في «الميزان»، وقد قال لي [6] شيخنا الإمام برهان الدين إبراهيم بن داود الآمديُّ بالقاهرة: (سألتُ الحافظ المِزِّيَّ عن الحديث الذي فيه الأمر بالاضطجاع، فقال لي: عبد الواحد بن زياد ليس بالحافظ، أو نحو هذا الكلام، وعبد الواحد هو في مُسنَد حديث الأمر)، والله أعلم.

(1/2369)

[باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع]

(1/2370)

[حديث: أن النبي كان إذا صلى فإن كنت مستيقظةً حدثني]

1161# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ): تقدَّم أنَّه بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة.

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هو ابن عيينة، الإمام المشهور، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعض ترجمته في أوَّل هذا التعليق.

قوله: (حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ): تقدَّم أنَّ (النَّضر)؛ بالضَّاد المعجمة، وأنَّه لا يلتبس بـ (نصر)؛ لأنَّ الذي بالإعجام لا يأتي إلَّا مُعرَّفًا؛ بخلاف نصرٍ؛ بالمهملة، وهو سالم بن أبي أميَّة مولى عمر بن عبيد الله بن مُعمَّر التَّيميُّ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم أعلاه [1] وقبله مرارًا كثيرة.

قوله: (حَتَّى يُؤَذَّنَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهو [2] في أصلنا: بتشديد الذَّال المعجمة المفتوحة، وفي نسخة في طُرَّة أصلنا: بإسكان الواو، وفتح الذَّال، وهذان ظاهران.

==========

[1] في (ب): (بظاهرها).

[2] (هو): سقط من (ج).

[ج 1 ص 317]

(1/2371)

[باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى]

[ج 1 ص 317]

قوله: (وَيُذْكَرُ ذَلِكَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهذا الذي يُذكَر [1] عمَّن نقله عنه لم يصحَّ عنده على شرط كتابه، والله أعلم.

قوله: (عَنْ عَمَّارٍ): هو ابن ياسر الصَّحابيُّ، أبو اليقظان، تقدَّم مُتَرْجَمًا، وقوله: (وَأَبِي ذَرٍّ): (تقدَّم أنَّه جندب بن جنادة) [2]، وتقدَّم بعض ترجمته، وقوله: (وَأَنَسٍ): هو ابن مالك الخادم، وتقدَّم أنَّ في الصَّحابة جماعةً كلٌّ منهم اسمُه أنسٌ، وأنَّ أنس بن مالك اثنان؛ هذا، وآخر قشيريٌّ، له حديثٌ في السُّنن الأربعة: «إنَّ الله وضع عن المسافر الصَّوم، وشطر الصَّلاة»، وقوله: (وَالزُّهْرِي): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن مسلم [3]، العالم المشهور، وتقدَّم بعض ترجمته.

(1/2372)

[حديث: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة]

1162# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي): تقدَّم مرارًا أنَّ (ابن أبي الموالي)، و (ابن الهادي)، و (ابن اليماني)، و (ابن العاصي) الأصحُّ في الكلِّ: إثباتُ الياء، قاله النَّوويُّ، و (الموالي) في أصلنا هنا: بغير ياء، واسم أبي الموالي زيدٌ، وهو مولى عليٍّ رضي الله عنه، تقدَّم له بعض الترجمة، وله ترجمة في «الميزان».

[تنبيهٌ: حديث عبد الرَّحمن بن أبي الموالي في الاستخارة هذا قال الإمام أحمد: (مُنكَرٌ)، وقد رأيت البخاريَّ قد أخرجه، وأخرجه معه الأئمَّةُ إلَّا مُسلِمًا، قال التِّرمذيُّ: (حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلَّا مِن حديث: ابن أبي الموالي، وهو مدنيٌّ ثقة) انتهى، وأخرجه أيضًا البخاريُّ في (الدَّعوات)] [1].

قوله: (فَاقْدُرْهُ لِي)، وكذا (فَاقْدُرْ [2] لِي الْخَيْرَ): هو بهمزة وصل، وبضمِّ الدَّال وكسرها، وبالكسر ضبطه الأصيليُّ، وبهما ضبطه غيره، ومعنى (اقدره لي [3]): أي: قدِّره لي.

==========

[1] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[2] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (وَاقْدُرْ).

[3] (لي): سقط من (ج).

[ج 1 ص 318]

(1/2373)

[حديث: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين]

1163# قوله: (عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ): (سُلَيم): بضمِّ السِّين، وفتح اللَّام، و (الزُّرَقي): بضمِّ الزاي، وفتح الرَّاء، وبالقاف؛ نسبة إلى بني زُرَيق من الأنصار.

قوله: (سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ): تقدَّم مرارًا أنَّ (أبا قتادة): اسمُه الحارث بن ربعيٍّ، وقيل: اسمه النُّعْمان، وقيل: عمرو، فارسُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

==========

[ج 1 ص 318]

(1/2374)

[حديث: أتي ابن عمر في منزله فقيل له: هذا]

1167# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الفضل بن دُكَين، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا سَيْفٌ): هو سيف بن سليمان _ويقال: ابن أبي سليمان_ المخزوميُّ مولاهم، المكِّيُّ، عن مجاهد، وعديِّ بن عديٍّ، وعنه: القطَّان وأبو نعيم، قال النَّسائيُّ: ثقة ثبت [1]، تُوُفِّيَ سنة (151 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، وله ترجمة في «الميزان»، وقد صحَّح عليه.

قوله: (أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ): (أُتِيَ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (ابنُ): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.

قوله: (الأُسْطُوَانَتَيْنِ): تقدَّم الكلام على (الأُسطوانة) في (باب الأبواب والغلق للكعبة).

قوله: (فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ): (وجهها): هو جهة بابها، انتهى [2]، وهو أشرفُ جهاتها، قاله ابن عبد السَّلام السُّلميُّ الشَّافعيُّ.

==========

[1] (ثبت): سقط من (ب).

[2] (انتهى): سقط من (ج).

[ج 1 ص 318]

(1/2375)

[باب الحديث يعني بعد ركعتي الفجر]

(1/2376)

[حديث: أن النبي كان يصلي ركعتين فإن كنت مستيقظةً .. ]

1168# قوله: (حَدَّثَنَا [1] سُفْيَانُ): تقدَّم في ظاهرها [2] أنَّه ابن عيينة الإمامُ، وكذا قوله بعد الحديث: (قُلْتُ لِسُفْيَانَ)؛ فهو هو.

قوله: (قَالَ أَبُو النَّضْرِ): تقدَّم في ظاهرها [3] أنَّه سالم بن أبي [4] أميَّة، وتقدَّم أنَّه بالإعجام.

[تنبيهٌ: في أصلنا بعد قوله: (حدَّثني أبو النَّضر) ما لفظه: (حدَّثني أبي عن أبي سلمة)، وقد كُتِبَ على قوله: (حدَّثني أبي): (صح)، وعلامة مُنفِيها، ولم يُطرِّفْه المِزِّيُّ إلَّا عن أبي النَّضر، عن أبي سلمة، ولم يذكر (حدثني أبي [5])، وهذه غلطٌ صريحٌ، وأبو [6] أبي النَّضر: يقال له: أبو أميَّة، ولا أعلم له رواية في الكتب السِّتَّة، بل ولا أعرف [7] ترجمته، والله أعلم] [8].

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم في ظاهرها [9].

(1/2377)

[باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعًا]

(1/2378)

[حديث: لم يكن النبي على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا]

1169# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمامُ المشهورُ، وتقدَّم بعض ترجمته، ونكاحه بالمتعة [1].

==========

[1] في (ج): (المتعة).

[ج 1 ص 318]

(1/2379)

[باب ما يقرأ في ركعتي الفجر]

(1/2380)

[حديث: كان النبي يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح]

1171# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّ (بَشَّارًا): بالشِّين المعجمة مُشدَّدة، وقبلها مُوَحَّدة مفتوحة، وأنَّه بندار، وتقدَّم ما البندار.

قوله: (ح [1]): تقدَّم الكلام عليها كتابةً ولفظًا في أوائل هذا التَّعليق.

قوله: (حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ): هو زهير بن معاوية بن حُدَيج [2]، الحافظ، أبو خيثمة، تقدَّم مُتَرْجَمًا.

قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ [3] عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ): هذا هو مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن، قيل في نسبه: ابنُ عبد الله بن عبد الرَّحمن بن سعد بن زُرَارة، الأنصاريُّ، والي المدينة، و (عَمْرة): عمَّتُه، وقيل: إنَّه أخوها، وقيل: ابنُ ابنِ أخيها، تقدَّم بعض ترجمته، ولهم: مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن أبو الرِّجال، يروي أيضًا عن عَمْرة، عن عَائشة، وهو أبو الرِّجال، وعَمْرة هي أمُّه، وهذا المكان هو من حديث ابن أخيها عنها [4]، وليس له [5] في الكتب السِّتَّة عنها سوى هذا الواحد، وهو في «البخاريِّ»، و «مسلم»، و «أبي داود»، و «النَّسائيِّ»، وقد اختُلِف في هذا الحديث أهو عن هذا أو هذا؟ وقد ذكره أبو مسعود في ترجمة: أبي الرِّجال عن أمِّه عَمْرةَ، ووهم في ذلك أيضًا، وتبعه الحُميديُّ في «جَمْعِه» على وهمه، ووهم غيرهما (أيضًا فيه من الرواة المتقدَّمين) [6]؛ فانظر ذلك إن أردته من «أطراف المِزِّيِّ».

قوله: (حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ): (إنِّي): هو بكسر الهمزة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (خ)، ويُنظَر هامشها.

[2] في (ب): (خديج)، وهو تصحيف.

[3] (عمَّته): ليس في «اليونينيَّة» و (ق)، وهي مستدركة في (أ) بلا علامة تصحيح.

[4] (عنها): سقط من (ب).

[5] (له): سقط من (ج).

[6] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 318]

(1/2381)

[باب التطوع بعد المكتوبة]

(1/2382)

[حديث: صليت مع النبي سجدتين قبل الظهر]

1172# 1173# قوله: (وَقَالَ [1] ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ): اعلم أنَّ من قوله: (وقال ابن أبي الزِّناد) إلى قوله: (وأيُّوب عن نافع) مكتوب عليه [2] في أصلنا: (مُكرَّر عند الجميع)، كذا [3] قال، ولكن هو في أصلنا الدِّمشقيِّ ثابت بلا خلاف، وقد جعل الجملة كلَّها في أصلنا المصريِّ في الآخر ما بعدها إلَّا (باب [4] من لم يتطوَّع [5] بعد المكتوبة)، والحاصل: أنَّه جعلها آخر الباب، وكانت في الأوَّل في مكان، ذكرتها أنا، وكما هو في أصلنا الدِّمشقيِّ، وهذا أمره قريب، غير أنَّه في مسألة التأخير، قدَّم متابعةَ كثيرٍ ومَن معه على مُتابعة ابن أبي الزِّناد، و (ابن أبي الزِّناد [6]): بالنُّون، واسمه عبد الرَّحمن بن عبد الله بن ذكوان أبو مُحَمَّد، عن أبيه، وشرحبيل بن سعد، وصالح مولى التَّوءمة، وعنه: لُوَين، وهنَّاد، وعليُّ بن حُجْر، قال ابن معين: هو أثبت النَّاس في هشام بن عروة، وقال أبو حاتم وغيره: لا يُحتجُّ به، تُوُفِّيَ سنة (174 هـ)؛ وكان يفتي ببغداد، له ترجمة في «الميزان»، علَّق له البخاريُّ كما ترى، وروى له الأربعة، وقد قدَّمتُ أنَّ التعليق المجزوم به _ كهذا_ هو صحيحٌ عمَّن علَّقه عنه، والشَّأن مِن [7] المُعلَّق عنه إلى آخره، فتارةً يكون على شرطه، وتارةً لا، وهذا ليس على شرطه؛ لأنَّ هذا الرجل لم يُخرِّج له في الأصول؛ فاعلمه، وهذا التعليق ليس في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا.

قوله: (تَابَعَهُ كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ): الضمير في (تابعه) يعود على ابن أبي الزِّناد، (هذا إن قلنا بتقديم ابن أبي الزِّناد، وإن قلنا بتأخيره؛ فالضَّمير يعود على عبيد الله) [8].

و (كَثِير): بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، وهو مدنيٌّ، يروي عن نافع وجماعة، وعنه: مالك واللَّيث، وُثِّقَ، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، ووثَّقه ابن مَعِين، قيل: كان مِن الفقهاء الألبَّاء [9]، ولكن عاجلته المنيَّة، فلم يشتهر.

(1/2383)

(وَأَيُّوبُ): هو ابن أبي تميمةَ السَّختيانيُّ، العالم المشهور، ومتابعة [10] كثير [11] ليست في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ومتابعة أيُّوبَ في «التِّرمذيِّ» [12]، ولهم: أيُّوبُ آخرُ، يروي عن نافع عن ابن عمر، وهو أيُّوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاصي الأمويُّ، أخرج له به [13] مسلمٌ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ في «الشَّمائل»، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، وأخرج لأيُّوبَ المشار إليه الجماعةُ، لكن ليس مِن هذا الطَّريق، والله أعلم.

[وأمَّا قول ابن أبي الزِّناد: (عن موسى بن عقبة، عن نافع)؛ فليس في شيء مِن الكتب السِّتَّة، والله أعلم] [14].

قوله: (وَحَدَّثَتْنِي أُخْتِي [15] حَفْصَةُ): قائل ذلك هو عبد الله بن عمر، وهذا غاية في الظُّهور عند أهله.

قوله: (وَكَانَتْ سَاعَةً): (ساعةً): مَنْصوبٌ منوَّن خبر (كان)، وهذا ظاهرٌ أيضًا.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (قال)؛ بغير واو.

[2] في (ب): (عليها).

[3] في (ج): (وكذا).

[4] في (ج): (بات)، وهو تصحيف.

[5] في (ج): (يطوع)، وليس بصحيح.

[6] زيد في (ب): (هو)، وضرب عليها في: (أ).

[7] (من): سواد في (أ).

[8] ما بين قوسين سقط من (ج).

[9] في (ج): (الأولياء).

[10] في (ج): (ومتابعتهما).

[11] (كثير): سقط من (ج).

[12] (ومتابعة أيُّوب في «التِّرمذيِّ»): سقط من (ج).

[13] (به): سقط من (ب) و (ج).

[14] ما بين معقوفين سقط من: (ج).

[15] (أختي): سقط من (ب).

[ج 1 ص 318]

(1/2384)

[باب من لم يتطوع بعد المكتوبة]

(1/2385)

[حديث: صليت مع رسول الله ثمانيًا جميعًا وسبعًا جميعًا]

1174# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عيينة الإمامُ، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ عَمْرٍو): هو ابن دينار، المشهور التَّرجمة.

قوله: (سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ): هو بفتح الشين المعجمة، وبعد العين المهملة ثاءٌ مُثلَّثةٌ، وبالمدِّ، واسمه جابر بن زيد الأزديُّ، الإمامُ، صاحب ابن عبَّاس، وعنه: قتادة، وأيُّوب، وخلقٌ، قال ابن عبَّاس: (لو نزل أهل البصرة عند قوله؛ لأوسعهم علمًا من كتاب الله)، تُوُفِّيَ سنة (93 هـ)، أخرج له الجماعة.

==========

[ج 1 ص 318]

(1/2386)

[باب صلاة الضحى في السفر]

قوله: (بَابُ صَلاَةِ الضُّحَى فِي السَّفَرِ): قال ابن المُنَيِّر: (إن قلت: ما وجه مطابقة حديث ابن عمر للترجمة، وهي مخصوصة بصلاة الضُّحى في السَّفر، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما نفيٌ مطلقٌ عن الحضر والسَّفر؟)، ثمَّ قال: (قلت: أشكل هذا على ابن بطَّال، فحمله على غلط الناسخ، وأنَّه جعل الحديث من الترجمة التي بعد هذه، وهي قوله: «باب مَن لم يُصلِّ الضحى»، ورآه واسعًا، وهو معذور إذا أذعنت فكرته في غور هذا المصنَّف؛ للقصور [1]؛ فإنَّ بحر البخاريِّ عميق، ونظره في أصول الشَّريعة عريق)، فذكر كلامًا؛ (حاصله: أنَّه إنَّما أورده [2] هنا، وحمله على السفر؛ لأنَّه قد ثبت صلاتها في الحضر من حديث أبي هريرة: «أوصاني ... »، فإذا حمل حديث ابن عمر على السفر؛ كان جمعًا بين الأحاديث، وإذا [3] حمله على الإطلاق؛ وقع التَّعارُض والاختلاف، فالجمع أولى) انتهى، وقد ذكر شيخنا الشَّارح [4] فيما قرأتُه عليه: (أنَّ ابن عمر روى إثبات صلاة الضُّحى، فكأنَّ [5] البخاريَّ على هذا جمع [6] بين حديثيه، والله أعلم)، وقد روى الحاكم في «المستدرك»: من حديثه: (أنَّه رأى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى الضحى ثماني ركعات)، وهو صحيح الإسناد.

[ج 1 ص 318]

==========

[1] في (ب): (لقصوره).

[2] في (ج): (أفرده).

[3] في (ج): (وإنما).

[4] (الشارح): سقط من (ج).

[5] في (ج): (وقال).

[6] في (ب): (يجمع).

(1/2387)

[حديث: قلت لابن عمر: أتصلي الضحى؟]

1175# قوله: (عَنْ [1] يَحْيَى): هذا هو القطَّان يحيى بن سعيد، سيِّدُ الحُفَّاظ وشيخُهم، تقدَّم مرارًا.

قوله: (عَنْ تَوْبَةَ): هو بالمُثَنَّاة فوقُ، والباقي معروف، وهو ابن كيسان العنبريُّ، عن أنس، وأبي العالية، وعدَّةٍ، وعنه: شعبة وسفيان، ثقة [2]، تُوُفِّيَ سنة (131 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، له ترجمةٌ في «الميزان»، وقد صحَّح عليه.

قوله: (عَنْ مُوَرِّقٍ): هو بضمِّ الميم، ثمَّ واو مفتوحة، ثمَّ راء مكسورة مُشدَّدة، ثمَّ قاف، اسم فاعل من (ورَّق)، كذا أحفظه، وهو العجليُّ، عن عمر، وسلمانَ، وخلقٍ، وعنه: قتادة وحميد، ثقة، عابد، مجاهد، مُؤثِرٌ، أخرج له الجماعة، قال مُحَمَّد بن عليِّ بن حمزة المروزيُّ: (هو مُوَرِّق بن مُشَمْرِج بن رفاعة بن بدر بن ضُبَيعة بن عجل بن بكر بن وائل، كان يحجُّ مع عمر ويصحبُه)، قال ابن سعد: (مات في ولاية عمر بن هبيرة على العراق)، وثَّقه النَّسائيُّ وغيره، قال ابن سعد: كان ثقةً عابدًا.

قوله: (لاَ إِخَالُهُ [3]): أي: لا أظنَّه، و (إخالُ)؛ بكسر الهمزة، وهو أفصح، وبنو أسد تقول: (أخال)؛ بفتح الهمزة، وهو القياس، قاله الجوهريُّ وغيره.

(1/2388)

[حديث: إن النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل ... ]

1176# قوله: (غَيْر أُمِّ هَانِئٍ): (غير): يجوز ضمُّها ونصبها، وهذا ظاهرٌ، وقد تقدَّم الاختلافُ في اسم أمِّ هانئ مع بعض ترجمتها رضي الله عنها.

قوله: (دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ): تقدَّم أنَّ فتح مكَّة كان في رمضان سنة ثمان من الهجرة، وتقدَّم ما وقع من ذلك في «صحيح البخاريِّ» عن ابن عبَّاس، وقد اختُلِف كم كان في الشهر، فذكرتُه، وكان يوم الجمعة، وقيل: يوم الاثنين، والصحيح الأوَّل.

==========

[ج 1 ص 319]

(1/2389)

[باب من لم يصل الضحى ورآه واسعًا]

(1/2390)

[حديث: ما رأيت رسول الله سبح سبحة الضحى]

1177# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا [1] مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، الإمام، وتقدَّم شيء من ترجمته.

قوله: (عَنِ الزُّهْرِيِّ): تقدَّم مرارًا كثيرة [2] مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، أحد الأعلام، وشيخ الإسلام.

قوله: (سُبْحَةَ الضُّحَى): تقدَّم أنَّ (السُّبْحة): صلاةُ النَّافلة، وتقدَّم لم قيل للنَّافلة: سُبْحة.

قوله: (وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا): كذا في أصلنا هنا، وتقدَّم اختلافُ الرُّواة في (لأُسَبِّحها) أو (لأستحبُّها)، وأنَّ بعضهم رواه: (لأستحسنُها)، وأنَّ ابن قُرقُول قال: (إنَّ هذا ليس بمعروف).

تنبيهٌ: هذا الحديث الذي فيه النَّفي، وحديثها في «مسلم»: (أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلِّي الضُّحى أربع ركعات، ويزيد [3] ما شاء الله)، والجمع _كما قاله النَّوويُّ_ بين حديثيها؛ في نفيها وإثباتها: (فهو أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان يصلِّيها بعض الأوقات؛ لفضلها، ويتركها في بعضها؛ خشية أن تُفرَض، كما ذكرته عائشة، ويُتأوَّل قولها: «ما كان يصلِّيها إلَّا أن يجيء من مغيبه»؛ معناه: ما رأيته، كما قال في الرِّواية الثَّانية: «ما رأيتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلِّي سبحة الضُّحى ... »؛ الحديث، وسببه: أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كان ما يكون عند عائشة في وقت الضُّحى إلَّا في نادر من الأوقات، فإنَّه قد يكون مسافرًا، وقد يكون حاضرًا، ولكنَّه في المسجد أو في موضعٍ آخرَ، وإذا كان عند نسائه؛ فإنَّما [4] يكون [لها يومٌ] [5] من تسعة أو ثمانية، فيصحُّ قولها: «ما رأيته يصلِّيها [6]» ... ) إلى آخر كلامه.

==========

[1] زيد في (ج): (أنَّه).

[2] زيد في (ب) و (ج): (أنَّه).

[3] في (ب): (ويزيدها).

[4] في (ب) و (ج): (وإنما).

[5] (لها يومٌ): مُثبَت من مصدره.

[6] في (ب): (يصلِّي).

[ج 1 ص 319]

(1/2391)

[باب صلاة الضحى في الحضر]

(1/2392)

[حديث: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت ... ]

1178# قوله: (حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْجُرَيْرِيُّ): (عبَّاس): بالمُوَحَّدة والسِّين المهملة، و (الجُريريُّ): بضمِّ الجيم، وهو العبَّاس بن فَرُّوخ الجُريريُّ، وفي نسخة هي في أصلنا، وعُلِّم عليها علامة رواتها [1] بعد (الجُريريِّ): (هو ابن فَرُّوخ) انتهى، البصريُّ أبو مُحَمَّد، وليس بأخٍ لسعيد الجُريريِّ، عن أبي عثمان النَّهديِّ، وعَمرو بن شعيب، وغيرهما، وعنه: شعبة، وهمَّام، والحمَّادان، وجماعةٌ، قال أحمد: ثقة ثقة [2]، وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث، مات كهلًا بعد العشرين ومئة، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ [3]): تقدَّم أنَّ اسم (أبي عثمان) هذا: عبد الرَّحمن بن [4] مَلٍّ، وتقدَّمت اللُّغات في (ملٍّ)، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (صَوْمِ ثَلاَثَةِ [5] أَيَّامٍ): (صوم): بالجرِّ، بدلٌ من (ثَلَاثٍ)، وكذا الذي بعده معطوفٌ عليه، ويصحُّ في الكلِّ الرَّفعُ، وهذا ظاهرٌ.

تنبيهٌ: الجزء الذي فيه وصيَّة أبي هريرة كلُّه كذبٌ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلَّا هذه الثَّلاث، نبَّه عليه غيرُ واحد من الحُفَّاظ؛ فاعلمه.

==========

[1] في (ج): (راويها).

[2] (ثقة): سقط من (ج).

[3] (النهدي): سقط من (ب).

[4] (بن): سقط من (ب).

[5] في (ب): (ثلاث)، وليس بصحيح.

[ج 1 ص 319]

(1/2393)

[حديث: قال رجل من الأنصار للنبي: إني لا استطيع الصلاة معك]

1179# قوله: (سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ): و (الأنصاري [1]) هي نسخة، وعليها علامة راويها، وقد [2] تقدَّم أنَّه احتُرِزَ بها عن أنس بنِ مالكٍ القُشيريِّ [3] أو الكعبيِّ.

قوله: (قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكَانَ ضَخْمًا): أي: سمينًا، تقدَّم أنَّ هذا الرَّجل السَّمين قال ابن شيخِنا البلقينيِّ: إنَّه عِتبان بن مالك، والله أعلم، [وكذا قال بعض حُفَّاظ العصر، قال: (وفي «الطَّبرانيِّ» من طريق عبَّاد بن منصور عن أنس قال: (اتَّخذ أبو طلحة مسجدًا في داره، فأرسلَ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ... )؛ الحديث، فيحتمل أن يُفسَّر [4] به [5]، انتهى] [6].

قوله: (وَقَالَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ جَارُودٍ [7]): تقدَّم أنَّ هذا اسمه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، ذكره ابن حِبَّان في «ثقاته»، أخرج له ابنُ ماجه.

(1/2394)

فائدةٌ: قال شيخنا الشَّارح: (روى إثباتَ صلاةِ الضُّحى قولًا أو فعلًا أمُّ هانئ، وأنسٌ، وأبو ذرٍّ، وأبو هريرة في «المستدرك [8]»، وأبو الدَّرداء، وابن مسعود، وجابر، وعائشة في «مسلم [9]»، ونعيم [10] بن همَّار في «أبي داود [11]»، وعمر، ومعاذ في «أبي داود [12]»، وأبو أمامة في «المستدرك [13]»، وعتبة بن عبْدٍ السُّلَميُّ في «الطَّبرانيِّ [14]»، وابن أبي أوفى، وأبو سعيد في «التِّرمذيِّ [15]»، وزيد بن أرقم في «مسلم» و «المستدرك [16]»، وابن عبَّاس في «المستدرك [17]»، وعقبة بن عامر، رواه «الحاكم»، وابن عمر أخرجه أيضًا، وبريدة أيضًا، وغيرهم) انتهى، وقد روى الحاكم في «المستدرك» من حديث أنس قال: (رأيت رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم [18] في سفر صلَّى [سبحة الضُّحى] [19] ثماني ركعاتٍ)، وهو صحيحُ الإسنادِ، وقد قدَّمتُه، قال شيخُنا الشَّارح: (وممَّا زدناه: جبير بن مُطعِم: «أنَّه رأى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلّي الضُّحَى [20]»، أخرجه الحاكم ... ) إلى أن قال: (وممَّا زدناه: الحسن، أخرجه الحاكم) انتهى، وقد راجعت «المستدرك» في (صلاة التَّطوُّع)؛ فلم أر فيه حديثًا في الضُّحى إلَّا حديث أبي هريرة مرفوعًا: «لا يحافظ على الضُّحَى إلَّا أوَّاب»، وحديث أنس الذي ذكرته: أنَّه رآه صلَّى الله عليه وسلَّم في سفر صلَّى [21] سُبْحة الضُّحى ثماني ركعات، ولعلَّ شيخنا أراد بقوله: (أخرجه الحاكم في حديث ابن عمر، وعقبة بن عامر، وبُريدة)؛ أي [22]: في «مصنَّفه في صلاة الضُّحَى»، لا في «المستدرك»، ولم أُراجع أنا «مصنَّف الضُّحَى» للحاكم، ولا هو عندي [23].

==========

[1] (والأنصاري): سقط من (ج).

[2] (قد): سقط من (ج).

[3] في (ج): (القري)، وليس بصحيح.

[4] في (ب): (أنَّه يفسره).

[5] (به): سقط من (ب).

[6] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[7] في هامش (ق): (اسمه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، روى له ابن ماجه، قاله المِزِّيُّ).

[8] (في المستدرك): سقط من (ب)، وهي رمز لها في (أ) و (ج) بـ (ك) فوق الكلمة.

[9] (في مسلم): سقط من (ب)، وهي رمز لها في (أ) و (ج) بـ (م) فوق الكلمة.

[10] في (ج): (وثعيم)، وهو تصحيف.

[11] (في أبي داوود): سقط من (ب)، وهي رمز لها في (أ) و (ج) بـ (د) فوق الكلمة، وكذا في المواضع اللاحقة.

[12] (في أبي داود): سقط من (ب).

[13] (في المستدرك): سقط من (ب).

(1/2395)

[14] (في الطَّبرانيِّ): سقط من (ب).

[15] (في التِّرمذيِّ): سقط من (ب).

[16] (في مسلم) و (المستدرك): سقط من (ب).

[17] (في المستدرك): سقط من (ب) و (ج).

[18] زيد في (ج): (يصلي بالضحى).

[19] (سبحة الضُّحى): مثبت من مصدره، ومن الموضع اللَّاحق.

[20] (يصلي الضحى): سقط من (ج).

[21] في النُّسخ: (صلاه)، والمثبت من مصدره.

[22] (أي): سقط من (ج).

[23] (ولا هو عندي): سقط من (ج).

[ج 1 ص 319]

(1/2396)

[باب: الركعتان قبل الظهر]

(1/2397)

[حديث: حفظت من النبي عشر ركعات ركعتين قبل الظهر]

1180# 1181# قوله: (عَنْ أَيُّوبَ): تقدَّم مرَّات أنَّه ابن أبي تميمة كيسان السَّختيانيُّ، الإمام.

قوله: (وَكَانَتْ سَاعَةً): (ساعةً): مَنْصوبٌ منوَّن خبرٌ، وهذا ظاهرٌ، وقد تقدَّم قريبًا.

قوله: (لاَ يُدْخَلُ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[ج 1 ص 319]

(1/2398)

[حديث: أن النبي كان لا يدع أربعًا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة]

1182# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): (يحيى) هذا: هو شيخ الحُفَّاظ، يحيى بن سعيد القطَّان، مشهور الترجمة، وقد قدَّمتُ بعضها.

قوله: (تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَمْرٌو، عَنْ شُعْبَةَ): أمَّا (ابن أبي عديٍّ)؛ فقد قال الدِّمياطيُّ: (مُحَمَّد بن ابراهيم) انتهى، وأمَّا (عمرو)؛ فقال الدِّمياطيُّ: (هو [1] عمرو بن مرزوق أبو عثمان الباهليُّ مولاهم، البصريُّ) انتهى، والضَّمير في (تابعه) يعود على (يحيى)، وهو القطَّان كما سبق، والحكمة في الإتيان بهذه المتابعة: تقويةٌ لما رواه القطَّان عن شعبة، قال النَّسائيُّ: هذا هو الصَّواب، وحديث عثمان بن عمر خطأ؛ يعني: عن شعبة، عن إبراهيم بن مُحَمَّد بن المُنتشِر [2]، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، انتهى، ومتابعة ابن أبي عديٍّ وعمرو _هو ابن مرزوق_ عن شعبة ليستا [3] في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم.

==========

[1] (هو): سقط من (ج).

[2] في (ب): (المبشر)، وليس بصحيح.

[3] في (ج): (ليس)، وليس بصحيح، كذا كانت في (أ) قبل الإصلاح.

[ج 1 ص 319]

(1/2399)

[باب الصلاة قبل المغرب]

(1/2400)

[حديث: صلوا قبل صلاة المغرب]

1183# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم أنَّه بفتح الميمين [1]، بينهما عين ساكنة، وأنَّ اسمه عبد الله بن عمرو، المنقريُّ المُقعَدُ.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن سعيد بن ذكوان التَّنُّوريُّ.

قوله: (عَنِ الْحُسَيْنِ): تقدَّم [2]، ابنُ ذكوان المُعلِّم، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ): وفي نسخة هي [3] في هامش أصلنا: (عبد الله بن بُريدة)، وكذا هو عبد الله بن بُريدة بن الحُصَيب الأسلَميُّ، تقدَّم.

[ج 1 ص 319]

قوله: (عَنْ [4] عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ): هذا هو عبد الله بن مُغَفَّل، وتقدَّم أنَّه بضمِّ الميم، وفتح الغين المعجمة، ثمَّ فاء مفتوحة مُشدَّدة، وتقدَّم أنَّه صحابيٌّ، وأنَّه فَرْد، وتقدَّم أنَّ هُبَيبَ ابن مُغْفِل؛ بضمِّ الميم، وإسكان الغين المعجمة، وكسر الفاء، وأنَّ مَن عداهما مَعقِل، و (عبد الله المزنيُّ) هذا: صحابيٌّ من أصحاب الشَّجرة، روى عنه [5]: الحسن، وسعيد بن جبير، وابن بريدة، وهو أوَّل مَن دخل تُستَر [6] وقت الفتح، تُوُفِّيَ سنة ستِّين، وقد أخرج له الجماعة، تقدَّم بعض ترجمته، ولكن طال العهد به، وقد قدَّمتُ أنَّ المُغَفَّل هو أخو ذي البِجَادَين، وأنَّه تُوُفِّيَ قبل فتح مكَّة.

فائدةٌ: أخرج ابن حِبَّان في «صحيحه»: أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى قبل المغرب ركعتين، ثمَّ قال عند الثَّالثة: «لمن شاء»، خاف أن يحسبَها النَّاس سُنَّة، وهذه رواية عزيزةٌ أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام صلَّاها، وقد خفي هذا الحديث على ابن قيِّم الجوزيَّة، فقال في «الهدي»: (وأمَّا الرَّكعتان قبل المغرب؛ فلم يُنقَل عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يصلِّيهما، وصحَّ عنه: أنَّه أقرَّ أصحابَه عليهما، وكان يراهم يصلُّونهما، فلم يأمرهم ولم ينهَهُم، وفي «الصَّحيحين» ... )؛ فذكر هذا الحديث حديثَ ابن مُغَفَّل، ثمَّ قال: (وهذا هو الصَّواب في هاتين الرَّكعتين أنَّهما مستحبَّة مندوب إليهما، وليست بسُنَّة راتبة؛ كسائر السُّنن الرَّواتب).

قوله: (كَرَاهِيَةَ): تقدَّم أنَّها بتخفيف الياء، وأنذَه يجوز فيها لغةً: (كراهي)، لا رواية، والله أعلم.

قوله: (سُنَّةً): قال النَّوويُّ: (أي: فرضًا ثبت بالسُّنَّة)، وقال شيخنا في «العجالة شرح المنهاج»: (والمراد بالسُّنَّة: الطَّريقةُ الملازمة، لا المعنى الاصطلاحيُّ).

(1/2401)

==========

[1] في (ب): (الميم).

[2] زيد في (ج): (أنَّه).

[3] (هي): سقط من (ج).

[4] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي).

[5] في (ج): (عن)، وليس بصحيح.

[6] في (ج): (السر)، وليس بصحيح.

(1/2402)

[حديث: إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم]

1184# قوله: (سَمِعْتُ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيَّ): أمَّا (مَرْثَد)؛ فهو بفتح الميم، ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ ثاء مُثلَّثة مفتوحة، ثمَّ دال مهملة، و (اليَزَني)؛ بفتح المُثَنَّاة تحت والزَّاي، ثمَّ بالنُّون، ثمَّ ياء النِّسبة، وهذا كلُّه ظاهر.

قوله: (أَلاَ أُعْجِبُكَ [1]): هو بضمِّ الهمزة، وسكون العين، وفي نسخة: (أُعَجِّبُكَ)؛ بفتح [العين، وكسر] الجيم المُشدَّدة، والأُولى في أصلنا، والثَّانية في الطُّرَّة، وهما لغتان.

قوله: (مِنْ أَبِي تَمِيمٍ): قال الدِّمياطيُّ: (عبد الله بن مالك الجيشانيُّ المصريُّ، مات سنة «77 هـ»، يقال: أسلم في حياة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم) انتهى، هاجر أبو تميم من اليمن زمن عمر، وسمع منه ومن عليٍّ، وقرأ القرآن على معاذ، وعنه: بكر بن سوادة، وكعب بن علقمة، وعدَّةٌ، وكان من العابدين، وهو مُخضرَمٌ، وقد أفردتُ المخضرمين في وُرَيقاتٍ، قلَّ أن تراهم مجموعين كَهُو، أخرج لأبي تميم: مسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، ووثَّقه ابن معين.

قوله: (قَالَ: الشُّغْلُ): هو [2] مَرْفوعٌ، ورفعه معروف.

==========

[1] في (ج): (أعجلت)، وليس بصحيح.

[2] (هو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 320]

(1/2403)

[باب صلاة النوافل جماعة]

(1/2404)

[حديث عتبان: كنت أصلي لقومي بني سالم وكان يحول بيني ... ]

1185# 1186# قوله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ): تقدَّم الكلام عليه في (الصَّلاة)، وأنَّه نسبه ابن السَّكن: (إسحاقَ بنَ إبراهيم)؛ يعني: ابن راهويه، وقد أتى إسحاق هذا عن يعقوب منسوبًا من رواية الأصيليِّ وابن السَّكن في (كتاب الحجِّ) في موضعين: (حدَّثنا إسحاق بن منصور [1]: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ... )؛ فذكر حديثًا، وفي مكانٍ آخرَ فيه: (حدَّثنا إسحاقُ: أخبرنا [2] يعقوب بن إبراهيم: حدَّثنا [3] ابن أخي ابن شهاب ... )؛ فذكر حديثًا، نسبه الأصيليُّ وحدَه في هذا [4] الموضع: «إسحاق بن منصور»، وذكر أبو نصر: أنَّ إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور يرويان عن يعقوب هذا؛ وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهريُّ)، انتهى مُلَخَّصًا، وقد تقدَّم مُطَوَّلًا.

قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الزُّهريُّ، العالم المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ ربِيعٍ [5] الأَنْصَارِيُّ): تقدَّم الكلام عليه في (كتاب العلم).

قوله: (قِبَلَ): هو بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة، تقدَّم مرَّاتٍ.

قوله: (فَوَدِدْتُ): هو بكسر الدَّال الأولى، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (أَتَّخِذُهُ): هو مَرْفوعٌ؛ لأنَّه لم يتقدَّمه ناصبٌ ولا جازمٌ، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (فَحَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ) [6]: (حبسته)؛ أي: أخَّرتُه، وتقدَّم أنَّ (الخَزِير) بفتح الخاء المعجمة، وكسر الزاي، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ راء، وهو اللَّحم يُقطَعُ صِغارًا، ويُصبُّ عليه ماءٌ كثيرٌ، فإذا نضج؛ ذُرَّ عليه الدَّقيق، فإن لم يكن فيها لحمٌ؛ فهي عَصِيدة، وقيل: هي حساء من دقيق ودسم، وقيل: إذا كان من دقيق؛ فهي حريرة، وإذا كان من نخالة؛ فهي خزيرة، وقيل غير ذلك.

قوله: (فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ): يعني: أهل المحلَّة.

قوله: (فَثَابَ): تقدَّم أنَّه بالمثلَّثة، وفي آخره مُوَحَّدة؛ أي: اجتمع.

قوله: (مَا فَعَلَ مَالِكٌ؟ لاَ أَرَاهُ): (مالك): هذا هو مالك بن الدُّخْشُم بن مالك بن غَنْم الأنصاريُّ، عَقَبيٌّ بَدريٌّ، وقيل: مَرْضَخةٌ في جدِّه، ولعلَّه لقبه، تقدَّم، وتقدَّم ما قيل في (دُخْشُم) من اللُّغات.

(1/2405)

قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ [7]: ذَلِكَ [8] مُنَافِقٌ): تقدَّم أنَّ قائل ذلك هو [9] عِتبان بن مالك، قاله شيخنا المؤلِّف، وعزاه لابن عبد البرِّ، وقد ذكرت فيما تقدَّم أنَّ الظاهر أنَّهما قضيَّتان.

قوله: (يَبْتَغِي بِذَلِكَ): أي: يطلب.

قوله: (فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ): تقدَّم أنَّه خالد بن زيد الأنصاريُّ، وتقدَّم ببعض [10] التَّرجمة، وأنَّ ابن عبَّاس أعطاه لمَّا وفد [11] عليه بالبصرة منزلَه بما أُغلِق عليه، ولمَّا قفل؛ أعطاه عشرين ألفًا، وأربعين عبدًا، وقدَّمتُ وفاته، وأنَّه تُوُفِّيَ سنة اثنتين وخمسين، أخرج له الجماعة رضي الله عنه.

قوله: (وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ): قدَّمتُ بعض الكلام عليه، وأنَّه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميَّة الأمويُّ الخليفةُ، وأنَّه مَقدوحٌ في عدالته، ليس بأهل أن يُروَى عنه، قال أحمد: لا ينبغي أن يُروَى عنه.

قوله: (أَقْفُلَ): هو بضمِّ الفاء؛ أي: أرجع.

==========

[1] (منصور): سقط من (ب).

[2] في (ج): (حدَّثنا)، وكلاهما صحيح، ينظر هامش «اليونينيَّة» (ح 1857).

[3] في (ب): (أخبرنا)، والمثبت موافق لما في «اليونينيَّة».

[4] في النُّسخ: (هذه)، والمثبت موافق لمصدره.

[5] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (الرَّبيع).

[6] زيد في (ج): (أي)، وضُرِب عليها في (أ).

[7] في هامش (ق): (ذكرتُ في أوَّل «الصحيح» أنَّ قائل ذلك هو عتبان بن مالك، ذكر ذلك ابن عبد البرِّ، وهكذا نقله شيخنا ابن التِّين، وفيه وقفة، والصحيح أنَّهما قضيتان).

[8] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (ذَاكَ).

[9] (هو): سقط من (ب).

[10] في (ب): (بعض).

[11] في (ج): (قدم).

[ج 1 ص 320]

(1/2406)

[باب التطوع في البيت]

قوله: (بَابُ التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ): في هذا التَّبويب استحبابُ جعل النَّوافل في البيت سواء الرَّاتبة وغيرها، ولا خلاف في هذا عند الشَّافعيَّة

[ج 1 ص 320]

فيما أعلمه (إلَّا ما ذكروه في التَّراويح على الصَّحيح) [1]، وبه قال الجمهور، وسواءٌ عندَهم راتبةُ فرائض النَّهار واللَّيل، وقال جماعة من السَّلف: الاختيار [2] فعلها في المسجد كلُّها، وقال مالك والثَّوريُّ: الأفضل فعل نوافل النَّهار الرَّاتبة في المسجد، وراتبة اللَّيل في البيت، ودليلُ الجمهور: الأحاديثُ الصَّحيحة التي فيها التَّصريحُ بأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى سنَّة الصُّبح والجمعة في بيته، وهما صلاتا نهار، مع قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أفضل الصَّلاة صلاة المرء في بيته إلَّا المكتوبة»، وهذا عامٌّ صريحٌ لا معارضَ له، فليس لأحدٍ العدولُ عنه؛ ففي تبويب البخاريِّ الردُّ عَلى مَنْ قالَ مِنَ السَّلف: أنَّ فعل النَّوافل كلِّها في المسجد أفضلُ، وعلى مَن فصَّل.

(فرعٌ غريبٌ: لو صلَّى سنَّة المغرب في المسجد؛ فهل تجزئ عنه وتقع موقعها، اختَلَف قولُ الإمام أحمد؛ فروى عنه ابنُه عبد الله أنَّه قال: بلغني عن رجل سمَّاه أنَّه قال: لو أنَّ رجلًا صلَّى الرَّكعتين بعد المغرب في المسجد؛ ما أجزأه، فقال: ما أحسنَ ما قال هذا الرَّجل! وما أجود ما انتزع! وقد ذكر ذلك ابن القيِّم في أوائل «الهدي» بأطولَ مِن هذا) [3].

قالَ العلماءُ: والمعنى في مشروعيَّة النَّوافل: تكميلُ الفرائضِ بها إنْ عَرَضَ فيها نقصٌ، كما ثبت في الحديث في «سنن أبي داود» وغيره، وترتاض نفسه بتقديم النَّافلة، وتنشطُ [4] بِها، ويَتفرَّغُ قلبه أكمل فراغ للفريضةِ، ولهذا استُحِبَّ أنْ تُفتَتَح صلاةُ اللَّيل بركعتينِ خفيفتين، والله أعلم.

(1/2407)

[حديث ابن عمر: اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا]

1187# قوله: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ): تقدَّم أنَّه وهيب بن خالد، البَاهِليُّ الكرابيسيُّ، الحافظ، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه.

قوله: (عَنْ أَيُّوبَ): تقدَّم أنَّه ابن أبي تميمة كيسان السَّختيانيُّ.

قوله: (وَعُبَيْدِ اللهِ): تقدَّم أنَّه عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب مرارًا.

قوله: (تَابَعَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ): الضَّمير في (تابعه) يعود على (وُهَيْب)، و (عبد الوهَّاب): هو ابن عبد المجيد بن الصَّلت، الثَّقفِيُّ، الحافظ، ومتابعة عبد الوهَّاب عن أيُّوب أخرجها مسلم في (الصَّلاة)، عن مُحَمَّد بن المثنَّى عنه به.

==========

[ج 1 ص 321]

(1/2408)

((20)) [كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]

قوله: (بَابُ الصَّلاةِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ): اعلم أنَّ الصَّلاة بمكَّة بمئةِ ألفٍ في الكعبةِ، وفي المسجدِ حولها، وفي مسجدِ المدينةِ بزيادة على ألفٍ، وسيأتي بخمسين ألف صلاةٍ، وأنَّه مُنكَرٌ، وقد روى عبد الله بن الزُّبير: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صلاةٌ في مسجدِي هذا أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ، وصَلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضل من مئة صلاةٍ في مسجدي»، حديثٌ حسنٌ، رواه أحمد ابن حنبل في «مسنده»، والبيهقيُّ، وغيرهما، بإسناد حسن، وعزاه ابن قيِّم الجوزيَّة لـ «المسند» و «النَّسائيِّ»، ولم أره في «النَّسائيِّ»، وعن عبدِ الله بنِ الزُّبَير: أنَّه سمعَ عمرَ [1] رضي الله عنه يقول: صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ خيرٌ من مئة ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجد إلَّا مسجدَ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فالصَّلاةُ في المسجد الحرامِ بمئة ألفٍ، وفي مسجدِ المدينةِ بزيادةٍ على ألفٍ، وستأتي الرِّواياتُ في بيتِ المقدسِ، والله أعلم.

(1/2409)

[حديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام]

1188# 1189# قوله: (عَنْ قَزَعَةَ): هو بفتح الزَّاي، وقالَ ابن قُرقُول: (ومنهم [1] مَن يُسكِّنُ الزَّاي، وصوَّبه [2] ابنُ مكِّيٍّ، وكذلك وُجِد بِخَطِّ ابن الأنباريِّ) انتهى، وهو قزَعة بن يحيى، ويقال: ابن الأسود، عن أبي هريرة، وأبي سعيدٍ، وعنه: قتادة، وعاصم الأحول، وعدَّة، وثَّقه العجليُّ وغيره، وقال ابن خراش [3]: صدوق، وليس لقزعة في «صحيح البخاريِّ» سوى هذا الحديث الواحد.

قوله: (سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ [4] أَرْبَعًا): هذا هو أبو سعيدٍ سعدُ بن مالكٍ بن سنانٍ الخدريُّ، تقدَّم بعضُ ترجمته.

تنبيهٌ: اختَلَف النُّحاة في (سمعت)؛ هل تتعدَّى إلى مفعولين على قولين؛ أحدهما: نَعم، وهو مذهب أبي عليٍّ الفارسيِّ في «إيضاحه»، قال: لكن لا بدَّ أن يكون الثَّاني ممَّا يُسمَع؛ كقولك: سمعت زيدًا يقول كذا، ولو قلت: سمعتُ زيدًا أخاك؛ لم يجُز، والصَّحيح: أنَّها لا تتعدَّى إلَّا إلى واحد، والفعل الواقع بعد المفعول في موضع الحال؛ أي: سمعته حال قوله كذا، والله أعلم، والظَّاهر [5] أنَّ (أربعًا) مَنْصوبٌ بنزع الخافض، وسيأتي قريبًا: (بِأَرْبَعٍ).

قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): هذا هو ابن عُيينة الإمامُ، تقدَّم بعضُ الكلامِ عليه.

قوله: (عَنْ سَعِيدٍ): هذا هو ابن المسيّب، تقدَّم.

==========

[1] في (ج): (منهم).

[2] في (ب): (وصوابه).

[3] في (ب): (حواس)، وليس بصحيح، وفي باقي النسخ: بلا نقط.

[4] زيد في «اليونينيَّة»: (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).

[5] في (ج): (والكلام).

[ج 1 ص 321]

(1/2410)

[حديث: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه]

1190# قوله: (عَنْ زَيْدِ بْنِ رَبَاحٍ): هو بفتح الرَّاء، وبالمُوَحَّدة، روى زيدٌ هذا عن أبي عبد الله الأغرِّ، وعنه: مالكٌ، له حديث: «صلاةٌ في مسجدي هذا ... »، قال عبد الرَّحمن بن شيبة: قُتِلَ سنة إحدى وأربعين ومئة، قال [1] أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسًا، أخرج له البخاريُّ، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، قال الذَّهبيُّ في «الكاشف»: صدوقٌ، وقال في: «الميزان»: ما وجدتُّ راويًا عنه سوى مالكٍ، فقرنه بعُبيدِ الله بن الأَغَرِّ، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسًا، انتهى.

قوله: (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ): هو بفتح الهمزة، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الرَّاء، واسمه سلمان المدنيُّ، مولى جُهينةَ، عن أبي هريرة وأبي أيُّوب، وعنه: الزُّهريُّ، وبكير بن الأشَجِّ، أخرج له الجماعة، قال [2] شعبة: كان الأغرُّ قاصًّا من أهل المدينة، وكان رضًا، تقدَّم بعض ترجمته.

==========

[1] في (ب): (وقال).

[2] في (ج): (وقال).

[ج 1 ص 321]

(1/2411)

[باب مسجد قباء]

قوله: (بَابُ مَسْجِدِ قُبَاءٍ): تقدَّم الكلام على (قباء)، وأنَّهُ بالمدِّ، مُذكَّر، مُنوَّن مصروفٌ، هذه اللُّغة الفصيحة، وحكى صاحب «المطالع»: القصر، وأخرى: وهي التَّأنيث وتركُ الصَّرف، والمختار ما قدَّمتُه، وتقدَّم أنَّه على ثلاثةِ أميالٍ من المدينة المُشرَّفة، (وأصله بئر هناك، ومسجد قباء أوَّل مسجدٍ أُسِّسَ على التَّقوى على قولٍ، ويقال: مسجدُ المدينةِ، وهو أصحُّ، وأوَّلُ من وضع فيه حجرًا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ أبو بكرٍ، ثمَّ عمر رضي الله عنهما) [1].

تنبيهٌ: رُوِي في مسجدِ قُباء حديثٌ صحيحٌ في «التِّرمذيّ» و «ابن ماجه» عن أُسَيْد بن ظُهَير رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «صلاةٌ في مسجدِ قباءَ كعمرةٍ»، ذكر [2] الذَّهبيُّ في «ميزانه» في ترجمة زيادٍ أبي الأبرد، عن أُسَيد بن ظُهَيرٍ: صَحَّح له التِّرمذيُّ حديثه، وهو: «صلاةٌ في مسجدِ قباءَ كعمرةٍ»، قال: وهذا حديثٌ مُنكَر، روى عنه عبد الحَميد بن جعفر فقط، انتهى، والحديث في «التِّرمذيِّ» و «ابن ماجه [3]» من [4] طريقه.

فائدةٌ: في «ابن ماجه» من حديثِ ميمونةَ رضي الله عنها بإسنادٍ جيِّد في بيت المقدس: «ائتوه وصلُّوا فيه، فإنَّ صلاةً فيه كألف صلاةٍ في غيره»، وله مِن حديثِ أنسٍ رضي الله عنه: «صلاةٌ في المسجدِ الأقصى بخمسين ألف [5] صلاة، وصلاةٌ في مسجدي بخمسين ألف صلاةٍ»، ليس في إسناده من ضُعِّف، قال الذَّهبيُّ: مُنْكَر، ورأيتُ عن عُمر بن بدرٍ الموصليِّ قال: لا يصحُّ في بيت المقدسِ غيرُ ثلاثة أحاديثَ؛ منها: «أنَّ الصَّلاة فيه بسبعِ مئةِ صلاة» انتهى، وهذا لا أحفظه، والذي أحفظه ما ذكرتُه لك، ورأيت عن الدَّارقطنيِّ في روايةٍ في «علله»: «بمئتين وخمسين صلاة»، وروى ابن عبد البرِّ في: «التَّمهيد»: (أنَّ الصَّلاة في مسجدِ المدينةِ بألف صلاة، والصَّلاة في الأقصى بخمسِ مئة)، قال البزَّار: إسناده حَسَنٌ، نقلهُ بعضُ مشايخي فيما قرأتُه عليه، والرِّواياتُ كلُّها مُندَرجةٌ في الأَلْفِ إلَّا أنَّ الخمسين ألفًا؛ فإنَّه مُنكَر؛ لأنَّه ليس في رواية القليلِ ما ينفي الكثير، وهو من بابِ مفهومِ العددِ، ولا شكَّ في إنكار الخمسين ألفًا، والله أعلم.

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[2] في (ب): (وذكر).

[3] (وابن ماجه): سقط من (ب).

[4] في (ب): (ومن).

[5] (ألف): سقط من (ج).

[ج 1 ص 321]

(1/2412)

[حديث: كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين يوم يقدم بمكة]

1191# 1192# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ): هو إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّةَ، الإمام المشهور.

قوله: (أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابنُ أبي تميمةَ السَّختيانيُّ، الإمام العَلَم.

قوله: (يَوْمِ يَقْدَمُ بِمَكَّةَ)، وكذا قوله: (وَيَوْمِ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ): هما بالجرِّ بدلٌ من (في يومين)، ويجوز نصبُهما.

قوله: (لاَ تَتَحَرَّوْا): هو بتاءين مثنَّاتين فوقُ؛ أي: تتعمَّدُوا وتتقصَّدُوا [1]، وقد تقدَّم معنى (التَّحرِّي).

==========

[1] في (ج): (وتتقصوا).

[ج 1 ص 321]

(1/2413)

[باب إتيان مسجد قباء ماشيًا وراكبًا]

(1/2414)

[حديث: كان النبي يأتي قباء راكبًا وماشيًا]

1194# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تقدَّم أنَّه ابنُ سعيدٍ القطَّان، الإمامُ، شيخُ الحُفَّاظ.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابنُ عمر بنُ حفصٍ بن عاصمٍ بنُ عمر بن الخطَّاب العمريُّ.

قوله: (زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ): هو عبدُ الله بنُ نُميرٍ، الهمْدانيُّ الكوفيُّ، عن هشام بن عُروةَ والأعمش، وعنه: ابنه، وأحمد، وابن معين، حجَّة، تُوُفِّيَ سنة (199 هـ)، أخرج له الجماعة، وإنَّما أتى بزيادة ابن نُمَير لفائدتين؛ إحداهما [1]: ذكر الصَّلاة فيه، والثَّانية: أنَّه قال: (حدَّثنا عُبيدُ الله)، ويحيى قال: «عن»، وإن حُوشِي يحيى من التَّدليس، إلَّا أنَّه تقدَّم أنَّ في العنعنة خلافًا وإن كانت من غير مُدَلِّس، فأحبَّ أن يخرجَ من الخلاف، والله أعلم، وزيادته هذه رواها مع الحديث مسلمٌ في «صحيحه» في (الحجِّ)، عن مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وأبو داود فيه، عن عثمان ابن أبي شيبة؛ ثلاثتهم عن عبد الله بن نُمَيْرٍ به، والله أعلم.

(1/2415)

[باب فضل ما بين القبر والمنبر]

[ج 1 ص 321]

قوله: (بَابُ فَضْلِ مَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ): فائدةٌ: قال النَّوويُّ في «المناسك الكبرى؛ الإيضاح»: (وفي كتاب «المدينة»: أنَّ ذرع ما بين القبر والمنبر ثلاثٌ وخمسون ذراعًا وشبر، وأنَّ ذرع ما بين المنبر ومقام النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي كان يصلِّي فيه حتَّى تُوُفِّيَ أربعةَ عشرَ ذِراعًا وشِبْرٌ)، انتهى.

(1/2416)

[حديث: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة]

1195# قوله: (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ): وقد صحَّ: (ما بين قبري ومنبري)، ولا تنافي؛ لأنَّ قبره في بيته.

قوله: (رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ): حمله جماعةٌ على ظاهرهِ، فقالوا: يُنقَلُ ذلك الموضعُ بعينِه إلى الجنَّة، ويحتمل أن يريد به أنَّ العمل الصَّالح في ذلك الموضعِ يُودِي بصاحبِه إلى الجنَّة، واستَبعدَهُ بعضُهم، انتهى، ولا شكَّ في بُعده.

==========

[ج 1 ص 322]

(1/2417)

[حديث أبي هريرة: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة]

1196# قوله: (عَنْ يَحْيَى): تقدَّم أنَّه يحيى بن سعيد القطَّان، سيِّدُ الحُفَّاظ.

قوله: (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ): تقدَّم قريبًا أنَّه العُمريُّ [1] عبيدِ الله بن عُمر بن حفص بن عاصم بن عُمر بن الخطَّاب.

قوله: (حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو بالخاء المعجمة المضمومة، الخزرجيُّ، عن عمَّته أُنَيسة _ولها صحبةٌ_ وحفصِ بنِ عاصمٍ، وعنه: شُعبةُ ومالكٌ، وثَّقه ابن معين والنَّسائيُّ، تُوُفِّيَ في إمارةِ مروان، كذا في «التذهيب»، وفي «ثقات ابن حِبَّان»: تُوُفِّيَ في سنة (132 هـ)، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ): هو حفص بن عاصم بن عُمر بن الخطَّاب، ثقةٌ، أخرج له الجماعة.

قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبدُ الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.

(1/2418)

[باب مسجد بيت المقدس]

قوله: (مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ): تقدَّم بظاهرها [1] الصَّلاة فيه، بكم هي والروايات في ذلك؛ فانظره هنا.

==========

[1] في (ب): (أنَّ).

[ج 1 ص 322]

(1/2419)

[حديث أبي سعيد: لا تسافر المرأة يومين إلا معها زوجها .. ]

1197# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك الطيالسيُّ، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ): هذا هو عبد الملك بن عُميرٍ الكوفيُّ، رأى عليًّا، وسمع جَريرًا، والمغيرة، والنُّعْمان بن بَشير، وعنه: شعبةُ والسُّفيانان، قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس بالحافظ، وقال النَّسائيُّ وغيره: ليس به بأس، مات سنة (136 هـ)، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (سَمِعْتُ قَزَعَةَ): تقدَّم بظاهرها [1] أنَّه بفتح الزَّاي وتسكَّن، وقد تقدَّم بظاهرها [2] بعض ترجمته.

قوله: (أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ): تقدَّم مرارًا أنَّه سعد بن مالك بن سنان الخدريُّ؛ بالدال المهملة؛ نسبة إلى خُدرة، من الأنصارِ، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه.

قوله: (وَآنَقْنَنِي): هو بهمزةٍ ممدودةٍ مفتوحةٍ، ثمَّ نون مفتوحةٍ، ثمَّ قافٍ ساكنةٍ، ثمَّ نونان؛ الأولى مفتوحة؛ بمعنى: أعجبْنَني إعجابًا بالغًا، قال ابنُ قُرقُول: (ورواه بعضُهم: «أينقنني»؛ بالياء)، قال: (وإنَّما هي صورة ألف المدَّة التي بعد الهمزة، فغلط الرَّاوي)، قال ابن الأثير: [(ويرويه المُحَدِّثون: «أينقنني»، وليس بشيء) انتهى، قال ابن قُرقُول] [3]: (وضبطه الأصيليُّ: «أتَقْنَنِي»، من التَّوق؛ وهوالشَّوق البالغ؛ أي: شوَّقنَنِي أو جعلْنَنِي تائقًا، والأوَّلُ أليقُ بالمعنى، يقال: تُقْتُ إلى الشَّيء أتوق توقًا، وتتوَّقت إليه تتوُّقًا، وآنقني [4] الشَّيءُ يُؤنقني إيناقًا: صيَّرني نائقًا؛ أي: كسَّبني ذلك) انتهى، وفيه غير ما ذكره من الرِّوايات، والله أعلم.

(1/2420)

(بَابُ اسْتِعَانَةِ الْيَدِ فِي الصَّلاة ... ) التَّرجمة [1] ... إلى (بَاب مَا جَاءَ فِي السَّهْوِ)

قوله: (وَوَضَعَ أَبُو إِسْحَاقَ قَلَنْسُوَتَهُ [2]): (أبو إسحاق) هذا: لم أرَ أحدًا عيَّنه، ومن يقالُ له: أبو إسحاقَ من العلماءِ جماعةٌ، والذي ظهر لي أنَّه أبو إسحاق السَّبيعيُّ عَمرو بن عبد الله أبو إسحاق السَّبيعيُّ الهمْدانيُّ، فإنَّه أحد الأعلام، وقد روى أبو إسحاق السَّبيعيُّ عن سبعين أو ثمانين نفرًا، لم يروِ عنهم غيرُه، وله نحو ثلاث مئة شيخ، وفي موضع آخر: له أربع مئة شيخ، وقال العجليُّ: سمع ثمانية وثلاثين صحابيًّا، انتهى، وهو يشبه الزُّهريَّ في الكثرة، وقيل لشعبة: سمع أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: ما كان يُصنَع بمجاهد؟! هو أحسن من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين، وثناء النَّاس على علمه الغزير ودينه كثيرٌ، وهو ثقة، وثَّقه ابن معين وأحمد، تُوُفِّيَ سنة ثمان وعشرين، وقال ابن عيينة: سنة ستٍّ، وقال يحيى القطَّان: سنة سبعٍ؛ يعني: وعشرين ومئة، عاش تسعًا وتسعين سنة، وقال الذَّهبيُّ: قلت: إنَّما عاش نحوًا من خمس وتسعين سنةً، فإن لم يكن هذا؛ فلا أعرفُه بعينه، والله أعلم)، [وكذا رأيت بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين نسبه، فقال: (السَّبيعيَّ)، ولم يخرِّج أثره، والله أعلم] [3].

قوله: (قَلَنْسُوَتَهُ [4]): تقدَّم الكلام عليها قبل هذا، وقد ذكر ابن الأنباريِّ فيها سبعَ لغات، وهي كالقُبَّع.

قوله: (وَرَفَعَهَا): كذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: (أو رفعها)، حكاه ابن قُرقُول خلافًا في الرواية، وقال: (حذفها هو الصَّواب)، ولفظه في (حرف الهمزة) في (فصل [5] أو)؛ فذكر الأثر: («أو رفعها»؛ كذا لعُبدوس والقابسيِّ على الشَّكِّ، وعند النَّسفيِّ، وأبي ذرٍّ، والأصيليِّ: «ورفعها» من غير شكٍّ، وهو الصَّواب) انتهى.

قوله: (عَلَى رُسْغه [6]): هو بضمِّ الرَّاء، وإسكان السِّين المهملة، ثمَّ غين معجمة، و (الرُّصغ)؛ بالصَّاد مثله [7]، وهو مفصلُ ما بين الكفِّ والسَّاعد، ومُجتمَع السَّاق مع القدم رسغٌ أيضًا.

(1/2421)

قوله: (إِلَّا أَنْ يَحُكَّ جِلْدًا أَوْ يُصْلِحَ ثَوْبًا): هذا من كلام البخاريِّ، ومراده: أنَّه لا حرج عليه فيه؛ لأنَّه أمرٌ عامٌّ لا يمكن الاحتراز عنه، والله أعلم، [هذا الذي فهمته أنا [8] أنَّه من [9] كلام البخاريِّ، وقال حافظٌ معاصرٌ ما لفظه: (ليس هو من كلام البخاريِّ، بل هو بقيَّة الأثر المرويِّ عن عليٍّ)، وهذا من فوائد وصل التعاليق؛ لأنَّه يحصل بذلك الاطَّلاع على مثل هذه الأشياء، وقد عزا هذا التعليقَ المعاصرُ إلى الأماكن التي هو فيها، وذكره وهو من كلام عليٍّ رضي الله عنه، والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَع] [10].

==========

[1] (الترجمة): سقط من (ج).

[2] في (ج): (قلنسوة)، وهو تحريف.

[3] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[4] في (ج): (قلنسوة)، وهو تحريف.

[5] في (ج): (وصل)، وليس بصحيح.

[6] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (رُصْغِهِ).

[7] في (ج): (مثلثة)، وليس بصحيح.

[8] في النُّسخَتَين: (أنَّه)، ولعلَّ المثبتَ هو الصَّوابُ.

[9] في (ب): (من أنَّه).

[10] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 322]

(1/2422)

[حديث ابن عباس: أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين]

1198# قوله: (عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ): تقدَّم الكلام عليها رضي الله عنها، ومتى تزوَّجها، وبنى بها بسرف، وتُوُفِّيَت بها.

قوله: (عَلَى عَرْضِ): تقدَّم أنَّه بفتح العين، ضدُّ الطُّول، وقد تقدَّم ما فيه من أنَّ بعضهم رواه بضمِّها؛ وهو النَّاحية والجانب، وأنَّ الفتح أظهر.

قوله: (إِلَى شَنٍّ): تقدَّم أنَّه القُربة البالية.

قوله: (مُعَلَّقَةٍ): أنَّثها على إرادة القُربة.

قوله: (فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ): تقدَّم أنَّه بضمِّ الواو الفعلُ، وأنَّ الماءَ بالفتح، وأنَّه يجوز في كلٍّ منهما الضمُّ والفتح، مرارًا.

قوله: (وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا): تقدَّم أنَّ المحوَّلين من الشمال إلى اليمين: ابن عبَّاس في «البخاريِّ» و «مسلم»، وجابرُ بن عبدِ الله في «مسلم»، وجَبَّار بن صخر في «مسند أحمد»، (وحذيفةُ بن اليماني كما هو في كتاب «زوائد معجمَي [1] الطَّبرانيِّ الصغير والأوسط»، والله أعلم) [2].

==========

[1] في (ب): (معجم).

[2] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 322]

(1/2423)

[باب ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة]

[ج 1 ص 322]

قوله: (بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [1] مِنَ الْكَلاَمِ فِي الصَّلاة): اعلم أنَّ الكلامَ في الصَّلاة سواءٌ كان بحاجة أو غيرها، وسواءٌ كان لمصلحة الصَّلاة أو غيرها؛ حرامٌ، فإن احتاج إلى تنبيهٍ أو إذنٍ لداخل ونحوه؛ سبَّح إن كان رجلًا، وصفَّقتِ المرأة، هذا مذهب الشَّافعيِّ، ومالكٍ، وأبي حنيفة، وأحمد، والجمهور، وقالت طائفةٌ _منهم الأوزاعيُّ_: يجوز الكلام لمصلحة الصَّلاة؛ لحديث ذي اليدين، وهذا في كلام العامد العالم، أما النَّاسي؛ فلا تبطل صلاته بالكلام القليل عند الشافعيَّة، وبه قال مالكٌ، وأحمد [2]، والجمهور، وقال أبو حنيفة والكوفيُّون: تبطل، فإن كثر كلام النَّاسي؛ ففيه وجهان للشَّافعيَّة؛ أصحُّهما: تبطل صلاته؛ لأنَّه نادر.

وأمَّا كلام الجاهل إذا كان قريب العهد بالإسلام؛ فلا تبطل بقليله؛ لحديث [3] معاوية بن الحكم؛ لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام لم يأمره بالإعادة، وقال جماعة: يُرَدُّ السَّلام نطقًا في الصَّلاة؛ منهم: أبو هريرة، وجابر، والحسن، وابن المسيّب، وقتادة، وإسحاق، وأجمع العلماء على أنَّ الكلام فيها عامدًا عالمًا بتحريمه لغير مصلحتها، ولغير إنقاذ هالكٍ وشبهه؛ مبطلٌ، فحصل في الكلام في الصَّلاة [4] مذاهبُ، والله أعلم.

فرعٌ: التلفُّظ بالنذر عامدًا لا يبطل الصَّلاة على الأصحِّ في «شرح المهذَّب»، والصدقة، والعتق، وسائر القرب مثله قياسًا إذا لم يكن فيه خطاب.

فرعٌ: لو دعا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مصلِّيًا فأجابه؛ لم تبطل على الصحيح، والذي يظهر أنَّ إجابته بالفعل الكثير كالقول.

فرعٌ: دعاء أحد الوالدين سيأتي بمقلوبها [5].

فرعٌ: إنذار المشرف على الهلاك ليس بمبطل على الأصحِّ عند القاضي أبي الطَّيب طاهر بن عبد الله الطبريِّ وغيرِه، والشيخ محيي الدين النَّوويِّ في «التحقيق»، وأمَّا الرافعيُّ؛ فصحَّح البطلان، وتابعه النَّوويُّ في «الروضة»؛ لأنَّه قد لا يقع فيما يخاف منه، والله أعلم.

(1/2424)

[حديث: كنا نسلم على النبي وهو في الصلاة فيرد علينا]

1199# قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ): هذا هو مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمير، أبو عبد الرَّحمن الخارفيُّ _بالخاء المعجمة، وبعد الألف فاء، ثمَّ ياء النسبة، إلى خارِفٍ؛ بطنٍ من همْدان_، الحافظ الكوفيُّ الزاهد، عن المطَّلب بن زياد وابن عيينة، وعنه: البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، ومطيَّن، وأبو يعلى، قال أبو إسماعيل التِّرمذيُّ: (كان أحمد يعظِّم ابنَ نُمير تعظيمًا عجيبًا)، وقال أحمد بن صالح: (ما رأيتُ بالعراق مثله ومثل أحمد ابن حنبل)، مات سنة (234 هـ[1])، أخرج له الجماعة، وثَّقه النَّسائيُّ وغيره.

قوله: (حَدَّثَنِي [2] ابْنُ فُضَيْلٍ): هو مُحَمَّد بن فُضَيل؛ بضمِّ الفاء، وفتح الضَّاد، وهذا ظاهرٌ، وهو مُحَمَّد بن فُضيل بن غزوان الضَّبِّيُّ مولاهم، الحافظ أبو عبد الرَّحمن، عن أبيه، ومغيرة، وحُصَين، وعنه: أحمد، وإسحاق، والعطارديُّ، ثقةٌ شيعيٌّ [3]، مات سنة (194 هـ)، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان»، وقد تقدَّم، ولكن بَعُدَ العهد به.

قوله: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه سليمان بن مِهران، أبو مُحَمَّد الكاهلي القارئ، تقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنْ إِبْرَاهِيمَ): هو ابن [4] يزيد [5] النَّخَعيُّ الفقيه، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عَلْقَمَةَ): هو علقمة بن قيس النَّخَعيُّ، أبو شبل الكوفيُّ، تقدَّم.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من سادة [6] الصَّحابة رضي الله عنهم، ثمَّ اعلم أنَّ البخاريَّ ذكر في هذا الباب حديثَي ابن مسعود وزيد بن أرقم، وقد اختلف النَّاس في تحريم الكلام؛ هل حرم بمكَّة أو بالمدينة؟ فمَن قال بالأول؛ تمسَّك بحديث ابن مسعود، ومن قال بالثاني؛ تمسَّك بحديث زيد، وإسلامُه بالمدينة، وسورة (البقرة) مدنيَّة خصوصًا الآية التي ذكرها، وأجاب [7] القائلون بهذا: بأنَّ ابن مسعود لما عاد إلى مكَّة من الحبشة؛ رجع إلى النجاشيِّ بالحبشة في الهجرة الثانية، ثمَّ ورد على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالمدينة وهو يتجهَّز إلى بدر، وقال الخطَّابيُّ: إنَّما نُسِخَ الكلام بعدَ الهجرةِ بمدَّة يسيرة [8].

(1/2425)

وأجاب الأوَّلون: بأنَّ الظاهر يحدِّدُ هذه الحال في غيبة ابن مسعود الأُولى؛ فإنَّه قال: (فلمَّا رجعنا من عند النَّجاشيِّ)، ولم يقل: في المرَّة [9] الثانية، وحملوا حديث زيد على أنَّه إخبار عن الصَّحابة المتقدِّمين، كما يقول [10] القائل: قتلناكم وهزمناكم؛ يعنون: الآباء والأجداد، وقول الخطَّابيِّ يحتاجُ إلى تاريخ، والتاريخُ بعيدٌ.

قال شيخنا الشَّارح: (وأبدى ابن حِبَّان فيه شيئًا حسنًا، فإنَّه قال: قد توهَّم من لم يُحْكِم صناعة العلم أنَّ نسخ الكلام في الصَّلاة بالمدينة بحديث زيد بن أرقم، وليس كذلك؛ لأنَّ الكلام في الصَّلاة [11] كان مباحًا إلى أن رجع ابنُ مسعود وأصحابه من عند النجاشيِّ، فوجدوا إباحة الكلام قد نُسِخَت، وكان بالمدينة مصعب بن عُمير يقرئ المسلمين ويفقِّههم، وكان الكلام بالمدينة مباحًا كما كان بمكَّة، فلمَّا نُسِخ ذلك بمكَّة؛ تركه النَّاس بالمدينة [12]، فحكى زيد ذلك الفعلَ، لا أنَّ نسخ الكلام كان بالمدينة)، انتهى.

وقال ابن قيِّم الجوزيَّة في «الهدي» في (الهجرة الأولى إلى الحبشة): وفي هذه المرَّة دخل ابن مسعود فسلَّم على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في الصَّلاة، فلم يردَّ عليه، فتعاظم ذلك على ابن مسعود، فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله قد أحدث من أمره أن لا تكلَّموا في الصَّلاة»، وهذا هو الصَّواب، وزعم ابن سعد وجماعة أنَّ ابن مسعود لم يدخل، وأنَّه رجع إلى الحبشة حتَّى قدم في المرَّة الثانية إلى المدينة مع مَن قَدِم، ورُدَّ هذا بأنَّ ابن مسعود شهد بدرًا ... ) إلى آخر كلامه، وهو في الجزء الثَّاني من «الهدى» تجزئةَ ستَّة أجزاء [13].

(1/2426)

قوله: (فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النّجَاشِيِّ): هو بتشديد الياء وتخفيفها، وفتح النُّون وكسرها، تُوُفِّيَ في السَّنة التاسعة من الهجرة في رجب، واسمه أصحمة [14]_كما جاء في «البخاريِّ» _ ابن أبحر، وجاء فيه: صحمة [15]؛ بتقديم الحاء على الميم، وعكسه، وبالخاء، نقله شيخنا الشَّارح في مكان غير هذا المكان قال: (وقال [16] مقاتل في «نوادره»: ابن صصَّة [17])، انتهى، ومعنى أصحمة: عطيَّة، وقيل: اسمه سُلَيم، وقيل: حازم، مناقبه كثيرة، وهو تابعيٌّ جليل، وقد تقدَّم [18] في أوَّل هذا التعليق أنَّ النَّجاشيَّ اسم لكلِّ مَن مَلَك الحبشة، وسأذكره في (الجنائز) بأطولَ من هذا إن شاء الله تعالى، وفيه لطيفةٌ؛ وهو أنَّه تابعيٌّ وقد أسلم على يديه صحابيٌّ؛ لأنَّه أسلم على يديه عمرو بن العاصي، وهذا غريبٌ لا يوجد فيما أعلم لغيره، والله أعلم.

قوله: (فَلَمْ يَرُدَّ): تقدَّم أنَّ الأفصحَ (يردُّ)؛ بضمِّ الدَّال المُشدَّدة، ويجوز فتحها، وهو المشهور عند كثير من النَّاس.

قوله: (شُغْلًا): يعني: أنَّ المصلِّي يشتغل بصلاته، ولا يعرِّج على سلامٍ ولا غيره، واكتفى بذكر الموصوف عن الصِّفة، فكأنَّه قال: شغلًا كافيًا أو مانعًا من الكلام وغيره، والله أعلم.

قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، وتقدَّم فيه [19] بعضُ ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ [20] سُفْيَانَ): هو بضمِّ الهاء، وفتح الرَّاء، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ ميم، البجليُّ، عن [21] منصور وعبد الملك بن عُمير، وعنه: أبو نُعيم، وأحمد بن يونس، ثبْتٌ، أخرج له الجماعة، وثَّقه جماعة.

قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم أعلاه [22] أنَّه سليمان بن مِهران، وكذا تقدَّم أعلاه (إبراهيم): أنَّه ابن يزيد النَّخَعيُّ، وكذا (عَلْقَمَة): أنَّه ابن قيس، وكذا (عَبْد اللهِ): أنَّه ابن مسعود.

(1/2427)

[حديث: إن كنا لنتكلم في الصلاة على عهد النبي]

1200# قوله: (أَخْبَرَنَا عِيسَى): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (هو ابن يونس)، وهو كذلك عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعيِّ، أحد الأعلام في الحفظ والعبادة، عن أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، وخلقٍ، وعنه: حمَّاد بن سلمة مع تقدُّمه وجلالته، وابنُ المدينيِّ، وإسحاق، وابن عرفة، وأُمَمٌ، وكان يحجُّ سنةً ويغزو سنةً، مات سنة (187 هـ)، أخرج له الجماعة، وثَّقه أبو حاتم وجماعة.

تنبيهٌ: يلتبس به عيسى بن يونس، شيخٌ روى عن مالك، قال الدَّارقطنيُّ: (مجهول)، ويشتبه [1] به [2] عيسى بن يونس الطَّرسوسيُّ من مشيخة أبي داود، وعيسى بن يونس الرمليُّ الفاخوريُّ، ثقةٌ من مشيخة النَّسائيِّ وابن ماجه [3]، هذان [4] الأخيران في بعض الكتب السِّتَّة، وأما الذي روى عن مالك؛ فليس له شيءٌ في شيءٍ منها، والله أعلم.

[ج 1 ص 323]

قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ): هو ابن أبي [5] خالد، تقدَّم، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ): تقدَّم أنَّه بالشين المعجمة، وأنَّ اسمه سعد بن إياس، وتقدَّم بعض ترجمته، وأنَّه مخضرمٌ ثقةٌ، وأنَّه عُمِّر مئةً وعشرين سنةً، وأنَّه تُوُفِّيَ سنة (98 هـ)، وأنَّه أخرج له الجماعة.

==========

[1] في (ب) و (ج): (ونسبته).

[2] (به): ليست في (ج).

[3] (ابن ماجه): سقط من (ج).

[4] في (ج): (وهذان).

[5] (أبي): سقط من (ب).

(1/2428)

[باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال]

(1/2429)

[حديث سهل: خرج النبي يصلح بين بني عمرو بن عوف وحانت ... ]

1201# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم أنَّه بالحاء المهملة، وتقدَّم الكلام على والده أبي حازم واسمه سلمة بن دينار، وأنَّه أحد الأعلام.

قوله: (بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ): تقدَّم أنَّ هؤلاء من الأوس، وأن منزلهم قباء.

قوله: النَّبِيُّ (حُبِسَ رَسُولُ اللهِ [1]): (حُبِس): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (رسولُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ؛ ومعناه: أُخِّر.

قوله: (بِالتَّصْفِيحِ): هو ضرب اليد على اليد؛ مثل التصفيق، وقيل: بإصبعين من إحداهما على صفحة الأخرى للتنبيه، وقد تقدَّم.

قوله: (الْقَهْقَرَى): هو مقصورٌ، الرجوع إلى خلف، وفي «العين»: (الرُّجوع على الدُّبُر)، وحكى أبو عبيد عن أبي عَمرو بن العلاء: «القهقرى»: الإحضار، كذا [2] رواه ابن دريد في «المصنَّف»، في [3] رواية غير ابن دُريد: (القَهْمَزَى) [4]، قال أبو عليٍّ: وهو [5] الصَّواب، قاله ابن قُرقُول، وقد تقدَّم.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (النَّبيُّ)، وزيد في (ج): (صلَّى الله عليه وسلَّم).

[2] في (ب) و (ج): (وكذا).

[3] في (ج): (من).

[4] في النُّسخ: (في رواية عن ابن دريد: القهقرى)، والمثبت من مصدره.

[5] (وهو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 324]

(1/2430)

[باب من سمى قومًا أو سلم في الصلاة على غيره مواجهةً .. ]

(1/2431)

[حديث: قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات]

1202# قوله: (حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): تقدَّم أنَّ الأسماءَ بالضَّمِّ، والكنى بالفتح، وأنَّ حُضين بن المنذر أبا ساسان فردٌ بالضاد المعجمة.

قوله: (عَنْ أَبِي وَائِلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه شقيق بن سلمة، وتقدَّم عليه بعض الكلام.

قوله: (قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِله): تقدَّم الكلام عليها في مكانها.

==========

[ج 1 ص 324]

(1/2432)

[باب: التصفيق للنساء]

(1/2433)

[حديث: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء]

1203# قوله: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ): تقدَّم مرارًا أنَّ هذا هو ابن عيينة، الإمام المكِّيُّ، وتقدَّم عليه بعضُ الكلام في أوَّل التعليق هذا.

قوله: (حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وتقدَّم أنَّ (أَبَا سَلَمَةَ) اسمُه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السَّبعة على قول الأكثر.

(1/2434)

[حديث: التسبيح للرجال والتصفيح للنساء]

1204# قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ): (يحيى [1]) هذا: تقدَّم الكلام عليه في (الصَّلاة)، وسأذكره في (تفسير الأعراف) إن شاء الله تعالى.

قوله: (عَنْ سُفْيَانَ): هذا [2] هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، العالم المشهور.

قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم أعلاه أنَّه بالحاء المهملة، واسمه [3] سلمة بن دينار، وأنَّه أحد الأعلام [4]، وتقدَّم قبل ذلك مُتَرْجَمًا.

==========

[1] (يحيى): سقط من (ج).

[2] (هذا): سقط من (ج).

[3] في (ب) و (ج): (وأنه).

[4] في (ب): (الفقهاء).

[ج 1 ص 324]

(1/2435)

[باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به]

قوله: (بَابُ مَنْ رَجَعَ الْقَهْقَرَى): تقدَّم الكلام على (القهقرى) أعلاه [1]، وقبل ذلك أيضًا.

==========

[1] في (ب): (بظاهرها).

[ج 1 ص 324]

(1/2436)

[حديث: أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين]

1205# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ): تقدَّم أنَّه بكسر المُوَحَّدة، والشين المعجمة.

قوله: (حَدَّثَنَا [1] عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، الإمام الزاهد المشهور، شيخ خراسان.

قوله: (قَالَ [2] يُونُسُ): هو ابن يزيدَ الأيليُّ، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم بعضُ ترجمته، وكذا تقدَّم (الزُّهْرِيُّ) أعلاه.

قوله: (فَفَجِئَهُم): هو بكسر الجيم، ثمَّ همزة مفتوحة، وفي نسخة: (ففجَأَهم)؛ بهمزة مفتوحة بعد الجيم؛ وهما لغتان.

قوله: (فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ): أي: رجع إلى ورائه، وقد تقدَّم.

قوله: (وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ): (هَمَّ): فعلٌ ماضٍ، بفتح الهاء، وتشديد الميم، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (أَتِمُّوا): هو بهمزة القطع؛ لأنَّه رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ أيضًا.

قوله: (وتُوُفِّيَ [3] ذَلِكَ الْيَوْمَ): تقدَّم متى تُوُفِّيَ من النهار، وسأذكره في (باب مرض النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم).

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق) بعد الإصلاح: (أخبرنا).

[2] في (ج): (وقال)، وليس بصحيح.

[3] زيد في (ج): (في)، والمثبت موافق لما في «اليونينيَّة».

[ج 1 ص 324]

(1/2437)

[باب: إذا دعت الأم ولدها في الصلاة]

قوله: (بَابٌ إِذَا دَعَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا فِي الصَّلَاةِ): ذكر [1] فيه حديثًا معلَّقًا عن اللَّيث بصيغة جزم، وقد أسنده، لكن ليس من طريق اللَّيث بهذه الطريق التي ساقها، بل أخرجها في (أحاديث الأنبياء) وفي (المظالم) عن مسلم بن إبراهيم، عن جَرير بن حازم، عن مُحَمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم بهذه الطريق، وأخرجه أيضًا مسلمٌ في (الاستئذان)، لكن من طريق حُميد بن هلال، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال شيخنا الشَّارح: وأسنده أبو نعيم من حديث اللَّيث، من حديث يحيى ابن بكير، عن اللَّيث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة يأثر عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأسنده الإسماعيليُّ من حديث عاصم بن عليٍّ عن اللَّيث به، انتهى.

وقوله: (إذا دعت الأمُّ ولدَها في الصَّلاة): يعني: فأجابها، ما حكمه؟ والذي ظهر لي من إخراجه الحديث، ومن عادته في الاحتجاج بشرع من قبلنا أنَّه قائلٌ بأنَّه [2] يجيبها، ولكن هل تبطل صلاته أم لا؟ لم يتعرَّض لذلك، وفي قوَّة تبويبه ومن عادته أنَّها لا تبطل، واعلم أنَّ في إجابة أحد الوالدين في الصَّلاة ثلاثةَ أوجه في مذهب الشَّافعيِّ في «البحر» للرُّوْيَانيِّ [3]، ذكر ذلك في (باب إمامة المرأة): أصحُّها عنده: أنَّ الإجابة لا تجب، وثانيها: تجب، وتبطل الصَّلاة، وثالثها: تجب، ولا تبطل، والله أعلم، وهذا الذي يظهر أنَّه كذلك عند البخاريِّ.

فائدةٌ: قال الدِّمياطيُّ: (روى اللَّيث بن سعْدٍ عن يزيد بن حوشب، عن أبيه قال: سمعت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «لو كان جريج الراهب فقيهًا عالمًا؛ لعلم أنَّ إجابة أمِّه خيرٌ من عبادة ربِّه عزَّ وجل»، حوشبٌ هذا: هو حوشب بن طخمة الحِمْيَريُّ، من أهل اليمن، نزل الشام، قال: لمَّا أظهر الله محمَّدًا؛ انتدبتُ إليه في أربعين فارسًا من قومي، فقدمتُ المدينة)، انتهى كلام الدِّمياطيِّ.

وهذا حوشب بن [4] طخيَّة [5]، وقيل: طخْمة، الحِمْيَريُّ الألهانيُّ، يعرف بذي ظليم، أسلم على عهد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعداده في [6] أهل اليمن، وكان مطاعًا في قومه، كتب إليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قتل الأسود العنسيِّ، وكان من رجالة حمص يوم صفِّين، لكنِّي رأيت في «تجريد» الذَّهبيِّ بعد أن [7] ذكر حوشب بن طخيَّة أو طخمة حوشبًا آخرَ، وقال: لعلَّه الأوَّل، ثمَّ ذكر حوشبًا آخرَ؛

(1/2438)

[ج 1 ص 324]

فقال: ما لفظه: حوشب بن يزيد الفهريُّ، مجهول [8]، روى عنه يزيد في ذكر جُريج الرَّاهب، انتهى، فجعل قصَّة جُريج في ترجمة هذا، والدِّمياطيُّ جعل الحديث في ترجمة ابن طخيَّة؛ فاعلمه، (قال بعض حُفَّاظ العصر ما لفظه: صنيع الدِّمياطيِّ خطأٌ، فإنَّ ذا ظليم [9] لم يسمع من النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما تراه في ترجمته، انتهى) [10].

(فائدةٌ: روى الإمام أحمد في «مسنده» من حديث أبي هريرة عنه عليه الصَّلاة والسَّلام قال: «كان رجلٌ في بني إسرائيل تاجرٌ، وكان ينقص مرَّة، ويزيد أخرى، قال: ما في هذه التجارة خيرٌ، لألتمسنَّ تجارةً هي خيرٌ من هذه، فبنى صومعةً وترهَّب فيها ... »، فذكره) [11].

فائدةٌ: هذا الحديثُ حديثُ جُريج يدلُّ على أنَّ الكلام في شريعة جُريج كان مباحًا كما كان في شريعتنا، وقد تقدَّم القولان متى حُرِّم، أو أنَّه كان كلام أحد الوالدين مباحًا، فلمَّا [12] لم [13] يأت جريج من إجابة أمِّه ما هو مباحٌ له؛ استُجِيبَت [14] دعوة أمِّه فيه.

==========

[1] في (ج): (وذكر).

[2] في (ج): (أنَّه).

[3] في (ب): (البحر لكن ويأتي ذكر).

[4] (بن): سقط من (ب).

[5] في (ج): (طحية)، وهو تصحيف.

[6] في (ب): (وفي).

[7] (أن): سقط من (ج).

[8] (مجهول): سقط من (ج).

[9] في (ب): (لخيم)، وليس بصحيح.

[10] ما بين قوسين سقط من (ج).

[11] ما بين قوسين جاءت في (ب) بعد قوله: (أمه فيه ... ).

[12] (فلما) سقط من (ج).

[13] في (ج): (فلم).

[14] (استجيب): سقط من (ب).

(1/2439)

[معلق الليث: نادت امرأة ابنها وهو في صومعة]

1206# قوله: (إِلَى [1] وَجْهِ) وفي نسخة: (وجوه) (المَيَامِيسِ): هو بفتح الميم الأولى، ثمَّ مُثَنَّاة تحت، وبعد الألف ميم ثانية مكسورة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ سين مهملة، قال في «النِّهاية»: (المومسة): الفاجرة، ويجمع على ميامس أيضًا، وموامس، وأصحاب الحديث يقولون: مياميس، ولا يصحُّ إلَّا على إشباع الكسرة لتصير [2] ياءً؛ كـ (مُطفِل، ومَطافِل، ومَطافِيل)، إلى أن قال: وقد اختُلِف في أصل هذه اللَّفظة؛ فبعضُهم يجعله من الهمزة، وبعضهم يجعله من الواو، وكلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقًا فيه بُعْدٌ، فذكرناها في حرف الميم؛ لظاهرها [3] واختلافهم في أصلها [4]، انتهى، وقال ابن قُرقُول: («وجوه المياميس»، و «المومسات»: المجاهرات بالفجور، الواحدة: مُومِسة؛ بالياء [5] المفتوحة، رُوِّيناه عن جميعهم، وكذلك ذكره أصحاب العربيَّة في «الواو والميم والسِّين»، ورواه أبو الوليد عن ابن السَّمَّاك: المأَميس؛ بالهمز، فإن صحَّ الهمزُ؛ فهو من «مأَس الرَّجل إلى موعظة»، ومأَس بين القوم: أفسد، وهذا بمعنى: المجاهرة والاستهتار، ويكون وزنه على هذا: «فعاليل [6]»)، انتهى، وقد أخرجه في (ومس) في «الصِّحاح»، وهو موافقٌ لما قاله أهل العربيَّة، فيما تقدَّم نقله عنهم.

قوله: (رَاعِيَةٌ): هذه الرَّاعية لا أعرف اسمها، وفي «مبهمات ابن شيخِنا البلقينيِّ» في (باب إذا هدم حائطًا) ما لفظه: في «معجم الطَّبرانيِّ الأوسط» فيمن اسمه: مُحَمَّد بن شعيب، عن عمران بن حصين أنَّ التي قالت عنه أنَّه فعل بها هي بنت ملك القرية، انتهى، (وقد رأيته في «الأوسط»، وفي سنده جماعةٌ لا أعرفهم) [7]، وأنا أستبعد أن تكون بنت الملك ترعى، وتزني، وتكذب على هذا الرَّجل الصَّالح [8]، والله أعلم.

(1/2440)

قوله: (يَا بَابُوسُ [9]): (البابُوس): بمُوحَّدتين؛ الثَّانية مضمومة، بينهما ألفٌ، وبعد الثَّانية واوٌ ساكنة، ثمَّ سينٌ مهملةٌ، قال في «المطالع» في (الباء مع الهمز): («البابوس»: اسم الرَّضيع من أيِّ نوع كان، وقال صاحب «جامع [10] اللُّغة»: هو ولد كلِّ شيء في صغره؛ والمعنى مُتقارِبٌ، وقيل: هو ولد النَّاقة خاصَّة، ثمَّ يُستعار لغيرِها، وقيل هو عربيٌّ، وقيل: ليس بعربيٍّ، ولكنَّه عُرِّب، وذكر أهل اللُّغة مِن مثل هذا البناء أربعةَ عشرَ لفظًا على «فاعول»، لام الفعل منه سينٌ، وقال [11] الدَّاوديُّ: هو اسم عَلَمٍ لذلك المولود، والصَّحيح: ما قاله أهل اللُّغة، وقد رُوِي من طريق غير ثابت: أنَّه ناداه في بطن أمِّه قبل أن يخرج، فيُسمَّى أو يُعلَم أذكر هو أو أنثى؟ وقد جاء في «الصَّحيح»: مَن أبوك يا غلام؟ وهذا يدلُّ على تفسيره بأنَّه الغلام؛ يعني: الصَّغير، وأنَّه كان مولودًا، وأنَّه ليس بعَلَمٍ، وقد قال أهل اللُّغة: إنَّه ليس في العربيَّة اسمٌ فاؤه وعينه حرف واحدٌ إلَّا هذا، و «ددٌ»؛ يعني: اللَّهو و «ببان»)، انتهى، وقد ذكره ابن الأثير، وقال: (إنَّ الكلمة غير مهموزة)، انتهى، وكذا أحفظه أنا غير مهموزٍ، ولهذا قلت في أوَّل الكلام عليه: بمُوحَّدتين بينهما ألفٌ.

قوله: (قَالَ: رَاعِي الْغَنَمِ): قال ابن بشكوال: اسم الرَّاعي صُهَيب، وساق له شاهدًا، وكذا قال ابن شيخِنا البلقينيِّ، قال القسطلانيُّ في «مبهماته»: اسم الراعي صُهَيبٌ، انتهى، (وابن القسطلانيِّ اختصر «مبهمات» ابن بشكوال؛ فاعلمه) [12].

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة»: (في).

[2] في (ب): (فتصير).

[3] في (ج): (بظاهرها).

[4] في (ج): (أصلنا)، وليس بصحيح.

[5] في النُّسخ: (بالتَّاء)، والمثبت من مصدره.

[6] في (ج): (إفعاليل)، وليس بصحيح.

[7] ما بين قوسين سقط من (ج)، وجاءت في (ب): بعد قوله: (والله أعلم).

[8] (الصالح): سقط من (ب) و (ج).

[9] في هامش (ق): (البابوس: هو اسمه، قاله الدَّاوديُّ، وقال غيره: هو الصَّغير، وهو اسمٌ أعجميٌّ، وبخطِّ الدِّمياطيِّ: البابوس: الرَّضيع؛ بالفارسيَّة، وهو ما ذكره ابن بطَّال إثر الحديث).

[10] (جامع): سقط من (ج).

[11] في (ج): (قال).

[12] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 325]

(1/2441)

[باب مسح الحصى في الصلاة]

(1/2442)

[حديث: إن كنت فاعلًا فواحدةً]

1207# قوله [1]: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ): تقدَّم مرارًا كثيرةً، أنَّ أبا نعيم هذا هو الفضل بن دُكَين، وتقدَّم ضبط (دُكَين)، وبعض ترجمة أبي نعيم.

فائدةٌ: في «البخاريِّ» و «مسلمٍ»: لم يتكلَّم في المهد إلَّا ثلاثةٌ؛ عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وذكر الثَّالث؛ وهو الذي مرَّ بأُمِّه [2] الرَّاكب، وهذا يقتضي الحصر، وقد تكلَّم في المهد رضيعُ المرأة التي تقاعست في الأخدود، وهو في آخر «صحيح مسلم»، وقد قالوا: تكلَّم في المهد شاهد يوسف عليه السَّلام، ذكره القرطبيُّ عن ابن عبَّاس، وقد روى أحمد في «المسند» ذلك موقوفًا على ابن عبَّاس، وقيل: إنَّه كان رجلًا ذا لحية، وقيل: إنَّ شاهده القميص، وفي «المستدرك» في عيسى ابن مريم من حديث جرير بن حازم: حدثنا مُحَمَّد عن أبي هريرة مرفوعًا: «لم يتكلَّم في المهد إلَّا عيسى، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة فرعون، وتكلَّم [3] أيضًا يحيى بن زكريَّا، قاله الضَّحَّاك، وتكلَّم في المهد أيضًا ابن ماشطة ابنة فرعون، كذلك في «مسند أحمد»، فيحتمل أنَّ هذا والذي ذكرته عن «المستدرك» واحدٌ، ويُؤوَّل أحدهما [4]، ومبارك اليمامة كلَّمه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ذكره في «الدَّلائل»، وقد ذكر النَّوويُّ في حديث: «لم يتكلَّم إلَّا ثلاثة، لم [5] يذكر معهم الصَّبيَّ الذي في حديث السَّاحر والرَّاهب؛ يعني: رضيع المتقاعسة، قال: وجوابه: أنَّه لم يكن في المهد؛ بل كان أكبر من صاحب المهد، ولكن كان صغيرًا، انتهى [6]، وهذا يردُّه ما حكاه السُّهيليُّ في أوَّل «روضه»، عن ابن قتيبة: أنَّه كان ابنَ سبعة أشهر، والله أعلم، والظَّاهر في الجواب: أنَّ الله أطْلَعَ رسوله بعد قوله: «لم يتكلَّم في المهد إلَّا ثلاثةٌ»، وتكلَّم أيضًا في المهد إبراهيمُ عليه السَّلام، ذكره البغويُّ في (تفسيرالأنعام)، وأفادني بعض أهل العلم: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم تكلَّم حين وُضِع، انتهى، وفي كلام السُّهيليِّ في آخر «روضه»: أنَّ أوَّل كلمة تكلَّم بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو مُسترضَعٌ [7] عند حليمة أنْ [8] قال: الله أكبر، قال السُّهيليُّ: رأيت ذلك في بعض كتب الواقديِّ، وخبر شاصونة في كلامه عليه السَّلام، ذكره الدَّار قطنيُّ، وغيره.

(1/2443)

قوله: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ): هذا [9] هو شيبان بن عبد الرَّحمن النحْويُّ، تقدَّم مرارًا، وأنَّه منسوب إلى القبيلة، لا إلى صناعة النَّحو [10]، (وقد تقدَّم كلام ابن [11] أبي داود وغيره: أنَّ المنسوب إلى القبيلة يزيدُ بن أبي سعيد النَّحويُّ، لا شيبانُ؛ انتهى، وشيبانُ كنيته) [12]: أبو معاوية المؤدِّب.

قوله: (عَنْ يَحْيَى): تقدَّم أنَّه ابن أبي كثير، وأنَّ كثيرًا بالثَّاء المُثلَّثة، وفتح الكاف، وتقدَّم مُتَرْجَمًا.

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم أنَّه أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، وأنَّ اسمه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف.

قوله: (مُعَيْقِيبٌ): هو مُعَيقِيبُ بن أبي فاطمة الدَّوسيُّ، ويقال: الأصبحيُّ، حليف بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصيِّ بن كلاب، قال المِزِّيُّ وكذا الذَّهبيُّ [13]: بدريٌّ، ولم يذكره ابن إسحاق، ولا الواقديُّ، ولا ابن عقبة، ولا أبو معشر فيهم، ولكنِّي رأيتُ في «ثقات ابن حِبَّان» وصفه بذلك، روى عنه: ابنه مُحَمَّد وأبو سلمة بن عبد الرَّحمن، وابتُلِي بالجُذام، اللَّهمَّ؛ عافنا ممَّا ابتليتَ به كثيرًا مِن خلقك، تُوُفِّيَ سنة (40 هـ)، وقال ابن عبد البرِّ: تُوُفِّيَ في آخر خلافة عثمان، وقيل: سنة (40 هـ) في آخر خلافة عليٍّ، وهو قليل الحديث، أخرج الجماعة له [14].

==========

[1] (قوله): سقط من (أ).

[2] في (ج): (به).

[3] في (ج): (وقد تكلَّم).

[4] في (ج): (إحداهما)، وفي (ب): (أحد).

[5] في (ج): (ولم).

[6] (انتهى): سقط من (ج).

[7] في (ب): (يترضع)، وفي (ج): (مرتضع).

[8] (أن): ليس في (ج).

[9] هذا سقط من (ج).

[10] زيد في (ب): (انتهى).

[11] (ابن): سقط من (ب).

[12] ما بين قوسين سقط من (ج).

[13] زيد في (ج): (به).

[14] في (ب): (أخرج له الجماعة).

[ج 1 ص 325]

(1/2444)

[باب بسط الثوب في الصلاة للسجود]

(1/2445)

[حديث: كنا نصلي مع النبي في شدة الحر]

1208# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرٌ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشِّين المعجمة، وهو بشر بن المُفَضَّل، تقدَّم.

قوله: (حَدَّثَنَا غَالِبٌ): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (القطَّان)، وهو هو، وهو غالب بن خُطَّاف، عن سعيد بن جبير والحسن، وعنه: شعبة، وابن عليَّة، وطائفةٌ، ثقة، وثَّقه أحمد ويحيى، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان».

==========

[ج 1 ص 325]

(1/2446)

[باب ما يجوز من العمل في الصلاة]

(1/2447)

[حديث: كنت أمد رجلي في قبلة النبي وهو يصلي]

1209# قوله: (عَنْ أَبِي النَّضْرِ): هو بالضَّاد المعجمة، وتقدَّم أنَّ هذا لا يلتبس بـ (نصر)؛ بالمهملة؛ لأن الذي هو بالمعجمة لا يجيء إلَّا بالألف واللَّام، بخلاف (نصر)؛ بالمهملة، واسمه سالم بن أبي أميَّة، أبو النَّضر المدنيُّ، تقدَّم مرارًا، ومرَّةً [1] مُتَرْجَمًا.

قوله: (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ): تقدَّم أعلاه [2] بعضُ الكلام عليه، وتقدَّم مُتَرْجَمًا قبل ذلك.

قوله: (أَمُدُّ رِجْلِي): هو بالإفراد، وفي نسخة: بالتَّثنية.

قوله: (غَمَزَنِي): أي طعن بإصبعه [3] فيَّ؛ لأقبض رجليَّ، وهذا ظاهرٌ [4]، وقد تقدَّم.

==========

[1] في (ج): (وتقدَّم).

[2] في (ب): (بظاهرها).

[3] في (ج): (بأصبعيه).

[4] (وهذا ظاهر): جاء في (ب) و (ج) بعد قوله: (وفي نسخة بالتَّثنية).

[ج 1 ص 325]

(1/2448)

[حديث: إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي]

1210# قوله: (حَدَّثَنَا مَحْمُودُ): هو محمود بن غيلان المروزيُّ، الحافظ، أبو أحمد، عن الفضل بن موسى السِّينانيِّ وابن عيينة، وعنه: سوى أبي داود، وابنُ خزيمة، والبغويُّ، مات في رمضان سنة (239 هـ)، أخرج له مَن أخذ عنه مِن الأئمَّة السِّتَّة، وثَّقه النَّسائيُّ، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به.

قوله: (حدَّثنا شَبَابَةُ): هو بالشين المعجمة المفتوحة، ومُوحَّدتين مُخفَّفتين؛ الثَّانية مفتوحة، بينهما ألفٌ، ثمَّ تاء التَّأنيث، ابن سوَّار؛ بتشديد الواو،

[ج 1 ص 325]

وفي آخره راءٌ، الفزاريُّ مولاهم، أبو عَمرو المدائنيُّ، عن يونس بن أبي إسحاق وحَريز بن عثمان، وعنه: أحمد، وعبَّاس الدُّوريُّ، وكان مُرجِئًا صدوقًا، قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، تُوُفِّيَ سنة (206 هـ) أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه، تقدَّم مُتَرْجَمًا، ولكن طال العهد به.

قوله: (إنَّ [1] الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي): تقدَّم أنَّه جاء في رواية: «إنَّ عدوَّ الله إبليسَ جاء بشهابٍ من نار ... »؛ الحديث، فيحتمل أنَّهما قضيَّتان، ويحتمل أنَّهما واحدة، وهو الذي يظهر لي، وقد تقدَّم أنَّه جاء في صورة هرٍّ [2].

قوله: (فَشَدَّ): هو بفتح الشين المعجمة، وتشديد الدَّال المهملة [3]؛ أي: حمل عليَّ، يقال: شَدَّ عليه في الحرب يشُدُّ؛ إذا حمل عليه، والشَّدُّ أيضًا: العَدْوُ، والظَّاهر أنَّ المرادَ الأوَّلُ، ويحتمل أنَّه عدا حاملًا عليه، والله أعلم.

(1/2449)

قوله: (فَدَعَتُّهُ [4]): قال ابن قُرقُول: («فدعتُّه»؛ بدالٍ مهملةٍ؛ أي: دفعتُه، وهو الدَّعَّةُ، والدَّعُّ، ويقال: بالمعجمة، وهما سواء، وقيل: هو بالذَّال المعجمة لا غير، ولا يصحُّ الدَّعُّ ههنا؛ لأنَّ أصله: دَعَعْتُه، ولا تُدغَم العين في التَّاء؛ إذ لا يُدغَم إلَّا في مثله، أو ما يقرب منه، وعند ابن الحذَّاء في حديث ابن أبي شيبة: (فَذَغتُه)؛ بذال وغين معجمتين) انتهى، وقد ذكره ابن الأثير في (الذَّال المعجمة)، فقال: («فذعتُّه»؛ أي: خنقتُه، و «الذَّعت والدَّعْت»؛ بالذَّال والدَّال: الدَّفع العنيف، والذَّعت أيضا: المعك في التُّراب) انتهى، وقد ذكره الهرويُّ في المعجمة فقط، وكذا هو في أصلنا، وفي بعض النُّسخ في آخر الحديث كلامٌ عن النَّضر بن شُمَيل في (فذعَتُّه)، وقد رأيتُ في حاشيةِ نسخةٍ صحيحةٍ ما لفظه: (قال ابن الخشَّاب الصَّواب: فَدَعَعْتُه؛ بالدَّال المهملة، والعين المكرَّرة)، انتهت.

قوله: (فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي [5] سُلَيْمَان): تقدَّم الكلام عليه في (باب الأسير أو الغريم يُربَط في المسجد)، ومن جملته كلامُ الدَّاوديِّ: لمَّا احتمل قولُ سُليمانَ: {لَا يَنْبِغِي} [ص: 35] لشيء منه أو جميعه؛ كفَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الفعل، وكلامُ القاضي في ذلك، والله أعلم.

(1/2450)

[باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة]

قوله: (وَقَالَ قَتَادَةُ): هو ابن دِعامة؛ بكسر الدَّال من (دِعامة)، وبالعين [1] المهملتين، أبو الخطَّاب السَّدوسيُّ، الأعمى، المُفسِّر، ولم يبيِّنه شيخنا الشَّارح، بل [2] ولا عزا أثره، وكأنَّه لم يقع له، روى قتادة عن عبيد الله بن سرجس [3]، وأنس، وخلق، وعنه: أيُّوبُ، وشعبة، وأبو عوانة، وخلقٌ، مات كهلًا سنة سبع عشرة _أو ثماني عشرة [4]_ ومئة، روى له الجماعة، ونقلوا عنه في «الخلافيَّات» مسائل، فنقل عنه [5] بعض فقهاء الشَّافعيَّة في أوَّل (الخلع)، وأوَّل (العفو عن القصاص)، وفي (خراج السَّواد)، والله أعلم، له ترجمة في «الميزان»، (وإنَّما ميَّزته؛ لأنَّ في الصَّحابة من اسمه قتادة أحدَ عشرَ، وفي التَّابعين [6]، وأتباعهم، والطَّبقة الثَّالثة والرَّابعة جماعة، والله أعلم) [7].

قوله في الأثر: (إِنْ أُخِذَ ثَوْبُهُ): (أُخِذ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و (ثوبُه): مَرْفوعٌ نائب مناب الفاعل.

قوله: (يَتْبَعُ): هو بإسكان التَّاء، وتخفيف المُوَحَّدة، ويجوز (يتَّبِع)؛ بفتح المُثَنَّاة فوقُ، وتشديدها، وكسر المُوَحَّدة، وهذا ظاهرٌ.

(1/2451)

[حديث: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية فبينا أنا جرف]

1211# قوله: (حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ): هذا هو الأزرق الحارثيُّ، روى عن أبي برزة الأسلَميِّ، وعَسْعَس بن سلامة، وعبد الله بن عمر، وأنس رضي الله عنهم، وعن يحيى بن يعمر، وشريك بن شهاب، وجماعةٍ، وعنه: شعبةُ، والمنهال بن خليفة، والحمَّادان، وجماعةٌ، وثَّقه النَّسائيُّ، قال الذَّهبيُّ: بقي إلى حدود العشرين ومئة، وهو من كبار شيوخ الحمَّادَين، انتهى، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ.

قوله: (كُنَّا بِالأَهْوَازِ): هو بفتح الهمزة، وسكون الهاء، وفي آخره زايٌ، من بلاد فارس، وكان صاحبَها الهُرمزانُ إلى أن افتتحها في الإسلام حُرْقُوص بن زهير، وهو بضمِّ الحاء المهملة، ثمَّ راءٍ ساكنة، ثمَّ قاف مضمومة، ثمَّ واو ساكنة، ثمَّ صاد مهملة، و (الحرقوص) في اللُّغة: دويبةٌ؛ كالبرغوث، ربَّما نبت [1] له جناحان، فطار، وهو حرقوص بن زهير السَّعديُّ، قال الطَّبريُّ: له صحبة، وأمدَّ عمر رضي الله عنه المسلمين الذين نازلوا الأهواز به، فافتتح حرقوص سوق الأهواز، وله أثرٌ كبيرٌ في قتل الهرمزان، ثمَّ كان مع عليٍّ رضي الله عنه بصِفِّين، ثمَّ صار من الخوارج، فقُتِل، وفي «المطالع»: (افتتحها حرقوص بن زهير؛ لتأمير عتبة بن غزوان إذ كان واليًا لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بالبصرة)، قال: (وأهل الأهواز معروفون بالحمق، مَن أقام بها سنةً؛ نَقَص عقله، وقد سكنها قومٌ من الأشراف، فانقلبوا إلى طباع أهلها، والحمَّى [2] لساكنيها ملازمةٌ، وجوههم [3] مُصفرَّة) انتهى [4].

تنبيهٌ: (حُرقوص) هذا: هو ذو الخُويصرة، القائل لسيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (اعدل)، قُتِل يوم النَّهروان، قاله الذَّهبيُّ.

قوله: (نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ): تقدَّم أنَّ (الحروريَّة) منسوبون إلى حَرُوراء، وأنَّها قريبة [5] من الكوفة، فانظرها في (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟).

قوله: (عَلَى جُرفِ نَهَرٍ): هو بضمِّ الجيم، وإسكانِ الرَّاء وضمِّها [6] أيضًا _جُرْفه: مثل حَرْفِهِ_ مثل [7]: (عُسْر، وعُسُر): ما تجرَّفته [8] السُّيول، وأكلته من الأرض، والجمع: جِرَفَة؛ مثل: جُحْر وجِحَرَة.

قوله: (فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ): هذا الرَّجل لا أعرف اسمه.

(1/2452)

قوله: (وَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَنْ أَرْجِعَ [9] مَعَ دَابَّتِي): وفي نسخة: (أرجع) بغير (أنْ) [10]، كذا هو مضبوط في أصلنا بالقلم، (إنْ)؛ بكسر الهمزة [11]، قال ابن قُرقُول: («إنِّي [12] أنْ كنتُ أنْ أرجع»؛ بفتح «أنْ» في الحرفين، و «أن» الأولى مع «كنتُ» في موضعِ المصدرِ؛ بمعنى: كوني، وموضعِ البدلِ من الضَّمير في «إنِّي»، وكذلك «أن أرجع»؛ بتقدير: رجوعي أيضًا، ولا يصحُّ الكسر فيها في هذا الحديث)، انتهى، فتحرَّر ما وقع في أصلنا من الكسر، وفي بعض النُّسخ: (أرجع) بغير (أن)، والله أعلم.

قوله: (إِلَى مَأْلَفِهَا): هو بهمزةٍ ساكنةٍ بعد الميم، وهو مكان علفها، والموضع الذي أَلِفَتْه واعتَادَتْه.

[ج 1 ص 326]

قوله: (فَيَشُقَّ عَلَيَّ): هو مَنْصوبٌ، ويجوز رفعه.

(1/2453)

[حديث: إنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فصلوا]

1212# قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابن المبارك، العالم المشهور، شيخ خراسان.

قوله: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ): هو ابن يزيد الأيليُّ، تقدَّم مرارًا كثيرةً، وتُرجِم [1]، وكذا (الزُّهْرِي): مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العَلَم الفرد.

قوله: (خَسَفَتِ الشَّمْسُ): تقدَّم أنَّه يقال: خَسفت، وكسفت، وغير ذلك مُطَوَّلًا، وتقدَّم متى خُسِفت، وهل تكرَّر ذلك أم لا.

قوله: (وُعِدْتُهُ): هو بضمِّ الواو، وكسر العين، مبنيٌّ لما لم يُسمَّ [2] فاعله، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا): (يحطِم): بكسر الطَّاء؛ أي: يأكل بعضُها بعضًا [3]، ومنه سُمِّيت {الحُطَمةُ} [الهمزة: 5]؛ لأنَّها تأكل كلَّ شيء.

قوله: (وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ): (لُحَيٌّ): بضمِّ اللَّام، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الياء؛ كـ (عُلَيٍّ) المُصغَّر، وظاهر هذا أنَّه هو الذي أبدعها، وفي بعض طرقه: وهو أوَّل من سيَّب السَّوائب)، وقد ذكر المُفسِّرون قولين في أوَّل مَن أبدعها وأخواتِها، قيل [4]: جنادة بن عوف، وقيل: عمرو ابن لُحيٍّ.

قوله: (سَيَّبَ السَّوَائِبَ): قال ابن قُرقُول: (ويُروَى: «السُّيوبَ» [5]، كانوا إذا نذروا؛ قالوا: ناقتي سائبة، فَتُسرَح [6]؛ لأنَّها [7] لا تمنع من ماء، ولا من مَرْعًى، ولا يُنتَفع بها، وقيل: كانت النَّاقة إذا تابعت بين اثني عشر أنثى ليس بينهنَّ ذكر؛ سُيِّبت، فلم تُركَبْ، ولم تُحلَبْ، ولم تُنحَر، ولم يُجزَّ وبرُها، ثمَّ ما تلده من أنثى تُنحَر، فتكون بحيرةً بنتَ السَّائبة.

(1/2454)

فرعٌ مِنْ فُرُوعٍ استُنْبِطَتْ مِن قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ} [المائدة: 103]: لو ملك إنسانٌ [8] طائرًا أو صيدًا، وأراد إرسالَه مِن يده _كما يُصَنع في بلادنا؛ يدور شخصٌ ومعه عصافيرُ أو غيرها من الطَّير، ينادي [9] بصوتٍ عالٍ: مَن يُعتِق؟ مَن يُعتِق؟ ولا يصنعونه في بلادنا إلَّا في الطَّير_؛ فيه وجهان؛ أحدهما: الجواز، ويزول مُلكُه عنه، كما لو أعتق عبدًا، وهذا اختيار ابن أبي هريرة، والثَّاني وبه قال أبو إسحاق، والقاضي أبو الطَّيِّب، والقفَّال: لا يجوز ذلك، وهو الأصحُّ في «الشَّرح» و «الرَّوضة [10]»، ولو فعله؛ عصى، ولم يخرج عن ملكه بالإرسال؛ لأنَّه يشبه سوائب الجاهليَّة، وبالقياس على ما لو سيَّب دابَّته، قال القفَّال: (والعوامُّ يسمُّونه عِتْقًا، ويحسبونه قربةً، وهو حرام، ومِن حقِّه أن يُحترَز عنه ... ) إلى آخر كلامه، واختار صاحب «الإفصاح» وجهًا ثالثًا، وهو أنَّه إن [11] قصد بعتقه التَّقرُّب إ لى الله تعالى؛ زال مُلْكُه، وإلَّا؛ فلا، والله أعلم.

==========

[1] زيد في (ب): (عليه).

[2] (يسم): ليس في (أ).

[3] زيد في (ج): (بعضًا)، وهو تكرار.

[4] في (ج): (وقيل).

[5] في (ج): (السَّوائب)، والمثبت موافق لمصدره.

[6] في النُّسخ: (فسُرِح)، والمثبت من مصدره.

[7] في النُّسخ: (لأنَّه)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.

[8] في (ج): (السلطان).

[9] في (ج): (فينادي).

[10] في (ب): (شرح الروضة).

[11] في (ج): (إذا).

[ج 1 ص 327]

(1/2455)

[باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة]

قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: نَفَخَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي سُجُودِهِ فِي كُسُوفٍ): هذا الحديث ذكره تعليقًا بصيغة تمريضٍ؛ لأنَّه لم يكن على شرط كتابه، وقد أخرجه أبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، والتِّرمذيُّ في «شمائله»، وإنَّما ذكره بصيغة تمريض؛ لأنَّه من رواية عطاءِ بن السَّائب، ولم يُخرِّج له في الأصول شيئًا، وإنَّما أخرج له مقرونًا بغيره، وقد اختلط، وقد ذكرته في وُرَيقاتٍ سمَّيتها «الاغتباط فيمن رُمِي بالاختلاط»، وقد ذكرت فيه جماعةً كثيرةً، فإن أردته؛ فسارع إليه، ولم يُخرِّج له مسلم أيضًا شيئًا.

==========

[ج 1 ص 327]

(1/2456)

[حديث: إن الله قبل أحدكم فإذا كان في صلاته]

1213# قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ): أمَّا (حمَّاد)؛ فهو ابن زيد، تقدَّم عليه بعض الكلام، (وهو أنَّ حمَّادًا إذا أُطلِقَ، فإن كان الذي أطلقه سليمانُ بن حرب _كهذا_ أو عارمٌ مُحَمَّدُ بن الفضل؛ فهو ابن زيد، وإن كان الذي أطلقه موسى بن إسماعيل التَّبُوذكيُّ، أو عفَّان، أو حجَّاج بن منهال؛ فهو ابن سلمة، وكذا إذا أطلقه هدبة بن خالد، وتقدَّم أنَّ ابنَ سلمة إنَّما أخرج له البخاريُّ تعليقًا، وروى له مسلمٌ والأربعة، والله أعلم) [1]، وأمَّا (أيُّوب)؛ فهو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، واسم أبي تميمة كيسانُ، تقدَّم مُتَرْجَمًا.

قوله: (قِبَلَ أَحَدِكُمْ): هو بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة، وهذا ظاهرٌ.

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[ج 1 ص 327]

(1/2457)

[حديث: إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه]

1214# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ): قال الجيَّانيُّ: (وقال _يعني البخاري_ في «الصِّيام»، وتفسير {اقتربت} و «الطَّلاق»: «حدَّثنا مُحَمَّد: حدَّثنا غُندر»، لم ينسب أحدٌ من شيوخنا في شيء من هذه المواضع مُحمَّدًا، ولعلَّه: مُحَمَّدُ بن بشَّار، وإن كان مُحَمَّد بن المثنَّى يروي عن غُندر، وذكر [1] أبو نصر أنَّ بندارًا ومُحَمَّد بن المثنَّى الزَّمِن ومُحَمَّد بن الوليد التُّستَريَّ قد روى عن غُندرٍ في «الجامع») انتهى، ولم يذكر هذا المكان، ولو رآه؛ لقال فيه: ما قال في غيره من الأبواب، والله أعلم [2]، وقد ذكر شيخنا الشَّارح: أنَّه بندار، انتهى، وكذا ذكر المِزِّيُّ لمَّا طرَّفه، فإنَّه قال: (البخاريُّ في «الصَّلاة» عن آدم، وعن حفص بن عُمر، وعن بندار، عن غندرٍ، مسلمٌ فيه عن أبي موسى وبندار؛ كلاهما عن غندر؛ ثلاثتهم عنه؛ أي: عن شعبة به)؛ يعني [3]: شعبة عن قتادة عن أنس، والله أعلم.

==========

[1] في (ج): (وروى).

[2] (والله أعلم): سقط من (ج).

[3] زيد في (ب): (عن).

[ج 1 ص 327]

(1/2458)

[باب: إذا قيل للمصلي: تقدم أو انتظر فانتظر فلا بأس]

(1/2459)

[حديث: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا]

1215# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيِر): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف، وكسر المُثلَّثة، وهذا ظاهرٌ عند أهله.

قوله: (حَدَّثَنَا [1] سُفْيانُ): هذا هو الثَّوريُّ سفيان بن سعيد بن مسروق، العالم [2] الفَرْد.

قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بالحاء المهملة، وأنَّ اسمه سلمةُ بن دينار، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أُزْرِهِمْ): هو بالجرِّ، مضافٌ، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (فَقِيلَ لِلنِّسَاءِ: «لاَ تَرْفَعْنَ رُؤُسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا): قال ابن المُنَيِّر: (إن قلتَ: ما في هذه التَّرجمة من حيث الفقهُ)؟ ثمَّ قال: (قلت: فيها التَّنبيه على جواز إصغاء المُصلِّي في الصَّلاة إلى الخطاب الخفيف وتفهُّمِه، والتَّربُّص في أثنائها نحوَ غيره، ويغيِّر مقصود الصَّلاة، فيُؤخَذ [3] من هذا صحَّةُ انتظارِ الإمامِ في الرُّكوع للدَّاخل حتَّى يدرك الإحرامَ والرَّكعةَ معه إذا كان خفيفًا، ويضعُف القولُ بإبطال الصَّلاة بذلك؛ بناءً على أنَّ الإطالةَ والحالةَ هذه أَجْنَبَتْهُ عن مقصود الصَّلاة، وهذا كلُّه على أنَّ النِّساء قيل لهنَّ في الصَّلاة: لا ترفعن رؤوسكنَّ حتَّى يستويَ الرِّجال جلوسًا، ويكون القائل في غيرِ الصَّلاة، وإن كان مالكٌ قد نصَّ في مشهورِ قولِه: أنَّ الإمامَ لايُطيل لإدراك أحدٍ، وقال سحنون: وإن فعلَ؛ أبطلَ، فينبغي أن يُحمَل قولهُما على الإطالة المتفاحشة، لا [4] المتقارِبة، والله أعلم بمرادهما من ذلك).

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق) مُصحَّحًا عليه: (أخبرنا).

[2] زيد في (ب): (المشهور).

[3] في (ب): (فيوجد)، وهو تحريف.

[4] (لا): سقط من (ب).

[ج 1 ص 327]

(1/2460)

[باب: لا يرد السلام في الصلاة]

(1/2461)

[حديث: كنت أسلم على النبي وهو في الصلاة]

1216# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ): هذا هو الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة، وقد تقدَّم [1]، وهو عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبة إبراهيمَ بن عثمان بن [2] خُوَاسَّتَى العبسيُّ _ بالمُوَحَّدة_ الكوفيُّ، أحد الأعلام، وأخو عثمان والقاسم، وصاحب التصانيف، عن شَرِيك، وابن المبارك، وهُشَيم، وعنه: البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والفريابيُّ، وأبو يعلى، والباغنديُّ، قال الفلَّاس: (ما رأيت أحفظَ منه)، وقال صالح جزرة: (أحفظ مَن أَدْرَكْنَا عند المذاكرة أبو [3] بكر ابن أبي شيبة)، تُوُفِّيَ سنة (235 هـ)، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه [4]، وهو حُجَّة، ما كاد يَسلَم، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.

[ج 1 ص 327]

قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن فُضَيل؛ بضمِّ الفاء، وفتح الضَّاد؛ مُصغَّرًا، وسبق [5] بعضُ ترجمته.

قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم مرارًا [6] أنَّه سليمان بن مهران، وكذا تقدَّم (إِبْرَاهِيم): أنَّه ابن يزيد النَّخعيُّ، وكذا (عَلْقَمَة): أنَّه ابن قيس النَّخعيُّ، و (عَبْد اللهِ): هو ابن مسعود، تقدَّم الكلُّ.

قوله: (فَلَمْ يَرُدُّ): تقدَّم أنَّه بالرَّفع، وأنَّ الجاري [7] بين النَّاس الفتحُ [8]، وكذا كلُّ مُضعَّفٍ إذا دخل عليه الجازم، وقد تقدَّم مرارًا.

قوله: (إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا): تقدَّم قريبًا معناه.

(1/2462)

[حديث: إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي]

1217# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ ساكنةٌ، وأنَّ اسمه عبدُ الله بن عَمرٍو المِنْقريُّ المُقعَد.

قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ): تقدَّم مرارًا أنَّه عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التَّيميُّ مولاهم، التَّنُّوريُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ): (كَثِير)؛ بفتح الكاف وكسر المُثلَّثة، (وشِنْظِير)؛ بكسر الشين، ثمَّ نون ساكنة، ثمَّ ظاء مكسورة معجمتين، ثمَّ مُثَنَّاة تحت، ثمَّ راء، و (الشِّنظير): السَّيِّئ الخُلُق، و (كثير) هذا: أزديٌّ بصريٌّ، عن مجاهد وطائفة، وعنه: عبد الوارث وطائفةٌ، قال أبو زُرْعة: (لَيِّنٌ)، وقال أحمد وغيرُه: (صالح الحديث)، له ترجمةٌ في «الميزان»، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.

قوله: (عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ): هو بفتح الرَّاء، وبالمُوَحَّدة، وهذا [1] ظاهر عند أهله، وقد قدَّمتُ بعض ترجمته.

قوله: (فَلَمْ يَرُدُّ): تقدَّم أعلاه أنَّه بضمِّ الدَّال، ويجوز فتحُها، وهذا في كلِّ مضعِّفٍ إذا دخل عليه الجازم، والذي نصَّ عليه سيبويهُ: الضَّمُّ [2]، وكذا (فَلَمْ يَرُدُّ عَلَيَّ) الثَّانية.

قوله: (وَجَدَ عَلَيَّ): أي: غضب، وهذا ظاهرٌ.

قوله: (أَنِّي أَبْطَأْتُ [3]): هو بفتح الهمزة من (أنِّي)؛ أي: من أجل أنِّي، وفي نسخةٍ: (أَنْ أبطأتُ)، وهي أيضًا بفتح الهمزة وسكون النُّون.

[قوله: (أَشَدُّ): هو برفع دال (أشدُّ)] [4].

(1/2463)

[باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل به]

(1/2464)

[حديث: يا أبا بكر ما منعك أن تصلي للناس حين أشرت إليك]

1218# قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ): هذا هو ابن أبي حازم؛ بالحاء المهملة، سلمةُ بن دينار، وهو يروي عن أبيه هنا، وقد تقدَّما مُترْجَمَين.

قوله: (بَلَغَهُ [1] أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ): تقدَّم أنَّ بني عمرو بن عوف مسكنُهم قُباءُ، وهم مِن الأوس، وتقدَّم اللُّغات في (قُباء)، وأنَّه على ثلاثة أميال من المدينة.

قوله: (فَحُبِسَ): هو [2] مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله؛ أي: أُخِّرَ.

قوله: (فِي التَّصْفِيحِ): تقدَّم الكلامُ عليه، وقد فسَّره هنا سهلٌ بـ (التَّصْفِيق).

قوله: (الْقَهْقَرَى): تقدَّم الكلام عليه غيرَ مَرَّةٍ.

قوله: (لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ): (أبو قحافة): هو والد الصِّدِّيق رَضِي الله عنه، واسمُه عثمانُ بن عامر بن عَمرو بن كعب بن سعْد [3] بن تيم، أسلم يوم الفتح، وبقي بعد ابنه أبي بكر إلى سنة أربعَ عشرةَ، فتُوُفِّيَ رضي الله عنه ورحمه.

(1/2465)

[باب الخصر في الصلاة]

قوله: (بَابُ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ): هو بفتح الخاء المعجمة، ثمَّ صادٍ مهملةٍ ساكنةٍ، ثمَّ راءٍ، وهو الاختصار؛ وهو وضع اليد على الخاصرة، قالت عائشة رضي الله عنها: (هو فعل اليهود)، ذكره البخاريُّ، وقيل هو فعل المُتكبِّرين، أو فعل الشَّيطان، أو أنَّ إبليس أُهبِطَ من الجنَّة كذلك، قالت: (هكذا أهل النَّار في النَّار)، وقيل: (الاختصار): حذف الرُّكوع والسُّجود فلا يتمُّهما، من الاختصار للشَّيء، وقيل: أن يصلِّي مُتوكِّئًا على مَخْصَرةٍ؛ وهي عصًا طولُها نحوٌ مِن قوسٍ، كان الخطباء في العرب يتوكَّؤون عليها مُعتمِدين بخواصرِهم، وقيل: هو أن يقرأ فيها من آخر السُّورة آية أو آيتين ولا [1] يتمُّ السُّورةَ في فرضه، وقيل: هو [2] أن يقتصر على الآيات التي فيها السَّجدة يسجد فيها، وقيل: هو أن يختصر السَّجدة في قراءته إليها ولا يسجُد بها، حكاهما المُحبُّ الطَّبريُّ في «أحكامه»، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (فلا).

[2] (هو): سقط من (ب).

[ج 1 ص 328]

(1/2466)

[حديث: نهي عن الخصر في الصلاة]

1219# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [1]): تقدَّم مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن الفضل عارمٌ، وتقدَّم [2] أنَّ معنى عارم: الشِّرِّير أوِ الشَّرس، وحاشاه من العرامة.

قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ): هذا هو حمَّاد بن زيد، (وقد تقدَّم قريبًا وبعيدًا: إذا لم يُنسَب حمَّاد؛ مَن يكون؟ وأنَّه باعتبار الرَّاوي عنه) [3]، وكذا تقدَّم (أَيُّوب): أنَّه ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، وكذا تقدَّم (مُحَمَّد): أنَّه ابن سيرين الإمامُ، وكذا (أَبُو هُرَيْرَةَ): عبد الرَّحمن بن صخر.

قوله: (نُهِيَ عَنِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ): (نُهِيَ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعلُه، تقدَّم أنَّ قول الصَّحابيِّ: (أُمِرْنا بكذا)، أو (أُمِر بكذا)، أو (نُهِينَا [4] عن كذا)، أو (نُهِيَ) _كهذا [5] الحديث_؛ أنَّه من [6] نوع [7] المرفوع والمُسنَد عند أصحاب الحديث، وهو الصَّحيح وقولُ أكثر أهل العلم، قاله ابن الصَّلاح، قال: (لأنَّ مُطلَق ذلك ينصرفُ بظاهره إلى مَن له الأمرُ والنَّهيُ، وهو رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم)، قال [8]: وخالف في ذلك فريقٌ؛ منهم: أبو بكر الإسماعيليُّ، وقد تقدَّم أنَّه جزم به أبو بكر الصَّيرفيُّ في «الدَّلائل»، وقد تقدَّم أنَّ بعضَهم خصَّ الخلافَ بما إذا كان القائلُ غيرَ الصِّدِّيقِ، فإنَّه [9] إذا [10] قاله الصِّدِّيق؛ فلا خلاف فيه [11]، وأنَّ هذا حَسَنٌ، والله أعلم.

(1/2467)

وقد عقَّبه البخاريُّ كما جاء في بعض النُّسخ بما لفظه: (وَقَالَ هِشَامٌ وَأَبُو هِلاَلٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وكذا ذكره المِزِّيُّ في «أطرافه»، ولم يذكر أنَّه في بعض النُّسخ؛ فاعلمه، وكذا ذكره شيخنا في «شرحه» ولم يبيِّنْه، وفعلَ ذلك البخاريُّ؛ خروجًا مِن خلافِ مَن خالفَ فيه، فإنَّه يحتمل أن يكون أحدٌ ممَّن عاصر البخاريَّ أو تقدَّم عليه خالفَ فيه، أو أنَّه فعل ذلك؛ لأنَّه أصرحُ في الرَّفع، أمَّا (هشام)؛ فهو: ابن حسَّانَ [12] الأزديُّ القُردوسيُّ [13] مولاهم، الحافظ، عن الحسن وابن سيرين، وعنه: القطَّان، وأبو عاصم، والأنصاريُّ، مات في صفر سنة (148 هـ)، أخرج له الجماعة، وهو إمامٌ كبيرُ الشَّأن، له ترجمة في «الميزان»، وأمَّا (أبو هلال)؛ فاسمُه مُحَمَّدُ بن سُلَيم _بضمِّ السِّين، وفتح اللَّام_ الرَّاسبيُّ البصريُّ، عن الحسن، ومُحَمَّد بن سيرين، وقتادةَ، وخلقٍ، وعنه: ابن مهديٍّ، وطالوتُ، وشيبانُ، وآخرون، وثَّقه أبو داود، وقال ابن معين: (صدوق)، وقال النَّسائيُّ وغيرُه: (ليس بالقويِّ)، له ترجمة في «الميزان»، تُوُفِّيَ سنة (167 هـ)، علَّق عنه البخاريُّ، وروى له الأربعة، وما قاله هشامٌ عن مُحَمَّد بن سيرين عن أبي هريرة؛ فأخرجه النَّسائيُّ في «الصَّلاة» عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحَميد، عن هشامٍ به، وما قاله أبو هلال؛ فلم يخرِّجه أحدٌ من الأئمَّة السِّتَّة، إلَّا ما ذكره البخاريُّ، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (اليمان)، وهو تحريفٌ.

[2] في (ب): (وقد تقدَّم).

[3] ما بين قوسين سقط من (ج).

[4] في (ب) و (ج): (ونهينا).

[5] في (ج): (كذا).

[6] في (ج): (مرفوع).

[7] في (ج): (من).

[8] (قال): سقط من (ج).

[9] في (ب): (فإن).

[10] (إذا): مثبت من (ج).

[11] (فيه): سقط من (ب).

[12] في (ب): (حبان)، ولعلَّه تحريف.

[13] في (ب) و (ج): (الفردوسي)، وهو تصحيف.

[ج 1 ص 328]

(1/2468)

[باب: يفكر الرجل الشيء في الصلاة]

(1/2469)

[حديث: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا عندنا]

1221# قوله: (حَدَّثَنَا رَوْحٌ): هذا هو ابن عُبَادة؛ بضمِّ عين (عُبَادة)، وتخفيف بائه، و (رَوح)؛ بفتح الرَّاء، وحكى بعضهم الضَّمَّ، وهو قيسيٌّ، أبو مُحَمَّد، الحافظُ البصريُّ، عن ابن عون وابن جريج، وعنه: أحمد، وعبد، والكُدَيميُّ، وصنَّف الكتب، وكان من العلماء، تُوُفِّيَ سنة (205 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن بَعُد العهد به، له ترجمة في «الميزان»، وصحَّح عليه.

قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ): تقدَّم أنَّه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة [1] التَّيميُّ، أبو بكر، مُؤذِّن ابنِ الزُّبير وقاضيه، عن عائشة وابن عبَّاس، وعنه: أيُّوبُ

[ج 1 ص 328]

واللَّيثُ، قال: (بعثني ابنُ الزُّبير على قضاء الطَّائف، فكنت أسأل ابنَ عبَّاس)، تُوُفِّيَ سنة (117 هـ)، أخرج له الجماعة، وتقدَّم مُتَرْجَمًا، ولكن طال العهد به.

قوله: (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ): هو أبو سروعة النَّوفليُّ، من مُسْلِمةِ الفتح، عنه: إبراهيم بن عبد الرَّحمن وابن أبي مليكة تقدَّم، أخرج له البخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.

[قوله: (دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ): الظَّاهر أنَّه دخل حجرةَ عائشة؛ لقربها من المسجد، والله أعلم] [2].

قوله: (تِبْرًا عِنْدَنَا): (التِّبْر): الذَّهب والفضَّة قبل أن يُصيَّرا دنانيرَ ودراهمَ، فإذا صُيِّرا؛ كانا عينًا، وقد يُطلَق التِّبر على غيرهما من المعدنيَّات؛ كالنُّحاس، والحديد، والرَّصاص، وأكثر اختصاصه بالذَّهب، ومنهم مَن يجعله في الذَّهب أصلًا، وفي غيره فرعًا ومجازًا، وقد تقدَّم.

==========

[1] زيد في (ب): (الإمام).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

(1/2470)

[حديث: إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى .. ]

1222# قوله: (عَنْ جَعْفَرٍ): هذا هو ابن ربيعة بن شرحبيل ابن حَسَنةَ الكنديُّ، عن أبي سلمة والأعرج، وعنه: اللَّيثُ وبكر بن مُضرَ، تُوُفِّيَ سنة (136 هـ)، أخرج له الجماعة، قال أحمد: (ثقة)، وقال أبو زُرْعة: (صدوق)، وقد قدَّمتُ بعض ترجمته، ولكن بَعُدَ العهدُ به.

قوله: (عَنِ الأَعْرَجِ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه عبد الرَّحمن بن هرمز، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (إِذَا أُذِّنَ بِالصَّلَاةِ): (أُذِّن): بضمِّ الهمزة وكسر الذَّال المعجمة المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

قوله: (فَإِذَا ثُوِّبَ): هو بضمِّ الثَّاء المُثلَّثة، ثمَّ واو مكسورة مُشدَّدة، ثمَّ مُوَحَّدة، وفي أصلنا: مبنيٌّ للفاعل، وقد تقدَّم ما التَّثويب، والمراد به هنا: الإقامة، وتقدَّم سؤال _وهو أنَّه يهرب من الإقامة، ولا يهرب من الصَّلاة_ وجوابه، واعلم: أنَّه يقع على النِّداء للصَّلاة أوَّلًا، وعلى الإقامة؛ لأنَّ [1] أصله: الدُّعاء إلى الشَّيء، (ثَوَّب به): إذا دعاه، والأذان والإقامة دعاءٌ إلى الصَّلاة، وقيل: سُمِّيتِ الإقامة تثويبًا؛ لأنَّه عودٌ للدُّعاء والنِّداء، مِن (ثاب إلى كذا)؛ إذا عاد إليه.

قوله: (قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): تقدَّم مرارًا أنَّ اسمَه عبد الله _أو إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر، وقول أبي سلمة يأتي قريبًا في (باب [2] إذا لم يدرِ صلَّى ثلاثًا أو أربعًا ... )؛ التَّرجمة، مُسْنَدًا إلى هشام الدَّسْتَوائِيِّ، عن يحيى بن أبي كثير عنه به، وأخرجه مسلم والنَّسائيُّ.

==========

[1] في (ب): (لأنه)، وليس بصحيح.

[2] (في باب): سقط من (ج).

[ج 1 ص 329]

(1/2471)

[حديث: يقول الناس أكثر أبو هريرة فلقيت رجلًا فقلت .. ]

1223# قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ): تقدَّم مرارًا [1] مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب، أحد الأعلام، وتقدَّم ببعض ترجمةٍ [2].

قوله [3]: (عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبرِيِّ): تقدَّم مُتَرْجَمًا، ولماذا نُسِب، وهو بضمِّ المُوَحَّدة، وفتحها، وكسرها [4]، وهو سعيد بن أبي سعيد كَيسانَ.

قوله: (فَلَقِيتُ رَجُلًا): هذا الرَّجل لا أعرف اسمه.

قوله: (بِمَا [5] قَرَأَ): كذا في أصلنا؛ بإثبات الألف، وإثباتها لغةٌ، والأفصحٌ حذفُها.

==========

[1] زيد في (ج): (أنَّه).

[2] في (ب): (بعض ترجمته).

[3] (قوله): سقط من (ج).

[4] (وكسرها): سقط من (ج).

[5] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (بِمَ).

[ج 1 ص 329]

(1/2472)

(بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّهْوِ إِذَا قَامَ مِنْ رَكْعَتَي الفَرْضِ) ... إلى (كِتَاب الجَنَائِزٍ)

(1/2473)

[حديث: صلى لنا رسول الله ركعتين من بعض الصلوات .. ]

1224# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهريُّ، العالمُ الفردُ.

قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ): تقدَّم له بعض التَّرجمة، وتقدَّم أنَّ (بُحَينة) أمُّه، وهي بضمِّ المُوَحَّدة، ثمَّ حاء مهملة مفتوحة، ثمَّ مُثَنَّاة تحتُ ساكنةٍ، ثمَّ نونٍ، ثمَّ تاء، (وأنَّها صحابيَّة، وأنَّ اسمها عبدة) [1]، وأنَّ مالكًا أبوه، وتقدَّم ما وقع في أبيه [2] من الغلط لمن عدَّه صحابيًّا راويًا، وأنَّه لا يُعرَف له صحبةٌ ولا [3] إسلامٌ، مُطَوَّلًا؛ فانظر ذلك في (الصَّلاة).

قوله: (رَكْعَتَيْنِ مِنْ بَعْضِ الصَّلَوَاتِ [4]): سيأتي عنه أنَّه قام مِن اثنتين من الظُّهر، كما يأتي في الطَّريق الثَّاني، والله أعلم.

==========

[1] ما بين قوسين سقط من (ج).

[2] في (ج): (ابنه)، ولعله تحريف.

[3] زيد في (ب): (يعرف له).

[4] في (ب): (الصَّلاة)، والمثبت موافق لما في «اليونينيَّة».

[ج 1 ص 329]

(1/2474)

[حديث: إن رسول الله قام من اثنتين من الظهر لم يجلس بينهما]

1225# قوله: (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ): هذا هو الأنصاريُّ، قاضي السَّفَّاح، أبو سعيد، تقدَّم مُتَرْجَمًا.

(1/2475)

[باب: إذا صلى خمسًا]

(1/2476)

[حديث: أن رسول الله صلى الظهر خمسًا فقيل له أزيد في الصلاة]

1226# قوله: (حَدَّثَنَا أبُو الوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ الحافظ، وتقدَّم بعضُ ترجمته.

قوله: (عنِ الحَكَمِ): هذا هو ابن عُتَيبة، تقدَّم مرارًا، وتقدَّم مُتَرْجَمًا، وكذا تقدَّم (إبْرَاهِيم): أنَّه ابن يزيد النَّخعيُّ، وكذا تقدَّم (عَلْقَمَة): أنَّه ابن قيسٍ، وتقدَّم (عَبْد اللهِ): أنَّه ابن مسعود.

==========

[ج 1 ص 329]

(1/2477)

[باب: إذا سلم في ركعتين أو ثلاث فسجد سجدتين]

(1/2478)

[حديث: صلى بنا النبي الظهر فسلم، فقال له ذو اليدين: الصلاة]

1227# قوله: (فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ): تقدَّم أنَّ اسمه: الخِرْبَاق _بخاء معجمة مكسورة، ثمَّ راء ساكنة، ثمَّ مُوَحَّدة، ثمَّ ألف، ثمَّ قاف_ ابن عَمرٍو [1]، وهو من بني سُلَيم، وليس هو ذا [2] الشِّمالين الذي قُتِل يومَ بدر؛ لأنَّ ذا الشِّمالين خزاعيٌّ، قُتِلَ يوم بدر، وذو اليدين سُلَميٌّ، عاش بعد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم زمانًا حتَّى رآه المُتأخِّرون من التَّابعين، واستدلَّ العلماء لما ذكرناه: بأنَّ أبا هريرة شهد قصَّته في السَّهو في الصَّلاة، وقد أجمعوا أنَّ أبا هريرة إنَّما أسلم عام خيبر سنة سبع، أو في آخر سنة ستٍّ، على اختلاف القولين _وقد ذكرت مأخذهما فيما مضى_ بعد بدر بخمسِ سنين أو أربعٍ [3]، وكان الزُّهريُّ يقول: إنَّ ذا اليدين هو ذو الشِّمالين، وأنَّه قُتِل [4] ببدر [5]، (وأنَّ قصَّته في الصَّلاة كانت قبل بدر) [6]، وتابعه أصحاب أبي حنيفة على هذا، وقالوا: كلامُ النَّاسي في الصَّلاة يبطلُها، وادَّعوا أنَّ هذا الحديث منسوخٌ، والصَّواب: ما سبق، وقد أطنب الحُفَّاظ في شرح هذا، ومِن أحسنهم إيضاحًا أبو عمر بن عبد البرِّ في «التَّمهيد»، قال ابن عبد البرِّ [7]: (واتَّفقوا على أنَّ الزُّهريَّ غلط في هذه القضيَّة [8])، وقد تقدَّم كلُّ ذلك، والله أعلم.

[تنبيهٌ هو فائدةٌ: في «أبي داود» في (باب السَّهو في السَّجدتين) من حديث أبي هريرة قال: (ولم يسجد [سجدتي السَّهو] [9] حتَّى يقَّنه الله عزَّ وجل ذلك) انتهى سكت عليه أبو داود] [10].

(1/2479)

قوله: (قَالَ سَعْدٌ: وَرَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ... ) إلى آخر كلامه، وفي آخره: (هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ [11] صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ): هذا هو سعد بن إبراهيم المذكورُ في سند هذا الحديث، وهذا ظاهرٌ جدًّا، وأمَّا قوله: (هكذا فعل [12] ... ) إلى آخره؛ هو مُرسَل؛ لأنَّ عروة تابعيٌّ، وقول التَّابعيِّ: (قال رسول الله [13]) أو (فعل) مُرسلٌ، وهذا ظاهرٌ أيضًا، والمُرسَل: هو قول التَّابعيِّ: (قال رسولُ الله)، ومثله: (فعلَ رسول الله)، أو قول التَّابعيِّ الكبير: (قال رسول الله)، ومثله: (فعلَ رسول الله)، أو ما سقط من رجاله واحدٌ، ثلاثةٌ أقوالٍ فيه، وفيه أقوال أخرى غيرُ هذا [14]، أخرجه ابن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن [15] سعد؛ فذكره، وقال أبو نعيم: رواه _يعني: البخاري_ عن آدم، عن شعبة، وزاد: (قال سعد: ورأيت عروة ... ) إلى آخره، وأورده الإسماعيليُّ من طريق معاذ ويحيى، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم: (سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة ... )؛ الحديث، ثمَّ قال في آخره: (رواه غُندُّر: فصلَّى ركعتين أخريين، ثمَّ سجد سجدتين)، لم يقل: (ثمَّ سلَّم، ثمَّ سجد).

==========

[1] (ابن عمرو): سقط من (ج).

[2] في (ج): (ذو).

[3] (أو أربع): سقط من (ج).

[4] زيد في (ج): (يوم).

[5] في (ج): (بدر).

[6] ما بين قوسين سقط من (ج).

[7] زيد في (ب): (في التمهيد قال عبد البر).

[8] في (ج): (القصة).

[9] (سجدتي السَّهو): مثبت من مصدره.

[10] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[11] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (النَّبيُّ).

[12] زيد في (ب): (رسول الله).

[13] لفظ الجلالة مثبتٌ من (ج).

[14] في (ج): (هذه).

[15] في (ب): (عنه).

[ج 1 ص 329]

(1/2480)

[باب من لم يتشهد في سجدتي السهو]

قوله: (بَابُ مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ): اعلم أنَّ هذا الباب عقده؛ للرَّدِّ على مالك؛ حيث قال: يتشهَّد في سجود السَّهو، والصَّحيح من مذهب الشَّافعيِّ: أنَّه يُسلِّم ولا يتشهَّد، وكذا الصَّحيح في سجود التلاوة: أنَّه يُسلِّم ولا يتشهَّد، ودليل مالك ومَن وافقه: ما رواه أبو داود والتِّرمذيُّ، وأصل الحديث في «النَّسائيِّ» أيضًا عن عمران بن حصين: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى بهم، فسها، فسجد سجدتين، ثمَّ تشهَّد وسلَّم)، قال التِّرمذيُّ: حسنٌ غريبٌ، وأخرجه ابن حِبَّان [1] أيضًا في «صحيحه»، ولفظه: (أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام صلَّى بهم، فسجد سجدتي السَّهو، ثمَّ تشهَّد وسلَّم)، وهذا الحديث لم يصحَّ عند البخاريِّ؛ فلهذا ترجم؛ للرَّدِّ على القائل به.

[قوله: (وَسَلَّمَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَلَمْ يَتَشَهَّدَا): أمَّا (أنسٌ)؛ فهو ابن مالك، الخادم، الصَّحابيُّ رضي الله عنه، وأمَّا (الحسنُ)؛ فهو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالم المشهور] [2].

قوله: (وَقَالَ قَتَادَةُ): هو ابن دِعامة، وقد تقدَّم قريبًا مُتَرْجَمًا.

==========

[1] في (ب): (ماجه).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[ج 1 ص 329]

(1/2481)

[حديث: أن رسول الله انصرف من اثنتين]

1228# قوله: (السّخْتِيَانِيِّ): تقدَّم أنَّه يجوز في سينه الفتحُ، والضَّمُّ، والكسرُ، وأنَّ التَّاء مكسورةٌ، وتقدَّم بعض ترجمة أيُّوب، وأنَّ اسم أبي تميمة كيسانُ.

قوله: (فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ): تقدَّم الكلام عليه أعلاه [1]، وقبل ذلك أيضًا رضي الله عنه.

[ج 1 ص 329]

قوله: (أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ؟): هو بفتح همزة الاستفهام، وضمِّ قاف (قُصِرَت)، وكسر صادها؛ معناه: أَنُقِصَت؟، قال القاضي عياض: (ويروى: أَقَصُرتِ الصَّلاةُ؟)، انتهى، وفي «النِّهاية [2]»: (يُروى [3] على ما لم يُسمَّ فاعله، وعلى تسمية الفاعل؛ بمعنى: النَّقص)، انتهى، وقد تقدَّم بعض هذا أو كلُّه.

قوله: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ ... ) إلى آخره: أمَّا (حمَّاد)؛ فهو ابن زيد، كذا قاله المِزِّيُّ، ولفظه في «أطرافه»: (البخاريُّ في «الصَّلاة» عن سليمان بن حرب، عن حمَّاد بن زيد، عن سلمة بن علقمة قال: «قلت لمُحَمَّد في سَجْدَتَي السَّهو: تشهَّد ... إلى آخره»، قال أبو مسعود: رواه عنه بشر بن المُفضَّل، فطوَّله [4])، وذكر في آخره هذه اللَّفظةَ: (أبو داود فيه عن مُسَدَّد، عن بشر بن المُفضَّل، عن سلمة بن علقمة؛ بمعنى حديث مالك، عن أيُّوب، عن ابن سيرين) انتهى، وإنَّما ذكرت كلام المِزِّيِّ؛ لأنَّ سلمة بنَ علقمة روى عنه الحمَّادان، (وقد قدَّمتُ أنّ حمَّادًا إذا رُوِي عنه ولا ينسبه الرَّاوي عنه؛ فإن كان سليمانَ بنَ حربٍ _ كهذا_؛ فهو ابن زيد، وكذا عارمٌ مُحَمَّدُ بن الفضل، وإن كان الذي أطلقه موسى بن إسماعيل التَّبُوذكيُّ، أو عفَّان، أوحجَّاج بن منهال، أو هدبة بن خالد؛ فهو ابن سلمة، وتقدَّم أنَّ ابن سلمة علَّق له البخاريُّ، وروى له مسلمٌ والأربعة) [5].

==========

[1] في (ب): (بظاهرها).

[2] في (ج): (الرواية).

[3] (يروي): سقط من (ج).

[4] في (ب): (وطوله).

[5] ما بين قوسين سقط من (ج).

(1/2482)

[باب من يكبر في سجدتي السهو]

(1/2483)

[حديث: صلى النبي إحدى صلاتي العشي ركعتين]

1229# قوله: (عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): (مُحَمَّد هذا): هو ابن سيرين، العَلَم الفرد، وكذا بعده: (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَكْبَرُ ظَنِّي ... ) إلى آخره.

قوله: (إِحْدَى صَلاَتَيِ الْعَشِيِّ): تقدَّم الكلام على (العَشيِّ).

قوله: (وَأَكْبَرُ ظَنِّي): (أكبرُ): بالمُوَحَّدة، وكذا في أصلنا.

قوله: (الْعَصْرَ [1]): يجوز فيها النَّصب، والجرُّ، والرَّفع، أمَّا النَّصب؛ فعلى أنَّه مفعول (صلَّى)، والجرُّ على البدل من (صلاتَي)؛ لأنَّه مجرور، والرَّفع على الخبر لـ (أكبر [2]).

قوله: (سَرَعَانُ النَّاسِ): تقدَّم أنَّه بفتح الرَّاء، وأنَّ بعضهم ضبطه بسكونها، وله وجهٌ، والأوَّل أوجه.

قوله: (أَقُصِرَتِ الصَّلاة؟): تقدَّم أعلاه أنَّه يقال: بضمِّ القاف، وكسر الصاد، ويقال: بفتح القاف، وضمِّ الصاد.

قوله: (ذُو الْيَدَيْنِ): وفي نسخةٍ: (ذا اليدين)، أمَّا (ذا)؛ فمفعول (يدعوه)، وأمَّا الرفع؛ فالظاهر أنَّه على الحكاية.

(1/2484)

[حديث: أن رسول الله قام في صلاة الظهر وعليه جلوس]

1230# قوله: (حَدَّثَنَا لَيْثٌ): هذا هو ابن سعد، الإمامُ، تقدَّم، وكذا (ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلمٍ، وكذا (الأَعْرَج): عبد الرَّحمن بن هرمز، وكذا (عَبْد اللهِ ابْن بُحَيْنَةَ)، وضبط أمِّه قريبًا.

قوله: (الأَسْدِيِّ): هو بسكون السِّين بلا خلاف، و (الأَسْد) و (الأَزْد): لغتان، نُصَّ على عبد الله هذا أنَّه كذلك غيرُ واحد، وكذا نَصَّ غيرُ واحد على أنَّهما لغتان.

قوله: (حَلِيفِ ابنِ [1] الْمُطَّلِبِ): كذا في أصلنا بلا تردُّد، [وفي أصلنا الدِّمشقيِّ: (حليف بني المطَّلب)، وقد زاد فيها بعد (بني): (عبدِ)؛ بالحمرة بعضُ مشايخي الحلبيِّين، وكتب عليها: (خ) انتهى] [2]، قال الشَّيخ محيي الدِّين في «شرح مسلم»: (حليف بني عبد المطَّلب، كذا [3] في نسخ «البخاريِّ» و «مسلم»، والذي ذكره ابن سعْد، وغيره من أهل السِّير والتواريخ: أنَّه حليف بني المطَّلب، وكان جدُّه حَالَفَ المطَّلبَ بنَ عبد مناف) انتهى، وفي (الصَّلاة) من هذا الكتاب: (حليفٌ لبني عبد مناف)، وهذا صحيح في نفس الأمر؛ لأنَّه إذا حالف الابن؛ فقد حالف الأبَ، والله أعلم [4]، وقوله هنا: (حليف ابن المطَّلب) يكون على المجاز؛ لأنَّه؛ إذا حالف الأبَ؛ فقد حالف الابنَ، والله أعلم.

قوله: (تَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: فِي التَّكْبِيرِ [5]): الضَّمير في (تابعه) يعود على (اللَّيث): هو ابن سعْد، وهذا ظاهرٌ، ومتابعة ابن جريج عن الزُّهريِّ لم أرها في شيء من الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم.

==========

[1] كذا في النُّسخ و (ق)، وفي «اليونينيَّة» و (ج): (بني).

[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).

[3] في (ج): (وكذا).

[4] زيد في (ج): (وفي بعض أصولنا الدمشقية هنا بحذف عبد، وقد كتب بعض مشايخي عندنا بالحمرة وكتب عليها (خ) يعني نسخة، وقد تقدَّم ما فيه)، وضرب عليها في (أ).

[5] في (ب): (التكثير)، وهو تصحيف.

[ج 1 ص 330]

(1/2485)

[باب: إذا لم يدر كم صلى ثلاثًا أو أربعًا سجد سجدتين وهو جالس]

(1/2486)

[حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع]

1231# قوله: (حَدَّثَنَا مُعاذُ بنُ فَضَالَةَ): تقدَّم مرارًا أنَّه (فَضالة)؛ بفتح الفاء، وهذا ظاهرٌ، إلَّا أنِّي رأيت بعض المبتدئين يقرؤونه بالضَّمِّ.

قوله: (حَدَّثَنَا هِشامُ بنُ أبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتَوائِيُّ): تقدَّم أنَّه كان يبيع الثِّياب التي تُجلَب من دَسْتَوا، فنُسِب إليها، وتقدَّم ما فيه.

قوله: (عَنْ يَحْيَى بنِ أبِي كَثِيرٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بفتح الكاف [1]، وكسر المُثلَّثة، وتقدَّم أيضًا أنَّ (أبا سلمة) بعده: عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، العالم [2] المشهور.

قوله: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا.

قوله: (فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وقد تقدَّم الكلام على (التثويب) قريبًا، وأنَّ المراد به هنا: الإقامة، وتقدَّم ما الحكمة أنَّ الشَّيطان يفرُّ من الأذان والإقامة، ولا يفرُّ من الصَّلاة.

قوله: (حَتَّى يَخْطرَ [3]): قال ابن قُرقُول: (بكسر الطَّاء، ضبطناه عن المُتقِنين [4]، وقد سمعناه [5] من أكثر [6] شيوخنا بضمِّ الطَّاء، والكسرُ هو الوجه في هذا؛ يعني: يوسوس)، انتهى، وقد تقدَّم.

(1/2487)

قوله: (إِنْ يَدْرِي): هو بكسر همزة (إِنْ) وسكون النُّون؛ أي: ما يدري، وهي نافية، قال ابن قُرقُول: (بكسر الألف على النَّفي؛ بمعنى: «ما»، وكذا لجمهور الرُّواة في «المُوطَّأ» وغيره، وضبطها الأصيليُّ وابن عبد البرِّ في «المُوطَّأ» بالفتح، وقال ابن عبد البرِّ: هي [7] رواية أكثرهم؛ ومعناها: لا يدري، وهذا ليس بشيء، بل هو مُفسِدٌ للمعنى؛ لأنَّ «إن» المكسورةَ ههنا بمعنى: «ما» النافية، والجملة في موضع خبر «يظلُّ»، وفي رواية ابن بكير والتِّنِّيسيِّ: «لا يدري» مُفسَّرًا، وكذا لرواة مسلم في حديث قتيبة: «لا يدري كم صلَّى»، وللعذريِّ هنا: «ما يدري»، وكلُّه بمعنًى واحدٍ، وبالفتح: إمَّا أن يكون مع فعلها بمعنى الاسم الذي هو مصدر، ولا يصحُّ هنا، أو بمعنى: من أجل، ولا يصحُّ أيضًا؛ لأنَّ كلاهما يقلب المعنى المراد بالحديث، وهذا على الرواية الصَّحيحة في «يظلُّ»؛ بالظَّاء المشالة؛ بمعنى: يصير، وأمَّا على [8] رواية مَن رواه (يضِلُّ)؛ بضاد مكسورة غير مشالة؛ أي: يَنسى، ويسهو، ويتحيَّر؛ فيصحُّ حينئذ فتحُ الهمزة، وتكون «أنْ» بتأويل المصدر، ومفعول «ضلَّ» [9] محذوف؛ أي: يجهل درايته، وينسى عدد ركعاته، وبكسر الهمزة على ما تقدَّم.

(1/2488)

[باب السهو في الفرض والتطوع]

قوله: (بَابُ السَّهْوِ فِي الْفَرْضِ وَالتَّطَوُّعِ): هذا الباب عقده [1]؛ للرَّدِّ على ابن سيرين، وقتادة، وهو قول ضعيف غريب عن الشَّافعيِّ: أنَّه لا يسجد للتَّطوُّع، وجمهور العلماء: على أنَّه يسجد للسَّهو في صلاة التَّطوُّع؛ كالفرض، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (عنده).

[ج 1 ص 330]

(1/2489)

[حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه]

1232# قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا كثيرةً أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم، وتقدَّم أنَّ [1] (أَبَا سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) اسمُه عبدُ الله، وقيل: إسماعيل، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر.

قوله: (فَلَبَسَ عَلَيْهِ [2]): مُخفَّف الباء، ومنهم مَن ثقَّلها، والتَّخفيف أفصح، وهو مِن قوله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9]؛ أي: خلط عليه أمرَ صلاته، وشبَّهها عليه.

==========

[1] (أنَّ): مثبت من (ج).

[2] في هامش (ق): (فائد: قال القاضي عياض: «لبس»؛ بتخفيف الباء، ومنهم من يثقلها، والتخفيف أفصح من قوله عز وجل: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ} [الأنعام: 9]؛ أي: خلط عليه أمر صلاته، وشبهها عليه).

[ج 1 ص 330]

(1/2490)

[باب: إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع]

قوله: (بَابٌ: إِذَا كُلِّمَ): هو بضمِّ الكاف، وكسر اللَّام المُشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.

==========

[ج 1 ص 330]

(1/2491)

[حديث: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر]

1233# قوله: (حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ): هو عبد الله بن وهب، أبو مُحَمَّد الفهريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (أَخْبَرَنِي عَمْرٌو): هذا هو عَمرو بن الحارث بن يعقوب المصريُّ، أحد الأعلام، تقدَّم له بعض الترجمة.

قوله: (عَنْ بُكَيْرٍ): هو بكير بن عبد الله بن الأشجِّ، إمامٌ، ثبتٌ، تقدَّم مُتَرْجَمًا.

[ج 1 ص 330]

قوله: (وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ): تقدَّم أنَّ (المِسْوَر) بكسر الميم، وإسكان السِّين، وفتح الواو، وأنَّه صحابيٌّ صغير، و (مخرمة) والدُه صحابيٌّ من مُسلِمة الفتح.

قوله: (وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ): هذا زهريٌّ مدنيٌّ، شهد حُنَينًا، وهو ابن عمِّ عبد الرَّحمن بن عوف على الصَّحيح، روى عن النَّبيِّ صلَّى الله عيه وسلَّم وعن جُبَير بن مُطعِم، وعنه: ابناه عبد الله وعبد الحميد، ومُحَمَّد بن إبراهيم التَّيميُّ، له أربعةُ أحاديث، قال مُحَمَّد بن سعد: (هو نحو ابن عبَّاسٍ في السِّنِّ، بقي إلى فتنة ابن الزُّبير)، وقيل: مات قبل الحرَّة، له حديث واحد في «سنن أبي داود»، وليس له في غيرِه من السِّتَّة غيرُه [1]، وكيف يكون نحوَ ابن عبَّاس في السِّنِّ، ويشهد حُنينًا؟! ويحتمل أنَّه شهدها وهو صبيٌّ، ومَن عرف سنَّ ابن عبَّاس؛ عرف ذلك؛ لأنَّه اختُلِف في سنِّ ابن عبَّاس يوم تُوُفِّيَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أقوالٍ سأذكرها، الأكثر: أنَّه كان ابنَ ثلاثَ عشرةَ، دخل في أربعَ عشرةَ، وحُنَين في شوَّال [2] في السنة الثامنة، والله أعلم.

قوله: (أُخْبِرْنا): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ): تقدَّم الكلام عليها، وأنَّها هند بنت أبي أميَّة حذيفةَ، المخزوميَّة، آخر أزواجه عليه الصَّلاة والسَّلام وفاةً، وتقدَّم ما وقع في وفاتها.

قوله: (مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الأَنْصَارِ): هو بالراء، بلا خلاف، وهذا ظاهرٌ عند أهله.

قوله: (فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ): هذه (الجاريةُ): لا أعلم [3] أحدًا سمَّاها.

==========

[1] (من السِّتَّة غيره): سقط من (ج).

[2] في (ب): (الشوال).

[3] في (ج): (أعرف).

(1/2492)

[باب الإشارة في الصلاة]

قوله: (قَالَهُ كُرَيْبٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [1]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ): هذا تقدَّم في الباب قبله في (السهو)، وهو في (المغازي) أيضًا، وأخرجه مسلم في (الصَّلاة)، وأبو داود فيها.

==========

[1] زيد في «اليونينيَّة»: (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا).

[ج 1 ص 331]

(1/2493)

[حديث سهل: يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء .. ]

1234# قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بالحاء المهملة، وأنَّ اسمه سلمةُ بن دينار، وتقدَّم مُتَرْجَمًا.

قوله: (أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ): تقدَّم أنَّ هؤلاء من الأوس، وكان مسكنَهم قباءُ.

قوله: (فِي أُنَاسٍ مَعَهُ): هؤلاء النَّاس [1] لا أعرفهم بأعيانهم.

قوله: (فَحُبِسَ): (هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله) [2]؛ أي: أُخِّر، و (رَسُولُ): مَرْفوعٌ [3] قائم مقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (وَرَجِعَ القَهْقَرَى): تقدَّم الكلامُ عليه قريبًا وبعيدًا.

قوله: (لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ): تقدَّم الكلام قريبًا على (أبي قحافة)، وأنَّ [4] اسمَه عثمانُ، وتقدَّم قريبًا أيضًا نسبه، وأنَّه من مُسلِمة الفتح، وأنَّه تُوُفِّيَ بعد الصِّدِّيق، تُوُفِّيَ سنة أربعَ عشرةَ، وورث من الصِّدِّيق السُّدسَ، فردَّه على أولاد الصِّدِّيق.

==========

[1] (الناس): سقط من (ب).

[2] ما بين قوسين سقط من (ج).

[3] في (أ) و (ج): (فاعل)، ولا يستقيم.

[4] في (أ) و (ج): (وأنَّه).

[ج 1 ص 331]

(1/2494)

[حديث: دخلت على عائشة وهي تصلي قائمة والناس قيام]

1235# قوله: (حَدَّثَنَا [1] ابْنُ وَهْبٍ): تقدَّم قريبًا أنَّه عبد الله بن وهب الفهريُّ، أحد الأعلام.

قوله: (حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ): تقدَّم أنَّه سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، أحد أركان الإسلام.

قوله: (عَنْ هِشَامٍ): هذا هو هشام بن عروة بن الزُّبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى، مشهور الترجمة.

قوله: (عَنْ فَاطِمَةَ): هذه هي فاطمة بنت المنذر بن الزُّبير بن العوَّام، بنتُ عمِّ هشام وزوجته، تقدَّمت مُترجَمةً.

قوله: (عَنْ أَسْمَاءَ): هذه تقدَّمت أنَّها بنت أبي بكر [2] عبدِ الله بن أبي قحافةَ عثمانَ، الصِّدِّيق [3]، وتقدَّم بعض ترجمتها رضي الله عنها.

==========

[1] كذا في النُّسخ، وفي «اليونينيَّة» و (ق): (حَدَّثَنِي).

[2] زيد في (ب): (الصِّدِّيق).

[3] زيد في (ب): (رضي الله عنه).

[ج 1 ص 331]

(1/2495)

[حديث عائشة: إنما جعل الإمام ليؤتم به]

1236# قوله: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ): تقدَّم أنَّ هذا هو ابن أبي أُوَيس، ابن أخت مالك بن أنس الإمامِ شيخِ الإسلام، وأنَّ اسم أبي أويس عبدُ الله.

قوله: (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ): تقدَّم أعلاه [1] أنَّ هذا هشام بن عروة بن الزُّبير، وهذا شيء مشهور.

قوله: (وَهُوَ شَاكٍ)؛ أي: مريض، وفي نسخة: (شاكي)، وهذه [2] تأتي على لغةٍ حكاها النَّوويُّ في مثل هذا، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (بظاهرها).

[2] في (ب): (وهذا يأتي).

[ج 1 ص 331]

(1/2496)

((23)) (كِتَابُ الْجَنَائِزِ) ... إلى (بَاب نَقْضِ شَعْر المَرْأَةِ)

(الْجَنَائِز): بفتح الجيم؛ بلا خلاف، جمع (جنَازة)؛ بكسر الجيم وفتحها، اسمٌ للميِّت والسَّرير، وقيل: للميِّت بالفتح، وللسَّرير بالكسر، وقيل: بالعكس.

فائدةٌ: سُئلت: متى صلَّى النَّبيُّ الله عليه وسلم على الجنائز؟ _ يعني أوَّل ما صلَّى_ فأجبتُ [1]: ولم أرَ في المسألة نقلًا غيرَ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى على قبر البراء بن معرور بعد شهر من وفاته والمَقْدَم، وهذا لا أعلم أنَّه صلَّى على أحد قبله، وقد روى صلاته على البراء البيهقيُّ، من رواية: أبي مُحَمَّد بن أبي معبد بن أبي قتادة، قال: وهو مُرسَل، قال: ورُوِي هكذا بزيادة: (عن أبيه) موصولًا بدون التَّأقيت، قال: ورُوِي: بعد موته بسَنَةٍ، والصَّواب: الأوَّل، انتهى، و (البراء) هذا: تُوُفِّيَ _كما قاله ابن اسحاق، كما نقله أبو عمر في «الاستيعاب» _ قبلَ قدومه صلَّى الله عليه وسلَّم المدينةَ، وقال غيره: مات في صفر قبل قدوم النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة بشهر، فلمَّا قدِم [2] رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أتى قبره في أصحابه، فكبَّر عليه وصلَّى، انتهى، فعلى هذا: صلاته صلَّى الله عليه وسلَّم على الجنازة في أوَّل الشهر الثاني، أو في آخر الشَّهر الأوَّل من المَقدَم، والله أعلم.

قوله: (وَمَنْ كَانَ آخِر كَلاَمِهِ): (آخر): يجوز فيه الرَّفع والنَّصب، أمَّا الرفع؛ فلأنَّه اسم كان، و (لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ): الخبر، أو على أنَّه الخبرُ، فيكون منصوبًا، و (لا إله إلَّا الله): الاسم.

قوله: (وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ): (وهب بن مُنِّبه) هذا: صنعانيٌّ، أخو همَّام، يروي عن ابن عبَّاس وابن عمر، وعنه: آله وسِمَاك بن الفضل، وكان أخباريًّا، علَّامةً، قاصًّا، صدوقًا، صاحب كتب، و (مُنبِّه): اسم فاعل من (نبَّه)، من الانتباه [3]، تُوُفِّيَ سنة (114 هـ)، أخرج له: البخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان».

قوله: (أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟): (مفتاح): يجوز نصبه على أنَّه خبر (ليس)، و (لا إله ألَّا الله): الاسم، ويجوز رفعه، و (لا إله إلَّا الله): خبر مُقدَّم.

(1/2497)

قوله: (لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلاَّ لَهُ أَسْنَانٌ): (الأسنان)؛ بفتح الهمزة، وهذا غاية في الظُّهور، ويجوز أن يُجمَع السِّنُّ على (أسنَّة) أيضًا؛ مثل: قِنٍّ، وأقنان، وأقِنَّة، وتصغير (السِّنِّ): سُنينة؛ لأنَّها تُؤنَّث، قال الجوهريُّ: (السِّنُّ: واحد الأسنان ... ) إلى أن قال: (وتصغير «السِّنِّ»: سُنَينَة؛ لأنَّها تُؤنَّث).

[ج 1 ص 331]

فائدةٌ: كلام وهب هذا وقع حديثًا مرفوعًا رواه البيهقيُّ، كما قاله شيخنا من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له حين بعثه إلى اليمن: «إنَّك ستأتي قومًا أهل كتابٍ، فيسألونك عن مِفتاح الجنَّة، فقل: شهادة أن لا إله إلَّا الله، ولكن مفتاحٌ بلا أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنانٌ؛ فُتِح لك، وإلَّا؛ لم يُفتَح لك» انتهى، وكذا عزاه القرطبيُّ في «تذكرته» انتهى، وقد ذكر السُّهيليُّ في أواخر «روضه» ما لفظه: (وممَّا وقع في السِّيرة من حديث العلاء_ يعني: ابن الحضرميِّ_[4] قولُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا سُئِلتَ عن مفتاح الجنَّة؛ فقل: مفتاحها لاإله إلَّا الله»، ثمَّ ذكر ما ذكره البخاريُّ عن وهب، وعزاه إلى البخاريِّ، ثمَّ قال: (وفي رواية غيره_ يعني: غيرَ البخاريِّ_: أنَّ ابن عبَّاس رضي الله عنهما ذُكِر له قولُ وهبٍ، فقال: (صدَق والله، وأنا أخبركم عن الأسنان ما هي؟)، فذكر الصَّلاةَ، والزَّكاة، وشرائعَ الإسلام)، انتهى، وفي «التذكرة» للقرطبيِّ: (الأسنان: عبارة عن توحيد الله تعالى، وعن عبادته جميعًا، وعن توحيد الله أيضًا فقط، قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، وقال [5] تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف: 107]، وهو كثير في القرآن، الإيمانُ مع العمل ... ) إلى آخر كلامه.

(1/2498)

فائدةٌ: روى عبد الله بن مَعقِل: كان وهب بن مُنبِّه جالسًا في مجلس ابن عبَّاس، فسُئِل: أليس تقول: إنَّ مفتاح الجنَّة لا إله إلَّا الله؟ قال: بلى؛ وجدت في التَّوراة: (ولكنِ اتَّخذوا له أسنانًا)، فسمع ذلك ابنُ عبَّاس فقال: (أسنانه والله عندي؛ أوَّلها: شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وهو المفتاح، والثَّاني: الصَّلاة، وهو القنطرة، والثَّالث: الزَّكاة، وهي الطَّهور، والرابع: الصَّوم، وهو الجُنَّة، والخامس: الجهاد، والسَّادس: الأمر بالمعروف، وهو الأُلْفة، والسَّابع: الطَّاعة، وهي العصمة، والثَّامن: الغُسْل من الجنابة، وهي السَّريرة، وقد خاب مَن لا سرَّ [6] له)، هذا والله أسنانُها، أفاده شيخنا، انتهى، وقد تقدَّم أعلاه ما ذكره السُّهيليُّ عن ابن عبَّاس في كلام وهب، وقد ذكر الحسن [7] بن عرفة بإسناده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مفتاح الجنَّة شهادةُ أن لا إله إلَّا الله»، ورواه الإمام أحمد في «مسنده»، ولفظه: «مفتاح الجنَّة شهادة [8] أن لا إله إلَّا الله».

فائدةٌ: جعل الله سبحانه [9] لكلِّ مطلوب مفتاحًا يُفتَح به، فجعل مفتاحَ الصَّلاة الطَّهورَ، ومفتاحَ الحجِّ الإحرامَ، ومفتاحَ البِرِّ الصِّدقَ، ومفتاحَ الجنَّة التَّوحيدَ، وقد ذكر ابن قيِّم الجوزيَّة في «حادي الأرواح» مفاتيحَ الخير [10] والشَّرِّ، فإن أردته؛ فانظره من [11] «حادي الأرواح».

(1/2499)

[حديث: أتاني آت من ربي فأخبرني أنه من مات من أمتي]

1237# قوله: (عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ): هو بفتح الميم، ثمَّ عين ساكنة مهملة، ثمَّ راءين، بينهما واوٌ ساكنةٌ، وإيَّاك أن تُعجِمَ العينَ، فإنَّ بعض المبتدئين من الفقهاء يعجمونها، و (معرور)؛ معناه: مقصودٌ، والمعرورُ أسديٌّ، كنيته أبو أميَّة، عن عمرَ وابن مسعود، وعنه: واصل الأحدب والأعمش، قيل: عاش مئة وعشرين سنةً، أخرج له الجماعة، وثَّقه ابن معين وأبو حاتم.

قوله: (عَنْ أَبِي ذَرٍّ): تقدَّم أنَّه جندب بن جنادة، وقيل: اسمه بُريرٌ، وتقدَّم نسبه، وأنَّه مِن السابقين، جليلٌ كبيرُ القدر، رضي الله عنه.

==========

[ج 1 ص 332]

(1/2500)

[حديث: من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار]

1238# قوله: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ): تقدَّم مرارًا أنَّه سليمان بن مهران، أبو مُحَمَّد، الكاهليُّ القارئ.

قوله: (حَدَّثَنَا شَقِيقٌ): هذا هو أبو وائل، شقيقُ بن سلمة، تقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنْ عَبْدِ الله): هذا هو ابن مسعود بن غافل الهذليُّ، من سادة الصَّحابة رضي الله عنهم، تقدَّم.

قوله: (وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ): وفي رواية لمسلمٍ بالعكس: «من مات لا يشرك بالله شيئًا؛ دخل الجنَّة، وقُلْتُ أنا: من مات يشرك بالله شيئًا؛ دخل النَّار»، وهذا في بعض الأصول المُعتمَدة، وفي أكثر الأصول: «من مات يشرك بالله شيئًا؛ دخل النار، وقلت: أنا: من مات لا يشرك بالله شيئًا؛ دخل الجنَّة»، قال الشيخ محيي الدِّين لمَّا ذكر قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «من مات يشرك بالله شيئًا؛ دخل النَّار»، وقول ابن مسعود: (قلت: أنا: ومن مات لا يشرك بالله شيئًا؛ دخل الجنَّة) ما لفظه، وحَدَثَ [1] في بعض الأصول المُعتمَدة عكسُ ذلك، وكذا ذكره الحُميديُّ في «جَمْعِه» عن مسلم، وكذا رواه أبو عوانة في كتابه [2] المُخرَّج على «مسلم»، وقد صحَّ اللَّفظان [3] من كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث جابر المذكور؛ يعني: بعد حديث ابن مسعود في «مسلم» قال: وأمَّا اقتصار ابن مسعود على رفع إحدى اللَّفظتين وضمِّه الأخرى إليها من كلام نفسه؛ فقال القاضي: (سببه: سماعه إحداهما، وضمَّ الأخرى إليها؛ لما [4] علمه من كتاب الله ووحيه، أو أخذه مِن مقتضى ما سمعه من النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم [5])، قال النَّوويُّ: (والجيِّد أن يقال: سمع اللَّفظتين، ولكن في وقت حفظ إحداهما وتيقَّنها عنه عليه السَّلام، ولم يحفظِ الأخرى، فرفع المحفوظ، وضمَّ الأخرى إليها، وفي وقتٍ آخرَ حفظ الأخرى، ولم يحفظِ الأُوْلى، فرفع المحفوظ، وضمَّ الأخرى إليها، فهذا جمعٌ ظاهر بين روايتي ابن مسعود؛ مُوافَقةً لرواية غيره في رفع اللَّفظتين، والله أعلم.

(1/2501)

[باب الأمر باتباع الجنائز]

(1/2502)

[حديث البراء: أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع]

1239# قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ): تقدَّم مرارًا أنَّه هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ، وتقدَّم بعض ترجمته.

قوله: (عَنِ الأَشْعَثِ): هو بثاء مُثلَّثة، هو ابن أبي الشَّعثاء، سُلَيمٌ المحاربيُّ، عن أبيه، والأسود، وعدَّةٍ، وعنه: شعبة وزائدة، ثقة، تُوُفِّيَ سنة (125 هـ)، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به، وأشعب؛ بالمُوَحَّدة: الطَّامع، فَردٌ، وليس له في الكتب شيء.

قوله: (سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ): هو بضمِّ الميم، وفتح القاف، وكسر الرَّاء [1] المُشدَّدة، ثمَّ نون، المزنيُّ، عن أبيه والبراء، وعنه: الشعبيُّ وأشعثُ بن أبي الشعثاء، روى له الجماعة، له في الكتب [2] حديثان.

قوله: (وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ): (والتَّشميت): هو الدُّعاء له، وأصله: الدُّعاء، ويقال: بالشين والسِّين، ولهذه اللَّفظة أخواتٌ [3]، وهنَّ نيِّفٌ على تسعين لفظة، أفردها شيخنا، الأستاذ العلَّامة مجد الدين الفيروزأبادي صاحب «القاموس» في مُؤلَّف قرأته عليه بالقاهرة، وأجازَنِيهِ مع سائر مَرويَّاته.

قوله: (وَالْقَسِّيِّ): قال ابن قُرقُول: («القَسِّيَّة»، وقد فسَّرها في «كتاب البخاريِّ»؛ بأنَّها ثياب يُؤتَى بها من الشَّام، أو من مصر مُضلَّعة، فيها حريرٌ، فيها أمثال الأترجِّ، قال صاحب «العين»: القَسُّ: موضع تُنسَب [4] إليه الثياب القَسِّيَّة، قال ابن بكير وابن وهب: هي ثياب مُضلَّعةٌ

[ج 1 ص 332]

بالحرير، تُعمَل بالقَسِّ من بلاد مصر ممَّا يلي الفرْمَا [5]، وكلُّ هذا بفتح القاف، وشدِّ السِّين، قال أبو عبيد: وأصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر بالفتح)، انتهى.

وفي «النِّهاية»: (هي ثيابٌ من كَتَّانٍ مخلوطٍ بحرير، يُؤتى بها من مصر، تُنسَب إلى قرية على ساحل البحر قريبًا من تِنِّيس، يقال لها: القَسِّ؛ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها، وقيل: أصل القسِّ: القزِّي؛ بالزَّاي، منسوبٌ إلى القزِّ؛ وهو ضربٌ من الإبريسم، فأبدل من الزاي [6] سينًا، وقيل: هو منسوب إلى القَسِّ؛ وهو الصَّقيع؛ لبياضه)، انتهى.

فائدةٌ هي تنبيهٌ: عدَّ هنا المنهيَّ عنه سِتَّةً، وقال في الحديث: (عن سبعٍ)، والسَّاقطةُ: هي ركوب المياثر [7]، أخرجها البخاريُّ في (الاستئذان) وغيره، وفي موضعٍ آخرَ: (عن المياثر الحُمر).

(1/2503)

قوله: (وَالإِسْتَبْرَقِ): تقدَّم أنَّه ثخينُ الدِّيباج، ويزيد [8] هنا أ نَّه قيل [9]: إنَّه رقيقه.

==========

[1] في (ج): (الواو)، وليس بصحيح.

[2] زيد في (ب): (السِّتَّة).

[3] في (ب): (جواب)، وليس بصحيح.

[4] في (ب): (ينسب).

[5] في (ب): (الفرماء)، وفي (ج): (الفر)، وليس بصحيح.

[6] في النُّسخ: (الياء)، ولعلَّ المثبتَ هو الصَّوابُ.

[7] في (ب): (المباشر)، وهو تصحيف.

[8] في (ب): (ويريد).

[9] (أنَّه قيل): سقط من (ب).

(1/2504)

[حديث: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام]

1240# قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ): قال الجيَّانيُّ في «تقييده»: (لم ينسب مُحَمَّدًا هذا أحدٌ من شيوخنا، وذكر أبو نصر، فقال: يقال: إنَّه مُحَمَّد بن يحيى الذُّهليُّ)، ولم يبيِّنه [1] المِزِّيُّ في «أطرافه»، وقال [2] شيخنا: (هو الذُّهليُّ، صرَّح به غيرُ واحد).

قوله: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ): (عمرو): بزيادة واو في آخره، وهو بفتح العين، (وسلمة): بفتح اللَّام، وهو أبو حفص التِّنِّيسيُّ، عن حفص بن غيلان، والأوزاعيِّ، وعدَّةٍ، وعنه: الشَّافعيُّ، ودُحَيم، وأحمد بن صالح، ومُحَمَّد بن يحيى الذُّهليُّ، وأحمد بن يوسف السُّلميُّ، وابن وَارَةَ، وخلقٌ، قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، وضعَّفه غيرُه أيضًا، ووثَّقه جماعة، تُوُفِّيَ سنة (214 هـ)، أخرج له الجماعة، وله ترجمة في «الميزان».

قوله: (عَنِ الأَوْزَاعِيِّ): تقدَّم مرارًا أنَّه أبو عَمرو، عبد الرَّحمن بن عمرو الأوزاعيُّ، وتقدَّم لماذا نُسِب، وبعض ترجمته، وهو شيخ الإسلام.

قوله: (أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه الزُّهريُّ، مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، العَلَم الفرد.

قوله: (سَعِيدُ بْنُ المُسَيبِ): تقدَّم أنَّ ياءه تُكسَر وتُفتَح [3]، وأمَّا من اسمه (المسيَّب) غير والد سعيد؛ فلا يقال فيه إلَّا بفتح يائه، والله أعلم.

قوله: (وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ): تقدَّم قريبًا أنَّه يقال بالشين والسِّين، وأنَّه الدُّعاء للعاطس؛ بقولك: يرحمك الله.

قوله: (تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ [4]: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ): الضَّمير في (تابعه) يعود على (عمرو بن أبي سلمة)؛ أي: تابع عبد الرَّزَّاق عمْرًا في روايته عن الأوزاعيِّ، و (مَعْمَر): تقدَّم [5] أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ ساكنةٌ، وهو ابن راشد، وقوله: (أخبرنا معمر)؛ يعني: فرواه عن الزُّهريِّ، ومتابعة عبد الرَّزَّاق عن معمر رواها مسلم في (الاستئذان) عن عبد بن حميد، وأبو داود في (الأدب) عن مُحَمَّد بن داود بن سفيان، وخُشيش بن أصرم [6]؛ ثلاثتهم عن عبد الرَّزَّاق به، زاد عبد بن حُمَيد عن عبد الرَّزَّاق قال: (كان معمر يُرسِل هذا الحديث عن الزُّهريِّ؛ فأسنده مرَّةً عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة).

(1/2505)

وقوله: (وَرَوَاهُ سَلاَمَةُ، عَنْ عُقَيْلٍ)؛ يعني: عن الزُّهريِّ، أمَّا (سلامة)؛ فهو ابن روح، وكذا هو في نسخة منسوبًا، وهو الأيليُّ، يروي عن عمِّه عُقَيل، وعنه: أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى، قال أبو زُرْعة: مُنكَر الحديث، وقوَّاه ابن حِبَّان، تُوُفِّيَ سنة (197 هـ)، علَّق له البخاريُّ، وروى له التِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، قال شيخنا الحافظ العراقيُّ فيما رأيته عنه: (استبعد أحمد بن صالح المصريُّ سماع سلامةَ [7] بن روح مِن عُقَيلٍ) انتهى، وعن الدِّمياطيِّ: (أنَّه لم يسمع منه)، انتهى، ثمَّ إنِّي راجعت «الميزان» في ترجمة سلامةَ هذا، فرأيته ذكر فيها: قال أحمد بن صالح: سألت عنبسة بن خالد عن سلامةَ، فقال: لم يكن له من السِّنِّ ما يسمع مِن عُقَيل، وسألت عنه بأيلة، فأخبرني ثقةٌ: أنَّه ما سَمِع من عُقَيل، وحديثه عنه عن كتب عُقَيل، قال أحمد بن صالح: سمعت سلامة يحدِّث عن عقيل بحديث السَّقيفة، فقال: ولا الذي بايع بعرة [8] أن تفتلا، [قلت]: هو تَغِرَّةً أن يُقتَلا، قال: لا، قلتُ: فما معناه؟ قال [9]: البعرة [10] تقلبها [11] بيدك، فتنتثر، وروايةُ سلامةَ عن عُقَيل لم أرَها في شيء من الكتب السِّتَّة [12] إلَّا ما هنا، والله أعلم.

==========

[1] في (ب): (يتنبه).

[2] في (ب): (قال).

[3] في (ج): (ياءه تفتح).

[4] زيد في «اليونينيَّة» و (ق): (قال).

[5] في (ب): (وتقدَّم).

[6] في (ب): (أحرم)، وهو تحريف.

[7] (سلامة): سقط من (ج).

[8] في (أ): (بغرة)، والمثبت من مصدره.

[9] في (ج): (فقال).

[10] في (ب): (بعرة).

[11] كذا في (أ) منقوطة، وفي (ب) و (ج): (تقبلها)، وفي مصدره: (تفتلها).

[12] (السِّتَّة): سقط من (ج).

[ج 1 ص 333]

(1/2506)

[باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه]

(1/2507)

[حديث: أقبل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسنح]

1241# 1242# قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.

قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): هذا هو عبد الله [1] بن المبارك، السيِّد الجليل العالم، وهو مولًى، رحمة الله عليه [2]، وشيخ أهل خرسان.

قوله: (أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ): أمَّا (معمر)؛ فقد تقدَّم أعلاه [3] ضبطُه، وأنَّه ابن راشد، وأمَّا (يونس)؛ فقد تقدَّم فيه ستُّ لغاتٍ، وهو يونس بن يزيد الأيليُّ، تقدَّم بعض ترجمته، وأمَّا (الزُّهريُّ)؛ فقد تقدَّم مرارًا، وأنَّه [4] مُحَمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.

[قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه عبد الله _وقيل: إسماعيل_ ابن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول الأكثر] [5].

قوله: (بِالسُّنْحِ): هو بالسِّين المضمومة، ثمَّ نونٍ ساكنةٍ، ثمَّ حاءٍ مهملتين، قال ابن قُرقُول: (كان أبو ذَرٍّ يقوله باسكان النُّون، وهو منازلُ بني الحارث ابن الخزرج بعوالي المدينة، بينه وبين منزل النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ميلٌ) [6] انتهى، وقال أبو عبيد البكريُّ في «معجم البلدان»: (السُّنُح؛ بضمِّ أوَّله وثانيه)، ولم يذكر غيرَه، وقد ذكر في «النِّهاية» ضمَّ النُّون وإسكانها.

قوله: (فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ): (تيمَّم) [7]: قصد.

قوله: (وَهُوَ مُسَجًّى)؛ أي: مغطًّى.

قوله: (بِبُرْدِ [8] حِبَرَةٍ): قال ابن قُرقُول: (و «البرد المُحَبَّر»: المُزيَّن، ومنه: «حُلَّة حِبَرَة»، و «بُرْد حبرة»؛ وهي عَصْب اليمن، وقال الدَّاوديُّ: ثوبٌ أخضرُ) [9] انتهى، و (برد حبرة): مضاف ومضاف إليه، وصفة وموصوف [10]، وحِبَرة: بكسر الحاء المهملة، وفتح المُوَحَّدة، ثمَّ راء، ثمَّ تاء التَّأنيث.

قوله: (ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ): إن قيل في أيِّ مكان قبَّله؟ فالجواب: أنَّ في «النَّسائيِّ الصَّغير» و «ابن ماجه»: (قبَّله بين عينيه)، (وفي «الشَّمائل»: فوضع_ يعني: أبا بكر_ بين عينيه؛ يعني: بين عيني النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ يعني: للقُبلة) [11].

(1/2508)

قوله: (ثُمَّ قَالَ [12]: بِأَبِي أَنْتَ وأمِّي [13]): تقدَّم الكلام على التَّفدية بأحد الأبوين، أو بهما، فيما تقدَّم، ويأتي أيضًا، وأنَّ الصحيح: جوازُه من غير كراهة وإن كانا مؤمنين كهذا، والله أعلم.

قوله: (لاَ يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ في الدُّنْيَا [14]): وذلك لأنَّ [15] عمرَ قال: إنَّ الله يبعث نبيَّه، فيقطع أيديَ رجال [16] وأرجلَهم.

قوله: (قَالَ أَبُو سَلَمَةَ): هو أحد الفقهاء السَّبعة الذي تقدَّم في السَّند؛ فانظره.

قوله: (أَمَّا بَعْدُ): قد تقدَّم [الكلامُ] على إعرابها والخلاف في أوَّل مَن قالها في أوَّل هذا التعليق، وتقدَّم [17] في (الجمعة): أنَّه رواها عنه عليه الصَّلاة والسَّلام بضعٌ وثلاثون صحابيًّا.

قوله: (فَلَا [18] يُسْمَعُ بَشَرٌ): (يُسمَع): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، (وبشرٌ): مَرْفوعٌ، منوَّن، قائم مقام الفاعل.

(1/2509)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقد أبطل الله كل طلاق سبق علي تنزيل طلاق سورة الطلاق 5هـ

  المقدمة الأولي /التفصيل القريب و الصواب في التفصيل الاتي 1= نزلت أحكام الطلاق في ثلاث سور قرانية أساسية تُشرِّع قواعده علي المُدرَّج ال...