الأحد، 30 أبريل 2023

س1 : ما مفهوم التجربة الشعرية ؟ الثلث الثانوي

 

التجربة الشعرية

س1 : ما مفهوم التجربة الشعرية ؟

Ì   التجربة الشعرية هي الخبرة النفسية للشاعر حين يقع تحت سيطرة مؤثر ما (موضوع انفعل به) يستهويه ، فيندمج فيه بوجدانه وفكره مستغرقاً متأملاً حتى يتفجر ينبوع الإبداع لديه فيصوغه في الإطار الشعري الملائم لهذه التجربة.

 

مثال : يقول الشابي بعنوان نشيد الجبار :

1 - سأعيش رغم الداء والأعداء


كالنسر فوق القمة الشماء


2 - أرنو إلى الشمس المضيئة


هازئا بالسحب والأمطار والأنواء


3 - لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى


ما في قرار الهوة السوداء


Ì  انفعل الشاعر بظروف وطنه الواقع تحت سيطرة الاستعمار البغيض ، وبظروفه الشخصية ؛ حيث يحيط به الحاقدون ، وتشتد عليه وطأة المرض(معايشة) ، فجاشت "تحركت " عاطفته و تأثر وجدانه حينما مر بهذه الخبرة النفسية (انفعال) ، فعبر عن تجربته الشعرية الصادقة بهذا النص (تعبير).

 

س2 : ما أنواع التجارب الشعرية ؟

1 - ذاتية : و هي ما تعبر عن ذات الشاعر و تصور أحاسيسه و مشاعره مثل قصيدة " صخرة الملتقى " لناجي ، و قصيدة " المساء " لمطران .

2 - عامة : و هي ما تتجاوز ذاتية الشاعر لتعبر عن آفاق عامة سياسية ، أو اجتماعية مثل قصيدة " كم تشتكي " لإيليا .

3 - ذاتية تحولت إلى عامة : و تظهر عندما ينفعل الشاعر بموضوع معين فيؤدي شدة انفعاله إلى تحويلها إلى تجربة تتناول مشكلات الآخرين مثل قصيدة " غربة و حنين " لشوقي .

 

س3 : ما موضوعات التجربة الشعرية ؟

Ì    موضوعات التجربة ليست محددة ، فهي تتسع  و تتنوع لتشمل كل ما في الحياة صغر أو كبر مما يؤثر في نفس الشاعر من النواحي الكونية أو النفسية أو الاجتماعية ، ونوع الموضوع (تافهاً أو خطيراً) ليس أساسا في قيمة التجربة ، وإنما أساسها دائما صدق الانفعال به ، ولكن إذا اجتمع جلال(عظمة) الموضوع وصدق العاطفة زاد ذلك من قيمة التجربة وسما به .

عناصر التجربة الشعرية

( 1 ) - الوجدان

س5 : تحدث عن الوجدان في التجربة الشعرية .

Ì    لابد من تحقق شرط أساسي في التجربة الشعرية و هو : " الصدق الفني الشعوري " و هو ما يسمى بالوجدان ، و هو انفعال الشاعر بتجربته (من حزن - ألم - سرور - سعادة - يأس - أمل - حب - كراهية - غضب - فخر ..إلخ)

Ì    و استغراقه فيها ، و التعبير عما يعانيه بصدق ، و بلا زيف أو مبالغة وبدون الصدق الشعوري لا يعد الشعر شعراً ؛ فالوجدان الصادق  أساس التجربة ، هو الذي يمنح الشعر الحيوية و القوة و التأثير .

س6 : ماذا نقصد بالصدق الشعوري (الوجداني) ؟


1 - صدق الانفعال بالتجربة و الاستغراق فيها .

2 - صدق التعبير عنها بلا زيف أو مبالغة


 

س7 : اذكر بعض التجارب الشعرية التي لاتعد من التجارب الناجحة

1 - الشعر الصادر عن الحس الظاهري دون اندماج شعوري فيه .

2 - شعر المناسبات الذي ينظم بغير إحساس صادق .

3 - شعر المحاكاة للآخرين أو الطبيعة دون انفعال أو إحساس صادق .

4 - السرقات الشعرية التي يرى فيها الشاعر بعين غيره ويحس بحس غيره ، ولا يضيف جديدا.

( 2 ) - الفكر

س8 : ماذا نقصد بالفكر ؟

Ì                        نقصد بالفكر موضوع القصيدة أو فكرتها العامة و مجموعة الأفكار الجزئية التي تندرج تحت إطار الموضوع العام .

س9 : هل يمكن أن تخلو التجربة من الفكر ؟ و لماذا ؟

جـ : لا ، فليس معنى أن الشعر تعبير عن تجربة وجدانية خلوه من الفكر ، فأساس الشعر الجيد أن يمتزج الفكر مع الوجدان ،

و أهمية الفكر ترجع إلى أنه :


1 - يمنح التجربة عنصر الدقة .

2 - ويحول دون انسياب العاطفة


3 - ويساعد على تنسيق الخواطر والصور والربط بين أجزائها فالشاعر الحق هو الذي يفكر بوجدانه ، ويشعر بعقله ..

Ì                        و لذلك يعاب قول الشاعر الذي فيه انسياب للعاطفة دون فكر

واها لسلمى ثم واها واها


يا ليت عيناها لنا وفاها


فقد أكثر الشاعر من "واهاته" ولم يبلغ أعماق النفوس ، ولم يؤثر فيها.

( 3 ) - الصورة التعبيرية

(أ) الألفاظ والعبارات

س12 : ما مقاييس جمال اللفظة ؟


1.السهولة و الوضوح و الدقة في موضعها .

2.مطابقتها لقوانين اللغة في النحو والصرف.

3.البعد عن الغرابة و الألفاظ المهجورة .

4.البعد عن الابتذال (أي قربها إلى العامية) .


5.عدم تنافر الحروف ، لذلك عاب النقاد قول الشاعر :

و قبر حرب بمكان قفر


و ليس قرب قبر حرب قبر


6. ملاءمتها للموضوع ، وكذلك ملاءمتها الجو النفسي فإن كان الشاعر سعيدا ترقرق البشر من ألفاظه وإن كان حزينا شعرت بالمرارة في تعبيره .

(ب) الصور والأخيلة

الخيال من أقوى الوسائل في التعبير عن الفكر والشعور معا تعبيرا مؤثرا ، فهو أشبه بثوب العروس الذي تتجمل به القصيدة

الصورة الخيالية نوعان :

1 -  خيال جزئي : التشبيه والاستعارة والكناية و المجاز .

2 -  خيال كلي  : و يسمى أيضاً بالصورة الشعرية أو اللوحة الفنية أو الصورة الكلية ، و طريقة التعامل مع الأبيات لاستنتاج و رسم الصورة يتمثل في

1.وصف الصورة من خلال ألفاظ الشاعر و وجدانه .

2.تحديد أجزاء الصورة و هي الأشياء المحسوسة التي يمكن أن ترى و تحس .

3.استنتاج أطراف الصورة و هي :


Ì            الصوت : في الألفاظ التي نسمع من خلالها صوتاً

Ì            اللون  :  في الألفاظ التي نرى من خلالها لوناً .

Ì            الحركة : في الألفاظ التي نحس من خلالها حركة


 

مثال تطبيقي للخيال الكلي : ( خليل مطران )

شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي


فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ


ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي


قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ


يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مكارِهِي


ويَفُتُّها كالسُّقْمِ في أعضائِي


رسم مطران في الأبيات صورة كلية أبدعها بفكره و لونها بعاطفته

Ì                        أجزاؤها : (الشاعر - البحر - الرياح - صخر - موج) .

Ì                        خطوطها : صوت نسمعه في (شاك - يجيب - صوت الرياح والموج) ، وحركة نحسها في (اضطراب - هوجاء - ينتابها موج - يفتها) ،

Ì                        ولون نراه في (زرقة البحر - لون الصخر) .

 

(جـ) الموسيقا

س13 : الموسيقا في الشعر نوعان  . وضح .

جـ : بالفعل الموسيقا في الشعر نوعان " ظاهرة وداخلية ":

1 - الموسيقا الظاهرة (خارجية) : و تتمثل في :

Ì                        الوزن الواحد : و هو وحدات موسيقية تسمى تفعيلات ، ووظيفتها ضبط النغم وكل مجموعة منها تسمى بحرا

Ì                        وحدة القافية : و هي اشتراك بيتين أو أكثر في الحرف الأخير وحركته ، ووظيفتها ضبط الإيقاع ، وتحقيق المتعة .

Ì                        المحسنات البديعية : من جناس و حسن تقسيم و تصريع وكل ماله جرس صوتي تحسه الآذان.

2 - الموسيقا الخفية (الداخلية): وتنبع من اختيار الشاعر لألفاظ موحية منسجمة ، و من جودة الأفكار و عمقها وترابطها وتسلسلها ، و من روعة التصوير.

 

س14 : ما شروط جودة القافية ؟


1.أن تكون نابعة من معنى البيت.

2.ملائمة للجو النفسي.

3.غير متكلفة ولا مجلوبة.

4.أن تتفق مع قوانين اللغة .


5.ألا توجد كلمة أخرى توضع مكانها و تكون أفضل منها .

 

الوحدة العضوية

 

س15 : ما المقصود بالوحدة الفنية (الوحدة العضوية) في القصيدة ؟

(أ‌) - وحدة الموضوع : و معناه أن القصيدة كلها تتحدث عن موضوع واحد ، و ليتحقق ذلك لابد أن تكون القصيدة أفكارها مرتبة مترابطة شاملة لكل أجزاء الموضوع ، ولذلك يعيب النقاد على الشعر القديم تعدد الأغراض في القصيدة وعدم ترتيب أفكارها ، وتفكك أبياتها ، وتناقض معانيها أحيانا ، كما يعيبون بعض شعراء " المدرسة الكلاسيكية الجديدة " من المعاصرين لهذا السبب .

 

(ب‌)    - وحدة الجو النفسي (وحدة المشاعر) :  و هي وحدة المشاعر التي أثارها هذا الموضوع بحيث تسير عاطفة الشاعر في اتجاه نفسي واحد ، فإذا انتقل الشاعر من جو نفسي إلى جو نفسي آخر ، و ليس بين الجوّين ارتباطاً فقد انعدمت وحدة الجو النفسي و بالتالي ضاعت الوحدة العضوية

 

مثال ذلك قول شوقي يصف " قصر أنس الوجود " والمياه تحيط به.

قف بتلك القصور في اليم غرقى


ممسكا بعضها من الذعر بعضا


كعذارى أخفين في الماء بضا


سابحات به و أبدين بضا


 

Ì                        فقد جعل هذه القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق ، وتلك صورة توحي بالذعر والفزع . وفي البيت الثاني شبه القصور وقد اختفي جزء منها في الماء ، وظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفي جزء من أجسامهن وظهر جزء ، وهى صورة مشرقة فيها مرح وجمال ، ولا تجرى في سياق الصورة الأولى ، ولا تأتلف معها.

 

â  1ـ مدرسة الإحياء والبعث وجيل التطوير á

تقدمــة :

Ì            سار على نهج البارودي تلاميذه بالمشافهة أمثال : حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وعبد المحسن الكاظمي ، وتلاميذه بالمراسلة أمثال : شكيب أرسلان ، وتلاميذه عن طريق ما نشر من شعره في كتاب  " الوسيلة الأدبية " الذى ألفه أستاذه الشيخ حسن المرصفي .

Ì            وتكون من هؤلاء جميعا جيل أخذ يطور الاتجاه الذي أرسى البارودي دعائمه , لاسيما وقد تغيرت الحياة أمامهم

 

س1:  ما العوامل التي أدت إلى تطوير الشعر على أيدى هؤلاء التلاميذ ؟

1.الانفتاح على الثقافة الغربية ، عن طريق معرفتهم اللغات الأجنبية واختلاطهم بالأجانب، أو قراءتهم المترجمات إثر الاحتلال البريطاني سنة 1882م .

2.عمق النضال الوطني من الوعي الناشئ لدى بعض المثقفين ؛ مما جعلهم يرسخون الإحساس بتراث الأجداد ، وماضينا العريق .

3.الإيمان بفكرة الجامعة الإسلامية واعتبارها رمزا لوحدة المسلمين في مواجهة الوجود الإنجليزي , وتنديدا بالاحتلال ومظالمه , وحثا للشعب على الثورة ومناضلة الاستعمار مثلما وقفوا إثر حادثة دنشواي , وفيها يقول حافظ متهكما وناقدا :

إنّما نحن والحَمامُ سَواءٌ


لم تُغادِرْ أطْواقُنا الأَجْيادا


لا تُقِيدُوا من أمّةٍ بقَتيلٍ


صادَت الشمسُ نَفْسَه حينَ صادا


4.موقفهم من القصر الحاكم  ، وموقفهم من جوانب الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي , مما يتصل بالدستور , أو قانون المطبوعات  .

5.حرية الصحافة وتعدد الأحزاب ووحدة الأمة مسلمين وأقباط وإنشاء الجامعة المصرية 1907م , و دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة , و استقبالهم تغيير الحياة في الثقافة والتعليم وسائر جوانب المجتمع , مما جعلهم يسجلون ذلك كله في شعرهم .

 

س2: اذكر مظاهر التجديد عند شعراء الكلاسيكية الجديدة .

1.عالجوا مشكلات مجتمعهم وما يتصل بالشئون الخارجية للعالم الإسلامي .

2.عبروا عن روح عصرهم في النواحي الاجتماعية والثقافية والفكرية والأخلاقية،وبهذا تمثلوا " الكلاسيكية الجديدة " التي استمدت الشكل من القديم وربطت المضمون بأحداث العصر .

 

كما خطوا بالشعر خطوة فاقت ما صنعه البارودي في الاتجاه المحافظ ، ومن ذلك أنهم:

1.اهتموا بالناحية البيانية ، ولم يقتصروا على المحاكاة فحسب، بل اهتموا بجلال الصياغة وروعة البيان وحلاوة الموسيقى .

2.عبروا عن التجارب الذاتية في شعرهم .

3.نوعوا بين الأغراض وابتكار المعاني وفى سبيل ذلك : واءموا بين اتجاهين : الأول ـ الأخذ من التراث والثاني ـ الالتفات إلى ثقافة العصر .

4.ازدادوا اقترابا من الجماهير ، وغلب على شعرهم الاهتمام بغيره أكثر من الاهتمام بالذات ، وارتبط جيلهم بالصحافة التي ظهرت وانتشرت فسلس أسلوبهم وسهل .

 

س3: لقد كان لأحمد شوقي دور بارز في تطوير مدرسة الإحياء والبعث .

أ ـ ما الأسباب التي هيأت أحمد شوقي لذلك ؟


1ـ ثقافته الأوربية.

2ـ دراسته للحقوق.

3ـ اطلاعه على الآداب  الفرنسية.

4ـ مشاهدته للمسارح الأوربية.

5- تأثره بالجمهور والنقاد والحركة الوطنية .

6ـ جالس شعراء الغرب , وقرأ مظاهر التجديد في الشعر الفرنسي لدى أعلامه " فيكتور هوجو ولامرتين ودي وسيه " .

7ـ ثقافته التركية .



ب ـ ما مظاهر التجديد التي استخدمها شوقي في الشعر ؟

1- ابتعد عن المديح واتجه إلى التاريخ ،

2- اتجه في بعض شعره اتجاها إسلاميا.

3- عبّر في شعره عن المنجزات العصرية. وانصرف عن الحديث عن الناقة لدى القدماء , حيث يقول شوقي في مطلع قصيدته " كبار الحوادث في وادي النيل " :

 

هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ


وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ


 

و يقول عن الطائرة :

أعقابٌ في عنان الجوِّ لاحْ


أم سحاب فرَّ من هوج الرياحْ


أم بساط الريح ردّته النوى


بعد ما طوّف في الدهر وَسَاحْ


أو كأن البرج ألقى حوته


فترامى في السماوات الفِساحْ


4 ـ ويذكر لشوقي ريادته للمسرح العربي منذ مسرحيته الأولــــى : " على بك الكبير" التي ألفها في فرنسا سنة 1893 ثم عاد للمسرح بعد هجره سنوات طويلا ، فألف منذ سنة 1927 حتى سنة وفاته 1932 مسرحيات : " مصرع كليوبــــاترا- قمبيز ـ مجنون ليلى ـ عنترة ـ الست هدى ـ أميرة الأندلس " ومن أجل ذلك كله لقب بأمير الشعراء .

 

س4:  ما دور أحمد محرم في التطوير ؟

Ì                        حاول أن يطوع الشعر العربي للقصص التاريخي الحماسي في (ديوان مجد الإسلام ) والتي سماها البعض (الإلياذة الإسلامية ) سنة 1933 .

 

ملحظ :

Ì                        لم يتخل تلاميذ البارودي عن القديم كلية في شعرهم ، فرأيناهم يبدءون قصيدتهم بالغزل التقليدي ، كما نرى في قول حافظ مادحا البارودي :

تعمدت قتلى في الهوى وتعمدا


فما أثمت عيني ولا لحظه اعتدى


Ì                        ثم يتخلصون من الغزل إلى غرضهم المعنىّ جريا على طريقة القدماء أو يصفون الأطلال كما يقول شوقي :

أنادى الرسم لو ملك الجوابا


وأفديه بدمعى لو أثابا


Ì                        كما طغت المناسبات على أشعارهم تبعا لانشغالهم بقضايا عصرهم المتعددة .

 

 

 

 

 

 

â غربة وحنين للوطن / لأحمد شوقي á

التعريف بالشاعر :

Ì                        هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في 16 من أكتوبر سنة 1870م ،وقد درس في مدرسة الحقوق ، وبُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، ولما عاد صار شاعر الخديو والقصر , نفي إلى إسبانيا ثم عاد إلى مصر ،  فاتصل بالشعب وصار لسان العروبة والإسلام .

Ì                        ومن آثاره الشوقيات - أسواق الذهب - ومسرحيات شعرية هي : علي بك الكبير - قمييز - عنترة - كليوباترا - مجنون ليلى - الست هدى . وله مسرحية نثرية هي : أميري الأندلس.

جو النص :

Ì                        النص وليد تجربة شعرية صادقة ، قاله في منفاه بالأندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر متأثرًا بقصيدة البحتري السينية . ومطلعها:

صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى


وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْس


فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية .

نوع التجربة:

Ì                        تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن  فيها معاناة وجدانية صادقة مع سخطه على الاستعمار.

" ذكريات و حنين "

1 - اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي


اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي


2 - وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَبابٍ


صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ


3 - عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ


سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خلْسِ


اللغويـات  :

Ì            اختلاف: تعاقب × ثبات - النهار ج أنهُر ، نُهُر  - الصِّبا : الصغر × الشيخوخة - أنسى : سعادتي × وحشتي- ملاوةً : فترة - صُوِّرَتْ: صنعت - تَصَوُّراتٍ: تخيلات - مس : جنون - عصفت : مرت مسرعة  - الصَّبا : ريح رقيقة × الدبور - اللعوب : الرشيقة ج لعائب - سِنة : نُعاس ـ غفوة - خلس: مسروقة × عياناً

الشـرح :

1.يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما :إن تعاقب الأيام يُنْسِى الإنسان الأحداث الماضية و الذكريات الجميلة ، لذا أرجو منكما (صاحبيه) أن تعيدا علي مسامعي  ذكريات الصبا وأيام السعادة التي عشتها في مصر.

2.و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة  فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخيالاتها و صورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .

3.لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ، أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن .

 

س : الأبيات السابقة يتضح تأثر شوقي بالتراث . وضح .

1-           خطابه لصاحبيه المتخيلين مجاراةً للسابقين في قوله "اذكرا ، صفا ".

2-           استعمال بعض الألفاظ التراثية مثل "الصبا - ملاوة " وهذا يدل على تأثر شعراء المدرسة الكلاسيكية الجديدة بالأدب القديم والبيئة القديمة.

التـذوق

1 - اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي


اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي


Ì                        [اختلاف] : لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ، و هي أجمل من [انقضاء] التي تدل على الانتهاء .

Ì                        [النهار ـ الليل ، ينسى ـ اذكرا] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [ينسى ـ أنسى] : تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة .

Ì                        [ينسى ـ أنسى] : محسن بديعي /  جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.

Ì                        [ينسى] : حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل  .

Ì                        [اذكرا] : أسلوب إنشائي /  أمر غرضه الالتماس .

Ì                        [الصبا وأيام أنسى] : إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن .

Ì                        [أيام] : جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة الأوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .

2 - وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَبابٍ


صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ


Ì                        [صفا] : أسلوب إنشائي /  أمر غرضه الالتماس و التمني.

Ì                        [ملاوة] : لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة (الشباب) .

Ì                        [ملاوة صورت من تصورات ومس] : تشبيه لفترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيلات والجنون، وسر جماله التوضيح

Ì                        [صورت ـ تصورات] : محسن بديعي /  جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.

3 - عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ


سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خلْسِ


Ì                        [عصفت] : س / م   فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف و توحي بالسرعة .

Ì                        [الصبا] : من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة الإحياء

ومن الخيال المركب : " عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ " [عصفت كالصبا] : تشبيه لأيام الشباب التي مرت سريعة بالريح الرقيقة العابرة، وسر جماله التوضيح . و [الصبا اللعوب] : س / م  تصور الصبا فتاةً رشيقة ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بلطف النسيم وخفته، وهذا من الخيال التركيبي، حيث اشترك أحد الطرفين وهو " الصبا " في صورتين فكان مشبها به في الأولى، ومشبها في الثانية، أي أنها في الصورة الأولى تشبيه ، و في الثانية استعارة .

 

نقد :

Ì                        يرى البعض أن كلمة [عصفت] توحي بالعنف و السرعة، و هذا لا يتناسب مع  [الصبا اللعوب] التي توحي بالهدوء و الرقة و الأفضل منها [مرت]. و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة  تتلاءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية .

 

Ì                        [مرت سِنةً حلوةً ولذة خلس] : تشبيهان لفترة الشباب في قصرها مرة بالنعاس الهادئ المريح، و مرة باللذة الخاطفة

Ì                        [سِنةً حلوةً] : س / م  صور سِنة  النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً، وطعاماً لذيذًا، وسر جمالها التجسيم، وهذا خيال تركيبي أيضاً حيث اشترك أحد الطرفين وهو [سِنة] في صورتين فكان مشبهاً به في الأولى، مشبها في الثانية.

Ì                        [لذة خِلس] :  س / م   حيث صور اللذة بكنز يختلس وهذا من الخيال التركيبي أيضا.

 

" حب خالد لا ينتهي "

4 - وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها


أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟


5 - كُلَّمَا مرَّتِ اللَّيالي عَلَيْه


رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيالي تُقَسِّي


6 - مُسْتَطارٌ إذا  البَوَاخِرُ رَنَّتْ


أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَرْسِ


7 -رَاهِبٌ في الضُّلوعِ  للسُّفْنِ فَطْنٌ


كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ


اللغويـات

Ì            سلا : اسألا  ـ سلا: نسى - أسا : عالج - جرحه : غربته - المُؤَسِّي: المعالج - رق : المراد زاد حنينه × قسا - العهد : المعروف - تقسى : تذهب الرحمة - مستطار : مفزوع - البواخر : السفن  م  باخرة - رنت : صفرت - عوت : صاحت - راهب : مقيم ج  رهبان ج ج رهابنة- فطن : مدرك ج فُطُن وفُطْن × غافل- ثرن: تحركت السفن للرحيل - شاعهن : ودعهن × استقبلهن - نقس : صوت الناقوس .

الشـرح

4.يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر سؤالاً غرضه النفي: هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه بعيداً عن مصر (أسبانيا) ؟

5.و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر

6.و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .

7.و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي

التـذوق :

4 - وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها


أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟


Ì                        [سلا مصر] : س / م  تصور مصر إنساناً يُسْأل ، وسر جمالها التشخيص، و توحي بقوة العلاقة بينه و بين وطنه مصر .

Ì                        [سلا مصر] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.

Ì                        [وهل سلا القلب عنها؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه النفي و الاستبعاد.

Ì                        [سلا القلب عنها] : س / م  تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ، وسر جمالها التشخيص

Ì                        [سلا - وسلا] :  محسن بديعي /  جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.

Ì                        [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : س / م  تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح  ، وسر جمالها التشخيص

Ì                        [جرحَه] : س / ص  تصور لآلام الأشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة .

Ì                        [جرحه - المؤسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] للاهتمام به

5 - كُلَّمَا مرَّتِ اللَّيالي عَلَيْه


رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيالي تُقَسِّي


Ì                        [مرت عليه الليالي] : س / م  ، تصور الليالي بإنسان يمر .

Ì                        [الليالي تقسى] : س / م  ، تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة، وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص .

Ì                        [كلما] : شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .

Ì                        [رق - تقسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [العهد في الليالي تقسِّي] : إطناب بالتذييل .

6 - مُسْتَطارٌ إذا  البَوَاخِرُ رَنَّتْ


أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعْدَ جَرْسِ


Ì                        [مستطار] : س / م  ، تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة الاضطراب .

Ì                        [مستطار] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف

Ì                        [عوت] : س / م  تصور البواخر ذئابا تعوي، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها

 

Ì                        إضافة بلاغية :

Ì                        من جمال التعبير ودقته: هذا الترتيب الملائم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن  صوت البواخر القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل، مما يبعث  الأمل في أن تأخذه معها، ثم بالفعل " عوت " عند  رحيل  البواخر من الميناء   و العواء مخيف مفزع ؛ لأنه يبعث الوحشة ويقطع الأمل في العودة إلى الوطن، وهذا ملائم للحالة النفسية للشاعر .

 

7 -رَاهِبٌ في الضُّلوعِ  للسُّفْنِ فَطْنٌ


كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ


Ì                        [راهب في الضلوع] : تشبيه للقلب - في عزلته داخل الصدر - براهب في معبده، وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع الشاعر عما حوله.

Ì                        [راهب] : إيجاز بحذف المبتدأ  فالتقدير " قلبي راهب " .

Ì                        [للسفن فطن] : س / م  تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله، وسر جمالها التشخيص ، و تقديم الجار والمجرور للاهتمام بالسفن، ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب.

Ì                        [ثرن] : س / م  تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح، و توحي بالجو النفسي الكئيب .

Ì                        [شاعهن بنقس] : س / م   تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص.

Ì                        [نقس] : س / ص ، حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس

Ì                        تذكر :

Ì                        [ الصورة الخيالية  في الأبيات من الرابع إلى السابع] : صورة ممتدة، فالمشبه واحد وهو  القلب ، و المشبه به متعدد   فهو إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم  إنسان مدرك  ثم إنسان يودع .

 

" حزن للبعد عن الوطن و مناجاة للسفينة "

8 -  يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ


مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ؟


9 -  أَحرَامٌ على بَلابِلِهِ الدَّوْحُ


حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ ؟


10- كُلُّ دَارٍ أَحَقُّ بالأَهْلِ إِلا


في خبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجْسِ


11 - نَفَسِي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِرَاعٌ


بهِما في الدُّموعِ سِيرِي وأَرْسِي


12 -وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ


يَدَ الثَّغْرِ بينَ (رَمْلٍ)  وَ (مَكْسِ)


اللغويـات

Ì            اليم : البحر - ما أبوك: أي البحر- بخيل ج بخلاء - ماله : عجباً له - مولعاً : مغرماً ، متعلقاً- بمنع وحبس : حرمان - الدوح : الشجر م دوحة ، المراد الوطن - حلال : مباح - خبيث : فاسد × طيب ج خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة - المذاهب : أفكار المستعمرين - رجس : قبيح ج أرجاس  - مرجل : قدر ج  مراجل - شراع : قلع ج أشرعة، شُرُع- سيرى : انطلقي - أرسى : قفي - وجهك : اتجاهك - الفنار : المنار - يد الثغر : شاطئ الإسكندرية

الشـرح

8.يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ  يبخل علىّ و يبقيني حبيساً في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن

9.ثم يستنكر قسوة الاستعمار الذي يحِّرم الأوطان على أبنائها المخلصين  و تباح  للغرباء من كل جنس ليستمتعوا بخيراته ،  تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ، ويحِّرم على بلابله التي تعيش فيه .

10.    ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، و كل وطن أحق بأبنائه ، و لا ينكر هذا الحق إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .

11.    /  (12)  / يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر، ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها، وقلبه الخافق بحب الوطن  شراعها، ودموعه الغزيرة الملتاعة  بحر تسير فيه و حين تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) الإسكندرية ، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ...

التـذوق

8 -  يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ


مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ؟


Ì                        [يا بنة اليم] : أسلوب إنشائي /  نداء غرضه : التمنى و الاستعطاف ، في النداء  س / م  حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى عليه ، وسر جمالها التشخيص .

Ì                        [ابنة اليم] : كناية عن موصوف وهى السفينة، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.

Ì                        [ما أبوك بخيل] : س / م  حيث شبه البحر  بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن .

Ì                        [أبوك] : كناية عن موصوف و هو  البحر .

Ì                        [ماله مولعاً بمنع وحبس؟] : أسلوب إنشائي /  استفهام غرضه : التعجب

Ì                        [منع - وحبس] : نكرتان  للتهويل

Ì                        [حبس] : يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية، وهم مخطئون في ذلك لأن عطف " حبس " على منع أفاد التوكيد والتنويع، فالمنع هو الحرمان من الحق، فالشاعر ممنوع من حقه في الإقامة بالوطن، ومحبوس في مكان بعيد حبسا معنوياً، لا يستطيع الخروج منه إلا بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.

9 -  أَحرَامٌ على بَلابِلِهِ الدَّوْحُ


حلالٌ للطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ ؟


Ì                        [أحرام؟] : أسلوب إنشائي /  استفهام للاستنكار .

Ì                        [حرام - وحلال] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [بلابله]: س / ص ، حيث شبه المصريين بالبلابل ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .

Ì                        [الدوح]: س / ص ، حيث شبه الوطن بالدوح ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .

Ì                        [الطير] : س / ص، حيث شبه المستعمرين و الأجانب بالطير ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .

10- كُلُّ دَارٍ أَحَقُّ بالأَهْلِ إِلا


في خبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجْسِ


Ì                        [خبيث من المذاهب رجس] : س / م  تصور مذاهب الاستعمار مادةً قبيحةً نجسةً، وسر جمالها التجسيم .

Ì                        [دار] : نكرة للعموم .

Ì                        [خبيث - ورجس] : نكرتان  للتحقير .

Ì                        [الأهل] : معرفة للعموم والشمول .

Ì                        [رجس-  خبيث] : ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية الاستعمار .

11 - نَفَسِي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِرَاعٌ


بهِما في الدُّموعِ سِيرِي وأَرْسِي


Ì                        [نفسي مرجل] : تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة، وسر جماله التوضيح

Ì                        [قلبي شراع] : تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح، فيدفع السفينة.

Ì                        [نفسي مرجل قلبي شراع] : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

Ì                        [بهما في الدموع سيرى] : س / م  تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير فيه السفن، وسر جمالها التوضيح، و توحي بشدة حنينه إلى الوطن ، و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص  .

 

س : يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض . بين مع التوضيح .

Ì                        جـ : التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ، ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه لا مانع أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة، كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي لا لعرض الحقائق العلمية .

 

Ì                        [سيرى - وأرسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  ويفيد العموم

Ì                        [سيرى - أرسى] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .

12 -وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْرَاكِ


يَدَ الثَّغْرِ بينَ (رَمْلٍ)  وَ (مَكْسِ)


Ì                        [اجعلي] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .

Ì                        [اجعلي وجهك] : س / م  ، تصور السفينة إنساناً يخاطب وله وجه وسر جمالها التشخيص.

Ì                        [يد الثغر] : س / م  ، تصور الثغر إنساناً له يد، وسر جمالها التشخيص، و توحي بالترحيب، وحسن الاستقبال.

 

"  لا يمكن نسيان الوطن  "

13 - وطني  لو شغلت بالخلد عنه


نازعتني إليه في الخلد نفسي


14 - وهفا بالفؤاد في سلسبيل


ظمأ للسواد من (عين شمس)


15 - شهد الله لم يغب عن جفوني


شخصه ساعة ولم يخل حسي


اللغويـات

Ì            شُغِلْتُ  : تلهيت - الخلد : المقصود الجنة - نازعتني إليه : اشتاقت إليه - هفا بالفؤاد : حرك القلب - السلسبيل : الماء العذب ج سلاسب و سلاسـيب - ظمأ : عطش والمراد شوق × ارتواء - السواد : االضواحي ج أسودة ج ج أساود - شهد الله:  علم - شخصه : ذاته - ساعةً : لحظةً - لم يخل : لم يفرغ - حسي : إدراكي .

الشـرح

(13) إن حبي لوطني الغالي كبير لا يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً  حتى و لو كان الخلود في الجنة .

(14)  لذلك فإن قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .

(15) و يعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ و في قلبي على الدوام .

س :  لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر..... وضحه واذكر رأيك.  أو يرى بعض النقاد أن شوقيا قد بالغ في حبه للوطن في البيت الثالث عشر .. ناقش ذلك مبينًا وجهة نظرك .

Ì                        يرى بعض النقاد بأن معنى البيت الأول فاسد ؛ لأنه حين يكون الإنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ، فلا يكون هناك وطن يشتاق إليه ، أو لأن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان.

Ì                        ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة لأنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة   و المبالغة نابعة من خيال شاعر ، وقد خففها الشاعر باستعمال (لو) التي هي حرف امتناع الجواب لامتناع  الشرط .

التـذوق :

13 - وطني  لو شغلت بالخلد عنه


نازعتني إليه في الخلد نفسي


Ì                        [لو] : حرف شرط يفيد امتناع الجواب لامتناع  الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن .

Ì                        [شغلت عنه - ونازعتني إليه نفسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [الخلد] : كناية عن الجنة ، و تكررت مرتين في البيت ؛ للتأكيد .

14 - وهفا بالفؤاد في سلسبيل


ظمأ للسواد من (عين شمس)


Ì                        [هفا بالفؤاد ظمأ] : س / م  تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب، وفيها تجسيم،

Ì                        [ظمأ] : س / ص  ، فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وسر جمالها التوضيح

Ì                        [السواد] : محسن بديعي / تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين ،والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس، وهى تورية متكلفة  غامضة، وذلك يقلل من جمالها.

Ì                        [عين شمس] : مجاز مرسل عن أهلها علاقته المحلية .

Ì                        [سلسبيل - ظمأ] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

15 - شهد الله لم يغب عن جفوني


شخصه ساعة ولم يخل حسي


Ì                        [جفوني] : مجاز مرسل عن " عيوني " علاقته الجزئية، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .

Ì                        [شخصه] : س / م  تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص، وسر جمالها التشخيص

Ì                        [ساعة] : نكرة  للتقليل، فالمقصود بها أقل جزء من الوقت

â التعليق á

س1 : تحت أي أغراض الشعر يندرج هذا النص ؟ وما خصائصه ؟

Ì            يندرج هذا النص تحت غرض (الشعر الوطني) الذي تمتزج فيه الأفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ، والدفاع عنه .

Ì            الأفكار:واضحة عميقة فيها تحليل وتفصيل وترابط إذ يربطها خيط واحد هو حنينه إلى وطنه وإلى ذكريات الصبا والشباب، كما أن حديثه للسفينة مرتبط بذلك لأنها أمله في العودة إلى الوطن

Ì            الصور:جزئية وهى تتنوع بين التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل وتؤدى دورها في خدمة المعانى ، وكثير منها مستمد من التراث كالتشبيه بالصبا - وعواء الذئب - وبلابل الدوح.. وفي بعضها مبالغة كترك الخلد من أجل وطنه - ولكنها مقبولة لأنها جديدة.

Ì            الألفاظ:سهلة ملائمة للجو النفسى ومعظم الأساليب خبرية تقريرية وبعضها إنشائى يثير المشاعر، والمحسنات غير متكلفة " إلا التورية في البيت الرابع عشر ".

من ملامح المحافظة على القديم:


1-                       التزام الوزن ووحدة القافية.

2-                       الحرص على اللفظ العربي الأصيل.

3-                       التأثر بالخيال القديم.

4-                       معارضة الشعراء القدامى.


من ملامح التجديد:


1-                       الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني .

2-                       اختيار عنوان للنص .

3-                       الوحدة العضوية .


ملامح شخصية شوقي من خلال النص:


1-                       وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص لأمته

2-                       واسع الثقافة .

3-                       شاعر موهوب عبقري .


الخصائص الفنية لأسلوبه:


1-           فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة .

2-           جزالة العبارات وإحكام صياغتها

3-           روعة التصوير

4-           الاستعانة بالمحسنات البديعية

5-           وضوح الأفكار وترابطها .


س2  : وازن بين قول البحتري :

صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى


وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْس


وقول شوقي :

اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي


اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي


Ì            لفظ شوقي أوضح ، أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ، وهذا يضعف التأثير النفسي .وفي كلا البيتين محسنات كالطباق بين " صنت - ويدنس " ، وبين " النهار - والليل"

Ì            ومعنى شوقي أجمل لأنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ، بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ، فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنًى ، وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ، ولكنها مباراة ومنافسة لإثبات الذات والمقدرة ، يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى الأمثال .

} الواجب {

1- اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْسِي


اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسِي


2- وَصِفا  لِي مُلاوَةً مِنْ شَبابٍ


صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ


3- عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ


سِنَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خَلْسِ


4 - وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القَلْبُ عَنْها


أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمانُ المُؤَسِّي؟


1.اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين : -

Ì                        بين « الصبا و الصبا »

Ì                        مضاد « الصبا »

Ì                        مضاد « الصـَبا »

Ì                        مادة « سِنة »

Ì                        مرادف « اختلاف »

Ì                        « المؤسي » مرادفها

Ì                        مقابل « الأنس »

Ì                        المراد بـ « عصفت »

Ì                        مرادف « ملاوة »

Ì                        المراد من « مس »

Ì                        جمع « اللعوب »

( سجع - جناس - تورية - ازدواج )

(الكبر - الكهولة - الشيخوخة - الطفولة )

(الحرور - الدبور - القرور - العاصفة )

( وسن - سنن - سنو - سني)

( تعاقب – تقارب – تباعد – تنافر )

( باعث الأسي – المعالج – الأسوة – العطوف )

( المرض – الشقاء – الوحشة – التذكر ) .

( تحركت – هبت – أسرعت – اضطربت )

( حلاوة – فترة – مشهد – منظر )

( نشاط – حيوية – جنون – الأولي والثانية )

( اللعب – اللعائب – الملاعب – الألعاب )

2.           يجرى الشاعر في الأبيات على تقليد القدماء في أسلوب الخطاب . لماذا ؟

3.           اشرح الأبيات مبينا أثر الغربة والبعد عن الوطن على نفس الشاعر .

4.هات من الأبيات :


1-  لونين بيانيين مختلفين

2-  زينة صوتية وأخرى معنوية .

3-  أسلوبا خبريا وآخر إنشائيا وبين غرض كل منهما .


5.           بين رأيك فى استخدام الشاعر : « عصفت » مع « الصبا » .

6.           استخدم الشاعر بعض الحروف استخداما موسيقيا . وضح .

7.أيهما أفضل ولماذا .. ؟

1-   « اختلاف النهار والليل »  أم   « اختلاف الليل والنهار »

2- « اختلاف النهار والليل »   أم   « انقضاء النهار والليل »

3- « صِفَـا لـى مُـلاوةً  »   أم   « وصِفَـا لـى فترة »

â  2- الاتجـــــاه الوجـــــداني  á

س1:علام يقوم الاتجاه الوجداني ؟

Ì                        يقوم الاتجاه الوجداني على : اكتشاف الفرد ذاته والعمل على النهوض بها ، كما يقوم على اعتزاز الفرد بثقافته الجديدة ووعيه الاجتماعي وتطلعه إلى المثل الإنسانية العليا من حــرية وكرامة إنسانية وعدل ومساواة وحب وإخاء وتواصل وعشق للجمال ومجافاة للقبح والتخلف.

 

س2: تحدث عن نشأة الاتجاه الوجداني وتطوره في الشعر العربي .

Ì                        بدأ الاتجاه الوجــداني الذي يحاكي الرومانتيكية الغربية مع حركـــة الإحياء التي ردت إلى الشعر العربي ما كان قد فقده من لمسات وجـدانية ذاتية ، ثم نما مع حركــــات التجديد التي كان مطران رائدها حتى ازدهر منذ العقد الثالث مـــن القــرن العشرين على يد رواد مدرسة الديــوان ومدرسة أبولو ومدرسة المهاجــر , وقد بدأ الاتجاه الوجداني في التراجع بعد الحرب العالمية الثانية أمام تيار الواقعية الجديد .

 

س3: تحدث عن موقف شعراء الاتجاه الوجداني من الشعر القديم.

Ì                        حرص أصحاب الاتجاه الوجداني بعد الإحيائيين على الخروج من أسر الأنمــاط الشعرية المكررة على مر العصور ، وابتكار صيغة شعرية حديثة يمتزج فيها التراث بالعصرية ، وتكتسب فيه الألفاظ دلالات حديثة وقدرة حقيقية على الإيحاء ، وتقوم الصورة الشعرية فيها على مفهوم فني حديث ينتفع بالنظــــريات الجديدة في الأدب والفن والموسيقى واللغة ، وتنطلق الصورة الفنية من الوجدان.

 

س4: وضح كيف كان مطران رائدا للاتجاه الوجداني .

Ì                        أعلن مطران في مقدمة الجزء الأول من ديوانه 1908 عن بعض الخصائص التي تمثل مذهبه الشعرى حيث قال :

Ì                        "  هذا شعر عصري وفخره أنه عصري , وله على سابق الشعر مزية زمانه على سالف الدهور , هذا شعر ليس ناظمه بعبده ولا تحمله ضرورات الوزن أو القافية على غير قصده ، يقـــال فيه المعنى الصحيح باللفظ الصحيح ، ولا ينظر قائــــــله إلى جمال البيت المفرد بل ينظر لجمال البيت في ذاته وفي موضعه ، وإلى جمال القصيدة في تركيبها وفي ترتيبها وفي تناسق معانيها وتوافقها مع ندور التصوير ، وغرابة الموضوع، ومطابقة كل ذلك للحقيقة ، وشفوفه عن الشعر الحر ، وتحري دقة الوصف ، واستيفائه فيه على قدر.

 

س5: كان لمطران مآخذ على من سبقه من الشعراء . وضح ذلك

Ì                        يتضح من كــلام مطران مآخذه على من سبقوه من حيث : " الانصراف عن النفس وما يشغلها من أحاسيس والاهتمام بالمناسبات والمجاملات على حساب المعنى والفكر والوجدان وعدم الاهتمام بالوحدة الفنية في الشعر حيث كانت القصيدة وحدات مبعثرة لا نسق لها ولا نظام " .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â المساء / خليل مطرانá

التعريف بالشاعر

Ì                        ولد شاعر القطرين (مصر - ولبنان) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872 م ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، استقر في مصر سنة 1893 ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث )

Ì                        كما ترجم مع شاعر النيل (حافظ إبراهيم ) كتاب ( الموجز في الاقتصاد) ، وله ديوان مطبوع يسمى (ديوان الخليل) .

 

التجربة الشعرية

Ì                        عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة مرض بعدها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه(النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعف الألم ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض ، وخرج يوما قبل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى كيف قضى الليل على حياة النهار ،فانفعل بهذا الموقف و كتب هذه الأبيات

 

نوع التجربة  :ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه .

 

1 - إِنِّي أَقَمْتُ علي التِّعِلَّةِ بالمُنَى


في غُرْبَةٍ - قالوا - تكونُ دوائِي


 

اللغويـات

Ì            أقمت : بقيت × رحلت - التعلة : التشاغل و التلهي - المنى  : الآمال م مُنية

 

الشرح

Ì            يقول الشاعر  : لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريبًا في الإسكندرية، على أمل الشفاء - كما زعموا -  من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني  .

 

التذوق

Ì                        [إني أقمت]  : أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في الاستشفاء .

Ì                        [في غربة تكون دوائي]  : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم، ويوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب

Ì                        [غربة]  : نكرة للتهويل والتنفير منها .

Ì                        [أقمت  - غربة]  : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .

Ì                        [قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك  وعدم الاقتناع ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين .

 

2 - إِنْ يَشْفِ هذا الجِسْمَ طِيبُ هَوائِها


أَيُلَطِّفُ النِّيرانَ طِيبُ هَواءِ ؟


 

اللغويـات

Ì            طيب  : جمال ج أطياب ، طيوب - هواء ج أهوية - يلطف  :  يخفف - النيران  : أي الأشواق

 

الشرح

Ì            وإذا كان هواء الإسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي .

 

التذوق

Ì                        [إن]  : الشرطية تدل على شكه في الشفاء .

Ì                        [إن يشف هذا الجسم طيب هوائها]  : استعارة مكنية ،  تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ،  وسر جمالها التوضيح

Ì                        [أيلطف النيران طيب هواء؟]  : النيران : استعارة تصريحية ، فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم

Ì                        [أيلطف النيران طيب هواء؟]  : أسلوب إنشائي /  استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد

Ì                        في البيت الثاني  : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه (أيلطف النيران.. إلخ) فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آلام الأشواق النفسية

3 - عَبَثٌ طَوافِي في البلادِ وَعِلَّةٌ


في عِلَّةٍ مَنْفاي لاسْتِشْفَاءِ


 

اللغويـات

Ì            عبث  : لا فائدة منه - طوافي  : تنقلي ، ترحالي × استقراري- علة  : مرض ج علل - منفاي  : أي غربتي ج منافٍ - الاستشفاء  : طلب الشفاء .

الشرح  :

Ì                        ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق، فأضافت إلى علة الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة.

 

التذوق

Ì                        [عبث طوافي]  : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث) على المبتدأ المعرفة ؛ للتأكيد على أنه لايتوقع الشفاء.

Ì                        [عبث طوافي]  : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .

Ì                        [علة في علة منفاي]  : تشبيه للمنفي (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .

Ì                        [منفاي]  : استعارة تصريحية ، ، حيث صور الإسكندرية بالمنفي , وهي توحي بالوحشة.

Ì                        [علة ـ استشفاء]  : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه.

Ì                        [عبث ـ علة]  : نكرتان  للتهويل وبيان شدة المعاناة.

 

4 - مُتَفَرِّدٌ بصَبابَتِي مُتَفَرِّدٌ


بكآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بعَنائِي


 

اللغويـات

Ì            صبابتي  :  شوقي - كآبتي  :  حزني× فرحي - عنائي  : تعبي × راحتي

 

الشرح

Ì            وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآلامًا فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد.

 

التذوق

Ì                        [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي]  : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن .

Ì                        [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي]  : الفصل بين العبارات  يوحي بتنوع أصناف الشقاء

Ì                        [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي]  : إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .

Ì                        [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي ]  : تكرار لفظ (متفرّد) يؤكد الشعور بالألم وانفراده به

Ì                        البيت الرابع  :  نتيجة لما قبله من (علة في علة) أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة : سببها الصبابة ـ التي تؤدى إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .

 

5 - شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي


فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ


 

اللغويـات

Ì            خواطري : أفكاري  م  خاطرة - الهوجاء  : الشديدة  ج  هوج  مذكرها أهوج  .

 

الشرح

Ì            في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري، فيجيبني برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .

س  : لمَ اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟

جـ  : اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ لأن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ، وقد اختار البحر لأنه مشابه له في اضطرابه ، كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آلامه .

 

التذوق

Ì                        [شاك]  : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ، والحذف للتركيز على معنى الألم والشكوى .

Ì                        [شاك إلى البحر]  : س/  م  ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة

Ì                        [يجيبني برياحه الهوجاء]  : استعارة مكنية ،  تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه، وإنساناً يجيبه، وهذا يقوى الصورة

Ì                        [شاك ـ ويجيبني]  :  محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [فيجيبني]  : استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر

 

 

6 - ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي


قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ


 

اللغويـات

Ì            ثاو :  مقيم - صخر أصم  : صلب مصمت  وجمع أصم وصماء : صم

 

الشرح

Ì            وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يشعر بالألم وعذاب الفراق .

 

التذوق

Ì                        [ثاو على صخر أصمّ]  : تعبير يدل على طول ملازمته للبحر، وعمق تأمله ، وفيه إيجاز بالحذف، (أنا ثاو)، وهو أسلوب خبري لإظهار الألم.

س  :  كل من (شاك - وثاو) ملائم لموضعه. وضح ذلك.

جـ  : (شاك) تلائم الحديث إلى البحر ؛ لأنه واسع يمكن أن يتجاوب معه ويكتم سره. و (ثاو) يلائم الصخرة ؛ لأن طول الملازمة يحتاج إلى شيء ثابت قوى يقيم عليه.

Ì                        [ليت لي قلباً كهذى الصخرة الصماء]  : تشبيه للقلب بالصخرة في صلابتها ، يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس

Ì                        [وليت لي قلبًا ...]  : أسلوب إنشائي بصيغة التمني لإظهار الحسرة والألم والاستبعاد .

 

 

 

7 - يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مكارِهِي


ويَفُتُّها كالسُّقْمِ في أعضائِي


 

اللغويـات

Ì            ينتابها  : يصيبها ويتوالى عليها - مكارهى   :  أحزاني و كل ما يكرهه الإنسان م مكره - يفتها  : يفتتها و يكسرها - السقم   :  المرض ج أسقام

 

الشرح

Ì            فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت أمام الموج كما تتفتت أعضائي في مواجهة آلام المرض .

 

التذوق

Ì                        [ينتابها موج كموج مكارهى]  : تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره(الأحزان) التي تتابعت عليه من الحب والمرض والغربة، وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم.

Ì                        [موج مكارهى]  : تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج، وهذا خيال مركب، حيث جعل الموج مشبها به في صورتين

Ì                        [يفتّها كالسقم في أعضائي]  : تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف الأعضاء

س  : رسم الشاعر في الأبيات (5 -7) لوحة فنية . وضح .

جـ  : رسم الشاعر في الأبيات لوحة كلية تجسم مشاعره الحزينة  / أجزاؤها  : الشاعر و مشاهد من البحر والصخر والموج.  / - خطوطها الفنية " أطرافها "  :

Ì                        (صوت) نسمعه في (شاك - يجيبني)

Ì                        (لون) نراه في زرقة البحر وسواد الصخر

Ì                        (حركة) نحسها في (اضطراب - الهوجاء - ينتابها - يفتها).

وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء و تآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة و تنقل الإحساس .

 

8 - والبحرُ خَفَّاقُ الجَوانِبِ ضَائِقٌ


كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإمساءِ


 

اللغويـات

Ì            خفّاق   : مضطرب - كمداً   : حزناً شديداً مكتوماً × سرورًا

الشرح

Ì            والبحر مضطرب الأمواج ضائق كصدري في حزنه ساعة المساء

 

التذوق

Ì                        [البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا]  : استعارة مكنية ،  تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر، وفيها تشخيص

Ì                        [خفاق]  : صيغة مبالغة تدل على شدة الاضطراب واستمراره .

Ì                        [والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساء]  : تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ، و يوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء،  وخص الشاعر الليل ؛ لأنه وقت تجمع الهموم، وتراكمها على القلوب .

Ì                        [ صدري]  : مجاز مرسل عن القلب ، علاقته  : المحلية .

 

9 - تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها


صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي


 

اللغويـات

Ì            تغشى  : تغطى - البرية   : المخلوقات ج برايا - كدرة  : سواد وظلام - أحشائي   : الأحشاء كل ما بداخل الجوف والمراد القلب م  حشا

الشرح

Ì            والكون كله قد غلفه السواد وكأن الأحزان السوداء التي تملأ نفسي صعدت إلى عيني فأصبحت لا أرى إلا الظلام .

 

التذوق

Ì                        [تغشى البرية كدرة]  : استعارة مكنية ،  تصور الكدرة ثوبا أسود ، يغطى الكون ، وفيها توضيح وإيحاء بضيق النفس .

Ì                        [كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي]  : كناية عن شدة حزن و ألم  الشاعر .

س  :  لماذا لا يرضى النقاد عن (أحشائي) في البيت التاسع؟ وما رأيك؟

جـ  : يقولون أنها مجلوبة للقافية ؛ لأن الهموم لا تكون إلا في النفس - و الرأي  أن الشاعر يريد (القلب) وهو جزء من الأحشاء فتكون (الأحشاء) مجازًا مرسلاً عن القلب علاقته / الكلية و بالتالي فلا نقد على الشاعر.

 

10 - والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَفْنُهُ


يُغْضِي على الغمراتِ والأقذاءِ


اللغويـات

Ì            الأفق  :  منتهى البصر ج آفاق - معتكر   : مظلم - قريح   : جريح ،  والمراد ملتهب من البكاء الشديد ج قرحى - الجفن   : غطاء العين ج  جفون وأجفان - يغضى   : يغمض - الغمرات   : الشدائد م  غمرة - الأقذاء   : م  قذًى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه .

الشرح

Ì            حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه بعد أن توالت عليه الشدائد فأصبح يعيش على الآلام والهوان.

التذوق

Ì                        [الأفق معتكر]  : استعارة مكنية ،  تصور الأفق ماء عكرًا وسر جمالها التوضيح.

Ì                        [قريح جفنه]  : استعارة مكنية ،  تصور الأفق إنسانا معذباً تقرحت أجفانه ،  وفيها تشخيص

Ì                        [يغضى على الغمرات والأقذاء]  : استعارة مكنية ،  تصور الأفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها ،  وفيها تشخيص ،  وهى امتداد للصورة السابقة وترشيح لها يقويها و الصورة توضح الامتزاج القوى بين الشاعر والطبيعة

Ì                        [الأقذاء و الغمرات]  : العطف للجمع بين الآلام النفسية والمادية ، وجاءتا جمعاً للكثرة

 

11 - يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ


للمُستَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي


 

اللغويـات

Ì            يا للغروب  : أسلوب تعجب × الشروق - عَبْرَةٍ : دمعة ج  عَبَرات - المستهام  : المحب المشتاق - عبرة  : عظة ج  عِبَر - الرائي  : الناظر المتأمل

الشرح

Ì            عجبًا للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكى ويوحي للمتأمل بمعاني وعظات بالغة .

التذوق

Ì                        [يا للغروب]  : أسلوب إنشائي /  نداء للتعجب يوحي بقوة الانفعال .

Ì                        [عَبرة ـ عِبرة]  : جناس ناقص له تأثير موسيقى ، وفيه تحريك للذهن

 

12 - أَوَلَيْسَ نَزْعًا للنَّهارِ وصَرْعَةً


للشَّمْسِ بينَ مآتِمِ الأضواءِ؟


 

اللغويـات

Ì            نزعًا  : النزع خروج الروح و الإشراف على الموت. والمراد أن الغروب نهاية للنهار  - صرعة  : موتا و المقصود اختفاء - مآتم  : م مأتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في الأحزان

الشرح

Ì            وهذا المساء فيه نهاية للنهار وموت للشمس ،  والأضواء الخافتة  تبكيها وهى تشيِّعها

 

التذوق

Ì                        [أو ليس نزعاً النهار؟]  : أسلوب إنشائي /  استفهام للتقرير .

Ì                        [ليس نزعا للنهار]  : استعارة مكنية ،  تصور النهار عند الغروب مريضاً يموت ، وسر جمالها التشخيص

Ì                        [وصرعةً للشمس]  : استعارة مكنية ،  فيها تصوير للشمس بإنسان يموت  .

Ì                        [ومآتم الأضواء]  : تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس. وفيه تشخيص ، وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر و معاناته .

نقد  :

Ì                        يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم) ؛ لأنها تستخدم للفرح و الحزن معاً ، ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل منها ؛ لأنها تفيد الحزن فقط .

 

13 - ولقَدْ ذَكَرْتُكِ والنَّهارُ مُوَدِّعٌ


والقَلْبُ بينَ مَهابَةٍ ورَجاءِ


 

اللغويـات

Ì            مودع  : راحل ، مفارق - مهابة  : خوف - رجاء  : أمل

 

الشرح

Ì            وفي قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتك أيتها الحبيبة عند الغروب و قلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك ، والأمل في رؤيتك مع إشراقة النهار الجديد .

التذوق

Ì                        [ولقد ذكرتك]  : من أساليب التوكيد مؤكد باللام وقد .

Ì                        [النهار مودّع]  : استعارة مكنية ،  فيها تصوير للنهار بإنسان راحل و يودع ، أو هي كناية عن الغروب .

Ì                        [مهابة ]  : لفظة توحي بالخوف الممزوج باحترام ، وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة ذات جسد حي ، ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل و الاحترام ؛ لأنها باعثة الشعر عندهم .

Ì                        [مهابة ـ ورجاء]  : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

 

14 - وخَواطِرِي تَبْدُو تجاهَ نَوَاظِرِي


كَلْمَى كَدامِيَةِ السَّحابِ إِزَائِي


 

اللغويـات

Ì            تبدو  : تظهر - تجاه  : أمام -  نواظرى  : عيوني - كلمى  : جريحة م كليم - دامية  : ملطخة بالدم والمراد حمراء - إزائي  : أمامي

الشرح

Ì            إن خواطري المُعذبة الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب .

 

التذوق

Ì                        [خواطري كلمى]  : استعارة مكنية ،  تصور الخواطر جسماً جريحاً وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي.

Ì                        [خواطري كدامية السحاب]  : تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .

Ì                        [دامية السّحاب]  : استعارة مكنية ،  تصور السحاب الأحمر جسماً يسيل منه الدم ، وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها . والخيال في البيت مركب.

Ì                        [إزائي]  : كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ لأنها لا تضيف جديدًا بعد قوله (تجاه نواظري).

 

15 - والدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعًا


بسَنا الشُّعاعِ الغارِبِ المُتَرائِي


 

اللغويـات

Ì            مشعشعا  : مختلطاً - سنا  : ضوء  × الظلام- الغارب  : المنحدر إلى الغرب - المترائي  : الظاهر

الشرح

Ì            ودمعي يسيل متدفقاً  من جفني ممزوجا بحمرة الأشعة الغاربة .

 

التذوق

Ì                        [جفني]  : مجاز مرسل عن عيني علاقته/ الجزئية ،  وسر جماله الإيجاز. والدقة في اختيار العلاقة

Ì                        [المترائي]  : كلمة متكّلفة لتكملة القافية ؛ لأن الشعاع ظاهر بالفعل ، ولا يحتاج لأن يوصف بالمترائي

 

16 - والشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ


فَوْقَ العقيقِ علي ذُرًا سَوْدَاءِ


 

اللغويـات

Ì            الشفق  : أشعة حمراء تلون الأفق عند الغروب - النضار  : الذهب - العقيق  : الياقوت ج عقائق ، أعقة  - ذراً  : م  ذروة وهى أعلى الشيء

الشرح

Ì            والشمس تبدو في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تسيل من على السحاب الأحمر على قمم الجبال السوداء و صخورها (يقصد الأمواج) ؛ لتتوجها بالجمال .

التذوق

Ì                        [نضاره]  : تشبيه بليغ للشفق بالنضار ،  وهو الذهب ،  وسر جماله التوضيح .

Ì                        [العقيق]  : استعارة تصريحية ،  حيث شبه السحاب الأحمر بالعقيق ، وسر جمالها التوضيح ، والجمع بين [نضار ـ عقيق] يخالف الجو النفسي الحزين ؛ لأن " الذهب ،  والعقيق" يوحيان بالسعادة .

Ì                        [الشمس ـ وسوداء]  : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد  .

Ì                        [نضار ـ عقيق]  : مراعاة نظير تثير الذهن .

 

17 - مَرَّتْ خلالَ غمَامَتَيْنِ تَحَدُّرا


وتَقَطَّرَتْ كالدَّمْعَةِ الحَمراءِ


 

اللغويـات

Ì            خلال  : بين - غمامتين  : سحابتين - تحدرا  : سقوطاً و انحداراً  - تقطرت  : سقطت

 

الشرح

Ì            و لقد انحدرت الشمس نحو الغروب كأنها دمعة حمراء بين جفنين .

 

التذوق

Ì                        البيت السابع عشر كلّه " تشبيه تمثيلي "  فقد شبه صورة الشمس ،  وهى تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين ،  وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء ،  وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .

 

18 - فكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ للكَوْنِ قَدْ


مُزِجَتْ بأخِرِ أَدْمُعِي لرِثائِي


 

اللغويـات

Ì            مزجت  : اختلطت - رثائي  : البكاء على .

 

الشرح

Ì            فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له و قد امتزجت بآخر دموعي ؛ ليشاركني حزني وآلامي .

 

التذوق

Ì                        [آخر دمعة للكون]  : استعارة مكنية ،  تصور الكون إنسانا يسقط آخر دمعة وسر جمالها التشخيص

Ì                        [لرثائي]  : مجاز مرسل عن الشاعر ، علاقته اعتبار ما سيكون ، حيث لا رثاء لإنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .

س  :  لماذا لا يعجب النقاد بـ ( أدمعي ) في البيت وما رأيك ؟

جـ  : عاب النقاد ( أدمعي ) لأنها جمع قلة وكان الأحسن منها جمع الكثرة ( دموعي ) . ويمكن الرد على ذلك بأنها ( آخر الأدمع ) فهي قليلة ،  ولا عيب في ذلك.

 

19 - وكأَنَّنِي آنَسْتُ يومي زَائِلاً


فرَأَيْتُ في المِرآةِ كيفَ مَسائِي


 

اللغويـات

Ì            آنست  : أحسست - يومي  : أي عمري - مسائي  : أي نهايتي  .

 

الشرح

Ì            وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .

التذوق

Ì                        [يومي]  : مجاز مرسل عن " العمر " علاقته / الجزئية وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .

Ì                        [المرآة]  : استعارة تصريحية ،  تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .

Ì                        [مسائي]  : استعارة تصريحية ،  تصور نهايته بالمساء.

â التعليقá

Ì            اللون الأدبي  :القصيدة من الأدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة .

Ì            الفن الشعري  :فن الشعر الغنائي .

Ì            غرض النص  :الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيرا عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها.



من ملامح التجديد  :


1 - اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار.

2 - رسم الصور الكلية.


3 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.

4 - التشخيص ومزج النفس بالطبيعة.


 

س1  : هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟

جـ  : لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من  :

1 - وحدة الموضوع  : وهو وصف الطبيعة في المساء من خلال وجدان حزين .

2 - وحدة الجو النفسي  : حيث سيطر الحزن وخيم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها .

3 - ترتيب الأفكار و ترابطها وانسجامها  : فقد جاءت مرتبة و مترابطة بحيث لا نستطيع تقديم بيت على بيت أو نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً

س2  :  وضح شروط جودة القافية ،  ومدى تحققها في الأبيات؟

1 - أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة

2 - ملائمة في موسيقاها للجو النفسي

3 - أن تكون نابعة من معنى البيت .

ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ لأنها لا تضيف جديدًا ، وكذلك ( إزائي ) بعد قوله ( تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر.

س3  : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه .. إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟

جـ  : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا المذهب لنشأته في طبيعة لبنان الجميلة ، وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ، وقصيدته (المساء) نموذج لهذا الاتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ، وانعكس ذلك على نظرته للطبيعة ، فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ، فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره حيث يقول  :

9 - تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها


صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي


10 - والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَفْنُهُ


يُغْضِي على الغمراتِ والأقذاءِ


11 - يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ


للمُستَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي


 

س4  : بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟

جـ  : يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه كلي ، يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ، وفيه امتداد وتركيب يدل على العمق ، ويؤثر في النفس ، ويميل إلى الحزن ، ويوحي بالغربة وشدة الألم . وقصيدة (المساء) خير مثال واضح لذلك .

 

 

} الواجب {

5 - شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي


فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ


6 - ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي


قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ


7 - يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مَكَارِهِي


ويَفُتُّها كالسُّقْمِ فِي أعْضَائِي


8 - والبحرُ خَفَّاقُ الجَوانِبِ ضَائِقٌ


كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإمساءِ


9 - تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها


صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي


10 - والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَفْنُهُ


يُغْضِي على الغمراتِ والأقذاءِ


11 - يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ


للمُستَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي


12 - أَوَلَيْسَ نَزْعًا للنَّهارِ وصَرْعَةً


للشَّمْسِ بينَ مآتِمِ الأضواءِ؟


1.           اختر الصواب لما يأتى مما بين الأقواس :-

Ì                        جمع « هوجاء »

Ì                        مفرد « مكاره »

Ì                        مرادف « ينتابها »

Ì                        « شاك » فيها

Ì                        مفرد « خواطر »

Ì                        جمع « أصم »

Ì                        مضاد « اضطراب »

Ì                        «خواطر »  مفردها

Ì                        « الهوجاء  »  مرادفها

Ì                        « مكارهي » هي

Ì                        « ثاو  »  مضادها

Ì                        « خفاق  »  مرادفها

Ì                        « أحشاء  »  مفردها

Ì                        « كدره  »  جمعها

Ì                        « الأقذاء »  مفردها

Ì                        « خواطري »  معناها

Ì                        « البرية  »  جمعها

Ì                        « عِبرة »   جمعها

Ì                        معنى « مأتم »   مجتمع

Ì                        «عَبرة »   جمعها

( هوجاوات  - هوج – هواج – الأولي والثانية )

( مكروه – كاره – مكره – كره )

( يدركها – يصيبها – يتوالي عليها – الثانية والثالثة )

( إيجاز بالحذف – إيجاز بالقصر – كلاهما صواب )

( خطر – خاطرة – مخاطر – خطورة )

( صمم – صوامت – صـُم – صوائم )

( سكون- أمن- صفاء-استقرار)

( خاطر – خاطرة – خطر – الأولى والثانية صواب )

( القوية – السريعة – الشديدة – الكثيرة )

(أفكاري الكثيرة - مشاكلي العاطفية - آلامي العديدة )

( جالس – راحل – منعزل – منفصل )

( مرفرف – محلق – مرتفع – مضطرب )

( حشو – حشا – محشو – حاشية )

( كدرات – كوادر – أكادر – كدر )

( قذية – قذى – قاذي – قذير )

( أحزاني- ألامي- أفكاري- همومي)

( البرى- البرايا- البرائر- بريات)

( عبرات – عبائر- عبر- عبيرات)

( الأفراح- الأحزان-– كل ما سبق ) .

( عبر- عبرات- عبائر- عبيرات)

2.           الشاعر وصف الطبيعة من خلال مشاعره الحزينة . وضح ذلك .

3.           فى الأبيات لوحة كلية للبحر عند المساء وضحها ذاكراً أجزاءها وأطرافها .

4.           هــــات مــــن الأبيات :


1- أسلوباً إنشائياً واذكر غرضه   .

2  - لونا بيانيا ، واذكر أثره .

3- إيجازا واذكر نوعه  .

4- بديعاً واذكر أثره   .

5- صورة مركبة ووضحها واذكر قيمتها  .


5.           أى التعبيرين أدق دلالة على المعنى فيما يأتى ؟ ولماذا ؟

1- « فيجيبنى برياحه الهوجاء »            أم    « ثم يجيبنى برياحه الهوجاء »

2- « كصدرى ساعة المساء »               أم    « كصدرى ساعة الإمساء »

3- « كأنها صعدت على عينى من أحشائى »  أم    « صعدت إلى عينى من نفسى »

6.           البيت الأول يكشف عن سمة أساسية من سمات مطران الشعرية . وضح ذلك

7.           الكاتب دقيق في استخدام ( شاك ) مع البحر و ( ثاو ) مع الصخر . علل .

8.           رغم اتفاق مطران مع الكلاسيكيين في قوة الألفاظ وفصاحتها إلا إنه يختلف عنهم . وضح مظاهر هذا الاختلاف  . مع بيان أثره على القارئ .

 

âأدب ـ المقالá

 

تذكر :

 

س 1: ما تعريف المجمع اللغوي للمقال ؟ و ما تعريف الأدباء له ؟

Ì            المقال : بحث قصير مركز في العلم أو الأدب أو السياسة أو الاجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة

Ì            المقال من حيث الشكل(الحجم) نوعان : " قصير - طويل "

Ì            يختلف المقال من حيث المضمون " المقال التصويري ـ المقال النزالي ـ المقال الفلسفي .. "

Ì            يختلف المقال باختلاف وسيلة نشره : فما ينشر للعامة (القاعدة العريضة للجماهير) في الصحف اليومية مختلف عما ينشر للخاصة (المثقفين) في المجلات المتخصصة ، إذ يراعى مستوى القارئ في جميع الحالات.

 

س2 : ما أبرز الخصائص العامة للمقال ؟

1 - التكوين الفني : عن طريق ترابط الأفكار وانسجامها.

2 - الإقناع : عن طريق سلامة الأفكار ودقتها ووضوحها.

3 - الإمتاع : بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ ويؤثر فيه.

4 - القصر : فلا يتجاوز بضع صفحات فإذا طالت أكثر من ذلك صار بحثاً أو كتاباً.

5 - النثرية : فالمقال فن نثري وليس شعراً ، إذ إن جانب الفكر فيه أكبر من جانب العاطفة ، وإن كانت هناك مقالات أدبية حافلة بالصور ، والموسيقا كمقالات أمين الريحاني  .

6 - الذاتية: تظهر في المقال ذاتية الأديب وعاطفته ، ورأيه الشخصي ، مهما كان موضوع المقال ، فالحافز (الدافع)  للأديب على كتابة مقاله هو رغبته في التعبير عن رأيه الخاص ، ولذلك تظهر ملامح شخصية الكاتب من خلال مقاله

7 - تنوع أسلوب المقال : تبعا لشخصية كاتبه

 

س3 : ما السمات الأسلوبية المشتركة بين جميع المقالات ؟

(أ) - وضوح الأسلوب : وتجنب غريب الألفاظ والترفع عن الألفاظ العامية المبتذلة ؛ لأن الهدف من المقال الإقناع والإمتاع لا الغموض والإلغاز.

(ب) - قوة الأسلوب : وبعده عن الخطأ في القواعد أو تنافر الحروف وغرابة الألفاظ وقلق العبارات والحشو والتطويل في الجمل.

(جـ) - جمال الأسلوب : باختيار الألفاظ الملائمة للمعنى والصور والمحسنات غير المتكلفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

âمن صور التكافل الاجتماعي / لأحمد حسن الزياتá

التعريف بالكاتب :

Ì            أحمد حسن الزيات  / من مواليد الدقهلية  1885م، حفظ القرآن الكريم ـ تعلم في الأزهر الشريف ، التحق بالجامعة الأهلية كما التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وحصل فيها على ليسانس الحقوق . أنشأ مجلة الرسالة ، واختير عضوا بالمجمع اللغوي وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب ، توفي عام 1968م.

 

س : ما نوع هذا المقال وما سماته الفنية ؟

مقال اجتماعى ، ذو أسلوب أدبي ،  وسماته الفنية : -

1.العناية بالفكرة

2.ذكر الأدلة المنطقية

3.سهولة العبارة

4.التحليل والاعتماد على الواقع .

1.الأهداف السامية للإسلام

( عالج الإسلام الفقر علاج من يعلم أنه أصل كل داء ومصدر كل شر ، وقد أوشك هذا العلاج أن يكون بعد توحيد الله أرفع أركان الإسلام شأنا، وأكثر أوامره ذكرا ، وأوفر مقاصده عناية ، ولو ذهبت تستقصي ما نزل من الآيات وورد من الآحاديث في الصدقات والبر ، لحسبت أن رسالة الإسلام لم يبعث بها الله محمدا آخر الدهر إلا لينقذ الإنسانية من غوائل الفقر وجرائر الجوع ، وحسبك أن تعلم أن آي الصيام في الكتاب أربع ، وآي الحج بضع عشرة ،وآي الصلاة لاتبلغ الثلاثين ، أما آي الزكاة والصدقات فإنها تربو على الخمسين . )

 

اللغويات

Ì            أصل: أساس ج أُصُول وآصُل،، داء: مرض ج أدواء، مصدر: منبع ج مصادر،، أوشك: اقترب،، أرفع : أسمى ، أركان : جوانب م ركن ،، البر: الخير ج برور ، حسبت : ظننت  عكسها  تيقنت ، الدهر: الزمن ج دهور وأدهر، غوائل: الشر والفساد م غائلة ، جرائر: ذنوب م جريرة ،، حسبك: يكفيك،، بضع: عدد من ثلاثة إلى تسعة ، تربو : تزيد ، آي: آيات

 

الشــــرح

Ì            لقد عالج الإسلام الفقر من واقع علمه أنه أصل كل مرض ومنبع  كل شر وهذا العلاج من أرفع أركان الإسلام بعد التوحيد، ولو استقضى الإنسان الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لظن أن رسالة الإسلام ومهمة النبي إنقاذ الإنسانية من الفقر والجوع والدليل على ذلك أن عدد آيات الزكاة والصدقات تزبد عن خمسين آية بينما الآيات التى تدعو إلى أربع آيات والتى تدعو إلى الحج يضع عشرة آية والتى تدعو إلى الصلاة لا تبلغ الثلاثين آية  .

 

من مواطن الجمــال

1.عالج الإسلام الفقر : استعارة مكنية صور الإسلام طبيبا معالجا والفقر مريضا يُعالَج وسر الجمال التشخيص

2.عالج الإسلام الفقر علاج من يعلم أنه أصل كل داء: تشبيه بليغ حيث شبه علاج الإسلام للفقر بعلاج الأمراض الحقيقية في بدن الإنسان وفيه تشخيص  ويوحي بإدراك الإسلام التام مشكلات المجتمع وخطورة الفقر عليه

3.أركان الإسلام شأنا : استعارة مكنية صور الإسلام ببناء عظيم له أركان وسر الجمال التجسيم .

4.الصدقات والبر: إطناب بعطف العام على الخاص 0

5.رسالة الإسلام : استعارة مكنية صور الإسلام نبيا له رسالة -- التشخيض0

6.لينقذ الإنسانية من غوائل الفقر وجرائر الجوع: استعارة مكنية صور الإنسانية شخصا ينقذ والفقر والجوع وحوشا يتخلص منها

7.غوائل الفقر: تشبيه مبتكر شبه الفقر بالشر والفساد الكبير

8.وجرائر الجوع: تشبيه مبتكر شبه الجوع بالجناية العظيمة أو الذنب وسر الجمال التوضيح

9.أصل كل داء ومصدر كل شر: ازدواج يعطي جرسا موسيقيا

10.                أرفع أركان الإسلام شأنا، وأكثر أوامره ذكرا : ازدواج وسجع

11.                لم يبعث بها الله محمدا آخر الدهر إلا : أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد

 

تعليق :

Ì            حرص الكاتب من بداية مقاله على تأكيد فكرة النص المحورية . و هى علاج الإسلام للفقر بإستخدام الوسائل اللغوية  المتنوعة كالإكثار من صيغ التفضيل " أرفع – أكثر – أوفر ) و الإكثار من الجمل المتردافة و أساليب التوكيد و الإستشهاد بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و اللجوء للإحصاء إمعانا فى تأكيد الفكرة

Ì            و نظرا لاقتناع الكاتب بأن الإسلام  لديه العلاج الناجح للفقر ، فقد جعل من أسمى أهداف رسالة الإسلام إنقاذ  الإنسانية  من غوائل الفقر و الجوع  كما اختار الله الرسول محمدا  صلى الله عليه وسلم فقيرا  ليكون أظهر لقوته قياسا علىاختياه أميا لكون أبلغ لحجته

 

2.أسباب اختيار جزيرة العرب

( كأنما اختار الله لكفاح الفقر أشح البلاد طبيعة وأشد الأمم فقرا ليصرعه في أمنع حصونه وأوسع ميادينه فإن  الفقر إذا انهزم في قفار الحجاز كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع وأسهل، ثم اختار الله رسوله فقيرا ليكون أظهر لقوته ، كمااختاره أميا ليكون أبلغ لحجته).

 

اللغويات

Ì          طبيعة: عالم الكائنات الحية والجامدة  ج طبائع ، كفاح: مقاومة ، أشح: أقل ، يصرعه: يقتله ، أمنع : أقوى،الفقر: الحاجة ج مفاقر ،  قفار: صحاري م قَفْر،  ريف: القرى والكفور  ج أرياف وريوف، سواد: عامة ج أسودة جج أساود ،أظهر: أبرز،  الحجة: الدليل ج حُجَج وحِجَاج

 

الشــــرح

Ì          يبين الكاتب سبب اختيار الله لكفاح الفقر أشح البلاد طبيعة وأكثر الأمم فقرا وذلك ليقتل الفقر في أقوى حصونه ، فهو إن هزم في صحاري الحجاز كانت هزيمته في غيرها أسهل

 

من مواطن الجمــال

1.لكفاح الفقر: س . م صور الفقر بمرض يكافح ويوحي بخطورته وكراهيته

2.فقرا ليصرعه في أمنع حصونه: : س . م صور الفقر وحشا يصرع وهي صورة ممتدة وسر جمالها التجسيم

3.ليصرعه في أمنع: إطناب بالتعليل

4.فإن الفقر إذا انهزم: أسلوب مؤكد بــ إن ، واستعارة مكنية صور الفقر عدوا ينهزم وسرجمالها التشخيض

5.ليكون أظهر لقوته - ليكون أبلغ لحجته: ازدواج وسجع يعطي جرسا موسيقيا

6.كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع: نتيجة لما قبلها

 

3.أثر الفقر على بني الإنسان

(كانت جزيرة العرب إبان الدعوة العظمي مثلا محزنا لما يجنيه الفقر على بني الإنسان من تضرية الغرائز، وتمزيق العلائق ، ومعاناة الغزو،ومكابدة الحرمان ، وقتل الأولاد ، وفحش الربا ،وأكل السحت ، وتطفيف الكيل،  وعنت الكبراء ، وأثرة الأغنياء ،وفقد الأمن، وانحطاط المرء إلى الدرك الأسفل من حياة البهيم

 

اللغويات

Ì            جزيرة: أرض يابسة تحيط بها الماء ج جزر وجزائر ، إبان : أثناء ،، مثلا: نموذج ج أمثال ،  يجنيه: يرتكبه ، تضرية : إثارة ، الغرائز: الطبائع ، تمزيق:  تقطيع  ، العلائق:الروابط م علاقة ،  معاناة :  مكابدة ، مكابدة: مقاساة وتحمل مشقة- السحت:( المال الحرام)  ج أسحات  ، تطفيف: إنقاص ، عنت : مكابرة وظلم ، أثرة: الأنانية مضادها إيثار      المرء:الإنسان ج الرجال  ، الدرك: أقصى قعر الشيء ، البهيم: الحيوان ج بُهْم وبُهُم .

 

 

الشــــرح

Ì            لقد كانت جزيرةالعرب أثناء دعوة الإسلام نموذجا لما يجره الفقر على الإنسانية من آفات كإثارةالغرائز وتقطيع العلاقات والمعاناة من الحرمان وقتل الأولاد والربا الفاحش وأكل الحرام وظلم الناس في الكيل والميزان و أنانية الأغنياء وكثرة الحروب وفقدان الأمن ووصول حياة الإنسان إلى ما يشبه حياة البهائم.

من مواطن الجمــال

1.يجنيه الفقر: استعارة مكنية صور الفقر إنسانا يجنيى ( تشخيص ) 0

2.يجنيه الفقر... من تضرية الغرائز : استعارة مكنية  صور إثارة الغرائز محصولا يجنى ( تجسيم )

3.تضرية الغرائز: استعارة مكنية  صور الغرائز إنسانا يثار

4.وتمزيق العلائق: استعارة مكنية  صور الروابط شيئا ماديا يقطع

5.تضرية الغرائز، وتمزيق العلائق: ازدواج يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الأذن0

6.ومعاناة الغزو: استعارة مكتية صور الغزو مرضا يعانى منه وسرجمالها التوضيح

7.وقتل الأولاد : كناية عن وأد البنات

8.وأثرة الأغنياء : كناية عن الأنانية

9.وفقد الأمن: استعارة مكنية صور الامن شيئا ماديا يفقد وسرجماله التشخيص.

10.                وتطفيف الكيل : كناية عن الظلم وعدم العدل

11.                وانحطاط المرء إلى الدرك الأسفل من حياة البهيم: تشبيه لحياة الإنسان بحياة البهيم مما يوحي بالوضاعة

4.بوادر الإصلاح الإلهي

( فلما أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق كانت معجزته الكبرى هذا الكتاب المحكم الذي جعل هذه الأشلاء الدامية جسما شديد الأسر عارم القوة ،ونسخ هذه النظم الفاسدة بدستور متين القواعد خالد الحكمة ،ثم كانت بوادر الإصلاح الإلهي أن قلم أظفار الفقر ، وأسا كلوم الفقراء ، وقمع جرائر البؤس ، فألف بين القلوب ، وآخى بين الناس ،وساوى بين الأجناس ،وعصم النفوس من القتل الحرام ، وطهر الأموال من الربا الفاحش ، ثم عالج الداء الأزلي نفسه بما لو أخذ به المصلحون لوقاهم شرور هذه الحروب التي أمضت حياة الناس ، وكفاهم أخطاء هذه المذاهب التي قوضت بناء المجتمع ،).

 

اللغويات

Ì            أرسل: بعث ، الهدى : القرآن ، دين الحق: المراد الإسلام ، المعجزة : الأمر الخارق للعادة والمراد القرآن ، الأشلاء: الأعضاء م شِلْو ، عارم: شديد ج عوارم ، نسخ : أزال ومحا ، متين: قوي ج مُتُن ،، بوادر: أوائل م بادر و بادرة ، قلم: قص ، أسا: عالج ،، كلوم : جراح م كَلم ،، قمع: قهر ، البؤس: الشقاء ج أبؤس ، ألف : وحد وجمَّع ، عصم: حمى ، الداء: المرض ج أدواء ، أمضت: أتعبت وأوجعت ،،قوضت: هدمت

الشــــرح

Ì            لقد أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق وكانت أكبر معجزاته القرآن الكريم الذي جمع ووحد وقوى بعد ضعف كما وضع دستورا قويا وبدأ في القضاء على الفقر وعالج جراح الفقراء وقضى على البؤس  وألف بين القلوب وآخي بين الناس وساوى بينهم وحمى النفوس من القتل وطهر الأموال من الربا كما كفى الناس الأخطاء التي تسببت في هدم المجتمع قبل ذلك

من مواطن الجمــال

1.رسوله : الإضافة للتشريف والتعظيم

2.جعل هذه الأشلاء الدامية جسما شديد الأسر : كناية عن الأثر الطيب للقرآن الكريم

3.النظم الفاسدة : استعارة مكنية صور النظم طعاما فاسداوسر جمالها التجسيم

4.طهر الأموال : استعارة مكنية صور الأموال ثيابا تتظهر وسر جمالها التوضيح

5.طهر .. من الربا: استعارة مكنية صور الربا شيئا ماديا نجسا يتظهر منه

6.التي أمضت حياة الناس : استعارة مكنية صور حياة الإنسان بشخص يتعب وسر الجمال التشخيص

7.المذاهب التي قوضت بناء المجتمع: استعارة مكنية صور المذاهب بمعاول تهدم وسر الجمال التجسيم

8.قوضت بناء المجتمع : تشبيه للمجتمع ببناء يهدم وسرجماله التجسيم

9.عالج الداء الأزلي نفسه: أسلوبمؤكد بالتوكيد المعنوي ( نفسه )

10.                عصم النفوس: استعارة مكنية صور النفوس أشخاصا تحمى من القتل وسرالجمال التشخيص.

11.                قلم أظفار الفقر: استعارة مكنية صور الفقر إنسانا تقص أظفاره وسرالجمال التشخيص

12.                الحروب – شرور- االنظم – جرائر : جمع للكثرة

13.                أخذ به المصلحون: أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد

5.من سبل علاج الفقر

(عالجه بالسفارة بين الغني والفقير على أساس الاعتراف بحق التملك ، والاحتفاظ بحرية التصرف ، فلا يدفع مالك عن ملكه ، ولايعارض حر في إرادته ، إنما جعل للفقير في مال الغني حقا معلوما لا يكمل دينه إلا بأدائه،  ذلك الحق هو الركن الثالث من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام ، فلا هو فرع ولا نافلة ولا فضلة كذلك عالج الإسلام الفقر من طريق آخرغير طريق

الزكاة والصدقات .....، عالجه من طريق الكسر من حدة الشهوة ،والكف من سورة الطموح، والغض من إشراف الطمع ، فرغب الغني في الزهد ، وأمر الواجد بالقناعة، ومدح الفقير بالتعفف.

فلو أن كل إنسان أدى حق الله في ماله ، ثم استقاد لأريحية طبعه وكرم نفسه ، فأعطى من فضل ، وواسى من كفاف ، وآثرمن قلة،لكان ذلك عسيا أن يقر السلام في الأرض ، ويشيع الوئام في الناس ، فتهدأ ضلوع الحاقد،وترقأ دموع البائس ، ويسكن جوف الفقير ، ويذهب خوف الغني ، ويتذوق الناس في ظلال الرخاء سعادة الأرض ونعيم السماء!)

 

اللغويات

Ì            السفارة: العلاقة ، أداؤه: إتمامه ، فرع: قسم ، نافلة: هبة وعطية ج نوافل ، فضلة: زيادة ، حدة: قوة، الشهوة : الرغبة، سورة: سطوة وغلبة ج سَورات وسْورات ، الغض: التقليل  ، رغب في: حبب مضادها رغب عن ، الواجد: الموسر الغني ، الأريحية: الراحة، استقاد: خضع ، واسى : عطف ، كفاف :مقدار الحاجة ج أكفة ، يشيع: ينتشرمضادها ينحسر ، الوئام: التوافق ، ترقأ: تجف

 

الشــــرح

Ì            ومن سبل علاج الإسلام للفقر إقامة علاقات طيبة بين الغني والفقير على أساس الإعتراف بحق التملك وحرية التصرف،  فلا يبتعد مالك عما يملك ولا تصادر إرادة حر ، وإنما للفقير حق في مال الغني لايكتمل دين الغني إلا بأدائه لهذا الحق الذي يعد الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة وهو الزكاة ، كما عالجه من طريق آخر هو محاربة الشهوات والمطامع فرغب في الزهد وأمر بالقناعة ومدح الفقير المتعفف . فلو أدى كل إنسان حق الله في ماله لأدى ذلك إلى نشر السلام والوئام والسعادة.

 

من مواطن الجمــال

1.الغني والفقير: طباق يبرز المعنى ويوضح

2.الاعتراف بحق التملك ، والاحتفاظ بحرية التصرف : ازدواج يعطي جرسا موسيقيا

3.فلا يدفع مالك عن ملكه ، ولايعارض حر في إرادته: ازدواج وسجع يعطيان جرسا موسيقيا تطرب له الأذن

4.فلا يدفع مالك عن ملكه ، ولايعارض حر في إرادته : بناء الفعل للمجهول للعموم والشمول

5.إنما جعل : أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد

6.لا يكمل دينه إلا بأدائه : استعارة مكنية صور الدين شيئا ماديا يكتمل وسر الجمال التجسيم

7.عالج الإسلام الفقر: استعارة مكنية صور الإسلام طبيبا معالجا والفقر مريضا يعالج ( التشخيص )

8.الزكاة والصدقات  : العطف للتنويع

9.الكسر من حدة الشهوة : استعارة مكنية صور حدة الشهوة شيئا ماديا يكسر

10.                حق الله في ماله :كناية عن الزكاة والتصدق

11.                حق الله : الإضافة لبيان عظمة هذا الحق ووجوب القيام به

12.                ويتذوق الناس سعادة الأرض ونعيم السماء : استعارة مكنية صور السعادة والنعيم طعاما شهيا يتذوق وسر الجمال (التجسيم)

13.                ظلال الرخاء : استعارة مكنية صور الرخاء شجرة لها ظلال وسر الجمال التجسيم

14.                لا يكمل دينه إلا بأدائه : أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد

15.                الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام : استعارة مكنية صور الأركان الخمسة بأساس والإسلام ببناء يبنى عليه

16.                بني عليها الإسلام: أسلوب قصر , وبناء الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله عزوجل

17.                ذلك الحق : اسم إشارة للتعظيم

18.                ويذهب خوف الغني: استعارةمكنية صور الخوف إنسانا يرحل وسر الجمال التشخيص وتوحي بالطمأنينة

 

التعليق على النص

 

Ì            هذا النص مقال إحتماعى كُتب بأسلوب أدبى و هو يمثل لإتجاه المحافظين فى النثر  أولئك الذين حافظوا على سلامة الأداء وقوته  وأحيوا التراث و تأثروا بأساليب القدماء  و مجدوا الماضى و تغنوا به ،  و يعد الزيات من المحافظين الجدد كطه حسين و العقاد و المازنى

 

و الحاصل أن الزيات  يمثل لمذهب أدبى جديد يقوم على دعامتين اثنتين :

1.الإفادة من أثار الفكر الغريى

2.العودة إلى بلاغة القدماء فى التعبير و الذى اتسم  بالإيجاز  و رصانة الفواصل و قصرها و جمال اللفظ و وقع موسيقاه  الساحر

 

س : ما الخصائص الفنية لأسلوب الزيات  ؟

1- فكرته واضحة

2- يميل إلى الإطناب

3- يعتمد على التصوير لإبراز فكره  وله تشبيهات مبتكرة

4- يستخدم اللفظة فى مكانها الملائم

5- يعكس أحاسيسه  و يصور نفسه  فى كتاباته

6- له أسلوب خاص

7- عباراته عربية سليمة واللفظ  دقيقة الإختيار

8- و فى النص موسيقى  هادئة نابعة  من تقطيع  الجمل تقطيعا  متوازيا و استخدام السجع غير المتكلف وكذلك الإزدواج 0

 

 

} الواجب {

عالج الإسلام الفقر علاج من يعلم أنه أصل كل داء و مصدر كل شر و قد أوشك هذا العلاج أن يكون بعد توحيد الله أرفع أركان الإسلام شأنا و أكثر أوامره  ذكرا و أوفر مقاصده عناية و لو ذهبت تستقصى – ما نزل من الآيات  و ورد من الأحاديث فى الصدقات والبر ، لحسبت أن رسالة الإسلام  لم يبعث بها الله محمدا  أخر الدهر إلا لينقذ الإنسانية من غوائل الفقر و جرائر الجوع

1.هات معنى " غوائل  و مفرد جرائر فى جملتين من تعبيرك

2.كيف عالج  الإسلام الفقر  كما فهمت  من الموضوع ؟ دلل على ذلك

3.يميل الكاتب إلى استخدام المحسنات البديعية من خلال الفقرة وضح

4.استخرج من الفقرة  :  ( صورة خيالية و بين نوعها  و سر جمالها )

5.ما أهمية الصدقات و الزكاة كما فهمت من الفقرة ؟

6.ما خصائص المقال ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â  3- مدرسة الديوان  á

مقدمة

Ì                        روادها: عباس محمود العقاد ، وإبراهيم عبد القادر المازني ، وعبد الرحمن شكري ، وقد جمعت ثقافتهم بين التراث العربي والأدب الإنجليزي متأثرين بخليل مطران .

 

س1:ما المناخ الذى ساعد على تآلف أصحاب مدرسة الديوان واتجاهاتهم إلى الرومانسية ؟

1-           كان العقاد وشكري والمازني يمثلون الشباب العربي الذى تصادمت آمالهم وطموحاتهم مع الواقع الاستعماري البغيض، فلم يجدوا إلا أن يهربوا من عالم الواقع المؤلم إلى الأحلام والأوهام ، ويعيشوا في عالم من صنع خيالهم ، يلجئون إلى الطبيعة يبثونها آمالهم الضائعة ، ويأسهم من الحياة ، ويتأملون في الكون ويتعمقون أسرار الوجود.

 

2-           تآلف الشعراء الثلاثة وجمع بينهم اعتزازهم بالثقافة العربية ، وتأثرهم بالرومانتيكية الإنجليزية ، فعبروا بمواقف حارة وتجربة صادقة عن المأساة التي يعيشها جيلهم ، واتجهوا في شعرهم إلى الذات الإنسانية ، وجنحوا إلى الخيال ، ومن ثمّ اتفقوا مع خليل مطران الذى أخذ عن الرومانسية الفرنسية فيما ذهب إليه من اتجاه وجداني  ، وساروا في نفس الطريق الذاتي العاطفي .

 

3-           بدأ الشعراء الثلاثة منذ عام 1909م ينشرون آراءهم ويدعون لمذهبهم , في مقالات بالصحف , وفي مقدمات دواوينهم , ومن ذلك ما يقول العقاد ـ ملخصا موقف مدرسة الديوان في مقدمة الديوان الأول لإبراهيم المازني عام 1913م : " لقد تبوأ منابر الأدب فتية لا عهد لهم بالجيل الماضي , ونقلتهم التربية والمطالعة أجيالا بعد جيلهم , فهم يشعرون بشعور الشرقي , ويتمثلون العالم كما يتمثله الغربي , وهذا مزاج اول ما يظهر من ثمراته أن نزعت الأقلام إلى الاستقلال , وبفع غشاوة الرياء , والتحرر من القيود الصناعية " .

 

س2:كانت نظرة شعراء الديوان إلى الشعر تختلف عن نظرة الإحيائيين  . فيم كان  هذا الاختلاف ؟ وماذا ترتب عليه؟

Ì                        وجد أعضاء جماعة الديوان أن نظرتهم إلى الشعر تختلف عن نظرة الإحيائيين ، فالإحيائيون ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم ، بينما ينظر جماعة الديوان إلى الأمام يستلهمون ذواتهم ، وخيالاتهم ، وعواطفهم ، وأحداثهم ، ويعبرون عن مأساة عصرهم .

Ì                        ونتيجة للاختلاف الكبير بين النظرتين ، أخذ شعراء الديوان يهاجمون الإحيائيين ، وفى مقدمتهم "أحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، ومصطفى صادق الرافعي" في كتابهم " الديوان في الأدب والنقد " الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921م , وبه سُمّي ثلاثتهم " مدرسة الديوان " .

 

س3:ما المآخذ التي أخذتها  مدرسة الديوان  على شعراء الإحياء والبعث ؟

1-                       استلهام النماذج البيانية القديمة مثلا أعلى لهم في شعرهم , وطغيان الجانب البياني على المضمون والفكرة .

2-                       الاهتمام الزائد بشعر المناسبات ، والبعد عن تصوير خلجات النفس الإنسانية ، وإن كتب العقاد في المدح ، معللا بأن المدح الصادق ليس عيبا .

3-                       الاهتمام بقشور الأشياء وظواهرها.

4-                       عدم وضوح شخصياتهم الشعرية في شعرهم ، وبخاصة في معارضاتهم للشعر القديم.

5-                       عدم مراعاة الوحدة الفنية في شعرهم ، وانتقالهم من غرض إلى غرض آخر فى القصيدة

6-                       مبالغتهم وعدم وضوح الصدق في شعرهم .

 

س4:ما الخصائص الفنية لشعر جماعة الديوان ؟

1.جمعوا بين الثقافة العربية ، والثقافة الإنجليزية .

2.التطلع إلى المُثل العليا التي تتجاوز واقع عصرهم وتفوق طموحاتهم .

3.الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من التأملات الفكرية والنظرات الفلسفية .

4.التمسك بالوحدة العضوية فالقصيدة عندهم كائن حي لكل جزء فيه وظيفته ومكانه .

5.وضوح الجانب الفكرى في شعرهم ،  مما جعل الذهنية تكثر فى شعرهم والعقلانية تطغى على العاطفة ،

6.يقول المازنى :

لبست رداء الدهر عشرين حجةً


وثنتين يا شوقي إلى خلع ذا البرد


عزوفاً عن الدنيا ، ومن لم يجد لها


مراداً لآمال تعلل بالزهد


7.التأمل في الكون ، والتعمق في أسرار الوجود .

8.الصدق في التعبير ، والبعد عن المبالغات .

9.ظهور مسحة الحزن ، والألم ، والتشاؤم ، واليأس في شعرهم .

10.                تخلصوا من تأثير الآداب القديمة ، فلم يستعيروا المادة الأدبية القديمة ، واستخدموا لغة العصر .

11.                البعد عن المناسبات والموضوعات السياسية والاجتماعية .

12.                اهتموا بتعميق الظواهر على جوهرها ، مما جعل الفكر يسبق الشعور عندهم .

13.                الاهتمام بوضع عنون للقصيدة ؛ تأكيدا لفكرة الوحدة العضوية ، بل وضعوا عنوانا للديوان كله ليدل على الإطار العام للديوان ، كما فى : " عابر سبيل " للعقاد ، وكما فى " أزهار الخريف " لشكرى .

 

س5:كيف انتهى المطاف الأدبى بالمازنى وشكرى والعقاد ؟

Ì                        إن الشعراء الثلاثة فشلوا في صداقتهم بعد فترة وانفضّت مدرستهم  بعد أن هاجم شكري المازني لاختلافهم في بعض القضايا الأدبية ، وانضمّ العقاد إلى جانب المازني ، فتوقف شكري عن قول الشعر وأخلد إلى العزلة ، وانصرف المازني عن قول الشعر وآثر كتابة القصة والمقال ، وبقي العقاد وحده ممثلا لهذا الاتجاه.

تلاميذ العقاد : محمود عماد ، عبد الرحمن صدقى ، على أحمد باكثير ، الحسانى عبد الله وأمثالهم بمصر ، ومحمد حسن عواد بالسعودية ، وغيرهم كثيرون فى البلاد العربية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â4- أدب ـ الروايةá

س1 : ما مفهوم الرواية ؟ وما أنواع النهاية فيها ؟

Ì            تعريفها: الرواية نوع خاص من القصة ذاك أن القصة بمعناها العام تعني حكاية حدث أو أحداث يقوم بها شخصيات من البشر أو غير البشر وسواء تعين فيها الزمان والمكان أو كانا غير معلومين كما أنها ليست مقيدة بنوع خاص من اللغة .

 

س2: ما التغيرات التى طرأت على عناصر القصة ؟ وما نتيجة ذلك ؟ وما الاسم الذى أطلق عليها ؟

Ì            ومع تغيرات طرأت على العناصر السابقة التي تتكون منها القصة بأن أصبحت جميعها تحاكي الواقع المعيش خصها نقاد الأدب ومؤرخوه في إنجلترا باسم الرواية " novel " وشاع هذا الاسم علما عليها منذ النصف الأخير من القرن الثامن عشر .

 

س3: ما المقصود بمحاكاة الواقع فى الرواية ؟

Ì            المقصود بمحاكاة الواقع أن الأحداث أصبحت من قبيل ما يقع في الواقع المعيش حتى وإن كانت متخيلة وأن الأشخاص من طينة البشر الذين يعيشون بيننا وليسوا كائنات خرافية لا علاقة لها بدنيا الواقع وهؤلاء الأشخاص يتحركون في بيئة محددة من بيئة اجتماعية معروفة كمدينة القاهرة مثلا أو حي من أحيائها أو قرية من قرى الريف والأحداث تقع في زمن معلوم يدل عليه من خلال أحداث تاريخية معروفة أو بذكر أزمنة معينة كالعام  أو الشهر أو حتى اليوم في تضاعيف السرد وأخيرا فإن التغير الذي أصاب اللغة يتمثل في أنها أصبحت من قبيل ما يتخاطب به الناس في الحياة اليومية .

 

س4: وضح التغير الذي أصاب لغة الرواية ؟

Ì            التغير الذي أصاب اللغة يتمثل في أنها أصبحت من قبيل ما يتخاطب به الناس في الحياة اليومية.

 

س5: ما حجم الرواية ؟

Ì            أن تكون ذات حجم كبير نسبيا لا يقل في رأي بعض النقاد عن ثلاثين ألف كلمة أما حدها الأقصى فلا نهاية له .

 

س6: متى ظهرت الرواية في أدبنا العربي ؟ وما االرواية الرائدة فيه ؟

Ì            لم تظهر الرواية بمعناها الفني في أدبنا العربي إلا في أوائل القرن العشرين ومن الروايات الرائدة رواية زينب لمحمد حسين هيكل باشا (1888: 1956) التي صدرت سنة 1913

 

س7: وضح موقف الكتاب من فن "الرواية " . وما دور نجيب محفوظ  فى هذا الفن ؟ وما أشهر رواياته ؟

Ì            حظي هذا الفن بإقبال عدد كبير من الكتاب عليه وبلغ به نجيب محفوظ (1911: 2006) ذروة الإبداع فيه حتى حصل على جائزة نوبل العالمية في الأدب عام 1988 ومن أشهر أعماله الثلاثية (بين القصرين - قصر الشوق – السكرية) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â في رثاء مي  / عباس محمود العقاد á

التعريف بالشاعر:

Ì            عباس محمود العقاد , ولد بأسوان 1889م , لم يحصل إلا على الابتدائية , ومع ذلك أصبح شاعرا وأديبا له مكانته , صاحب العبقريات  , اتجه للصحافة وغلبت عليه المقالة , له قصة واحدة ( سارة ) وديوان شعر , توفى 1964م .

Ì            مي زيادة : هى مارى إلياس زيادة ... ولدت فى فلسطين  ,تعلمت فى مدارس الراهبات , كانت تكتب فى الصحف والمجلات , ثم جاءت إلى مصر وكان لها ( صالون ) يجتمع فيه كبار الأدباء والكتاب كل يوم ثلاثاء

نوع التجربة

Ì            ذاتية ؛ لأنه يتناول في هذه القصيدة مشاعره الحزينة ويتناول مكانتها وأوصافها بعينه هو.

 

1.منزلة مي بين الأدباء

أين في المحفل "مي" يا صحابْ ؟


عودتنا ها هنا فصل الخطاب


عرشها المنبر مرفوع الجناب


مستجيب حين يُدعى مستجاب


أين في المحفل "مي" يا صحاب ؟


اللغويــات

Ì            المحفل : المجلس ج: المحافل - ها هنا : يقصد صالون مي  - فصل الخطاب: القول الصواب - عرش : مكان جلوسها (ج) : عروش و أعراش - المنبر : المنصة - الجناب : الناحية (ج) : أجنبة - مستجيب: المراد / مي - مستجاب: المراد الأدباء

الشرح

Ì            يتسائل العقاد في حزن وألم عن الأديبة الراحلة " مي زيادة" التي اعتاد الأدباء سماع كلماتها البليغة  ، ورأيها السديد فهي أديبة ذات مكانة عالية يلبي دعوتها كبار الكتاب والأدباء.

التذوق

1.[فصل الخطاب ] : كناية عن مكانة مي الأدبية.

2.[عرشها المنبر] : تشبيه بليغ شبه العرش بالمنبر ، وسر جمالها التوضيح .

3.[مرفوع الجناب] : كناية عن سمو مكانة مي الأدبية .

4.أين في المحفل مي : أسلوب استفهام غرضه إظهار الحزن والألم.

5.(يا صحاب) : نداء غرضه إظهار الحز والأسى.

6.(الطباق) : بين (مستجيب ) و (مستجاب) يوضح المعنى ويقويه.

7.(عوّدتنا) : تضعيف حرف الواو ، للدلالة على استمرارية مجلسها ،وأثره القوي في نفوس الحاضرين .

8.[ها هنا] : ها ؛ للتنبيه ،واستخدام اسم الإشارة للقريب ؛ ليدل على ألفة مجلسهاوقربها من النفوس .

9.[المنبر ] : يوحي بسمو مكانة مي الأدبية .

2." صفات مي الحسية"

 

سائلوا النخبة من رهط النديّ


أين ميَ ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟


الحديث الحلو واللحن الشجي


والجبين الحر والوجه السني


أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟


اللغويــات

Ì            سائلوا : اسألوا - النخبة : الصفوة (ج) : نخب - الرهط : القوم والأهل الجمع : وأرْهاط أَرْهُطٌ ، أراهط ، وأراهيط - الندي : مجلس القوم - اللحن : الصوت و(ج) : الألحان و اللحون - الشجي : الرقيق ، الحزين - الجبين : الجبهة (ج) الأجبن و الأجبنة - السني : الرفيع × الوضيع - الحر : الصافي - ولى : ذهب

الشرح

Ì            يتسائل الشاعر في حزن وألم وحيرة متوسلا بسؤاله إلى استعراض صفات "مي" فيسأل عن جمال مي وحديثها العذب الجميل وجبينها البراق ووجهها المتلألئ (وهذه صفات حسية) ثم في نبرة حزن يتسائل أين ذهب كل هذا؟

التذوق

1.[كوكباه] : استعارة تصريحية ، حيث شبه (عينيها) بـ (كوكبين) وسر جمالها التوضيح.

2.[الحديث الحلو واللحن الشجي ] ، [الجبين الحر والوجه السني] : كناية عن جمال "مي"  الحسي.

3.[رهط الندي ] : كناية عن كثرة من يرتادون مجلسها وتأثرهم بحديثها العذب.

4.[سائلوا] : أسلوب أمر غرضه إظهار الحيرة والتردد. (سائلوا) أجمل من (اسألوا) ؛ لأنها تدل على المبالغة والتأكيد على مكانة "مي" الأدبية.

5.[أين مي / هل علمتم أين مي / أين ولى كوكباه] : استفهام غرضه إظهار الحزن والأم والحيرة، وتكرار الاستفهام ؛ للدلالة على عمق إحساسه بالألم لفراقها.

6.[تكرار اسم مي ] : يدل على شدة إعجابه واعتزازه بها.

3." صفات مي "

 







شيم غرّ رضيات عِذاب


وحجي ينفذ بالرأي الصواب


وذكاء ألمعي كالشهاب


وجمال قدسي لا يعاب


كل هذا في التراب. آه من هذا التراب


اللغويــات

Ì            شيم : أخلاق (م) شيمة - غُرّ  : بيض (م) غراء - شيم غر : أخلاق حميدة - رضيات : مرضية مقبولة - عذاب : طيبة (م) عذب - حِجى : عَقْل وفِطْنة (ج) أحْجاء و أحجية – ينفذ : يقطع - ألمعي : صاحب الرؤية الصائبة (حاد) – جمال قدسي : جمال طاهر .

الشرح

Ì            يعود الشاعر إلى سرد صفات مي (المعنوية)  فيقول : إن مي تتحلى بكثير من الأخلاق الحميدة التي يحبها الجميع والرأي الصائب والعقل السديد ، والذكاء الحاد ، أما جمالها القدسي فصفة تجمع بين الحسية والمعنوية ،فللجمال جانبه المحسوس – ربما بأكثر من حاسة – ومع ذلك فهو (جمال قدسي) والقدسي هو الطاهر ، نسبة إلى القدس وهو الطهر ، وهو صفة لها طابعها المعنوي ثم يعود إلى الواقع واقع الموت والفناء الذي قضى على كل تلك الصفات الحسي منها والمعنوي ، وقد وارها جميعها التراب على نحو لا يكاد يصدق.

التذوق

1.[حجى ينفذ بالرأي الصواب ] : استعارة مكنية شبه الحجى بسيف يقطع وسر جمالها التجسيم.

2.[شيم غرّ] : استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (جياد) وسر جمالها التجسيم ، وتوحي بهرة تلك الصفات.

3.[رضيَّات عِذاب] : استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (مياه) عذبة وسر جمالها التجسيم. توحي بالصفاء

4.[ذكاء كالشهاب ] : تشبيه مجمل ؛ شبه الذكاء بالشهاب وسر جمالها التجسيم ،يوحي بشدة ذكائها.

5.[جمال قدسي لا يعاب ] : كناية عن حسن مي وجمالهاوطهارتها .

6.[كل هذا في التراب] : استعارة مكنية ، حيث شبه خصال "مي" بأشياء مادية تدفن وسر جماها التجسيم.

7.[شيم ، غر ....] : نكرات للتعظيم ، وجمع ؛ يفيد كثرة وتعدد صفات مي .

8.(جمال قدسي) : وصف الجمال بالقدسي يوحي بالطهارة والبراءة.

9.(كل هذا في التراب ؟) : أسلوب استفهام غرضه التعجب والإنكار.

10.    (لا يعاب) : إيجاز بحذف الفاعل ؛ للعموم والشمول.

4.لن تتوارى مآثر "مي"

 

ويك ما أنت براد ما لديك


أضيع الآمال ما ضاع عليك


مجد مي غير موكول إليك


مجد مي خالص من قبضتيك


ولها من فضلها ألف ثواب


 

اللغويــات

Ì            ويك : كلمة للتعجب الممزوج بالغضب - تحلق : ترتفع - تخفق : تتحرك وتطير- خالص : متحرر - تتعقب : تتتبع  - السحيق : البعيد × القريب

الشرح

Ì            ويدرك الشاعر أن التراب لن يرد ما غيبه في جوفه ، وأن من العبث أن يأمل أحد في ذلك ، ومع هذا لا تفارقه روح التحدي وهو يخاطب التراب ، فهذا التراب وإن وارى من مي جسدها .. غير قادر على أن يحجب مآثرها وفضلها وإبداعاتها التي لا سلطان له عليها ، ولا قدرة له على إخفائها لأنها فوق سلطانه وأكبر من قدرته.

التذوق

1.[أضيع الآمال ما ضاع عليك] : استعارة مكنية شبه الآمال بـ أشياء تضيع وسر جمالها التجسيم وتوحي باليأس .

2.[مجد مي غير موكول إليك] : استعارة مكنية ، تصور التراب شخصا وسر جمالها التشخيص .

3.[ويك ] : تفيد التعجب والزجر والتهديد لهذا التراب  .

4.ولها من فضلها ألف ثواب : أسلوب قصر للتوكيد والتخصيص

التعليق

Ì            موضوع القصيدة :  الرثاء (وهو الحديث عن الميت وذكر محاسنه)

اذكر الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر .


1.سهولة الألفاظ وبعدها عن الغرابة.

2.روعة الصور وعدم التكلف فيها.

3.التنوع في القافية

4.الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.

5.كثرة الأساليب الإنشائية.


} الواجب {

سائلوا النخبة من رهط النديّ


أين ميَ ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟


الحديث الحلو واللحن الشجي


والجبين الحر والوجه السني


أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟


1.هات معنى " النخبة "  ومضاد السنى "  فى جملتين من إنشائك

2.ما الغرض من الإستفهام فى الأبيات ؟

3.الشاعر شديد التأثر لفقد مى ... دلل على ذلك من خلال فهمك للأبيات

4.استخرج من الأبيات :  ( أسلوب أمر و بين  الغرض منه ـ صورة بيانية مبينا نوعها و قيمتها الفنية )

5.إلى أي غرض شعرى ينتمى  هذا النص و ما الخصائص الأسلوبية  لللشاعر كما تجلت افى النص

â  5 ـ مدرسة أبولُّــــــو á

 

س1:لماذا سُمِّيت مدرسة أبولُّو بهذا الاسم ؟ وما الظروف التي نشأت فيها ؟

 

أولا سبب التسمية

Ì                        كلمة " أبولُّو " مأخوذة من ( أبو للون ) إله النور والفنون والجمال عند اليونان ، وتسمية هذه المدرسة بهذا الاسم يدل على التأثر بالثقافة الأجنبية .

ثانيا : الظروف التي نشأت فيها هذه المدرسة

1.وقعت معارك أدبية بين الشعراء المحافظين وشعراء مدرسة الديوان.

2.انصرف المازنى عن قول الشعر ، وفضّل كتابة القصة والمقال فى الصحف .

3.توقف شكرى عن قول الشعر ومال إلى العزلة بعد صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " 1918.

4.انشغل العقاد عن الشعر ببعض الأنواع الأدبية الأخرى غير الشعر ، ووجدناه يقترب من بعض ما سبق أن نقده من سمات الشعراء المحافظين من مدح وتهــان ورثاء وارتباط بالمناسبات.

5.أصبح الطابع العام لشعر الديوانيين هو المبالغة فى الذهنية الجافة والتفلسف .

 

س2:ما العوامل التى أثرت فى نشأة مدرسة أبو لو ؟

1.تأثر شعراء هذه المدرسة باتجاه " مطران " الرومانسى ، واتخذوه أبا روحيا لهم .

2.استفادوا من الصراع الأدبى الناشئ بين الإحيائيين والديوانيين ، مما جعلها تتجه للتجديد والاهتمام بالعاطفة الجياشة.

3.تأثروا بشعر الرومانتيكيين الأوربيين وبخاصة الإنجليز .

4.تأثروا بأدب المهاجر وبخاصة " جبران خليل جبران " مما جعلهم يتجهون بشعرهم وجهة عاطفية حادة.

5.أحس شعراؤها بالحرية واستقلال الشخصية ، وتشبعوا بروح الثورة والحرية منذ ثورة 1919.

6.اقترن شعر هذه المدرسة بظهور مجلتها ( أبولو ) التي ظهرت عام 1932م , وتكونت جمعية أبولو في العام نفسه حاملة اسم المجلة , واتخذوا خليل مطران أبا روحيا لهم . وقد صدر لأعضاء هذه المدرسة إنتاج شعري قليل , قبل صدور المجلة , منذ أخرج منشئ هذه المدرسة " أحمد زكي أبو شادي " ديوانه الأول " أنداء الفجر " سنة 1911م , وعلي محمود طه قصيدته في الدستور سنة 1918م , وكما كتب الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مقدمة ديوان الينبوع لأحمد زكي أبي شادي , لكن عام 1932م شهد انطلاقة شعراء هذه المدرسة , وصدور معظم دواوينهم .

 

س3:ما السمات الفنية لمدرسة أبو لو ؟ مع التمثيل لما تذكره .

1.الإيمان بذاتية التجربة الشعرية والحنين إلى مواطن الذكريات ، يقول إبراهيم ناجى متذكرا دار أحبابه :

رفرف القلب بجنبي كالذبيح


وأنا أهتف يا قلب اتئد


فيجيب القلب والماضي الجريح


لم عدنا ؟ ليت أنا لم نعد


وها هو ذا محمد عبد المعطي الهمشري في قصيدته " النارنجة الذابلة " يستحضر ذكريات صباه فيقول :

كانت لنا عند السياج شجيرة


ألف الغناء بظلها الزرزور


طفق الربيع يزورها متخفيا


ويفيض منها في الحديقة نور


حتى إذا حل الصباح تنفست


فيها الزهور وزقزق العصفور


وسرى إلى أرض الحديقة كلها


نبأ الربيع وركبه المسحور


 

2.استعمال اللغة استعمالا جديدا فى دلالات الألفاظ والمجازات والصور ، من أمثلة ذلك :

( العطر القمرى ، وراء الغمام ، أغانى الكوخ ، الأريج الناعم ، شاطئ الأعراف ، الملاح التائه ) ويكثرون من كلمات " الحقل ـ النور ـ الظغيان ـ الموت ـ العطر ـ الشذا ـ الشراع ... "

3.الميل فى التصوير إلى التجسيد ؛ أى تحويل المعنويات من التجريد إلى الحسية، يقول إبراهيم ناجى :

ذوت الصبابة وانطوت


وفرغت من آلامها


عادت إلي الذكريا


ت بحشدها وزحامها


4.الميل إلى التشخيص ؛ أى منح الصفة الإنسانية لما ليس بإنسان ، مثل قول الهمشرى :

فنسيم المساء يسرق عطرا

من رياض سحيقة فى الخيال

5.استخدام الرمز والميل للكلمات الرشيقة ، مثل:( جندول ـ عروس ـ عيد ـ عطر ) .

6.استخدام الكلمات الأجنبية والأساطير، مثل : ( الكرنفال ، أوزوريس ، فينوس ، إخناتون ).

7.حب الطبيعة وتقديسها وعشق جمالها ومناجاتها ومخاطبتها ، مثل : (الينبوع ـ المساء الحزين) .

8.التشاؤم والاستسلام للآلام والأحزان والتأمل واليأس ، مثل : أين المفر؟ لمحمود حسن إسماعيل .

9.تعدد موضوعاتهم الشعرية بين : (المرأة والطبيعة والحنين والذكريات والابتعاد عن الشعر السياسى) .

 

س4:ما التجديد الذى طرأ على شكل القصيدة عند شعراء أبولو ؟

1.تقسيم القصيدة إلى مقاطع ، تتعدد قوافيها وأوزانها .

2.تحرير القصيدة من وحدة القافية، وذلك بتعدد القوافى فى القصيدة الواحدة .

3.الميل إلى الموسيقا الهادئة لا الصاخبة .

4.استخدام الشعر المرسل الذى لا يلتزم قافية ويستعمل فيه أكثر من بحركما في قصيدة الفنان لأحمد زكي أبو شادي وقصيدة أطياف لصالح الشرنوبي .

5.التزموا بالوحدة الفنية للقصيدة فى معظم أشعارهم ، شأن الرومانسيين جميعا . كما في شاطئ الأعراف للهمشري , والأطلال وملحمة السراب لناجي وطارق بن زياد وأرواح وأشباح لعلي محمود طه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â أهواك يا وطنى / محمود حسن إسماعيلá

التعريف بالشاعر

Ì            محمود حسن إسماعيل ولد عام 1910 م بمحافظة أسيوط , تخرج في كلية دار العلوم , نبغ في الشعر نبوغا مبكرًا فقد أصدر ديوانه الأول وهو طالب بعنوان "أغانى الكوخ" ونال جائزة الدولة في الشعر وله دواوين كثيرة منها "لابد" و"تائهون". توفي سنة 1977 . وهذه القصيدة من ديوان نهر الحقيقة الذي أصدره عام 1972م

 

التجربة

Ì            عامة يتناول فيها قضية الأوطان ومكانتها وأهمية الدفاع عنها

 

الاعتراف بحب الوطن

أهواكَ يا وطني


يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي


يا كل لحن في لهاةِ الطير أعزفه ويعزفني


يا كل صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني


يا كل شدوٍ من خطا الرعيان فوق العشب يسحرني


يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الدهرَ – لم تهنِ


 

اللغويــات

Ì            الهوى : الحب ج الأهواء ـ فتني : إعجابي م فتنة × اشمئزازي ـ لهاة : لسان المزمار ج لَهَا ولهوات ـ أعزفه : أغنيه ـ صفق : صوت ـ يناغمني : يطربني × يحزنني ـ شدو : غناء ـ الرعيان : م راعي وهو ما يقوم برعاية الإبل وغيرها ـ العشب : النبات الطري  ـ يسحرني : يدهشني جماله ـ وهنت : ضعفت ـ الدهر : الزمن الطويل ـ وهي : ضعف ـ تهن : تضعف

 

الشرح

Ì            يعترف الشاعر بحبه الشديد لوطنه , فكل ما في الوطن يحرك اللسان ليذكرك بخير , ويثر إعجابنا بك وافتتاننا بجمالك , فأنت مصدر الألحان الشجية التي تتغنى بها الطيور , ليندمج الشاعر فيها وكأنه عازف لها مع الطيور , كل شيء فيك يسحرني حتى صوت أمواج البحر حين تتحرك , ويذكرني بك غناء الرعيان , ثم يقر الشاعر أن الوطن راسخ مثل الصخرة , فلا تضعف مهما تتابعت عليها الأهوال

 

التذوق

1.أهواك يا وطني : استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه , وسر الجمال التشخيص , واستخدام الكاف لاستحضار الصورة

2.يا وطني : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم , واستعارة مكنية , فقد صور الوطن إنسانا يناديه وسر الجمال التشخيص , والإضافة في وطني للتخصيص

3.يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم , وكل تفيد العموم والشمول وهي استعارة مكنية حيث صور الفتن أشخاصا يرويها الحب , وصور الهوى بإنسان له شفة " تشخيص " , وشفة : مجاز مرسل عن الفم علاقته الجزئية

4.يا كل لحن : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم  , وهي استعارة مكنية حيث صور الألحان أشخاصا يناديها

5.لحن في لهاةِ الطير : استعارة مكنية حيث صور الطيور أشخاصا تقوم بالتلحين " تشخيص " , ولهاة الطير : مجاز مرسل عن الفم علاقته الجزئية

6.يعزفني : استعارة مكنية حيث صور الشاعر نفسه لحنا تعذفه الطيور

7.يا كل صفق بين موج النهر : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم واستعارة مكنية حيث صور كل صفق أشخاصا يناديها " تشخيص "

8.صفق بين موج النهر اسمعه : استعارة مكنية حيث صور موج النهر أشخاصا تصفق " تشخيص " , وصفق ـ أسمعه : مراعاة نظير لإثارة الذهن ولفت الانتباه

9.صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني : استعارة مكنية حيث صور موج النهر مغنيا يطرب الشاعر ويسعده " تشخيص " , صفق ـ أسمعه : مراعاة نظير لإثارة الذهن ولفت الانتباه , وبين يناغمني ويطربني : إطناب بالترادف يفيد التوكيد

10.                يا كل شدوٍ : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم , واستعارة مكنية حيث صور كل شدو شخصا يناديه " تشخيص "

11.                يا صخرة : أسلوب إنشائي نداء للتعظيم , واستعارة مكنية حيث صور الصخرة شخصا يناديه " تشخيص "

12.                صخرة : استعارة تصريحية حيث صور الوطن في صموده بالصخرة " تجسيم "

13.                وهنت رياح الدهر : استعارة مكنية صور فيها الرياه بإنسان يضعف " تشخيص" , ورياح الدهر : تشبيه بليغ حيث شبه الدهر برياح " تجسيم " , ورياح : استعارة تصريحية حيث صور التحديات التي تواجه الوطن بالرياح " تجسيم "

14.                وهنت ـ لم تهن : طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه

15.                وهنت ـ وهي : جناس يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الأذن

16.                مأخذ : تكرار حرف الهاء في البيت الأخير أحدث ثقلا في النطق مما أضعف البيت

 

وطني وطن التسامح

أهواك يا وطني


أهواك أنت هواي أهواه وأعشقه


ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده


من للهلال يهلُّ مسجده ؟


من للصليب يُطل معبده ؟


من للجمال رُباك مورده ؟


السحر فيك ... السحر ينشُدُه


والحب فيك بكل خافقة تجدده


 

اللغويــات

Ì            أعشقه : أحبه ـ مدى : طول ـ يهل : يظهر ـ يطل : يأتي ـ رباك : مرتفعاتك م ربوة ـ مورده : مصدره ـ السحر : الجمال ج الأسحار والسحور ـ ينشده : يطلبه ـ خافقة : المراد القلب

 

الشرح

Ì            يقول الشاعر : أنت يا وطني حبي الوحيد بل أغنيتي المفضلة التي أغنيها طوال حياتي فأنت وطن التسامح والأمن مهما اختلفت الأديان فالمسجد والكنيسة يظلهما أمنك وحريتك , ويقول أنت موطن الجمال المعشوق من الجميع كل ما فيك يسحر العقول أنت مقصدنا جميعاوأنت مصدر الحب المتجدد في قلوبنا جميعا

 

التذوق

1.أهواك ..أنت هواي أهواه وأعشقه : استعارة مكنية صور الوطن شخصا يحبه ويهواه ويعشقه , أنت هواي : أسلوب قصر بتعريف المبتدأ والخبر وتشبيه بليغ فقد شبه الوطن بالحب للتوضيح وإضافة الياء لـ هواي تفيد التخصيص والاعتزاز , وبين أنت ... أهواه وأعشقه : إلتفات لإثارة الذهن وإطناب بالترادف للتأكيد وتكرار حرف الهاء أحدث ثقلا في النطق مما أضعف المعنى

2.ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده : تشبيه بليغ شبه الوطن بالنشيد , وجملة نشيدي الغالي استعارة مكنية صور النشيد بسلعة غالية الثمن " تجسيم "

3.من للهلال يهلُّ مسجده ؟ : أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم , الهلال : كناية عن الإسلام , وبين الهلال ـ يهل : جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية , الهلال ـ مسجده : مراعاة نظير للإثارة والتنبيه

4.من للصليب يُطل معبده ؟ : أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم , الصليب : كناية عن المسيحية , وبين الصليب ـ معبده : مراعاة نظير للإثارة والتنبيه , واستعارة مكنية تصور المعبد إنسانا يطل " تشخيص "

5.من للجمال رُباك مورده ؟ : أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم , ورباك مورده : تشبيه بليغ حيث شبه ربا الوطن بالمورد " تجسيم ", ورباك : الإضافة للتخصيص والاعتزاز وفيها استعارة مكنية حيث صور الجمال إنسانا يروي ظمأه من ربا الوطن

6.السحر فيك ... السحر ينشُدُه : استعارة مكنية تصور سحر الوطن شيئا ماديا " تجسيم " , وجملة السحر ينشده : استعارة مكنية حيث صور السحر إنسانا يطلب " تشخيص "

7.والحب فيك بكل خافقة تجدده : استعارة مكنية " تجسيم " للحب بشيء مادي , وكلمة فيك : الإضافة لاستحضار الصورة , وجملة بكل خافقة تجدده : استعارة مكنية صور الحب مادة تتجدد " تجسيم " , وخافقة  : اسم فاعل يفيد الاستمرار والتجدد

عهد بالفداء والتضحية

 

مهما استبد الليل يا وطني


بك أنت - كالرؤيا - نبدده


بهواك , بالشطآن , بالأزهار , بالأعمار


مثل النار نحصده


بنسيمك الهافي نمزقه


وبموجك الصافي نحرِّقه


وبكل طير فوق رابية بالحب نغْمَتُه تعطرني


وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك


وبكل خطوٍ يغرس الآمال صاعدة لشمس علاك


وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك


بالناس , بالآجال , يا وطني


بتردد الأنفاس , بالزمن


بزغاريد الأعراس , بالكفن


مهما تمادى الليل نحصده


وبكل غضبتنا .. نبدده


ونرد فجرك من يد المحنِ


متألقا كالشمس فوق الكون ..يا وطني


 

اللغويــات

Ì            استبد : ظلم ـ الليل : المراد الاستعمار ـ الرؤيا : الحلم  ج الرؤى ـ نبدده : نزيله ونمحوه ـ نحصده : نجنيه ـ الهافي : المتحرك ـ الصافي : النقي ـ رابية : مرتفعات ج روابٍ ـ تعطرني : تزينني وتطيبني ـ لف : حديقة ج ألفاف ولفوف ـ قبسا : نارا ـ خطو : مشي ـ يغرس : يثبت ـ صاعدة : مرتفعة ـ علاك : رفعتك ـ الآجال : الأعمار ـ الأعراس : الزفاف ـ تمادى : تطاول ـ المحن : الشدائد ـ متألقا : لامعا

 

الشرح

Ì            مهما اشتد الاستعمار بظلمه ومهما تعددت التحديات واشتدت المحن , فلك عهد علينا بأن ندافع عنك , مع وعد بإزالة هذا الظلم وإزاحته من طريق تقدمنا كأنه كابوس سرعان ما أزلناه , وكل مكان فيك سيتحول لساحة للمقاومة كل شيء سنبذله في سبيل حريتك سنشتعل كأننا مصابيح تهدي الوطن في طريق تقدمه , سنبعث الآمال في النفوس الراغبة للوصول لأعلى منزلة , سنضحي بأعمارنا بأنفاسنا بكل ما أظلته سماؤنا , سنثور حتى نمهد لك طريق التقدم , سيعود الوطن لامعا متألقا بحضارته وبعلمه كالشمس .

 

التذوق

1.مهما استبد الليل يا وطني : استبد الليل : استعارة مكنية صور الليل إنسانا مستبدا " تشخيص "  , والليل : استعارة تصريحية حيث صور المحن ومنها الاستعمار بالليل " تجسيم " , يا وطني : نداء للتعظيم واستعارة مكنية صور الوطن شخصا يناديه " تشخيص "

2.بك أنت - كالرؤيا – نبدده : بك أنت .. نبدده : قصر للتخصيص والتوكيد , بك أنت : توكيد لفظي والكاف لاستحضار الصورة ,  كالرؤيا نبدده : تشبيه للظلم والمحن بكابوس يتبدد , نبدده : استعارة مكنية صور الظلم بشيء مادي يزال ويمحى " تجسيم "

3.بهواك , بالشطآن , بالأزهار , بالأعمار مثل النار نحصده : فيه حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن , مثل النار : تشبيه حيث شبه ( الهوى ـ الأزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بالنار ,  بهواك , بالشطآن , بالأزهار , بالأعمار نحصده : استعارة مكنية صور ( الهوى ـ الأزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بآلات أو أسلحة تحصد الشر والظلم " تجسيم "

4.بنسيمك الهافي نمزقه : قصر للتخصيص والتوكيد , والكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن , بنسيمك .. نمزقه : استعارة مكنية صور نسيم الوطن سلاحا يمزق الليل " تجسيم "

5.وبموجك الصافي نحرِّقه : قصر للتخصيص والتوكيد , والكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن , وبموجك ... نحرِّقه: استعارة مكنية صور الموج نارا تحرق الليل المستبد " تجسيم "

6.بنسيمك الهافي نمزقه .. وبموجك الصافي نحرِّقه : حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها الأذن

7.وبكل طير فوق رابية بالحب نغْمَتُه تعطرني : كل ـ طير تفيد العموم والشمول , بالحب نغْمَتُه تعطرني : قصر للتخصيص والتوكيد , نغْمَتُه تعطرني : استعارة مكنية صور نغم الطيور بالعطر " تجسيم "

8.وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك : وبكل لفٍّ أوقدت  : قصر للتخصيص والتوكيد , لفٍّ أوقدت مصباحها : استعارة مكنية صور الحديقة بإنسان يشعل المصباح , أوقدت ـ مصباحها ـ قبسا : مراعاة نظير يثير الذهن , أمام خطاك : استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا له خطوات " تشخيص "

9.وبكل خطوٍ يغرس الآمال صاعدة لشمس علاك : وبكل خطوٍ يغرس الآمال : قصر للتخصيص والتوكيد , يغرس الآمال : استعارة مكنية صور الآمال أشجارا تغرس " تجسيم " وصور كل خطو بفلاح يغرس الآمال " تشخيص " , لشمس علاك : تشبيه بليغ شبه العلا بشمس " تجسيم "

10.                وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك : أرضك ـ سماك :  الكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن

11.                بالناس , بالآجال , يا وطني : استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه , وسر الجمال التشخيص

12.                بتردد الأنفاس , بالزمن  ـ بزغاريد الأعراس , بالكفن ـ مهما تمادى الليل نحصده : استعارة مكنية صور الأنفاس والزمن وزغاريد الأفراح والكفن أسلحة تحصد الظلم وتحرر الوطن " تجسيم " , وزغاريد الأفراح والكفن : طباق يوضح المعنى ويقويه

13.                مهما تمادى الليل نحصده وبكل غضبتنا .. نبدده : قصر للتخصيص والتوكيد  , مهما تمادى الليل نحصده : استعارة مكنية صور الليل زرعا نحصده , والليل استعارة تصريحية صور الظلم بالليل , نبدده : استعارة مكنية صور الليل شيئا ماديا يزال ويمحى

14.                ونرد فجرك من يد المحنِ  متألقا كالشمس فوق الكون ..يا وطني : ونرد فجرك : استعارة مكنية صور الفجر شيئا ماديا ضائعا والمصريون يعيدونه " تجسيم " , فجرك : استعارة تصريحية صور تحرر الوطن بالفجر , يد المحن : استعارة مكنية صور المحن إنسانا له يد " تشخيص " , متألقا كالشمس : تشبيه للوطن بالشمس المضيئة .

 

 

} التعليق {

 

Ì            تجربة الشاعر : تدور حول محورين هما : ( حب الوطن والتضحية والفداء له )

Ì            غرض النص : الفخر والاعتزاز بالوطن

Ì            الفن الشعري : من الشعر الغنائي

Ì            اللون الأدبي : الشعر الوطني

خصائص مدرسة أبوللو في النص :

1.التحرر من الوزن والقافية

2.تقسيم القصيدة لمقاطع

3.الوحدة العضوية والاهتمام بالصورة الكلية

4.استعمال اللغة استعمالا جديدا

5.استخدام الرمز

الأساليب : غلب على النص استخدام الأساليب الخبرية لتقرير وتأكيد فكرة إعلاء الوطن والتضحية بالغالي في سبيل تحرره

Ì            ملامح شخصية الشاعر : وطني وموهوب ومحب للطبيعة وعاشق للحرية

 

} الواجب {

أهواكَ يا وطني


يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي


يا كل لحن في لهاةِ الطير أعزفه ويعزفني


يا كل صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني


يا كل شدوٍ من خطا الرعيان فوق العشب يسحرني


يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الدهرَ – لم تهنِ


1.هات معنى " لهاة " و مضاد وهنت  و مفرد الرعيان فى ثلاث جمل من إنشائك

2.ما دلالات الكلمات التالية فى سياقها  : " كل لحن – صفق – شدو "

3.عبر الشاعر فى الأبيات عن سعادته بوطنه . وضح ذلك

4.تزخر الأبيات بكثير من الصور الخيالية  وضح ذلك

5.برزت فى النص بعض ملامح المدرسة الرومانتيكية وضح ذلك

6." أهواك يا وطني " تنوع الأسلوب في هذا التعبير .. وضح ذلك ذاكرا غرض كل أسلوب

7.ما الإيحاء في كلمة كل ؟ وما قيمة تكرارها ؟

8.ما رأيك في تكرار الشاعر لحرف الهاء في البيت الأخير ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â6 ـ القصة القصيرةá

س1: ما مفهوم القصة القصيرة؟

Ì            القصة القصيرة: شكل فني من أشكال القصة يتميز بقصره، ويدل علي ذلك اسمها. أو هي: عمل فني يتميز بإحكام البناء.

 

س3: بين مميزات القصة القصيرة من حيث زمن القراءة، والحجم.

Ì            من حيث زمن القراءة: قد تقرأ في زمن يصل في حده الأدنى إلى بضع دقائق وقد يتضاعف فيبلغ الساعتين

Ì            من حيث الحجم: قد تكون في أقل من ألف كلمة في حين يصل حدها الأقصى إلى اثني عشر ألف كلمة فإن زادت على ذلك حتى ثلاثين ألف كلمة عدت رواية قصيرة .

 

س4: تكلم عن تأثير طبيعة البناء الفني فى كل من القصة القصيرة والرواية.

الرواية:

1-                       الرواية تقدم حياة كاملة لشخصية واحدة أو عدة حيوات لشخوص متعددين: وهي حياة أو حيوات تتشابك وقد تتوازى وتتقاطع مع شخصيات أخرى تضمها الرواية . وتمتد بها الزمن جميعا فيصل إلى عدة أعوام .

2-                       كما تتعدد الأماكن التي تتحرك فيها .

3-                       تتصف لغة السرد فيها بالإسهاب فالكاتب - من أجل محاكاة الواقع والإيهام به - قد يتابع بعض الشخصيات أو بعض الأشياء أو المناظر ويصفها وصفا شاملا دقيقا إلى حد يبلغ حد الإملال أحيانا ، ولهذا يمكن حذف بعض المشاهد أو المقاطع الحوارية دون أن يختل بناء العمل الروائي أو يتأثر على نحو ملحوظ .

القصة القصيرة :

1-                       محدودة الشخصيات.

2-                       قليلة الأحداث

3-                       قصيرة المدى الزمني غالبا

4-                       والتعبير فيها غاية الإيجاز

5-                       فكل وصف مقصود وكل عبارة لها دلالتها حتى إن واحدا من أبرز كتابها وهو الكاتب الأمريكي " إدجار ألن بو " ذهب إلى أنه لا يمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها وقد يكون ذلك من قبيل المبالغة والحرص على إحكام البناء ولكنها مبالغة لا تنفي الأصل .

 

س: ما الغاية الفنية للقصة القصيرة؟ وفيم تتمثل؟ وكيف تؤدى ؟

Ì                        توصيل رسالة إلى المتلقي  تتمثل في : فكرة، أو مغزى، أو انطباع خاص , لكنه بدلا من أن يقدم أيا منها بصورة تقريرية مباشرة يعزف عنها القارئ أو لا يوليها اهتمامه يجسده في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى متابعتها والتأمل فيها، والتفكير فيما توحي به .

 

س9: متى عرف أدبنا العربى الشكل الفنى للقصة القصيرة ؟ وما أهم الأعمال القصصية الرائدة فى أدبنا العربى الحديث ؟

Ì            عرف الأدب العربي هذا الشكل الفني من أشكال القصة القصيرة خلال العقد الثاني من القرن العشرين .ومن الأعمال الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة .

 

س10: تحدث عن مراحل تطور القصة القصيرة

1-           من الأعمال الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة وقد ظهرت سنة 1914 في مجموعته التي عنوانها " كان ما كان " وقصة " في القطار " لمحمد تيمور التي كتبها 1917 وظهرت في العام نفسه ضمن مجموعة " ما تراه العيون "

2-           وفي أثر هذا الكاتب مضى نفر آخر من الكتاب في مصر من أمثال شحاتة عبيد وعيسى عبيد وطاهر لاشين

3-           ثم أخذت تتطور على أيدي عدد من الكتاب في الأجيال اللاحقة وعلى رأسهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف الشاروني وصنع الله إبراهيم وبهاء طاهر وغيرهم .

 

â الكنيسة نورت á

التعريف بالكاتب :

Ì            إبراهيم أصلان ولد بمحافظة الغربية , ونشأ وتربى  في  القاهرة في حى إمبابة ، من أهم أعماله  "بحيره المساء"  "ورددية ليل "  أما رواياته فهى  "مالك الحزين"،  " حجرتان وصالة "  "عصافير الجنة "

Ì            حصل إبراهيم على عدد من الجوائز منها  : جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003 م .جائزة كفافيس الدولية عام 2005 م

جو النص :

Ì            النص يعرض صورة رائعة عن عراقة الوحة الوطنية بين أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين

 

النص

§ زمان , كان النهر مكشوفا للعيان . وزمان كان أهالى إمبابة يقضون سهراتهم طوال شهر رمضان على طول شاطئه الممتد , يغادرون الحوارى , وهم يحملون الحصر والأوانى ، الأولاد يلعبون , وهم يتسامرون ويشربون الشاي ، ويجمعون حوائجهم ساعة السحور ويعودون .

§ كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ ، وكانوا يساهمون في القروش القليلة التي يجمعها الأولاد من أجل تزيين الحارة ولا يفطرون إلا مع الآذان ، وكنا نتبادل ألواح الصاج التي نرص عليها الكعك والبسكويت والغريبة ، ونتبادل حملها إلى الفرن القريب ونظل حتى الصباح حيث يعود كل منا بألواحه ، ونتبادل الزيارة يوم العيد. ومن أكثر صور تلك الأيام التصاقا بذاكرتى ، وذاكرة أبناء جيلى من أهالى المنطقة انتظارنا مدفع الإفطار على شاطئ النهر. كنا نتجمع عشرات الأولاد على الحافة

§ وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة تحت كوبرى إمبابة الكبير , وداخل هذه الانحناءة كان مدفع رمضان الرابض لا يبين منه شيء لذلك لم نكن ننظر هناك بل كانت عيوننا مصوبة في ترقب عبر النهر إلى مبنى شبه مختف وراء الأشجار هناك في حى الزمالك

§ ويكون النهر طافحا  والماء مثقلا بطميه الفوار , وتكون الدنيا صيفا والبلح الأحمر طلع , وتظل عيوننا معلقة بذلك المبنى شبه المختفى , فجأة تضاء نوافذه النحيلة المتباعدة عبر الفروع والأغصان ؛ حينئذ نهلل جميعا في غناء موقع : "الكنيسة نورت ... الكنيسة نورت " , ومع ذلك النور المحمر النوافذ والغناء يطلق المدفع الرابض عند انحناءة النهر طلقة قوية لها صدى , حينئذ نميل بأجسادنا إلى هناك , ونرى دخانها الكثيف الأبيض وهو يغادر مخبأه , وبروح يسرح كثيفا على سطح الماء

§ والصديق إدوار الخراط اتصل يقول : كل سنة وأنت طيب وأنا سألته عن اسم تلك الكنيسة التي كان يمكن رؤيتها من إمبابة زمان وهو يقول إن الزمالك حيث يقيم لا يوجد بها إلا كنيسة العذراء بالمرعشلى , قلت لم أعد أراها قال إن المباني حجبتها

 

اللغويــات

Ì            مكشوفا : ظاهرا ـ مصوبة : مسددة ـ أهالى : يقصد سكان م أهل ـ طافحا : ممتلئا ـ مثقلا  : محملا ـ الحصر م حصيرة ما يجلس عليه ـ طميه : ما بحمله ماء النهرمن طين ـ الفوار : الثائر ـ يتسامرون : السمر الحديث ليلا ـ النحيلة : الرفيعة ـ حوائجهم م حاجة ـ نهلل : نصيح × نسكت ـ تجاورنا : تسكن بجوارنا ـ تزيين : تجميل ـ التصاقا : التحاما × انفصالا ـ صدى : رجع الصوت ج  أصداء ـ الرابض : المقيم ـ حجبتها : سترتها ×كشفتها ـ يبين : يظهر × يختفى

 

الشرح

Ì            عبر إبراهيم أصلان  عن عراقة  الوحدة الوطنية بين أبناء مصر فى سيمفونية عذبة و بريشة  مصور فنان استطاع  الكاتب رصد " الحالة الوطنية " التى تداخل فيها النسيج الإسلامى  المسيحى بصورة رائعة  مع قدوم شهر رمضان المبارك  حيث يهنىء المسيحيون  أشقاءهم  المسلمين بقدوم الشهر الفضيل  على طريقة إدوار الخراط مع الكاتب إبراهيم أصلان

Ì            و من خلال قدرته على التصوير رسم صورة أهالى إمبابة و شواطىء النيل الممتدة و مغادرة الحوارى و حمل الحصر والأوانى ولعب الأولاد  وساعات السمر و شرب الشاي و جمع الحوائج ساعة السحور ثم العودة إلى البيوت ثم يأتي ذكر عائلة العم منصور المسيحى بحكم الجوار فى البيت وإسهام الإخوة المسيحيين فى تزيين الحارة و المشاركة  بقروشهم فى شراء أدوات الزينة و إصرارهم  على الإفطار مع الأذان و تبادل ألواح الصاج التى يرص عليها الكعك و البسكويت و الغريبة و تبادل حملها إلى الفرن القريب ليظل الصبية مسلمين و مسيحيين معا ينتظرون حتى الصباح ليعود  كل منهم بألواحه  ثم يبدأ تبادل الزيارة يوم العيد

Ì            هذه المشاهد لا تفارق ذاكرة الكاتب  و ذاكرة أبناء جيله , خاصة لحظة  انتظار مدفع الإفطار على شاطىء النهر الخالد  بإنحناءاته تحت كوبرى إمبابة ، و داخل الإنحناءة كان مدفع رمضان لا يظهر  منه شيء  و لذا كانت أنظار الصبية تتجه  إلى النهر و المبنى شبه المختفى وراء الأشجار فى حى الزمالك  حيث تضاء  نوافذه عبر الفروع وليتهلل الجميع فى غناء جماعى موقع " الكنيسة نورة ... الكنيسة نورت " و مع نور الكنيسة ينطلق مدفع الإفطار  و ينطلق دخانه الكثيف الأبيض

Ì            و هنا يسأل صديقه إدوار الخراط عن تلك الكنيسة  فيجيبه  بأنها كنيسة العذراء  بالمرعشلى  بالزمالك

 

التذوق

1.يغادرون  .. ويعودون : طباق يوضح المعنى ويقويه

2.( يغادرون الحوارى , وهم يحملون الحصر والأوانى ) ـ (الأولاد يلعبون , وهم يتسامرون ) : سجع يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها الأذن

3.كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ : كناية عن التسامح الديني , وسر جمال الكناية الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم

4.تزيين الحارة : استعارة مكنية : صور الحارة فتاة تتزرن " تشخيص "

5.ولا يفطرون إلا مع الآذان : قصر للتوكيد والتخصيص , وهي كناية عن مراعاة مشاعر المسلمين

6.ومن أكثر صور تلك الأيام التصاقا بذاكرتى : استعارة مكنية صور الصور والذاكرة بأشياء مادية تلتصق " تجسيم "

7.وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة : استعارة مكنية صور الشاطئ بإنسان ينحني " تشخيص "

8.مدفع رمضان الرابض : استعارة مكنية صور مدفع رمضان بوحش ينتظر وقت تحركه " توضيح "

9.كانت عيوننا مصوبة في ترقب : استعارة مكنية صور العيون بأسلحة تصوب " توضيح "

10.                مبنى شبه مختف وراء الأشجار : استعارة مكنية صور المبنى بشخص يختفي بين الأشجار " تشخيص "

11.                تضاء نوافذه النحيلة : استعارة مكنية صور النوافذ بشخص رفيع نحيل الجسد " تشخيص "

12.                الفروع والأغصان : إطناب بالترادف للتوكيد

13.                ونرى دخانها الكثيف الأبيض وهو يغادر مخبأه : استعارة مكنية صور دخان طلقة المدفع إنسانا مختبئا قرر الظهور" تشخيص "

14.                لا يوجد بها إلا كنيسة : قصر للتوكيد والتخصيص

15.                لم أعد أراها  .. حجبتها : إطناب بالترادف للتوكيد

 

} التعليق {

Ì                        القصة القصيرة شكل فني يميز بإجكام البناء محدودة الشخصيات. قليلة الأحداث  ، التعبير فيها غاية الإيجاز ، فكل   عبارة لها دلالتها ، فهذ القصة مكونة من كلمتين ( الكنيسة نورت ) تحمل رسالة القاص فى إيجاز  وتوكيد وإيماء بالغ تاركة انطباعاً لدى المتلقى عن المشاركة الوجدانية  فى الاحتفال  برمضان ثم تتوالى الدلالات المعبرة عن طلبعة الشخصية المصرية والعادات والتقاليد  التى تجمع بين المصريين  جمبعا دون النظر إلى أية اعتبارات

Ì                        وتميزت القصة بمحدودية الشخصيات و الأحداث  فالمحرك الأساسى للأحداث  وهو الراوى وتظهر فى نهاية القصة شخصية صديقه

} الواجب {

" كانت عائلة  العم منصور المسيحى تجاورنا  سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء  و كانوا يساهمون فى القروس القليلة  التى يجمعها الأولاد  من أجل تزببن الحارة و لا يفطرون إلا مع الأذان "

1.هات معنى تجاورنا ، مضاد يجمعها فى جملتين من إنشائك

2.تتجلى مظاهر الوحدة الوطنية فى الفقرة  أروع تجل .. وضح ذلك

3.يتسم فن القصة القصيرة بالحركة .. وضح ذلك.

4.(لا يفطرون إلا مع الأذان ) .. ما نوع هذا الأسلوب ؟ وما دلالته ؟

5.(كانت عائلة  العم منصور المسيحى تجاورنا  سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء ) .. وضح الجمال في هذه الجملة .

â  7 ـ مدرسة المُهَاجَـــــــر á

 

 

س1:اضطر بعض أبناء الشام من العرب المسيحيين إلى الهجرة عن أوطانهم .  فما الأسباب التى دفعتهم إلى الهجرة ؟


1.الاضطهاد السياسى والقهر الاجتماعى .

2.الصراع المذهبى الدينى .

3.الصراع الطبقى والفقر .

4.التطلع إلى الحرية والكسب .



س2:ماذا كان أثر البيئة الجديدة فى حياتهم وفى أحاسيسهم ؟ ولماذا لم يذوبوا فى هذه البيئة الجديدة ؟

Ì                        بعد أن استقروا في مهجرهم الجديد بدأت البيئة الجديدة تؤثر فى حياة الشباب المهاجرين وفى أحاسيسهم ، ثم فى أدبهم ، وذلك  لاختلاف الإطارالاجتماعى والثقافى والحضارى عن وطنهم الأصلى لبنان.

Ì                        ولكنهم لم يستطيعوا أن يذوبوا في وطنهم الجديد فأصبحوا كالمعلقين في الهواء ، ولم تحقق لهم الحياة فى مهجرهم المثل العليا والطموحات التي كانوا يرنون إليها ، وعاشوا وماتوا وهم فقراء ، بعد أن كانوا يتطلعون إلى وضع اجتماعي كريم يساوي بين الإنسان أمام فرص الحياة . ولكن أجمل ما شعروا به واكتسبوه فى الوطن الجديد هو الشعور بالحرية .

 

س3:تكونت فى أمريكا جماعتان أدبيتان للرومانتيكية  فما هما ؟ وما الفرق بينهما من حيث التجديد والمحافظة ؟

1ـ الرابطة القلمية :

Ì                        وتكونت في أمريكا الشمالية سنة 1920م ، وكان رائدها " جبران خليل جبران " ومن أعضائها أمير شعرائها " إيليا أبو ماضى " ومن أهم سماتها : الميل إلى التجديد والثورة على الشعر التقليدي، وبذلك كان شعراؤها حملة مشعل التجديد فى شعر المهاجر .

2ـ العصبة الأندلسية :

Ì                        وتكونت في أمريكا الجنوبية سنة 1933م ، ومن شعرائها : رشيد خوري ، وفوزي المعلوف،  ومن سماتها : الميل  إلى المحافظة ، وعقد الصلة بين القديم والجديد في الشعر .

لاحظ  : بدأ الشعراء المهاجرون يتجهون بشعرهم للتعبير عن حياتهم الجديدة ، وكانت فرحتهم بإحساسهم بالحرية ، إلى جانب عدم اهتمامهم بالتراث العربى القديم دافعا إلى التحرر من القيود الشعرية التقليدية ، على درجات متفاوتة فيما بينهم .

 

س4:ما خصائص أدب المهجر من حيث المضمون ؟

1.تحقق في شعرهم كثير من سمات الرومانتيكية

2.اتفقوا مع مدرسة الديوان في دعوتهم  إلى التجديد ، ولكنهم اختلفوا عنهم في أنهم  لم يجعلوا شعرهم غارقا فى الذهنية ، بل جعلوه محلقا مع العاطفة ،كما كانوا أكثر تحررا وانطلاقا في معانيه وأخيلته وأوزانه .

3.الإيمان بأن الشعر يعبر عن موقف الإنسان في الحياة ، وأنه يقوم بدور إنساني : هو تهذيب النفس ، وإعلاء الحق ونشر الخير والتمسك بالقيم وجعل الحب وسيلة إلى سلام دائم يشمل النفس والوجود .

4.نزعوا في شعرهم إلى استبطان النفس الإنسانية ، وذلك بتأمل الشاعر نفسه ، ومشاركته الوجدانية لمن حوله ، يقول " إيليا أبو ماضى " في ديوانه " الجداول " :

أنا لا أذكرُ شــــــيئاً عن حياتي الماضِيَةْ

أنا لا أعِرفُ شــــــيئاً عن حياتي الآتيَةْ

لي ذاتٌ غـــــــــيرَ أني لسْتُ أدرى ماهِيَهْ

فمتى تعــــــــــــرفُ ذاتِي كُنْه ذاتِي    ؟

لستُ أدرِى !!

5.حفل شعرهم بالتأمل في حقائق الكون والحياة ، فى الخير والشر ، فى الحياة والموت ، مما أتاح لخيالهم أن يجسد لهم الأمور الوهمية ويجعلها حية تشاركهم حياتهم ، بما في ذلك تأمل الموت .يقول " ميخائيل نعيمة " في ديوانه " همس الجفون "  :

وعندما الموت يدنو


واللحد يغر فاه


أغمض جفونك تبصر


فى اللحد مهد الحياة


6.النزعة الروحية في شعرهم وذلك حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في الشرق والقيم  المادية في الغرب ، مما جعلهم يلجأون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة والتساند الجماعى . وها هو " نسيب عريضة " ينادى أخاه في الإنسانية :

وإذا شئتَ أن تسيرَ وحيدًا


وإذا ما اعترَتْك منِّي مَلالهْ


فامْضِ لكنْ ستَسْمعُ صوتي


صارخًا «يا أخِي» يؤدِّي الرسالةْ


وسيأتيك , أين كنت , صدى حبي


فتدري جمله وجلاله


 

7.الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها ،وجسدوها وجعلوها حية متحركة في صورهم. يقول " شكر الله الجر "

رتِّلى يا طيرُ ألحانكِ في هذي السفوحْ


هُوَ ذا الليلُ وقدْ أهْرَمَ يمشِي كالكَسِيحْ


هو ذا الفجر وها رياه في الوادي تفوح


يا له طفلا على أرجوحة الأفق يلوح


 

8.شعروا بحنين جارف إلى وطنهم العربى فأذابوه شعرا رقيقا يفيض بالشوق والحب والحنين ، وكلما قست الحياة عليهم ـ وكثيرا ما قست ـ زادوا من نغمات الحنين إلى بلادهم ، يقول «نعمة قازان»:

غريبٌ أراني على ضفَّة


كآني غيري على ضِفَّتي


فحتَّى السَّواقي إذا نَغَّمتْ


كأن السَّواقي بلا نَغْمةِ


فلا لا أحب سوى قريتي


ولا لا أريد سوى أمتي


 

س6:ما خصائص أدب المهجر من حيث التجديد في الفن الشعري ( الشكل ) ؟

1.المغالاة في التجديد ، فقد غالى أدباء الشمال" الرابطة القلمية " في تجديدهم ، فبعدوا في بعض شعرهم عن أصول اللغة العربية ، ويرجع ذلك إلى  :

[ أ ] -  بعدهم عن الثقافة العربية الأصيلة .

[ ب ]- اندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة .

2.الاهتمام بالنثر حيث أوشك الشماليون أن يقتصروا على النثر، وأوشك الجنوبيون أن يقتصروا على الشعر , ومن كتب جبران خليل جبران ذات الطابع الرومانتيكي : " عرائس المروج ـ الأجنحة المتكسرة ـ دمعة وابتسامة ـ الأرواح المتمردة ـ العواصف " , كما كتب ميخائيل نعيمة كتابه النقدي الغربال نثرا .

3.الميل إلى الرمز قاصدين بذلك إلى دلالات تستنبط من القصيدة نفسها،مثل قصيدة " التينة الحمقاء " لـ" إيليا أبو ماضى "

عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه


فازينت واكتست بالسندس الشجر


وظلتِ التينةُ الحمقاءُ عاريةً


كأنها وتِدٌ في الأرِض أو حَجرُ


ولم يُطِقْ صاحبُ البستانِ رُؤيتَها


فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تستعرُ


من ليس يسخو بما تسخو الحياة به


فإنه أحمق بالحرص ينتحر


4.التمسك بالوحدة الفنية بل تجاوزوها في القصيدة إلى الوحدة الشعورية في الديوان الواحد الذى يضم قصائد ذات طابع موحد ، كما يحمل اسما ذا صلة بمضمونه ، ويبدو ذلك في أسماء دواوينهم ، مثل :

(همس الجفون ) لميخائيل نعيمة ، و( الخمائل ـ الجداول ) لأيليا أبى ماضى ، وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفنى بين فكرها وموسيقاها وعاطفتها .

5.الاهتمام بالصور الشعرية حيث تتعاون الصور الجزئية ( تشبيه – استعارة – كناية – مجاز ) في تكوين صورة كلية ، وبذلك نالت الطبيعة حظا كبيرا من وصفهم .

6.التصرف في الأوزان والقوافى ، وتنوع شعرهم بين النثر الشعرى والشعر ذى الوزن والقافية الموحدين ، والأناشيد والأغانى الشعبية ، والقافية المزدوجة ، والمقطوعات المتنوعة .

7.اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير والتحليل النفسى للعواطف والمشاعر وتجسيد المواقف والمعانى وتقابل الآراء والأفكار وتصارعها .

8.الميل إلى اللغة الحية والكلمة المعبرة وسلاسة الأسلوب , ومثال ذلك مطلع قصيدة البلاد المحجوبة لجبران خليل جبران :

 

هو ذا الفجر فقومي ننصرف


عن ديار ما لنا فيها حبيب


ما عسى يرجو نبات يختلف


زهره عن كل ورد وشقيق ؟


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

â  من أنت يا نفسي / ميخائيل نعيمة á

التعريف بالشاعر

Ì            ميخائيل نعيمة (1889 - 1988) مفكر لبناني حصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسّسها أدباءٌ عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها , قاد النهضة الفكرية والثقافية . شاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية , لقّب بـ"ناسك الشخروب ( مكان )"

Ì            من أعماله مجموعته القصصية "سنتها الجديدة"، و"مسرحية الآباء والبنون" ومجموعته الشعرية الوحيدة هي "همس الجفون" وضعها بالإنكليزية، وعرّبها محمد الصابغ .

 

التجربة الشعرية

Ì            يعبر فيها الشاعر عن حيرة الإنسان أمام ظواهر الطبيعة , مع التأمل في النفس البشرية ومحاولة استخراج مكنوناتها

 

1.البحر وأسئلة متتابعة

إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ و يَثُورْ


أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ


ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ  يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ


و تُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ


رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه


هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟


 

اللغويــات

Ì            يطغى : يضطرب ويفيض ـ يثور : يهيج ـ ترقبي : لاحظي ـ يحبس : يوقف ـ هديره : صوته المرتفع ـ زفيره : المراد اضطرابه

الشرح

Ì            يبدأ الشاعر بالحديث عن البحر في قوته وثورته ثم في هدوئه واستكانته والتي تبدو في ضعفها تبكي حين تصطدم بالصخور وتنكسر عنده فيطلب من نفسه أن تناجيه وتمتزج معه وتبادله حركة بحركة ونفَسَا بنَفَس فالنفس دائما تشتاق إلى ما يشابهها ثورة واستكانة

التذوق

1.رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ و يَثُورْ : رَأَيْتِ الْبَحْرَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ و يَثُورْ : استعارة مكنية صور فيها الموج بإنسان يطغى " تشخيص " , فِيهِ : قصر للتوكيد والتخصيص , يَطْغَى ـ يَثُورْ : إطناب بالترادف للتأكيد

2.أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ : سَمعْتِ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص " , الْبَحْرَ يَبْكِي : استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان يبكي " تشخيص " , أَقْدَامِ الصُّخُورْ : استعارة مكنية صور فيها الصخور بإنسان له أقدام " تشخيص "

3.ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ  يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ : ترْقُبِي الْمَوْجَ  : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يترقب " تشخيص " , يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ : استعارة مكنية صور فيها الموج سجانا والهدير مسجونا " تشخيص "

4.تُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ : حَتَّى : حرف يفيد الغاية والهدف , يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ : استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان له زفير " تشخيص "

5.رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه ..هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟ : كناية عن الامتزاج بين البحر والنفس , مِنْك إِلَيْه : طباق يوضح المعنى ويقويه , هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟ : أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه الحيرة والتشويق , مِنَ الْأَمْوَاج : قصر للتوكيد والتخصيص

2.الامتزاج بالطبيعة

إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي  بَيْنَ طَيَّات الغَمَامْ


أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ


تَرْصُدِي البَرْقَ إلَى  أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ


و يَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ  تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ


هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟


أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ؟


اللغويــات

Ì            الرعد : صوت تصادم السحب  ـ يدوي : يرتفع صوته ـ طيات : داخل ـ الغمام : السحاب ـ يفري : يشق ـ ترصدي : لاحظي ـ تخطفي : تأخذي مسرعة ـ لظاه : لهب النار ـ يكف : يتوقف ـ انفصلت : افترقتِ  وخرجتِ ـ انحدرتِ : نزلتِ

 

الشرح

Ì            يتحدث الشاعر إلى نفسه ممتزجا بالطبيعة فيقول لنفسه : هل سمعتِ الرعد بصوته الشديد بين السحاب المتراكم , وهل شاهدتِ البرق يشق الظلام بضوئه السريع فيفرق الظلام , الطبيعة الثائرة تشبه نفسه الحائرة فكأن نفسه خرجت من البرق والرعد وكأنها جزء منهما

 

التذوق

1.إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي  بَيْنَ طَيَّات الغَمَامْ : سَمِعْتِ الرَّعْدَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص ", طَيَّات الغَمَامْ : استعارة مكنية تصور الغمام ثوبا يُطوى " تجسيم " , سَمِعْتِ ـ الرَّعْدَ : مراعاة نظير تثير الذهن

2.أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ : رَأَيْتِ البَرْقَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , رَأَيْتِ ـ البَرْقَ : مراعاة نظير تثير الذهن , البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ : استعارة مكنية صور فيها البرق بمحارب " تشخيص " , سَيْفُهُ : استعارة تصريحية صور ضوء البرق بسيف لامع " توضيح " , جَيْشَ الظَّلَامْ : استعارة مكنية صور فيها الظلام قائدا له جيش مخيف " تشخيص " , البَرْقَ ـ الظَّلَامْ : طباق يبرز المعنى ويوضحه , سَيْفُهُ ـ جَيْشَ : مراعاة نظير تثير الذهن

3.تَرْصُدِي البَرْقَ إلَى  أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يلاحظ ويراقب " تشخيص " , تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخطف " تشخيص " , منه : قصر للتوكيد والتخصيص

4.يَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ  تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ : فِيكِ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يتأثر بصدى الرعد " تشخيص " , والكاف لاستحضار الصورة , الرَّعْدُ ـ صَدَاهْ : مراعاة نظير تثير الذهن

5.هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ؟ : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , انْفَصَلْتِ ـ انْحَدَرْتِ : استعارة مكنية فيها تجسيم للنفس بشيء مادي ينفصل وينحدر " تجسيم "

 

3.علاقة النفس بالريح

إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تَذْرِي الثََّلْجَ  عَنْ رُوسِ الجبَالْ


أو سَمعْتِ الرِّيحَ تَعْوِي  فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلَالْ


تَسْكُنُ الرّيحُ و تَبْقَيْ  باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ


و أُنَادِيكِ و لَكِنْ  أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ


فِي مُحِيط لَا أَرَاهْ


هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ ؟


 

اللغويــات

Ì            الريح : الهواء المتحرك ـ تذري : تُطير ـ تعوي : صوت الذئب ـ الدجى : الظلام ـ التلال : المرتفعات ـ تسكن : تهدأ ـ اشتياق : تعلق ـ صاغية : مستمعة بإنصات ـ قاصية : بعيدة

الشرح

Ì            تتفاعل نفس الشاعر مع الريح العنيفة التي تبعثر الثلج من قمم الجبال بقوتها واندفاعها أو مع الريح التي تعوي حيث تحاصرها الجبال من كل جانب وقد تهدأ الريح فلا يكاد يسمع لها صوت مثل نفسه ثائرة وساكنة فلا تجيبه مهما حاول فهمها والاتصال بها لتوضيح مكنوناتها

التذوق

1.إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تَذْرِي الثََّلْجَ  عَنْ رُوسِ الجبَالْ : رَأَيْتِ الرِّيحَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , رُوسِ الجبَالْ : استعارة مكنية صور فيها الجبال بإنسان له رأس " تشخيص "

2.أو سَمعْتِ الرِّيحَ تَعْوِي  فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلَالْ : سَمعْتِ الرِّيحَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص " , الرِّيحَ تَعْوِي : استعارة مكنية صور فيها الريح بذئب يعوي " تجسيم "

3.تَسْكُنُ الرّيحُ و تَبْقَيْ  باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ : تَبْقَيْ  باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ : استعارة مكنية صور فيها الريح بإنسان يصغي " تشخيص " , باشْتِيَاقٍ : قصر للتوكيد والتخصيص

4.أُنَادِيكِ و لَكِنْ  أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ : أُنَادِيكِ : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يناديها الشاعر " تشخيص " , والكاف لاستحضار الصورة , لكن : حرف للاستدراك ومنع الفهم الخاطئ , ويوحي بالمفاجأة , أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تبتعد عن الشاعر ولا تتجاوب معه " تشخيص " , عَنِّي :  قصر للتوكيد والتخصيص

5.فِي مُحِيط لَا أَرَاهْ ..هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ ؟ : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , وُلِدْتِ : استعارة مكنية صور فيها الريح بالأم والنفس بالمولود " تشخيص "

4.علاقة النفس بالفجر

إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي  خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ


و يُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ المُوَلِّي بالرُّسُومْ


يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالًا  صَاعداً مِنْك إلَيْهْ


و تَخِرِّي كَنَبِيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ


بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ


هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟


اللغويــات

Ì            خلسة : متسللا ـ يوشي : يزين ـ جبة : ثوب ج جُبب وجِباب ـ المولي : الهارب ـ بالرسوم : الزخارف ـ ابتهالا : دعاء ـ تخري : تسقطي ـ خشوع : خضوع ـ جاثية : جالسة راكعة في تذلل ـ انبثقت : خرجت

الشرح

Ì            نفس الشاعر تذهب لمراقبة الفجر لتعرف حقيقة نفسها , تذهب لتراقب الفجر بضيائه الذي يبدد ظلام الليل في ساعة الخشوع والتذلل والدعاء لله حيث تبدو النفس في هذا الوقت كالنبي العابد الذي يحاول الخلاص من جحيم الدنيا وماديتها الزائلة إلى الروحانية

التذوق

1.إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي  خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ : رَأَيْتِ الفَجْرَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , الفَجْرَ يَمْشِي  خِلْسَةً : استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يمشي خلسة " تشخيص " , خلسة : توحي بالخداع

2.يُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ المُوَلِّي بالرُّسُومْ : يُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ : استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يوشي ويزين " تشخيص " , جُبّةَ اللَّيْلِ :  استعارة مكنية صور فيها الليل بإنسان يرتدي جبة " تشخيص "

3.يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالًا  صَاعداً مِنْك إلَيْهْ : استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يسمع " تشخيص " , صَاعداً مِنْك إلَيْهْ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يبتهل ويدعو " تشخيص " , منك .. إليه : طباق يبرز المعنى ويوضحه

4.تَخِرِّي كَنَبِيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ : تشبيه للنفس بالنبي " تشخيص " , نبي : نكرة للتعظيم , نبي .. الوحي : مراعاة نظير لإثارة الذهن

5.بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ .. هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟ : بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخضع " تشخيص " , هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟ : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ : استعارة مكنية صور فيها النفس بشيء مادي يخرج " تشخيص "

5.علاقة النفس بالشمس

إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي  حُضْنِ المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ


تَرْمُقُ الأَرْضَ و مَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ


تَهْجَعُ الشَّمْسُ و قَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ


و تَنَامُ الأَرْضُ لَكِنْ  أَنْتِ يَقْظَى تَرْقُبِينْ


مَضْجِعَ الشَّمْسِ البَعيدْ


هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟


اللغويــات

Ì            حضن : المراد منعكسة ـ الزاخرة : الكثيرة ـ ترمق : تنظر ـ ساحرة : جذابة ـ تهجع : تنام ـ يشتهي : يتمنى

الشرح

Ì            حين تلاحظ النفس الشمس وهي منعكسة على المياة تسحر الكون بجمال اللوحة التي تصنعها ثم تغيب رويدا رويدا إلى أن تختفي كمن يذهب للنوم هانئا فتتخيل النفس نفسها كالشمس لكن هيهات فالنفس قلقة لا تهدأ ولا تنام مع أنها كانت تتمنى أن تكون مثل الشمس

التذوق

1.إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي  حُضْنِ المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ : رَأَيْتِ الشَّمْسَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة ترى " تشخيص " , الشَّمْسَ فِي  حُضْنِ المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ : استعارة مكنية صور فيها الشمس والمياه بشخصين يحتضنان " تشخيص "

2.تَرْمُقُ الأَرْضَ و مَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ : استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينظر للكون بعينين ساحرتين " تشخيص "

3.تَهْجَعُ الشَّمْسُ و قَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ : تَهْجَعُ الشَّمْسُ : استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص " , قَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ : استعارة مكنية صور فيها القلب بإنسان يتمنى والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة " تشخيص

4.تَنَامُ الأَرْضُ لَكِنْ  أَنْتِ يَقْظَى تَرْقُبِينْ : استعارة مكنية صور فيها الأرض بإنسان ينام والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة " تشخيص " , لكن : حرف استدراك لمنع الفهم الخاطئ , تنام .. يقظى : طباق يبرز المعنى ويوضحه

5.مَضْجِعَ الشَّمْسِ البَعيدْ .. هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟ : مَضْجِعَ الشَّمْسِ : استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص " , هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟ : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يهبط " تشخيص "

6.علاقة النفس بالبلبل الصداح

إنْ سَمعْتِ البُلْبُلَ  الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ


يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا  فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ


تَلْتَظِِي حُزْنًا و شَوْقًا  و الهَوَى عَنْكِ بَعيدْ


فَاخْبِرينِي هَلْ غِِنَا  البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ


ذِكْرَ مَاضيك إلَيْك


هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت؟


اللغويــات

Ì            الصداح : المغنى ـ يسكب : يصب ـ العاشقين : المحبين ـ تلتظي : تحرق ـ غنا : غناء ـ ذكر : تذكر

الشرح

Ì            يطلب الشاعر من نفسه أن تستمع إلى صوت البلبل الصداح الذي يبدع الألحان التي تطرب قلوب العشاق وتحرك المشاعر فتتمنى النفس أن يعيد البلبل غناءه العذب وألحانه الشجية يذكرها بالماضي الذي عاشته

التذوق

1.إنْ سَمعْتِ البُلْبُلَ  الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ : سَمعْتِ البُلْبُلَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تسمع " تشخيص " , البُلْبُلَ  الصَّدَاحَ : استعارة مكنية صور فيها البلبل بإنسان يغني " تشخيص " , الصداح : توحي بالدوام وكثرة الغناء وعدم انقطاعه

2.يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا  فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ : يَسْكُبُ الأَلْحَانَ : استعارة مكنية صور فيها الألحان بماء يصب " تجسيم " , يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا : تشبيه للألحان بالنار " تجسيم " , فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ : استعارة مكنية صور قلوب العاشقين مكانا تسكب فيه الألحان " تجسيم "

3.تَلْتَظِِي حُزْنًا و شَوْقًا  و الهَوَى عَنْكِ بَعيدْ : تَلْتَظِِي حُزْنًا و شَوْقًا  : استعارة مكنية صور فيها الحزن والشوق بنار " تجسيم " , الهَوَى عَنْكِ بَعيدْ : استعارة مكنية صور فيها الهوى بشيء مادي يبتعد عن نفس الشاعر " تجسيم " , عنك : قصر للتوكيد والتخصيص , والكاف لاستحضار الصورة ,

4.فَاخْبِرينِي هَلْ غِِنَا  البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ : فَاخْبِرينِي : أسلوب إنشائي أمر للتمني , والفاء للترتيب والتعقيب والسرعة , هَلْ غِِنَا  البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , البلبل .. الليل : جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية تطرب لها الأذن

5.يُعيدْ ذِكْرَ مَاضيك إلَيْك..هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت؟ : يُعيدْ ذِكْرَ مَاضيك : استعارة مكنية صور فيها ذكر الماضي شيئا مختفيا يمكن استعادته  " تجسيم " , مَاضيك : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة لها ماضي " تشخيص " , هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت : أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق , مِنَ الأَلْحَانِ : قصر للتوكيد والتخصيص , أنْت : استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يخاطبه " تشخيص "

7.الحقيقة

إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ  فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ


وقَّعَتْكِ يَدُ  خلَّاقٍ  بديعٍ لَا أَرَاهْ !


أَنْت ريحٌ ، و نَسيمٌ ،  أَنْتِ مَوْجٌ، أَنْتِ بَحْرٌ


أَنْت بَرْقٌ ، أَنْت رَعْدٌ، أَنْت لَيْلٌ ، أَنْت فَجْرٌ،


أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ !


اللغويــات

Ì            إيه : زيديني ـ رن : أحدث صوتا ـ وقعتك : اوجدتك ـ خلاق : خالق ـ فيض : معناها كثير غزير والمراد نعمة

الشرح

Ì            تظهر أمام الشاعر حقيقة نفسه فهي تبوح بسرها في النهاية , هي نتاج إبداع الخالق سبحانه هي كالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر هي مزيج من كل هذا الإبداع

التذوق

1.إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ  فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ : إيهِ نَفْسِي! : أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمني , نفسي : أسلوب إنشائي نوعه نداء وحذفت الأداة للقرب والحب , أَنْتِ لَحْنٌ : تشبيه للنفس باللحن , قَدْ رَنَّ صَدَاهْ : أسلوب مؤكد بقد , رَنَّ ..صَدَاهْ : مراعاة نظير تثير الذهن

2.وقَّعَتْكِ يَدُ  خلَّاقٍ  بديعٍ لَا أَرَاهْ ! : لَا أَرَاهْ ! : توحي بالاضطراب العقائدي عند شعراء المهجر

3.أَنْت ريحٌ ، و نَسيمٌ ،  أَنْتِ مَوْجٌ، أَنْتِ بَحْرٌ , أَنْت بَرْقٌ ، أَنْت رَعْدٌ، أَنْت لَيْلٌ ، أَنْت فَجْرٌ، أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ ! : تشبيهات بليغة للنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر , أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ ! : إجمال بعد تفصيل

} التعليق {

نوع التجربة : ذاتية تحولت لعامة

العاطفة : الحيرة والقلق

اللون الأدبي : الأدب الإنساني الوجداني

غرض النص :الدعوة للتأمل في النفس البشرية

السمات أسلوب الشاعر:

1.السهولة والاعتماد على اللغة الواضحة

2.الاهتمام بالفكرة مع وضوح العبارة

3.الاعتماد على الحوار

4.استعمال الرمز

5.الإغراق في العاطفة وشيوع النزعة الإنسانية

ملامح شخصية الشاعر:

1.يميل للتأمل لكي يصل لحقيقة النفس

2.عاشق للطبيعة

3.ذو مشاعر صادقة

4.البعد عن التعصب المذهبي

 

} الواجب {

إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ و يَثُورْ


أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ


ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ  يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ


و تُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ


رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه


هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟


1.هات مرادف يطغى ومضاد هديره ومفرد أقدام وجمع زفيره

2.حدد الفرق فى المعنى  بين دلالة الفعل  " يثور " فى العبارتين التاليتين :

(يثور موج البحر ـ يثور لكرامته الحر )

3.الغرض من النص ( الفخر بالأمجاد – الحكمة – عتاب الأحباب- الدعوة إلى التأمل فى النفس و الكون ) – اختر الصحيح معللا

4.يمثل المقطع السابق الاتجاه للطبيعة .. وضح ذلك

5.استخدم الشاعر أسلوب الشرط في البناء الهندسي للقصيدة , حدد عناصره , معللا سبب استخدامه

6.هات من المقطع السابق صورة خيالية , واذكر نوعها وأثرها.

7.الموسيقى صوت العاطفة .. وضح ذلك

 

 

 

 

 

 

 

â  8- المدرسة الواقعية والشعر الجديد á

 

س1: ما السمات الفنية للقصيدة الواقعية من حيث  [ المضمون والموضوع ] ؟

1.اتجهوا إلى الحياة العامة حولهم  يصورون هموم الناس ومشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم ، كقول محمد إبراهيم أبو سنة في قصيدة   ( أسئلة الأشجار ) :

سأَلَتْني في الليلِ الأشجارْ

أن نُلْقِيَ أنفُسَنا في التيَّارْ

أن نتجه إلى النهر القادم

من أعماق اليأس إلى أقصى المجهول

نحمله في ذاكرة محكمة الإغلاق

ثم نفر إلى الغول

2.أصبح الشعر عندهم تعبيرا عن الواقع بوجوهه المختلفة من صدق وزيف وتقدم وتخلف وفرح ويأس ، ومن صراع بين الحرية والعبودية والعدل والظلم وغير ذلك من متناقضات الحياة ، كقول صلاح عبد الصبور :

جاءَ الزمنُ الوغد .

صَدِئَ الغمد .

وتشَقَّقَ جلدُ المقبضِ ثمَّ تخَدَّد...  (تمزق)

سقطت جوهرتي بين حذاء الجندي الأبيض

3.شاع في شعرهم الحديث عن النهاية والموت ، يقول " بدر شاكر السياب " في قصيدة (ليلة وداع ـ إلى زوجتى الوفية) :

أوصدى الباب فدنيا لست فيها

ليس تستأهل من عينى نظرة

سوف تمضين وأبقى ... أى حسرة ؟

4.لم تقتصر التجربة الشعرية على العاطفة والشعور والخيال فحسب ، فجمعت إلى ذلك أمورا متعددة ، ومنها : موقف الإنسان من الكون ، ومن التاريخ ، ومن الأساطير ، ومن إحياء التراث ، يقول صلاح عبد الصبور :

قد آن للشعاع أن يغيب

قد آن للغريب أن يؤوب

مستوحيا  قول عبيد بن الأبرص :

و كل ذى غيبة يؤوب


و غائب الموت لا يؤوب


س2 : ما السمات الفنية للقصيدة الواقعية من حيث الشكل والبناء ؟

1.استخدام اللغة الحية التي نسمعها في كلام الناس . وقد ظهر ذلك في اختيار عناوين دواوينهم ، مثل ديوان " الناس في بلادي " لصلاح عبد الصبور ، واستخدام بعض الكلمات العامية ، مثل " كان يا ما كان " و" أنام على حجر أمى " و"شربت شايا فى الطريق " وذلك لأنهم يحاولون أن يخففوا من سيطرة اللغة  الكلاسيكية والمعجمية والجماليات الشكلية ، حيث إن الأسلوب عندهم وسيلة لا غاية .

2.الاهتمام بالصور وتوظيف الرمز والأسطورة حتى وإن أسلمهم إلى شيء من الغموض

3.جعلوا من القصيدة وحدة موضوعية تتضافر فيها الأفكار والمعاني والعواطف والصور والموسيقى فى بناء نام متطور ، يستدعى من القارئ يقظة وتنبها لمتابعته واستيعابه ؛ نظرا للبناء الهندسى الشعرى الذى أقامه الشعر ، وقد قسموا هذا البناء إلى فقرات ، كل فقرة منها تمثل دفقة شعورية .

4.وأهم أساس من أسس هذه المدرسة هو ما يتصل بموسيقى الشعر ؛ فالبيت التقليدى يقوم على أساس موسيقى هو نظام تساوى شطرى البيت ، وتبعا لذلك تتساوى أشطر القصيدة كلها ، أما الشعر الجديد فالتكوين الموسيقى للقصيدة فيه معتمد على وحدة موسيقية تتكرر هى التفعيلة ، دون ارتباط بكم محدد لعددها في كل بيت ، ودون أن يكون هناك شطران للبيت ، بل قد يتكون البيت الشعرى من تفعيلة واحدة أو أكثر ، ولهذا سمى السطر الشعرى وليس البيت الشعرى .

â النسور  / لمحمد إبراهيم أبو سنةá

التعريف بالشاعر :

Ì                        محمد إبراهيم أبو سنة شاعر من شعراء الجيل الثاني لمدرسة الواقعية في الشعر الجديد ولد سنة 1937 م في إحدى قرى الجيزة ، وحفظ القرآن الكريم ، تخرج في كلية اللغة العربية ، وله عدة دواوين منها : البحر موعدنا - وأجراس المساء - ومرايا النهار - وشجر الكلام .

التجربة الشعرية :

الناس في مسلكهم في الحياة - كما يراهم الشاعر- نوعان :

1 - متمسكون بمبادئهم و يسعون إلى تحقيق أهدافهم ويتحملون الصعاب من أجل الوصول إلى طموحاتهم ، وقد رمز الشاعر إلى هؤلاء بـ (النسور)التي هي رمز للكبرياء و القوة والطموح .

2 -  كسالى خاملون مستسلمون لليأس والجبن و لحياة الماديات الزائلة ، وقد رمز الشاعر إلى هؤلاء بـ (الأرانب)التي من طبيعتها الخوف والفزع والقفز والهرب وحب الأكل وإشباع المعدة.

نوع التجربة :

· عامة ؛ لأنها دعوة صادقة لكل إنسان أن يترك حياة الخاملين و يسعي إلى الطموح حتى ينهض بحياته و حياة أمته

س : لماذا جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؟

جـ : جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؛ ليعقد أكثر من مقارنة توضح الفرق الهائل بين جانب العظمة والقوة والسمو والكفاح متمثلا في "النسور" وجانب الضعف والجبن والبهيمية متمثلا في "الأرانب" .

" طموح و كبرياء "

1 - النسورُ الطليقَةُ هائِمَة


2 - في الفضاءِ الرَّمادِي


3 - تَرْصُدُ مَوْقِعَها


4 - في أعالي الجبال


5 - إنها تتَذَكَّرُ شكلَ السهول


6 - بخُضْرَتِها


7 - بتَدَفُّقِ غُدرانِها


8 - والأرانبُ تقفز


9 - في العُشْبِ مثلَ اللآل


10 - تتذكَّرُ والجوعُ يحرقُ أحشاءَها


11 - فتُسَدِّدُ نظرَتَها للمُحالِ


12 - تتَعالَى تُحَلِّقُ مثلَ الشموسِ التي


13 - أفلَتَتْ من مَداراتِها


14 - يصبحُ الأفقُ مِلْكًا لها


15 - والنجومُ مناراتِها


16 - والخلودُ احتِمالْ


17 - عندَها تأخُذُ الكبرياءُ


18 - التي قتَلَتْ جوعَها


19 - تتَمَدَّدُ … تنسَى


20 - ترابَ السهولِ


21 - اخْضِرارَ الحقول


22 - انْبِساطَ الرِّمالْ


اللغويــات :

Ì                        الطليقة: الحرة × الحبيسة ، المقيدة - هائمة : حائرة والمراد ذاهبة - الفضاء : ج أفضية- ترصد : تراقب - السهول : م سهل وهي الأرض الممتدة المستوية - غُدْرانها : م غدير ، وهو النهر الصغير - العشب : النبات الرطب ج أعشاب - اللآل : الدر م اللؤلؤ - يحرق أحشاءها : أي يؤلمها - الأحشاء : م حَشاً ، ويشمل كل ما في البطن - تسدد : توجه - المحال : المستحيل والمراد :الأمل البعيد × الممكن - تتعالى : ترتفع - الأفق : أي الفضاء ج آفاق - منارات : م منارة وهي ما تهتدي به السفن - الخلود : الدوام - احتمال : ممكن - الكبرياء : عزة النفس - تتمدد : تزداد طولاً - انبساط : انتشار

الشرح :

السطور من (1 - 9) :

§ يعبر الشاعر في هذا المقطع عن حياة الأحرار الطموحين المتطلعين للمثل العليا ولتحقيق آمالهم في الحياة فهم كالنسور الطليقة التي تعشق الحرية ، وتعلو في الفضاء ، وتراقب مواقعها التي انطلقت منها في أعالي الجبال ، وتتذكر ما حول الجبال من سهول خضراء ومياه جارية ؛ حيث يعيش الضعفاء الخاملون قانعين بكسرة الخبز وشربة الماء في حياة الدعة(الراحة) والخمول كأنهم الأرانب تقفز بين الأعشاب الطرية .

السطور من(10 - 22) :

§ هذه النسور(أهل الطموح) تتذكر حياة الخاملين البائسة ، فلا تعبأ (تهتم) بالجوع الذي يؤلمها ويمزق أحشاءها ، فتصر على التطلع إلي الأمل البعيد الصعب المنال ، كأنه المستحيل ، وتظل في طموحها وارتفاعها كأنها الشمس التي تحررت من حدود مداراتها ، فأصبح الفضاء ملكا لها ، فهذه النسور تستنير بالنجوم ، باحثة عن الأبدية والخلود في كبرياء ينسيها جوعها المؤلم ، وينسيها كل ما قد يربطها بحياة الضعفاء حياة الدعة (الراحة) التي يعيشونها كالأرانب التي تعيش في تراب السهول وخضرة الحقول و الرمال الممتدة تاركة الطموح .

التذوق :

Ì                        [النسور] : استعارة تصريحية ، فقد شبه أصحاب الطموح بالنسور في الانطلاق نحو الهدف وتوحي بالقوة والكبرياء

Ì                        و (النسور) جاء جمعاً ؛ للدلالة على كثرة الأحرار أصحاب المثل العليا و المبادئ .

Ì                        [النسور هائمة] : استعارة مكنية ، حيث صور النسور بإنسان يهيم ، وسر جمالها التشخيص .

Ì                        نقد : [هائمة] : غير ملائمة للجو النفسي؛ لدلالتها على السير بدون هدف ، والنسور بالتأكيد لها هدف واضح ومحدد .

Ì                        [هائمة في الفضاء الرمادي] : كناية عن الحيرة والقلق وعدم الرؤية الدقيقة .

Ì                        [النسور ترصد موقعها - أنها تتذكر] : استعارة مكنية ، حيث صور النسور بأشخاص ترصد وسر جمالها التشخيص وتوحي بالترقب والحذر . والخيال هنا ممتد ، جاء بصفات النسور وذلك يسمى ترشيحًا للصورة يقوى ما سبق .

Ì                        [غدرانها]: مجاز مرسل عن الماء علاقته : المحلية ، فالماء هو الذي يتدفق وليس الغدران

Ì                        [الأرانب ] : استعارة  تصريحية ، فقد شبه الماديين الخاملين بالأرانب في الضعف والجبن والهروب والرغبة في إشباع الغريزة ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها

Ì                        [ الأرانب مثل اللآل] : تشبيه للأرانب المتناثرة بين العشب باللآلئ البيضاء المتناثرة ويؤخذ عليه أن هذا التشابه شكلي وليس له أثر فني ، بل يناقض الموقف إذ أن اللآلئ لها قيمة لا توجد في الأرانب كما تناقض الجو النفسي فالأرانب هنا تمثل نوعا من الناس مكروها لدى الجميع بينما اللآلئ محبوبة .

Ì                        [النسور تسدد نظرتها للمحال ] : استعارتان مكنيتان: الأولى تصور النظرة سهاما توجه وتصوب وفيها تجسيم ، وتوحي بصحة الرأي والثانية تصور المحال شيئا مجسما يوجه إليه النظر ، وسر جمالها التجسيم

Ì                        [النسور تحلق مثل الشموس التي أفلتت من مداراتها ] : تشبيه للنسور في تحليقها بالشموس المضيئة التي تحررت من قيود مداراتها فلم تعد تدور في حدود ضيقة مرسومة لها ، وسر جمالها التوضيح وتوحي بالسمو.

Ì                        [الشموس التي أفلتت] : استعارة مكنية ، حيث صور الشمس بإنسان يتحرر وتوحي بالحرية والانطلاق وسر جمالها التشخيص

Ì                        [يصبح الأفق ملكا لها - والنجوم مناراتها ]: تجريد؛ لأنه أتبع الصورة ببعض صفات المشبه(النسور)

Ì                        [النجوم مناراتها] : تشبيه للنجوم بالمنارات في الاهتداء بها وسر جماله التوضيح .

Ì                        [الكبرياء التي قتلت جوعها ] : استعارتان مكنيتان: في الأولى شبه الكبرياء بإنسان أو آلة تقتل ، وفي الثانية: شبه الجوع بإنسان يُقتل .

Ì                        [الكبرياء تتمدد ] : استعارة مكنية ، فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا يتمدد .

Ì                        [تنسى ] : استعارة مكنية ، فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا ينسى.

من المحسنات البديعية :

Ì                        (المقابلة) : بين الاتجاهين في حياتنا المعاصرة (حياة الطموح والحرية والإباء) في جانب النسور و (الضعف والخمول والجبن) في جانب الأرانب .

Ì                        [أعالي الجبال - السهول] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .

Ì                        [مداراتها- مناراتها] : محسن بديعي / جناس ناقص .

Ì                        [الشموس - مداراتها- النجوم] : مراعاة نظير تثير الذهن .

* في هذا المقطع رسم الشاعر في المقطع السابق صورة كلية ولوحة فنية أبدعها بفكرة ولونها بعاطفته حيث صور الطامحين إلى المجد في صور نسور تعلو وتحلق حتى تصل إلى أهدافها وأمانيها وصورة الخاملين الجبناء المستسلمين في صورة أرانب تعيش في السهول .

- عناصر الصورة(أجزاؤها) :

(النسور - الأرانب - الجبال - النجوم - الشمس - العشب - الماء - الحقول - الرمال) .

خطوط الصورة :

Ì                        صوت : ويسمع في خرير الماء - وقع أقدام الأرانب وهي تقفز .

Ì                        لون : ويرى في الفضاء الرمادي - خضرة العشب - بياض الأرانب - ضوء الشموس والنجوم - صفرة الرمال .

Ì                        حركة : وتحس في انطلاق النسور- تدفق الغدران - قفز الأرانب) .

* الأساليب : كلها خبرية تقريرية لإظهار الإعجاب بالنسور ، وتحقير الأرانب .

" خوف و استسلام"

23 - في المضيقِ العميقِ الأرانبُ


24 - قابعةٌ في انتظارِ المصيرِ المدَجَّجِ بالموتِ


25 - تأكلُ أعشابَها بالفِرارِ


26 - إلى الجُحْرِ


27 - ترجُفُ بالخَوْفِ بينَ الظلالْ


اللغويــات :

Ì          المضيق : المكان الضيق ج مضايق - العميق : المنخفض - قابعة : أي مقيمة في ذل ج قوابع - المصير : النهاية ج المصائر - المدجج : المغطَّى والمراد في انتظار الموت - ترجف بالخوف : ترتعد × تطمئن ، تأمن

الشرح :

Ì            ينظر الشاعر بعين المتأمل الفاحصة فيلتقط مشهدا آخر غير مشهد الطموح و الكفاح (النسور المحلقة في الفضاء ) ، ألا وهو مشهد الجبناء الضعفاء الأذلاء القابعين في مكان ضيق منخفض ، ينتظرون نهايتهم المكتوبة عليهم ، يعيشون كالأرانب التي تأكل الأعشاب المحيطة بجحرها ، وتبادر بالفرار إلى الجحر لتختفي في ظلاله وهي ترتعد من الخوف

التذوق :

Ì                        [في المضيق العميق الأرانب قابعة] : أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد .

Ì                        [الأرانب ] : استعارة تصريحية  ، فيها توضيح للفكرة برسم صورة لها حيث شبه الجبناء بالأرانب

Ì                        [في انتظار المصير ] : استعارة مكنية ، تصور المصير إنساناً يُنتظر .

Ì                        [المصير المدجج بالموت ] : استعارتان مكنيتان حيث صور المصير بإنسان مغطى بالسلاح وسر جمالها التشخيص . وفي الثانية تخيل الموت سلاحاً يغطى هذا المصير .

Ì                        [تأكل أعشابها بالفرار] : استعارة مكنية ، حيث صور الفرار الذي يطيل أجلها بأداة تأكل به أعشابها وسر جمالها التجسيم

" تمسّك بالطموح و إصرار عليه "

28 - النسورُ الطليقةُ في الأفقِ


29 - تعرفُ مصرَعَها


30 - والعيونَ التي تتَرَصَّدُها


31 - والنِّصالَ التي تتعاقَبُ


32 - خلفَ النِّصالْ


اللغويــات :

Ì            مصرعها : نهايتها ج مصارع - تترصدها : تترقبها - النصال : م نَصْل وهو سن السكين أو الرمح ، أوالسيف - تتعاقب : تتوالى وتتابع × تتوقف ، تنقطع .

الشرح :

Ì                        يعود الشاعر إلى تمجيد الأحرار والإعجاب بشجاعتهم ؛ فهم يحلقون أحرارا في الأفق الفسيح بأفكارهم وآرائهم الجريئة ، ولكنهم على علم بالنهاية الشريفة للأحرار ، وعلى وعي بما يدبر لهم ، وبالعيون التي تترقبهم والمكايد التي تتوالى عليهم الواحدة تلو الأخرى ، وهم صامدون لا يخافون من مهاجمة الحاقدين .

التذوق :

Ì                        [النسور ] : استعارة تصريحية  ، حيث صور الأحرار الطامحين إلى المجد بالنسور .

Ì                        [تعرف مصرعها ] : استعارة مكنية ، حيث صور النسور بأشخاص تعرف من يترصدها (يترقبها) بالموت .

Ì                        [العيون ] : مجاز مرسل عن "الرقباء" علاقته الجزئية ، وسر جمال المجاز المرسل: الإيجاز والمبالغة المقبولة والدقة في اختيار العلاقة .

Ì                        [النصال ] : استعارة تصريحية  ، فقد شبه المكايد التي تدبر لهم بالنصال التي يطعن بها في القتال وسر جمالها التجسيم

Ì                        [النصال التي تتعاقب خلف النصال ] : كناية عن كثرة الحاقدين والمهاجمين ،

والشاعر متأثر في ذلك بقول المتنبي:

وكنت إذا أصابتني سهام


تكسرت النصال على النصال


Ì                        ولكن بيت المتنبي أجمل ؛ لأنه جعل النصال تنهال بكثرة على جسمه فلم يعد فيه مكان خال بدون نصل ، أما هنا فالنصال تتعاقب خلف بعضها فالصورة هنا أضعف

 

" إصرار على الوصول إلى الكمال "

33 - النُّسورُ الطليقةُ في الأفقِ


34 - تَرْفَعُ هاماتِهاَ وتحلِّقُ


35 - تَعْلُو وتخْفقُ بالزَّهو


36 - لا تتذكَّرُ خُضْرَ السُّهولِ


37 - بخْيراتِها.. تتعقَّبُ


38 - وَرْدَ الذُّرا


39 - في الفضاءِ السحيقِ


40 - وحُلْمَ الكمَالْ


اللغويــات :

Ì            هاماتها : رءوسها م هامة - تحلق : ترتفع - تخفق : تتحرك- الزهو : الفخر - تتعقب : تتتبع - الذُّرا : م ذروة وهي أعلى الشيء - السحيق : البعيد × القريب - حُلْمَ الكمَالْ : الأمل العظيم .

الشرح :

Ì            النسور التي يرمز بها الشاعر إلى الطامحين -  تنطلق في الأفق الممتد أمامها معتزة بنفسها - بين ارتفاع وانخفاض ، يملؤها الزهو والفخر ، لا تعبأ(لا تهتم) باخضرار السهول وخيراتها -  التي ترمز إلى حياة الدعة والسكون والخمول -  وهذه النسور تمضى إلى القمة في الفضاء البعيد سعيا إلى تحقيق حلم الكمال الذي يرمز إلى كل الأمنيات الصعاب.

التذوق :

Ì                        [ترفع هاماتها ] : استعارة مكنية ، تصور النسور أشخاصا يرفعون رءوسهم اعتزازا وتوحي بالعظمة و الكبرياء .

Ì                        [تخفق بالزهو ] : استعارة مكنية ، تصور الزهو بالقوة الدافعة التي تحرك وتوجه إلى العلا  ، وسر جمالها التجسيم

Ì                        [لا تتذكر] : استعارة مكنية ، صور النسور بأشخاص .

Ì                        [تتعقب ] : استعارة مكنية ، صور النسور بأشخاص .

Ì                        [ورد ] : استعارة تصريحية  ، حيث شبه الآمال السامية بورد القمم العالية .

Ì                        [تتعقب حلم الكمال] : استعارة مكنية ، حيث صور حلم الكمال شيئاً مادياً ثميناً .

â التعليقá

اللون الأدبي : يعتبر هذا النص من الأدب الاجتماعي ؛ لأنه يدعو إلى الطموح والإصرار على الوصول إلى الآمال العظيمة وينفر من حياة الذل والضعف والاستسلام .

 

الوحدة العضوية : لقد تحققت في القصيدة الوحدة العضوية بعناصرها وهي :

1 - وحدة الموضوع : لأن الشاعر يتحدث في القصيدة عن موضوع واحد هو الدعوة إلى الطموح والإصرار والتنفير من الخمول والضعف والجبن .

2 - وحدة الجو النفسي : تسيطر على الشاعر عاطفة الإعجاب والاعتزاز والحث مع قليل من السخرية والتنفير .

3 - ترتيب الأفكار : رتب الشاعر أفكاره وبنى قصيدته بناء فكرياً تصاعدياً ولذلك فكل مقطع يعتبر نتيجة لما قبله

 

الألفاظ :  سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة لكنها تميل إلى الرمز ، والعبارات متدفقة وتقل فيها المحسنات.

الصور :  تجمع بين التصوير الكلى وخطوطه الصوت واللون والحركة - والجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز.

الموسيقا :  ظاهرة في التفعيلة لكنها تتكرر بغير نظام مع التحرر من القافية ؛ لأن النص من مدرسة الشعر الجديد.

 

ملامح التجديد في النص :


1 - وضع عنوان للنص .

2 - الموضوع الجديد المختار من حياة الإنسان المعاصر .

3 - الاعتماد على التفعيلة والسطر الشعري دون التزام بعدد معين من التفعيلات في السطر الواحد.

4 - عدم الالتزام بقافية موحدة ، وإن كان هناك بعضها قد تكرر في عدد من السطور بدون نظام مثل: "هاماتها- خيراتها".

5 - استخدام الرمز الواضح.

6 - تقسيم النص إلى مقاطع.

7 - رسم الصور الكلية - والاعتماد على الوحدة العضوية.


س : تمثل القصيدة منهج شعر التفعيلة أو الشعر الجديد في البناء الشعري. ماذا يقصد بشعر التفعيلة؟ وما الفرق بينه وبين الشعر التقليدي؟

جـ : شعر التفعيلة يعتمد على اتخاذ (التفعيلة) وحدة القصيدة بدون التزام بعدد معين منها- أما الشعر التقليدي فيكرر التفعيلة بعدد متساو في كل شطر وفي كل بيت فيتكون البحر- كما أن القافية في الشعر التقليدي تضبط الإيقاع وتزيد التأثير الموسيقى- وشعراء المدرسة الجديدة يكثرون من الرمز- والتعبير عن الحياة الواقعية- وتقسيم النص إلى مقاطع- ورسم الصور الكلية والوحدة العضوية.

} الواجب {

1 - النسورُ الطليقَةُ هائِمَة


2 - في الفضاءِ الرَّمادِي


3 - تَرْصُدُ مَوْقِعَها


4 - في أعالي الجبال


5 - إنها تتَذَكَّرُ شكلَ السهول


6 - بخُضْرَتِها


7 - بتَدَفُّقِ غُدرانِها


8 - والأرانبُ تقفز


9 - في العُشْبِ مثلَ اللآل


10 - تتذكَّرُ والجوعُ يحرقُ أحشاءَها


11 - فتُسَدِّدُ نظرَتَها للمُحالِ


1.من خلال فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :

Ì            مرادف "  ترصد "  هو: (تعرف - تقبل - تطلب -  ترقب)  .

Ì            مضاد  " السهول " هو: (الرمال - الصحراوات -  الجبال  - المنخفضات) .

Ì            " تسدد نظرتها للمحال " هذا التعبير يوحي بـ : (الطموح - الخمول - الضعف -  الذهول)

2.ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟ وما أثرها في اختيار الألفاظ من خلال الأبيات السابقة ؟

3." الأرانبُ تقفز في العُشْبِ مثلَ اللآل " وضح الجمال في العبارة السابقة ، وبين قيمته الفنية .

4.ماذا أفاد استخدام " الفاء " في " فتسدد " ؟ وما علاقة هذا القول بما قبله ؟

 

 

 

23 - في المضيقِ العميقِ الأرانبُ


24 - قابعةٌ في انتظارِ المصيرِ المدَجَّجِ بالموتِ


25 - تأكلُ أعشابَها بالفِرارِ


26 - إلى الجُحْرِ


27 - ترجُفُ بالخَوْفِ بينَ الظلالْ


28 - النسورُ الطليقةُ في الأفقِ


29 - تعرفُ مصرَعَها


30 - والعيونَ التي تتَرَصَّدُها


31 - والنِّصالَ التي تتعاقَبُ


32 - خلفَ النِّصالْ


1.تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :

Ì            المراد من " قابعة " :  أنها تترقب بـ : ( استسلام - حماسة - خشوع - استعداد)

Ì            " ترجف " مضادها : (تزهو - تثبت - تقيم - تظهر)

Ì            " تترصدها " تعبير يدل على : (اليقظة والحذر - المراقبة والمهاجمة - الخوف والفزع - الجبن والهلع)

2.وازن الشاعر بين طائفتين من البشر . من هما ؟ وما صفات كل منهما ؟

3.ما نوع الخيال في كلمة ( النصال ) : وبم يوحي ؟

4.تمثل القصيدة منهج شعر التفعيلة أو الشعر الجديد في البناء الشعري. ماذا يقصد بشعر التفعيلة؟ وما الفرق بينه وبين الشعر التقليدي؟

 

 

âأدب ـ المسرحيةá

 

س 1: ما مفهوم المسرحية ؟ وما العلاقة بين الأدب المسرحي وفن التمثيل والحركة ؟

Ì            هي قصة تمثلية تعرض فكرة أو موضوعا من خلال حوار يدور بين شخصيات  مختلفة . وقد ارتبط الأدب المسرحي منذ نشأته  بالتمثيل والحركة والتمثيل هو الذي يعطي النص المسرحي قيمته ،والقارئ لا يستطيع أن ينفعل أو يتأثر بالمسرحية إلا إذا تخيلها ممثلة أمامه.

 

س2 : ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ( عدد الفصول  ) مع التمثيل ؟

Ì            هناك مسرحية من فصل واحد كمسرحية (ملك القطن) ليوسف إدريس وهناك مسرحية من ثلاثة فصول أو خمسة كمسرحية (الصفقة) لتوفيق الحكيم .

 

س 3: وضح كيف اختلف مفهوم الوحدة المسرحية قديما وحديثا .

Ì            كانت الوحدة قديما مشروطة بوحدة الزمان بحيث لا يستغرق الحدث المسرحي أكثر من أربع  وعشرين ساعة , ووحدة المكان بحيث لا يقع الحدث  المسرحي في أكثر من مكان , ووحدة الحدث بحيث تدور المسرحية كلها في فلك حدث رئيس واحد  أما الوحدة المسرحية حديثا فناشئة عن الدقة في توزيع الاهتمام  ومراعاة التوازن بين الفصول والأجزاء ولم يعد الكتاب يهتمون بوحدة الزمان أو المكان .

 

س4 : المسرحية كالكائن الحي لها هيكل . ممَ يتكون هيكل المسرحية مع التوضيح ؟ ì-  يتكون هيكل المسرحية من

1 - العرض : ويأتي في الفصل الأول ويتم فيه التعريف بموضوع المسرحية والشخصيات المهمة فيها.

2- التعقيـــد :وهو الطريقة التي يتم بها تتابع الأحداث من البداية إلى الوسط إلي النهاية.

3- الحـــــل : ويأتي في ختام المسرحية ويكشف عن العقدة.

 

س5: ما المقصود بالفكرة المسرحية ؟ وما أنوعها مع التمثيل ؟

Ì            هي موضوع المسرحية الذى يحاول الكاتب أن يبرهن عليه من خلال الأحداث والأشخاص.

Ì            وقد تكون الفكرة اجتماعية مثل مسرحية ( الست هدي ) لشوقي أو سياسية مثل مسرحية ( وطني عكا ) لعبد الرحمن الشرقاوي. وفى جميع الحالات ينبغى أن يكون مضمون الفكرة ناضجا ، بحيث يحقق المتعة والفائدة معا، كما ينبغى ألا تساق الفكرة مجردة مباشرة ،بل يجب أن تقدم فى إيطار الحكاية المسرحية .

 

س6 : ما المقصود بالحكاية في المسرحية ؟

Ì            هي جسد الفكرة المسرحية وعن طريقها يتم توزيع الأحداث علي الشخصيات في دقة وترتيب بحيث يؤدي السابق إلي اللاحق ويترتب اللاحق علي السابق مما يجعل بين الأحداث نوعا من الحتمية المنطقية .

 

س7 : عرف بالشخصيات في المسرحية . وما أنواعها مع التمثيل ؟ ثم اذكر أثلة للشخصيات التى لقيت ذيوعا فى مسرحنا المعاصر .

Ì            هي النماذج البشرية التي تقوم بتنفيذ الأحداث وعلى ألسنتها يدور الحوار وقد تكون الشخصية المسرحية :

1- محورية: وذلك بحجم الدور الذي تنهض به مثل شخصية (الفتاة مبروكة) في مسرحية ( الصفقة ) لتوفيق الحكيم.

2- ثانوية : وهى التي تعاون الشخصية المحورية وتدفع الأحداث إلى الأمام مثل شخصية (الصراف وحلاق القرية) في مسرحية    ( الصفقة ) لتوفيق الحكيم.

3- ثابتة : وهى التي لا تتغير عبر فصول المسرحية وتكثر في مسرحيات السلوك والعادات لشخصية البخيل والمرابي.

4 – نامية متطورة: وتكثر في المسرحيات الوطنية والاجتماعية والنفسية  مثل  شخصية ( سعد ) في مسرحية  (اللحظة الحرجة) ليوسف إدريس.

 

س8: ما الجوانب التي تتشكل فيها الشخصية المسرحية مع التوضيح ؟

Ì            (جوانب شكلية) مثل الطول والقصر,(جوانب اجتماعية) كالغنى والفقر ,(جوانب نفسية) مثل الحب والكره .

Ì            ومن الشخصيات التي لقيت ذيوعا فى المسرح المعاصر : (كليوبترا) فى مسرحية (مصرع كليوبترا) وشخصية (العباسة)  فى مسرحية (العباسة) لعزيز أباظة ، وشخصية (مهران) فى مسرحية (الفتى مهران) لعبد الرحمن الشرقاوى .

س9:  يقول النقاد لا مسرح  بلا صراع  وضح ذلك مبيناُ أنواع الصراع .

Ì            الصراع هو الذي يعطى  النص المسرحي قيمته ولو اكتفى الكاتب المسرحي بتقديم شخصياته دون أن يضعها في موفق يجلى ما بينها من صراع فإنه لا يكون قد كتب مسرحية حقيقية وقد يكون الصراع اجتماعياً كما في مسرحية " الست هدى " أو ذهنيا كما فى مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم حيث يدور الصراع بين الإنسان والزمن ، مما يؤدى إلى عودة أهل الكهف من حيث أتوا مؤمنين بأن منطق الزمن أقوى من طاقة الإنسان.

 

س10: وضح المقصود بالصراع المسرحي ، واذكر أنواعه .

Ì            المقصود بالصراع المسرحي : اجتماع شخصيات المسرحية إزاء موقف أو فكرة ، تتصارع فيما بينها حول هذا الموقف أو تلك الفكرة ، وتتخذ منها مواقف أو مختلفة تمضي في النهاية إلي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك وقد يكون الصراع اجتماعياً أو خلقياً أو ذهنياً مثل مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم .

 

س11: ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما المقصود بالجملة المسرحية ؟ وما شروطها ؟

Ì            الحوار هو اللغة التي تدور على ألسنة الشخصيات في الموافق المختلفة .

Ì            والجملة المسرحية هي العبارة التي تنطق بها  الشخصية في الموقف الواحد وشروطها :

1- تختلف طولاُ وقصراً باختلاف والواقف .

2- تتفاوت في نصاحتها طبقاً لمستوى الشخصية وطبيعة الفكرة التي تعير عنها  .

 

س12: من أين تنبع فصاحة الحوار المسرحي؟ ولماذا قيل لا مسرح بلا حوار أو صراع  ؟

Ì            تنبع فصاحته من دقة تمثيله للصراع وطبائع الأفراد والأفكار لا من مجرد فصاحته اللغوية . والحوار هو المظهر الحسي للمسرحية كما أن الصراع  هو قوامها المعنوي وهما العنصران اللذان يميزان فن المسرحية. ولذلك قيل لا مسرح بلا حوار أو صراع .

 

س13: لماذا لم يعرف أدبنا العربي القديم في المسرحية ؟

1-           في العصر الجاهلي حالت حياة الترحال دون معرفة العرب لفن المسرحية لأن المسرح يحتاج إلي استقرار , كما أن الشعر الغنائى  قد أشبع حاجتهم الفنية فاستغنوا به عن غيرة من الفنون.

2-           في العصر الإسلامى  وبعد حياة الاستقرار وجد المسلمون أن الطابع الوثني الذي يميز المسرح الإغريقي لا يتواءم مع عقيدة التوحيد لديهم لأن هذا المسرح كان يصور الصراع بين الآلهة نفسها أو بين الآلهة والبشر.

 

س14: وضح دور كل من مارون النقاش ويعقوب صنوع في المسرح العربي . وبمَ تميز مسرح كل منهما ؟

يعتبر (مارون النقاش) رائد المسرح العربي في لبنان حيث قدم  أول مسرحية قام  هو بإعدادها وتمثيلها وإخراجها وهي مسرحية (البخيل) ثم أتبعها بعدد من المسرحيات التي استمد موضوعها من التراث العربي القديم مثل مسرحية (أبو الحسن المغفل وهارون الرشيد) .

ويتميز مسرحه بـ :

1-           البساطة والفكاهة والغناء

2-           لغة مسرحة مزيج من الفصحى والعامية.

أما (يعقوب صنوع)  فقام بنفس الدور الذى قام به مارون النقاش ولكن في مصر حيث قدم علي مسرحه أول مسرحية غنائية من فصل واحد ثم أتبعها بعدد من المسرحيات متنوعة الأحجام والموضوعات بلغ عددها اثنتين وثلاثين مسرحية

ويتميز مسرحة بـ:

1-                يتجه إلي النقد السياسي والاجتماعي

2-                لغنة حوارية عامية.

 

س15: ماذا تعرف عن الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلي مصر ؟

Ì            اتخذت هذه الفرق من مصر موطنا لعرض أعملها المسرحية مثل فرق (أبي خليل القباني , إسكندر فرح , سليم نقاش)  وقد استغرق نشاط هذه الفرق الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين , ولكن هذه الفرق لم تترك نصوصاُ أدبية ذات قيمة بسبب سيطرة الطابع الغنائي الاستعراضي عليها أو بسبب ركاكة اللغة وهبوط الموضوع وبسبب إتباع الطريق السهل لتقديم عروضها فلجأت إلي الاقتباس والنقل أو الترجمة عن الأعمال الأجنبية .

س . ما مظاهر تطور المسرحية المصرية بعد ثورة 1919 ؟

1-                تخلصت المسرحية مما كان يرافقها من الغناء والاستعراض

2-                اتجهت إلى النقد الاجتماعي الجاد.

 

س17: وضح دور جورج أبيض في المسرح .

Ì            على مسرحه ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة حيث قدم علي مسرحه مسرحية (مصر الجديدة) للكاتب فرح أنطون وهى أول مسرحية ذات صبغة اجتماعية جادة حيث تناولت بالنقد اللاذع كثيراً من السلبيات التي تسللت إلى المجتمع المصري من خلال الاستعمار الأوربي مثل المقامرة , وتبد يد المال في الخمر والمجون .

 

س18: وضح دور كلاً من محمد تيمور , محمود تيمور في المسرح .

Ì            محمد تيمور: ترسخت على يديه المسرحية الاجتماعية من خلال عدد من الأعمال تناولت بالنقد الاجتماعي مشكلات بعضها مزمن مثل (تربية الأبناء تربية قاسية) كما في مسرحية (العصفور في القفص) ومشكلة زواج البنات ووجوب  اختيار الزوج الصالح لهن كما في مسرحية (عبد الستار أفندي) أو ومشكلات طرأت على حياة المجتمع المصري مثل مشكلة الإدمان  الذي يؤدى إلى انحلال الأسر وخراب البيوت في مسرحية (الهاوية).

Ì            محمود تيمور:  فسار على نهج أخيه في الكتابة ولكنه أضاف إلى المسرحية الاجتماعية عناية خاصة بالمسرحية التاريخية مثل مسرحية (اليوم خمر) عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس.

 

س19 : وضح دور أحمد شوقي في المسرح . وما الذي تلا حظه في مسرحياته ؟

Ì            يعتبر شوقي رائد المسرح الشعري حيث كتب عددا من المسرحيات { مصرع كليوباترا-  مجنون ليلى , قمبيز- عنترة – على بك الكبير - أميرة الأندلس- الست هدى } ويلاحظ أن جميع مسرحياته شعرية ماعدا ( أميرة الأندلس ) كما يلاحظ أن كل مسرحياته تاريخية ماعدا ملهاته الاجتماعية (الست هدى).

 

س20: علل كان شوقي يفضل طرق موضوعات التاريخ عند مواطن التحول في حياة مصر مع التوضيح.

Ì            يرجع ذلك إلى رغبة شوقي في الدفاع عن الذين ظلمهم التاريخ  حين صورهم  في صورة ينقصها الحب و الولاء للوطن ومثال ذلك دفاعه  عن كليوباترا  التي صورها مؤرخو الغرب في صورة غانية لاهية لا تعنيها مصلحة مصر في قليل  أو كثير فى حين صورها شوقي في صورة ملكة وطنية تصدر في جميع تصرفاتها عن حب جارف لمصر وإخلاص كامل لها.

 

س21 :وضح دور توفيق الحكيم في المسرح.

Ì            يعتبر توفيق الحكيم رائد المسرح النثري وقد بدأ نشاطه المسرحي بمسرحية {الضيف الثقيل } التي يرمز به إلي الاحتلال الإنجليزي ثم مسرحية {المرأة الجديدة}  وسرعان ما اتسعت أفاق تجربته المسرحية فكتب المسرحية الرمزية الذهنية مثل{ أهل الكهف } كما كتب المسرحية الاجتماعية { الأيدي الناعمة } والمسرحية التحليلية النفسية  { أريد أن أقتل – نهر الجنون}  والوطنية { ميلاد بطل}.

 

س 22: وضح الأطوار الجديدة للمسرحية بعد ثورة 1952م.

1-                       اتجه عدد من المسرحيات إلي نقد سلبيات المجتمع المصري قبل الثورة مثل {الأيدي الناعمة} لتوفيق الحكيم و{الناس اللي فوق والناس اللي تحت} لنعمان عاشور

2-                       انجاز بعض الكتاب إلي طبقة الفلاحين فصور كفاح الفلاح  من أجل الأرض مثل مسرحية {الصفقة} لتوفيق الحكيم .

3-                       بعد العدوان الثلاثى علي مصر ظهر نوع من المسرحيات يدعو إلي التصدي للعدوان ومقاومة الاحتلال  مثل مسرحية {اللحظة الحرجة} ليوسف إدريس.

4-                       من كتاب المسرح من لجأ إلي التاريخ تارة وإلي التراث الشعبي تارة أخري يأخذون منه رموزا وإسقاطات علي مشكلات العصر مثل مسرحية { مأساة جميلة} لعبد الرحمن الشرقاوي { والحسين ثائرا  - والحسين شهيداً } لعبد الرحمن الشرقاوي أيضا و { مجنون ليلي معالجة عصرية } لصلاح عبد الصبور و {الوزير العاشق } و{ دماء علي أستار الكعبة} لفاروق جويدة .

â  لمحات من حياة العقاد /  د. نعمات أحمد فؤاد á

تعريف بالكاتبة

Ì            نعمات أحمد فؤاد كاتبة و أديبة مصرية عرفت دعوتها الحماسية لحماية الآثار تخرجت في كلية الآداب عام 1948م ونالت الدكتوراه و كانت رسالتها عن النيل في الأدب المصري ،من مؤلفاتها 0أدب المازني- أم كلثوم و عصر الفن – الشخصية الإنسانية في أدب العقاد – في بلادي الجميلة – شخصية مصر)

1.مولد العقاد ونشأته

ولد العقاد في 28 من يونيو عام 1889 بمدينة أسوان لأبوين عرفا بحب العزلة وطول الصمت والتقى ، فقد كانت أمه بالغة الذكاء ، وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها ، أما والده فقد كان على رزانة فيه يؤدى عمله في جد وذكاء ، وكان أمين المحفوظات بأسوان ، وفي أسوان - حيث نشأ العقاد - يلتقي الماضي السحيق بالحاضر . ففى أسوان خاصة فى الشتاء ، تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق لا فى المتاحف وحدها بل فى البيوت ، فالحياة هى الحياة ، والوسائل هى الوسائل، كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إلا الزمن ، وفى ملتقى الحياتين نشأ العقاد ، فتح عينه على الفتاة الباريسية والليدى الإنجليزية ثم المرأة الأسوانية المحجبة ؛ حتى ليعجز على المرء أن يعرف أمه فى الطريق ، وهو وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إلا أنه قد لمسه الآن وملأ عليه إحساسه ، فقد منحه بسطة فى الأفق كما أعطاه قابلية الإحساس بسعة الحياة ، وطبعه على الاستعداد للتقابل وعدم الإحساس بالتنافر

 

المفردات

Ì            العزلة : الابتعاد عن الناس ـ التُّقى    : الإيمان ـ بالغة : شديدةج بوالغ ـ دءوب : جادة تحب العمل ـ ولوع : شديدة التعلق ـ رزانة : وقار ـ السحيق : البعيد ـ العريق : الأصيل ج عرقاء ـ الحياتين : حياة الماضي والحاضر ـ امرأة : ج نساء ـ المرْء : الإنسان ج رجال ـ النقيض : العكس ـ بسطة : سعة ـ الأفق : الفضاء والمراد سعة الفكر ـ قابلية : قبول × رفض ـ التنافر : التباعد × التشابه

الشرح

Ì            الكاتب العملاق عباس محمود العقاد من مواليد مدينة أسوان عام 1889 عرف أبواه بحب العزلة و كثرة الصمت ، كانت أمه تحب النظافة و تحرص عليها أما أبوه فقد كان وقورًا و مع ذلك يؤدي عمله بجد و إتقان حيث كان يعمل امينًا للمحفوظات بمدينة أسوان، و مدينة اسوان ملتقى الماضي بالحاضر حيث إنها مدينة سياحية أثرية عريقة تعج بالآثار لم يتغير شيء فيها إلا الزمن و في هذه المدينة فتح عينيه على الحياة المتباينة فرأى الفتاة القادمة من باريس و السيدة القادمة من انجلترا بما تتميز به كل منهما من تحرر و كذلك رأى المرأة الأسوانية المحجبة الملتزمة بتقاليد المجتمع الاسواني، و بذلك نشأ العقاد في بيئة متناقضة تجمع بين الأصالة و التحرر و هذا التناقض أفاده في مستقبله فقد أعطاه سعة الفكر و كذلك سعة الحياة، و قبول التناقض و عدم الإحساس بالتنافر.

الجماليات

1.ولد العقاد: أيجاز بحذف الفاعل للعلم به لإثارة الذهن للتفكير في المحذوف

2.حب العزلة : استعارة مكنية صورت الكاتب العزلة إنسانًا محبوبًا سر جمالها التشخيص

3.بحب العزلة وطول الصمت: ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت الانتباه

4.فقد كانت أمه.. أسلوب مؤكد بقد للتوكيد

5.وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها: استخدام صيغ المبالغة للدلالة على الكثرة و المبالغة

6.كان على رزانة فيه: إطناب بالاعتراض للتنبيه

7.يلتقي الماضي السحيق بالحاضر: استعارة مكنيةفيها تصوير للماضي و الحاضر بشخصين يلتقيان سر جمالها التشخيص ووصف الماضي بالسحيق يوحي برسوخ الأصالة و العراقة في نفس المصريين، الماضي و الحاضر فيهما طباق يبرز المعني و يؤكده

8.ففى أسوان خاصة فى الشتاء ، تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق: استعارة مكنية فيها تصوير لصور الحضارة و آثار الماضي بأشخاص تتلاقى مما يوحي بمكانة أسوان في الماضي و الحاضر، أحدث - العريق فيهما طباق يبرز المعنى و يقويه

9.فالحياة هى الحياة ، والوسائل هى الوسائل، كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إلا الزمن: كناية عن الأصالة و العراقة الراسخة في أسوان،( الجملة الثانية كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إلا الزمن ) تأكيد للجملة الاولى.

10.                كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إلا الزمن: استعارة مكنية فيها تصوير للزمن بآلة تتحرك سر جمالها التجسيم، أسلوب قصر عن طريق النفي بلم و الاستثناء بإلا يفيد التوكيد و التخصيص

11.                وهو وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إلا أنه قد لمسه الآن: استعارة مكنية فيها تصوير للنقيض بشيء ماديّ يلمس سر جمالها التجسيم و توحي بقوة تأثير البيئة فيه و فيها توكيد بأن و قد

12.                ملأ عليه إحساسه: استعارة مكنية فيها تصوير للإحساس بوعاء يملأ سر جمالها التجسم

13.                فقد منحه بسطة فى الأفق: استعارة مكنية فيها تصوير للأفق بأرض منبسطة مما يدل على سعة الفكر، يمكن اعتبار الأفق استعارة تصريحية فيها تصوير للفكر بالأفق الممتد سر جمالها التجسيم، أسلوب مؤكد بقد و هو تعليل لما قبله

14.                وطبعه على الاستعداد للتقابل وعدم الإحساس بالتنافر: ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت الانتباه

 

2.فضل مدينة أسوان على العقاد

ومرة أخرى يتبدى فضل مدينة أسوان عليه , فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد غصت بالمكتبات لمنفعة السائحين , وهي بالطبع عامرة بكتب الآثار والتاريخ والقصص والمجلات , فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة والرغبة ، كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكلام بالإنجليزية ، وقد مكن به من طلبته أيضا المجالس المختصة التى كان يُدعَى إليها ، فقد كان بعض الأجانب ممن يزورون معالم المدينة يدعون ناظر المدرسة والطلبة والمتقدمين ، فتسنى للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة الأجانب رجالا ونساءً ولا شك أن الأمر هاله بادئ ذى بدء ولكنه واجه الموقف واستفاد منه

 

المفردات

Ì            مشتى ج مشاتي ـ فضل  : مزية ج فضول و أفضال ـ يتبدى : يظهر ـ يعبّ : يشرب ـ عامرة : مليئة ج عوامر ×  خالية ـ غَصِّت : امتلأت ـ يندس : يدخل ـ الرغبة : الميل × النفور ـ الطاقة : القدرة ـ تسنى : تهيأ ـ طِلبته : مطلبه ج طِلب ـ يمرُن : يتعود ـ هاله : أفزعه × طمأنه ـ الصفوة : المميزون ـ حداثته : صغره

الشرح

Ì            لأسوان فضل ثانٍ على العقاد، فلما كانت أسوان مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد امتلأت بالمكتبات لمنفعة السائحين , وهي بالطبع عامرة بكتب الآثار والتاريخ والقصص والمجلات , فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة والرغبة ، كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكلام بالإنجليزية ، وقد تمكن من تحقيق مطلبه أيضا المجالس المختصة التى كان يُدعَى إليها ، فقد كان بعض الأجانب ممن يزورون معالم المدينة يدعون ناظر المدرسة والطلبة والمتقدمين ، فتيسر للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة الأجانب رجالا ونساءً ولا شك أن الأمر هاله  في بداية الأمرولكنه واجه الموقف واستفاد منه

الجماليات

1.يتبدى فضل مدينة أسوان : استعارتان مكنيتان صور الفضل بشيء مادي يظهر سر جمالها التجسيم و توحي بكثرة الفضل و الأخرى فيها تصوير لمدينة أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص.

2.فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا: بل تفيد الإضراب و فيها أسلوب قصر عن طريق استخدام بل العاطفة يفيد التخصيص والتوكيد.

3.فقد غصت بالمكتبات: أسلوب مؤكد بقد و التعبير بغصت يوحي بكثرة المكتبات و انتشارها في أسوان

4.وهي بالطبع عامرة بكتب الآثار والتاريخ والقصص والمجلات: العطف يدل على تعدد و تنوع الكتب و مصادر الثقافة في أسوان مما يوحي بتعدد الروافد الثقافية للعقاد

5.فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة والرغبة : استعارة مكنية صور العلم و المعرفة بالماء الذي ينهله العقاد سر جمالها التجسيم و التعبير ب (يعب) يوحي بنهم العقاد و إقباله الشديد على العلم و المعرفة، كلمة يتردد توحي بكثرة الإقبال على المكتبات، عطف الرغبة على الطاقة يؤكد أن الطاقة وحدها لا تكفي ، لكنها لابد أن تمتزج بالرغبة ، فالرغبة أساس لطلب العلم

6.ليمرن على الكلام بالإنجليزية : تعليل لما قبلها

7.رجالا ونساءً : طباق يبرز المعنى ويقويه و يؤكده و يفيد العموم و الشمول

8.ولا شك أن الأمر هاله : استعارة مكنية صور الأمر وحشًا مفزعًاسر جماله التجسيم و التعبير يوحي بمدى شعور الكاتب برهبة  وجوده في هذه المجالس ، وهو أسلوب مؤكد بأن

9.ولكنه واجه الموقف واستفاد منه: استعارة مكنية فيها تصوير للموقف بعدو يواجهه سر جمالها التشخيص و التعبير يوحي بشجاعة العقاد و رباطة جأشه رغم صغر سنه في ذلك الوقت

10.                الأسلوب : خبري للتقرير و هو يناسب طبيعة السرد الذي تقوم به الكاتبة لوصف حياة العقاد

 

3.ما قاله العقاد عن أسوان فى مذكراته

إن فضل أسوان عليه - مدينة أثرية ومدينة عربية ومشتى عالمياً - فضل لا يجحد ، وما هو بغافل عنه ؛ يقول العقاد عن أسوان فى مذكراته : " كانت البلدة التي نشأت فيها بلدتي أسوان بأقصى الصعيد ، يكاد الناشئ في مثل سني أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة ، بغير تضليل أو تهويل فلا تصل إلينا حتى تنكشف على جلاء"

 

المفردات

Ì            أقصى : أبعد والمؤنث (قصوى) ج أقاصٍ ـ غافل : غير منتبه ـ يجحد : ينكر × يعترف ـ صومعة : معبد والمراد : مكان منعزل ج صوامع ـ يأوي : يلجأ ـ الناشيء : (الشاب) ج النشء ـ تضليل : خداع× اهتداء ـ الشئون : الأمور م شأن ـ يقلب وجوه النظر : يفكر من جميع وجوهها ـ جلاء : وضوح ـ تهويل : مبالغة × تهوين

الشرح

Ì            لا يستطيع العقاد أن ينكر فضل أسوان عليه حيث يقول : إن بلدته الت نشا فيها كانت بمثابة صومعة من صوامع الفكر يلجأ إليها ليفكر في كل أمر من أموره أو أمور مجتمعه حتى يصل إلى حقيقته في جلاء تام دون خداع و لا زيف و دون مبالغة

الجماليات

1.إن فضل أسوان عليه - مدينة أثرية ومدينة عربية ومشتى عالمياً – فضل لا يجحد: أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية تصور أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص ، والاعتراض لتوضيح مدى تنوع تلك الأفضال على العقاد

2.و ما هو بغافل عنه: أسلوب مؤكد بحرف الجر الزائد ( الباء)

3.أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة: صومعة : استعارة تصريحية فيها تصوير لأسوان بالصومعة التي يأوي إليها الراهب سر جمالها الالتوضيح و فيها إيحاء بانقطاع العقاد للفكر و الثقافة في أسوان ، صوامع الفكر ، تشبيه بليغ من إضافة الشبه به إلى المشبه فيه تصوير للفكر بالصومعة سر جمالها التجسيم، يقلب فيها وجوه النظر : كناية عن التفكر و التدبر وحسن النظر إلى الأمور ، كل: تفيد العموم و الشمول ، يسمع و يقرأ: محسن بديعي نوعه مراعاة نظير لتوكيد المعنى

4.تضليل أو تهويل: جناس ناقص يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت الانتباه و تطرب له النفس.

 

4.العقاد ينظم الشعر ويخصه بالوصف والعاطفة

وفى ذلك الحين أيضا كان العقاد ينظم الشعر ويخصه بالوصف والعاطفة ، ومن ثم لم يؤثر عنه فى باب المقالة غير القليل من موضوعات النقد الاجتماعى أو موضوعات المقالة الوصفية أو العاطفية

 

المفردات

Ì            ثمَّ : هنا ـ يخصه : يختصه ـ ينظم : يؤلف ـ النقد : تمييز الجيد من الرديء ـ باب : مجال ج ابواب ـ يؤثر : يعرف

الشرح

Ì            بدأ العقاد حياته الأدبية يكتب الشعر و خاصة شعر الوصف والشعر الوجداني و كان مقلًا في مجال المقال وكانت معظم مقالاته نقدية أو وصفية أو عاطفية.

الجماليات

1.كان العقاد ينظم الشعر: استعارة مكنية فيها تصوير للشعر و كأنه حبات اللؤلؤ التي تنظم في خيط وفيها إيحاء بجمال الشعر و دقته سر جمالها التجسيم

2.لم يؤثر عنه فى باب المقالة غير القليل من موضوعات النقد الاجتماعى أو موضوعات المقالة الوصفية أو العاطفية: استعارة مكنية فيها تصوير للمقالة بمدينة لها باب سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء باتساع مجالات المقالة ، وفيها أسلوب قصر عن طريق النفي بلم و الاستثناء بإلا يفيد التوكيد و التخصيص و العطف بـ (أو) أفاد التعدد و التنوع

5.ضيق العقاد بالوظائف الحكومية

وقد عاش العقاد بسن قلمه ، ومن سن قلمه ، إذ إن الوظائف الحكومية التي تولاها كان سرعان ما يضيق بها ، وفى الفترة ما بين 1912 و 1914 التى عمل فيها بديوان الأوقاف لم يكن راضيا كل الرضا ، مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجا من الصحافة والوظيفة .  وكان "ديوان الأوقاف" في تلك الحقبة يجمع الأدباء ، والشعراء  من شيوخ وشبان : كان فيه "المويلحي أحمد الأزهرى" صاحب مجلة الأزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد العزيز البشري" ، و"حسين الجمل" وإخوان هذا الطراز. ومع هذا ، مع ما إن فاتح "حافظ عوض" العقاد فى الإشراف على صفحة الأدب بصحيفة (المؤيد) حتى سارع إلى القبول على أنه لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة فى نظره وتقديره . وكانت استقالة رابحة ، فقد خلا بعدها إلى القراءة والتأليف

المفردات

Ì            ديوان : مكان العمل ج دواوين ـ قام بها : تولاها ـ سنّ  : حد ج أسنان و أسُنّ جج أسنّة ـ الطراز : النوع ج طُرُز  وأطرزة ـ الحقبة: المدة ج حِقَب وحقُوب ـ مزيجًا : خليطًا ـ خلا : تفرغ ـ لم يلبث : لم يبقى ـ فاتح : حدث

الشرح

Ì            لقد شق العقاد طريقه في الحياه بقلمه؛ فقد كان سلاحه في الحياة و مصدر رزقه، لأنه كان يضيق بالعمل الحكومي، ففي الفترة بين عامي 1912، 1914 عمل بديوان الأوقاف و قد كانت مغريات البقاء في ديوان الأوقاف كثيرة ، فقلم السكرتارية الذي عمل به كان مزيجًا بين الصحافة و الوظيفة، كما كان يجمع العديد من الشعراء والأدباء شيوخًا و شبانًا مثل المويلحي أحمد الأزهري " صاحب مجلة الأزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد العزيز البشري" ، و"حسين الجمل" و من على شاكلتهم، والدليل على ضيقه بالعمل الحكومي أيضًا أنه بمجرد أن تحدث معه حافظ عوض في رغبته أن يقوم بالإشراف على صفحة الأدب بجريدة المؤيد حتى أسرع العقاد بالموافقة لكنه سريعًا ما استقال لأمر يتعلق بكرامته -من وجهة- نظره، و قد كانت استقالته خيرًا للأدب حيث تفرغ للقراءة و التأليف.

الجماليات

1.وقد عاش العقاد بسن قلمه ، ومن سن قلمه : كناية عن كفاح العقاد و اعتماده على نفسه ، سر جمالها الإتيان بالمنى مصحوبًا بالدليل عليه، و الأسلوب مؤكد بقد و الباء هنا سببية

2.إذ إن الوظائف الحكومية التي تولاها : تعليل لما قبله و جمع الوظائف للدلالة على الكثرة

3.مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجا من الصحافة والوظيفة: استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة و الوظيفة بشئين ماديين يمتزجان سر جمالها التجسيم

4.كان فيه "المويلحي أحمد الأزهرى" صاحب مجلة الأزهر و"أحمد الكاشف... : تفصيل بعد الإجمال للتوضيح و الإقناع

5.لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة: كناية عن اعتداد العقاد بنفسه و ترفعه و كبريائه، سر جمالها الإتيان بالمنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم

6.كانت استقالة رابحة: استعارة مكنية فيها تصوير للاستقالة بصفقة تجارية رابحة سر جمالها التجسيم

7.فقد خلا للقراءة و التأليف: تعليل لما قبلها و الأسلوب مؤكد بقد و فيها استعارة مكنية تصور القراءة و الكتابة أنيسًا يخلو إليه العقاد سر جمالها التشخيص.

6.حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح بكل ألوان

وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح .. الكفاح بكل ألوانه . . الكفاح الأدبي والسياسي والمادي أيضا . فقد صارع الرجل الزمن والأحداث والسلطات في عهود شتى حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة ، وينفذ إلى مكانه الطبيعي في الحياة . كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ، ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ، أو من الخبز والفول

وتعقبه فى أعقاب الحرب العالمية الأولى الاستعمار والسلطات الممالئة له ، ولكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من بلده أسوان ، واضطهدته الملكية حتى أودعته السجن وعرف مرارة الجبن والجحود فعاش منفردا معتدا بنفسه ، كثيرا بشخصه الفرد ... غير آبهٍ بمن يعيبون عليه التفرد أوالعزلة أو الاعتداد ، خلا للأدب والعلم مخلصا له ، وعاش بين كتبه لا يمل صحبتها ولا تمله ، كلاهما غِنًى لصاحبه وكِفَاء... وقد انتظمت حياته على القراءة والكتابة وهو إما أن يستزيد وإما أن يزيد ... رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه ، فليس غيره على الحالين صاحب وخدين.

 

المفردات

Ì            عهود : م عهد  عصور ـ ألوانه : أنواعه ـ الكفاح : الجهاد ـ المعرقلة : المعوِّقة ـ يزحزح : يزيل ـ شتى : مختلفة م شتيت ـ تعقبته : تتبعته ـ  ذبالة : فتيلة ج ذبال و ذبالات ـ ينفذ : يخترق  المراد يصل ـ اضطهدته : بالغت في ظلمه وإذلاله ـ الممالئة : المعاونة ـ أعقاب : بعد م عقب ـ معتدّاً : معتزاً ـ الجحود : نكران الجميل ـ أودعته : وضعته في ـ يستزيد : يقرأ ـ كفاء : مماثل ـ آبه : مهتم  ـ خدين : صديق ج خُدَناء ـ رفيقه : صاحبه ج رفاق و رفقاء ـ يزيد : يؤلف

الشرح

Ì            كانت حياة العقاد سلسلة من النضال و الكفاح السياسي و الأدبي و الماديحيث صارع الرجل الزمن و الأحداث و السلطات في عصور مختلفة حتى استطاع أن يصنع نفسه و يصل إلى المكانة التي يستحقها، ففي الجانب كان العقاد يقضي ليله على فتيلة مصباح و كان يقضي نهاره على وجبة واحدة من الخبز و الجبن أو الخبز و الفول، و على الجانب السياسي تعقبته  سلطات الاستعمارحتى أخرجوه من اسوان ، كما تعقبه الملك حتى سجن تسعة أشهر و في السجن عرف مرارة الجبن و نكران الجميل ، فعاش معتزًا بنفسه كثيرًا بشخصه غير مهتم بمن يعيبون عليه حبه للعزلة و الاعتداد بالنفس، أما على صعيد الكفاح الأدبيّ فقد خلا العقاد للعلم و الأدب مخلصًا لهما فعاش يصطحب الكتب لا يملها و تمله وكل منهما عاش مكتفيًا بصاحبه فهو إما يستزيد من العلم و المعرفة بالقراءة أو يزيد الكتب عددًا بالتاليف.

 

الجماليات

1.وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح: تشبيه لحياة العقاد بالسلسلة سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء بتواصل الكفاح

2.الكفاح الأدبي و السياسي تفصيل للتوضيح و الإقناع

3.فقد صارع الرجل الزمن والأحداث والسلطات في عهود شتى : استعارة مكنية فيها تصوير للزمن و الأحداث و السلطات بأعداء يصارعها الكاتب سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بصبر العقاد و قوة عزيمته و عدم الاستسلام

4.حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة: استعارتان مكنيتان الأولى فيها تصوير للقوى بأشياء مادية تتزحزح من أماكنها وفيها إيحاء بالصبر و التصميم و الثانية فيها تصوير للقوى بأشخاص تحاول عرقلة العقاد سر جمالها التشخيص ، و استخدام حتى يفيد الغاية.

5.كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ، ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ، أو من الخبز والفول: كناية عن شدة الصبر على الفقر و التصميم على طلب العلم و الثقافة، الليل و النهار طباق يبرز المعنى و يقويه

6.وتعقبه فى أعقاب: تعقبه و أعقاب جناس ناقص اشتقاقي يعطي جرسًا له أثر موسيقي يطرب النفس

7.لكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من بلده أسوان: أسلوب قصر عن طريق النفي و الاستثناء للتوكيد و التخصيص

8.اضطهدته الملكية حتى أودعته السجن: كناية عن المبالغة في الظلم و فيها إيحاء بالقسوة و العنف.

9.عرف مرارة الجبن والجحود: استعارة مكنية فيها تجسيم للجبن و الجحود بطعام مر يؤكل و فيها إيحاء بالألم النفسي

10.                فعاش منفردا معتدا بنفسه ، كثيرا بشخصه الفرد : كناية عن العزلة مع التحلي بالكبرياء سر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم، الكثير و الفرد: طباق يبرز المعنى و يقويه

11.                لا يمل صحبتها ولا تمله : استعارة مكنية صور الكتب بأصدقاء للعقاد لا يملهم و لا يملونه

12.                رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه: استعارة مكنية فيها تصوير للكتاب برفيق للعقاد

13.                فليس غيره على الحالين: أسلوب قصر بالنفي و الاستثناء للتوكيد و التخصيص، صاحب و خدين: إطناب بالترادف للتوكيد.

14.                الأسلوب في الفقرة: خبري للتوكيد

7.حب العقاد للمعرفة

وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة الإنسانية على اختلاف ألوانها . يُهطع إليها من مظانها ، وهو من أولئك العصاميين الذين ربوا أنفسهم ، وشقوا طرقهم في الحياة بسلاح الفطرة والموهبة الأصلية التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقاً ومضاء ، وقد قرأ العقاد أمهات الكتب جميعا فى العربية وهو يؤثر من كتابها (ابن المقفع) ، وصاحب الأغاني) ، ومن الشعراء بالطبع (ابن الرومي).وآثر فنون المعرفة عند العقاد بالترتيب هى : الشعر عربيًًا أو أجنبيًًا وما يتعلق به من نقد ودراسة , البحث فيما وراء الطبيعة والعلوم ،وهو يجيد من اللغات - غير العربية- الإنجليزية إجادة تامة ، وذلك من طول قراءته الإنجليزية وتشربه لها وإنه ليستعين بها على فهم الإيطالية والإسبانية اللتين يفهمهما بقدر ما هو مشترك بينهما وبين الإنجليزية ، أما الفرنسية فهو يعرفها لمامًا

المفردات

Ì            يُهْطع : يسرع × يبطئ ـ ولوع : شديدة التعلق ـ طُلعة : طموح ـ شقوا : قطعوا ـ العصاميين : من اعتمدوا على أنفسهم ـ مظانها : مراجعها م المظنَّة ـ مضاء : قوة وحدَّة ـ الصقل : الخبرة وكثرة التجربة ـ الفطرة : الطبيعة ج فِطَر ـ تشربه :تمكنه ـ آثرُ : أفضل ـ يؤثر : يفضِّل ـ لمامًا : قليلًا

الشرح

Ì            يتميز العقاد بتعلقه الشديد بالعلوم و المعارف الإنسانية و يبحث عنها في كل مراجعها و هو رجل عصامي ربى نفسه بنفسه و شق طريقه في الحياة ، سلاحه الفطرة و الموهبة التي زادها قوة بالخبرة و التجربة والتنمية ، فقد قرا العقاد أمهات الكتب في العربية و هو يفضل من الكتاب ابن المقفع و الأصفهاني مؤلف كتاب الأغاني و يفضل من الشعراء ابن الرومي أما أحب المعارف إلى نفسه: الشعر عربيًا و أجنبيًا و ما يتعق به من نقد ودراسة ، البحث فيما وراء الطبيعة و العلوم أما عن اللغات فقد أجاد الإنجليزية تمامًا من كثرة قراءته بها و تمكنه منها وقد استعان بها على فهم الإيطالية و الأسبانية على قدر ما هو مشترك بينهما وبين الإنجليزية و كان يعرف القليل من الفرنسية.

 

الجماليات

1.وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة الإنسانية: استعارة مكنية فيها تصوير للنفس بإنسان طموح متطلع للعلم، ونفس نكرة للتعظيم و تعدد الصفات يؤكد على عظمة العقاد

2.يُهطع إليها من مظانها: استعارة مكنية فيها تصوير للمعارف بأشياء مادية يسرع في الوصول إليها سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء برغبة العقاد و نهمه بالمعارف الإنسانية و تعريف المعرفة للعموم و التعظيم.

3.وهو من أولئك العصاميين الذين ربوا أنفسهم: كناية عن اعتماد العقاد على نفسه في تكوين ثقافته و فكره سر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم

4.وشقوا طرقهم في الحياة بسلاح الفطرة والموهبة الأصلية: تشبيه فيه تصوير للفطرة و الموهبة بأسلحة يشق بها الكاتب طريق الحياة، سر جماله التجسيم و فيها إيحاء بصعوبة ذلك الطريق و إصرار العقاد على اجتيازه.

5.التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقاً ومضاء: امتداد للتصوير ففيها تصوير للموهبة بسلاح يزداد حدة و قوة عن طريق التجربة و الخبرة

6.وذلك من طول قراءته الإنجليزية وتشربه: كناية عن تمكنه و إجادته للغة الإنجليزية و هىي تعليل لما قبلها

7.إنه ليستعين بها على فهم الإيطالية: أسلوب مؤكد بإن و اللام لتوكيد المعنى

 

8.خصائص أسلوب العقاد

وأسلوب العقاد أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات والنتائج ، حتى لتحس إزاء مقالته أن أفكارها مرتبة ترتيبًا يتميز فيها البدء والختام قبل أن يخط فيهما حرفًا ،وهو أسلوب علمى مالم تغلب عليه طبيعة الموضوع إن كان أدبًا خالصًا . ومع ما لأسلوبه من الطابع العلمى إلى أنه يميل إلى الإيقاع ونهاية الفواصل في غير حشو أو فضول .وهو يؤثر المعنى على اللفظ وإن كان يستهويه السجع أحيانا فى موضوعات التهكم كما يختاره – على حد تعبيره - فى الموضوعات الوجدانية وما إليها مما يلحق بالأغراض الشعرية : " فإن السجع ينبه الذهن إلى المعانى فى هذه الأغراض ويزيدها جلاءً وتوكيدً اكأنه اللحن الذى يضيف إلى الكلمات ومعانيها قوة ليست للكلام الذى يسمع بغير تلحين" ، ولم تجنِ الصحافة على العقاد جنايتها على الأدباء . فقد ظل أسلوب العقاد له طابعه الذي لا يتغير : طابع الدراسة والاستقصاء والتمحيص وهذا صدى لفرديته  يرجع إلى اعتزازه بذاته حتى لتغلب شخصيته فلا تطغى عليها شخصية أخرى فردية أو معنوية.

 

المفردات

Ì            تغلب : تسيطر ـ يخط : يكتب و يسطر× يمحو ـ إزاء : تجاه ـ فواصل : حاجز يفصل بين شيئين و المراد علامات كتابية تفصل بين الجمل م فاصلة وفاصل ـ الإيقاع : اتفاق الأصوات وتوقيعها في الغناء ـ خالصًا : صافيًا ـ يستهويه : يستميله ـ فضول : زيادة ـ حشو : زيادةج محاشٍ ـ جلاء : وضوح ـ الذهن : العقل  ج أذهان ـ السجع : الكلام المنثور الذي يتفق في الفواصل ج أسجاع ـ التمحيص : الفحص والتدقيق ، التنقية ـ الاستقصاء : التعمق في بلوغ أقصى الشيء  ـ تجني : ترتكب جناية ـ صدى :أثر  و المقصود نتيجةج أصداء

الشرح

و للعقاد أسلوب يتميز به فهو

1.أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات و النتائج فهو يرتب أفكاره ترتيبًا منطقيًا يظهر فيه البدء و الختام حتى قبل أن يكتب حرفًا واحدًا

2.يميل إلى الأسلوب العلمي ما لم يكن الموضوع أدبيًا و مع ذلك فهو يميل في كتاباته إلى الإيقاع الموسيقي من غير حشو ولا زيادة

3.يفضل المعنى على اللفظ ويستهويه السجع أحيانًا في موضوعات التهكم والسخرية وكذلك في الموضوعات الوجدانية و غيرها من الأغراض الشعرية

4.ويرى العقاد أن السجع ينبه الذهن إلى المعاني في هذه الأغراض ويزيدها وضوحًا  وتوكيدًا مثله مثل اللحن الذي يضيف إلى الكلمات و معانيها قوة ليست للكلام الذي يُسمَع بغير تلحين

5.وفي النهاية فإن الصحافة لم تؤثر في أسلوب العقاد كما جنت على غيره من الكتاب بل ظل أسلوبه قويًا رصينًا يعتمد على الدراسة و الاستقصاء و التنقية ويبدو أن ذلك نتيجة لفردية العقاد و اعتداده بنفسه فلا تطغى شخصية على شخصيته

الجماليات

1.وأسلوب العقاد أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات والنتائج: استعارة مكنية فيها تصوير للمقدمات و النتائج بأساس يقوم عليه أسلوب العقاد سر جمالها التجسيم، المقدمات و النتائج: طباق يبرز المعنى و يقويه

2.البدء والختام : طباق يبرز المعنى و يقويه

3.مالم تغلب عليه طبيعة الموضوع: استعارة مكنية تصوير لطبيعة الموضوع بعدو يغلب على الأسلوب سر جمالها التشخيص و فيه أسلوب قصر بتقديم الجار و المجرور للتوكيد و التخصيص

4.حشو أو فضول: إطناب بالترادف للتوكيد

5.وإن كان يستهويه السجع أحيانًا: استعارة مكنية فيها تصوير للسجع بشيء مادي يستميل العقاد سر جمالها التجسيم و كلمتا( إن و أحيانًا): تفيدان للتقليل .

6.فإن السجع ينبه الذهن إلى المعانى: أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية تصور السجع بإنسان ينبه و الذهن بشخص آخر ينبه سر جمالها التشخيص و توحي بالأثر الجميل للسجع

7.ويزيدها جلاءً وتوكيدً اكأنه اللحن الذى يضيف إلى الكلمات ومعانيها قوة: تشبه للسجع باللحن الذي يضفي على الكلمات جمالًا و عذوبة سر جمله التوضيح

8.ولم تجنِ الصحافة على العقاد جنايتها على الأدباء: استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة بإنسان لا يستطيع أن يجني على أسلوب العقاد و سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بقوة أسلوب العقاد و صلابته و رسوخه ، و الأسلوب مؤكد بالمفعول المطلق.

9.فقد ظل أسلوب العقاد له طابعه الذي لا يتغير: أسلوب مؤكد بقد و فيه كناية عن ثبات و رسوخ اسلوب العقاد

 

 

التعليق على النص

النص مقال أدبي: يوضح جوانب شخصية من شخصيات الفكر و الأدب في العصر الحديث

سمات المقال الأدبي

1.انتقاء الألفاظ و هندسة العبارة

2.ظهور العاطفة القوية

3.الاستعانة بالصور البيانية و المحسنات البديعية

 

النص ينتمي إلى مدرسة المجددين والتي تتميز بـ :

Ì            رشاقة اللفظ والبعد عن التكلف و الحشو و الإسهاب قاصدًا الكشف عن أبعاد الشخصية وجوانب تميزها و الأسباب المنطقية، وتحليل جوانبها

 

Ì            تحقق التكوين الفني حيث بدأت بعرض نشأة العقاد ثم أثر أسوان عليه ثم انتقلت إلى شخصية العقاد و ختمت مقالها بطبيعة اسلوب العقاد الذي عرف به فالمقال له مقدمة و موضوع و خاتمة، كذلك الذاتية حيث تظهر ذاتية الكاتبة و عاطفتها و النثرية فالمقال يكتب نثرًا و ليس شعرًا و القصر فهو مقطوعة ادبية لا تتجاوز بضع صفحات و الإقناع عن طريق سلامة الأفكار و دقتها ووضوحها  و الإمتاع  بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ و كذلك قوة الأسلوب و جمال الأسلوب ووضوح الأسلوب

 

سمات أسلوب المقال

Ì            تتميز لغة المقال بالوضوح و السلاسة والدقة في اختيار الألفاظ المعبرة عن طبيعة الشخصية المتحدث عنها ، الاعتماد على التحليل و العرض و التعليل و عدم الوقوف عند مجرد رصد الجوانب الشخصية.

 

سمات أسلوب الكاتبة

1.سهولة الألفاظ  ووضوح الأفكار

2.التسلسل المنطقي

3.قلة المحسنات البديعية

4.الاعتماد على الأسلوب الخبري وحده للتاكيد الأفكار

5.ربط الفكرة بالأدلة المنطقية

6.الأسلوب المرسل

 

} الواجب {

" كانت البلدة التى نشأت فيها بلدتى  أسوان بأقصى الصعيد يكاد الناشيء فى مثل سنى أن يأوى  بها إلى صومعة  من صوامع الفكر ، يقلب وجوه النظر فى كل ما يسمع أو يبصر من الشئون "

1.تخير الإجابة الصحيحة لما يأتى مما بين القوسين

Ì                        جمع"الناشيء" : النشء – النواشيء- الناشئات

Ì                        مفرد " البصائر : الباصرة –البصر- البصيرة

Ì                        ماضى " تضليل : ضل – صلل-أضل

2.تلقى الفقرة الضوء على منهج العقاد فى دراسة قضايا الفكر والسياسة و الإجتماع . بين ذلك

3.أكمل العبارات الآتية :

Ì                        جاءت كلمة " يكاد " لتدل على .................

Ì                        المقصود من " يقلب وجوه النظر " .................

Ì                        و استعمل الفعل المضارع للدلالة .................

4.كان لأسوان فضل على العقاد ، ولم يضن  العقاد عليها برد الجميل وضح ذلك

5.كان لإتقان اللغة العربية واللغات الأجنبية و حب القراءة  أثر بالغ  فى ثقافة  العقاد وأدبه ناقش العبارة

6.أين والد العقاد ؟ و متى ولد ؟ بم كان يتصف أبواه

7.فى أسوان يلتقى الماضى السحيق بالحاضر . وضح أثر ذلك  فى تناول العقاد لما كان يتناوله من القضايا

8.ما أثر البيئة فى التكوين العلمى  للعقاد ؟

9.حياة العقاد متصلة الحلقات من الكفاح المتعدد الجبهات . و ضح ذلك . و اذكر من خصائص  العقاد ما أعانه على الإستمرار فى كفاحه

10.    لأسلوب العقاد خصائص  هى نتاج خصائصه  الشخصية وضح ذلك

 

 

 

 

 

â  إرادة التغيير /  د. زكي نجيب محمود á

مفهوم الإرادة ، وشرطها :

Ì            الإرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف , ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه , شريطة أن يكون الهدف هو هدفك أنت , وإلا كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف .

 

العلاقة بين الإرادة والفعل :

Ì            وإذا كانت الإرادة هي نفسها الفعل , فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل لا يزيد شيئا عن قولك الإرادة , لأن هذه لا تكون بغير فعل , كما لا يكون الوالد والدا بغير ولد , ولا يكون اليمين بغير اليسار , ولا يكون البعيد بغير القريب , ولا الأعلى بدون الأدنى , كل هذه متضايفات لا يتم المعنى لأحدها بغير أن تضاف إلى شقها الآخر .

 

الفعل يؤدى إلى التغيير:

Ì            ونخطو خطوة أخرى فنقول إنه إذا كان لا إرادة بغير فعل فكذلك لا فعل بدون تغيير وسواء كان التغيير ضئيلا أو جسيما فهو تغيير, إنك لا تفعل الفعل في خلاء بل تفعل الفعل – أي فعل كان – تحرك به شيئا فيتغير مكانه ليتغير أداؤه , وتتغير صلاته بالأشياء الأخرى : كان الحجر هنا على الجبل فأصبح جزءا من الجدار , وكان الماء هنا في النهر فأصبح هناك في أنابيب المنازل, كان المداد هنا في الزجاجة فأصبح في جوف القلم ثم انتثر على الورق كتابة يقرؤها قارئ إذا وقع عليها بصره , وكانت الأرض يبابا فزرعت , وكان الحديد مادة من خامات الأرض فصنع قضبانا ,كل إرادة فعل , وكل فعل حركة وتغيير .

 

المقصود بإرادة التغيير:

Ì            فقولنا إرادة التغيير لا يضيف شيئا إلى شيء ، بل هو قول يوضح معنى الإرادة بإبراز عنصر من عناصرها , وكان يكفي أن نقول عن الإنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة , وأنه في سيره نحو أهدافه كائن عاقل مريد , وأنه في إرادته فاعل , وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير .

 

العلاقة بين الفرد والمجموع :

Ì            إن أهم ما نريد  أن نقرره هنا - تمهيدا للنتائج التي سنستخرجها في الفقرة التالية من المقال هو العلاقة بين الفرد والمجموع تلك العلاقة التي تضمن للفرد حريته , وفي الوقت نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم الأهداف , فما أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد منخرطا في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه , وأن يكون – مع ذلك حرا – في التماس الطريق الذي يراه ملائما له .

لا يوجد تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع :

Ì            والأمثلة كثيرة جدا على ألا تعارض بين الجانبين , إذا نحن فرقنا بين شيئين : الإطار الذي يحدد قواعد السير ثم خطوات السير في حدود ذلك الإطار , فهنالك قواعد مشتركة بين لاعبي الكرة أو لاعبي الشطرنج , لا يسمح لأحد اللاعبين بالخروج عليها , ومع ذلك فلكل لاعب كامل الحرية في أن يحرك الكرة أو قطعة الشطرنج حيث أراد في حدود قواعد اللعب .

أمثلة أخرى على ألا تعارض بين الجانبين :

Ì            خذ مثلا آخر : قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ , لها فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعلا أو أن يرفع مفعولا به , لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟

Ì            إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه , على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ المشتركة , لا بل إن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار مادتها وطريقة صياغتها .

Ì            ففضلا على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها , فهو لا يجيز لنفسه –  مثلا  – أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار يسير بسرعة عشرين كيلو مترا في الساعة , أو أن يقول إنه إذا أرادت البلاد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون من الجنيهات فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا – الكاتب حر فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة والفكر , وهكذا قل في المواطن الفرد بالنسبة للمبادئ والأهداف التي وضعها المجموع , وكان هو أحد أفراد ذلك المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته , على أن تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة .

استنتاج الكاتب النتائج من المقدمات السابقة :

Ì            وبقي أن نستنتج النتائج من هذه المقدمات : إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو : هل الإرادة التي أطلقت الشعب يوم انتصاره هي بالضرورة إرادة عمل وتغيير (لأن العمل هو معنى الإرادة كما قدمنا) فما الذي نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل تحقيقه نغير ما نغيره ؟

 

التفصيلات الجزئية التي يراد تغييرها :

Ì            إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نَعُد التفصيلات الجزئية التي يراد تغييرها , كأن تحصر الأفراد الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض , وأن يعلموا بعد جهل , وأن يطعموا بعد جوع , وأن يكتسوا بعد عري , وكأن نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف , والحشرات التي لابد لها أن تباد , والأرض التي لابد لها أن تزرع - والمصانع التي لابد لها أن تقام ... تلك تفصيلات جزئية تعد بألوف الألوف , لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة العدد , ثم تندرج هذه المبادئ بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما لا نريده لحياتنا الجديدة , فإذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها .

 

العلاقة بين إرادة التغيير وتوحيد مفهوم العام والخاص :

Ì            ولا تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص , فتلك من أولى القيم التي لا بد من بثها في النفوس وترسيخها في الأذهان , فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي أحرص ما نكون على الملك الخاص , وأشد ما نكون إهمالا للملك العام , فالفرق في أنظارنا بعيد بين العناية الواجبة بالابن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد , بين العناية بتنظيف الدار من الداخل والعناية بتنظيف الطرق , الفرق في أنظارنا بعيد بين المال نملكه , والمال تملكه الدولة وللجميع , بين العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي يستغلها , والمستشفى العام يديره الطبيب نفسه ولكنه يديره باسم الدولة .

 

الفرق بين الأنا والهو :

Ì            الفرق في أنظارنا بعيد بين معنى "أنا" ، و"نحن" ، وبين "هو " ، و"هم" فمازال الذي يشغلنا هو هذه " الأنا" و"النحن" اللتان لا تعنيان أكثر من الأسرة وحدودها ، وأما "هو" و"هم" اللتان تمتدان لتشملا أبناء الوطن جميعا فما

Ì            تزالان في أوهامنا , تدلان على ما يشبه الأشباح التي لا يؤذيها التجويع والتعذيب .

 

أثر إرادة التغير فى حياتنا :

Ì            ولا تكون إرادة التغير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا لم ننقل مواضع الزهو ، فبدل أن يـُزهى المرء بنفسه لأنه ليس مضطرا للخضوع للقانون كما يخضع له عامة السواد , يـُزهى المرء بنفسه بقدر ما هو خاضع لقانون الدولة , سواء جاء خضوعه هذا علانية أمام الملأ أو سرا في الخفاء , فنحن بحكم التقليد الاجتماعي الذي ورثناه ما نزال نعلي من مكانة الذين لا تسري عليهم القوانين سريانها على الجماهير , فإذا قيل مثلا – يكون اللحم بمقدار , ويكون السكر والزيت بمقدار , رأيت صاحب المكانة الاجتماعية قد ملأ داره ودار أقربائه وأصدقائه لحما وسكرا وزيتا , لأنه لا يكون صاحب جاه – بحكم التقليد –  إلا إذا كان في وسعه الإفلات من حكم القانون .

Ì            الإرادة هي نفسها إرادة التغيير لمجرد تبديل وضع بوضع بغير قيود ولا شروط , بل يكون تبديل وضع أعلى بوضع أدنى , ومقياس التفاوت في العلو إنما يقاس بعدد المواطنين الذين يلتفون بالوضع الجديد .

 

المهم في إرادة التغيير :

Ì            المهم في إرادة التغيير أن نعرف ماذا نغير من حياتنا ؟ كيف نغيره ؟ والذي نريد له أن يتغيرهو القيم التي نقيس بها أوجه الحياة , وكيفية تغييرها هي أن نختار لكل موقف معيارا من شأنه أن يحقق أكبر نفع وقوة وكرامة واستنارة وأمن لأكبر عدد من أبناء الشعب .

 

المفردات

الإرادة : العَزِيمَةٌ × التثبيط / الهَدَفُ : الغرض / يزيل : يمحو × يثبت / يحول : يمنع × يبيح / شريطة : شَرْط ج شريطات وشرائطُ × إباحة / آلة : أداة / مسخرة : مُذَلَّلَةٌ / الأدنى : الأقل × الأكثر / متضايفات : مجتمعات × متفرقات / شقها : نصفها ج شقوق / ضئيل : قَلِيلٌ ج ضِئال وضُؤلاء × ضخم / جسيم : خَطِيرٌ ج جِسام × هين / خلاء : خَالٍ × ممتلئ / أداؤه : إِكْمَالِه × إهماله / صلاته : ارتباطه × انفصاله  / المِدَادُ : حِبْر ج أمِدّة / جَوْفُ : باطن ج : أَجْوَافٌ / انتثر : تفرّق × تجمع / اليَبَابُ : الخَراب × العمار / يوضح : يبين × يخفى / إبْرَازَ : إِظْهَار × إخفاء / ذو : صَاحِبُ ج : ذوو ، المؤنث : ذات ، ج : ذوات / الوَحْدَة العُضْويَّة : الترابطٌ المنطقيّ / نحو : جهة ج أنحاءٌ ، نُحُوٌّ / أهدافه : أغراضُه م هَدَفُ / نقرره : نبيحه × نمنعه / تَمْهِيداً : إعْدَاداً لَهُ / تضمن : تكفل /  رسم : جهز / التعارض : اِخْتِلاَفٌ × التوافق / منخرطا : داخلا فيه × منصرفا / يساير : يجارى × يعارض / اِلْتِمَاسُ : طَلَب × رفض / ملائما : مناسبا × مخالفا / جدا : جادّا × هزلا / قواعد : أَسس م قَاعِدَةُ / حرمان : منع × إباحة / المبادئ : القيم × الانحلال / يخطها : يكتبها × يمحو / صياغتها : إِنْشَاؤُهَا / ففضلا : زيادة × نقص/ لا يجيز : لا يبيح / ملتزما : مُتَعَهِّدٌا / طائفة : جماعة × الفرد / مناشطه : نشاطه / الضَّرورَةُ : الحاجَةُ ج ضَرُورات ، ضَرَائِرُ / نعد : نحسب / تحصر : تعد × تطلق / تباد : تهلك × تبقى / تندرج : تدخل / المعايير :المقاييس م معيار / بأسرها : بأجمعها / قيد : مقدار / أنملة : عقلة الإصبع ج أنامل ، قيد أنملة : بقي حيثُ هو / أذهاننا : عقولنا م ذهن / لا بد : لا مفر/ بثها : نشرها × كتمانها / ترسيخها : تثبيت / العناية : الاهتمام × الإهمال/ الواجبة : اللازمة / يديرها : يدبرها × يهملها / يستغلها : يستعملها / الأنا : إدراك الشَّخص لذاته × الغير/ لا تعنيان : لا تهتمان / أوهامنا : أذهاننا / الأشباح :  الأوهام  م شَبَح × الحقائق / يؤذيها : يضرها × ينفعها / الزهو : الفخر × التواضع / يـُزهى : يفتخر/ / مضطرا : مجبرا × مختارا / للخضوع : الاستسلام × التمرد / السواد : أَغْلَب ج أسْوِدة ، أساوِدُ / الملأ : الجماعة ج أملاءٌ × الفرد / لا تسري : لا تَسير / جاه : منصب / وسعه : طاقته / الإفلات : الهروب × الإمساك / قيود : شروط م قيد × تحرر / أدنى : أقل × أكثر / يلتفون : يجتمعون/ معيارا : مقياس / استنارة : استضاءة × ظلمة .

 

المناقشة

1.ما مفهوم الإرادة ؟ وما شرطها ؟

Ì            الإرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف , ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه .

Ì            الشرط : أن يكون الهدف هو هدفك أنت , وإلا كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف .

 

2.ما الدليل على أن إرادة الفعل تساوى الإرادة ؟

Ì            إذا كانت الإرادة هي نفسها الفعل , فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة  الفعل لا يزيد شيئا عن قولك الإرادة , لأن هذه لا تكون بغير فعل , كما لا يكون الوالد والدا بغير ولد , ولا يكون اليمين بغير اليسار , ولا يكون البعيد بغير القريب , ولا الأعلى بدون الأدنى , كل هذه متضايفات لا يتم المعنى لأحدها بغير أن تضاف إلى شقها الآخر .

 

3.كيف يؤدى الفعل إلى التغيير؟ وما الدليل ؟

Ì            ونخطو خطوة أخرى فنقول إنه إذا كان لا إرادة بغير فعل فكذلك لا فعل بدون تغيير وسواء كان التغيير ضئيلا أو جسيما فهو تغيير, إنك لا تفعل الفعل في خلاء بل تفعل الفعل – أي فعل كان – تحرك به شيئا فيتغير مكانه ليتغير أداؤه , وتتغير صلاته بالأشياء الأخرى .

Ì            الدليل : كان الحجر هنا على الجبل فأصبح جزءا من الجدار , وكان الماء هنا في النهر فأصبح هناك في أنابيب المنازل , كان المداد هنا في الزجاجة فأصبح في جوف القلم ثم انتثر على الورق كتابة يقرؤها قارئ إذا وقع عليها بصره , وكانت الأرض يبابا فزرعت , وكان الحديد مادة من خامات الأرض فصنع قضبانا ,كل إرادة فعل , وكل فعل حركة وتغيير.

 

4.ما المقصود بإرادة التغيير ؟

Ì            المقصود بإرادة التغيير: هو قول يوضح معنى الإرادة بإبراز عنصر من عناصرها .

 

5.لا إرادة بغير فعل، ولا فعل بدون تغيير. وضح ذلك مع التمثيل.

Ì            كان يكفي أن نقول عن الإنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة , وأنه في سيره نحو أهدافه كائن عاقل مريد , وأنه في إرادته فاعل , وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير .

 

6.ما العلاقة التي يريد  أن يقررها الكاتب بين الفرد والمجموع ؟

Ì            أهم ما يريد  أن يقرره الكاتب هو العلاقة بين الفرد والمجموع تلك العلاقة التي تضمن للفرد حريته , وفي الوقت نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم الأهداف, فما أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد منخرطا في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه , وأن يكون - مع ذلك حرا- في التماس الطريق الذي يراه ملائما له.

 

7.هل يوجد تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع ؟ وضح بالأمثلة.

Ì            لا يوجد تعارض بين الجانبين , إذا نحن فرقنا بين شيئين : الإطار الذي يحدد قواعد السير ثم خطوات السير في حدود ذلك الإطار , فهنالك قواعد مشتركة بين لاعبي الكرة أو لاعبي الشطرنج , لا يسمح لأحد اللاعبين بالخروج عليها , ومع ذلك فلكل لاعب كامل الحرية في أن يحرك الكرة أو قطعة الشطرنج حيث أراد في حدود قواعد اللعب .

 

8.اذكر مثلا آخر على أنه لا  تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع .

Ì            المثل الآخر : قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ لها , فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعلا أو أن يرفع مفعولا به , لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟

Ì            إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه , على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ المشتركة . وإن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار مادتها وطريقة صياغتها , ففضلا على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها , فهو لا يجيز لنفسه – مثلا – أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار يسير بسرعة عشرين كيلو مترا في الساعة , أو أن يقول إنه إذا أرادت البلاد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون من الجنيهات فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا .

 

9.متى يكون الكاتب حرا فيما يقول , وكذلك المواطن الفرد ؟

Ì            يكون الكاتب حرا فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة والفكر, والمواطن الفرد بالنسبة للمبادئ والأهداف التي وضعها المجموع, وكان هو أحد أفراد ذلك المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته , على أن تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة.

 

10.    ما الذى استنتجه الكاتب من المقدمات السابقة ؟

Ì            استنتج الكاتب : إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو : هل الإرادة التي أطلقت الشعب يوم انتصاره هي بالضرورة إرادة عمل وتغيير (لأن العمل هو معنى الإرادة كما تقدم) فما الذي نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل تحقيقه نغير ما نغيره ؟

 

11.    ماذا يحدث إذا عددنا التفصيلات الجزئية التي يراد تغييرها ؟

Ì            إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نعد التفصيلات الجزئية التي يراد تغييرها .

 

12.    ما الجزئيات التي يراد تغييرها ؟

Ì            أن تحصر الأفراد الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض , وأن يعلموا بعد جهل , وأن يطعموا بعد جوع , وأن يكتسوا بعد عري , وأن نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف, والحشرات التي لابد لها أن تباد, والأرض التي لابد لها أن تزرع ، والمصانع التي لابد لها أن تقام .

Ì            تلك تفصيلات جزئية تعد بألوف الألوف , لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة العدد , ثم تندرج هذه المبادئ بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما لا نريده لحياتنا الجديدة .

 

13.    ما أثر تغيير ما لدى القوم من معايير وقيم  ؟

Ì            إذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها .

 

14.    متي لا تحقق إرادة التغيير أثرها في حياتنا ؟ ولماذا ؟

Ì            لا تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص , فتلك من أولى القيم التي لا بد من بثها في النفوس وترسيخها في الأذهان .

Ì            فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي أحرص ما نكون على الملك الخاص , وأشد ما نكون إهمالا للملك العام .

 

15.    تكلم عن الفرق في نظرتنا إلي الأشياء المختلفة ؟

Ì            الفرق في أنظارنا بعيد بين العناية الواجبة بالابن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد , بين العناية بتنظيف الدار من الداخل والعناية بتنظيف الطرق , الفرق في أنظارنا بعيد بين المال نملكه , والمال تملكه الدولة وللجميع, بين العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي يستغلها , والمستشفى العام يديره الطبيب نفسه ولكنه يديره باسم الدولة .

 

16.    بين الفرق بين معنى "أنا" و"نحن" وبين "هو" و"هم" . و ما الذي يشغلنا ؟

Ì            الفرق في أنظارنا بعيد بين معنى "أنا" و"نحن" وبين "هو" و"هم" .

Ì            والذي يشغلنا هو هذه "الأنا" و"النحن" اللتان لا تعنيان أكثر من الأسرة وحدودها ، وأما " هو " و" هم " اللتان تمتدان لتشملا أبناء الوطن جميعا فما تزالان في أوهامنا , تدلان على ما يشبه الأشباح التي لا يؤذيها التجويع والتعذيب .

 

17.    متى تنال إرادة التغير من حياتنا ؟

Ì            لن تنال إرادة التغير من حياتنا إذا لم ننقل مواضع الزهو ، فبدل أن يُزهى المرء بنفسه لأنه ليس مضطرا للخضوع للقانون كما يخضع له عامة السواد , يـُزهى المرء بنفسه بقدر ما هو خاضع لقانون الدولة , سواء جاء خضوعه هذا علانية أمام الملأ أو سرا في الخفاء .

 

18.    ما أثر ما ورثناه من تقاليد اجتماعية علينا ؟

Ì            نحن بحكم التقليد الاجتماعي الذي ورثناه ما نزال نعلي من مكانة الذين لا تسري عليهم القوانين سريانها على الجماهير , فإذا قيل مثلا – يكون اللحم بمقدار, ويكون السكر والزيت بمقدار, رأيت صاحب المكانة الاجتماعية قد ملأ داره ودار أقربائه وأصدقائه لحما وسكرا وزيتا , لأنه لا يكون صاحب جاه - بحكم التقليد - إلا إذا كان في وسعه الإفلات من حكم القانون .

 

19.    متى تكون  الإرادة هي نفسها إرادة التغيير ؟

Ì            تكون الإرادة هي نفسها إرادة التغيير لمجرد تبديل وضع بوضع بغير قيود ولا شروط , بل يكون تبديل وضع أعلى بوضع أدنى .

 

20.    بم  يقاس  علو المكانة الحقيقة ؟

Ì            مقياس التفاوت في العلو إنما يقاس بعدد المواطنين الذين يلتفون بالوضع الجديد .

 

21.    ما الأمر المهم في إرادة التغيير ؟

Ì            المهم في إرادة التغيير أن نعرف ماذا نغير من حياتنا ؟ كيف نغيره ؟ والذي نريد له أن يتغير هو القيم التي نقيس بها أوجه الحياة , وكيفية تغييرها هي أن نختار لكل موقف معيارا من شأنه أن يحقق أكبر نفع وقوة وكرامة واستنارة وأمن لأكبر عدد من أبناء الشعب .

 

} الواجب {

الإرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف , ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه , شريطة أن يكون الهدف هو هدفك أنت , وإلا كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف . وإذا كانت الإرادة هي نفسها الفعل , فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل لا يزيد شيئا عن قولك الإرادة , لأن هذه لا تكون بغير فعل , كما لا يكون الوالد والدا بغير ولد , ولا يكون اليمين بغير اليسار , ولا يكون البعيد بغير القريب , ولا الأعلى بدون الأدنى , كل هذه متضايفات لا يتم المعنى لأحدها بغير أن تضاف إلى شقها الآخر .

 

أ) تخير الصواب مما بين القوسين:

1- معنى كلمة (مسخرة):        (مُسْتَغَلة - مُذَلَّلَةٌ - مُسْتَثْمرة - الكل)

2- جمع كلمة (شريطة):      (أشرطة - شُرُط - شرائط - شُرطان)

3- جمع كلمة (هدف):           (هداديف- أهداف- هواديف- هُدف)

4- مضاد كلمة (يزيل):      (يمحو - يثبت - يكمل - يحمل)

5- مضاد كلمة (يحول):      (يحقق- يبيح- ييسر- يناصر)

ب) ما الفِكَر الرئيسة التي يدور حولها الموضوع؟ وما العلاقة بين الإرادة والعمل؟

ج) حدد الكاتب شرطا لا تكون الإرادة إلا به وضحه.

د) ما المترتب على هذه العبارة: (وإذا كانت الإرادة هي نفسها الفعل.....)؟

هـ) ذكر الكاتب العديد من الأمثلة للتدليل على فكرته السابقة .. اذكر بعضها.

 

â نصيب العرب من حضارة العالم /  عباس محمود العقاد á

وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب :

Ì                        نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق .

Ì                        كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز ولا تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولكنها هي الأمة العربية في أصولها وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث لأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

Ì                        أصح اعتبار نلاحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا الاعتبار الذي يعود بنا إلى الأصول العريقة منذ أقدم العهود التاريخية لأنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم الاسم المصطلح عليه فيما بينهم وبين الأمم التي تجاورهم لأن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف الأسماء  . وعلى هذا الاعتبار يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة  بغير استثناء

 

أيام الأسبوع من وحي الحضارة العربية :

Ì                        ولا حاجة هنا إلى الإحصاء الطويل لبيان المراجع والأسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من الأيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت الأيام إلى أسابيع وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع –  زحل – أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد , ومن الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن الأمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا الأثر في تسميته أيام الأسبوع دون الأمم الشرقية وقلما يفهم الأوربيون في عصرنا أنهم يروون أقوال العرب الأقدمين حين يسمون " الأربعاء " بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون يوم " السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .

 

العربية تدخل اللغات الأوربية :

Ì                        على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولا حاجة هنا أيضا إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد لأننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه .

Ì                        فكم بلغ من شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم قبل أن يأخذوا من العرب كلمة " القميص " بحروفها وكم بلغ من شيوع تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ؟ وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو الإقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة ؟ وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة الضاد .

Ì                        لا ريب أن شيوع هذه الكلمات " المعيشة " يدل على أثر واسع من ذلك الأثر بكثير لأنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى المدرسة والبيت وإلى ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه .

 

والأرقام من عندنا :

Ì                        إلا أن الحروف والأرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غناء الأسفار والشروح لأن الأبجدية برسومها منقولة إلى الأمم التي اشتهرت بين القوم باسم الأرقام العربية ولاسيما رقم ( الصفر ) الذي تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعا .

Ì                        ولا خلاف بين الباحثين على الرجوع بأوائل الأبجدية إلى حجر ( سيناء ) المشهور أو على سريان الأبجدية إلى بلاد النبط في الشمال وبلاد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين .

Ì                        ومهما يكن من رأي في الأصول والنقول فالأمر الذي لا شبهة فيه أن الـ ( ABC ) هي أبجد بعينها وأن الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البادية العربية ولا يوجد حرف من الأبجدية وحده ما لم يكن مصحوبا بغيره من الحروف .

والطب والكيمياء عربيان :

Ì                        وفي الطب يكفي أن يقال أن جامعة ( لوفان ) لم تعرف إلى القرن السابع عشرا مرجعا للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء .

Ì                        وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض - هو ماء الفضة - لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون .

 

حتى في الأدب :

Ì                        وقد يسبق إلى الخاطر أن الأدب الأوربي ميدان لا يتسع للاقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث الفكرية لاختلاف اللغة واختلاف قواعدها من أساسها بين الشعبة الآرية والشعبة السامية من اللغات .

Ì                        إلا أننا لا نقرأ بوكاشيو الإيطلي في (صبحاته العشرة) ولا سرفانتيز الأسباني في (دون كيشوت) ولا شكسبير الإنجليزي في رواية (العبرة بالخواتيم) ولا دانتي الإيطلي في (القصة الإلهية) إلا تبين لنا على التحقيق أنهم مدينون لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما .

 

حضارة العرب توسطت الحضارات زمانا ومكانا :

Ì                        هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم لا تعدو  أن تكون عنوانا مجملا لهذا الموضوع المستفيض الذي لا يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث .

Ì                        ولكننا لا نبلغ بهذه الإلمامة حقها من الإنصاف ما لم ندخل في حسابتنا تلك المنزلة الوسطى التي امتازت بها حضارة العرب في حيز المكان وحيز الزمان على السواء , ونعني بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب , متوسطة في زمانها بين حضارات القرون الأولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى الآن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجما وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .

المفردات

Ì                        نشأت : تولّدت / الحضارة : التمدُّن × البداوة / الأقاليم : المناطق م إقليم / نيف : عدَد مِنَ الوَاحِدِ إِلَى الثَّلاَثَةِ / بداءته : نشْأتُه / التحقيق : التأكيدٍ / تترحل : تتنقل × تقيم / وادي : منفرج بين مرتفعات ج أَوْديةٌ ، أَوادِيَةٌ ، وُدْيانٌ / بادية : الصحراء ج بوادي/ مغاني : م المَغْنَى وهو المنزلُ الذي غَنِيَ به أَهلُه / النبط : منطقة بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالأُرْدُنِ ، ج أنباط ونبوط/ اشتهر : عرف / الخصوص : َبِالتَّحْدِيدِ / أصولها : مَنْشَأ م أصل / سماتها : صفاتها / عادة  : حالةُ ج : عادٌ ، عادات ، عوائد / اعتبار : التقدير والاحترام / النظر : التأمل / نصيب : الحظُّ ج  أنصباءُ و أنصبة و نُصُب / العريقة : الأصيلة / يميزه : يفضّله / أمزجة  : ج  مِزاج / أطوار : م الطور الأحوال / المصطلح : المتفق عليه / تجاورهم : تلاصقهم / يتسع : يمتد × يضيق / غاية : نهاية ج غاي وغايات / المشروع : المباح / يشمل :  يضم  / المعمورة : الآهلة بالسكان × المهجورة / استثناء : استبعاد / الإحصاء  : العد والحصر / بيان : إيضاح × إبهام / الأسانيد : أدلة وبراهين م إسناد  / مطلع شمس  : مشرقها / العجيبة : الغريبة ج عجيبات وعجائبُ / يروون  : يذكرون / نهاية المطاف: في آخر الأمر / ساهمت : شاركت/ أوفى : أكثر / الإسهاب : التَّوَسُّعُ × الإيجاز / بضع : العدد من 3 :9 / مترددة : متكررة / تغني : تكفي / دلالتها : برهان  ج  دلائلُ ، ودلالات / الشروح : التَفْسِيًر م الشرح / تغلغل : تعمق / جده : اجتهاده × هزله / بلغ : وصل / شيوع : انتشار × انحصار / النقارة : ما يتساقط من نَقْر الحجارة والخشب / الإقليد : المفتاح ج أقاليد وأقلاد  / المصحفة : المغيرة / لا ريب : لا شك / يمتد : يصل إلى / ضرورات : الحاجات الأساسية × الثانويات /الكساء: اللباس ج أكسية  /أفانين : أنْوَاعُ  م أُفْنُونٌ / أمد: الوَقْتُ ج آماد / أشواط : مراحل م شوط /غناء : كفاية × حاجة / برسومها : خطوطها م رسم / لاسيما : خاصة / تذللت : خضعت / سريان : جريان / النقول : الروايات المنقولة م نقل / الشُّبْهَةُ :  غموض ، شكّ ج شُبُهات وشُبْهات وشُبَه / الرقعة : القطعة ج رُقُعات ورُقْعات ورِقاع ورُقَع / مصحوبا : مُرْفَقاً  / العقاقير : م عَقّار عِقِّيرُ وهو أَصلُ الدَّواء  /ميدان : مجال / الاقتباس : الأخذ / الشعبة : الفِرْقةُ ج شِعاب وشُعَب / الآرية : جنس بعضه في الهند وإيران وبعضه في أوربة / السامية : مجموعة لغات شاعت في أفريقيا وأسيا / تبين : اتضح × أخفي / تعدو : تتجاوز وتزيد / مجملا : مختصرا / المستفيض : المتوسع / يحاط : يحصر/ نبغيه : نرجوه / العرض : التبسيط ج عُروضٌ ، عِراضٌ ، أَعْراضٌ / الموجز : المختصر / نلم : ندرك / إنصاف : عدل / تتبوأه : تحتله / أرقى : أسمى / حساباتنا : تقديرات / حيز : حد / السدود : الموانع م سد .

المناقشة

1.متى وجد العرب ؟

Ì                        وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب .

 

2.أين ومتى نشأت الحضارة العربية ؟

Ì                        نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق .

 

3.كيف وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ؟

Ì                        كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز ولا تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولكنها هي الأمة العربية في أصولها وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث لأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

 

4.ما أصح اعتبار نلاحظه في النظر إلى حضارة العرب ؟

Ì                        أصح اعتبار نلاحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا الاعتبار الذي يعود بنا إلى الأصول العريقة منذ أقدم العهود التاريخية ؛ لأنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم الاسم المصطلح عليه فيما بينهم وبين الأمم التي تجاورهم لأن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف الأسماء .

 

5.وضح مدى أثر العرب في حضارة العالم .

Ì                        يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع ، ويكاد يشمل الكرة الأرضية من جملة أطرافها المعمورة  بغير استثناء .

 

6.ما الدليل على أن أيام الأسبوع من وحي الحضارة العربية ؟

Ì                        إن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من الأيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين . ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت الأيام إلى أسابيع وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع - زحل - أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد .

 

7.ما الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات ؟

Ì                        الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن الأمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا الأثر في تسميته أيام الأسبوع دون الأمم الشرقية وقلما يفهم الأوربيون في عصرنا أنهم يروون أقوال العرب الأقدمين حين يسمون " الأربعاء " بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون يوم " السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .

 

8.على أى شىء تدل بعض الكلمات العربية فى اللغات الأوربية ؟

Ì                        تدل على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولا حاجة هنا أيضا إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد لأننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه .

 

9.دلل على شيوع الحضارة العربية في معيشة الغرب .

Ì                        لقد بلغ من شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم قبل أن يأخذوا من العرب كلمة "القميص" بحروفها وكم بلغ من شيوع تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ؟ وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو الإقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة؟ وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة لضاد.

10.    علام يدل شيوع بعض الكلمات العربية فى معيشة الغرب ؟

Ì                        لا ريب أن شيوع هذه الكلمات "المعيشة" يدل على أثر واسع ؛ لأنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى المدرسة والبيت وإلى ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه .

 

11.    دلل على أن الأرقام أصلها من عند العرب .

Ì                        إن الحروف والأرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غناء الأسفار والشروح لأن الأبجدية برسومها منقولة إلى الأمم التي اشتهرت بين القوم باسم الأرقام العربية ولاسيما رقم ( الصفر ) الذي تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعا .

 

12.    اذكر رأى الباحثين فى أوائل الأبجدية .

Ì                        لا خلاف بين الباحثين على الرجوع بأوائل الأبجدية إلى حجر (سيناء) المشهور أو على سريان الأبجدية إلى بلاد النبط في الشمال وبلاد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين .

Ì                        ومهما يكن من رأي في الأصول والنقول فالأمر الذي لا شبهة فيه أن الـ (ABC) هي أبجد بعينها وأن الجيم في الأبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من الأرض حيوان أصيل في البادية العربية ولا يوجد حرف من الأبجدية وحده ما لم يكن مصحوبا بغيره من الحروف .

 

13.    ما الدليل على أن الطب والكيمياء عربيان ؟

Ì                        في الطب يكفي أن يقال أن جامعة (لوفان) لم تعرف إلى القرن السابع عشر مرجعا للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء .

Ì                        وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض – هو ماء الفضة – لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون .

 

14.    ما أثر الأدب العربى فى أن الأدب الأوربي ؟

Ì                        وقد يسبق إلى الخاطر أن الأدب الأوربي ميدان لا يتسع للاقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث الفكرية لاختلاف اللغة واختلاف قواعدها من أساسها بين الشعبة الآرية والشعبة السامية من اللغات .

 

15.    ما الدليل على تأثر كتاب الغرب بالأدب العربى ؟

Ì                        الدليل أننا لا نقرأ بوكاشيو الإيطلي في (صبحاته العشرة) ولا سرفانتيز الأسباني في (دون كيشوت) ولا شكسبير الإنجليزي في رواية (العبرة بالخواتيم) ولا دانتي الإيطلي في (القصة الإلهية) إلا تبين لنا على التحقيق أنهم مدينون لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما .

 

16.    ما الذى تعكسه هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم  ؟

Ì                        هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم لا تعدو  أن تكون عنوانا مجملا لهذا الموضوع المستفيض الذي لا يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات الإنسانية في تاريخها القديم والحديث .

 

17.    بم  امتازت حضارة العرب في حيز المكان وحيز الزمان ؟

Ì                        امتازت حضارة العرب بالمنزلة الوسطى في حيز المكان وحيز الزمان على السواء .

 

18.    ماذا نعنى بالمنزلة الوسطى ؟

Ì                        نعني بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب , متوسطة في زمانها بين حضارات القرون الأولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى الآن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجما وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .

 

} الواجب {

 

س1 -

نشأت الحضارة العربية في الأقاليم المتوسطة بين القارات الثلاث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن لا تعرف الآن بداءته على وجه التحقيق . كانت الأمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال الحجاز ولا تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولكنها هي الأمة العربية في أصولها وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث لأن الأسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .

1.تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " بداءته " :               ( ظهوره – نشأته  - تخلفه )

Ì            مقابل " الحديث " :               ( القديم - الحادث - الحدوث)

Ì            مفرد "مغانى " :         ( المرغنى – المغنى -  المغنى)

Ì            جمع "قرن ":             ( قرون -  قرائن - قرناء)

2.أين ومتى نشأت الحضارة العربية ؟

3.كيف وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ؟

 

س2 -

ولا حاجة هنا إلى الإحصاء الطويل لبيان المراجع والأسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من الأيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت الأيام إلى أسابيع وقسمت الأسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع –  زحل – أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد , ومن الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن الأمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا.

1.تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " الإحصاء " :                         ( العديد – العد والحصر – الجمع والطرح )

Ì            مقابل " الحضارة " :                  ( التخلف – البداوة  - الحياة )

Ì            مفرد " الكواكب" :           ( الكوكب – الكيكب  -  الكيب)

Ì            جمع " حاجة ":                   ( حاج - حاجات - كلاهما)

2.دلل على أثر الحضارة العربية فى حضارة العالم ؟

3.ما الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات ؟

 

س3 -

على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ولا حاجة هنا أيضا إلى الإسهاب في بيان المراجع والأسانيد لأننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية لا تزال في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني دلالتها عن دلالة الشروح المطولة لأنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية التي تلازم المرء في داره وفي موطن عمله كما تلازمه في جده ولهوه .

(أ) تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " ساهمت " :                         ( شاركت - سافرت - سابقت )

Ì            مقابل " نستغنى " :                      ( نرغب - نريد – نحتاج )

Ì            مفرد " الشروح" :           ( الشارح - الشريح - الشرح)

Ì            جمع " المعيشة":              ( المعايش- المعاشات - المياعش)

(ب) بم ساهمت الحضارة العربية في التاريخ الإنساني بعد ظهور الدعوة الإسلامية ؟

(ج) دلل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية .

 

â أبو الريحان البيروني /  عبد الحليم منتصر á

اعتراف المستشرقين بفضل البيرونى .

Ì                        البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ، يقول عنه أحد المستشرقين "إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ وإنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء فى كل العصور ، ويقول "مايرهوف" : اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعي الأفق الذين تزدان بهم الحضارة العلمية الإسلامية .

 

رأى المستشرق الأمريكى "إيريوبوب" فى البيرونى :

Ì                        ويقول المستشرق الأمريكى "إيريوبوب:- فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون لاسم البيرونى مكانة رفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علم الإنسان أو علم المعادن دون الإقرار بمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم .

Ì                        والحق أن قلة من المؤرخين الأجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما الأغلبية الساحقة فقد أعماها الحقد والتعصب فلم تعترف لهم بأى فضل ، وكما تقول الدكتورة "سيجريد هونكة ": - "إنه من كل مائة كتاب تبحث فى تاريخ العلم يوجد اثنان فقط يعترفان ببعض".

 

الأمة الإسلامية منارة العلم :

Ì                        وفى الحق أن الأمة العربية قد واتتها ظروف طيبة جعلت لها مركزًا قياديًا فى العلم ، نهلت من العلم الإغريقى وترجمت الكتب الإغريقية والفارسية والهندية والسريانية ومن المستحيل أن نتصور أن أمة تنقل علوم أمة أخرى دون أن تكون قد بلغت من التقدم العلمى والحضارى ما يؤهلها لاستيعاب هذا العلم الذى تنقله ولا تعرف أمة فى التاريخ عنيت بالعلم ، كما عنيت الأمة العربية بالعلم فى العصر الإسلامى الزاهى ؛ حتى كان العلم والحركة العلمية جزءًا من حياتها وكيانها .

 

حياة البيرونى ومكانته العلمية :

Ì                        ويعتبر البيرونى ثالث الثلاثة الذين يزدهى بهم العلم فى كل عصر وآن ، سطعوا فى سماء الحضارة العلمية وكان كل منهم هو الأعلى كعبًا والأرسخ قدمًا فى علمه وفنه أما الثلاثة فهم " اين سينا ، وابن الهيثم ، والبيرونى . وأما العصر الذى نشأوا فيه هو الحقبة الممتدة من منتصف القرن الرابع الهجرى حتى منتصف القرن الخامس .

Ì                        وهو أبو الريحان محمد بن أحمد الفلكى ولد بضاحية من ضواحى خوارزم سنة 362 هـ ، زار العواصم العربية ، وعاش فى الهند زمنًا طويلاً وتوفى فى سنة 440 هـ ، بعد أن عمر نحو ثمانين عامًا حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ولم يقتصر على دراسة العلوم الطبيعية والرياضية والتأليف فيها ولكنه ألف فى التاريخ والجغرافيا كما ألف فى الفلك والرياضيات والمثلثات.

 

رحلات البيرونى واسهاماته العليمة :

Ì                        وقد زار الهند فى حداثته وأمضى بها أربعين عامًا استقصى فيها حوادث الهند وأخبارها وأساطيرها ووصف عاداتها وأخلاقها وأزياءها فى إفاضةٍ عجيبة وخرج على الناس بكتابه المشهور "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة" . ولقد أجمع النقاد على أن تأليفه فى التاريخ من خير المراجع لاستطلاع أخبار الشعوب الشرقية وحوادثها وأساليب معيشتها .

 

البيرونى يستقر فى البلاط الغزنوى :

Ì                        ولما عاد البيرونى من الهند استقر فى البلاط الغزنوى وأهدى إلى السلطان المسعودى رسالة فى علم الفلك عنوانها "القانون المسعودى فى الهيئة والنجوم " وهى عبارة عن كتاب ضخم يقع فى ثلاثة أجزاء ويروى أن السلطان أراد أن يكافئه على هذا العمل العظيم فأرسل إليه ثلاثة جمال تنوء بأحمالها من نقود وفضة فردها البيرونى قائلا : إنه إنما يخدم العلم للعلم ، وفى السنة نفسها التى أخرج فيها البيرونى هذه الرسالة الفلكية كتب رسالة أخرى فى الهندسة والحساب والتنجيم عنوانها "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم" وله كتاب فى المادة الطبية "كتاب الصيدلة " كما ألف كتابًا فى الجواهر عنوانه "الجماهر فى معرفة الجواهر" ورسالة فى المعادن .

 

فضل الهند على البيرونى :

Ì                        لقد أفاد البيرونى أعظم فائدة من رحلة الهند ، فقد درس هناك العلوم اليونانية كما حذق (مهر فيها) العلوم الهندية وقد نشر المستشرق "سخاو" كتابه عن الهند كما نشر كتابه العظيم "الآثار الباقية عن القرون الخالية".

عبقرية البيرونى الفذة :

Ì                        والواقع أن البيرونى قد تميز فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال : فهو فى التاريخ  مؤرخ محقق مدقق ، واسع الاطلاع ، وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات  رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين .

 

كتب البيرونى فى علم الفلك :

Ì                        لقد حصرت مؤلفات البيرونى ما بين مطبوع ومخطوط وموجود ومفقود فإذا بها تبلغ مائة وثمانين كتابًا ورسالة . وقد كتب البيرونى معظم مؤلفاته باللغة العربية ، ولقد كان بارعًا فى الكتابة باللغة الفارسية كذلك ، وفى دور الكتب الأوربية جملة طيبة من مؤلفاته القيمة يرجع إليها المستشرقون فى بحوثهم ودراساتهم .

Ì                        وللبيرونى رسالة فى الأبعاد والأجرام يتكلم فيها عن مساحة الأرض وبعد القمر من الأرض ، ومقدار جرم القمر من جرم الأرض وقطر الشمس ومقدار ظل القمر ثم أبعاد وأحجام عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل .... وإلخ.

 

خصال البيرونى الحميدة :

Ì                        وقد تميز البيرونى بالصفات الأساسية التى تخلق العالم وتميزه من عبقرية فذة إلى ذكاء نادر متوقد مع صبر ومصابرة، ومثابرة وجلد على العمل قل أن عرف له نظير ، إلى دقة فى الملاحظة وبراعة فى الاستقرار مع زهد فى المال والسلطان وعلو عن الصغائر حتى قيل عنه بحق "إن البيرونى مظهر من مظاهر الشمول وعدم التقيد بزمن ، شأن العقول العظيمة ".

 

تكريم بعض الدول للبيرونى :

Ì                        وأنه لفى الإمكان تجميع عدد كبير من الاقتباسات من مؤلفات البيرونى ، كتبها منذ أكثر من ألف سنة وإنها لتسبق كثيرًا من المناهج العقلية التى يفترض اليوم أنها حديثة .

Ì                        لقد أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية سنة 1951 مجلدًا تذكاريًا بعنوان "البيرونى " نشر تحت إشراف المستشرق تولستوف بمناسبة مرور ألف سنة هجرية على مولده .

Ì                        كما أصدر فى الهند المجلد التذكارى للبيرونى سنة 1951 يحوى عشرات البحوث والمقالات عن البيرونى وذلك احتفالاً بذكراه واعترافًا بفضله على العلمِ والإنسانية ِ.

 

المفردات

Ì                        يتميز : يتفرد / الحضارة : التمدُن ×  البداوة / المستشرقين : المُخْتَصٌّ بِاللُّغَاتِ وَالآدَابِ وَالعُلُومِ الشَّرْقِيَّةِ / أضخم : أكبر/ أبرز : أظهر / موكب : جماعة ج مواكب / الأفق : النَّاحية ج آفاقٌ الأُفُق / تزدان : تَتزَيَّنَ ، تتَجَمَّلَ / تحوى : تحتويه / أكابر : م أكبر أشرف / مكانة: منزلة / رفيعة : عالية × وضيعة / المستحيل : ما لا يمكن وقوعه ×  الجائز / الإقرار : الاعتراف / مساهمة : مشاركة / المؤرخين : كتاب التَّاريخ / أنصفت : عدلت / الأغلبية : الأكْثَرِيَّةٍ / الحقد : الكره / التعصب: التشدد × التسامح / واتتها : طاوعتها / قياديًا : متقدما / نهلت : شربت حتى ارتوت × ظمأت / بلغت : حققت / يؤهلها : يعدَّها / استيعاب : فهْم / عنيت : اهتمت / الزاهى : المُشْرِقٌ / كيانها : وجود ج كِيانات / يعتبر : يعد /  يزدهي : يفتخر / آن : زمن ج آوِنَةٌ / سطعوا : ظَهَرَوا / الأعلى كعبًا :الأرفع شأنا × الأحقر / الأرسخ : الأثبت / نشأوا: شبوا ونموا / الحقبة: مدة من الزمن ج  حقب / ضاحية : ناحية ج ضواحٍ / حافلة : مليئة / يقتصر : يكْتَفَى بِهِ / أمضى : قضى/ أساطير : الأباطيلُ والأحاديثُ العَجيبةُ م  أُسْطُورَةُ / عادات : م عَادَةُ /  أزياء : الهيئةُ والمنظر م زي / إفاضةٍ : توسع  / المشهور : × المغمور / مرذولة : رديئة / استقر : ثبت / البلاط : قَصْر الحاكم / الهيئة : الحالة / ضخم : كبير / يروى : يحكي / يكافئه : يجازيه / تنوء : تثقل × تخف / أحمالها : أثقالها م حِمل / التنجيم : التنبؤ بالمستقبل / الجواهر : حقيقة الشيء م جَوهَر / الجماهر : الحَشْدٌ ، والجَمْعٌ م جَمهَرة / حذق : مهر / الخالية : الماضية / تميز : انفرد / متباينة : مختلفة / غاية : النهاية ج غاي غايات /  عبقرية : ذكاء شديد / نادرة : قليلة الحدوث / مدقق : متفحص / واسع الاطلاع : عالما بها / حصرت : جمعت / مفقود : ضائع /  تبلغ : تصل إلى / بارعًا : متمكنا / جملة : مجموعة / طيبة : المقصود كثيرة /  القيمة : المُسْتَقِيمَةٌ تُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ / الأجرام : الأجسام م جِرم / فذة : منفردة / ذكاء متوقد : ذكاء شديد / مصابرة : الصَّبر والتحمُّل /  مثابرة : مواظبة / جلد : تحمل / نظير : مثيل وشبيه ج نظراء ونظائر / زهد : تَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا / علو : سمو / الصغائر : الِتَوَافِهِ م الصغيرة / مظهر : مثال / الإمكان : القدرة والاستطاعة / الاقتباسات : ما ينقل ويؤخذ من الكتب وغيرها / أصدرت : نشرت / نشر : وزع / اعترافًا : تقريرا ِ.

المناقشة

1.ماذا تعرف  عن البيرونى ؟

Ì                        البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ، يقول عنه أحد المستشرقين : "إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ ، وإنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء فى كل العصور.

 

2.ماذا قال المستشرق " مايرهوف " عن  البيرونى ؟

Ì                        يقول "مايرهوف" : اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعى الأفق الذين تزدان بهم الحضارة العلمية الإسلامية .

 

3.اذكر رأى المستشرق الأمريكى "إيريوبوب " فى البيرونى .

Ì                        يقول المستشرق الأمريكى "إيريوبوب : فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون لاسم البيرونى مكانة رفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علم الإنسان أو علم المعادن دون الإقرار بمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم .

 

4.تحدث عن موقف المؤرخين الأجانب من العلماء العرب .

Ì                        الحق أن قلة من المؤرخين الأجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما الأغلبية الساحقة فقد أعماها الحقد والتعصب فلم تعترف لهم بأى فضل ، وكما تقول الدكتورة "سيجريد هونكة " : إنه من كل مائة كتاب تبحث فى تاريخ العلم يوجد اثنان فقط يعترفان ببعض.

 

5.كيف أصبحت الأمة العربية منارة ومركزا قياديا للعلم فى العالم ؟

Ì                        إن الأمة العربية قد واتتها ظروف طيبة جعلت لها مركزًا قياديًا فى العلم ، نهلت من العلم الإغريقى وترجمت الكتب الإغريقية والفارسية والهندية والسريانية .

 

6.كيف ساهمت الحضارات الأخرى فى التقدم العلمى للعرب ؟

Ì                        لقد ساهمت الحضارات الأخرى فى التقدم العلمى للعرب لأنه من المستحيل أن نتصور أن أمة تنقل علوم أمة أخرى دون أن تكون قد بلغت من التقدم العلمى والحضارى ما يؤهلها لاستيعاب هذا العلم الذى تنقله .

 

7.ما مدى عناية الأمة الإسلامية  بالعلم  ؟

Ì                        لا تعرف أمة فى التاريخ عنيت بالعلم ، كما عنيت الأمة العربية به فى العصر الإسلامى الزاهى ؛ حتى كان العلم والحركة العلمية جزءًا من حياتها وكيانها .

 

8.وضح مكانة البيرونى بين  العلماء الذين سطعوا فى سماء العلم .

Ì                        يعتبر البيرونى ثالث الثلاثة الذين يزدهى بهم العلم فى كل عصر وآن ، سطعوا فى سماء الحضارة العلمية وكان كل منهم هو الأعلى كعبًا والأرسخ قدمًا فى علمه وفنه وهم : ابن سينا ، وابن الهيثم ، والبيرونى .

 

9.فى أى حقبة زمنية ظهروا ؟

Ì                        أما العصر الذى نشأوا فيه هو الحقبة الممتدة من منتصف القرن الرابع الهجرى حتى منتصف القرن الخامس .

 

10.    متى وأين ولد أبو الريحان البيرونى ؟

Ì                        ولد أبو الريحان محمد بن أحمد الفلكى بضاحية من ضواحى خوارزم سنة 362 هـ ، زار العواصم العربية ، وعاش فى الهند زمنًا طويلاً وتوفى فى سنة 440 هـ ، بعد أن عمر نحو ثمانين عامًا .

 

11.    حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة .. وضح ذلك .

Ì                        كانت حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ولم يقتصر على دراسة العلوم الطبيعية والرياضية والتأليف فيها ولكنه ألف فى التاريخ والجغرافيا كما ألف فى الفلك والرياضيات والمثلثات .

 

12.    تحدث عن رحلات البيرونى واسهاماته العلمية .

Ì                        لقد زار البيرونى الهند فى حداثته وأمضى بها أربعين عامًا استقصى فيها حوادث الهند وأخبارها وأساطيرها ووصف عاداتها وأخلاقها وأزياءها فى إفاضةٍ عجيبة وخرج على الناس بكتابه المشهور "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة" .

 

13.    اذكر رأى النقاد فى كتاب البيرونى (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة) ؟

Ì                        لقد أجمع النقاد على أن تأليفه فى التاريخ من خير المراجع لاستطلاع أخبار الشعوب الشرقية وحوادثها وأساليب معيشتها .

 

14.    عاش البيرونى للعلم ولم يرد التكسب منه .. دلل على صحة هذه العبارة .

Ì                        ولما عاد البيرونى من الهند استقر فى البلاط الغزنوى وأهدى إلى السلطان المسعودى رسالة فى علم الفلك عنوانها "القانون المسعودى فى الهيئة والنجوم " وهى عبارة عن كتاب ضخم يقع فى ثلاثة أجزاء ويروى أن السلطان أراد أن يكافئه على هذا العمل العظيم فأرسل إليه ثلاثة جمال تنوء بأحمالها من نقود وفضة فردها البيرونى قائلا : إنه إنما يخدم العلم للعلم .

 

15.    اذكر بعض الرسائل  التى كتبها البيرونى بعد عودته من الهند ؟

Ì                        كتب البيرونى رسالة أخرى فى الهندسة والحساب والتنجيم عنوانها "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم" ، وله كتاب فى المادة الطبية "كتاب الصيدلة" ، كما ألف كتابًا فى الجواهر عنوانه "الجماهر فى معرفة الجواهر" ورسالة فى المعادن .

 

16.    ما فضل الهند على البيرونى ؟

Ì                        لقد أفاد البيرونى أعظم فائدة من رحلة الهند ، فقد درس هناك العلوم اليونانية كما حذق العلوم الهندية وقد نشر المستشرق "سخاو" كتابه عن الهند كما نشر كتابه العظيم "الآثار الباقية عن القرون الخالية".

 

17.    دلل على عبقرية البيرونى  الفذة .

Ì                        تميز البيرونى فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال : فهو فى التاريخ  مؤرخ محقق مدقق ، واسع الاطلاع ، وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات  رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين .

 

18.    تحدث عن اسهامات البيرونى فى علم الفلك .

Ì                        لقد حصرت مؤلفات البيرونى ما بين مطبوع ومخطوط وموجود ومفقود فإذا بها تبلغ مائة وثمانين كتابًا ورسالة .

 

19.    ما اللغة التى  كتب البيرونى كتبه ورسالاته ؟

Ì                        كتب البيرونى معظم مؤلفاته باللغة العربية ، ولقد كان بارعًا فى الكتابة باللغة الفارسية كذلك ، وفى دور الكتب الأوربية جملة طيبة من مؤلفاته القيمة يرجع إليها المستشرقون فى بحوثهم ودراساتهم .

 

20.    للبيرونى رسالة فى الأبعاد والأجرام . وضح .

Ì                        وللبيرونى رسالة فى الأبعاد والأجرام يتكلم فيها عن مساحة الأرض وبعد القمر من الأرض ، ومقدار جرم القمر من جرم الأرض وقطر الشمس ومقدار ظل القمر ثم أبعاد وأحجام عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل .... وإلخ.

 

21.    ما الصفات الأساسية التى جعلت من البيرونى عالما بالغ  الذكاء ؟

Ì                        وقد تميز البيرونى بالصفات الأساسية التى تخلق العالم وتميزه من عبقرية فذة إلى ذكاء نادر متوقد مع صبر ومصابرة، ومثابرة وجلد على العمل قل أن عرف له نظير ، إلى دقة فى الملاحظة وبراعة فى الاستقرار مع زهد فى المال والسلطان وعلو عن الصغائر حتى قيل عنه بحق "إن البيرونى مظهر من مظاهر الشمول وعدم التقيد بزمن ، شأن العقول العظيمة ".

 

22.    ( سبق البيرونى عصره بمئات السنين ) دلل على صدق هذه العبارة .

Ì                        وأنه لفى الإمكان تجميع عدد كبير من الاقتباسات من مؤلفات البيرونى ، كتبها منذ أكثر من ألف سنة وإنها لتسبق كثيرًا من المناهج العقلية التى يفترض اليوم أنها حديثة .

23.    كيف كرمت بعض الدول اسهامات البيرونى ؟

Ì                        لقد أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية سنة 1951م مجلدًا تذكاريًا بعنوان " البيرونى " نشر تحت إشراف المستشرق تولستوف بمناسبة مرور ألف سنة هجرية على مولده .كما أصدر فى الهند المجلد التذكارى للبيرونى سنة 1951م يحوى عشرات البحوث والمقالات عن البيرونى وذلك احتفالاً بذكراه واعترافًا بفضله على العلمِ والإنسانية ِ.

} الواجب {

س1-

البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ، يقول عنه أحد المستشرقين "إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ وأنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء فى كل العصور ، ويقول "مايرهوف" : اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعى الأفق الذين تزدان بهم الحضارة العلمية الإسلامية .

(أ) تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " أضخم " :                                 ( أكبر - أقل - أكثر)

Ì            مقابل " أبرز " :                          ( أحقر -  أقل – أخفى)

Ì            مفرد " العصور " :                   ( العصير - العصار – العصر)

Ì            جمع " الأفق ":                            ( الافاق -  الآفاق - الأفاق)

(ب) دللت الفقرة على أن البيرونى من أعظم علماء التاريخ . وضح ذلك .

(ج)1- اذكر رأى المستشرق "مايرهوف" فى البيرونى .           2- ما رأيك فى موقف بعض علماء الغر ب من علمائنا ؟

س2-

ويقول المستشرق الأمريكى "إيريوبوب:- فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون لاسم البيرونى مكانةرفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علمالإنسان أو علم المعادن دون الإقراربمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم .  والحق أن قلة من المؤرخين الأجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما الأغلبيةالساحقة فقد أعماها الحقدوالتعصب فلم تعترف لهم بأى فضل .

(أ) تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " تحوى " :                            ( تضم -  تشمل - كلاهما)

Ì            مقابل " الأغلبية " :                       ( الأقلية - الأكثرية - الوسطية)

Ì            مفرد " العلوم" :                      ( العالم - العليم - العلم)

Ì            جمع " فضل":                         (فضول - أَفْضَالٌ - كلاهما)

(ب) ماذا قال المستشرق الأمريكى "إيريوبوب " عن البيرونى ؟

(ج)1- اذكر موقف المؤرخين الأجانب من إنصاف العلماء العرب ؟       2- ماذا كان يحدث لو : لم ندرس تاريخ البيرونى ؟

س3 -

• والواقع أن البيرونى قد تميز فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال : فهو فى التاريخ  مؤرخ محقق مدقق ، واسع الاطلاع ، وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات  رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين .

(أ) تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :

Ì            مرادف " متباينة " :                               ( مختلفة -  متفقة - متفاوتة).

Ì            مقابل " المعاصرين " :                         ( المحدثين -  الأقدمين - الوسطيين).

Ì            مفرد " المعاصرين " :                      ( المعصر - المعاصر -  المعصرة).

Ì            جمع " رياضى ":                  (رياضيان - رياضيات - رياضيون).

(ب) ما الفنون التى تميز فيها البيرونى ؟

(ج) 1- اذكر بعض مؤلفات البيرونى التى أعجبتك .       2- ما الذى تستفيده من دراستك لحياة البيرونى ؟ ولماذا ؟

â القدس مدينة عربية إسلامية / حسنين محمد ربيع á

§ مكانة القدس :

Ì                        القدس أو أورشليم أو دار السلام أو مدينة العدل أو يبوس أو إيلياء هي مجتلي عين موسي , ومهوى قلب عيسي ومسري ومعراج نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام – وهي قدس الأديان الثلاثة وقبلة الإسلام الأولي , ومعبد الشرق والغرب , وأروع مدن العرب الكنعانيين , ورمز وحدة دين الله الواحد القهار . بوركت وبورك ما حولها , كانت درة متألقة في تاريخ العرب والمسلمين عبر العصور , وكانت زهرة المدائن وما تزال .

 

§ ادعاءات وأكاذيب يهودية :

Ì                        وإذا كان اليهود قد نشروا الأكاذيب , وزيفوا الحقائق فيما يتعلق بالقدس , وحاولوا إقناع العالم زورا وبهتانا بأنهم هم الذين أنشأوا وشيدوا مدينة القدس , وأقاموا مؤتمرات واحتفالات ضخمة في الآونة الأخيرة بمناسبة مرور ثلاثة آلاف عام علي إنشائهم إياها , فإن المصادر التاريخية والأثرية القديمة , تكشف أكاذيب اليهود وادعاءاتهم الباطلة بأنهم شيدوا مدينة القدس منذ ثلاثة آلاف عام , والأدلة علي ذلك تحيكها فصول من التاريخ .

 

§ القدس مدينة عربية :

Ì                        والذي تؤكده المصادر التاريخية القديمة أن مدينة القدس مدينة عربية خالصة , أنشأها العرب الكنعانيون منذ آلاف السنين , وكانوا يسمونها " أورسالم " أي مدينة السلام , وقد وفد الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد , وكلمة كنعان في العربية القديمة تعني خشونة الأرض , ومن ثم صلابة أهلها وبأسهم , وتفرع عن الكنعانية بطون عدة من عموريين ويبوسيين وآراميين وفينيقيين وغيرهم .

 

§ السماحة في الإسلام :

Ì                        وفي العصر الإسلامي وصل الخليفة عمر بن الخطاب إلي بيت المقدس قادما من المدينة المنورة , وقابل البطريق " صفرونيوس " فوق جبل الزيتون , وأملي عهده المشهور بالعهدة العمرية إذ أعطي الخليفة أهل إيلياء أي القدس أمانا لأنفسهم وأموالهم , ولكنائسهم وصلبانهم , فلا تسكن كنائسهم ولا تهدم , ولا يكرهون علي دينهم , ولا يضار أحد منهم وورد في هذا العهد نص في غاية الأهمية هو : " ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود " .

Ì                        وقد زار الخليفة عمر – رضي الله عنه – كنيسة القيامة , وحان وقت صلاة الظهر , فأشار عليه البطريق " صفرونيوس " بأن يصلي مكانه , ولكن الخليفة أبي أن يصلي داخل الكنيسة حتى لا يتخذها المسلمون من بعده مسجدا , وصلي خارج الكنيسة , ثم زار الخليفة عمر بن الخطاب بعد ذلك الصخرة المقدسة , وأمر أن يقام فوقها مسجدا , فشرع المسلمون في إقامة مسجد من الخشب .

 

§ القدس مدينة عريبة إسلامية :

Ì                        منذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسلامية تابعة في إدارتها طبقا للتقسيم الإداري لجند فلسطين ووفدت القبائل العربية إلي الشام , ودخلت هذه القبائل في التكوين الاجتماعي للمدن القديمة مثل دمشق وحلب والقدس , وأصبح العنصر العربي الإسلامي بمرور الوقت هو العنصر الغالب في القدس بكل ما يحمله من المقومات الحضارية والدينية .

 

§ الأمويون يبنون المسجد الأقصى وقبة الصخرة :

Ì                        وبعد قيام الدولة الأموية بدأ الخليفة عبد الملك بن مروان في بناء المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة , وجمع لذلك أمهر المهندسين والبنائين من أنحاء الدولة الإسلامية , وخصص لبناء مسجد القبة والمسجد الأقصى خراج مصر سبع سنوات متتالية , وعندما توفي الخليفة عبد الملك سنة 86هـ / 705م خلفه ابنه الوليد بن عبد الملك فاستكمل بعض الإضافات للمسجد الأقصى الذي جاء بناؤه غاية في الفخامة والإبداع وبلغ طوله 80مترا وعرضه 55مترا , ويقوم علي 53 عمودا من الرخام و49 سارية مربعة مبنية من الحجر القدسي الجميل , وكان له 50 بابا وسبعة محاريب .

 

§ رحلات الحج المسيحية دليل تسامح الإسلام :

Ì                        ومن دلائل تسامح الإسلام وعظمته واحترامه للديانات أمد الوجود الإسلامي في القدس لم يؤد إلي توقف رحلات هؤلاء إلي الأراضي المقدسة , بل وجد الحجاج المسيحيون الأمان والسلام في ظل الحكم الإسلامي لقرون طويلة حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي وعاشوا في سلام مع المسلمين .

 

§ الحملات الصليبية تبعث فكرة الجهاد الإسلامي :

Ì                        وقد استفاد المسلمون فائدة كبيرة مما حدث في القدس علي أيدي الصليبيين فقد استشرت فكرة الجهاد الإسلامي وتم إحياؤها للقضاء علي الوجود الصليبي في بلاد الشام .

§ نور الدين يوحد مصر والشام :

Ì                        ورأي نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي – الذي كان والده حاكما للموصل – أن الجهاد ضد الصليبيين لن يتم إلا بتوحيد الجبهة الإسلامية والقضاء علي الخلافة الفاطمية الشيعية وإعادة مصر إلي حظيرة الخلافة العباسية السنية , وبالتالي وضع الصليبيين بين شقي الرحى وتحقق أمل نور الدين فقد استولي علي دمشق سنة 1154 م وقربت النهاية المحتومة للصليبيين عندما استولي اثنان من قادة نور الدين , هما : أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي علي مصر سنة 1168 م بعد ثلاث محاولات متتالية وتم القضاء علي الخلافة الفاطمية الشيعية سنة 1171 م .

§ معركة حطين وعبقرية صلاح الدين وتحرير بيت المقدس :

Ì                        وأصبح صلاح الدين هو المتحكم في حلقة القوي الإسلامية , واستطاع في الرابع من يوليو سنة 1187 م أن يتوج أعماله الإسلامية ضد الصليبيين بانتصاره الرائع في معركة حطين فغدت قلاع ومدن الصليبيين في بلاد الشام تحت رحمته ومضي يفتح البلاد والمدن الصليبية واحدة بعد أخري فتحا متواصلا , وبدلا من أن يتجه إلي القدس ليستولي عليها استيلاء آمنا سهلا إذا به يتجه صوب عكا أولا , وكان ذلك مظهرا من مظاهر عبقرية صلاح الدين الحربية وبعد نظره إذ اختار أن يبدأ أولا بالاستيلاء علي المدن الصليبية الساحلية ليحرم الصليبيين من قواعدهم البحرية التي تربطهم بالغرب الأوروبي قبل أن يتوجه إلي القدس .

§ خطبة أول يوم جمعة في المسجد الأقصى بعد تحريره

Ì                        وفي يوم الجمعة رابع شعبان سنة 583 هـ / 9 أكتوبر 1187م , دخل صلاح الدين المسجد الأقصى وصلي في قبة الصخرة , وشكر الله علي توفيقه ونصره , وتقدم القاضي محي الدين بن زكي الدين ليخطب أول خطبة للجمعة بعد الفتح , فصعد المنبر وخطب خطبة بليغة جاء فيها عن القدس أنه : " أولي القبلتين , وثاني المسجدين وثالث الحرمين , لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه , ولا تعقد الخناصر بعد المواطنين إلا عليه , ووجه الخطيب كلامه إلي الجند قائلا : فطوبي لكم من جيش ظهرت علي أيديكم المعجزات النبوية , والوقعات البدرية والعزمات الصديقية , والفتوح العمرية , والجيوش العثمانية والفتكات العلوية جددتم للإسلام أيام القدسية , والوقعات اليرموكية والمناولات الخيبرية فجزاكم الله عن محمد نبيه أفضل الجزاء وتقبل منا ومنكم ما تقربتم به إليه من مهراق الدماء , وأثابكم الجنة فهي دار السعداء ".

§ عودة السيادة الإسلامية الممتدة ازدهارا للقدس :

Ì                        وهكذا طهر صلاح الدين القدس , وجعل كلمة الله هي العليا باستثناء فترة الخمسة عشر عاما التي خضعت فيها القدس بعد ذلك للحكم الصليبي ( 1229 – 1244 ) فإن المدينة عادت للسيادة الإسلامية في سنة 1244م لتنعم بالسلام والأمان , وينعم أهلها وزوارها بالأمن وحرية العبادة , وانتعشت التجارة والأحوال الاقتصادية فكثرت الأسواق والخانات والقياسر فضلا عن كثرة المؤسسات الخيرية والعلمية والدينية والأسبلة والحمامات ولم يعكر صفو هدوئها شيء طوال الفترة الباقية من العصور الوسطي وحتى الحرب العالمية الأولي .

اللغويات

Ì                        القدس: معناها الطهر و البركة - مجتلى : أي نور - مسرى : أي السير ليلاً - معراج : صعود - زيفوا : زوروا ، غشوا - زوراً : كذباً ، باطلاً × حقاً - بهتاناً : كذباً و افتراءً مادتها [ بهت ] × صدقاً - ادّعاء : زعم باطل - بطون : فروع م بطن - البِطْرِيق : كل عظيم أو قائد من قواد الروم ج بطارقة - خَرَاج مصر : ضريبة كانت تدفع على البلاد المفتوحة ج أَخْراج ، أَخرِجَة جج أَخَارِيجُ - السارية : العمود ج السواري - محاريب : م مِحْراب و هو مكان وقوف الإمام في المسجد للصلاة - استشرت : عظُمت وانتشرت × انحسرت ، اختفت - الجهاد : النضال ، الكفاح ، القتال في سبيل الله - حظيرة الخلافة : أي حمايتها ج حَظَائِر، حِظار - شِقَّي : جانبي ، نصفي- الرحى : الأداة التي يُطْحَن بها ج أرحاء ، أرحية- شقي الرحى : كناية عن الوضع شديد الصعوبة - محتومة : مقدَّرة ، ولابد منها - صوب : تجاه - شد الرحال : أي الاستعداد للسفر - خناصر : م خِنْصَر، خِنْصِر ، وهو الإصبع الصغيرة- تعقد الخناصر عليه : أي أمر يُهتَم به ويصان ويحفَظ - طُوبَى لكم : السعادة و الخير لكم - الوقعة : الحرب - البدرية : نسبة لغزوة بدر - الصديقية : نسبة لسيدنا أبي بكر - العمرية : نسبة لسيدنا عمر بن الخطاب - العثمانية : نسبة لسيدنا عثمان بن عفان - الفتكات : الهجمات الشجاعة الجريئة - العلوية : نسبة لسيدنا علي بن أبي طالب - مهراق الدماء : الدم المصبوب المسكوب - أثابكم : جازاكم و كافأكم - الخانات : م خان ، وهو المتجر ، الفندق - القيان : المغنيات م قينة - الأسبلة : أماكن للشرب م سبيل - صفو : جمال ، هدوء × كدر .

س & جـ

س1 : ما الأسماء التي أطلقت على مدينة القدس ؟

Ì                        أطلق عليها أورشليم - دار السلام - مدينة العدل - يبوس - إيلياء .

 

س 2: للقدس مكانة عظيمة عند الأنبياء وعند كل البشر. وضح .

Ì                        بالفعل فالقدس مجتلى (نور) عين موسى ، ومهوى قلب عيسى ، ومسرى ومعراج نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهي قدس الأديان الثلاثة وقبلة الإسلام الأولى ، ومعبد الشرق و الغرب ، ورمز وحدة دين الله الواحد القهار .

 

س3 : ما أكاذيب اليهود المستمرة حول القدس و التي حاولوا إقناع العالم بها ؟ وما الذي يكشف كذبهم ؟

Ì                        ادعوا أنهم هم الذين أنشئوا مدينة القدس منذ ثلاثة آلاف عام ، وأقاموا مؤتمرات واحتفالات ضخمة لإقناع العالم بهذا الزيف و البهتان و الذي يكشف كذبهم المصادر التاريخية و الأثرية القديمة .

 

س4 : دلل على عروبة القدس . أو تؤكد المصادر التاريخية عروبة القدس . وضح .

Ì                        الدليل على عروبة القدس : أن الذي أنشأها العرب الكنعانيون منذ آلاف السنين ، وكانوا يسمونها (أورسالم) أي مدينة السلام . والكنعانيون قد قدموا من شبه الجزيرة العربية واستوطنوها في الألف الرابع قبل الميلاد .

 

س5 : ماذا تعني كلمة (كنعان) في اللغة العربية القديمة ؟ وما البطون (الفروع) التي تفرع لها الكنعانيون ؟

Ì                        تعني خشونة الأرض ، وهذا دليل على صلابة وشدة أهلها .

Ì                        وقد تفرع الكنعانيون إلى : عموريين و يبوسيين وآراميين و فينيقيين وغيرهم .

 

س6 : ما المقصود بالعهدة العمرية ؟ وعلامَ تدل ؟

Ì                        المقصود بالعهدة العمرية : إعطاء أهل إيلياء (القدس) أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم : فلا تُسكن كنائسهم و لا تهدم ولا يكرهون على دينهم و لا يضار منهم أحد . وهي تدل على التسامح الإسلامي الرائع وسمو مبادئه .

 

س7 : للخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مواقف تدل على بُعد نظر الحاكم واستشرافه للمستقبل . وضح .

Ì                        بالفعل فعندما أملى العهدة العمرية وضع نص غاية في الأهمية فيه وهو : (لا يسكن بإيلياء أحد من اليهود) ؛ حتى لا يدّعوا أنهم أصحاب الأرض كما نرى الآن – كما أنه رفض أن يصلي في كنيسة القيامة ؛ حتى لا يتخذها المسلمون - من بعده - مسجداً وصلى خارجها ، وعندما زار الصخرة المقدسة أمر أن يقام فوقها مسجد .

 

س8 : متى أصبح العنصر العربي هو الغالب في مدينة القدس ؟

Ì                        بعد الفتح الإسلامي توافدت القبائل العربية إلى الشام ، ودخلت هذه القبائل في التكوين الاجتماعي للمدن القديمة وبمرور الوقت أصبح العنصر العربي الإسلامي هو العنصر الغالب على القدس .

 

س9 : ما الذي فعله الخليفة عبد الملك بن مروان لبناء المسجد الأقصى و مسجد قبة الصخرة ؟

1 - جمع أمهر المهندسين والبنائين من أنحاء الدولة الإسلامية لبنائهما .

2 - خصص لبنائهما خراج مصر سبع سنين متتالية .

 

س10 : صف المسجد الأقصى في عصر الوليد بن عبد الملك .

Ì                        استكمل الوليد بعض الإضافات للمسجد الأقصى حيث بلغ طوله 80 متراً ، وعرضه 55 متراً ، و يقوم على 53 عموداً من الرخام ، و 49 سارية مربعة من الحجر القدسي الجميل ، و كان له 50 باباً و7 محاريب .

 

س11 : الإسلام دين تسامح و سلام . دلل من خلال موقف الإسلام و المسلمين من المسيحية والمسيحيين .

Ì                        دليل ذلك : احترام الإسلام للديانات ومعيشة أبنائه بينهم في سلام - وجود الإسلام لم يمنع رحلات الحجاج المسيحيين إلى الأراضي المقدسة بل وجد الحجاج المسيحيون الأمان و السلام في ظل الحكم الإسلامي حتى نهاية القرن الحادي عشر .

س12 : ما الاستفادة التي عادت على المسلمين من احتلال الصليبيين للقدس ؟

Ì                        الاستفادة التي عادت هي عظمت فكرة الجهاد الإسلامي ، وتم إحياؤها للقضاء على الوجود الصليبي في الشام - كما تم توحيد الجبهة الإسلامية - القضاء على الخلافة الفاطمية الشيعية وعودة مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية ، وبالتالي تم وضع الصليبيين بين شقي الرحى .

 

س13 : كيف تحقق أمل نور الدين في القضاء على الصليبيين ؟

Ì                        عندما استولى على دمشق سنة 1154 م - استيلاء على مصر سنة 1168 م – وعندما تم القضاء على الخلافة الفاطمية الشيعية في مصر 1171 م .

 

س14 : متى اقتربت النهاية المحتومة للصليبيين ؟

Ì                        اقتربت النهاية المحتومة للصليبيين عندما استولى اثنان من قادة نور الدين هما : (أسد الدين شيركوه) ، وابن أخيه (صلاح الدين) .

 

س15 : متى تم لصلاح الدين القضاء على الخلافة الفاطمية الشيعية ؟ وما فائدة القضاء عليها ؟

Ì                        تم القضاء على الخلافة الفاطمية الشيعية في مصر 1171 م .

Ì                        فائدة القضاء عليها : عودة مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية ، وبالتالي تم وضع الصليبيين بين شقي الرحى .

 

س16 : متى توّج صلاح الدين انتصاراته ؟ وفي أي معركة ؟ وما نتيجة ذلك ؟

Ì                        توّج صلاح الدين انتصاراته في يوليو 1187 م - في معركة حطين .

Ì                        نتيجة ذلك : أصبحت قلاع و مدن الصليبيين في بلاد الشام تحت رحمته وبدأ في فتحها واحدة بعد أخرى فتحاً متواصلاً .

 

س17 : دلل على عبقرية صلاح الدين ؟

Ì                        أنه لم يتجه إلى فتح القدس أولاً بل ذهب إلى عكا واستولى عليها أولاً ومن بعدها كافة المدن الساحلية الصليبية ؛ ليحرم الصليبيين من قواعدهم البحرية التي تربطهم بالغرب الأوروبي قبل أن يتجه إلى القدس .

 

س18 : متى دخل صلاح الدين المسجد الأقصى ؟ و أين صلّى ؟

Ì                        في يوم الجمعة الرابع من شعبان سنة 583 هـ ، الموافق 9 من أكتوبر سنة 1187

Ì                        وقد صلى في قبة الصخرة .

 

س19 :  القدس إنها : أولى القبلتين ، و ثاني المسجدين ، و ثالث الحرمين .. لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه

من القائل ؟ وما المقصود بكل ما سبق ؟

Ì                        القائل : القاضي محي الدين بن زكي الدين .

Ì                        و المقصود بأولى القبلتين ، و ثاني المسجدين ، و ثالث الحرمين : المسجد الأقصى

Ì                        المسجدان الآخران فهما : الكعبة والمسجد النبوي .

 

س20 : متى استولى الصليبيون على القدس ثانية ؟ ومتى عاد إليها وجهها الإسلامي مرة أخرى ؟

Ì                        استولى الصليبيون على القدس ثانية سنة 1229 م ثم عاد إليها وجهها الإسلامي مرة أخرى سنة 1244 م .

 

 

 

 

 

 

} الواجب {

س1-

"و منذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسلامية تابعة في إدارتها طبقا للتقسيم الإداري لجند فلسطين . ووفدت القبائل العربية إلى الشام , ودخلت هذه القبائل في التكوين الاجتماعي للمدن القديمة مثل دمشق وحلب والقدس . وأصبح العنصر العربي الإسلامي - بمرور الوقت - العنصر الغالب في القدس بكل ما يحمله من المقومات الحضارية والدينية " .

1.في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع : مرادف " وفدت " , ومضاد " الغالب " في جملتين مفيدتين .

2.لماذا تعد مدينة القدس عربية خالصة ؟

3.بمَ دلل الكاتب على تسامح الإسلام وعظمته , واحترامه للديانات ؟

4.لما اتجه صلاح الدين الايوبي صوب عكا أولا ، ولم يتجه إلى القدس ليستولى عليها ؟

 

س2-

" ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسلامية ، تابعة في إدارتها طبقاً للتقسيم الإداري لجند فلسطين ، ووفدت القبائل العربية إلى الشام ، ودخلت هذه القبائل في التكوين الاجتماعي للمدن القديمة .. " .

1.في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :

1 -  مرادف "  تابعة "  هو : (موالية - مؤيدة - خاضعة -  ثائرة)  .

2 -  مضاد " وفدت " هو : (تقهقرت - هربت -  تراجعت  - رجعت) .

3 -  دخول القبائل في التكوين الاجتماعي للمدن القديمة يدل على  : (إجبارهم - حبهم - خوفهم  -  مكرهم) .

2.أصبحت مدينة القدس إسلامية في تلك الفترة . ما الذي ترتب على ذلك ؟ وكيف تعامل عمر مع أهلها ؟

3.ماذا تضمنت العهدة العمريهَ لأهل القدس ؟ وضح رأيك فيها معللاً لما تقول .

 

س3-

" هي مجتلى عين موسى ، ومهوى قلب عيسى ومسرى ومعراج نبينا محمد -   - ، وهي قدس الأديان الثلاثة ، وقبلة الإسلام الأولى ، ومعبد الشرق والغرب ، أروع مدن الكنعانيين ورمز وحدة دين الله الواحد القهار .. " .

1.في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :

1 - " مجتلى " الاجتلاء هو :  (الارتحال والابتعاد - الوقوف والانتظار - النظر والاشتياق - الترقب والاحتمال)

2 - " وحدة "  مضادها : (اختلاف - انتشار - فرقة - نقصان)

3 - " الأولى " جمعها : (الأول - الأوائل - الأولات - الأولون)

2.اذكر اسمين آخرين للقدس ، وبين دور مصر التاريخي في إعمارها .

3.علل لما يأتي :

1 - رفض عمر بن الخطاب أن يصلي داخل كنيسة القيامة .

2 - كان القضاء على الخلافة الفاطمية في مصر خطوة إلى تخليص القدس من الصليبيين .

 

س4-

" وإذا كان اليهود قد نشروا الأكاذيب ، وزيفوا الحقائق فيما يتعلق بالقدس ، وحاولوا إقناع العالم زوراً وبهتاناً بأنهم هم الذين أنشئوا وشيدوا مدينة القدس .. فإن المصادر التاريخية والأثرية القديمة تكشف أكاذيب اليهود ... " .

1.في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :

1 - " الأكاذيب " مفردها : (الكذب - الأكذب - الكذوب - الأكذوبة)

2 - " زيفوا " مضادها : (حسنوا - أعلنوا - وضحوا - ثبتوا)

3 - " نشروا " معناها : (فرقوا - بسطوا - أخرجوا - أذاعوا)

2.لليهود أساليبهم الخادعة لنشر الأكاذيب حول القدس . وضح ذلك مبيناً الأدلة التي تكشف كذبهم .

3.ما الدليل على تسامح الإسلام مع أهل الديانات الأخرى ؟

4.علل : للقدس مكانة عظيمة عند أهل الديانات السماوية .

â العلم في الإسلام للدكتور أبى الوفا التفتازانيá

§ مفهوم العلم في الإسلام

الفهم الخاطئ أن يعتقد الإنسان أن العلم في الإسلام معناه : علم الدين وأحكامه وآدابه فقط ؛ لأن الإسلام جاء شاملا للعلم الكوني والعلم المادي والعلم الديني ، والدليل علي ذلك أن :

1.الإسلام أمر الإنسان بتعمير الكون المسخر له لتأمين حياته , وتعمير الكون يعتمد علي العلم الدنيوي .

2.الإسلام وجه الإنسان إلي المنهج العلمي الصحيح , مما يدل علي اتساع نطلق العلم في الإسلام .

3.الإسلام دفع الإنسان إلي اكتشاف ما هو مجهول في هذا الكون علي أساس من الثقة بالنفس وبقدرة العلم في مواجهة الطبيعة

وبذلك نجد أن ظواهر الكون ليست غامضة مبهمة , وللإنسان أن يستفيد من الكون , واستغلال خيراته علي أوسع نطاق لتأمين حياته ورفاهيتها وقول الله سبحانه وتعالي : " وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " تأكيد لروح المهج الصحيح للعلم في الإسلام  .

§ العلم في الإسلام ليس له حد معين :

ومما يؤكد اتساع نطاق العلم في الإسلام ول الرسول – صلي الله عليه وسلم - : " أنتم أعلم بشئون دنياكم " تجد هذا الحديث يفتح الباب أمام العقل ليستنبط من أنواع العلم ما لا حصر له ليصرف الناس شئون حياتهم وفقا لمتطلبات العصر , سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها من أمور حياتهم ولاسيما أمور الدنيا .

§ الشورى في الإسلام :

تأمل تفسير الإمام " فخر الدين الرازي " لقوله تعالي : " وشاورهم في الأمر " تخرج منه أن مشورة النبي – صلي الله عليه وسلم – أصحابه أصبحت قاعدة شرعية وهذا العمل من النبي ـ ص ـ نموذج يقتدي به غيره في المشاورة حتى تصير المشاورة سنة في أمته ومع أن الرسول كان أكمل الناس عقلا إلا أنه كان يتشاور مع أصحابه لأن المشورة تهدي الناس وترشدهم , ومن أقواله ـ ص ـ : " ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم " كما أن مصالح الناس كثيرة ومتشعبة ولا يمكن لفرد تحديدها ؛ لأنها مختلفة من عصر إلي عصر ومن مكان إلي مكان .

· صور لمشاورة الرسول لأصحابه فيما يتعلق ببعض الأمور ومنها :

1.مشورته لهم في الخروج لملاقاة المشركين بأحد وأخذه برأي الشباب .

2.مشورته لهم في أسري بدر وتأييد القرآن لرأي عمر بن الخطاب

3.مشورته لهم في الأذان وأخذه برأي " عبد الله بن عبد ربه "

§ العلم البشري فرض كفاية :

لا شك أن أنواع العلوم التي تتعلق بمصالح الناس كثيرة ومتشعبة , وان مصالح الناس متغيرة من زمان إلي زمان ومن مكان إلي مكان ومن هنا لا يوجد حد لما يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم المختلفة , وهذه النظرة الشمولية للعلم في الإسلام دفعت فقهاء الإسلام إلي اعتبار الصناعات التي تقوم علي أساس العلم المادي ( فروض ) لذا فإن الاهتمام بالعلم المادي يعتبر عبادة ويتعين علي ولي الأمر أن يدبر الصناعات اللازمة للمسلمين و إلا كان آثما لإهماله لها ؛ لأنه يوقع المسلمين في حرج أمام المتربصين بهم , وكون الإسلام يجعل العلوم الدنيوية لازمة ودراستها عبادة لله يدل علي عمق النظرة في الإسلام .

§ رأي الإمام الغزالي في العلم :

اعتبر الإمام الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين ) العلوم التي لا يستغني عنها الإنسان في قوام أمور الدنيا ( فرض كفاية ) وأطلق عليها (العلوم المحمودة ) ومعني فرض الكفاية أنه يكتفي بقيام البعض بها وليس الكل وإن لم يؤدها البعض وقع الإثم علي الجميع ( كصلاة الجنازة مثلا – الدفاع عن الوطن ) ومن هذه العلوم – علي سبيل المثال : الطب فهو ضروري في حاجة بقاء الأبدان – الحساب فهو ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث – أصول الصناعات كالفلاحة والحياكة وأمثالها لو خلا البلد مما يقوم بها وقع في حرج فهي بالتالي فروض كفاية .

نصل مما سبق أن العلم في الإسلام ليس العلم الديني فقط , بل كل علم يدفع عن الإنسان الجهل من أمور الدين والدنيا .

§ مجالا البحث العلمي المعاصر :

1.العالم الأكبر : وهو البحث في الكون للوصول إلي معرفة الخالق

2.العالم الأصغر : وهو البحث في النفس البشرية وتكوينها للوصول إلي معرفة الخلق للوصول إلي معرفة الخالق

ومن ثم لا تعارض بين الدين والعلم في الإسلام فالبحث في الآفاق والبحث في النفس ينتهيان إلي اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق ويؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالي : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد " .

اللغويــات

Ì                        العلم الكوني : هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره - العلم المادي : الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها وما يحدث لها من تغيير - ضروب : أنواع م ضرب – المشاهد : المرئي - غَامِض: مُبْهَم - بمقدوره : باستطاعته - نطاق : مجال ، ميدان ج نُطُق- الصدد : الاتجاه ، الناحية ، الخصوص - حد : نهاية - يستنبط : يستنتج ، يبتكر - لا حصر له : لا نهاية له - لاسيما : خاصة - هُدُوا : وفقهم الله - لأرشد أمرهم : لخير أمورهم وأفضلها وأكملها - فرض الكفاية : فرض على المجتمع، إذا قام به فرد أو أكثر سد عن الآخرين، وناب عنهم مثل : الزراعة والصناعة × فرض العين، وهو المفروض على كل إنسان مثل : الصلاة والصوم - حسْبُنا : يكفينا - قوام : عماد و أساس - حَرجَ : حيرة وضيق ومشقة - الحياكة : الخياطة - من ثَمَّ : من هنا .

س & جـ

س 1: ما المفهوم الخاطئ عن العلم في الإسلام ؟

Ì                        المفهوم الخاطئ : هو أن العلم في الإسلام لا شأن له بالعلوم الكونية أو العلوم المادية الحديثة ، وأنه ينحصر فقط  في العلم بأحكام الإسلام وآدابه .

 

س2 : ما مجال العلم في الإسلام ؟ أو ما المفهوم الصحيح للعلم ؟

Ì                        هو كل علم لا يستغني عنه في أمور الدنيا أو الآخرة فهو يشمل العلوم الدنيوية والأخروية معاً .

 

س 3: توجيه القرآن تأكيد للمنهج العلمي . وضح ذلك .

Ì                        توجيه القرآن تأكيد للمنهج العلمي ؛ لآن القرآن يدفع الإنسان إلى محاولة استكشاف المجهول في هذا الكون ، ويدعو كثيرًا إلى التأمل في أسرار الكون على أساس من الثقة في قدرة الإنسان بالعلم على مواجهة الطبيعة . واستنباط (استنتاج) أنواع كثيرة من العلوم المتصلة بكل شئون الحياة .

 

س4 : ما فرق بين العلم الكوني ، والعلم المادي ، والعلم بأحكام الدين ؟

الفرق بين العلم الكوني ، والعلم المادي ، والعلم بأحكام الدين :

Ì                        العلم الكوني : هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره ونظرياته كالأرض والسماء والنجوم والفضاء .

Ì                        العلم المادي : هو العلم الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها ، كعلم الفيزياء وعلم الكيمياء والأحياء وغيرها

Ì                        والعلم بأحكام الدين : هو علم الفقه الذي يتناول أحكام العبادات والمعاملات وما يتصل بها من علوم الحساب والطب والزراعة ؛ لأنها ضرورية في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرهما .

 

س 5 :  أنتم أعلم بشئون دنياكم /  ما أهمية هذا الحديث في الحياة المعاصرة ؟  أو هل العلم في الإسلام محدود بحد معين ؟

Ì                        لهذا الحديث الشريف أهمية في حياتنا المعاصرة ؛ لأنه دعوة للبحث المستمر في شئون الكون واستنباط ما هو نافع للبشرية ، وهذا يدل على أن العلم في الإسلام غير محدود بحد معين أو وقت محدد ، فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأي والمشورة في كل أمور الدنيا وهذا يدعو إلى التقدم العلمي والانتفاع بالعلم .

 

س 6 : عين الأفكار التي أوردها الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره لقوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر) (آل عمران: من الآية159).

1 - مداومة الرسول لمشاورة الصحابة رضي الله عنهم .

2 - المشاورة قاعدة شرعية في الإسلام .

3 - أمر الله الرسول بالشورى دعوة لاقتداء كل الناس به في ذلك مع أنه أكمل الناس عقلاً .

4 - المشورة خير كلها ، وتهدي دائما إلى الرأي الأفضل .

 

س 7 : لماذا اعتبر فقهاء الإسلام الصناعات فروض كفاية ؟ وعلام يدل ذلك ؟

Ì                        لأن عليها يقوم نظام الحياة ، فعلوم مثل الطبيعة والكيمياء والحياة والطب ، والهندسة والزراعة وغيرها لازمة للمجتمع ، و على الإنسان أن يدرس منها ما استطاع فدراستها عبادة لله تعالى (فرض كفاية).

Ì                        وهذا يدل على فهم جيد للعلم في الإسلام؛ إذ هو يشمل جوانب الحياة ، سواء أكانت هذه الجوانب في الأمور الدينية أم في الأمور الدنيوية .

س 8 : وضح الفرق بين ما هو فرض كفاية - وما هو فرض عين . مع التمثيل .

الفرق بين ما هو فرض كفاية ، وما هو فرض عين :

Ì                        فرض الكفاية : هو الذي إذا قام به البعض سد عن الآخرين وكفي عنهم ، مثل العلوم كالطب والحساب والفلاحة والحياكة ، وصلاة الجنازة .

Ì                        أما فرض العين : فهو المفروض على كل إنسان قادر كالصلاة والزكاة والصوم ونحو ذلك .

 

س9 : بم استدل الكاتب على عمق نظرة الفقهاء المسلمين ؟

Ì                        لأنهم جعلوا العلم شاملا لكل مجالات الحياة .

 

س10 : كتب الإمام أبو حامد الغزالي فضلاً في كتابه (إحياء علوم الدين) بعنوان بيان العلم الذي هو فرض كفاية .

(أ)  فما هذا العلم ؟ سق أمثلة.         (ب) لماذا كان هذا العلم فرض كفاية ؟

(أ) هذا العلم هو كل علم لا يُسْتَغنى عنه في قوام (استقامة) أمور الدنيا ..

الأمثلة : الطب والهندسة والزراعة والفلك …الخ .

(ب) كان العلم فرض كفاية ؛ لأنه ليس في مقدرة أي فرد أن يقوم بكل هذه العلوم وإنما يكفي أن يقوم به البعض فيسقط عن الآخرين ..

 

س 11 : (لا تعارض بين العلم والدين) اشرح ذلك في ضوء فهمك للموضوع ؟ أو ما المقصود بالعلم في الإسلام ؟

Ì                        بالفعل لا تعارض بين العلم والدين ؛ لأن المراد بالعلم : هو كل علم يدفع الجهل ماديًا ومعنويًا ومن ثم لا تعارض بين الدين والعلم في الإسلام بحال من الأحوال.

 

س 12 : ما المراد بالعالم الأكبر - والعالم الأصغر ؟

Ì                        العالم الأكبر : الكون ، و العالم الأصغر : النفس .

 

س 13 : إلى أي شيء يدعو المنهج العلمي ؟ وما صلة ذلك بنظرية العلم في الإسلام ؟

Ì                        يدعو المنهج العلمي إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة الإنسان في مواجهة الطبيعة - وذلك متصل بنظرية العلم في الإسلام وهى أنه ينحصر في مجالين : العالم الأكبر عالم البحث في الآفاق والعالم الأصغر عالم البحث في النفس وهما ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق وهو الله .

 

س 14: اكتب آيةً من القرآن الكريم تؤكد توجيه الإسلام إلى علوم الكون وأسراره .

Ì                        الآية هي قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) فالبحث في الآفاق والبحث في الأنفس ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق .

 

س15: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ماذا يدل في الآية على البحث في العالم الأكبر ؟ وفي العالم الأصغر ؟

Ì                        البحث في الآفاق هو البحث في العالم الأكبر .

Ì                        والبحث في الأنفس هو البحث في العالم الأصغر .

وهما ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق .

 

 

 

 

} الواجب {

س1-

" لا يجوز أن نفهم العلم في الإسلام على أنه يعنى فقط العلم بأحكامه وآدابه وأنه لا شأن للإسلام بالعلم الكوني أو المادي فإن مثل هذا الفهم خطأ ذلك لأن الإسلام جاء شاملًا لضروب النشاط الإنساني كافة ومنها البحث الكوني وقد أمر الإنسان بتعمير هذا الكون المسخر له ".

1." ضروب - المسخر " هات مفرد الأولى ، ومضاد الثانية في جملتين من إنشائك .

2.في الفقرة قضية ودليلها . وضح كلًا منهما بأسلوبك .

3.كيف يكون الأمر بتعمير الكون أمرًا بالعلم ؟

4.ما المفهوم الخاطئ للعلم في الإسلام وما المفهوم الحقيقي ؟

5.بين فيما يلي فرض الكفاية من فرض عين (الصوم - حفظ القرآن - دراسة الطب ) .

س2-

" الإسلام جاء شاملا لضروب النشاط كافة , ومنها البحث الكوني وقد أمر الإنسان بتعمير هذا الكون المسخر له , وذلك يعني في الوقت نفسه أن الكون المشاهد خاضع لإدراكه وبحثه " .

1.معنى ضروب .... , مضاد مسخر........, جمع الكون...........

2.في العبارة تصحيح لفهم خاطئ للعلم في الإسلام . وضح ذلك .

3.علل لما يأتي :

Ì            يأثم الحاكم المسلم إذا لم يوفر الصناعات الضرورية لبلده .

Ì            كثرة مشاورة الرسول لأصحابه رغم أنه أكمل الناس عقلا .

س3-

" لا حد إذن في الإسلام لما يمكن أن يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم ، التي تتعلق بمصالح الناس المتغيرة من زمان إلي زمان ، ومن مكان إلي مكان ، وهذا هو الذي دفع فقهاء الإسلام إلي اعتبار الصناعات مثلاً فروض كفاية ".

1.ضع مرادف "يستنبطه " ، ومضاد " المتغيرة " في جملتين من تعبيرك .

2.وضح مفهوم العلم في الإسلام ، وبين توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد .

3.ما العلوم التي تتعلق بمصالح الناس ؟ وما صلتها بالمجتمع والدين ؟

س4-

" لا يجوز أن يفهم العلم في الإسلام على أنه يعني فقط العلم بأحكامه وآدابه ، وأنه لا شأن للإسلام بالعلم الكوني أو العلم المادي ، فإن مثل هذا الفهم خاطئ ، ذلك أن الإسلام جاء شاملاً لضروب النشاط الإنساني كافة ومنها البحث الكوني " .

1.تخير الصواب مما بين الأقواس لما يلي :

Ì            " أحكام " مفردها : (حكْمة - حاكم - حُكْم)  .

Ì            " الشأن " معناها :  (الحَال - الحاجة - المصيبة)  .

Ì            " العلم المادي " هو الذي يبحث في : (السياسة وأساليبها - المادة وتكوينها - الفن وأنواعه) .

2.تشير العبارة إلي المفهوم الخاطئ للعلم في الإسلام - اشرح ذلك .

3." أنتم أعلم بشئون دنياكم " بين علاقة هذا القول النبوي بمنهج البحث العلمي المعاصر .

س5-

" لا يجوز أن نفهم العلم في الإسلام على أنه يعنى - فقط - العلم بأحكامه وآدابه ، وأنه لا شأن للإسلام بالعلم الكوني ، أو العلم المادي . فإن مثل هذا الفهم خطأ ؛ ذلك أن الإسلام جاء شاملا لضروب النشاط الإنساني كافة ومنها البحث الكوني . وقد أمر الإنسان بتعمير هذا الكون المسخَّر له ، وذلك يعنى - في الوقت نفسه - أن الكون المشاهَد خاضع لإدراكه وبحثه ، و أن ظواهره ليست بالشيء المبهم الغامض الذي لا يفسر " .

1.في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع :

مرادف " ضروب " ، ومضاد " المادي " في جملتين مفيدتين .

2.لماذا لا ينبغي ألا نحدد العلم في الإسلام بأنه النظر في أمور العقيدة والشريعة وحدهما ؟

3.ما العلوم التي يراها الإمام الغزالي أنها فرض كفاية ؟ وما أهميتها في نظره ؟

â قيم إنسانية / لشوقي ضيف á

§ مظاهر عناية الإسلام بالإنسان لا شك أن الإسلام رفع من شأن الفرد اجتماعيا وعقليا وروحيا حتى تستمر حياته وفق نظام يحقق له السعادة ,

ومن مظاهر ذلك :

· العناية الروحية

1.حرر الإسلام الإنسان من الشرك وعبادة  القوي الطبيعية

2.أسقط الإسلام عن كاهل الإنسان نير الخرافات التي سادت في الجاهلية.

· العناية العقلية :

1.دعا الإسلام الإنسان لأن يستخدم عقله في معرفة قوانين الطبيعة .

2.دعا الإسلام الإنسان إلي أن يعمل فكره في كل شئون حياته .

3.نبه الإسلام الإنسان أن ما في الطبيعة مسخر له ولمنفعته .

· العناية الاجتماعية :

1.هيأ الإسلام للإنسان  الحياة الاجتماعية التي تقوم علي الخير والبر .

2.هيأ الإسلام الإنسان إلي للتعاون , تعاون الرجل مع المرأة في الأسرة الصالحة , كذلك تعاون الرجل مع أخيه في المجتمع الرشيد .

 

تكريم الله للإنسان عن سائر المخلوقات

§ لقد كرم الله الإنسان وفضله عن سائر المخلوقات ودلائل ذلك :

1.أن الله خلق الإنسان وسواه وعدله وركبه في أحسن صورة .

2.أن الله وهب للإنسان من الخواص الذهنية ما يحول به كل عنصر في الطبيعة إلي خدمته .

3.أن الله جعل الإنسان خليفته في الأرض ووكيله فيها .

§ ومن الآيات القرآنية في تكريم الإنسان :

1.قوله سبحانه وتعالي : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير مما خلقنا تفضيلا ) .

2.وقوله سبحانه وتعالي : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) .

 

موقف الإسلام من الرق

للإسلام موقف مشرف وعظيم من الرق فقد جاء الإسلام والاسترقاق راسخ متأصل في جميع الأمم , فلم يحرمه بل دعا إلي

1.تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق بطرق ووسائل لا تضر بمصلحة الناس ومنها :

2.أنه رغب في تحرير العبيد وجعله تكفيرا للذنوب مهما كبرت .

3.أنه أعطي للعبد الحق الكامل في أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه .

4.أنه حرم بيع الأمة إذا استولدها مولاها , فإذا مات ردت إليها حريتها .

استجابة الصحابة لتحرير الرقيق :

اندفع كثير من الصحابة – بعد معرفتهم لموقف الإسلام من الرق – يفكون رقاب الرقيق بشرائهم ثم عتقهم وتحريرهم , وعلي رأسهم ( أبو بكر الصديق ) الذي اشتري ( بلال بن رباح  ) ثم حرره وكذلك تحريره لكثير من العبيد .

 

§ حرية العقيدة الدينية للإنسان :

وسع الإسلام من نطاق حقوق الإنسان ودعا إلي احترامها في الدين فالناس مثلا لا يكرهون علي الدخول في الإسلام بل يتركون أحرارا وما اختاروا لأنفسهم من دين وطرق عبادة , والإسلام في كثير من مواقفه يضرب أروع مثل في التسامح الديني , وتأمل الآيات القرآنية التي نصت علي ذلك

1.قوله تعالي : ( لا إكراه في الدين )

2.وقوله تعالي : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا , أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )

§ مشروعية القتال في الإسلام :

قد يحتاج الإنسان للقتال ولكن للدفاع عن دين الله والعرض والمال لا للعدوان , فالقرآن حثنا علي ذلك , فالله سبحانه وتعالي يقول : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) وهذا ما دفع الرسول إلي حمل الحسام في وجه أعداء الله ودينه اضطرارا له لا عدوانا عليهم .

الإسلام دين سلام للبشرية

السلام فيه الأمان والاطمئنان للبشرية لذا لا تعجب أن :

1.تحية الإسلام ( السلام عليكم )

2.دعوة الإسلام إلي السلم مع أعداء المسلمين ولو كان أعداؤهم البادئين بالقتال .

3.الإسلام سن القوانين التي وضعت في معاملة الدول المغلوبة سلما وحربا فأوجب الرسول علي المسلمين في حروبهم ألا يقتلوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة .

ومن الآيات القرآنية التي تؤيد ذلك أمر الله سبحانه وتعالي للمسلمين في

· قوله تعالي : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله )

· وفي قوله تعالي : ( يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )

§ موقف الرسول وأصحابه في معاملة غير المسلمين :

1.وعد الرسول لنصارى نجران فيه حسن معاملة أهل الذمة فقد أمر بألا تمس كنائسهم ومعابدهم , وأن يترك لهم حرية العبادة وكان هذا العهد إماما لكل العهود التي عقدت مع نصارى الشام .

2.إن معاملة الصحابة لأهل الذمة تقوم علي البر والتقوى والعطف عليهم .

3.عهد عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدس حيث أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم فلا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها شيء ولا يكرهون علي دين ولا يضار أحد منهم .

كان هذا العهد إماما لكل العهود التي عقدت مع نصارى الشام مما يدل علي أن معاملة الصحابة لأهل الذمة تقوم علي البر والتقوى والعطف عليهم .

§ انتشار الإسلام بسماحة لا بالسيف :

1.تعاليم الإسلام السمحة – لا السيف – هي التي فتحت الشام ومصر إلي الأندلس والعراق إلي خراسان والهند .

2.الإسلام كفل للناس – مسلمين وغير مسلمين – الذين عاشوا في ظلاله حريتهم لا لأتباعه وحدهم .

 

اللغويـات

Ì                        الكاهل: ما بين كتفي الإنسان ج كواهل – الشِّرْك : اعتقاد تعدد الآلهة × التوحيد - نير : خشبة توضع على عنق الثور، ج أَنيار ، نِيران - مسخر : مُذَلَّل ، خاضع × محرر- تَهْوى : تحب - هيأه : أعده - الرشيد : الناضج حسن التقدير - سُوِّى : قوّم و عدل - وعُدِّل : جُعِلَ معتدل القامة متناسب الخلقة - الخواص : م خاصة الصفة المميزة - غير موضع : أكثر من موضع – خلائف م خليفة - يعتدّ : يهتم × يغفل – أقْصَى : أبْعد ومؤنَّثه (قُصوَى) × أدنى - الاسترقاق : العبودية - رغَّب في: حبب × رغَّب عَنْ - انبرى : تصدّى – يفكون : يعتقون × يستعبدون - الرقيق : العبيد - عتْقهم : تحريرهم - يكاتب مولاه : المكاتبة عقد يتفق فيه المالك مع عبده أن يدفع له قدرا من المال في مقابل تحريره - الأمَة : العبدة ج إماء - استولدها : أنجب منها ولدًا - مولاها : سيدها - امتشاق الحسام : تقلّد السيف استعدادًا للحرب - جنحوا : مالوا - ألوية : م لواء وهو العَلَم - أهل الذمة : هم اليهود والنصارى - ممارسة : مزاولة - عهد : ميثاق - الحيز : ما انضم إلى الدار من حديقة ومرافق - إماما : أي هاديا ج أئمة  .

س & جـ

س1 : يرفع الإسلام من شأن الفرد : اجتماعياً وعقلياً ، وروحياً . اذكر مظاهر ذلك .

يرفع الإسلام من شأن الفرد :

(أ) - اجتماعياً : بتهيئته لحياة اجتماعية عادلة قوامها :

1 - الخير و البر .

2 - التعاون بين الرجل والمرأة داخل الأسرة ، ثم أرشده للتعاون مع أخيه في المجتمع.

(ب) - عقلياً :   بتسخير عوامل الطبيعة، وقواها له، ولمنفعته، واستخدام عقله في معرفة قوانين الطبيعة، واستغلالها لصالحه.

(ج) - روحياً :   حيث يسمو بإنسانيته عن طريق تحريره من الشرك ، وعبادة قوى الطبيعة وتخليصه من الخرافات.

س2 : بم سما الإنسان ، وفُضِّل على سائر المخلوقات ، كما ذكر القرآن الكريم ؟

سما الإنسان بـ :

1 -  العقل .

2 -  وبأن الله خلقه في أحسن تقويم ، وأروع صورة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4) .

3 - وبالخواص الذهنية التي تهيئ للإنسان تسخير الطبيعة لمنفعته ، وبأن الله جعله خليفته في الأرض يعمرها لخدمة البشرية .

 

س3 : تناول المخدرات والمسكرات يناقض تكريم الله للإنسان .. وضح ذلك .

Ì                        هذه المخدرات والمسكرات تقضي على أعظم شيء في الإنسان وهو العقل فهي تشل تفكيره ، وتغيب وعيه ، وهذا يتنافى تمامًا مع تكريم الله للإنسان على سائر المخلوقات بالعقل ..

 

س4 : ما المقصود بالاسترقاق ؟

Ì                        الاسترقاق : يقصد به استعباد الإنسان لغيره من البشر والتحكم في حياتهم وحريتهم وبيعهم وشرائهم .

 

س5 : كيف رغَّب الإسلام في تحرير العبيد ؟ وما أثر ذلك في بناء الدولة الإسلامية ؟

Ì                        رغَّب في تحريرهم بالعتق كفارةً للذنوب والتقرب إلى الله والمكاتبة.  و قد ساعد ذلك على وحدة الأمة.

 

س6 : ماذا صنع كثير من الصحابة امتثالاً لما دعا إليه الإسلام من تحرير العبيد ؟

Ì                        قام بعضهم كأبي بكر بشراء العبيد ثم عتقهم وتحريرهم .

 

س7: ما منهج الإسلام في تحرير العبيد ؟

1 -  جعل الإسلام تحرير العبيد تكفيرا للذنوب مهما كبرت.

2 -  أعطى للعبد الحق الكامل أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه.

3 -  حرم الإسلام بيع الأَمَة إذا استولدها مولاها حتى إذا مات ردت إليها حريتها.

4 -  جعل أبناءهم من الإماء أحرارا كآبائهم.

 

س8 : حَرَّم الإسلام الرق ، وشرع العتق ، ناقش هذه القضية .

Ì                        جاء الإسلام والرق منتشر بين جميع الأمم ، فدعا إلى تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق ورغب في ذلك ترغيبًا واسعًا ، فتصدى كثير من الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق فصاروا يفكون رقاب العبيد بشرائهم ثم عتقهم وتحريرهم ، وقد جعل الإسلام تحرير العبيد تكفيراً للذنوب ، وأعطى للعبد الحق الكامل في مكاتبة مولاه واسترداد حريته نظير قدر من ، وقد حرم الإسلام بيع الجارية إذا ولدت من سيدها حتى إذا مات ردت إليها حريتها ، وقد ذلك ساعد على وحدة الأمة .

 

س9 : لماذا أبقى الإسلام على الرق ظاهرياً رغم حرصه على حرية الإنسان ؟

Ì                        السبب في ذلك أن الرق كان نظاماً اجتماعياً و اقتصادياً راسخاً في جميع الأمم ، و كان من الصعب إلغاؤه مرة واحدة و أبقاه ؛ ليختبر به إيمان المؤمنين و مدى استجابتهم في محاولة القضاء عليه و عتق أكبر عد من العبيد في سبيل الله .

 

س10 : ما مظاهر تقدير الإسلام لحرية الإنسان وكرامته ؟

Ì                        تحريره من الشرك والذل والرق .

 

س11 : كيف حافظ الإسلام على الحقوق الإنسانية للفرد ؟

Ì                        حافظ عليها بالمبادئ السامية في الحرية والإخاء والمساواة .

 

س12 : ما موقف الإسلام من حرية الدين ؟

Ì                        وسّع من حقوق الإنسان و احترامها ، فالناس - في ظلاله - لا يُكرهون على الدخول في الإسلام ، بل يتركون أحرارًا وما اختاروا لأنفسهم ، وبذلك يضرب الإسلام ، أروع مثال للتسامح الديني  .

 

س13 : ما السبب في جعل القتال فريضة في الإسلام ؟

Ì                        و ذلك للدفاع عن دين الله لا للعدوان ، يقول الله عز و جل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة:190).

 

س14 : الإسلام دين سلام للبشرية ، فما القوانين التي وضعها لتحقيق ذلك ؟

من هذه القوانين :

1 - أنه جعل الحرب للدفاع عن العقيدة ودفع الظلم لا للعدوان .

2 - وأنه قرر مسالمة من يسالمنا ، ومحاربة من يحاربنا .

3 - وأنه حرم قتل الشيوخ والأطفال والنساء في الحروب .

4 - وحرم المساس بأماكن العبادة للأعداء .

5 - وترك الحرية الدينية لهم في ممارسة عبادتهم .

 

س15 : ما الذي فتح البلاد للإسلام ؟ أو كيف انتشر الإسلام ؟

Ì                        الذي فتح البلاد للإسلام مبادئه السامية وعدالته ومساواته بين الناس ، فدخلوا في الإسلام عن حب وعقيدة لا عن قهر وإكراه قال تعالى : (لا إكراه في الدين) . أما الفتوحات الإسلامية فكانت دفاعا عن الدين قال تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) وقال : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) .

 

س16 :  ضرب الإسلام أروع الأمثلة في التسامح الديني .. اذكر أمثلةً من عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعصر عمر - رضي الله عنه - والعصر الحاضر  .

1 - كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحسن معاملة أهل الكتاب و من ذلك عهده لنصارى نجران بألا تمس كنائسهم ومعابدهم ، وأن تترك لهم الحرية في ممارسة عباداتهم .

2 - عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأهل بيت المقدس فقد جاء فيه أنه "أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم.. لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من حيزها (مساحتها) ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم".

3 - المجتمع الإسلامي في العصر الحاضر يضم المسلمين وغيرهم و يعيشون في سلام .

} الواجب {

س1-

" الإسلام دين سلام للبشرية ، يريد أن ترفرف عليها ألوية الأمن والطمأنينة ، ومن تتمة ذلك ما وضعه من قوانين للأمم المغلوبة سلماً وحرباً ، فقد أوجب الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين في حروبهم ألا يقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة وعهده لنصارى نجران من أروع الأمثلة " .

1.هات مرادف : " ألوية " ، ومضاد : " ترفرف " .

2.ماذا تعرف عن عهد الرسول وسلم لنصارى نجران ؟

3.لماذا اضطر الرسول  لامتشاق الحسام ؟ وما الأدلة على أن الإسلام دين سلام للبشرية ؟

س2-

" وقد مضى الإسلام يعتد بحرية الإنسان ، وكرامته ، وحقوقه الإنسانية إلي أقصى الحدود . وقد جاء والاسترقاق راسخ متأصل في جميع الأمم ، فدعا إلي تحرير العبيد ، وتخليصهم من ذل الرق ، ورغب في ذلك ترغيباً واسعاً " .

1.ضع مرادف " يعتد " ، ومضاد " رغب " في جملتين من تعبيرك .

2.ما منهج الإسلام في تحرير العبيد ؟

3.وضح معاملة الإسلام لغير المسلمين .

س3-

" ودائماً يلفت الذكر الحكيم إلي سمو الإنسان ، وأنه يَفْضُل سائر المخلوقات ، فقد خُلق في " أحسن تقويم " ، وسوى ، وعدل ، وركب في أروع صورة ، ووهب من الخواص الذهنية ما يحيل به كل عنصر في الطبيعة إلي خدمته " .

1.تخير الصواب مما بين الأقواس فيما يلي :

Ì            مفرد " الخواص " : ( خاص - خصيصة - خاصية - اختصاص) .

Ì            مرادف " سمو " :  (عُلُو – قوة – فوق – شدة) .

Ì            "أروع صورة " علاقتها بما قبلها : (توكيد - تعليل - نتيجة - تفسير) .

2.فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات . فما مظاهر هذا التفضيل ؟

3.الإسلام ين سلام للبشرية ، فما الأسس التي وضعها لتحقيق ذلك ؟

الكلمة

 

Ì                        اسم مشتق من حروف الفعل ؛ ليدل على من قام بعمل الفعل أو اتصف به . مثل : قتل : قاتِل – تفوّق : مُـتفوِّق .

Ì                        اسم الفاعل نوعان

من الثلاثي

من غير الثلاثي

ــ ا ــِ ــ

يأتي من الماضي

مُــ ــ ــ ــِ ــ

يأتي من المضارع

 

أولا ً : اسم الفاعل من الفعل الثلاثي

Ì                        نأتي به من الفعل الماضي الثلاثي بزيادة ألف بعد أول حرف من حروف الفعل مع كسر  الحرف قبل الأخير ، والوزن : فَـاعِـل .

Ì                        أمثلة :

كتب : كاتب - ضرب : ضارِب – أمن : آمِن - ولد : والـِد - يئس : يائـِس - سأل : سائِـل – قرأ : قارِئ – شدا : شادي - دعا : داعي – وفد : وافـِد .

 

Ì                        إذا كان الفعل الثلاثي وسطه ألف ( معتل أجوف ) مثل : قال – عاد ، فإننا نقلب ألف الفعل إلى همزة على نبرة( ئـِ ) ؛ منعاً لالتقاء الساكنين ( اْ اْ ) ، ويبقى الوزن كما هو : فاعِل

مثل : قال : قائِل ، نام : نائِم ، فاز : فائِز ، ثار : ثائِر .

ثانياً : اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي

نأتي بالفعل المضارع

نحذف حرف المضارعة

نضع بدلاً منه ميماً مضمومة

نكسر ما قبل الآخر

اندفع يـندفع

يــندفع

مُـنْدفـع

مُـنْد فِـع

 

Ì                        هام : اسمَ الفاعلِ الناقص مثل : ( قاضي – ساعي– مهتدي – منتهي ) تُحذف ياؤه عندما يكونُ مفرداً منوناً ( نكرة ) غير مقترن بـأل و لامضافٍ في حالتي الرفع و الجر

فنقول : جاء قاضٍ لا قاضي - سلمت على قاضٍ لا قاضي .

%تذكر :

Ì                        اسم الفاعل يأتي مفرداً مذكراً ، أو مفرداً مؤنثاً ، أو مثنى مذكراً ، أومثني مؤنثاً ، أوجمعاً مذكراً ، أو جمعاً مؤنثاً ، أو جمع تكسير ، وقد تلحقه (ال) أو الضمائر .. . إلخ .

مثل : عامل – عاملة – عاملان – عاملون – عاملات – عمال – العامل – عمالهم .

Ì                        ونعرفه بأن نرده إلى حالة المفرد المذكر النكرة  مثل : فعمالهم = عامل .

%تذكر :

Ì                        أن هناك أسماء فاعل شاذة القاعدة لم نستطع أن نكسر الحرف قبل الأخير فيها ، ونعرفها بالمعنى

مثل : شـبَّ : شابّ - سرّ : سارّ - ضلّ : ضالّ - ارتدّ : مُرتَـدّ - اهتمّ : مُـهتَـمّ - احتاج : مُـحتاج - امتاز : ممتاز .

عمل اسم الفاعل

1 - يعمل اسم الفاعل عمل فعله، فيرفع الفاعل وحده إن كان الفعل لازماً، ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إن كان فعله متعدّياً.

صور استعمال اسم الفاعل  العامل في الكلام العربي

يأتي  اسم الفاعل مقترناً  بــ[أل] ، أو يأتي  نكرة منونة .

الصورة الأولى

إذا كان اسم الفاعل  مقترناً بـ ( أل ) عمل فعله بلا شروط ، وهنا [أل] تكون بمعنى الذي

Ì            مثل :       المكْرِمُ ضيفَه مشكور  .  =  الذي يكرم ضيفَه مشكور  .

Ì            ضيفَه : مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفاعل [المكْرِمُ].

ملاحظة : الاسم الذي نصبه اسم الفاعل هنا [ضيفه] يسمى  " معمول اسم الفاعل "

الصورة الثانية

إذا لم تتصل ( أل ) باسم الفاعل، فإنه يأتي نكرة ومنوناً ولا يعمل عمل فعله إلا بشرطين:

Ì            أن يكون بمعنى الحال  [أي الآن] أو الاستقبال  أي ليس على الزمن الماضي  .

Ì            أن يسبقه مبتدأ أو نفي أو استفهام أو موصوف  أو نداء .

1- يسبقه مبتدأ

مثل : أخوك قارئٌ درسَه =   أخوك يقرأ درسَه

Ì            أخوك : مبتدأ مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والكاف مضاف إليه .

Ì            قارئ : خبر مرفوع  أو تقول اسم فاعل سد مسد الخبر (اسم فاعل يعمل عمل فعله).

Ì            درسه : مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .

2 –  يسبقه نفي

مثل : ما قاتِلٌ الفلسطينيين إلا اليهود  = ما يقتل الفلسطينيين إلا اليهود

Ì            الفلسطينيين : مفعول به منصوب لاسم الفاعل قاتل .

Ì            اليهود  : فاعل مرفوع لاسم الفاعل قاتل  .

3 -  يسبقه استفهام

مثل :  أمسافر أخوك ؟  =  أيسافر أخوك

Ì            مسافر : مبتدأ مرفوع بالضمة

Ì            أخو : فاعل لاسم الفاعل (مسافر) ، سدَّ مسد الخبر

Ì            في المثال السابق اكتفى اسم الفاعل (مسافر) برفع الفاعل ؛ لأن فعله (يسافر) فعل لازم.

ومثال المتعدي : أزائرٌ أخوك جاره = أيزور أخوك جاره

Ì            زائر : مبتدأ مرفوع بالضمة .

Ì            أخو : فاعل مرفوع لاسم الفاعل ، وعلامة رفعه الواو ، وقد سد مسد الخبر .

Ì            جارَه : مفعول به منصوب بالفتحة .

4 –  يسبقه موصوف

مثل : مررت برجلٍ حازمٍ أمتعته = مررت برجل يحزم أمتعته .

Ì            حازم : صفة مجرورة بالكسرة , وحازم اسم فاعل ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو .

Ì            أمتعته : مفعول به منصوب لاسم الفاعل , و الهاء مضاف إليه .

5 – يسبقه نداء

مثل : يا صانعاً المعروفَ ، لا تتوان عن فعله .

Ì            صانعاً : منادى منصوب بالفتحة ، وصانعاً اسم فاعل عامل فاعله ضمير مستتر تقديره : هو

Ì            المعروفَ : مفعول به منصوب لاسم الفاعل .

الكلمة

 

 

Ì                        أسماء مشتقة من الأفعال الثلاثية المتصرفة  غالباً ؛  للدلالة على المُبالغة في الصفة ، وبيان الزيادة فيها .

صيغ المبالغة القياسية

مِفْعَال

فَعَّال

فَعُول

فَعِيل

فَعِل

مِقدام

مِعطاء

مِهذار

نمّّام

توَّاب

غفّّار

حَسود

شَكور

رَءوف

خَبير

نَذير

عَليم

جَشِع

يَقِظ

فَرِح

صور استعمال صيغ المبالغة العاملة

الصورة الأولى

صيغة المبالغة  المقترنة  بـ ( أل ) ، وتعمل بلا شروط : مثل : القتَّال  × الأبرياء شارون .

§ الأبرياءَ : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [القتَّالُ]

الصورة الثانية

المسبوقة بمبتدأ

مثل : إن الله سميع  × الدعاء .

§ الدعاء : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سميع]

المسبوقة بنفي

مثل : ما معطاء ماله الفقراء إلا الكريم .

§ معطاء :  مبتدأ مرفوع

§ ماله : مفعول به أول منصوب لصيغة المبالغة   [معطاء]

§ الفقراء : مفعول به ثانٍ منصوب لصيغة المبالغة [معطاء]

§ الكريمُ : فاعل مرفوع لصيغة المبالغة [معطاٌء]سد مسد الخبر

المسبوقة باستفهام

مثل : أرحيم أبوك أطفاله

§ أبوك : فاعل مرفوع بالواو لصيغة المبالغة   [رحيمٌ]سد مسد الخبر

§ أطفالَهُ  : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [رحيمٌ]

المسبوقة بموصوف

مثل : أتي طفل يقظٌ عقله .

§ عقله : فاعل مرفوع   لصيغة المبالغة [يقظٌ]

المسبوقة بنداء

مثل : شارون يا سفَّاك  × الدماء انتظر الجزاء .

§ الدماء : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سفَّاك ]

 

الكلمة

 

اسم مشتق من حروف الفعل المتصرف المبني للمجهول ؛ ليدل على من وقع عليه فعل الفاعل .

مثل : سرق : مَسروق –    استعمل : مُستعمَل .

اسم المفعول نوعان

من الثلاثي

من غير الثلاثي

مـَ - - و -

مـُ -  -  - َ -

§ نأتي باسم المفعول من الفعل الثلاثي الماضي الصحيح ( الذي لا يوجد به حرف علة ) ،ومن المعتل المثال ( الذي أوله حرف علة مثل : (وعد – يئس )  على وزن مفعول .

مثل : كُتِبَ : مكتوب، ضُرِب: مضروب ، جُنّ : مجنون ، وعد : موعود ، ولد : مولود ، يئس : ميئوس .

 

§ إذا كان الفعل الثلاثي وسطه ألف( -  ا - ) أي أجوفاً (مثل قال ، باع ) ،

§ أو آخره حرف علة أي ناقصاً (مثل دعا ، قضى ) ،

 

فاسم المفعول يأتي بالطريقة الآتية :

1 – نأتي بالفعل المضارع .

2 – نحذف حرف المضارعة ، ونضع بدلاً منه ميماً مفتوحة .

3 – نضع شدة على حرف العلة في الناقص ( آخره حرف علة ) .

أمثلة : باع : يبيع : مَبيع – قال : يقول : مَقُول – دعا : يدعو : مَدْعُوّ    قضى : يقضي : مَقضيّ .

 

ويأتي اسم المفعول من الفعل غير الثلاثي من الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة إلى ميم مضمومة ، وفتح ما قبل الآخر .

مثل : أنتج  .. يـنتج  .. مـُـنتَـج ، انطلق  .. ينطلق  .. مُـنْطلَق ، أعاد .. يعاد  .. مُـعاد ، استشار .. يستشار  .. مُـستشار .

 

إعمال اسم المفعول

يعمل اسم المفعول عمل فعله المبنى للمجهول فيرفع نائب فاعل فقط إنْ كان فعله مُتعدِّيًا لواحد، ويرفع نائب الفاعل وينصب المفعول إن كان فعله مُتعدِّيًا لمفعولين

 

صور استعمال اسم المفعول العامل

اسم المفعول المقترن بـ ( أل )

مثل : المرتضَى حكمُهُ هو الله .

§ حكمُهُ : نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول [المرتضَى]

المسبوق  بمبتدأ

مثل : المؤمنُ محمودٌ سيرتَه .

§ سيرتَه: نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول [محمودٌ]

المسبوق  بنفي

مثل : ما مسلوبةٌ حقوقٌ وراءها مطالبٌ .

§ مسلوبةٌ : مبتدأ مرفوع

§ حقوق : نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول [مسلوبةٌ] سد مسد الخبر

المسبوق  باستفهام

مثل : أمقبولٌ رأيُ المجنون في المحكمة ؟

§ مقبول ٌ: مبتدأ مرفوع

§ رأيُ  : نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول [مقبول] سد مسد الخبر .

المسبوق  بموصوف

مثل :أقبل طالب ممنوح جائزة .

§ ممنوح: نعت مرفوع ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو .

§ جائزة : مفعول به ثانٍ لاسم المفعول   [ممنوح]

المسبوق  بنداء

مثل : يا مسلوباً حقُّهُ اصبرْ .

§ حقُّهُ : نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول [مسلوباً]

% تذكر أن :

1 –   يجوز أن يضاف اسم المفعول إلى معموله إذا تلاه مباشرة

فيجوز أن نقول : الجبان مخلوعٌ قلبُه - الجبان مخلوعُ القلبِ

فالقلب في المثال الأول نائب فاعل ، وفي المثال الثاني مضاف إليه .

2 –  إذا كان اسم المفعول من فعل متعدٍ لمفعولين رفع المفعول به الأول أو ضميره على انه نائب فاعل ، ونصب الثاني على أنه " مفعول ثانٍ " . مثل : أممنوحٌ المتفوقُ جائزةً ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

اسمُ التفضيل :

اسم مشتق من حروف الفعل الماضي  الثلاثي على وزن ( أَفْعلَ ) ؛  ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة ، وزاد أحدهما على الآخر فيها .

مثل :

الشمس             أكبر  من               القمر

مُفَضَّل      +     اسم التفضيل     +   مُفَضَّلاً عليه

فضل  : أَفْضَل – صغُر : أصغر –  كبر : أكْبَر– غلا : أغلى –  طال : أطول  - ساء : أسوأ - وضح : أوضح – شد : أشد – كرم : أكرم – علم : أعلم .

شروط الفعل الذي نأتي منه باسم التفضيل

أن يكون :

فعلاً ثلاثيا , متصرفاً , تاماً , مثبتاً, مبنياً للمعلوم , قابلا للتفاوت، ليس الوصف منه على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثه( فعلاء) في الدلالة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر  [نفس شروط فعل التعجب ].

س : كيف نأتي باسم التفضيل من فعل زاد على ثلاثة أحرف مثل : ( ارتفع ) ، أو فعل دل على لون مثل : ( زرق ) ؟

جـ : نأتي باسم التفضيل بالطريقة الآتية :

1 -  نأتي باسم تفضيل مساعد مطابق للشروط  مثل  : ( أشـدّ  -  أكثر  -  أعظم ) .

2 – ثم نأتي بالمصدر منصوباً من الفعل غير المطابق للشروط  بعد اسم التفضيل المساعد مباشرة .

مثل  :

ارتفع                         أكثر ارتفاعاً                  تمييز منصوب

زرق                           أشـد زرقة                 تمييز منصوب

محمدٌ أكثرُ اجتهاداً من أحمد .

§ إذا كان الفعل المراد التفضيل فيه منفيًّا أو مبنيًّا للمجهول أتينا باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط وجئنا بمصدر الفعل بعده مؤوَّلاً .

مثل : المحسن أحق أن يكافأ .    /  العلم أحسن ألا يهمل .

§ لا يأتي اسم التفضيل من الفعل الناقص (كان وأخواتها )والجامد (بئس ونعم و عسى .. ) وغير القابل للتفاوت (مات ، فني ، هلك ...).

هام جداً

1 - يجوز – لنا – أن نأتي باسم التفضيل المساعد للفعل المطابق للشروط  مثلما أتينا به للفعل غير المطابق للشروط فنقول : محمد أكرم من طارق  . أو نقول : محمد أشد كرماً  من طارق .

2 – هناك ثلاث كلمات وردت في اللغة العربية ، ودلت على التفضيل بدون الهمزة

وهي : (خَيْر - شَرّ  -  حَبّ  ) مثل : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(آل عمران: من الآية110) ـ الظالم شَر ُّ الناس .

3 – مؤنث (أَفْعَل ) هو (فُعْلى )  مثل : أَفْضَل : فُضْلى -  أكْبَر : كبْرى – أصغر : صغرى

4 – جمع (أَفْعَل ) هو (أَفَاعِل )  مثل : أكْبَر : أكابر -  أعظم : أعاظم .

بينما جمع (فُعْلى ) هو(فُعْليات  )  مثل : فُضْلى  : فُضْليات – كبرى : كبريات .

تذكر :

1 - غالباً الاسم النكرة الواقع بعد أفعل التفضيل يعرب تمييزاً منصوباً .

2 - إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل غير مستوفٍ للشروط أتينا بفعل مناسب مستوفٍ للشروط و أتبعناه بمصدر الفعل صريحاً أو مؤَوَّلاً منصوباً على التمييز  .

الحالات التي يأتي عليها اسم التفضيل

1- مجرد من (أل) والإضافة وفى هذه الحالة يلزم الإفراد والتذكير والتنكير ويذكر المفضل عليه بعده مجرورًا بـ(من).

مثل :

* الصدق أجدى من الكذب .

* الأذنان أصدقُ  من العينين . والأذن أصدقُ من العين

* الزرافات أطولُ من الأفيال .

هام جداً :

قد تحذف (من) والمفضل عليه , إن وجد دليل يدل عليهما ,

مثل قوله تعالى :

" والآخرة خيرٌ وأبقى" أي والآخرة خير من الحياة الدنيا , وأبقى منها .

 

2- مقترن بـ(أل) وفى هذه الحالة يطابق المفضل في : الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف ولا يذكر المفضل عليه فى الكلام.

مثل :


*  الصادق  هو الأفضل .

* الصادقان  هما الأفضلان  .

*  الصادقتان  هما الفضليان  .

* الصادقون  هم الأفضلون  .

*  الصادقات  هن الفضليات .


3- مضاف إلى نكرة وفى هذه الحالة يلزم الإفراد والتذكير والتنكير وأن يكون المفضل عليه ( المضاف إليه) مطابقا للمفضل فى النوع والعدد .

مثل :


* فاروق جويدة أعظم شاعر في مصر الآن .

*  هذان الكتابان أثمنُ كتابين  .

*  هاتان البنتان أفضلُ بنتين .

*  المحسنون أفضلُ رجال .

*  وجوههم أحسنُ وجوه

* هؤلاء النساء أكرمُ نساء


 

4- مضاف إلى معرفة وفى هذه الحالة يجوز أن يلزم الإفراد والتذكير والتنكير وأن يكون مطابقا للمفضل كالمقترن .

مثل :

* هو أفضلُ القوم *                    وعمرُ أعدلُ الأمراء

* وهما أفضلُ القوم   و - أفضلا القوم

* وهؤلاء أفضلُ القوم و – أفضلو (أفاضل ) القوم

* هن أفضلُ النساء   و - فضليات النساء

الكلمة

 

 

اسم الزمان :  اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على زمان حدوث الفعل .

اسم المكان :  اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على مكان حدوث الفعل .

من الثلاثي

من غير الثلاثي

مَـ  -ْ  -َ  -

مَـ  -ْ  - ِ -

مُـ  -ْ  - َ -

 

أولاً : اسما الزمان والمكان من الفعل الثلاثي

نأتي بهما من الفعل الماضي بزيادة ميم مفتوحة على حروف الفعل ، والوزن : ) مَفْعَل ( بفتح العين ، أو ) مَفْعِل ( بكسر العين .

أ – وزن  مَفْعَل :

1 – نأتي به من الفعل الصحيح مَضمُوم العَين أو مَفْتوحها في المضارع .

أمثلة :

§ دخل   :      يدخُـل   : مدْخَـل   -    خرج   :     يخـرُج    :      مَـخْـرَج

§ لعب   :  يلعَب ُ        : مَلْعَب     -    صنع   :      يصنَع     :      مَـصْنَع

 

2 – نأتي به من الفعل المعتل الناقص( ما كان آخره حرف علة)  مباشرة  .

أمثلة:  سعى :  مَسْـعَـى  -  جرى  :  مَـجْـرَى  -  أوى  : مَـأْوَى  -  هوى : مَـهْـوَى .

هام جداً :

1 –  معظم أسماء الزمان و المكان  من الفعل الأجوف ( وسطه ألف ) تأتي على  وزن ) مَفْعَل( أي بزيادة ميم على حروف الفعل الماضي  فقط .

سار  : مسار – دار : مدار – قام : مقام – قال : مقال – فاز : مفاز .

2 -  الفعل الثلاثي المضعف  يأتي غالباً دون فك التضعيف

أمثلة : فـرَّ  : مَـفـرّ   -  مـرَّ  : مَـمـرّ  - قـرَّ  : مَـقـرّ .

3 – قد تدخل تاء التأنيث المربوطة على اسم المكان من الثلاثي  : لتدل على الكثرة

أمثلة : مزرعة  - مدرسة -  مدبغة – مكتبة  .

ب - وزن  مَفْعِل :

1 – نأتي به من الفعل الصحيح مكسور العَين في المضارع .

أمثلة : جَلَسَ : يجلِسُ : مَجْلِس  -  هبط  :  يهـبـِط  : مهـبِـط  .

2 –  نأتي به من الفعل المعتل المثال ( أوله واو ، أو ياء )  مباشـــرة .

ولد : موْلِـد  - ورد : مورِد  - وقع  : موقِع  -  وقف :  موقِف  -  وعد  : موعِد -  وسم  : موسِم   -  وضع  : موضِع .

 

* هناك كلمات جاءت على وزن  ) مَفْعِل( وقياسها ) مَفْعَل) . أمثلة :  مسجِد  -  مغرِب  -  مشرِق  - منبـِت  .

ثانياً :  اسما الزمان والمكان من الفعل غير  الثلاثي :

نأتي بهما بنفس طريقة اسم المفعول                مُــ  -   -  -َ  -               ونفرق بينهم بالمعنى  فقط .

أمثلة :

1 – اليوم مُـلتـقَـى الأصدقاء . .................................

2 – النادي مُـلتـقَـى الشباب  ..................................

3 – العلم مُـلتـقَـى المتفوقين ..................................

هام جداً  :

1 – كلمات شهيرة في الامتحانات ، وتأتي غالباً  كأسماء زمان  ( مستقبل  -  موعد – موسم  -  مطلع  -  مولد ) .

2 – كلمات شهيرة في الامتحانات ، وتأتي غالباً  كأسماء مكان   ( مجتمع   -  موقف  – مجال  -  موطن  -  منبع  ) .

 

الكلمة

 

المصدر   أصل المشتقات ، و المصدر اسم يدل على حدث مجرد من الزمن .

المصادر نوعان

سماعية  : وهي مصادر الأفعال الثلاثية ، وسميت سماعية ؛ لأنها سمعت عن العرب وليس لها قاعدة تقاس عليها

قياسية : وهي المصادر التي لها أوزان تقاس عليها ، هي مصادر الرباعي  و الخماسي و السداسي

 

% لا تنسَ أن المصادر الثلاثية سماعية لا ضابط لها ، وقد حملت بعض الأوزان دلالات خاصة ، منها :

1.فِعَالَة : فيما دلّ على حرفة : زِراعة – صِناعة – تِجارة .

2.فَعَلان : فيما دلّ على اضطراب : خَفَقان- طيران – جريان .

3.فُعَال : فيما دل على مرض : صُداع – زُكام – سُعال .

4.فَعِيل : فيما دل على سيْر أو صوت : رَحيل، عَويل – زَئير .

5.فُعْلة : فيما دلّ على لون : سُمرة – خُضرة - حُمْرَة .

6.فَعَل : فيما دلّ على عيب : عَمى– عَرَج – حَوَل .

7.فُعول: فيما دلّ على حركة : قُدوم– صُعود – نُزول .

مصادر الرباعي

1 – إذا كان الفعل على وزن (أَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن (إِفْعَال)

مثل : أَضْرَبَ : إِضْرَاب – أبدع : إبداع – آمن : إيمان – أمدَّ : إمداد – أورد : إيراد – أعطى : إعطاء – أوحى : إيحاء .

إذا كان الفعل على وزن (أفعل) ، ومعتل العين مثل ( أعاد) ، فمصدره يأتي على وزن (إفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في الآخر بدلاً من الألف .

مثل :  أدار : إدارة – أفاد : إفادة – أثار : إثارة .

2 – إذا كان الفعل على وزن (فَعَّلَ) فمصدره يأتي على وزن (تَفْعِيل)

مثل : شَرَّدَ : تَشْرِيد – لوّث : تلويث – درّب : تدريب علّم : تعليم .

فّإذا كان الفعل معتل الآخر (اللام) مثل : (قوَّى) ، فمصدره  يأتي على وزن (تفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في الآخر بدلاً من الياء .

مثل : قوّى : تقوية – ربّى : تربية – سوّى : تسوية – ضحّى : تضحية .

3 – إذا كان الفعل على وزن (فَاعَل) فمصدره يأتي على وزن (مُفَاعَلَةً / فِعَال)

مثل : قَاْتَلَ : مُقَاْتَلَة ، قِتَال – شَارَكَ : مُشَارَكَةً – نازع : مُنازعة ، نِزاع – حاسب : مُحاسبة ، حِسَاب – جَادل : مُجادلة ، جِدال .

4 – إذا كان الفعل على وزن (فَعْلَلَ) فمصدره يأتي على وزن (فَعْلَلَة)

مثل : ترجم : ترجمة – دَحْرَج : دَحْرَجَة – حشرج : حشرجة .

فإذا كان الفعل رباعياً مضعفاً مثل : (زلزل) ، فمصدره  يأتي على وزن (فَعْلَلَة / فِعْلال)

مثل :  زلزل : زَلزلة ، زِلزال – وسوس : وَسوسة ، وِسواس .

مصادر الخماسي

1 – إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بهمزة وصل ، فمصدره يأتي بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره .

مثل : احترم : احترام – انطلق : انطلاق – احمرّ : احمرار

 

1 – إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بتاء زائدة ، فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع ضم ما قبل آخره .

مثل : تَعَلَّمَ  : تَعَلُّم – تَعَارَف : تَعَارُف – تَدحرَج : تَدحرُج .

* إذا كان الفعل الخماسي المبدوء بتاء آخره حرف علة مثل : تحدَّى - تعالَى  ، فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع كسر ما قبل آخره ، وقلب حرف العلة إلى ياء.

مثل : تحدَّى : تحدِّي – تعدَّى : تعدِّي – تعالَى  : تعالِي - تفانَى : تفانِي.

مصادر الأفعال السداسية

1 – إذا كان الفعل على وزن (اسْتَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن ( اسْتِفْعَال)

مثل : استعمل : استعمال – استردّ : استرداد – استورد : استيراد – استولى : استيلاء – استجدى : استجداء .

إذا كان الفعل على وزن (استفعل) ، ومعتل العين ( الحرف قبل الآخير ألف) مثل : ( استفاد) ، فمصدره يأتي على وزن (استفعلة) .

مثل : استشار : استشارة – استقام : استقامة – استعاد : استعادة .

 

الكلمة

 

 

تعريفه : اسم يبدأ بميم زائدة ويؤدى معنى المصدر الأصلي .

Ì            شربت الماء مشرباً ، وخرجت من المدرسة مخرجاً ،

Ì            وعدت الصديق موعداً ، وثب اللاعب موثباً

صوغه :

1 – يصاغ على نفس أوزان اسم الزمان والمكان ولا يفرق بينهما إلا دلالة الجملة  .

مثل :

سعى الطالب مسعى حميداً ، خرج مع زملائه مخرجاً ، وقف المدرس موقف الأب ، وصل اللاعب إلى القمة موصلاً سريعاً .

2 – يصاغ من الفعل غير الثلاثي على وزن اسم المفعول  .

أحسن المهندس مستخرج البترول

 

ملحوظة : قد تلحق آخر المصدر الميمي تاء في آخر المصدر  مثل .  محبة ، مضرة ، مفسدة ، منفعة ، مهلكة .

الكلمة

 

تعريفه :

اسم تلحقه ياء مشددة تليها تاء تأنيث مربوطة لتدل على الصفة الصناعية على معنى المصدر .

 

مثل :  الديمقراطية ، الوطنية ، الرأسمالية .

ويفرق بين المصدر الصناعي والاسم المنسوب بـ :

1 – من سياق الكلام .

2 – المصدر الصناعي لا يوصف به أما المنسوب فيوصف به ولا بعرب إلا صفة فإذا لم يكن صفة لما قبله فهو مصدر صناعي

Ì            اسم منسوب    : الدول الرأسمالية نظامها فاشل / الدول الديمقراطية عظيمة

Ì            مصدر صناعي   : الرأسمالية نظام فاشل / الديمقراطية أحسن الأنظمة .

 

المصدر المؤول

س : ما هو  المصدر المؤول ؟

جـ : المصدر المؤول هو ما ركب من :

1.( أنْ المصدرية والفعل المضارع )     مثل : يـسـعدني أن أكـتـب لك رسالة .

2.أو ( أنّ ) واسمها وخبرها                  مـثل :  يسرني أنّـك سعيد .

3.أو ( ما ) المصدرية والفعل                مثل :  ليس للرجل إلا ما سعى .

إعراب المصدر المؤول

تعرب المصادر المؤولة إعرابا مفصلا ، ثم يقال :

والمصدر المؤول من( أن والفعل ) ، أو ( ما والفعل ) ، أو ( أن واسمها وخبرها ) في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه في الجملة.

س : كيف نحوِّل المصدر المؤول إلى مصدر صريح ؟

جـ : طريقة تحويل المصدر المؤول إلى مصدر صريح :

1 - إذا تكوّن المصدر المؤول (أنْ ) والفعل المضارع أو( ما ) والفعل   فإننا نأتي بالمصدر الصريح من الفعل مباشرة بعد حذف الحرف المصدري (أنْ - ما).       مثل : (أَنْ تصوموا خير لكم ) . .. تحويله إلى مصدر صريح : صيامُكم خير لكم .

§ إعراب /  أَنْ تصوموا : مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ

§ إعراب /  صيامُكم : مبتدأ مرفوع .      أسعدني ما عملت .. تحويله إلى مصدر صريح : أسعدني عملُك

§ إعراب ما عملت: مصدر مؤول في محل رفع فاعل .  إعراب عملك: فاعل مرفوع .

% تذكر أن :

( ما ) تدل على الزمان مع ( دام ) كقوله تعالى ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) و التقدير : مدة دوامي حياً

 

2 - إذا تكوّن المصدر المؤول من ( أنّ ) واسمها وخبرها ، وكان خبرها جملة فعلية أو اسماً مشتقاً فإننا نأتي بالمصدر الصريح من خبر إن مضافاً إلى اسمها

مثل : أحب أن تتفوق .. تحويله إلى مصدر صريح : أحب تفوقَك .

§ إعراب أَنْ تتفوق: مصدر مؤول في محل نصب مفعول به .

§ إعراب تفوقَك: مفعول به منصوب .

يعجبني أنك متفوق.. تحويله إلى مصدر صريح : يعجبني تفوقُك.

§ إعراب أنك متفوق : المصدر المؤول  من أنّ واسمها وخبرها في محل رفع فاعل .

§ إعراب تفوقُك : فاعل مرفوع .

 

3 - إذا كان خبر إن جامداً أتـينا بـكـلـمة ( كون ) مـضافـة إلى اسم(أن )، وينصب خبر إن على أنه خبر لكلمة كون ؛ لأنها مصدر للفعل الناسخ كان .

مثل : علمت أن الجندي أسدٌ . . تحويله إلى مصدر صريح : علمت كونَ الجندي أسداً .

§ إعراب أن الجندي أسدٌ : المصدر المؤول  من أنّ واسمها وخبرها سد مسد المفعولين للفعل علم

§ إعراب كونَ الجندي أسداً : كون : مفعول به ، الجندي : مضاف إليه ،أسداً : خبر منصوب للمصدر (كون) العامل عمل كان .

4 - إذا كان خبر إن شبه جملة فإننا نحذف (إن)، ونأتي بكلمة (وجود) قبل المصدر الصريح .

مثل : آمنت بأن الحق فوق القوة . . . تحويله إلى مصدر صريح : آمنت بوجود الحق فوق القوة .

5 - إذا كان الخبر منفياً فإننا نحذف (إن)، ونأتي بكلمة (عدم) ثم نأتي بالمصدر الصريح من الخبر ( الفعل ).

مثل : وثقت بأنك لا تهمل . . . تحويله إلى مصدر صريح : وثقت بعدم إهمالك .

الكلمة

 

 

مصدر يدل على حصول الفعل مرة واحدة

يصاغ اسم المرة من الفعل الثلاثي يأتي على وزن (فَعْلَة) بفتح الفاء .

مثل : ضرب : ضربة – نظر : نظرة – جلس : جلسة – قام : قومة .

أمثلة :


1- لكل جواد كبوة ولكل إنسان زلة .

2- تجاوزت عن هفوة الصديق .

3-زرت المريض زورة .


اسم المرة من الفعل غير الثلاثي يأتي بزيادة تاء في آخره على مصدره الأصلي .

مثل : اندفع : اندفاع : اندفاعة – انطلق : انطلاق : انطلاقة .

وإذا كان المصدر مختوما (منتهيا) بالتاء في الأصل ، كانت الدلالة على المرة بوصفه بكلمة واحدة .

مثل : قاوم : مقاومة : مقاومة واحدة – استفاد : استفادة : استفادة واحدة .

%تذكر : لا يصاغ اسم المرة من الفعل ناقص التصرف أو الفعل الجامد .

 

الفعل

مصـدره

اسم المرة منه

أكل

رحم

أخرج

استشار

أكل

رحمة

إخراج

استشارة

أكلة

رحمة واحدة

إخراجة

استشارة واحدة

 

الكلمة

 

اسم الهيئة : مصدر يدل على هيئة الفعل حين وقوعه

يصاغ  من الثلاثي على وزن فِعْلَة.

مثل : جلس : جلسة – أكل : إكلة .

أمثلة :

1-جلست جِلسَة المتواضع .

2 – عمت عومة الفراشة .

%تذكر : اسم الهيئة من الفعل الثلاثي على وزن (فعلة ) بكسر الفاء ، ولا يوجد اسم هيئة من فعل زائد على ثلاثة أحرف إلا نادرا

مثل : أن يأتي اسم الهيئة على وزن المصدر العادي للفعل مع وصف هذا المصدر مثل : ( استقبله استقبال الاصدقاء ) .

 

الكلمة

 

هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة مفتوح ما قبلها {  - -َ  ا  /  - - -َ  ى }

مثل :  الفتَى- علا – مرتضى .

س : كيف نثني الاسم المقصور ؟

جـ : نثني الاسم المقصور  بالطريقة الآتية :

إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها     مثل : عصا  :  عصوان –  هـدَى : هـدَيان

هام

غالباً ألف المقصور إذا كانت ثالثة ومكتوبة ألف صحيحة ( -  -َ   ا)   مثل : عصا – رضا – مها  فأصلها  واو

أما إذا كانت ثالثة ومكتوبة ألف ليّنة  ( -  -َ   ى )   مثل :  هدَى – منَى    فأصلها  ياء

إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر ( - - - َ ى ) قُلـِبـَت ياء    مثل : مرتضى ، مرتضيان.

س : كيف نجمع الاسم المقصور جمعاً مذكراً ؟

جـ : نجمع الاسم المقصور  جمعاً مذكراً  بالطريقة الآتية :

1 – نحذف الألف ، ونبقي ما قبلها مفتـوحاً

مثل :   { رضـا   - رضـَـون -  رضـَـين } ، {  مصطفى -  مصطفــَون -  مصطـفـَــيْن  } ،   { مرتضى  - مرتضـَـون -  مرتضـَـيْن  } ، { الأعلى -  الأعلَوْن – الأعلَيْن}.

س : كيف نجمع الاسم المقصور جمعاً مؤنثاً  ؟

جـ : نجمع الاسم المقصور  جمعاً مؤنثاً  بالطريقة الآتية :

1 -  إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها: عصا  :  عصوات– هـدَى : هـدَيات .

2- إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء :  ليلى :  ليليات – رضوى : رضويات .

الكلمة

 

 

Ì                        هو الاسم المعرب الذي ينتهي بياء لازمة مكسور ما قبلها  مثل : القاضِـي ، الداعِي ، المنادِي .

Ì                        المنقوص إذا كان نكرة و نوّن حذفت ياؤه في  حالتي الرفع والجر، وبقيت في النصب مثل: هو قاضٍ، عثرتُ على بانٍ ، رأيتُ ساعياً.

Ì                        و المنقوص إذا كان معرفاً تثبت ( تبقى) ياؤه  مثل : الهادِي    المعتدِي – قاضِي القضاة .

Ì                        إذا ثُـني الاسم المنقوص ، أو جمع جمعاً مؤنثاً تبقى ياؤه  مثل :( القاضي – القاضيـان ، القاضيـَيـْنِ )،(العالية – العاليات )  .

Ì                        وترد إليه ياؤه إذا كانت محذوفة للتنوين مثل : (ساعٍ – ساعيان)  .

Ì                        وإذا جُمِع المنقوص جمعاً مذكراً  تُحذف ياؤه ويُزاد عليها واو ونون مضموم ما قبلها في حالة الرفع، وياء ونون مكسور ما قبلها في حالة النصب والجر مثل : ( القاضِي -  القاضُون- القاضِين)،(  المهتدِي -  المهتدُون  - المهتدِين).

الكلمة

 

 

اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة مسبوقة بحرفين أو أكثر .

أنواع همزة الممدود

1 – أصلية : مثل { قُرّاء – ضياء – إنشاء – وضـَّـاء } .

وتبقى كما هي عند التثنية ، أو عند الجمع

مثل : { الوضـَّـاء – الوضـَّـاءان - الوضـَّـاءين / الوضـَّـاءون - الوضـَّـاءين } ، { إنشاء – إنشاءان – إنشاءين / إنشاءات } .

2 – منقلبة عن أصل ( واو – ياء ) :

مثل { بناء – سماء – دعاء – قضاء } .

ويجوز فيها أن تبقى همزة أو تُقْلب واواً عند التثنية ، أو عند الجمع .

مثل : { سماء – سماءان- سماوان /  سماءات – سماوات } . { بنّـاء – بنّـاءان – بنّـاوان / بنّـاءون - بنّـاوون }.

3 – مزيدة للتأنيث  : و تُقْلب واواً عند التثنية ، أو عند الجمع .

مثل : { صحراء – صحراوان /  صحراوات } .

 

 

 

 

 

الكلمة

 

المبتدأ

للمبتدأ أشكال هي :

النوع

المثال

1- اسم صريح

2- ضمير منفصل

3- اسم إشارة

4- اسم موصول

5- اسم استفهام

6- اسم شرط

7- مصدر مؤول

§ مثل : محمد كريم ، الطالب مجتهد.

§ مثل : أنا مسافر غدا، هو كريم، هم مجتهدون.

§ مثل : هذا أديب، هؤلاء شعراء.

§ مثل : الذي فاز بالجائزة طالب. ما قلتَه صحيح.

§ مثل : من فاز في السباق؟، ما العمل؟، (مَا غَرّكَ بربك الكريم).

§ مثل : من جدّ وجد. (من يَشفَع شَفَاعَة حَسَنَة يَكن له نَصيب منها).

§ مثل : (وَأَن تَصوموا خَير لَّكم)، (أي: صيامكم خير لكم) .

المبتدأ مرفوع دائما وقد يجر بحرف جر زائد مثل :

الحرف

المثال

الإعراب

(من) :

الباء:

(رب) :

ما عندي من أحد = ما عندي أحد .

بحسبِكَ دراهمُ = حسبُكَ دراهم . (حسبُكَ : يكفيك)

رُبَّ متَهم بريء = المتهم بريء .

§ أحد : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ

§ حسب : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ

§ رب : حرف جر زائد

§ متهم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا ، مبتدأ

هل يجوز الابتداء بالنكرة ؟

يجوز الابتداء بالنكرة إذا أدت مع الخبر معنىً مفيداً أي أن تكون النكرة مفيدة وعندئذ يجوز أن تكون مبتدأً

شروط الابتداء بالنكرة

المثال

1- إذا كانت النكرة عامة

2- إذا سبقت النكرة باستفهام

3- إذا سبقت النكرة بربَّ

4- إذا سبقت النكرة بنفي

5- إذا كانت النكرة مما لها الصدارة: مثل ما التعجبية

6- إذا وصفت

7- إذا أضيفت إلى نكرة

8- إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة

§ مثل : (كلّ لَّه قَانتونَ)، مؤمن خير من كافر.

§ مثل : (أإله مع الله ؟). أمَال يضيع في محرَّم؟

§ مثل : ربَّ أخ لم تلده أمك.

§ مثل : ما نجاح يحققه التمني، ما نصر يأتي عقب فرقة.

§ مثل : ما أجمل السماءَ.

§ مثل : ضيف كريم في دارنا، رجل مؤمن خير من مشرك.

§ مثل : كتاب علم خير من قنطار ذهب .

§ مثل : في الدار ضيف، أمام المنزل كلب، في المدينة جامعة.

" الخبر "

الخبر: هو الجزء المتمم للفائدة مع المبتدأ في الجملة الاسمية و حكمه الإعرابي: الرفع.

أنواع الخبر ثلاثة:

1- خبر مفرد: و هو اسم ، وكلمة واحدة سواء أدلت على المفرد أو المثنى أو الجمع

مثل : محمد أديب، الطالبان مجتهدان، العلماء مصابيح .‏

2- خبر جملة: وهي اسمية أو فعلية وتكون في محل رفع ، ولابد لجملة الخبر أن تشتمل على ضمير يعود على المبتدأ ويطابقه ، ويسمى الرابط .

§ مثال الجملة الاسمية: محمد خلقه كريم -  المزرعة أرضها خصبة.

§ مثال الجملة الفعلية: الطالب يحبّ العلم، المسافرون عادوا إلى بلدهم.

3- خبر شبه الجملة(الجار والمجرور- الظرف ): وتكون في محل رفع .

§ الجار والمجرور: الأب في المنزل ، الطعام على المائدة .

§ الظرف: الفلاح تحت الشجرة، القائد أمامَ الجيش.

الأصل في المبتدأ أن يكون له خبر واحد ، ولكن يجوز أن يتعدد الخبر لمبتدأ واحد.

§ مثل : الله غفور رحيم لطيف .

§ مثل : مصر عظيمة ، حضارتها خالدة ، فوق الجميع .

تقديم المبتدأ على الخبر:

الأصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر لأنه المتحدَّث عنه، ولكن يجوز تأخره لغرض بلاغي، في نحو: في الدار زيد، (آية لهم الليل).

 

ويجب تقديمه في الحالات التالية:

حالات تقديم الخبر

المثال

1- إذا كان مما له الصدارة كأسماء الاستفهام / وأسماء الشرط / وما التعجبية /  كم الخبرية

2- إذا كان مقصورا على الخبر

3- إذا كان خبره جملة فعلية

4- إذا كان هو وخبره معرفتين متساويتين في التعريف ولا قرينة توضح المعنى

§ من حضر / من يفعل خيرا يجده / ما أقبحَ الكذبَ

§ كمْ كتاب مفيد موجود في المكتبة

§ ما شوقي إلا شاعر، إنما الغنى امتحان.

§ المجتهد ينجح، الصادق ينجو.

§ أخي صديقي ، علمي علمك .

تقديم الخبر على المبتدأ

الأصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر ، ولكن قد يحدث العكس فيتقدم الخبر على المبتدأ جوازاً أو وجوباً .

أ – جوازاً : إذا كان المبتدأ معرفة و الخبر شبه جملة .

مثل : في التأني السلامة . – السلامة في التأني .

 

ب - وجوباً : وذلك في أربعة مواضع هي :

وجوب تقديم الخبر على المبتدأ

الأمثلة

1- إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة محضة

(غير موصوفة وغير مضافة)

2- إذا كان الخبر مما له الصدارة، كاسم الاستفهام:

3- إذا كان الخبر محصورا في المبتدأ ( أي بين ما وإلا أو بعد إنما ):

4- إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على جزء من الخبر:

§ مثل : في الدار ضيف . فوق الجبل مقاتلون.

 

§ مثل : أين أبوك، متى السفر , كيف الحال؟ ، كم عمرك ؟.

§ مثل : ما فائز إلاّ المجتهد، إنما في القناعة الغنَى .

§ مثل : في الدار أهلها ، للنجاح طرقه .

 

مواضع حذف المبتدأ أو الخبر

§ قد يحذف المبتدأ أو الخبر جوازاً ؛ وذلك للعلم به أو إذا دل عليه دليل، ويكثر ذلك مع أساليب الاستفهام

مثل سؤالك: من في الدار؟ فتقول : (أَخوك في الدار) أو تحذف الخبر فتقول: (أَخوك ....... .......)،

§ وعلى العكس إِذا سئلت: (أَين أَخوك؟) فتجيب: (أخي في الدار) أَو تحذف المبتدأ فتقول: (.............. في الدار).

 

مواضع حذف المبتدأ وجوباً

مواضع حذف المبتدأ وجوبا

المثال

1 - إذا كان خبر المبتدأ نشعر فيه بالقسم .

 

2 - إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله.

 

 

3 - إذا كان خبر المبتدأ مخصوصاً لنعم أو بئس ولم يتقدم عليهما .

 

 

4 - إذا كان مبتدأ للاسم المرفوع بعد لاسيّما.

§ مثل : في ذمتي لأكافحنّ من أجل وطني .

(والتقدير: عهد أو قسم في ذمتي).

§ مثل: صبرٌ جميل

( والتقدير : صبري صبر جميل) .

وقول المأَمور لأَميره (سمعٌ وطاعة)

§ مثل: نعم القائد خالد ( والتقدير : هو " أَي الممدوح " خالد).

§ مثل: بئس الرجل المنافق ( والتقدير : هو (أَي المذموم) المنافق).

§ مثل: أحب الفاكهة لا سيّما العنب

§ لا: نافية للجنس،

§ سيَّ: اسمها منصوب بالفتحة ،

§ ما : زائدة ، وخبرها الجملة الاسمية:

§ هو العنب، هو: مبتدؤها، والعنب: خبرها ).

 

مواضع حذف الخبر وجوباً

1- إذا كان خبرا لمبتدأ وقع بعد لولا ، وخبره كون عام (أي موجود):

مثل : لولا اختلاف العرب ما قويَ اليهود، لولا النفط ما تقدمت الصناعة.

( فالتقدير : لولا اختلاف العرب موجود، لولا النفط موجود).

2 - إذا كان خبرا لاسم صريح في القسم(أي لا يصلح إلا للقسم)

مثل : يمين الله لَينجحنّ المجتهد ( و التقدير : لعمرك [قسمي]).

3 - إذا كان المبتدأ معطوفا على اسم بواو تدل على المصاحبة(أي بمعنى مع) .

مثل: كل إنسان وعمله (و التقدير : كلّ إنسان وعمله [مقترنان]) .

الكلمة

 

 

(كان - أصبح - أضحى - ظل - أمسى - بات - صار - ليسَ - ما بَرِحَ - ما انْفَكَّ - مافتيء - ما زَالَ - ما دامَ ).

فهذه الأفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ و يسمى اسمها وتنصب الخبر و يسمى خبرها .

مثل : كان انتصارُ أكتوبر عظيماً .

تنقسم كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثلاثة أقسام:

(أ) قسم يتصرف تصرفاً كاملا فيأتي منه الماضي والمضارع والأمر، وهو: كان ، وأصبح، وأمسى ، و أضحى، وظل، و بات، وصار.

أمثلة :


أ – يصبح الجو معتدلاً في الربيع .

ب – كُنْ جميلاً ترَ الوجود جميلاً .


 

(ب) قسم يتصرف تصرفاً ناقصاً، و هي أفعال الاستمرار :

( ما زال - ما برح – ما فتئ - ما انفك ) لا يأتي منها إلا المضارع و يعمل عمل الماضي ، ويشترط لكي تعمل أن تسبق بنفي أو نهي

أمثلة :


أ – الرصاصة لا تزال في جيبي .

ب - وما فتئ الكسول جاهلا .


(ج) قسم جامد لا يتصرف مطلقاً، ولا يأتي إلا في صورة الماضي دائماً، وهو: ما دام، وليس فلا مضارع و لا أمر لهما.

أمثلة :                                                         مادام الحق واضحاً فليس من العدل أن نخفيه .

اسم كان و أخواتها يأتي :

اسماً ظاهراً

ضميراً متصلاً

ضميراً مستتراً

أصبحت الفتاة متفوقة

كنتُ من المتفوقين

العالَم صار* مجنوناً

 

خبر كان و أخواتها يأتي :

مفرداً

جملة

شبه جملة

§ ليس التواضع ضعفاً ليس التواضع ضعفاً

§ مازالت إسرائيل متغطرسة

§ أمستِ البنت تذاكر

§ أصبح العرب ضعفهم واضح

§ ما زالت فلسطين تحت الاحتلال

§ كنت في المدرسة

%تذكر

§ أن خبر هذه الأفعال يجوز أن يتقدم على اسمها إذا كان :

الخبر شبه جملة و اسمها معرفة  مثل: " كان تحت الأرض الكنز - ليس في مصر الخائن أو الكسول "

§ و يجب تقديم الخبر على اسمها إذا كان

1 - الخبر شبه جملة و اسمها نكرة    مثل : " كان لنا ذكريات جميلة "

2 - في اسمها ضمير يعود على بعض خبرها   مثل : " كان في المحكمة قضاتها "

تذَّكر:

Ì                        ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير، ينطبق على جملة كان وأخواتها؛ لأنها في الأصل جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر.

Ì                        تزاد (الباء) في أخبار بعض الأفعال الناقصة، إذا كانت هذه الأخبار منفية. والغرض من الزيادة هي توكيد المعنى وتقويته ومن هذه المواقع:

زيادتها في خبر ليس

مثل: ليسَ الحقُّ بضائِعٍ = ليس الحقُّ ضائعاً

§ ليس: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح

§ الحق: اسم ليس مرفوع

§ بضائع: الباء حرف جر زائد، ضائع اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً على انه خبر ليس.

تحذف "كان" مع اسمها ويبقى الخبر ولا يُعَوَّض عنها بشيء :

وذلك بعد "إِنْ" و"لَوْ" الشرطيتين .

مثال بعد "إن" :   الناس مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، و إن شرا فشر . أي : إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير ، و إن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر .

مثال بعد "لو" :                              ( تقبل النصح ولو مرا ) .أي و لو كان مرا .

الكلمة

 

 

( كادَ - كَرَب - أَوْشَك - عَسَى- حَرَى - اخْلَوْلَق - أَنْشَأ - طَفِق - جَعَل- هَبَّ - عَلَقَ - هَلْهَلَ - أَخَذَ - بَدَأ ).

كاد وأخواتها:

§ أفعال ناقصة ناسخة تعمل عمل كان فتدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتكون الجملة الفعلية بعدها في محل نصب خبرها .

§ كاد وأخواتها اسمها خبرها (جملة فعلية فقط )

س : فيمَ تختلف هذه الأفعال عن كان و أخواتها ؟

جـ : تختلف في أن خبرها لا يأتي إلا جملة فعلية ، وفعلها فعل مضارع .

- كاد القطارُ يخرج عن الطريقِ

§ كاد: فعل ماض ناقص،

§ القطار: اسمها مرفوع،

§ والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد

أنواع أخوات كاد

أ – (كادَ، كَرَب، أَوْشَك) وتسمى أفعال المقاربة؛ لأنها تفيد قرب وقوع الخبر.


§ أوشك القطار يصل

§ كرب صبر عليِّ ينفذ


ب – (عَسَى ، حَرَى ، اخْلَوْلَق) وتسمى أفعال الرجاء: لأنها تفيد معنى الرجاء والتمنّي في حصول الخبر.


§ عسى محمد ينجح

§ حرى خالد أن يصل

§ اخلولق المطر أن ينزل.


جـ - [أَنْشَأ، طَفِق (بمعني أخذ يفعل كَذَا) ، جَعَل، هَبَّ، عَلَقَ، هَلْهَلَ، أَخَذَ، بَدَأ] وتسمى أفعال الشروع: لأنها تفيد معنى الشروع و البدء في الخبر.


§ شرعت سالي تذاكر .

§ أنشأت شيريهان تغنّي .

§ أخذت السيارة تسرع.

§ هبَّ الفلسطينيون يدافعون عن وطنهم .

§ بدأ المدعوون يتوافدون.

§ جعل الخطيب يعظ الناس.

§ طفِق القوم يغادرون .

§ قام عمرو يغني .


%حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأن

1- الأفعال( أَوْشَك- عَسَى - حَرَى ) يكثر اقتران خبرها " بأن ". مثل : أوشك العدل أن يختفي .

2 – الأفعال (كادَ – كَرَب ) يقل اقتران خبرها " بأن ". مثل : كادَ النهار ينتصف أو أن ينتصف .

3 – أفعال الشروع كلها يمتنع اقتران خبرها بأن .  مثل : أخذ أحمد يذاكر بجد - بدأ الطفل يحبو .

 

الكلمة

 

 

حروف ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ و يسمي اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها ، وهي :

(إنَّ، أنَّ ، وكَأَنَّ ، ولَيْتَ ، ولكِنَّ ، ولَعَلّ) .

أنواع اسم إنَّ وأخواتها :

أ - يأتي اسم إن وأخواتها اسماً ظاهراً مثل:

§ إنَّ الحياة جميلة .  / إنَّ الذي ربح أخوك

ب - يأتي اسم إن وأخواتها ضميراً متصلاً ، ويكون مبنياً في محل نصب اسمها  مثل:

§ إنكم أصدقائي .

§ ليتها تجتهد .

أنواع خبر إن وأخواتها

أ - يأتي مفرداً . مثل : إن الله فعّال لما يريد .

ب - يأتي جملة (اسمية - فعلية) ، وتكون في محل رفع .    مثل : ليت الشبابَ أيامُه دائمة . إنَّ العلمَ يتقدمُ .

جـ- يأتي شبه جملة (ظرف - جار ومجرور) ، ويكون في محل رفع .  مثل : إن العلمَ في الصدور . لعل أخي عند صديقه .

 

%تذكر : ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير، ينطبق على جملة إنّ وأخواتها؛ لأنها في الأصل جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر.

 

تخير مما يلي :

§ إنَّ في الأمثالِ حِكْمَة . اختر :               [يجوز تقديم الخبر - يجب تقديم الخبر] .

§ لعل عند الغائب عُذراً مقبولا. اختر : [يجوز تقديم الخبر - يجب تقديم الخبر] .

§ إنّ في البقالة صاحَبها . اختر :            [يجوز تقديم الخبر - يجب تقديم الخبر] .

§ إن في التأني السلامة . اختر :            [يجوز تقديم الخبر - يجب تقديم الخبر] .

إذا لا تنسَ :

أنه إذاجاء بعد كان أو أخواتها ظرف أو جار ومجرور ، فإن اسمها يكون مؤخراً

مثل : ليْتَ بالإمكان مساعدةَ المُحتاجِ إن مع العسر يسراً

 

س : متى لا تعمل إن و أخواتها ؟

جـ : إذا دخلت (ما) الزائدة على إن أو إحدى أخواتها فإنها تبطل عملها وبذلك يكون الاسم الواقع بعدها يعرب مبتدأ مع ملاحظة أن (ما) عندما تلتحق بـ (ليت) يجوز فيها الإعمال والإهمال

مثل : إنما المؤمنون أخوة – ليتما الشبابَ [الشبابُ] يعود يوماً .

 

فتح همزة (إن) وكسرها

تأتي همزة (إنّ) مفتوحة أو مكسورة ، والقاعدة العامة التي تقرر فتح همزتها أو كسرها هي : إذا صح أن يُصاغ من إنّ واسمها وخبرها مصدر يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجروراً ، فإن همزة إن مفتوحة .

مثل : سرني أنك كريم = سرني كرمك . استغربت من أنك مهمل = استغربت من إهمالك

أما إذا لم يصح  تحويلها هي واسمها وخبرها إلى مصدر ، فإن همزتها مكسورة .

 

مواضع كسر همزة (إنّ)

مواضع كسر همزة إن

المثال

1- إذا وقعت في أول الكلام

2- إذا وقعت بعد القول

3- إذا وقعت أول جملة الصلة

4- إذا وقعت أول جملة القسم

5 - إذا وقعت أول جملة الحال

6- إذا وقعت بعد ( ألا ) الاستفتاحية

7 - إذا وقعت بعدَ (حتى)

8 - أن يكون في خبرها لام الابتداء

9 - أن تقع بعد كلا

§ مثل: " إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً " .

§ مثل : قال : إنه موافق - قيل : إنكَ غائب.

§ مثل (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ).

§ مثل (والله إن القدس عربية) .

§ مثل (صافحته وإني غير راض).

§ مثل (ألا إنَّ المعتدين نادمون).

§ مثل : صام الرجل عن الكلام ، حتى إنَّه لم يكلم أحداً

§ مثل : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) .

§ مثل : {كلا إن الإنسان ليطغى}

 

%جواز كسر همزة إنّ وفتحها: إذا

جواز كسر همزة إن وفتحها

المثال

1- وقعت بعد إذا الفجائية

2 - إذا وقعت بعدَ (إذ)

3- إذا وقعت بعد (حيث)

4- إذا وقعت بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط

§ مثل : خرجت فإذا أنّ (إنّ) النارَ تشتعل.

§ مثل : وقفت إذ إنَّ (أنّ) الإشارة حمراء .

§ مثل:  اذهب حيث إنَّ (أنّ) الرزقَ وفير.

§ مثل:  من يذاكر فإنّه (فأنّه) ناجح .

الكلمة

 

 

س : لماذا سميت لا النافية للجنس بهذا الاسم ؟

جـ : لأنها تفيد نفى خبرها عن جنس اسمها ، بمعنى أنه إذا قلنا : لا طالبَ علم ٍ مقصرٌ ، فإننا نفيد نفى التقصير عن كل طالب علم .

 

و عندما نقول : لا رجلَ في الحفل ، فإننا ننفي وجود جنس الرجال كلياً في الحفل .

 

س : ما عمل لا النافية للجنس ؟

جـ : تدخل لا النافية للجنس على الجملة الاسمية وتعمل عمل إن وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها ولكن بشروط ..

 

شروط عمل لا النافية للجنس ثلاثة :

1 – أن يكون اسمها وخبرها المفرد نكرتين .  مثل   : لا شبابَ باقٍ  -  لا منافق محبوب .

أما إذا جاء اسمها معرفة فلا تعمل ووجب تكرارها .

مثل : لا الشبابُ باقٍ ولا الجمال  -  لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح .

 

2 – ألاَّ يفصل بينها وبين اسمها أي فاصل مثل : لا ماءَ في البيت ولا زادَ .

§ أما إذا فصل بينهما فاصل ، ألغي عملها ووجب تكرارها

مثل : لا في البيت ماءٌ ولا زادٌ .

 

3 –   ألا تسبق بحرف جر [الباء]، فإذا سُبِقَتْ بحرف جر فإن عملها يُلغى ، ويعرب الاسم بعدها اسم مجرور بالباء .

مثل: المنافق  بلا ضميرٍ   -  عاقبت المهمل بلا رحمةٍ.

الخلاصة :

تعمل إذا كان اسمها وخبرها نكرتين  -  لا يفصل بينها وبين اسمها فاصل  - لا يسبقها حرف جر .

ولا تعمل  إذا كان اسمها معرفة  - أو فصل بينها وبين اسمها فاصل  وهنا يجب تكرارها ، و إذا سُبِقَتْ بحرف جر فالاسم بعدها مجرور بذلك الحرف ، و[لا] زائدة لمجرد النفي .

 

اسم  لا النافية للجنس  يأتي  على ثلاثة أشكال :

( ا ) أن يكون اسمها مضافاً ( يأتي بعده مضاف إليه نكرة فقط ) ، فإذا كان كذلك فإنه يجب أن يكون معربا منصوبا .

مثل :

§ لا رجلَ سوءٍ محبوبٌ :               رجل :  اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة

§ لا رَجُلَيْ سوءٍ محبوبان :           رجلي : اسمها منصوب   بالياء  ؛ لأنه مثنى والنون حذفت للإضافة  .

§ لا مُهْمِلَيْ واجب  ناجحون :     مهملي :  اسمها منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم والنون حذفت للإضافة

§ لا مهملاتِ واجب  ناجحات :   مهملات : اسم لا النافية للجنس منصوب بالكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

 

(ب) أن يكون اسمها شَبيهاً بالمضاف وهو ما اتصل به شيء  يتمم معناه ، وهو معرب ، وهو غالباً اسم مشتق منون [ اً ]  (اسم فاعل – اسم مفعول –  صيغة مبالغة ...)

مثل :

§ لا كريماً خلقُه مهان .

§ لا :   نافية للجنس حرف مبني على السكون

§ كريماً: اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة .

ومثل :

لا مذمومًا خلقه بيننا .

- مذموما : اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة

 

(جـ) مفرد : ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف فيبنى على ما يُنصب به .

1 –  يبنى على الفتح إذا كان اسم لا مفرداً أو جمع تكسير .

مثل :

§ لا رجلَ في الدار :  رجل  : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتحة .

§ لا رجالَ في الدار :  رجال :  اسم لا النافية للجنس مبني على الفتحة .

2 –   إذا كان اسم لا (مثنى –  جمع مذكر سالم) فإنه يبنى على الياء

مثل :

§ لا رجلين في الدار :       رجلين  : اسم لا النافية للجنس مبني على الياء  ؛ لأنه مثنى

§ لا مهملين في الأسرة :       مهملين : اسم لا النافية للجنس مبني على الياء  ؛ لأنه جمع مذكر سالم .

3 –   إذا كان اسم لا (جمع مؤنث سالم) فإنه يبنى على الكسر

مثل :

لا  مهملاتِ في الأسرة : مهملاتِ  : اسم لا النافية للجنس مبني على الكسرة

 

ملحوظات هامة :

1 – يجوز حذف خبر لا النافية للجنس إذا فهم من سياق الكلام  مثل :     الامتحان سهل لا شك .

شك :     اسم لا مبنى على الفتح في محل نصب  ، وخبرها محذوف تقديره [ في ذلك ] .

 

2 – يمكن دخول همزة الاستفهام على لا النافية للجنس مثل :  ألا ضيف جالس معك ؟

3 – لا العاملة يجوز تكرارها

مثل :  لا عمل ولا جهد ضائعٌ  عند الخالق .

في المثال السابق خبر لا الأولى محذوف يدل عليه خبر لا الثانية [ضائعٌ ] .

4 – خبر لا النافية للجنس مثل خبر (إن) يأتي مفرداً أو جملة أو  شبه جملة  .

أمثلـة : – لا مدرس مقصر .      – لا مدرسين يقصرون .    – لا طائر فوق الشجرة .

5 – قد يحذف اسم لا إذا فُهِمَ من الكلام (لا …… عليك)

والتقدير :  (لا بأس عليك) أو (لا حرج عليك)

تذكر : حالات اسم لا :

مضاف

شَبيه بالمضاف

مفرد

منصوب [معرب ]

منصوب [معرب ]

مبني على ما ينصب به

 

الكلمات{ لا جدال –  لا شك –  لا ريب –  لا نقاش -  لا مفر –  لا بد -  لا بأس} .

تعرب دائماً اسم لا مبنى على الفتح فى محل نصب (نوع اسم لا فيما سبق : مفرد).

إعراب لا سيما

1- يستعمل تركيب : "  لاسيما " لتفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم.

2-  إعرابها : " لا "  في هذا التركيب هو :

" لا "  النافية للجنس و" سيَّ "  اسمها منصوب بالفتحة، والخبر محذوف دائماً تقديره: ( موجود).

3- " ما " المتصلة بكلمة:"  سيما " يجوز أن تكون اسم موصول ، أو نكرة مبهمة، أو زائدة ، وهي في الحالتين الأوليين مضاف إليه.

4- إذا كان ما بعد "  لاسيما " نكرة ، جاز أن يرفع (على أنه خبر لمبتدأ محذوف) أو ينصب على أنه (تمييز للنكرة المبهمة ما) أو يجر على أنه (مضاف إليه). مثل :

أقدر المصريين ولا سيما وطني –  وطنياً .

§ لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون

§ سيَُ : اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة  ؛ لأنه مضاف

§ ما : زائدة

§ وطني: خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو .

أقدر المصريين ولا سيما وطني

§ وطني: مضاف إليه مجرور

ولاسيما وطنياً

§ وطنياً : تمييز منصوب

5- إذا كان ما بعد " لاسيما " معرفة ، جاز أن يرفع (على أنه خبر لمبتدأ محذوف) أو يجر (على أنه مضاف إليه) ولا يجوز نصبه.

مثل  : (أحب الأصدقاء ولاسيما خالدٌ " خالدٍ ").

6- يجب دخول الواو الاعتراضية و " لا " على " سيّما " واستعمالها بدونهما لا يصح في اللغة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

 

اسم مرفوع وقع بعد فعل غير معروف - مجهول - فاعله ، أو وقع بعد اسم المفعول ، أو الاسم المنسوب .

1.مثال : ما يقع بعد فعل غير معروف فاعله : عوقبَ المُسيء= عاقبَ القاضي المسيءَ .

2.مثال : ما يقع بعد اسم المفعول : الشعب مستنزفةٌ مواردُه= الشعب استُنزِفت الدولة موارده .

3.مثال : ما يقع بعد اسم منسوب - أعراقي جارك = أَيُنسب جارك إلى العراق ؟

وقد سُمي نائب الفاعل كذلك ؛ لأنه سد مسد الفاعل بعد حذفه ، وناب عنه في العمل ،

س : لماذا نبني الفعل للمجهول (أي نحذف الفاعل) ؟

جـ : نبني الفعل للمجهول لأسباب منها :

1 – العلم بالفاعل ، مثل : خلقت طليقاً .

2 – للجهل بالفاعل ، مثل : سُرِقَت السيارةُ .

3 – للخوف من الفاعل ، مثل : ضُرِبَ أحمد

أشكال نائب الفاعل : وهو مثل الفاعل ، إما أن يكون :

1 - اسماً ظاهراً ، مثل : يُقَدر المخلص .

2 - ضميراً متصلاً : أُكرِمْت .

3 - أو منفصلاً : ما يُستثنى إلا أنا .

4 - أو مستتراً : خالد يُشكر ×.‏

5 - مصدراً مؤولاً : يُفَضَّل أن تنتبهوا : يُفَضَّل انتباهكم .

 

أحكام نائب الفاعل

هي نفس أحكام الفاعل من حيث مطابقته لفعله في التذكير والتأنيث و العدد .

كيفية تحويل الفعل معلوم الفاعل إلى فعل مجهول الفاعل :

 

الطريقة

المثال

1- الفعل الماضي صحيح العين ، الخالي من التضعيف ، يُضم أوله ويكسر ما قبل آخره

 

2 - الفعل المضارع يُضمُ أول حرف فيه ويُفتح ما قبل الآخر أما المضارع الأجوف: فتُقلَب عينه ألفاً:

 

3- إذا كان الماضي مبدوءاً بتاء زائدة ، فإن الحرف الواقع بعدها يضم كما تضم التاء ،

 

4- الفعل الماضي الأجوف

 

5 - الماضي الثلاثي المضعف

 

 

6- إن كان ثانيه أو ثالثه ألفاً زائدةً قلبت واواً،

 

7- فعل الأمر والفعل الجامد لا يبنيان للمجهول .

§ فالفعل عَلِمَ يصير عُلِمَ مثل : عُلِمَ السر .

 

 

§ يَعْلَّم : يصير يُعْلَّم.

§ يقول = يُقال، يُعين = يُعان. / يُصامُ نهارُ رمضان و يُقامُ ليلُه

 

§ مثل : تَفَضَّلَ وتَقَبَّلَ و تقاتل. تصير : تُفُضِّلَ - تُقُبِلَ - تُقُوْتِل .

 

§ مثل: صام وباع واقتاد تُقلب عينه ياء ليصبح: صِيم وبِيع واقْتِيدَ.

§ مثل : شدّ وهزّ ومدّ ، فيضم أوله

§ مثل : شُدّ الحبل ، دُقّت الطبول ، ومُدّتِ الجسور .

 

§ نحو: جاهد = جُوهِد، تعاهد = تُعُوهد.

 

ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه و يحل محله :

1 - المفعول به للفعل المتعدى لمفعول واحد ،

نقول شاهدتُ الكسوف ، وعند حذف الفاعل تصير الجملة : شوهد الكسوفُ .

2 - المفعول به الأول إذا كان الفعل متعدياً لمفعولين

ففي الجملة : ظَنَنْتُ الصديقَ أخاً ، تصير عند حذف الفاعل : ظُنَّ الصديقُ أخاً ، تصير : ظُن الصديق أخاً ، وأعطيتُ الجارَ الفاتورةَ ، تصير : أعطيَ الجارُ الفاتورة .

3 - الظرف التصرف المفيد معنى محدداً :

ففي قولنا وَقَفَ السائقُ أمامَ الإشارةِ ، تصير : وُقِفَ أمامُ الإشارة .و يسهر الناس في ليل الصيف ، تصير : يُسْهَر ليل الصيف .

4 - الجار والمجرور

مثل : نظر القاضي في الشكوى ، تصير : نُظِرَ في الشكوى .في الشكوى : شبه جملة جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل .

5- المصدر المتصرف مثل : صُمِد صمود الأبطالِ.

 

هام جداً :

1.&بعض الأفعال الماضية وردت على صورة المبني للمجهول ، ولا فعل معلوم لها ويعرب ما بعدها فاعلا لا نائب فاعل ،

مثل : ( حُمّ الطفل- غُمّ الهلال- زكم الرجل – جُنّ الشاب - أغْمِي عليه الخَبَر - امتُقِعَ (انتُقِعَ ) لونه)..

 

2.كما أن بعض الناس يخطئون فينطقون أفعالا مبنية للمعلوم مثل (تَوَفَّى ـ اسْتَشْهَدَ في سبيل الله ـ احتَضَرَ) والصواب أنها مبنية للمجهول: (تُوُفِّي ـ اسْتُشْهِدَ ـ احتُضِرَ) .

 

الكلمة

 

 

المفعول به :

اسم منصوب يذكر للدلالة على من وقع عليه فعل الفاعل ، ويسبقه فعل من الأفعال المتعدية (أي التي تحتاج مفعولاً أو أكثر ؛ ليتم معنى الجملة).                                       مثل : أكرمت الدولة المتفوقين - منح الله مصر نهراً خالداً .

 

أشكال المفعول به

1 - اسم ظاهر ،                  مثل : نظّف عمرو سيارة أبيه .

2 - ضمير متصل ،             مثل : ضربنــي أبي

3 - ضمير منفصل ،           مثل : "إياك نعبد وإياك نستعين"

4 - مصدر مؤول ،                مثل : عرفت أنك قادم= عرفت قدومك .

 

تذكر أشكال نحوية تأتي مفعولاً به دائماً :

1 - ما يعرب مفعولاً به منصوباً لفعل محذوف :

§ المختص (في أسلوب الاختصاص) ،مثل : نحن - العرب - نعشق التفرق .

§ المغري به (في أسلوب الإغراء) ، مثل : الصدقَ الصدقَ يا إنسان .

§ المحذر منه (في أسلوب التحذير) ، مثل : إياك والكسل .

 

2 - الضمائر الآتية  " الكاف –  الهاء –   الياء " إذا اتصلت بآخر الفعل  فإعرابها : مفعول به في محل نصب

مثل : أسعدنــي محمدٌ بتفوقه  /  القاهرة بناها الفاطميون /  حدثــها محمد علي .

وغالباً ما بعد الضمير :    فاعل مرفوع

 

3 – الضمير (نا)إذا أتى في آخر الفعل فهو إما فاعل                     / مثل : رفعْنا راية الحق.

و إما مفعول به             / مثل : سرقََـنا اللصُ بالإكراه.

 

4 - { ما عدا – ما خلا } : يعربان فعلين ماضيين ، وما بعدهما مفعول به منصوب .

مثل : قرأت جميع قواعد النحو ماعدا قاعدةً .

 

5 - (ما ينصب على أنه مفعول به لفعل محذوف) الكلمات : أهلاً، وسهلاً، ومرحباً،

تعرب مفعولاً به لفعل محذوف والتقدير : جئت أهلاً، ووطئت سهلاً، وصادفت مرحباً،

 

6 – (قال ، يقول) : الجملة التي تأتي بعدهما تعرب :

جملة مقول القول في محل نصب مفعول به ، مثل : قال أبوك : إنك مجتهد .

7 – ( صيغة ما أَفْعَلَ التعجبية ) يأتي بعدها مباشرة المتعجب منه .

و إعرابه : مفعول به منصوب ، مثل : ما أجْمَلَ انتصار الحق (أن ينتصر الحق) .

الفعل المتعدي لمفعولين

أنواع الفعل المتعدي الذي ينصب المفعول به :

1 - ما ينصب مفعول به واحد ، مثل : اشتريت الكتابَ .

2 - ما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر : (ظن - حسب - زعم - خال - وجد - رأى - علم - جعل - صيّر )،

مثل : ظننت الامتحان سهلاً .

3 - ما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر :

(منح - منع - أعطى - كسا - ألبس ) .    مثل : أعطى الله مصر نهراً خالداً .

الكلمة4 - ما ينصب ثلاثة مفاعيل:  (أَرى - أعْلَمَ - أَنْبَأ - نَبّأ - أخَبْرَ - خَبّرَ - حَدّث)   مثل : أعلم السائق الركاب السيارة متعطلة .

 

 

 

اسم منصوب من لفظ الفعل (مصدر) يذكر معه ؛ من أجل توكيد معناه ، أو بيان عدده ، أو بيان نوعه .

مثل : (وكلم الله موسى تكليمًا) - قفز النمر قفزاً .

 

أنواع المفعول المطلق

1 - مؤكد للفعل :

إذا ذكر مصدر الفعل فقط(ليس بعده صفة له أو مضاف إليه،ولا يدل على عدد)

مثل : عاتبته عتابا.

2 - مبين للنوع : إذا ذكر بعد ه صفة له أو مضاف إليه،

مثل : تحدثت حديث الواثق من نفسه - انطلقت السيارة انطلاق السهم .

3 - مبين للعدد : إذا كان يدل على عدد مرات وقوع الفعل ،

مثل : دار اللاعب حول الملعب ثلاث دورات - ركعت ركعة - وسجدت سجدتين .

 

ما ينوب عن المفعول المطلق

وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو عدده ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق و منها :

ما ينوب عن المفعول المطلق

المثال

1 - صفته بعد حذفه،

 

2 - عدده  ،

3 - ( كل وبعض) مضافتين إلى المصدر.

 

ملحوظة : كل اسم يضاف إلى مصدر فعله الموجود في بداية الجملة يصح أن يكون نائباً عن المفعول المطلق .

4 ـ الإشارة إلى المصدر

5 - ضمير المصدر

6 - ما يدل على آلته

 

7- مرادف المصدر

8- ما يدل على نوع المصدر ،

9 - اسم المصدر : اسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا

مثل : نمت كثيراً – سهرت طويلاً - سرت حثيثاً – انتشر السلام سريعاً - من عمل صالحا فلنفسه  - هاجمته عنيفا -  هاجمته عنيفا .

مثل: ركعت لله أربع ركعات.

مثل : لا تسرف كل الإسراف - سعيت بعض السعي .

 

مثل : اجتهدنا غاية الاجتهاد - عشنا أجمل عيشة .

 

مثل: فهمت الدرس هذا الفهم.

مثل : احترمتك احتراما لم أحترمه أحدا .

مثل : ضربته عصاً - رشقنا العدو رصاصاً - ضربت الكرة رأسا .

مثل: فرحت سرورا (فسرورا) نائب عن المفعول المطلق؛ لأنه مرادف للفرح)  مثلها : وقفت قياماً ، قعد الطفل جلوسا .

مثل : جلس الولد القرفصاء = جلس جلوس القرفصاء.

مثل : أعنته عونا .

فعوناً نائباً عن المفعول المطلق ، وليس مفعولاً مطلقاً ؛ لأنه ليس مشتقاً من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .

ومثله : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .

% تذكر :

كلمات تعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف :

سَمْعَاً وَطَاعَةً - حَمْدَاً لله وشُكراً - عَجَبَاً لأمرك - سًبْحَانَ الله - صَبْرَاً على الشدائد - تَنْزِيهَاً لله وَبَرَاءَةً له مما لا يليق به - ومعاذَ الله وعياذاً بالله أي أعوذ به والتجئ إليه - حَجَّاً مبرورا - عَوداً حميداً - حقا - مثلا – أيضا  - خصوصاً  - عموما ً.

كلمات تعرب نائباً عن المفعول المطلق  :

جيداً – سريعاً – حثيثاً – كثيراً – طويلاً – جداً  .

مثل :  سعى الطلاب إلى الامتحان حثيثاً -  احترم المخلصين كثيراً

 

الكلمة

 

 

اسم (مصدر) منصوب يبين سبب حدوث الفعل ولا يكون من لفظ الفعل ، و يأتي جواباً لسؤال يبدأ بـ ( لم ، أو لماذا).

مثل : أصلي طمعاً في رضا الله -  / قمت من مقعدي احتراماً لأبي . / أذاكر خشيةَ الرسوب .

 

الأصل في المفعول لأجله أن يكون منصوبا ، وقد يجر باللام (التي تعطي معنى التعليل)

مثل : أجتهد للرغبة في التفوق - أقرأ للبحث عن الحقيقة .

% تذكر :  إننا نسأل عن المفعول لأجله بـــ لماذا ، أو ليه فعلنا الفعل ؟  مثل : يغترب الناس طلباً للمال .

الكلمة

 

 

هو اسم منصوب يقع بعد فعل ؛ ليدل على ما فعل الفعل بمصاحبته ويذكر بعد واو بمعنى (مع) تفيد المصاحبة أو الملازمة وتسمى واو المعية .

مثل : سار القطار والنيل - استيقظ النائم وآذان الفجر - دع الظالم والأيام .

أنواع الواو المذكورة بعد الفعل ، وإعراب ما بعدها :

1- واو المعية : وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرف واحد ( أي ما بعدها لا يصح أن يشارك ما قبلها )، والاسم بعدها يعرب مفعولاً معه منصوب .

مثل : سافر الأب و طلوع الفجر - وصلت المدرسة ودقات الجرس .

 

2 - واو العطف : وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرفين (أي ما بعدها يشارك ما قبلها في الحكم) ، والاسم بعدها يعرب معطوفاً .

مثل : اشتركت شيماء و هايدي في صنع الكعك - تعارك الولد و زميله

 

3 - و او للمعية أو للعطف : وهي التي يجوز مشاركة ما بعدها لما قبلها ، والاسم بعدها يعرب معطوفاً أو يعرب مفعولاً معه منصوب .

§ مثل : (جاء محمد ومحمود) فيجوز أن تكون ( واو العطف) ويكون (محمود) مرفوعا معطوفا على (محمد) ويجوز أن تكون (واو المعية) وينصب (محمود) على أنه مفعول معه فنقول (جاء محمد ومحموداً) ، والعطف أحسن لأنّه أقوى في الدلالة على المشاركة .

الكلمة

 

 

 

1- ظرف الزمان :

اسم يأتي ليبين زمان وقوع الفعل ، ويصلح أن يكون جواباً لسؤال أداته : (متى) .

مثل : سافرت ليلاً -  قمت صباحاً - ورجعت من المدرسة عصراً - واستذكرت مساءً ..

إعراب ما تحته خط : ظرف زمان منصوب .

 

2- ظرف المكان :

اسم يأتي ليبين مكان وقوع الفعل ، ويصلح أن يكون جواباً لسؤال أداته : (أين).

مثل : سرت فوق الرمل - أجلس فوق الكرسي - يقف المعلم أمام السبورة - تجاه التلاميذ.

 

أولاً : ظرف الزمان

الظرف المحدود والظرف المبهم :

المحدود من ظروف الزمان : ما دل على وقت أو فترة محددة ،

مثل : ساعة ويوم وليلة وأسبوع وشهر وسنة وعام ، ومنه أسماء الشهور والفصول وأيام الأسبوع .

الظرف المبهم:

ما دل على قدر من الزمان غير محدد أو معلوم ،   مثل : أبد وأمد وحين ووقت وزمناً و حيناً و برهة .

الظرف المتصرف والظرف غير المتصرف

ظرف الزمان المتصرف : هو ما يستعمل ظرفاً وغير ظرف (أي يكون ظرفاً أو مبتدأ وخبرا وفاعلا ومفعولا).

مثل : يومكم سعيد  - إن يومكم سعيد - سيأتي يوم سعيد نفرح فيه - هذا يوم سعيد .

ظرف الزمان غير المتصرف : هو كل اسم لا يأتي إلا ظرفا للزمان .

مثل : قطُّ(وتختص بالزمن الماضي ) ، عوض ، أيان ، قبل ، بعد ، متى ، الآن ، أبداً .

ثانياً : ظرف المكان

ينقسم ظرف المكان إلى قسمين :

1 ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم " :

هو كل اسم دل على مكان معين ، ومحدود بحدود أربعة ، وهذا النوع لا يكون إلا مجرورا .

مثل : الدار ، المدرسة في : خرجت من الدار ، وذهبت إلى المدرسة

2 ـ ظرف مكان مبهم :

ما دل على مكان غير محدد - أي ليس له صورة تدرك بالحس الظاهر ،

§ كالجهات الست وهي : أمام ( قدام) - وراء (خلف)  - يمين - يسار - شمال - فوق) تحت

§ و أسماء المقادير ، مثل : ميل ، كيلومتر ، وقصبة وغيرها .

ثانياً : الظرف المتصرف والظرف غير المتصرف

1 ـ الظرف المتصرف :

هو الذي لا يلازم النصب على الظرفية ، وإنما يعرب حسب موقعه

مثل :  يمينك أوسع من شمالك -لا تنظر إلى الخلف ! بل انظر إلى الأمام دائما .

2 ـ الظرف غير المتصرف :

وهو الذي لا يفارق الظرفية الزمانية والمكانية إلى غيرهما من الحالات الإعرابية الأخرى ، بل يظل على حالته - الظرفية - أينما وقع في الكلام . ‏

الظرف غير المتصرف نوعان

النوع الأول :  ما يلازم النصب على الظرفية أبدا ، فلا يستعمل إلا ظرفا منصوبا .

مثل : قط وعوض وبينا ، وبينما وإذ وأيان وأني وذا صباح وذات ليلة ، ومنه ما ركب من الظروف : (صباح مساء ) ، (وليل ليل ) ، (ليل نهار) .

النوع الثاني : ما يلازم النصب على الظرفية ، أو الجر بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ

مثل :  بعد وفوق وتحت ولدى ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثم وحيث والآن .

المبني من الظروف :   منذُ - أمسِ - الآنَ - حيثُ - هنا - هناك - ثمَّ .

هناك بعض الظروف التي تصلح للمكان و الزمان معاً : ويتحدد استعمالها من معنى الجملة

§ مثل : قبل - بعد - بين - عند - وسط .

§ مثل : يقع منزلنا قبل منزلكم - خرجت قبل السابعة .

قد تدخل (ما) على بعض الظروف (عند - حين - قبل - بعد - دون)، وتكون زائدة ، ويظل الاسم بعد هذه الظروف مضافاً إليه . مثل : طلبت من الطلاب الحضور دونما تأخير .

 

الكلمة

 

وصف منصوب يبين هيئة ما قبله من فاعل أو مفعول به أو هما معا , عند حدوث الفعل .

نقول :

1- ظهر القمرُ هلالاً الحال بيّنت هيئة الفاعل (القمر) عندما ظهر .

2- أبصرت النجوم متلألئةً الحال بيّنت هيئة المفعول به (النجوم) عندما أبصرتها .

3- فحص الطبيب المريض جالسين الحال بيّنت هيئة الفاعل (الطبيب) والمفعول به (المريض) معاً عندما تم الفحص  .

الاسم الذي يبين الحال هيئته يسمى صاحب الحال ، ولابد أن يكون معرفة .

أنواع الحال

مفردة

جملة

شبه جملة

اسم (كلمة واحدة)

اسمية

فعلية

ظرف

جار ومجرور






أولاً : الحال المفردة : ولا تكون إلا اسماً نكرة منصوباً .

أمثلة :


1.عاد محمد مستبشرا ،

2.شاهدنا المباراة جالسين أمام التلفاز .

3.اشتريت الدجاجة مذبوحة.

4.جاء الطفل باكياً .


ثانياً : الحال الجملـة:

قد تكون الحال جملة اسمية أو فعلية، نحو:

(1) جلست أستمع إلى تلاوة القرآن الكريم من الإذاعة.

(2) التحقت بالجامعة وقد تخرج أخي.

(3) حفظت القرآن وأنا صغير. جاء الجريح دمه يتدفق.

لابد أن تشتمل الحال الجملة على رابط يربطها بصاحبها. والرابط :

(أ) إما الضمير وحده، مثل : { شاهدت المزارع يحصد  × القمح}.

(ب)  إما الواو وحدها، نحو: وصلت إلى مكة والشمس تغرب.

(جـ) إما الواو والضمير معا، نحو: {رأيت العامل وهو واقف تحت الشمس}.

ثالثاً : الحال شبه الجملة :

لا تحتاج الحال شبه الجملة إلى رابط .

مثل : أحرزت الهدف في المرمى   -  وقف العصفور فوق الغصن.

%تذكر :

§ هناك قاعدة تقول : الجملة وشبه الجملة بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات

§ قد تتعدد الحال في الجملة وصاحبها واحد مثل : مضيت مسرعاً فرحاً نشيطاً .

كلمات إعرابها دائماً حال :

[ أولاً وثانياً وثالثاً إلخ ، مادياً وأدبياً وسياسياً، وما شابه هذه الكلمات. و جميعاً ، وعوضاً، وبدلاً، وخاصة، وعامة و قاطبة، وعمداً وخطأً، وسهواً، وسوياً، و معاً ، وكلمة وحد المضافة إلى الضمير تعرب حالاً نحو: ذاكر وحدك. حضروا جميعاً]

الكلمة

 

 

§ اسم نكرة منصوب (غالباً)يذكر ؛ ليزيل إبهاماً قبله يصلح لأن يراد به أشياء كثيرة .

§ المبهم الذي يأتي قبل التمييز يسمى : مميزاً .

المميز نوعان :

مميز ملفوظ(الذات): وهو الذي يظهر في الكلام (الوزن - المساحة - الكيل - عدد) .

- الوزن مثل : بعت قنطارا قطنا .

- المساحة مثل: زرعت فدانا أرزا .

- الكيل مثل: اشتريت إردبا قمحا.

- العدد مثل: معي عشرون جنيها .

تمييز الملفوظ (الوزن والمساحة والكيل) يجوز نصبه أو جره بـ"من" أو بالإضافة إلى التمييز فنقول: اشتريت إردبا قمحاً - أو إردبا من قمحٍ - أو إردب قمحٍ .

إعراب تمييز العدد :

1 – تمييز الأعداد من ( 3 : 10 ) : جمع مجرور بالإضافة .

2 – تمييز الأعداد من ( 11 : 99 ) : مفرد منصوب بالفتحة. اً - ــةً

3 – تمييز الأعداد من ( 100 ، 1000 و مضاعفاتهما ) : مفرد مجرور بالكسرة .

المميز الملحوظ (النسبة): وهو الذي يلحظ من الكلام ولا ينطق به ، وتمييزه منصوب فقط

 

أنواع التمييز لملحوظ :

1 - المحول عن المبتدأ :مثل : مصر ألطف البلاد هواء . وأصله (هواء مصر ألطف) – أنا أكثر منك علماً .

2 - المحول عن الفاعل : مثل :طاب النيل ماءً.. وأصله ( طاب ماء النيل)

3 - المحول عن نائب الفاعل :مثل: لا تضارع الزهرة جمالا وأصله ( لا يضارع جمال الزهرة)

4 - المحول عن المفعول به :مثل: أكبرت محمدا خلقا.. وأصله (أكبرت خلق محمد) .

قد يأتي التمييز لملحوظ غير محول مثل : فالله خير حافظاً - أعظم به بطلاً – لله دره فارساً .

%تذكر :

-   الاسم النكرة المنصوب الواقع بعد اسم التفضيل [أفعل] إعرابه :  تمييز منصوب  مثل : محمد أكثر الطلاب تفوقاً ، و أكثرهم نشاطاً .

 

(ما يطرد نصبه على التمييز) الاسم المنصوب للنكرة الواقع بعد

§ كفى : (كفى بالله شهيداً)

§ وازداد وقرّ وطاب وامتلأ وفاض( طب نفساً - قر عيناً- ازداد اللص طمعاً ) ،

§ وألفاظ العدد وكناياته (وهي: كم، و كأين، وكذا)( كم جنيهاً معك)

§ وبعد أفعال المدح والذم(نِعْمَ  × قاضياً المنصف)

§ والفعل على وزن فَعُل (حسن محمد خلقاً - كَبُرتْ كلمة) .

الكلمة

 

اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء ؛ لطلب حضوره أو تنبيهه.

مثل : يا شبابَ الوطن ، لا تتكاسلوا .

 

أدوات النداء: أََ - أيْ - يا - أيا - هيا - وا

( الهمزة ) و ( أيْ ) لنداء القريب ، و ( أيَا ) و ( هَيَا ) و( وا) لنداء البعيد ، و ( يا ) لكل منادىً قريبـاً كان أو بعيداً

المنادى خمسة أنواع

1 – المضاف ، ويكون منصوباً ،ويأتي بعده مضاف إليه مجرور .

مثل :

§ يا طلابَ العلم اجتهدوا

§ ياذَا الفضْل شكرًا لك

§ يا إلهي أنت جاهي

§ ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة: من الآية286)

2 - الشبيه بالمضاف : وهو ما اتصل به شيء يتمم معناه (غالباً جار ومجرور ، أو كل ما يصح تحويله إلى مضاف إليه) ، و يكون ( منوناً ) ، وحكمه النصب .

مثل :

§ يا طالعاً جبلاً

§ يا قارئاً للكف

§ يا متقناً عمله , وفقك الله

§ يا طالباً العلَم اجتهد

3 - النكرة غير المقصودة : وهي التي لا يقصد بندائها شيء معين (محدد)، بل تصدق على كل فرد تدل عليه (غالباً ما بعدها يدل على طلب)،و تكون ( منونة) ، وحكمها النصب ،

مثل :

§ قول الكفيف : يا رجلاً خذ بيدي

§ وقول المتسول : يا محسنين لله

§ وقول الخطيب : يا غافلاً ، تنبه .. و يا ظالماً ، عد إلى الحق .

4- العلم المفرد : وهو ما ليس مضافاً و لا شبيهاً بالمضاف ، وإن كان مثنى أو مجموعاً ، وحكمه البناء على ما يرفع به في محل نصب منادى، مثل :

§ يا محمد ُ ، كن يقظاً

§ يا دعاء ، ساعدي أمك في المنزل

§ يا مصر ، انهضي

§ يا محمدان ، قوما إلي الصلاة

§ يا محمدون ، شكراً لتعاونكم .

5- النكرة المقصودة : وهي التي يقصد بها شخص محدد ، وحكمها البناء على ما ترفع به في محل نصب منادى،

مثل :

§ قول المدرس : يا طالبُ ، قف وأجب

§ ويا واقفُ اجلسْ

§ يا متكلمون اسكتوا .

 

1 ـ المنادى المضاف، والشبيه بالمضاف، والنكرة غير المقصودة: إعرابه : منادي منصوب ، وعلامة نصبه .............. .

 

2 ـ والمنادى العلم المفرد، والنكرة المقصودة: مبنيان على ما يرفعان به ( الضمة - الألف - الواو ) في محل نصب ، و الإعراب : منادي  مبني على ........... في محل نصب .

س : كيف يمكن نداء اسم يبدأ بــ (أل) ؟

جـ : ـ عند نداء ما فيه ( أَلْ ) ، نأتي قبله بــ( أيُّها ) للمذكر و ( أيَّتُهَا ) للمؤنث ، أو اسم إشارة مناسب لنوع المنادي .

مثل :


§ أيها الناس

§ أيها الطالبان - أيها المسلمون

§ أيتها الفتاة

§ أيتها المسلمتان

§ أيتها المسلمات

§ يا هذا الطالب

§ يا هذان الطالبان

§ يا هؤلاء القادمون .


‏ويصبح الإعراب كالتالي :

§ أي : منادي مبني على الضم في محل نصب ؛ لأنها تعامل معاملة النكرة المقصودة .

§ الهاء : حرف زائد للتنبيه .

§ الناسُ : (كل ما بعد أيها - أيتها ) يعرب صفة لأي مرفوعة .

 

ويجوز أن يعرب الاسم المعرف بـ(أل ) بدلا مرفوعا إذا كان اسماً جامدا .

مثل : يا أيها الرجل - يا أيتها المرأة .

نداء لفظ الجلالة (الله):

إذا كان المنادى لفظ الجلالة ( الله ) تقول يا الله , وقد تحذف ياء النداء . ويعوض عنها بميم مشددة مفتوحة دلالة على التعظيم . مثل : اللهم يا فاطر السماوات ،  أغثنا .

إعراب اللهم : منادي مبني على الضم في محل نصب ،و الميم عوضاً عن حرف النداء المحذوف

 

زيادات :

1 - يجوز حذف حرف النداء بكثرة , إذا كان (يا) دون غيرها .

مثل  :

§ قوله تعالى " يوسف أعرض عن هذا "

§ " رب أرني أنظر إليك "

§ أيها الرجل - أيتها الفتاة .

والتقدير : يا يوسف ويا رب ويا أيها . ويا أيتها .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

ينقسم الفعل من حيث الإعراب والبناء إلى قسمين :

1 - فعل مبنى .

2- فعل معرب .

أولاً : إعراب الفعل الماضي

 

الفعل الماضي مبنيّ دائما

1 -  مبني على الفتح :

الفعل الماضي يبنى على الفتح إذا

المثال

1.إذا لم يتصل به شيء

2.أو اتصلت به تاء التأنيث

3.أو اتصلت به ألف الاثنين

§ مثل :   غادرَ الوفد المدينة.

§ مثل :   خفقَتْ راية أمتنا.

§ مثل :    الصديقان  سافرَا أمسِ.

2 - مبنيّ على السكون:

الفعل الماضي يبنى على السكون إذا

المثال

1.إذا اتصلت به تاء الفاعل

2.أو اتصلت به نا الفاعلين

3.أو اتصلت به نون النسوة

§ مثل :   فكّرْتُ في الأمر..فعرفْتَ خطئي.

§ مثل :   حفظْنا القصيدة كلها.

§ مثل :   المؤمنات ساعَدْنَ المحتاجين.

 

3 - مبنيّ على الضمّ:

الفعل الماضي يبنى على الضم  إذا

المثال

إذا اتصلت به واو الجماعة

§ مثل :   الطلاب سارعُوا إلى الصلاة.

 

ثانياً : إعراب فعل الأمر

1 -  مبنيّ على السكون :

1.إذا كان صحيح الآخر                              مثل :   حَدِّثْ أخاك صادقاً.

2.إذا اتصلت به نون النسوة                       مثل :    يا أمهاتُ راقبْنَ الأبناء.

2 - مبنيّ على حذف حرف العلّة :

§ إذا كان معتل الآخر                                مثل :   ادعُ ربُك، وارتجِ  مغفرته .

3 - مبنيّ على حذف النون:

1.إذا كان متصلاً بواو الجماعة                   مثل :    يا شباب الوطن انهضوا.

2.إذا كان متصلاً بألف الاثنين                    مثل :    أيها العاملان جوّدا إنتاجكما.

3.إذا كان متصلاً بياء المخاطبة                  مثل :    يا أمّتي اتحدي.

4 -  مبنيّ على الفتح  :

§ إذا اتصلت به نون التوكيد                       مثل :    تَصَدَّقَن َّيا أخي، واجْهَرَنَّ بالحق

ثالثاً : إعراب الفعل المضارع

الفعل المضارع فعل  معرب  أي(يرفع و ينصب و يجزم ).

1 – رفع الفعل المضارع

يرفع الفعل المضارع إذا لم تسبقه أداة نصب أو أداة جزم ، ولم يكن معطوفاً على فعل منصوب أو مجزوم

علامات رفع الفعل المضارع :

- يرفع بالضمة الظاهرة إذا كان الفعل صحيح الآخر

مثل :

§ يتفوقُ المخلص في مذاكرته .

- يرفع بالضمة المقدرة إذا كان الفعل معتل الآخر

مثل :


§ المجتهد يسعَى إلى التفوق

§ المؤمن يرجُو عفو الله دائماً


§ ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(القصص: من الآية56)

- يرفع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة

مثل :


§ المؤمنون يسعدون بالقرب من الله

§ الطالبان يستعدان للامتحان .

§ أنت تحافظين على الصلاة دائماً .


2 –  نصب الفعل المضارع

ينصب الفعل المضارع إذا سبقته  إحدى أدوات النصب التالية :

[أنْ – لن –  كي – لام التعليل – حتى –واو المعية – لام الجحود – فاء السببية –   إذن ]

&أنْ : وهي حرف مصدري مثل : عليك أن تجتهدَ . عليكم أن تجتهدوا

&لن :تنفي الفعل في المستقبل مثل : لن يرحم الله المتخاذلين .

&كي : ما قبلها سبب وتعليل لما بعدها  مثل : اجتهدوا  كي تلحقوا بركب التفوق .

&لام التعليل :مثل : اعبد الله مخلصاً لتنال رضاه .

&حتى :تفيد الغاية إذا كانت بمعنى " إلى أن "مثل : سأعبد الله حتى أموتَ .

حتى : تفيد التعليل إذا كانت بمعنى " لكي "مثل : اجتهد حتى تحققَ أحلامك في الحياة .

&واو المعية : وهى التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها فهي بمعنى (مع) وتفيد المصاحبة ودائماً تسبق بـ (نهى – نفى)

مثل :

لا تَنْهَ عَنْ خُلُق وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ


عارٌ عَلَيْكَ  إِذا فَعَلْتَ  عَظيمُ


&لام الجحود : وهى تفيد الإنكار الشديد ، ويشترط فيها أن تسبق بكون منفى (ما كان- لم يكن)حتى تكون من أدوات النصب .

مثل :  وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهمْ   -  لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ

&فاء السببية : فاء السببية : تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها ، وهى من أدوات نصب الفعل المضارع

س :  ما الشروط الواجب توافرها في (فاء السببية) لتكون من أدوات النصب ؟

جـ :  لكي تكون (فاء السببية) من أدوات نصب الفعل المضارع لابد أن تكون مسبوقة بما يدل على :

أ -    النفي : مثل: ما فعلت ذنبا فأنــدمَ .

ب -  الطلب: ويشمل (الأمر- النهى- الاستفهام – التمني –الرجاء)

مثل :

1ـ اجتهدوا في دراستكم فتحققوا ما تريدون .

2ـ لا تتكاسلوا عـن العبــادة فتندمــوا .

3ـ هل تخرج ما عليك من زكاة فتنال الثواب .

4ـ ليتنا نرضى ضميرنا فيرضى عنا الله .

5ـ لعل الامتحان يأتى سهلاً فنستريح .

&إذن :  حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال

مثل : إذن تتفوق ، جواباً لمن قال : سأجتهد .

%تذكر أن :

 

علامات نصب الفعل المضارع

1 – الفتحة الظاهرة : إذا كان الفعل صحيح الآخر ، أو معتلاً بالواو أو الياء .

2 – الفتحة المقدرة : إذا كان الفعل معتل الآخر بالألف .

3 – حذف النون  : إذا كان من الأفعال الخمسة .

الفعل المضارع المعطوف على فعل مضارع منصوب  قبله فهو منصوب مثله

3 –  جزم الفعل المضارع

يجزم الفعل المضارع في ثلاث حالات :

أ – إذا وقع بعد أداة تجزم فعلا واحدا، وهي:

1 ، 2- لم، لمّا، وهما أداتا جزم وقلب: لم يسافرْ زيد، لما يعُدْ علي .

3- لام الأمر: لتحكمْ بين الناس بالعدل .

‏4- لا الناهية: (لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)

ب - إذا وقع بعد أداة من الأدوات التي تجزم فعلين [أدوات الشرط الجازمة ] ، ويسمى الفعل المجزوم الأول فعل الشرط ، والفعل المجزوم الثاني فعل جواب الشرط .

&أدوات الشرط الجازمة  هي : إنْ، إذما ،  مَنْ، ومَا، ومَهْمَا ، ومَتَى، وأيَّانَ ، وأَيْنَ، وأيْنَما ، وأَنَّى، وحَيْثُما، وكيْفَما ، وأَيُّ

& إنْ :  وهي حرف لربط الجواب بالشرط . مثل :أن تفعلْ الخير تنلْ رضا الله .

& إِذْ مَـا : حرف بمعنى "إِنْ" الشرطية . مثل : إِذْ ما تَقُمْ أَقُمْ ، فمعناه : إِنْ تَقُمْ أَقُمْ .

& مَنْ : اسم شرط للعاقل مثل : (مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)

& ما : اسم شرط لغير العاقل مثل : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )(البقرة: من الآية197).

& مهما : اسم شرط لغير العاقل

أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي


وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ


& متى : اسم شرط للزمان

§ مثل :  متي تهملْ دروسك ترسبْ .

& أيان  : اسم شرط للزمان

§ مثل :  أيان تخرجْ أخرجْ معك .

& أَيْنَ، وأيْنَما ، وأَنَّى، وحَيْثُما : أسماء شرط للمكان

§ مثل :  (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ) .

§ مثل : حَيْثُمَـا تَسْتَقِـمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللهُ***نجَاحًا في غابِـرِ الأَزْمـان

§ مثل :    أنى   تتوكل على الله يــوفـقــك

& كيفما : اسم شرط للحال .

مثل : كيفما تعامل الناس يعاملوك .

& أي : اسم شرط معناها بحسب ما تضاف إليه ، فتكون للعاقل ، أو لغير العاقل ، أو ظرف زمان أو ظرف مكان

§ أي للعاقل مثل : أي طالب يجتهد يتفوق .

§ أي لغير العاقل مثل : أي كتاب تقرأه تستفد منه  .

§ أي للزمان مثل : أي يوم  تخرج فيه أخرج معك .

§ أي للمكان مثل : أي متحف تزره يضف لك من المعلومات الكثير .

 

% تذكر أن :

§ أدوات الشرط [من ، ما ، مهما ] تعرب  مبتدأ إذا كان فعل الشرط لازماً أو متعدياً استوفى مفعوله  .

§ مثل : من يطع والديه ينل رضا هما - مهما تفعل من خير ، تنل خير الجزاء

§ أدوات الشرط [أين ، أينما ، أنى ، حيثما ] تعرب  ظرف منصوب لفعل الشرط .

§ أداة الشرط [كيفما] تعرب  حالاً غالبا .

§ ولا يؤثِّر على أدوات الشَّرط في العمل دخول حروف الجر عليها، نحو

§ على أيِّهِم تنزلْ أنزل ْ .

§ حيث ، وإذ : لا تصبحان للشرط إلا إذا اتصلت بهما " ما "

§ فعل الشرط الجازم أو جوابه إذا كان ماضياً أو أمراً يكون مبنياً في محل جزم .

 

§ أدوات الشرط غير الجازمة هي :

§ أدوات الشرط غير الجازمة .. هي :إذا - لو - لولا - كلما – لّما الحينية  .

§ و هي لا تجزم الفعل بعدها ، و إنما تربط فقط بين فعلي الشرط و الجواب ، أي بمعنى أن الفعل يكون بعدها مرفوعا إذا كان مضارعا ويكون مبنيا إذا كان ماضياً .

مثل  :


§ إذا انتشر العلم عمّ الرخاء .

§ لو انصف الناس استراح القاضي .

§ لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .

§ كلما تقدم شبابنا ارتقتْ بلادنا  .

§ لما التقى الجمعان ثبت الشجاع و فر الجبان .


اقتران جواب الشرط بالفاء

يجب اقتران جواب الشرط بالفاء في الحالات الآتية:

&إذا كان جواب الشرط جملة اسمية أ و جملة إن أو إحدى أخواتها   .

مثل :


§ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ فاللهُ ناصرُكُم .

§ إن تعاشر اللئام فإنك منهـم .


&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها طلبي (الأمر – النهى – الاستفهام)

مثل :

§ قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ

§ مهما تواجه من مصاعب فلا تتـرددْ .

§ لو خرجت فهل ستعود سريعاً ؟

&إذا كان جواب الشرط جملة منفية (بلن).

§ مثل :   من يزرع شوكاً فلن يحصد قمحاً .

 

&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية منفية (بما).

§ مثل :   من يعصِ الله فما نال رضاه.

&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بقد).

§ مثل :   من أطاعَ هواه فقد ضــــلّ .

&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها جامد  كـ (عسى – ليسَ – نعْمَ – بئْسَ – حبَّذا – لاحبَّذا).

مثل :

§ من يتراجع عن الحقّ فبئس ما صنـع .

§ متى تستقم فعسى أن يحالفك التوفيــق .

§ قال الرسول - - صلى الله عليه وسلم : (من غشنا فليس منا).

&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بالسين أو سوف).

مثل :

§ من سلَّ سيف البغي فسيُقتل بـه .

§ (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً).

&وقد جُمعت هذه الأحوال السبع في قول الشاعرِ:

اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ


وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّسْويف .


 

% تذكر أن :

§ حيت تقترن الفاء بجواب الشرط الجازم فتذكر أن الجملة الفعلية أو الاسمية المتصلة بها الفاء ستكون في محل جزم جواب الشرط .

 

§ الفعل المضارع الواقع في جواب الشرط  المقترن بالفاء يعرب حسب موقعه في الجملة.

مثل :   متى تجتهد فسوف تسمو   [فعل مضارع مرفوع بالضمة ] .

§ إعراب الفاء:   الفاء : إما واقعة في جواب الشرط أو رابطة لجواب الشرط

§ علامات جزم الفعل المضارع :

1 – السكون : إذا كان الفعل صحيح الآخر   .- لينفقْ كل منكم في سبيل الله .

2 – حذف حرف العلة : إذا كان الفعل معتل الآخر بالألف .- لم يدعُ المؤمن للشر

3 – حذف النون  : إذا كان من الأفعال الخمسة .

-    الرجال لم يتركوا القتال حتى النصر .

§ الفعل المضارع المعطوف على فعل مضارع مجزوم  قبله فهو مجزوم مثله .

مثل :أن تذاكر بإخلاص و تجتهدْ يناديك التفوق .

 

جـ - جزم المضارع في جواب الطلب

كذلك يجزم المضارع جوازاً إذا وقع جواباً للطلب[الأمر أو النهي ]

مثل:

§ (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، أستجيبُ .

§ لا تقصروا في عملكم تنالوا [تنالون] النجاح .

&ولجزم المضارع في جواب الطلب شروط هي :

1- أن  يتقدم الطلب على الفعل المضارع.

2- أن يكون المضارع المجزوم  مترتباً على الطلب بأن يكون مسبباً عنه فلا يجوز الجزم في مثل: (اغتنمْ فرصة تظهرُ لك).

3- أن يكون الجواب بعد النهى أمراً محبوباً – فلا يجوز الجزم في مثل: (لا تدنُ من الأسدِ تتعرضُ لشروره).

بناء الفعل المضارع

&الفعل المضارع مبنيّ في حالتين :

- مبني على السكون إذا اتصلت به نون النسوة        مثل :  الطالبات يرسمْنَ الأعلام.

- مبني على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد           مثل :  والله لَتنتصرَنَّ أمّتنا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حروف الجر الزائدة

هي حروف يمكن أن تستغني عنها الجملة وتأتي ؛ لتوكيد المعنى وتجر ما بعدها لفظاً فقط .

&حروف الجر التي تزاد هي : (الباء -  من -  الكاف) .

&أ – مواضع زيادة الباء

1 - في خبر (ليس)

§ مثل: ليس التفوق بمستحيل - ليس الحر بشديد

2 - في خبر (ما)التي تعمل عمل ليس

§ مثل قوله تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد).

3 - في فاعل (كفى)

§ مثل: كفى بالله شهيدا - كفى بعقلك رادعاً .

§ بالله : اسم مجرور لفظاً بحرف الجر الزائد ، في محل رفع فاعل

4 - في المبتدأ إذا كان لفظ (حسب) .

§ مثل : بحسبك درهم.

§ حسب : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ

5 - في المفعول به .

§ مثل قوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة " .

6 - في فاعل (أفعل) في التعجب

§ مثل (أكرم بالمجتهد) .

7 - بعد اسم الفعل (عليك)الذي بمعنى الزم

§ مثل : (عليك بالصدق) .

 

&ب– مواضع زيادة من

1 - إذا سبقها نفي  ودخلت على اسم نكرة

§ مثل: (ما من طالب غائب).

§ طالب: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه مبتدأ .

2 - إذا سبقها نهي ودخلت على اسم نكرة

§ مثل: (لا يتأَخر منكم من أَحد) .

§ أَحد : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه فاعل .

3 - إذا سبقها هل  ودخلت على اسم نكرة

§ مثل: قوله تعالى "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا"؟ (من سورة الأعراف الآية 53)

§ (هل رأَيت من خلل)؟.

 

 

%تذكر :  تزاد (مِنْ) في الفاعل والمفعول به والمبتدأ ، بشرط أن تُسْبق بنفي أو نهي أو استفهام

&جـ - مواضع زيادة الكاف

1 - تزاد الكاف في كلمة (مثل) فقط

§ كما في قوله تعالى:   " ليس كمثله شيء "

&استعمالات (ما)

1 - شرطية جازمة؛

§ مثل: (ما يأتي به القدر فلا هروب منه) .

2 - اسم موصول : (وهي التي تكون بمعنى الذي)

§ مثل: (افعل ما يأمرك الله به).

3 - اسم استفهام لغير العاقل

§ مثل: (ما أفضل كتاب قرأته ؟).

4 - تعجبية :

§ مثل: (ما أجمل الطبيعة!).

5 - حرف نفي :

§ مثل: ما غاب أحد عن الدرس.

6 - كافة

§ إنما محمد رسول - قلما ، طالما (كفت ما الأفعال السابقة عن طلب الفاعل)

وتكف حرف الجر (ربّ) عن العمل

§ مثل : ربما أزورك .

7 - حرف مصدري فتؤول مع ما بعدها بمصدر

§ (سرني ما عملته)؛ أي: سرني عملك

8 - نعت لاسم نكرة ،

§ مثل : جئت لأمر ما .

9 - حرف زائد

§ إذا ما حضر الأب انتهي شجار الأبناء

§ عما قريب سيبدأ الامتحان

§ لا يجب أن تضيع أوقات المؤمن دونما عمل

وما في لاسيما قد تأتي حرف جر زائد .

 

&استعمالات (من)

1 - شرطية ، فتجزم فعل الشرط وجواب الشرط. وتعرب مبتدأ غالباً .

§ مثل: من يذاكر  ينجح.

2 - استفهامية  ، وتعرب مبتدأ

§ مثل: من أخوك؟ ،

ومفعولاً به

§ مثل: من تصادق ؟

3 - اسم موصول ، وتعرب على حسب موقعها في الجملة.

§ مثل: تكرم الدولة من يتعلم

&استعمالات (لا)

1 - ناهية فتجزم المضارع ،

§ مثل : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .

2 - نافية ،

§ مثل : لا يتكاسل إلا ضعيف الطموح .

3 - عاطفة بين اسمين ،

§ مثل : المؤمن قوي لا ضعيف .

4 - نافية للجنس فتعمل عمل (إن) ،

§ مثل : لا أمان لمن لا أمانة عنده .

5 - حرف جواب لاستفهام مثبت ،  مثل : أحضر أبوك ؟ - لا ، لم يحضر .

&استعمالات (اللام)

1 -  لام القسم إذا دخلت على قد أو إنْ أو المضارع المؤكد.

§ مثل : لقد ذاكرت

§ ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنَن.

2 -  لام الابتداء إذا دخلت على المبتدأ أو وقعت بعد إنْ .

§ مثل: لأنت صديقي

§ إن الله لذو فضل على الناس.

3 -  لام التعليل إذا دخلت على المضارع المنصوب ولم تسبق يكون منفي .

§ مثل : اجتهد لتنجح.

4 -  لام الجحود إذا دخلت على المضارع وسبقت يكون منفي ،

§ مثل : ما كنت لأكسل.

5 -  لام الأمر إذا جزمت المضارع،

§ مثل: ليلزمْ كل إنسان حده.

6 -  واقعة في جواب لو أو لولا إذا وقعت بعدهما .

§ مثل: لولا الله لهلكنا

§ ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير.

7 - لام الجر: ،

§ مثل : الحمد لله

 

الكلمة

 

 

1 - إذا وقعت خبراً (بكل أنواعه)

§ مثل: الشر قليله كثير

§ إن النصر سيأتي قريباً.

2 - إذا كانت صفة (وتقع بعد منعوت نكرة فقط)

§ مثل: أقمت في بيت تحف به البساتين.

3 - إذا وقعت حالاً و محلها النصب

§ مثل: لا تحكم وأنت غضبان.

4 - إذا كانت جواب شرط جازم مقرونة بالفاء أو بإذا الفجائية و محلها الجزم ،

§ مثل: من يتق الله فإنه سعيد،

§ ومثل: {وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}.

5 - إذا وقعت مفعولاً و محلها النصب ،

وأمثلتها :

أ - أن تقع جملة مقول القول،

§ مثل قوله تعالى: (قال: إني عبد الله).

ب - أن تقع تالية للمفعول الأول في باب (ظَنَّ وأخواتها)،

§ مثل :(ظننت داليا تقرأ).

ج - أن تقع تالية للمفعول الثاني في باب (أعلم وأخواتها).

§ مثل: (أعلمت محمداً عمراً أبوه منطلق).

6 - إذا كانت مضافاً إليها ومحلها الجر،

وقد تأتي اسمية،

§ مثل قوله تعالى: (يوم هم بارزون

أو فعلية،

§ مثل: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم

و كل جملة

وقعت بعد: (إذ) الدالة على الماضي،

§ مثل قوله تعالى: (واذكروا إذ أنتم قليل)، (إذ كنتم قليلا).

أو (إذا) الدالة على المستقبل ، و تختص بالجملة الفعلية على الأصح ،

مثل قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله و الفتح).

أو (حيث) الدالة على المكان،

مثل: (جلست حيث جلس زيد)، أو (حيث زيد جالس)، وإضافتها إلى الفعلية أكثر.

7 - إذا كانت تابعة لجملة لها محل من الإعراب مثل: (أحمد قام أبوه، وقعد أخوه

الكلمة

 

 

 

1- الجملة الابتدائية: أي الواقعة في أول الكلام، اسمية كانت، أو فعلية

§ مثل قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر)

§ أقبل محب مستبشراً .

 

2- الجملة الواقعة صلة لاسم موصول :

§ مثل: هذا الذي نصر الضعيف - نعم ما تتصف به الوفاء

 

3- الجملة المعترضة

بين شيئين متلازمين:

§ مثل المعترضة بين المبتدأ و الخبر : مصر - حماها الله - جنة الله في الأرض .

أو الفعل وفاعله،

§ كقوله: وقد أدركتْني - و الحوادث جمة - أسنةُ قوم.

 

أو بين الشرط و جوابه،

§ مثل : (فإن لم تفعلوا - و لن تفعلوا- فاتقوا النار).

4- الجملة التفسيرية: جملة تزيد ما قبلها توضيحاً وكشفا، و غالباً تكون مسبوقة بأحد حرفي التفسير (أي - أنْ).

مثل :

§ (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب .

§ ينظر إليَّ أي أنت مذنب .. جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب .

5- الجملة الواقعة جواباً للقسم:

§ والله لأنجزنَ وعدي

§ والله لأَصدقنّ.

 

6- الجملة الواقعة جواباً لشرط غير جازم أو جازم، ولم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية:

مثل:

§ إذا جاء أبي أكرمتك

§ لو تخلقت بخلق المؤمن تسعد براحة النفس .

§ إن تجتهد في مذاكرتك تجد التفوق يناديك

7- الجملة التابعة لما لا موضع له من الإعراب:

§ مثل : (قام محمد، وقعد عمرو

فجملة (قعد عمرو) لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة (قام محمد) الابتدائية، وهي لا محل لها من الإعراب .

8- الجملة الاستئنافية : وهي التي يبتدأُ بها معنى جديد بعد كلام سابق قد يحمل معنى التعليل ،

مثل :

§ اشتر هذا الكتاب إنه نافع لك

§ سافرْ ففي السفر فائدة .

 

 

 

 

 

الكلمة

 

 

هو اسم معرب لا يقبل التنوين وتكون علامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة.

س : ما هو الاسم المنصرف ؟ وما هو الاسم الممنوع من الصرف ؟

جـ : الاسم المنصرف هو : الذي تظهر على آخره جميع حركات الإعراب ، و التنوين

مثل :

1 – أصبح محمدٌ محبوباً .

2 – إن محمداً طالبٌ متميزٌ .

3 – سلمت على محمدٍ .

الاسم الممنوع من الصرف هو : مالا يجوز أن يلحقه تنوين ولا كسرة إذا لم يكن مضافًا .

مثل :

1 – الساكت عن الحق شيطانٌ أخرسُ .

2 – مَنْ تكلم فيما لا يعنيه كان إنساناً أحمق َ .

3 – العاقل من لا يتحدث بكلام ٍ أحمقَ .

س : فيمَ يتفق الاسم المنصرف و الاسم الممنوع من الصرف ؟ وفيمَ يختلفان ؟

جـ : يتفقان في :

1 – أن كلاً منهما يرفع بالضمة .

2 - أن كلاً منهما ينصب بالفتحة .

ويختلفان في :

1 – أن الاسم المنصرف منون ، و الاسم الممنوع من الصرف لا ينون .

2 – أن الاسم المنصرف يجر بالكسرة ،و الاسم الممنوع من الصرف يجر بالفتحة .

س : متى يُمْنَع الاسم من الصرف ؟

جـ : يُمْنَع الاسم من الصرف إذا كان : [علماً أو صفة أو صيغة منتهى الجموع أو مختوماً بألف التأنيث المقصورة أو مختوماً بألف التأنيث الممدودة ].

أولاً : العلم الممنوع من الصرف

 

1 – العلم الأعجمي( اسم ليس عربياً ) الزائد على ثلاثة أحرف

مثل : (إبراهيم –إسماعيل – إسحاق – يعقوب – لندن -مايكل ).

أما إذا كان العلم الأعجمي ثلاثيًا ساكن الوسط يجب صرفه

مثل :( نوْح – هوْد - لوْط )

%ملحوظة هامة :

كل أسماء الأنبياء ممنوعة من الصرف ؛ لأنها أعجمية ما عدا ستة أسماء هي ( محمد – صالح – شعيب – هود – نوح – لوط ) .

2 – العلم المنتهي بتاء التأنيث ، لمذكر كان العلم أو لمؤنث

مثل : ( معاوية – حمزة – طلحة – فاطمة –عائشة – يسرية – جدة – مكة ).

3 – العلم المؤنث الزائد على ثلاثة أحرف غير المنتهي بتاء التأنيث

مثل : (سعاد - زينب - كوثر - مريم - أسماء ) .

4 – العلم المؤنث الثلاثي متحرك الوسط       مثل : ( سحـَر – أمـَل – ملـَك - قطَر)

§ أما إذا كان العلم المؤنث ثلاثيًا ساكن الوسط   مثل : ( هنْد – مصـْر - شمـْس - حُسْن ) .

§ فيجوز صرفه  مثل : ( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ)(البقرة: من الآية61)

§ ويجوز منعه من الصرف  مثل : ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف: من الآية99)

5 – العلم المركب تركيبًا مزجيًا. مثل : ( بورسعيد – بعلبك – حضرموت- نيو يورك ) .

6 - العلم المنتهي بألف ونون زائدتين .  مثل : (عثمان - عفان – مروان – عمران )

7 - العلم على وزن الفعل .  مثل : ( أحمد – أشرف – يزيد – تغلب )

8 – العلم على وزن { فُعَل}   مثل : ( عُمَر – زُحَل - هُبَل )

ثانياً : الصفة الممنوعة من الصرف

1 - الصفة على وزن { فَعْلان} و مؤنثها على وزن ( فَعْلى ) .

مثل : (عَطشان / عَطْشَى - غَضْبان / غَضبى – ظَمْآن / ظَمأى – فرحان / فَرحى ) .

2 - الصفة على وزن {أَفْعَل}

مثل : ( أسْوَد - أبْيَض – ألْطَف – أحْمَر – أجْمَل – أجلّ ) .

3 – ما جاء على وزن {فُعَال أو مَفْعَل } من أسماء العدد من ( 1 – 10 ) .

مثل : ( أُحَاد ومَوْحدَ - ثُنَاء ومثثَْى - ثُلَاث ومَثْلَث )

مثال : وقف الطلاب ثلاث ورباع .

4- الصفة على وزن {فُعل} وليس منها إلا كلمة ( أُخَر) جمع (أخرى) .

 

ثالثاً : صيغة منتهى الجموع : { - - ا - - / - - ا - يْ - }

( وهي كل جمع تكسير ثالثه ألف زائدة بعدها حرفان أو ثلاثة أوسطها ياء ساكنة ).

مثل : ( مساجد – ستائر – مدارس – معالم – عصافيْر – تماثيْل – مفاتيْح ) .

فإن كان أوسطها متحركا فلا تمنع من الصرف

مثل : (تلامذة - جهابذة - صيارفة - عمالقة).

 

رابعاً: الاسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة الزائدة:{ - - -َ ى }

( الاسم المقصور : اسم آخره ألف مفتوح ما قبلها )

مثل : ( سلوَى – ليلَى – لبنَى – ذكرَى – بَرَدَى – دعْوَى – قتْلَى – جرْحَى ) .

خامساً : الاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة : { - - - ا ء }

( وهو اسم آخره [ اء] زائدتان بعد ثلاثة أحرف أو أكثر )

مثل : ( فقراء – صحراء – حمراء – كرماء – سعداء ) .

- إن كانت الهمزة أصلية أو منقلبة عن أصل صرفت الكلمة ، مثل : أعداءٌ - داءٌ – بناءٌ .

 

إعراب الممنوع من الصرف

1 - إذا كان معرفاً بأل أو بالإضافة :

يرفع الممنوع من الصرف بالضمة ، وينصب بالفتحة ، ويجر بالكسرة

مثل :

§ صليت بالمساجدِ الأثرية

§ صليت بمساجدِ القاهرة الأثرية .

 

2 - إذا لم يكن معرفاً بأل أو بالإضافة :

يرفع الممنوع من الصرف بالضمة ، وينصب بالفتحة ، ويجر بالفتحة نيابة عن  الكسرة .

مثل :

§ صليت بمساجدَ أثرية

§ تمسُّكك بمبادئَ دينية يساعدك في حياتك .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

 

التعريف بطه حسين

§ طه حسين (1889-1973) عميد الأدب العربي واحد من أعظم وأهم - إن لم يكن أهم - المفكرين العرب في القرن العشرين لدوره التنويري العظيم وإن كانت آراؤه محل جدال كبير .

§ ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر سنة 1889 في عزبة (الكيلو) التي تقع على مسافة كيلومتر من (مغاغة) بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط. وكان والده موظفًا صغيرًا في شركة السكر ، أنجب ثلاثة عشر ولدًا ، سابعهم طه حسين.

§ كُفَّ بصره وهو طفل صغير نتيجة الفقر والجهل المستشري (المنتشر) في المجتمع من حوله فلقد أصيب بالرمد فعالجه الحلاق علاجاً ذهب بعينيه ، ولكنه كافح كف البصر فأخذ العلم بأُذُنَيْه لا بأصابعه فقهر عاهته قهرا ، وحفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلبًا للعلم ، وتمرّد على طرق التدريس بالأزهر وعلى شيوخه , فانتهى به الأمر إلى الطرد منه 1908 م .

§ التحق بالجامعة المصرية الوليدة (1) التي حصل منها على درجة الدكتوراه الأولى له في الآداب سنة 1914 عن أديبه المفضّل أبي العلاء المعري برسالة موضوعها: " تجديد ذكرى أبي العلاء " .

§ ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه وعاد منها سنة 1919 بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون , فعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني إلى سنة 1925 ، حيث تم تعيينه أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية. وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة لآرائه التي اعتبرها البعض آراء فاسدة مدفوعة بأغراض غربية .

§ ترقى في مناصبه سريعاً حتى أصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930 م  ، ولكنه حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932 م تعرّض إلى الطرد من الجامعة التي لم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا

§ كان انحيازه دائماً للمعذَّبين في الأرض (الفقراء)فعندما عُيّن وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950 م , وجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن) ، و استصدر قرارا بمجانية التعليم العام حتى مستوى الثانوي وكان لهذا القرار نتائج سياسية واجتماعية وثقافية لا تقل عن ثورة اجتماعية

§ وفكرية كاملة.

§ ثم أصبح بعد ذلك عام 1963 م رئيسًا للمجمع اللغوي (الرئيس الثالث) ، ونال تقدير الدولة فأهديت إليه في عهد الثورة قلادة النيل وهي أرفع الأوسمة المصرية و لا تمنح تلك القلادة إلاّ لرؤساء الدول و الملوك .

§ و مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة العربية تصل إلى نحو مائة كتاب بين مؤلف ومترجم منها : (حديث الأربعاء - مرآة الإسلام - الوعد الحق - مع المتنبي - الشيخان - على هامش السيرة - دعاء الكروان - حافظ وشوقي) وغيرها.

§ توفي في 26 أكتوبر سنة 1973.

 

§ التعريف بالكِتاب

§ الأيام أول سيرة ذاتية جادة سبَّاقة في واقعيتها وصفاء لغتها ، وقد كتبها طه حسين عن نفسه عام 1926 م ؛ ليعطينا فيها صورة صادقة عن حياة الصبا القاسية التي قاوم صعوباتها ومشقاتها مثلما قاوم العمى والجهل ، وتعد الأيام أول كُتُب السيرة الذاتية في الوطن العربي .

 

§ يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء

§ الجزء الأول يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة ، ويحدثنا عن الجهل المطبق على الريف المصري وما فيه من عادات حسنة وسيئة في ذلك الوقت .الجزء الثاني يتحدث عن المرحلة التي امتدت بين دخوله الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية.

 

 

الكلمة

 

يوم مجهول

                        لا يذكر الطفل لهذا اليوم اسما ولا يستطيع أن يعرف له وقتا محددا , وإنما يقرب هذه الذكرى تقريبا , ويرجح أن ذلك الوقت يقع في الفجر أو العشاء , ذلك لأن وجهه في ذلك اليوم المجهول تلقى شيء من الهواء الخفيف البارد الذي لم تمسه حرارة الشمس , كما أنه يذكر أنه تلقى نورا هادئا خفيفا تغطي الظلمة جوانبه , وما يؤكد أن هذا الوقت كان في الفجر أو العشاء أن الصبي لم يشعر بحركة قوية , وإنما كان يشعر بحركة ضعيفة مقبلة على النوم أو مستيقظة منه .

السياج والأرنب من ذكريات الطفولة

                        لم يبقى لهذا الصبي من ذكريات هذا اليوم المجهول سوى ذكرى السياج الطويل من القصب والذي كان يحيط بالبيت وليس بينه وبين الباب إلا خطوات قصار , فهو -السياج- أطول من قامة الصبي قليلا فلا يستطيع أن يثب من فوقه, وكان قصبه متقارب لدرجة التلاصق لدرجة تمنعه من الانسلال من بين قصبه , وكان ممتدا عن شماله إلى حيث لا يعلم له نهاية, وعن يمينه إلى حيث قناة بعيدة  , كان لها في خياله تأثيرا عظيم .

                        وكذلك يذكر من ذلك اليوم الأرانب التي كان يحسدها على قدرتها على الوثب خارج السياج , أو الانسياب من بين قصبه , والخروج من البيت متى شاءت لتأكل ما وراءه من نباتات . ويذكر الصبي من هذه النباتات الكرنب خاصة .

أو قات التفكير وصوت الشاعر

                        وكذلك فإن الصبي كان يذكر من هذا اليوم أنه كان يحب الخروج من البيت بعد غروب الشمس , وبخاصة بعد أن يتعشى الناس , فكان يعتمد على قصب السياج , وتأخذه التأملات والأفكار بعيدا عن أرض الواقع فلا يرده إلى الواقع إلا صوت الشاعر الذي كان يجلس على شماله الصبي , ويلتف حوله الناس يستمعون إلى إنشاده وحكاياته عن أبي زيد الهلالي والزناتي خليفة ودياب. فتجد أن كل الناس سكوت فلا تسمع لهم صوتا إلا حين يستخفهم الطرب , أو تستفزهم الشهوة , فيتمارون ويتخاصمون , فيسكت الشاعر حتى يصمتوا بعد وقت طويل أو قصير ثم يكمل إنشاده بنغمة عذبة لا تكاد تتغير.

ذكريات أليمة

                        ويذكر الصبي أنه ما خرج يوما إلى السياج إلا وشعر بحسرة لاذعة , وذلك أنه كان يعرف أنه بمجرد الخروج فإن أخته ستقطع عليه نشوة استماعه إلى إنشاد الشاعر , وذلك أنها ستدعوه للدخول فيأبى وبالتالي ستخرج إليه وتحمله بالقوة وتجري به إلى أمه , حيث تضع رأسه على فخذي أمه فتفتح له عينيه المظلمتين وتقطر فيهما ذلك السائل الذي يؤذي عينيه ولا يجدي في شيء ,وهو وإن كان يشعر بألم شديد إلا أنه لم يكن يبكي ولم يكن يشكو , وذلك أنه لم يرد أن يكون كأخته الصغيرة التي دائما ما تبكي بكاء وتشكو .

                        ثم تنقله أخته إلى زاوية في حجرة صغيرة لكي ينام على حصير مبسوط في الأرض فوقها لحافا وتلقى عليه لحافا آخر وتتركه في حسراته , حتى أنه من شدة الحسرة كان يمد سمعه كأنه يريد أن يخترق الحائط لعله يسمع بعضا من تلك النغمات الحلوة التي يرددها الشاعر .

                        ولا يصرفه عن تلك الحسرة إلا النوم , فما يشعر إلا وقد  استيقظ والناس نيام وإخوته بجانبه يغطون في النوم غطا شديدا , فيكشف اللحاف عن وجهه بين التردد والخوف لأنه كان يخاف أن ينام مكشوف الوجه.

أوهام وتصورات ومخاوف أثناء النوم

                        فقد كان الصبي الصغير واثقا بأنه لو كشف وجهه أو أخرج أحد أطرافه من تحت اللحاف لعبث بها أحد العفاريت التي تملأ كل أرجاء البيت , والتي لا تهبط تحت الأرض إلا بعد بزوغ الشمس فإذا جاء الليل وأوى الناس إلى مضاجعهم وهدأت الأصوات خرج العفاريت من تحت الأرض وملأت الفضاء حركة وأضطرابا وتهامسا وصياحا .

الاستيقاظ فجرا والضوضاء التي كان يصنعها

                        كان الصبي كثيرا ما يستيقظ فجرا فيسمع صياح الديكة والدجاج ويجتهد في أن يميز بين هذه الأصوات , فكان يرى أن بعضها أصوات لديكة حقيقية والبعض الآخر ما هو إلا أصوات للعفاريت التي تقلد الديكة , ولكنه لم يكن يخاف من أصوات العفاريت , وذلك أنها كانمت تأتيه من بعيد

                        ولكن خوفه الأكبر إنما كان ينبع من تلك الأصوات التي تصدر ضئيلة وضعيفة من زوايا الحجرة , يمثل بعضها أزيز المرجل , يغلي على النار , وأصوات حركة المتاع حينما ينقل من مكان لآخر , وكذلك كان يخاف من صوت الحطب حينما يقسم أو يتحطم .

                        بل إن الخوف وصل به إلى درجة توهم بعض الأشياء التي لم يكن لها أساس من الواقع , فهو يتوهم هناك من يقف على باب الحجرة يسده عليه سدا منيعا , وهذا الشخص يقوم بحركات مختلفة وغريبة تشبه لحد كبير حركة المتصوفة  في حلقات الذكر .

                        هذه المخاوف والأشباح التي كان يشعر بها الصبي لم يجد له حصن منها سوى ذلك اللحاف الذي يلفه حول وجهه , دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذ  أو ثغرة , فقد كان واثقا كل الثقة بأنه لو تر ثغرة ولو صغيرة فإن العفريت لابد أن يدخل منها العفريت يده إليه .

                        ولذلك كان يقضي ليله في هذه المخاوف والأوهام والأهوال إلا حينما يغلبه النوم , فينام قليلا وسرعان ما يستيقظ ليكمل رحلة المخاوف والأوهام ,ولا تستقر من الخوف إلا حينما يسمع أصوات النساء وهن يتغنين (الله ياليل الله......) فهنا يعرف أن الفجر قد حضر وأن العفاريت قد هربت إلى تحت الأرض وهنا يتحول هو إلى عفريت ,فيظل يتحدث غلى نفسه بصوت عال ويتغنى بما يحفظ من أناشيد ويغمز إخوته حتى يوقظهم جميعا . ويظل يلعب معهم حتى تتعالى أصواتهم وصيحاتهم , ولا يوقفهم عنها إلا صوت الشيخ الذي استيقظ لصلاة الفجر وقراءة ورده من القرآن  وشرب القهوة , فإذا ما أغلق الباب وراء الشيخ بعد خروجه عادت الصيحات واللعب حتى يختلط بالطيور والماشية التي في البيت

اللغويــات

Ì                        يرجِّح: يؤيد - تغشى : تغطي - حواشيه : جوانبه ، أطرافه م حاشية - يأنس : المراد يحس - السياج : السور ، ما يحاط بالحديقة من حائط أو شوك ج أسياج ، أَسْوِجَة ، سُوج مادتها [س ي ج] - ينْسَلَّ من المكان: يخرج منه خُفْيَة - ثناياه : داخله ، منعطفاته م ثنية - يعتمد : يستند - يستخفهم : يهزهم ، يثيرهم - يتمارون : يتجادلون - لغطهم : ضجتهم ، جَلَبتهم ج أْلغاط - الثُمامة : عشب من الفصيلة النجيلية ج الثمام - تعـدو : تجري - تعمد : تقصد - يجدي : ينفع ويفيد - بكَّاء شكَّاء : صيغة مبالغة بمعنى : كثير البكاء والشكوى - تَذَره : تتركه ، تدعه - الغطيط : صوت النائم (الشخير) - تعمر أقطار البيت : تملأ نواحيه - أرجاءه : جوانبه م رجا - أوت : ذهبت ، اختفت- كهفها : أي مكان غروبها - السُرُج: المصابيح م سِراج - يحفل : يهتم - يهابها : يخافها - المرجل : القدر وأزيزه صوته - ينقصم : يتحطم وينكسر - يدع : يترك - السَّحَر : آخرُ الليل قبيل الفجر ج أسحَار .بينما (السِّحْر) : كل أمر يخفي سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع. الأوجال : المخاوف- بـزغ : ظهـر ، لاح- استحال : تحوَّل - العجيج : الصياح ورفع الصوت - دعاؤه : نداؤه ج أدعية - تخفت : تسكن وتضعف وتهـدأ - الوِرْد : جزء من القرآن أو الذكر يتلوه المسلم ج أوراد  - انسابت : جرت وجالـت وتحركت .

 

س & ج

س1 : ما اليوم الذي لا يتذكره طه بدقة ؟

$           جـ : أول يوم له خارج البيت انطبع في ذاكرته من ذكريات الطفولة و الحياة.

س2: متى كان يخرج الصبي (طه)من بيته ؟ وما الأدلة التي ساقها ليرجح بها ظنه ؟

جـ : وقت خروج الصبي من بيته على أكبر ظنه فجراً أو عشاءً .

$           - الأدلة التي ساقها على ذلك :- هواء ذلك اليوم كان بارداً - نوره كان هادئاً خفيفاً لطيفاً - لم يشعر الصبي من حوله حركة يقظة قوية .

س3 : ما الذي كان يتذكَّره الصبي في طفولته ؟

1 - أسوار القصب العالية التي لم يكن يستطيع أن يتخطاها .

2 - الأرانب التي كانت تخرج من الدار وتتخطى السياج بسهولة يحسدها عليها .

س4 : متى كان الصبي يفضل الخروج من الدار ؟

$           جـ : عندما تغرب الشمس ويتعشى الناس .

س5 : ما الذي كان يشد انتباه الصبي عند خروجه من الدار ويجعله مستمتعاً ؟

$           جـ : الذي كان يشد انتباه الصبي : صوت الشاعر الذي ينشد الناس في نغمة عذبة أخبار أبى زيد الهلالي وخليفة ودياب

س6 : ما الذي كان يخشاه الصبي عند خروجه ليلاً لسماع الشاعر ؟

$           جـ : نداء أخته له للنوم ، ثم حمله ووضع القطرة في عينيه .

س7 : لماذا كان الصبي لا يشكو ولا يبكى مع أنه يتألم ؟

$           جـ : لأنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة بكّاء شكّاء (كثير البكاء والشكوى) .

س8 : لماذا كان الصبي يخاف أن ينام مكشوف الوجه ؟

$           جـ : خوفاً من أن يعبث به عفريت من العفاريت الكثيرة التي كانت تحيط بالبيت وتملأ أرجاءه ونواحيه .

س9 : ما المخاوف التي كانت تحيط بالطفل ليلاً ؟

$           جـ : كانت هذه المخاوف خيالات العفاريت التي يتخيلها أشخاصاً أمامه قد تؤذيه ، أو أصوات الديكة التي كانت في الغالب حقيقة أو بعضها التي كان يتخيلها عفاريت مشكلة بأشكال الديكة .

س10 : ما السبيل الذي اتخذه الصبي للخلاص من مخاوفه التي تحيط به ليلاً؟

جـ : السبيل أن يلتف في لحافه من الرأس إلى القدم دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذاً أو ثغرة .

س11 : كيف كان الصبي يدرك بزوغ (ظهور) الفجر ؟

$           جـ : عندما يسمع أصوات النساء يغنين (الله يا ليل الله....) ، وهن عائدات إلى بيوتهن وقد ملأن جرارهن بالمياه من القناة (الترعة) .

س12: ما الذي يحدث عند استيقاظ الشيخ (والد الصبي) ؟

$           الكلمةجـ : تنتهي الضوضاء و يختفي الضجيج والصياح والغناء وتهدأ الحركة ، حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ وِرْده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله .

 

 

حقيقة القناة

                        كان الصبي مطمأنا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة , التي لم يكن بينه وبينها إلا خطوات قليله.....ولم لا تنتهي الدنيا بالنسبة لصبي أعمي عندها وهو لا يعرف عنها شيء , فلم يكن يعرف أن عرض هذه القناة ضئيل( صغير/ج/ضِئال ضُؤلاء) بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يقفز من إحدى حافتيها إلى الحافة الأخرى , كما لم يكن يعرف أن حياة الناس والنبات والحيوان مستمرة فيما بعد القناة كما هي قبلها ,ولم يكن يعرف أن الرجل يستطيع أن يعبرها دون أن يصل الماء إلى إبطيه (هو ما تحت ذراع الإنسان عند ملتقى الكتف) , وكذلك لم يمن يعرف أن الماء ينقطع عن هذه القناة من وقت آخر فتصبح مجرد حفرة مستطيلة يستطيع الصبيان أن ينزلوا إليها فيبحثوا عن الأسماك التي ماتت بسبب انقطاع الماء عنها .

 

القناة في خيال الصبي

                        لم يٌقدر الصبي كل ما سبق بل كان يعلم علم اليقين أنها عالم آخر غير ذلك العالم الذي يعيش فيه , فكان يظن أن عالم القناة عالم تغمره (تملؤه) كائنات غريبة , من هذه الكائنات التماسيح التي تزدري (تبتلع) الناس ازدرارا , والمسحورون الذين يعيشون تحت الماء ليلا ونهارا , فإذا أشرقت الشمس أو غربت خرجوا ليتنسمون الهواء(يتشممون النسيم العليل) وهم بذلك خطر على الأطفال وفتنة للنساء الرجال .

 

الفتى وخاتم سليمان

                        ولعل من هذه الكائنات العجيبة أيضا الأسماك الطوال العراض , والتي لا تظفر (تحصل وتجد) بطفل إلا وابتلعته على الفور , وقد يتاح لبعض هؤلاء الأطفال أن يجدوا في بطنها خاتم سليمان , ذلك الخاتم الذي إذا لبسه إنسان فإنه يُخرج له خادمين من الجن يقضيان له كل حوائجه ,هذا الخاتم كان ملك سيدنا سليمان وبه سخر الجن والرياح وما يشاء من قوى الطبيعة المختلفة .

                        لقد كان أحب شيء لهذا الطفل أن يهبط إلى هذه القناة فتبتلعه إحدى هذه الأسماك , فيجد في بطنها ذلك الخاتم , ولكنه كان يخشى من الأهوال التي قد تحدث له في الطريق لهذا الخاتم

                        وبالفعل هو في حاجة شديدة لمثل ذلك الخاتم وخادميه , على الأقل لكي يعرف ما راء هذه القناة من عجائب وأشياء غريبة .

 

مخاطر على شاطئ القناة من كل ناحية

                        وهل كان يستطيع أن يبلو (يختبر) حقيقة القناة ؟ بالطبع لا فقد كانت القناة محفوفة (محاطة ) بالمخاطر عن يمينه وشماله ,

                        فأما عن يمينه فقد كان هناك (العدويون) وهم قوم من الصعيد يعيشون في دار كبيرة يحرسها كلبان عظيمان , لا ينقطع نباحهما , وقد كثر حديث الناس عن هذين الكلبين , فلا ينجو منهما أحد من المارة إلا بعد عناء ومشقة .

                        وأما عن شماله فقد كان هناك قاتل يدعى (سعيد الأعرابي) وامرأته (كوابس) , وها مشهوران بشرهما ومكرهما وحرصهما على سفك الدماء. وقد كانت امرأته تضع في إحدى فتحتي أنفها حلق كبير , كانت دائما ما تتردد على بيت صاحبنا فتقبله وتؤذيه بهذا الحق الكبير

                        لذلك لم يكن يستطيع أن يقترب من القناة ليعرف حقيقتها . ورغم ذلك فقد كان يجد في دنياه الضيقة كثير من ألوان العبث والتسلية التي تملأ كل نهاره .

ذاكرة الإنسان وأحداث الطفولة

                        ويتعجب الكاتب كل العجب من ذاكرة الأطفال أو ذاكرة الإنسان عموما , وذلك أن الإنسان كلما حاول أن يتذكر بعض أحداث الطفولة فإنه يذكر بعضها واضحا جليا كأنه لم يمضي بينه وبين الحدث من الوقت شيء , وبعض الذكريات الأخرى تمحى كأنها لم تكن .

                        فالصبي يذكر كل تلك الأحداث من سياج وقناة وسعيد وامرأته كوابس , ويذكر كذلك العدويين وكلبيهما , ولكنه لا يذكر أي شيء عن مصير كل ذلك , كأنه نام ليلة وأصبح لا يجد شيء من هذه الذكريات , ولكنه يجد أماكنها وقد أعيد تنظيمها من جديد , بيوت قائمة وشوارع منظمة تنحدر كلها من جسر القناة ممتدة امتدادا قصيرا من الشمال للجنوب , ويذكر كثيرا من الأشخاص الذين سكنوا هذه الأماكن من رجال ونساء وأطفال كانوا يعبثون في هذه الشوارع .

                        ومن ذكرياته أيضا أنه كان يستطيع أن يتقد يمينا وشمال إلى القناة دون أن يخشى سعيد وامرأته أو العدويين وكلبيهما , ويذكر كذلك أنه كان يقضي ساعات من نهاره على هذه القناة يستمتع بما يسمع من نغمات (حسن) الشاعر وهو يرفع الماء بشادوفه ليروي الأرض  على الشاطئ الأخر من القناة .

الصبي يعبر القناة

                        وكذلك يذكر أنه عبر القناة أكثر من مرة على كتف أحد إخوته , دون أن يحتاج إلى خاتم سليمان , وكان يذهب كثيرا إلى ما وراء القناة ليأكل من شجر التوت المزروع هناك , وكذلك فإنه يذكر أنه تقدم عن يمينه أكثر من مرة إلى حيث حديقة (المعلم) فأكل من تفاحها اللذيذ , وقطف له منها ريحان ونعناع . ولكنه عاجز كل العجز أن يتذكر كيف تحول كل ذلك وأصبح على ما هو عليه الآن .

اللغويـات

ضئيل : صغير ج ضِئال وضُؤَلاء - الرخوة : اللينة × الصلبة - تعمره : تملؤه وتعيش فيه × تهجره - تُحْصَى : تُعَـد - تزدرد : تبتلع ، تمص × تلفظ - المسحورون : الذين سحرهم الجن في أوهام الفلاحين - طفوا : علوا وارتفعوا - يتنسمون : يتشممون النسيم العليل - يسخِّر : يُذلل ، يُخضع - يتختَّم : يلبس الخاتم- الأهوال : المخاوف المفزعة م هَول - يبلو : يختبر ويجرب - محفوفاً : محاطاً ، مكتنف بـ- تروعه : تخيفه ، تفزعه- تختلف إلى الدار : تتردد عليها - استعراض : استعادة - تنبسط : تمتد وتتسع .

س & ج

س1 : كيف تخيّل الصبي صورة القناة (الترعة) في طفولته ؟

$           جـ : هي - في خياله الطفولي- عالم آخر تملؤه كائنات غريبة منها التماسيح التي تبتلع الناس ، والمسحورون الذين سحرهم الجن ، والأسماك الضخمة التي تبتلع الأطفال .

س2 : كيف أدرك الصبي حقيقة القناة فيما بعد ؟

$           جـ : وجد حقيقتها أنها صغيرة تستطيع أن تقفز من إحدى حافتيها إلى الأخرى ، وأنها مجرد حفرة مستطيلة يلعب فيها الصبيان ويبحثون في أرضها الرخوة عن صغار السمك الذي مات لانقطاع الماء عنها .

س3 : لماذا كان الصبي يتمنى أن ينزل القناة ؟

$           جـ : لتزدرده (تبتلعه) سمكة ضخمة ، فيجد في بطنها خاتم سليمان الذي سيحقق له كل ما كان يتمناه - كما كان يتمنى رؤية ما وراءها من الأعاجيب .

س4 : ما المخاطر التي كان يخشاها الصبي من شاطئ القناة ؟

$           جـ : كانت المخاطر تحيط بالقناة فعن يمينها جماعة (العدويين) وكلابهم وشرورهم . وعن شمالها (سعيد الأعرابي) المعروف بشره ومكره ، وحرصه على سفك الدماء ، وامرأته (كوابس) .

 

س5 : وصف الصبي حياته بأنها كانت ضيقة قصيرة محدودة . علل .

$           جـ : لأن ذاكرة الأطفال غريبة تتمثل بعض الأحداث واضحة ، كأن لم يمضِ بينها وبينه من الوقت شيء . ثم يُمَحى منها بعضها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .

$           - وجه الغرابة : أنه حين يستعرضها الإنسان تمثل له بعض الأحداث التي مرت به واضحة كأن لم يمض بينها وبينه وقت طويل ، ثم يمحى منها البعض الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .

 

 

 

 

الكلمة

 

مكانة الصبي بين أسرته

                        لقد كان الصبي سابع أبناء الأب الثلاثة عشر , وخامس أشقته الأحد عشر , وكان يشعر بين هذا العدد الضخم من الأخوة بأن له مكانة خاصة ومعاملة مميزة يمتاز بها بين كل إخوته وأخواته .

                        فهل كان كل ذلك يرضيه ؟ أم أنه كان يؤذيه ؟ الحق أنه لا يتبين ذلك إلا في غموض إبهام , والحق أنه لا يستطيع الآن أن يحكم على ذلك حكما صادقا , كان يحس من أمه رحمة ورأفة وكان يجد من أبيه لينا ورفقا ، وكان يشعر من إخوته بشيء من الاحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له.

                        ولكنه كان يجد إلي جانب هذه الرحمة والرأفة من جانب أمه شيئا من الإهمال أحيانا ومن الغلظة أحيانا أخري وكان يجد إلي جانب هذا اللين والرفق من أبيه شيئا من الإهمال أيضا ، والازورار من وقت إلي وقت. وكان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه لأنه كان يجد فيه شيئا من الإشفاق مشوبا (مختلطا) بشيء من الازدراء (الاحتقار)

الصبي يكتشف سبب هذه المعاملة

                        لم يمر وقت طويل حتى تبين (علم ) سبب هذه المعاملة , فقد أحس أن لغيره من الناس فضل كبير عليه , فإخوته وسائر الناس غيره يستطيعون ما لا يستطيع هو ,ويقومون بما لا يستطيع أن يقوم به هو ,وأحس أن أمه تأذن لإخوته وأخواته بما لا تأذن به له (تحظر عليه) , وكان ذلك بطبيعة الحال يغضبه , وسرعان ما تحول هذا الغضب إلى حزن صامت عميق فقد سمع أخوته يصفون ما لا يعلم هو عنه شيء , فعلم أنهم يرون ما لا ير

اللغويـات

Ì                        احتياط : تحفظ ، حيطة وحذر - الغلظة : الشدة والقسوة × لين ورحمة - الازْوِرار : الابتعاد - مشوباً : مختلطاً ، ممزوجاً - الازدراء : الاحتقار ، الاستخفاف × الاحترام ، التقدير - يلبـث : يستمـر - تحظرها عليه : تحرمها عليه وتمنعه منها × تبيحها - يُحْفِظه : يُغضبه × يرضيه - الحفيظة : ما يبقى في نفس الإنسان من الغيظ والغضب ج حفائظ .

س & ج

س1 : ما ترتيب الصبي بين أبناء أبيه عامة وإخوته خاصة ؟ أو كم كان عدد أفراد أسرته ؟

$           جـ : كان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه ، وخامس أحد عشر من أشقته (من الأب و الأم) .. ملحوظة : نستنتج من ذلك أن الأخوة من الأب فقط (من أم غير أمه) اثنان .

س2 : ما المكانة التي كان الصبي يحظى بها بين أفراد أسرته ؟كان الصبي يحظى بمكانة خاصة على الرغم من ضخامة عدد أفراد الأسرة .

س3 : ما الذي كان يجده الصبي من كل أمه وأبيه وإخوته وأخواته في تعاملهم معه ؟

جـ : كان يجد من أمه رحمة ورأفة ، وأحياناً منها الإهمال والغلظة .

$           - كان يجد من أبيه لينًا ورفقًا ، ثم يجد الإهمال أيضًا ، والازْوِرار (الابتعاد) من وقت إلى وقت.

$           - كان يجد من إخوته وأخواته الاحتياط في معاملته مما كان يسبب له ضيقاً .

س4 : لماذا كان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه ؟

$           جـ : لأنه كان يجد فيه شيئًا من الإشفاق مشوبًا بشيء من الازدراء (السخرية).

س5: لماذا كانت الأم تحظر (تمنع) على الطفل أشياء تأذن فيها لإخوته ؟

$           جـ : كانت تفعل ذلك خوفاً عليه ؛ لأنه كان لا يقدر أن يقوم بما كانوا يقومون به وذلك لكف بصره .

 

الكلمة

 

 

الصبي يفرح باللقب الجديد (الشيخ)

                        أتم الصبي حفظ القرآن وهو لم يبلغ التاسعة من عمرة , وبذلك حصل على لقب ( الشيخ ) وهو لقب يحصل عليه كل من أتم حفظ القرآن بغض النظر عن سنه وهيئته . وقد فرح الجميع بهذا اللقب العزيز , فتجد أن كل الناس تدعوه بالشيخ , أبوه وأمه وسيدنا ( شيخ الكتاب ) .

                        فأما سيدنا فتعود أن يدعوه بالشيخ عندما يرضى عنه أو حينما يريده أن يرضى عن شيء ما أو أمام أبويه , وفيما عدا ذلك كان يناديه باسمه دون لقب , بل كان يدعوه ب (الواد) .

                        وبالنسبة لأمه وأبيه فكانا يدعوانه بالشيخ تفاخرا وتكبرا بهذا اللقب العظيم , ولم يكن الهدف من التحبب إلى الصبي أو التودد إليه .

                        أما الصبي نفسه فقد أعجب كثيرا بهذا اللقب في أول الأمر , ولكنه كان ينتظر شيء آخر من ألوان المكافأة والتمجيد والتعظيم , فقد كان ينتظر أن يكون شيخا حقا , ولا يكون ذلك إلا بارتداء العمة والجبة والقفطان .

                        وكان من العسير على أسرته إقناعه بأنه أصغر من أن يلبس العمة ويدخل في الجبة والقفطان , ولكن كيف يمكن إقناعه بذلك ؟ فقد كان أمرا عسرا للغاية . وكان الصبي الصغير قصيرا نحيفا شاحبا ( متغير اللون ) زري الهيئة (حقير الشكل والهيئة) , ليس له من وقار الشيوخ وحسن طالعهم حظ لا كثير ولا قليل . ولم يكن خليقا (جديرا) أن يُدعى بالشيخ , وإنما كان جديرا بأن يذهب إلى الكتاب كما كان يذهب من قبل؛ مُهْمَل الهيئة , على رأسه طاقية تنظف مرة واحدة كل أسبوع .

اليوم المشئوم يوم نسيانه القرآن

                        مضى على ذلك اللقب شهرا بعد شهر , والصبي يذهب إلى الكتاب ولا يفعل أي شيء , فيذهب ويعود بلا عمل , وسيدنا مطمئن إلى أنه حفظ القرآن ولن ينساه . وجاء يوم مشئوم (شر) على الصبي فقد ذاق لأول مرة في حياته طعم الخزي (العار) والفشل والضعة (الهوان والمذلة) فقد كره حياته كلها بسبب ذلك اليوم .

                        عاد الصبي من الكتاب عصرا راضيا مطمئنا , ولم يكد يدخل الباب حتى دعاه أبوه بلقبه (الشيخ) فأقبل عليه الأب ومعه صديقان له, وهو (مبتهجا ) مسرور, وأجلسه في رفق ثم بدأ يسأله أسئلة عادية , والطفل يجيب , حتى طلب منه أن يقرأ (سورة الشعراء) , فوقع عليه ذلك الطلب وقع الصاعقة التي أحرقته , ولكنه فكر وتحفز ( تهيأ واستعد ) ثم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم  , وسمى الله الرحمن الرحيم , وقرأ (طسم) ثم بدأ يكررها ويكررها ولا يتذكر ما بعدها , كل ما يتذكره أنها إحدى ثلاث سور في القرآن تبدأ ب(طسم) ففتح عليه أبوه بما بعدها ولكنه لم يستطع أن يكمل السورة .

                        فقال له أبوه إذا فاقرأ (سورة النمل) فتذكر أن أول (سورة النمل) كأول (سورة الشعراء) (طس) ولكنه أيضا لم يستطع أن يتقدم خطوة واحدة للأمام , وأخذ يردد هذا اللفظ , ففتح عليه أبوه بما بعده فلم يستطع أن يكمل , فقال له أقرأ سورة القصص , فتذكر أنها السورة الثالثة التي تبدأ ب(طسم) وأخذ يردد دون أن يقدر على إتمام ما بعدها .

                        ولم يفتح عليه أبوه هذه المرة بما بعدها , فقد اكتفى بأن يقول له في هدوء " قم فقد كنت أحسب أنك حفظت القرآن " فقام خجلا يتصبب عرقا, وراح الرجلان يلتمسان له الأعذار بأنه مازال صغير ويشعر بالخجل . ولكن الصبي مضى لا يدري من يلوم , هل يلوم نفسه على نسيانه القرآن ؟ أم يلوم سيدنا الذي أهمله فلم يراجع معه ما حفظ ؟ أم يلوم أباه لأنه امتحنه ؟

اللغويــات

Ì                        يترضَّاه : يطلب رضاءه - شاحباً : متغير اللون ، باهتاً - زَرِي الهيئة : أي حقيرها - وقار : رزانة وحِلْم - كبراً : تكبراً وافتخاراً × تواضعاً - خليقاً : جديراً ، مستحقاً ، أهلاً له ج خُلُق ، خُلَقَاء - المشئوم : أي الشر - الخِزي : العار ، الذل- الضعة : الهوان ، الدَنَاءة ، الانحطاط × العزة - تحفَّز : تهيأ واستعد - يلوم : يُؤاخِذ ويحاسب .

 

 

س & ج

س1 : أصبح الصبي شيخاً رغم صغر سنه . كيف ذلك ؟

$           جـ : لأنه حفظ القرآن الكريم ومَن حفظه فهو شيخ مهما يكن سنه .

س2 : ما أثر رضا سيدنا [محفظ القرآن] على الصبي ؟

$           جـ : كان إذا رضى عليه يناديه (يا شيخ طه) ، فيما عدا ذلك فقد كان يدعوه باسْمه ، وربما دعاه (بالواد).

س3 : ما الذي كان ينتظره الصبي من كلمة (شيخ) ؟

$           جـ : في أول الأمر كان يعجب بلفظ (شيخ) إلا أنه كان ينتظر شيئاً آخر من مظاهر المكافأة والتشجيع أن يكون شيخاً حقًّاً فيتخذ العِمة والجُبَّة والقفطان زياً رسميّاً له .

س4 : لِمَ ذكر الصبي أنه لم يكن خليقاً (جديراً ، مستحقاً) بلقب الشيخ ؟

$           جـ : لأنه كان يذهب مهمل الهيئة إلى الكُتَّاب ، على رأسه طاقيته التي تنظف يوماً في الأسبوع .

س5 : ما اليوم المشئوم في حياة الصبي بعد حفظه للقرآن الكريم ؟

$           جـ : يوم نسيانه ما حفظ من القرآن وعندما سُئِل عن سورة الشعراء أو النمل أو القصص فلم يقرأ أمام أبيه والضيفين إلا الاستعاذة والبسملة و"طسم" . (أول سورتي الشعراء - القصص) أو "طس" (أول النمل) .

س6 : صف حال الصبي بعد فشله في امتحان أبيه له .

$           الكلمةجـ : قام خجلاً يتصبب عرقاً ، لا يدرى أيلوم نفسه لأنه نسى القرآن ؟ أم يلوم سيدنا لأنه أهمله ؟ أم يلوم أباه لأنه امتحنه ؟

 

 

 

فرحة سيدنا بالصبي لأنه استعاد حفظ القرآن

                        أقبل سيدنا إلى الكتاب من الغد مسرورا فرحا ,فدعا الصبي بالشيخ وقال له أنت اليوم تستحق لقب الشيخ, فقد رفعت رأسي وبيضت وجهي وشرفت لحيتي أمس, واضطر أبوك لأن يعطيني الجُبَّة, ولقد كنت تتلو القرآن كسلاسل الذهب .

                        وكنتُ قلقا عليك مخافة أن تزل(تخطأ) أو تنحرف وكنتُ أحصنك بالحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم , حتى انتهي الامتحان , وأنا أعفيك اليوم من القراءة .

عهد بين سيدنا والصبي

                        ثم طلب سيدنا الصبي أن يأخذ عليه عهدا يحافظ عليه وأن يكون وفيا معه , فلا ينقض هذا العهد أبدا , فقال الصبي لك عليَّ أن أكون وفيا ولا أنقض هذا العهد . فأخذ سيدنا بيد الصبي , وهنا أحس الصبي بشيء غريب لم يحس مثله قط , فقد كان عريضا يترجرج (يهتز) مليء بالشعر وتغور (تدخل بسهوله ) فيه الأصابع , وما كان ذلك إلا أن سيدنا وضع يد الصبي على لحيته وقال له هذه لحيتي أسلمك إياها وأريدك ألا تهينها , فقل معي "والله العظيم " ثلاثا , وحق القرآن المجيد لا أهينها , فأقسم الصبي كما أراد سيدنا .

                        فما فرغ من القسم حتى سأله سيدنا كم جزأ في القرآن ؟ فقال الصبي : ثلاثون جزأ , فقال سيدنا وكم يوما نشتغل في الكتاب ؟ قال الصبي خمسة أيام ,فقال سيدنا فإذا أردت أن تختم القرآن كل أسبوع فكم جزأ تقرأ كل يوم ؟ فكر الصبي قليلا ثم قال الصبي ستة أجزاء.

                        قال سيدنا إذا فتقسم لتتلون على العريف ستة أجزاء من القرآن كل يوم من أيام الأسبوع , على أن تكون هذه التلاوة أول ما تأتي من إلى الكتاب  و فإذا انتهيت منها فلا جناح عليك (لا ذنب ولا إثم) تلعب وتلهو كما تشاء  ,على ألا تصرف (تشغل ) بقية الصبيان عن أعمالهم ,فتعهد

عهد آخر على العريف

                        ثم دعا سيدنا العريف و وأخذ عليه العهد ليسمعن من الصبي كل يوم ستة أجزاء من القرآن , وأودعه شرفه وكرامة لحيته ومكانة (منزلة) الكتاب ,فقبل العريف الوديعة . وانتهى هذا المنظر وصبيان الكتاب ينظرون ويتعجبون مما يحدث أمامهم

اللغويــات

Ì                        بيَّضت وجهي : أي أسعدتني - شرَّفت لحيتي : أي أكرمتني ورددت لي احترامي ووقاري - تزل : تغلط ، تسقط - استحياء : خجل - يترجرج : يهتز - تغور فيه : تدخل في سهولة - العرِّيف : مساعد شيخ الكُتَّاب ج عُرَفاء - جُناح : إثم ، ذنب .

 

س & ج

س1 : لماذا أقبل سيدنا محفِّظ القرآن من الغد إلى الكتاب مسروراً مبتهجاً ؟

$           جـ : لأن الصبي قد رفع رأسه أمام أبيه وهو يمتحنه في الحفظ .

س2 : ما الذي كان يقصده سيدنا بقوله للصبي :  (ولقد كنت تتلو القرآن بالأمس كسلاسل الذهب) ؟

$           جـ : يقصد بأنه أجاد الحفظ والتلاوة (ورتل القرآن ترتيلاً) .

س3 : ما العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) و (العريف) ؟

$           جـ : العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) : هو أن يتلو كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم على العريف ، في كل يوم من أيام العمل الخمسة ، ولتكوننَّ هذه التلاوة أول ما يأتي به حين يصل إلى الكتاب .

$           - العهد الذي أخذه سيدنا على (العريف) : أن يُسَمِّع للصبي في كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم .

س4 : ممَ كان صبيان الكتاب يعجبون ؟

$           جـ : كان الصبيان يعجبون من منظر الشيخ وهو يأخذ العهد على الصبي والعريف حيث وضع لحيته بين يدي الصبي وطلب منه أن يقسم على أن يتلو على العريف كل يوم ستة أجزاء من الأيام الخمسة التي يعمل فيها الكُتَّاب .

الكلمة

 

فقيه جديد يحفظ الصبي القرآن

                        انقطع الصبي عن الكتاب فلم يعد يذهب إليه كما انقطع سيدنا عن البيت فلم يعد يأتي كما كان يفعل , فالتمس (طلب) أبو الصبي فقيها جديدا ليحفظه القرآن , فكان الصبي يتلو القرآن مع الفقيه الجديد ساعة أو ساعتين ثم يظل الصبي حرا يلعب ويلهو بقية اليوم كما يشاء . حتى إذا جاء العصر حضر أصدقاء الصبي ورفاقه بعدما انصرفوا من الكتاب, فيقصون عليه ما كان يحدث من سيدنا ومن عريف الكتاب, وهو يلهو (يعلب) بذلك الحديث, ويظل يعبث بهم وبالكتاب وبسيدنا وبالعريف

الصبي يظهر ما كان يكتم من عيوب سيدنا والعريف

                        وظن الصبي أن الأمر قد انبت (انتهي وانقطع) بينه وبين سيدنا وأنه لن يعود إلى الكتاب مرة أخرى, فأطلق لسانه في الرجلين بطريقة شنيعة (فظيعة) وأخذ يظهر العيوب التي كان يكتمها عن العريف وسيدنا .

                        ولعل الذي دفعه إلى ذلك أنه ظن أن بينه ويبن السفر إلى القاهرة شهرا أو بعض شهر(أقل من شهر) لأن أخاه سيعود من القاهرة بعد أيام ليقضي أجازته وسيأخذه معه إلى الأزهر الشريف

سعادة لم تتم

                        كانت السعادة تملأ قلبه , فقد رأى في نفسه تفوقا على رفاقه وأترابه (أقرانه), فهو لا يذهب إلى الكتاب كما يذهبون هم , كما أنه يسعى إليه الفقيه في البيت سعيا, وأكثر من ذلك أنه سيسافر إلى القاهرة حيث يتعلم في الأزهر ويكون قريبا من أولياء الله الصالحين من أمثال (سيدنا الحسين والسيدة زينب وغيرهما الكثير)  فقد كان ينظر إلى القاهرة على أنها تمثل الأزهر وأولياء الله الصالحين .

                        ولكن لم تدم السعادة كما كان يتوقع الصبي, فسيدنا لم يطق صبرا على هذه المقاطعة ولم يحتمل انتصار الفقيه الجديد عليه (السيد عبد الجواد) لذلك سعى إلى أبي الصبي بكل السبل ويتوسل بفلان وعلان حتى لانت قناة الشيخ (رضي والد الصبي عن سيدنا)

الصبي يعود للكتاب للمرة الثالثة ليستعيد حفظ القرآن

                        وأمر الشيخ (والد الصبي) ابنه بأن يعود إلى الكتاب مرة أخرى, ولكنه عاد إليه كارها مجبرا , لأنه يعلم ما سيجده عند سيدنا والعريف من تعنيف , فقد كان الصبيان ينقلون للعريف وسيدنا كل ما يقوله الصبي عنهما , فقد كانت أوقات الغداء طوال هذا الأسبوع شديدة صعبة على الصبي, فقد كان العريف يعيد عليه ما كان يطلق به لسانه من ألفاظ, وكان سيدنا يلومه بشدة على أقواله الشنيعة فيهما .

دروس تعلمها الصبي من عودته للكتاب

                        تعلم الصبي كثيرا من الدروس في هذا الأسبوع فقد تعلم الاحتياط في الألفاظ, وتعلم أنه من الخطل (قلة العقل وفساده) والحمق(التهور) أن يطمئن الإنسان لوعود الرجال, فالشيخ قد أقسم بأغلظ الأيمان ألا يعود الصبي للكتاب أبدا, وها هو قد عاد, وكذلك سيدنا فقد كان يرسل الطلاق والأيمان (القسم) وهو يعلم أنه كاذب, فلم يعد هناك فرق بينهما – الشيخ وسيدنا –

                        وكذلك الصبيان الذين يشتمون العريف وسيدنا حتى يسب ويشتم معهم ثم ينقلون حديثه لسيدنا والعريف ليتقربوا منهما, وها هي أمه تضحك منه عندما اشتكى لها سيدنا ما قاله الصبي, وأخوته يشمتون به ويعيدون عليه مقالة سيدنا ليغيظوه ويثيرون (يحركون) سخطه (غضبه)

                        ولكنه كان يتحمل كل ذلك , في صبر وجلد (تحمل) , فقد كان يعلم أنه سرعان ما يغادر تلك القرية إلى القاهرة وينسى كل ذلك

اللغويــات

Ì                        يختلف إلى : يتردد على- رفاقه : زملاؤه م رفيق - منصرفهم : وقت انصرافهم - انبتّ : انقطع وانتهى- شنيعاً : شديد القبح - مجاور : أي يعيش بجوار الأزهر- أترابه : أمثاله في السن وزملاؤه م تَرِب - القطيعة : الهجر × الوصل - يتوسّل : يتقرّب - لانت قناة الشيخ : المراد أنه رضى والده عن سيدنا بعد غضبه عليه - الاحتياط : الاحتراز ، التحفّظ- الخطل : قلة العقل وفساده - الحمق : التهور وسوء التصرّف - يحنث : يكذب ولا ينفّذ قسمه × يصدق - الأيمان : م يمين وهو الحلف - يغرون : يحرّضون - ظفروا منه : حصلوا منه - ابتغوا : طلبوا - يثيرون : يحركون .

س & ج

س1 : ما سبب انقطاع الصبي عن الكُتَّاب ؟ وما نتيجة ذلك ؟

$           جـ : لأن فقيهاً آخر يدعى الشيخ عبد الجواد كان يأتي إلى الصبي كل يوم في بيته ليقرأ عليه الصبي القرآن وليقرأ هو السورة يومياً .   نتيجة ذلك : أصبح الصبي حرًّا يعبث ويلعب في البيت متى انصرف عنه الفقيه الجديد.

س2 : ما الذي تخيَّله الصبي بعدما تغير الشيخ المحفِّظ له ؟

$           جـ : خُيِّل إليه أن الأمر قد انقطع بينه وبين الكُتَّاب ومن فيه وأنه أصبح في حِلًّ من عهده مع سيدنا والعريف .

س3 : صف سلوك الصبي مع رفاقه بعد انقطاعه عن الكتاب .

$           جـ : كان يلهو ويعبث بالكُتَّاب وبسيدنا وبالعريف إذ إنه كان يظهر من عيوبهما وسيئاتهما ما كان يخفيه قبل ذلك وكان يطلق لسانه فيهما.

س4 : ما سبب التغيُّر عند الصبي في سلوكه ؟

$           جـ : لأنه علم بأنه سوف يسافر إلى القاهرة بعد شهر واحد مع أخيه الأزهري حيث يلتحق بالأزهر ويذهب إلى زيارة الأولياء

س5 : ما الذي تمثله القاهرة بالنسبة للصبي ؟

$           جـ : كانت القاهرة عنده مستقر الأزهر ومشاهد الأولياء والصالحين .

س6 : (السعادة لا تدوم) . . وضح ذلك من خلال أحداث هذا الفصل .

$           جـ : بعدما اطمأن الصبي بأنه لن يعود إلى الكُتَّاب وسيدنا والعرِّيف وأنه سيسافر إلى القاهرة حيث الالتحاق بالأزهر فوجئ بأنه والده قد أعاده إلى الكتاب فلاقى فيه ما لم يكن يتوقعه من سيدنا وذلك بأن الرفاق قد نقلوا إليه كل ما كان يحدث منه ويقوله عن سيدنا والعريف .

س7 : ما الذي فعله سيدنا مع الصبي بعد عودته إلى الكتاب ؟

$           جـ : لقد عاد الصبي إلى الكتاب كارهاً مقدراً ما سيلقاه من سيدنا وهو يقرئه القرآن للمرة الثالثة ، فكان سيدنا يحرمه من الراحة في أوقات الغداء طوال الأسبوع

س8 : ما الذي تعلمه خلال هذا الأسبوع من عودته إلى الكتاب ؟

$           جـ : لقد تعلم الصبي الاحتياط في اللفظ وتعلم أيضاً أن من الفساد والسفه الاطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون أنفسهم به من عهد.

س9 : وضح المقصود من قول الكاتب .  (إن من الخطل والحمق الاطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون به أنفسهم من عهد) .

$           جـ : المقصود من هذا الكلام :

1 - أن الشيخ قد أقسم ألا يعود الصبي إلى الكتاب وها هو قد عاد .

2 - أن سيدنا يرسل الطلاق والإيمان إرسالاً وهو يعلم أنه كاذب .

3 - الصبيان يتحدثون فيشتمون له الفقيه والعريف ويغرونه بشتمهما ثم يتقربون بنقل الكلام لسيدنا والعريف .

4 - أمه تضحك منه وتحرض سيدنا عليه .

س10 : لم كان الصبي يحتمل هذا كله في صبر وجلد ؟

$           جـ : لأنه يدرك ويعلم أنه ليس بينه وبين فراق هذه البيئة كلها إلا شهر أو بعض شهر .

 

الكلمة

 

سنة أخرى في القرية :

                        وها هو الشهر قد مضى وعاد أخوه الأزهري , ولكنه لم يأخذه معه كما كان يمني الصبي نفسه , فقد كان صغيرا ومن الصعب إرساله إلى القاهرة , فلم يرغب أخوه في أن يحتمله , فأشار عليهم بأن يبقى سنة أخرى في القرية , يستعد فيها للأزهر وللدراسة فيه , وبقي الصبي دون أن يحفل (يهتم) أحد برضاه أو غضبه .

الاستعداد للأزهر بحفظ الألفية ..

                        ورغم ذلك فقد تغير نمط حياته بعض الشيء فقد أشار عليه أخوه بأن يقضي السنة في الاستعداد للدراسة بالأزهر فأعطاه كتابين ليحفظ الأول ويقرأ ما يشاء من الثاني فكان الأول هو الألفية (ألفية بن مالك في النحو) وهو ما لا بد عليه من حفظه , أما الثاني فكان (مجموع المتون) وطلب منه قراءته واستظهار (حفظ) ما استطاع منه .

                        وقد حفظ الصبي الألفية , كما حفظ أشياء غريبة من الكتاب الأخر لم يفهم منها شيء , ومما حفظه من ذلك الكتاب (الجوهرة – والخريدة – السراجية – الرحبية – ولامية الأفعال) هذا ما حفظه الصبي من الكتاب الثاني(مجموع المتون) دون أن يفهم من هذه الأشياء شيء ولا حتى أسمائها .

                        فما الذي دفعه لحفظها ؟ , لقد كان بقدر أن ذلك هو العلم , الذي يجب أن يستعد به للأزهر , كما أن أخاه حفظها وفهمها , فأصبح عالما له مكانة عالية بين جميع الناس , الكل ينتظره ويتحدث بمقدمه إلى القرية ليقضي أجازته .

                        ولما جاء إلى القرية أقبل عليه الناس فرحين مبتهجين (مسرورين) , وها هو الشيخ يشرب كلامه شربا ويقبله دون مناقشة , بل يعيده على الناس مفتخرا ومتباهيا , حتى أهل القرية كانوا يتوسلون إليه ليقرأ لهم درسا في التوحيد أو الفقه , وكذلك الشيخ كان يتوسل غليه بكل ما استطاع وما لم يستطع لكي يلقي عليهم خطبة الجمعة .

الأخ الأزهري واحتفال مولد النبي

                        كان ذلك اليوم يوم مشهود , فقد لقي الأزهري من الحفاوة والتكريم من أهل القرية ما لم ينله أي من شبان القرية , فقد كان الناس يتحدثون عن ذلك اليوم قبل مقدمه(مولد النبي) بأيام , فقد اشترى أهل القرية للفتى الأزهري قفطانا جديدا ووجبة جديدة , وطربوشا جديدا ومركوبا جديدا , ولما أقبل ذلك اليوم وانتصف النهار اتجهت الأسرة إلى طعامهم فلم يأكلوا إلا قليلا .

                        ولبس الفتى الأزهري ثيابه الجديدة , وعمامة خضراء وألقى على كتفه شالا من الكشمير , وظلت أمه تدعوا له وتتلوا التعاويذ التي تحفظه , وظل الأب يدخ ويخرج فرحا بابنه وما يلقاه من أهل القرية .

                        وما أن خرج الفتى حتى حلمه جماعة من الناس ووضعوه على فرس كان ينتظره خارج البيت , وطافوا به في القرية , وحوله الناس من كل مكان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله , والبنادق طلق أعيرة النار في الهواء , والناس تتغنى بمدح النبي .

                        كل ذلك لأن أهل القرية اتخذوا من هذا التي الأزهري خليفة , وطافوا به في المدينة والقرى المجاورة , وإنما حصل على هذه المكانة لأنه أزهري قرأ العلم وحفظ الألفية والخريدة والجوهرة .

اللغويــات

Ì                        اليسير : السهل × العسير - يحفل : يهتم - يستظهر : يحفظ ، يتلو - بد : مفر ، مهرب ج أبداد ، بِدَدَة - المتون : أصول الكتب م المتن - تيه : زهو ، تباهٍ- يتوسلون : يرجون ، يتقرَّبون- يشرب كلامه شرباً : المراد الإعجاب بكلامه وسهولة ترديده - حفاوة : تكريم ، ترحيب - تَجِلَّة : تعظيم واحترام - إكبار : إجلال - التعاويذ : ما يتحصن به الإنسان م تعويذ ، تعويذة - السَرج : ما يوضع على ظهر الدابة للركوب (البردعة) ج سروج - يكتنفونه : يحيطون به من كل جانب - يتأرَّج : يفوح ، يتعطر .

س & ج

س1 : هل تحقق حلم الصبي في أن يذهب مع أخيه للقاهرة ؟ ولماذا ؟

$           جـ : لا ، لم يتحقق حلمه وذلك لأنه كان صغيراً ولم يكن من اليسير إرساله إلى القاهرة ولم يكن أخوه يحب أن يحتمله .

س2 : بم أشار أخوه الأزهري عليه أن يفعله خلال السنة التي تأجل فيها سفره للأزهر ؟

$           جـ : أن يبقى سنة يقضيها في الاستعداد للأزهر وقد دفع (أعطى) إليه كتابين يحفظ أحدهما وهو ألفية ابن مالك ويتصفح كتاب مجموع المتون .

س3 : طلب الأخ الأزهري من الصبي حفظ الألفية وحفظ بعض الفصول من كتاب (مجموع المتون) ؟ فما هذه الفصول ؟

$           جـ : الفصول هي (الجوهرة - الخريدة - الراجية - الرحبية - لامية الأفعال) .

س4 : ما صدى مسميات هذه الفصول على نفس الصبي ؟

$           جـ : كانت هذه المسميات تقع من نفسه مواقع زهو وإعجاب وذلك لأنه يقرر أنها تدل على العلم ، وهو يعلم أن أخاه قد حفظها وفهمها فأصبح عالماً وظفر بهذه المكانة الممتازة في نفس أبويه وإخوته وأهل القرية جميعاً .

س5 : ما مظاهر فرحة أهل القرية بعودة الأخ الأزهر إليهم ؟

$           جـ : كانوا يتحدثون عن عودته قبلها بشهر ، حتى إذا جاء أقبلوا إليه فرحين مبتهجين متوسلين إليه أن يقرأ لهم درساً في التوحيد أو الفقه وقد اشتروا له جبه جديدة وقفطاناً وطربوشاً ومركوباً وطافوا به البلدة في موكب عظيم .

س6 : ما مظاهر تعظيم الأب لابنه الأزهري ؟

$           جـ : كان يتوسل إليه مُلِحاً مستعطفاً بإلقاء خطبة الجمعة على الناس باذلاً ما استطاع وما لم يستطع من الأماني .

س7 : لِمَ كان الأزهري يلقى كل هذا الإجلال والحفاوة من أسرته وأهل القرية جميعاً ؟

$           جـ : لأنه أزهري قد قرأ العلم وحفظ الألفية وكتاب (مجموع المتون) .

 

الكلمة

 

 

اختلاف منزلة العلماء في القرية والمدينة والعاصمة

                        للعلم في القرى ومدن الأقاليم جلال(عظمة) ومكانة عالية لا مثيل لها في العاصمة , وذلك أن العلم مثله كمثل بقية السلع , يخضع لقانون العرض والطلب , وهذا القانون ينص على أنه كلما زادت السلعة وكثرت كلما قل ثمنها , وكلما كانت شحيحة وقليلة كلما غلى ثمنها وزاد .

                        وهذا ينطبق على العلم فالعلماء في القاهرة كثيرون لدرجة أن الناس هناك لم يعودوا يحفلون بهم ولا يكاد يسمع لهم أحد , فهم يكثرون القول وفنونه فلا يستمع لهم إلا تلاميذهم .

                        أما في الريف والأقاليم فتجد أن العلماء هناك قليلون جدا ولذلك ,يتمتعون بقدر كبير من الجلال والعظمة والمهابة , فإذا قالوا استمع الجميع لقولهم , ويتأثر الناس بأحاديثهم , والصبي متأثر بنفسية الريف ولذلك كان يعظم العلماء ويعلي من شأنهم كما يفعل أهله , فقد كان يظن بأن هؤلاء العلماء فـُطِروا(خُلِقوا) من طينة غير التي فطر منا بقية الناس . ولذلك هم أفضل من بقية الناس جميعا .

إعجاب الناس أمام علماء الأقاليم

                        وقد وجد الصبي في علماء القرية من الإعجاب والإجلال ما يدفعه إلى الإعجاب والدهشة من قولهم , وقد حاول أن يجد مثل ذلك الإعجاب والإجلال بين علماء القاهرة وعظماء مشايخها فلم يوفق في ذلك .

علماء المدينة

                        لقد انقسم إعجاب الناس في مدينة الصبي على ثلاث أو أربعة علماء , فاز هؤلاء العلماء بإعجاب ومودة الناس واحترامهم وهم....

الأول : كاتب المحكمة الشرعية

                        فكان قصيرا ضخما غليظ الصوت جهوري(عال ومرتفع الصوت) يمتلأ شدقه (جانب الفم) بالألفاظ حينما يتكلم , فتخرج هذه الألفاظ والمعاني ضخمة غليظة كصاحبها .

                        وكان هذا الشيخ من الذين لم يوفقوا في الأزهر , فقد قضى فيه ما قضى من سنين فلم يفلح في الحصول على العالمية (المؤهل العالي)ولم يفلح في القضاء , فقنع بمنصب كاتب المحكمة الشرعية .

                        وكان حنفي المذهب ,ولم يكن في المدينة من أتباع أبي حنيفة كثيرون مما كان يغيظه ويدفعه لإعلاء مذهب أبي حنيفة في كل مجلس , والحط من مذهب الشافعي ومالك , فما كان من الناس إلا أن يعفوا عليه ويضحكوا منه .

الثاني : إماما المسجد

                        كان شافعي المذهب وإمام السجد وصاحب الخطبة والصلاة , وكان معروفا بين الناس بالتقى والصلاح والورع . ويعظمه الناس إلى حد يشبه التقديس , فيتبركون به ويلتمسون لديه شفاء مرضاهم , وقضاء حوائجهم , حتى أنه كاد يرى في نفسه أنه ولى من أولياء الله الصالحين .

                        وقد ظل أهل المدينة يذكرونه بالخير والصلاح حتى بعد موته و وكان كثير منهم يتحدثون بأنه حينما نزل قبره قال بصوت سمعه المشيعون ( اللهم اجعله منزلا مباركا ) , وكان كثيرا منهم يتحدث عما رآه له في المنام من نعيم وجزاء عظيم .

الثالث : الشيخ المالكي

                        عالم مالكي المذهب , لم ينقطع للعلم , فقد كان تاجرا ومزارعا , وكان متواضعا يكتفي ببعض الدروس عن الدين وبخاصة علم الحديث كلما سمح له وقته بذلك , ولم يكن يحفل (يهتم) به إلا فئة (جماعة) قليلة من أهل المدينة .

الرابع : الفتى الأزهري (أخو الصبي )

                        كان قاضيا ممتازا , وقد أسندت الدولة له قضاء أحد الأقاليم , وكانت هناك منافسة شديدة بين الفتى الأزهري والشيخ (كاتب المحكمة) , فقد كان الناس على عادتهم أن ينتخبوا خليفة لهم كل سنة , فغاظه أن ينتخب الناس ذلك الفتى خليفة دونه , ولما تحدث الناس أن الفتى الأزهري سيخطب الجمعة في المسجد لم يقل شيئا بل انتظر حتى جاء يوم الجمعة.

                        ولما أقبل الفتى ليصعد المنبر أسرع كاتب المحكمة إلى إمام المسجد وقال بصوت مسموع , إن ذلك الشاب حديث السن ولا ينبغي أن يخطب الجمعة في مسجد فيه الشيوخ وأصحاب الأسنان ( كبار السن) وهدد الإمام بأنه لو سمح لذلك الشاب بالخطبة فسوف ينصرف , وأسرع ينادي في الناس أن من أراد أن تصح صلاته ولا تبطل فليتبعه .

                        اضطرب الناس بسبب تلك المقولة وأسرع إماما المسجد وصعد هو المنبر وألقى الخطبة وصلى بالناس حتى لا تحدث فتنة , وبذلك استطاع كاتب المحكمة أن يمنع الشاب الأزهري من الخطبة تلك السنة .

                        وبذلك ضيع ذلك الكاتب على الشاب الأزهري , فرصة كان والده ينتظرها على أحر من الجمر , كما ضاع على الفتى جهد كبير بذله قبل ذلك بأيام في إعداد وحفظ الخطبة , وقد كان ألقاها على والده أكثر من مرة ليطمأن أنه لن يخطئ .

                        وها هي أمه تخاف عليه من الحسد , فما كاد يخرج لكي يلقى الخطبة , إلا وأسرعت ألقت جمرا في إناء ووضعت عليه من أنواع البخور ثم , قامت إلى كل غرفة تبخرها وتهمهم بكلمات , لتحفظ ابنها من الحسد , واستمرت كذلك حتى عاد و فقامت تبخره تهمهم بهذه الكلمات

                        ودخل الشيخ وهو غاضب بشدة يلعن ذلك الرجل الذي أكل الحقد والحسد قلبه فمنع ابنه من إلقاء خطبة الجمعة .

العلماء غير الرسميين

                        لقد كان هناك كثيرا من العلماء المنبثين ( المنتشرين ) في المدينة وقراها (ج قرية) وريفها , وكان لهم تأثير كبير في دهماء الناس (عامة الناس× خاصة ) ,ومنهم الحاج الخياط الذي كان دكانه يشبه الكُتاب .

                        كان شحيحا (بخيلا) , ومتصلا بشيخ من كبار أهل الطرق , وكان يزدري (يحتقر) العلماء جميعا , لأنهم يأخذون علمهم من الكتب فقد كان يرى بأن العلم الصحيح هو ذلك الذي يأخذه الإنسان عن الشيوخ , ويُسمى بالعلم اللدني .

                        العلم اللدني : هو ذلك العلم الذي يلقيه الله في قلب الإنسان عن طريق الإلهام , دون الحاجة للكتب .

الصبي والعلماء

                        لقد استطاع الصبي أن يتردد على كل هؤلاء العلاء ويتعلم على أيديهم حتى جمع مقدارا ضخما من العلم , يغلب عليه الاختلاف الاضطراب التناقض . وكان ذلك من أهم العوامل التي أثرت في تكوين الصبي العقلي , حيث لم يخلُ عقله من التناقض والاضطراب .

اللغويــات

Ì                        يروح : يعود -يحفل : يهتم ، يبالي- فُطِروا : خُلِقوا - الدهش : الحيرة - جُلّة : عظماء م جليل - شِدْقه : جانب الفم ج أَشْداق ، شُدوق - يحنقه : يغيظه - مّجد : عظّم × حقّر- غض : أنقص ، قلل ، عاب - المَوْجِدة : الغضب - تهمهم : تتكلم كلاماً خفياً ، تدعو الله - تياه : متكبِّر × متواضع- منبثين : منتشرين - دَهْماء : عامة الناس ج دُهْم - تسلّطاً : تحكّما- الشح : البخل الشديد - يزدري : يحتقر × يحترم - العلم اللَّدُني : العلم الذي يصل صاحبه عن طريق الإلهام الإلهي .

س & ج

س1 : وازن الكاتب بين نظرتي الريف والحضر للعلماء في عصره . وضح ذلك .

$           جـ : تختلف نظرتا الريف والحضر للعلماء في عصر الكاتب فبينما يحظى العلماء بالتقدير والإجلال والمهابة والإكبار نجد العلماء في العواصم والمدن لا يكاد يشعر أحد غير تلاميذهم .

س2 : الكاتب متأثر بنفسه الريف فيما يخص العلم والعلماء . وضح ذلك .

$           جـ : يبدو الصبي متأثراً بنفسية الريف حيث إنه يكبر العلماء كما يكبرهم الريفيون ، ويكاد يؤمن بأنهم خلقوا من طينة نقية ممتازة غير الطينة التي خلق منها الناس جميعاً .

س3 : استطاع كاتب المحكمة (الحنفي المذهب) أن يحول بين الفتى الأزهري وبين إلقاء خطبة الجمعة . وضح ذلك .

$           جـ : عندما علم هذا الكاتب بأن خطبة الجمعة ستكون من نصيب هذا الفتى الأزهري إذا به ينهض حتى انتهى إلى الإمام فقال في صوت سمعه الناس إن هذا الشاب حديث السن وما ينبغي أن يصعد المنبر ولا أن يخطب ولا أن يصلى بالناس وفيهم الشيوخ وكبار السن ولئن خليت بينه وبين المنبر والصلاة لأنصرفن حتى إذا التفت الناس إليه من كان منكم حريصاً على ألا تبطل صلاته فليتبعني فما كان من الإمام إلا أن نهض وألقى الخطبة وصلى بهم .

س4 : علمت الأم أن ابنها سوف يلقى خطبة الجمعة فما مظاهر اهتمامها بذلك ؟

1 - كانت أمه مشفقة عليه من الحسد .

2 - نهضت إلى البخور وطافت به البيت حجرة حجرة وتهمهم بكلمات لا تُفْهَم

س5 : ماذا تعرف عن العالم الشافعي خطيب المسجد ؟

$           جـ : كان عالماً معروفاً بالتقى والورع يعظمه الناس ويتبركون به إلى حد يشبه التقديس إذ أنهم يلتمسون شفاء مرضاهم وقضاء حاجاتهم عنده ويذكرونه بالخير .

س6 : كان في المدينة شيخ مالكي المذهب عرف بتواضعه وضح ذلك .

$           جـ : لقد كان هذا الشيخ عالماً ولم يتخذ العلم حرفة وإنما كان يعمل في الأرض ويتجر ويذهب إلى المسجد فيؤدى الصلاة ويفقه الناس في دينهم متواضعاً غير متكبر عليهم .

س7 :صف موقف الحاج الخياط من العلماء مبينا ًموقف الناس منه.

$           جـ : كان الناس مجمعين على أنه شحيح بخيل . وكان هذا الحاج يحتقر العلماء جميعاً ؛ لأنهم يأخذون علمهم من الكتب لا عن الشيوخ كما أنه كان يرى أن العلم الصحيح إنما هو العلم اللدني .

الكلمة

 

 

الحياة حلوة ومرة

                        عاش الصبي حياته في تلك السنة بين البيت والكتاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلم وحلقات الذكر , وهو لا يشعر للأيام بطعم معين , فهي حلوة مرة ومرة أخرى , وبينهما أيام فاترة (ضعيفة بلا بهجة) سخيفة .

                        وفي أحد الأيام ذاق طعم الألم الحقيقي, وعرف أن كل الآلام التي كره من أجلها الحياة لم تكن شيئا أمام ذلك الألم الذي شعر به الفتى , وهنا عرف أن الدهر يمكن أن يؤلم الناس ويؤذيهم كما يستطيع أن يجعل لهم الحياة حلوة مبهجة في آن (وقت) واحد .

فرحة الأسرة... أخت الصبي الصغرى

                        كان للصبي أخت صغيرة هي صغرى أبناء الأسرة , كانت في الرابعة من عمرها , وكانت تتميز بخفة الروح , فصاحة اللسان , ,وطلاقة الوجه (ظهر عليه علامات الفرح) , وكانت قوية الخيال , فقد كانت تجلس أمام الحائط وتتحدث معه كما تتحدث أمها لمن يزورها بالبيت , وكانت تسبغ على (تفيض وتضفي عليها) كل شيء صفة الحياة والشخصية , فكانت تحول كل لعبها إلى نساء ورجال تلعب معهم وتتحدث إليهم .

                        وقد كانت كل الأسرة تشعر بلذة وفرح شديد أثناء سماعها لهذه الأحاديث بين الفتاة والعرائس , دون أن تشعر الفتاة أن هناك من يراقبها ويسمع حديثها .

الاستعداد للعيد

                        لم يكد تظهر بوادر (بشائر ومقدمات.م / بادرة) عيد الأضحى حتى  أخذت الأم وأبنائها يستعدون  فالأم : قامت بتهيئة(تجهيز)الدار , وإعداد الخبز والفطير . وأخوة الصبي أخذ (بدأ)  كل منهم في الاستعداد أيضا لهذا العيد , فيختلفون (يذهبون) إلى الخياط والحذاء(صانع الأحذية) ويلهو الصغار بهذه التغيرات الطارئة على البيت بسبب قدوم العيد .

                        أما الصبي فلم يحتاج للاختلاف (التردد) إلى خيّاط أو حذاء , ولا حتى اللهو بهذه التغيرات الطارئة على الدار , بل كان يكتفي بأن يخلو إلى نفسه ويعيش في الخيالات التي كان يستمدها من القصص والكتب التي كان يقرأها , ولذلك كان يسرف (يزيد) في قراءتها .

إهمال الأطفال في الريف

                        أقبلت بوادر العيد , وأصبحت الفتاة ذات يوم تشعر بنوع من الفتور والهمود (الضعف والمرض ) ولم يلتفت إليها أحد , وهي عادة أهل الريف وبخاصة إذا كانت الأسرة كثيرة العدد , والأم تعمل بكثرة .

                        فهناك فلسفة آثمة (نظرة خاطئة) لنساء الريف تقوم على إهمال الصغار إذا اشتكوا , فتعتمد نظرتهم على أن جميع الأطفال يشكون وما هي إلا يوم وليلة ويفيق ويُبَلُّ (يُشفىَ) , وإذا اهتمت به أمه فإنها تزدري الطبيب (تحتقره) أو أنها تجهله (لا تعرفه) . وبالتالي تعتمد  على آراء النساء وأشباه النساء , وهي الآراء التي أفقدت الصبي بصره قبل ذلك وأفقدت الطفلة حياتها فيما بعد.

                        فالطفلة ظلت مريضة ومحمومة (مصابة بالحمى)عدة أيام على فراشها في ناحية من نواحي الدار دون عناية حقيقية , فما تجد إلا أمها أو أختها تدفع إليها شيئا من الطعام من حين لآخر . والحركة مستمرة في الدار التنظيف وتجهيز الفطير والخبز والاستعداد للعيد . فالصبيان في لهوهم والشباب في ثيابهم الجديدة والأب يذهب ويروح ويجلس إلى أصحابه في آخر النهار وأول الليل

شبح الموت يحلق على دار الصبي

                        ولما كان اليوم الرابع من مرض الفتاة توقف كل شيء ,وعرفت الأم أن شبح الموت قد اقترب من البيت الذي لم يعرفه من قبل فلم يدخل هذا الشبح ذلك البيت سابقا كما لم تعرف الأم لذع (إحراقه وشدته)الألم الصحيح . كانت الأم في عملها وفجأة تسمع صياح ابنتها , فتترك كل شيئا وتسرع إليها , ويشتد صياح الفتاة ساعة بعد ساعة , ويترك الجميع ما كانوا يعملونه , الصبيان يتركون لهوهم والشباب يتركون حديثهم ويترك الأب أصدقائه ويسرع الجميع إليها , ولكن لا جدوى فما زال الصياح مستمر في شدة وألم , الأم تحاول أن تعطيها ألوان الدواء والأب (الشيخ) يذهب في ضعف شديد يصلي ويدعو الله أن يزيل عن ابنته , وما زال الصياح مستمر في شدة وألم .

الحزن يسيطر على الأسرة

                        وجاء وقت العشاء , فمدت الأخت الكبرى المائدة وحضر الشيخ (الأب) والأبناء ولكن لم تمد يد إلى الطعام فتفرق الجميع ورُفعت المائدة كم وضعت , فما زال الصياح مستمر , والأم تحدق (تدقق النظر) في ابنتها حينا وترفع يدها إلى السماء حينا آخر , وقد كشفت رأسها ولم تكن من عادتها , لكن أبواب السماء كانت قد أغلقت في ذلك اليوم , فقد سبق القضاء بما لا بد منه , فالأم تتضرع , والشيخ يتلو القرآن , والغريب أنه مع كل ذلك الألم والصياح لم يفكر أحد في الأسرة كلها في إحضار الطبيب .

الطفلة وسكرات الموت

                        وتقدم الليل فإذا بالفتاة تهدأ وأخذ صوتها يخفت (يضعف ويسكن) , وسكن اضطرابها , وتخيلت الأم أن الله قد سمع دعاءها وزوجها وقد انحلت الأزمة , ولكن هذا الحل كان حلا نهائيا , فقد رحم الله هذه الفتاة من الألم وكانت آياته في ذلك هدوء الاضطراب وخفوت الصوت , وتخيلت الأم أن ابنتها ستنام , فهي في هدوء متصل , لا صوت ولا حركة وإنما هو نفس خفيف يخرج بين شفتيها ثم يتوقف فجأة , فقد فارقت الحياة .

مظاهر الحزن والألم لوفاة الطفلة

                        والكاتب لا يعرف ما المرض الذي أصاب الفتاة , ولا يعرف كيف انتهت حياتها , وقد ارتفع صوت آخر بالصياح والبكاء إنها الأم التي شعرت بجزع وهلع (حزن شديد) فقد أحست بالثكل (الموت والهلاك وفقد الحبيب والولد) وانهمرت دموعها حتى قطعت الدموع صوتها (حبسته ومنعته من الانطلاق) وكانت تلطم خديها وتصك (تضرب) صدرها بيديها  أما الأب فكان لا ينطق بكلمة واحدة , وإنما تنهمر دموعه , في حزن شديد وأسرع ليتقبل العزاء من الجيران في صبر وجلد(تحمل)  أما الأبناء اختلفوا فمنهم من قسا قلبه فنام ومنهم من رق قلبه فسهر الليل حزنا على أخته  ثم كان يوم عيد الأضحى , وقد أقبل الأب ومعه بعض الرجال فأسرعوا وحملوا الفتاة إلى حيث مثواها الأخير , ويالها من ساعة حزن وبكاء حينما عاد الأب ظهرا بعدما وارى ابنته التراب!!!

المصائب تتوالى على الأسرة

                        ومنذ ذلك اليوم اتصلت الأواصر (الصلات) بين الأحزان وبين هذه الأسرة , فبعد شهرا واحدا مات أبو الشيخ الهرم (الكبير في السن) , وما هي إلا أشهر قليلة حتى فقدت الأم أمها الفانية (التي بلغت أرذل العمر وعمرت طويلا) , فأصبح البيت لا يعرف سوى الحداد الدائم المتصل , وأصبح الألم والحزن يقفو (يتبع) بعضه بعضا منه اللاذع (الشديد) ومنه الهادئ

اليوم الحزين

                        جاء يوم منكر حزين لم تعرف له الأسرة مثيل والذي جعل حياتها كلها حزن متصل بلا أفراح فقد قضى ذلك اليوم على الأم أن تلبس السواد طوال حياتها وألا تفرح إلا بكت إثر(بعد) ضحكها , وجعلها لا تعرف معنى الفرح ,ولا تفارق الدموع خديها , ولا تبتسم لعيد إلا وهي كارهة راغمة (مكرهة,مجبرة) .

وباء الكوليرا ومرض أخيه الشاب

                        كان هذا اليوم هو يوم 21 أغسطس سنة1902م , فقد كان الصيف حزين منكر (غير محبب للنفس بسبب أحزانه) , فقد انتشر وباء (المرض الذي انتشر وتفشى) الكوليرا الذي فتك بأهل مصر (قتل على غرة) , وقضى على أسر بكاملها , ودمر مدنا وقرى كاملة , حتى أغلقت المدارس والكتاتيب وانبث (انتشر) الأطباء ورسل مصلحة الصحة (وزارة الصحة) في القرى والمدن ومعهم أدواتهم وخيامهم يحجزون فيها المصابين والمرضى

                        وكان من نتيجة ذلك أن الهلع (الفزع والخوف الشديد) قد أصاب الناس وهانت في أعينهم الدنيا , حتى أن سيدنا أكثر من كتابة الحجب والمخلفات (أدعية تكتب في الحجاب لمنع الشر) وبدأت كل أسرة تتحدث عما أصاب الأسر الأخرى و وتنتظر حظها من المصيبة ,

                        أما أم الصبي , فقد أصابها الهلع المستمر , تسأل نفسها ألف مرة في كل يوم بمن تنزل النازلة (المصيبة) من أبنائها  وبناتها , حتى أتاها الجواب في أحب وأكثر أبنائها بر بوالديه

صفات الفتى أخي الصبي (المصاب بالكوليرا )

                        كان للأسرة فتى في الثامنة عشر من عمره حصل على البكالوريا (الثانوية العامة) وانتسب لمدرسة الطب , فقد كان أنجب أفراد الأسرة وأذكاها وأرقها قلبا وأكثرهم برا بوالديه وأعطفهم على إخوته , وكان سعيدا مبتهجا دائما .

                        وعندما انتشر الوباء اتصل بطبيب المدينة وكان يرافقه إلى حيث يذهب , وكان يقول بأنه يتمرن على صنعته حتى جاء يوم 20أغسطس 1902م.

ما الذي حدث في ذلك اليوم ؟

                        عاد الفتى على عادته مبتسما سعيدا ولاطف أمه وداعبها , وقال بأن المدينة لم تصب اليوم إلا بعشرين حالة فقط , وأن الوباء بدأ في الانحسار , ولكنه شكا من بعض الغثيان (اضطراب في المعدة حتى تكاد تقيء) ثم خرج لأبيه فجلس معه وحدثه كعادته , وجاء أصدقائه فذهب معهم إلى حيث يذهبون كل ليلة عند شاطئ الإبراهيمية , ثم عاد إلى البيت وزعم لأهله أن أكل الثوم يقي من هذا المرض فأكل الجميع إلا أبيه وأمه فإنه فشل في إقناعهما بذلك .

                        ثم دخل الجميع للنوم , فإذا بصيحة غريبة ملأت إرجاء (نواحي ) البيت و فهب (استيقظ مسرعا) لها كل من في البيت , وأسرع الجميع إلى دهليز(مدخل البيت ج / دهاليز) البيت متجهون إلى مصدر الصوت .

المرض واشتداده على الفتى

                        لقد أصيب الشاب بالمرض وقد كان يحاول جاهدا أن يكتم صوت القيء , فقد قضى ساعة أو ساعين يخرج من الحجرة على أطراف قدميه فيقيء ويعود دون أن يشعر به أحد فلما اشتد المرض لم يستطع أن يكتم صوته و فسمع الجميع هذه الحشرجة (صوت يتردد في الحلق أثناء القيء) ففزعوا لها جميعا .

                        وهنا عرفت الأم بمن تنزل النازلة ومن أبنائها سيصاب بهذا المرض اللعين , ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يتمالك نفسه في صبر وجلد ويدخل ابنه إلى حجرته وأمر بالفصل بينه وبين إخوته أسرع فأحضر جارين من جيرانه ثم أسرع إلى الطبيب .

ماذا فعلت الأم عندما علمت بمرض ابنها ؟

                        كانت أم الفتى مروعه (خائفة) مؤمنة جلدة , تهتم بابنها , حتى إذا توقف القيء أسرعت إلى الدهاليز فرفعت يديها ووجهها إلى السماء وفنيت في الدعاء والصلاة (اجتهدت واستغرقت في ذلك) , فإذا سمعت حشرجة ابنها أسرعت إليه فوضعت رأسه على صدرها وما زال لسانها يدعو الله أن يشفيه ويرحمه .

                        ولم تستطع أن تحول وتفصل بين الفتى وإخوته , فقد أسرع الجميع إليه وأحاطوا به واجمين (اشتداد الحزن حتى منعهم من الكلام) وهو يداعب أمه كلما انتهى القيء , ويلعب مع صغار إخوته , حتى أتي الطبيب فوصف ما وصف من دواء ثم انصرف على أن يعود في الصباح فجلست الأم في حجرة ابنها , أما الشيخ بعدما انصرف الطبيب فقد جلس قريبا من الحجرة لا يدعو ولا يقرأ القرآن ولا يتكلم مع أحد من الذين يتحدثون إليه .

احتضار الابن

                        أتى الصبح بعد لأى (جهد شديد) , وأخذ الفتى يشكو ألما في ساقيه فيدلكها له أخواته , وهو يشكو من شدة الألم , فمرة يتحمل ومرة يصيح من شدته وألمه .

                        وقد طلب الفتى بأن يُبرق(يرسل إليه برقيه, تلغراف) إلى أخيه الأزهري في القاهرة ليحضر وكذلك إلى عمه في أعلى الإقليم , وكان يطلب الساعة من حين لآخر , فقد كان يخشى أن يموت دون أن يراهما .

                        وبالفعل فالموت لم يمهله حتى يراهما فقد جاء الطبيب في الصباح , وخرج وقد يئس من شفاء الصبي , وقد أسر (تحدث سرا) إلى الرجلين بأن الفتى يحتضر , فأسرع الرجلان حتى دخلا على الفتى الحجرة وأمه عنده وكانت تلك أول مرة في حياتها تظهر أمام الرجال

                        وكان الفتى في تلك اللحظات يتلوى من شدة الألم ويواسي أمه ويقول لها بأنه ليس أفضل من النبي الذي مات وأن الجميع إلى زوال ثم يتجه إلى أبيه يريد أن يواسيه فلا يجيب عليه الشيخ .

                        ثم ألقى نفسه على السرير وعجز عن الحركة , وأخذ يئن (يحدث صوتا من شدة المرض)أنينا يخفت(يضعف) من وقت لآخر , حتى انتهى الصوت باضطراب قليل ورعشة قوية سارت في جسمه  تبعها موت الفتى .

                        ثم أسرع الرجلان فهيآه (جهّزاه للدفن) وعصّباه وألقيا على وجهه لثاما (رباط يشد على وجه الميت) ثم خرجا للشيخ . وما هي إلا ساعة حتى تم تجهيز الفتى للدفن , وخرج به الرجال على أعناقهم لمثواه (مستقره) الأخير , وما كادوا يخرجوا به حتى كان أول من لقي النعش ذلك العم الشيخ الذي كان الفتى يتمهل الموت حتى يراه .

أين كان الصبي ؟

                        لقد كان الصبي منزوٍ في أحد أركان الغرفة واجما كئيبا دهش يمزق الحزن قلبه , حتى أنه لا ينسى أبدا تلك الأنة التي أرسلها الفتى نحيلة ضئيلة طويلة ثم سكت بعدها للأبد .

                        وظل في مكانه حتى أتى أحد الرجلين فجذبه بشدة , وأخذه إلى مكان بين الناس فوضعه كما يوضع الشيء بلا اهتمام .

أم الفتى

                        قامت أم الفتى , وقد انتهى صبرها ووهى جلدها (ضعف تحملها وصبرها) , فما كادت تقف حتى هوت (سقطت) فأسرع الرجلان وأسنداها , وتمالكت نفسها حتى خرجت من الغرفة , وبمجرد أن تجاوزتها حتى أطلقت شكاة (شكوى)وصيحة عالية لا يذكرها الفتى إلا انخلع قلبه من شدتها وشدة ألمها .

                        وقد ازدحم الناس خارج الدار يواسون الشيخ , وأسرعت النساء إلى أم الفتى يواسين أمه , والشيخ وزوجته مشغولون عن كل هؤلاء بالفتى وما يعانيه من آلام المرض .

استقرار الحزن في بيت الصبي , (تغير عادات الأسرة)

                        فمن ذلك اليوم استقر الحزن العميق (الشديد) في بيت الصبي , وأصبح الفرح والابتهاج شيء يجب على الجميع من شبان وصغار أن يتجنبه .

                        حتى أن الشيخ منذ ذلك اليوم تعود إذا جلس إلى مائدة الغداء أو العشاء أن يذكر ابنه الفتى ويبكيه ساعة أو بعض ساعة , وأمامه زوجته تعينه ,

                        والأبناء يحاولون تعزية هذين الأبوين فلا يبلغون منهما شيئا (لا يستطيعون) فيجهشون بالبكاء جميعا (يتهيئون ويهمون بالبكاء) .

                        ومن ذلك اليوم تعودت تلك الأسرة أيضا أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين لآخر , وكانت من قبل ذلك تعيب على من يذهب لزيارة القبور .

وفاء الصبي لأخيه الشاب

                        لقد تغير الفتى منذ ذلك الحين فعرف الله حق المعرفة وحرص على التقرب إلى الله تعالى بكل ألوان الطاعة , فأحيانا بالصلاة وأحيانا بالصدقة وأحيانا بتلاوة القرآن .

                        وعرف الصبي من شيوخه أن الإنسان يحاسب على أعماله من الخامسة عشر من عمره , وهو يعلم أن أخيه من طلاب المدارس وكان مقصر بعض الشيء في وجباته الدينية , وحسب الفترة بين موت أخيه وبداية محاسبته على أعماله فوجدها ثلاثة سنوات لأن الفتى مات في الثامنة عشر من عمره , ولذلك فقد عاهد الله على أن يصلي الخمس كل يوم مرتين مرة له ومرة لأخيه , وأن يصوم شهر رمضان مرتين أيضا , له ولأخيه , وعاهد الله على أن يكتم ذلك كله عن أسرته وأن يجعل ذلك بينه وبين الله تعالى .

                        وكان من بره بأخيه بعد موته أنه أخذ عهد على نفسه ألا يأكل من طعام أو فاكهة  إلا وأطعم منه فقير أو يتيم قبل أن يأكل هو منه .

                        ويشهد الله أن الفتى ظل على عهده أشهرا , و ما غير سيرته هذه إلا عندما ذهب إلى الأزهر

                        وقد عرف الصبي أيضا الأرق (السهر) فكان دائما ما يذكر أخاه في سواد الليل فلا يستطيع أن ينام ويظل يقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ويهبها لأخيه الشاب . وكذلك أخذ ينظم شعرا على نحو ما كان يقرأه في الكتب والقصص يعبر فيه عن حزنه العميق على أخيه ولا ينهي قصيدة إلا وصلى فيها على النبي (r) ووهب هذه الصلاة أيضا لأخيه .

                        وكذلك عرف الصبي الأحلام المروعة (المخيفة) فقد كانت علة أخيه تتمثل له كل ليلة في منامه ويقظته , واستمر هذا الحال أعواما عديدة حتى أصبح الصبي فتى ورجلا ,  وهو ما زال كما هو من وفاء لأخيه  , يراه في المنام مرة في الأسبوع مرة واحدة على أقل تقدير .

                        وقد تعزي (تصبر) الأخوة عن ذلك الفتى , ونسيه من نسيه من أصحابه وأترابه (أقرانه وأصدقائه )  , وكانت ذكراه لا تزور الشيخ إلا لماما (في بعض الأحيان) , ولكن لم يظل يذكره وسيظل يذكره إلى أن يموت إلا اثنين هما أمه وهذا الصبي (يقصد نفسه - طه حسين)

اللغويــات

Ì                        فاترة : أي مملة- تسبغ : أي تضفي - بوادر : بشائر ، علامات م بادرة - يبلّ من المرض : يُشَفى منه - شبحاً مخيفاً: خيال الموت ج أَشباح و شُبوح - لذع : مرارة - واجمة : عابسة مُطرِقة ، ساكتة حُزْناً - مبهوتة : مندهشة - تحدق : تدقق النظر - تتضرع : تدعو ، تبتهل - الثُّكل : فقد الحبيب - جزع : انعدام الصبر × الصبر - تولول : تدعو بالويل - تخمش : تجرح - تصك صدرها : تضربه بقوة - نُكر : أي كره وصعوبة - وارى ابنته التراب : دفنها - الأواصر : الصلات و الروابط م الآصرة - الشيخ الهرم : أي الذي بلغ أقصى الكبر - يقفو : يتبع - اللاذع : المؤلم ، المحرق - موتاً ذريعاً : أي سريعاً شنيعاً - النازلة : المصيبة الشديدة ج نازِلات ، نوازِل - وطأة الوباء : شدة المرض - الدِّهْليز : المدخل بين الباب و وسط الدار ج الدهاليز - الحشرجة : تردد النفس في الحلق عند الموت - خليقاً : جديراُ ، مستحقاً - بعد لأى : بعد مشقة - يتضوّر : يتلوي ، يتألم - الأنة : الآهة - وَهِي جَلَدُها : ضعف صبرها - لثاماً : أي غطاء ج لثم - أطوار : مراحل م طور - لماماً : قليلاً .

س & ج

س1 : كيف كان الصبي (طه) يقضّي أيامه ؟

$           جـ : بين البيت والكتَّاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلماء وحلقات الذكر , لا هي بالحلوة ولا هي بالمرَّة ، ولكنها تحلو حينا وتمر حينا آخر ، وتمضي فيما بين ذلك فاترة سخيفة.

س2 : لنساء القرى فلسفة آثمة في التعامل مع أطفالهم الذين يشكون من مرض ما . وضح .

$           جـ :  الفلسفة الآثمة : إذا اشتكى طفل فنادراً ما تعنى به أمه وخاصة إذا كانت الأسرة كبيرة العدد و الأم كثيرة العمل ، إنما تتركه كي يشفى بنفسه ، ولا تذهب به إلى طبيب ، وإذا عالجته فتعالجه بعلم النساء في الريف (الوصفات البلدية)

س3 : متى عرف الصبي الألم الحقيقي ؟ وما الذي اكتشفه عندئذ ؟

$           جـ : عرفه عندما فقد أخته الصغرى بالموت . واكتشف أن تلك الآلام التي كان يشقي بها لم تكن شيئا .

س4 : بم وصف الصبي أخته ؟ وبم وصف طفولتها ؟

$           جـ : وصف الصبي أخته بأنها : خفيفة الروح - طلقة الوجه - فصيحة اللسان - عذبة الحديث - قوية الخيال .

$           - وصف طفولتها بأنها : طفولة لهو وعبث , تجلس إلى الحائط فتتحدث إليه كما تتحدث أمها إلى زائرتها ، وتبعث في كل اللعب التي كانت بين يديها روحا قويا وتسبغ (تضفي)عليها شخصية. فهذه اللعبة امرأة وهذه اللعبة رجل ، وهذه اللعبة فتى ، وهذه اللعبة فتاة ، والطفلة بين هؤلاء الأشخاص جميعا تذهب وتجيء ، وتصل بينها الأحاديث مرة في لهو وعبث ، وأخرى في غيظ وغضب ، ومرة ثالثة في هدوء واطمئنان.

س5 : لمَ عدّ طه حسين شقيقته ضحية الإهمال ؟

$           جـ : عدّ طه حسين شقيقته ضحية الإهمال ؛ لأن أحداً لم يهتم بها عندما ظهرت أعراض المرض عليها وظلت محمومة أياماً ، ولم يستدعِ أحد الطبيب لعلاجها .

س6 :  حتى إذا كان عصر اليوم الرابع وقف هذا كله فجأة . وقف وعرفت أم الصبي أن شبحاً مخيفاً يحلق على هذه الدار .. .. ما الشبح المخيف المقصود ؟الشبح المخيف هو شبح الموت الذي اختطف شقيقته .

س7 : ما الذي كان يفعله الشيخ والأم كلما ازداد صراخ الطفلة ؟

$           جـ : الشيخ كان يأخذه الضعف الذي يأخذ الرجال في مثل هذه الحال ، فينصرف مهمهما بصلوات وآيات من القرآن يتوسل (يستنجد) بها إلى الله.أما الأم فكانت جالسة واجمة تحدق في ابنتها وتسقيها ألوانا من الدواء .

س8 :  عاد الشيخ إلى داره مع الظهر وقد وارى ابنته في التراب... منذ ذلك اليوم اتصلت الأواصر بين الحزن وبين هذه الأسرة ... ماذا قصد الكاتب بهذه الأواصر ؟

$           جـ : قصد الكاتب بهذه الأواصر استمرار الأحزان في البيت فقد خطف الموت بعد ذلك أباه الهرم (شديد الكبر) ، وما هي إلا أشهر أخرى حتى فقدت أمّ الصبي أمّها الفانية (الهالكة) ، ثم كانت الكارثة بفقد ابنها بداء الكوليرا .

س9 : ما اليوم الذي طبع الأسرة بطابع الحزن الدائم ؟

$           جـ : كان هذا اليوم يوم الخميس 21 أغسطس من سنة 1902 عندما اختطف الموت ابنهم الذي كان يدرس بمدرسة الطب بعد إصابته بمرض الكوليرا .

س10 : ما الذي تعوّد عليه الشيخ و أسرته عند كل غذاء و عشاء ؟

$           جـ : تعوّد الشيخ ألاَّ يجلس إلى غدائه ولا إلى عشائه حتى يذكر ابنه ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ، وأمامه امرأته تعينه على البكاء ، ومن حوله أبناؤه وبناته يحاولون تعزية هذين الأبوين فلا يبلغون منهما شيئا فيجهشون جميعا بالبكاء.من ذلك اليوم تعودت هذه الأسرة أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين إلى حين ، وكانت من قبل ذلك تعيب الذين يزورون الموتى.

س11: متى تغيّرت نفسية الصبي ؟ وما مظاهر ذلك التغيُّر ؟

$           جـ : تغيّرت نفسية الصبي منذ فقد شقيقه .

$           - مظاهر ذلك التغيُّر : تغيرت نفسية صبينا تغيرا تاما. عرف الله حقًّا وحرص على أن يتقرب إليه بكل ألوان التقريب: بالصدقة وبالصلاة حينًا آخر وبتلاوة القرآن مرة ثالثة.

س12 : كيف فكّر الصبي في الإحسان إلي أخيه الشاب بعد وفاته ؟

$           جـ : وذلك بأن يحط (يلق ويبعد)عن أخيه بعض السيئات ، فكان يصوم ويصلي و له و لأخيه ، وكان يقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ثم يهب ذلك كله لأخيه .

الكلمة

 

 

 

أنباء سارة للصبي

                        لقد قال الشيخ لابنه بأنه  هذه المرة سوف يذهب حقا إلى القاهرة , وسيكون مجاورا(اسم يطلق على تلاميذ الأزهر) , وستجتهد في طلب العلم , وتمنى الأب أن يهيش حتى يرى ابنه الأزهري قاضيا كبيرا , ويرى الصبي عالما من علماء الأزهر يجلس إلى عمود ويلتف حوله الطلاب في حلقة واسعة بعيدة المدى (المسافة).

أثر كلام الشيخ على الصبي

                        لم يصدق الصبي هذا الكلام ولم يكذبه , فكثيرا ما قال له أبوه هذا الكلام وكثيرا ما كان يأتي أخيه الأزهري ويسافر إلى القاهرة دون أ يأخذه معه , ويتركه ليتردد على المحكمة والكتاب ومجالس العلماء , ولذلك فضل أن ينتظر الأيام لتصدق هذا الكلام أو تكذبه .

هل حققت الأيام كلام الأب ؟

                        نعم فما هي إلا أيام وجاء يوم الخميس ووجد الصبي نفسه يتجهز حقا لكي يسافر إلى القاهرة برفقة أخيه الأزهري , فهاهو يرى نفسه فيس المحطة ولما تشرق الشمس (قبل شروق الشمس)

حزن الصبي أثناء وجوده في المحطة

                        وجد نفسه حزينا منكّس الرأس  فنهره (عنفه ويزجره ويغضبه)أخوه الأكبر بلطف , وقال لا تكن بذلك الوجه الحزين حتى لا يحزن أخوك الأزهري , وقال له الشيخ يشجعه على هذه المرحلة الجديدة , مال الذي يحزنك ؟ ألست رجلا؟ ألست قادر على أن تفارق أمك ؟أم أنك تريد أن تلعب ؟ ألم يكفك هذا اللعب الطويل ؟

حقيقة الحزن

                        يشهد الله بأن الصبي لم يكن حزينا على فراق أمه أو على عدم لعبه , ولكنه كان حزينا على ذلك الفتى الذي ينام(أخوه الذي مات) من وراء النيل , وذلك لأنه كان يذكره وكان يذكر بأنه سيكون معهما في القاهرة تلميذا في مدرسة الطب , ولكنه لم يقل شيئا ولم يظهر حزنا وإنما اكتفى بالابتسام , ولو ترك نفسه بطبيعتها لبكى كثيرا وأبكى من حوله جميعا .

الصبي في القاهرة

                        انطلق القطار ومضت ساعات ورأى صاحبنا (الصبي) نفسه في القاهرة بالفعل , وقد أقبل جماعة من المجاورين إلى أخيه يحيونه وأكلوا معه ما أتى لهم به من القرية , ثم انقضي ذلك اليوم وهو الجمعة .

                        ثم وجد نفسه في الأزهر يصلي الجمعة , وإذا بشيخ ضخم الصوت فخم الرائيات والقافات , لا فرق بينه وبين خطيب المدينة إلا في ذلك , أما الخطبة فكما هي بنفس النعوت ونفس الحديث الذي تعود على سماعه , وإما الصلاة فكما هي ليست أطول ولا أقصر من تلك التي في المدينة

الصبي والعلوم التي سيدرسها

                        عاد الصبي خائب الظن إلى حجرة أخيه , فقد كان يظن أن هناك فرق بين المدينة والأزهر , وسأله أخوه عن دراسة التجويد والقراءات , فقال بأنه يتقن التجويد ’ولا يحتاج القراءات في شيء , ولكنه طلب أتن يدرس العلوم مثل الفقه والنحو والمنطق والتوحيد

الصبي مع أخيه في درس الفقه

                        رفض الأخ وقال له حسبك (يكفيك) يكفيك أن تدرس النحو والفقه في هذه السنة , ثم استيقظ الفتى وأخوه من النوم قبل صلاة الفجر في اليوم التالي(السبت) فقال له أخوه إننا سنذهب الآن لنصلي الفجر في مسجد كذا وسنحضر درسا ليس لك ولمنه لي , ثم عندما ينتهي أذهب بك إلى الأزهر فألتمس لك شيخا من أصحابنا تختلف إليه (تتردد عليه) وتأخذ عنه مبادئ العلم , فسأله الصبي عن هذا الدرس الذي سيحضره فقال أخوه بملء فمه هو درس في الفقه عن ( ابن عابدين على الدّرّ) .

شيخ أخيه عالم جليل تعرفه الأسرة

                        سأل الصبي أخاه عن ذلك الشيخ , فقال له أنه فلان , فلم يعجبه ذلك الشيخ , لأنه قد سمع اسمه آلاف المرات من والده الذي كان يفتخر بأنه عرف الشيخ فلان حينما كان قاضيا للإقليم ,وكان دائما ما يسأل ابنه عنه كلما حضر من القاهرة .

                        وكانت أمه دائما ما تذكر هذا الاسم , وتذكر أنها عرفت زوجته ووصفتها بأنها فتاة هوجاء (حمقاء ج /هُوج وهوْجاوات مذكرها أهوج ) , وجلفة (جافة) فهي تتكلف زي أهل المدن وما هي من أهل المدن في شيء .

علاقة الفتى الأزهري بالشيخ

                        لقد عرف الشيخ الفتى الأزهري وجعله من أخص تلاميذه , فقد كان يحضر الفتى دروسه في المسجد , ثم يذهب ليحضر دروسه الخاصة في البيت , كما أنه يساعده في تأليف كتبه الكثيرة وكان يحاول تقليده لأبيه فيضحك الأب من ذلك مفتخرا متعجبا .

                        وكان من أثر ذلك على الأب انه كان يخرج لأصحابه فيحدثهم عن الشيخ وقرب ابنه منه ويقص عليهم ما يسمع في شيء من الافتخار والإعجاب الشديد.

 

اللغويــات

Ì                        آثر : فضّل ، مصدرها إيثار  - القُرْفُصَاء: أن يجلس الشخص ويلصق فخذيه ببطنه ويضم ساقيه بيديه- قادراً : مستطيعاً × عاجزاً - تكلَّف الابتسام : تصنَّعه و تظاهر به - أرسل نفسه : تركها - طبيعة : سجية ، فطرة ج طَبَائِع - تجويد القرآن : تحسين نطقه - حاجة : عوز ج حوائج - حسبك : اسم فعل بمعنى يكفيك - التمست : طلبت - تختلف إليه : تتردد عليه وتتبعه - هوجاء : حمقاء طائشة ج هوج مذكرها أهوج - جلفة : فظة ، غليظة ، جافية - التيه : العجب ، الفخار .

س & ج

س1 : بِمَ وعد الشيخ (الأب) ابنه ؟ ولماذا لم يكن الابن (طه) مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكلام ؟

$           جـ : وعده بأن يرسله إلى القاهرة مع أخيه ، ويصبح مجاورًا(منتسباً للأزهر الشريف).

$           - و لم يكن مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكلام ؛ فكثيراً ما قال له أبوه مثل هذا الكلام ، وكثيرًا ما وعده أخوه الأزهري مثل هذا الوعد ، ثم سافر أخوه إلى القاهرة ، وبقي الصبي في المدينة يتردَّد بين البيت والكتَّاب والمحكمة ومجالس الشيوخ.

س2 : بماذا كان يحلم الشيخ (الأب) لابنه طه و أخيه ؟

$           جـ : كان يحلم أن يرى طه عالماً من علماء الأزهر ، وقد جلس إلى أحد أعمدته ومن حوله حلقة واسعة من طلبة العلم .. أما الأخ فكان يتمنى أن يراه قاضياً .

س3 : ما الذي كان يحزن الصبي(طه) وهو يتأهب للسفر إلى الأزهر ؟

$           جـ : الذي كان يحزن الصبي هو تذكُّره لشقيقه الفقيد الذي توفي بداء الكوليرا  .

س4 : لماذا عاد الصبي (طه) إلى حجرة أخيه خائب الظن ؟

$           جـ : لأنه لم يجد فرقاً بين ما سمعه في الأزهر وما تعلمه في القرية من تجويد القرآن ودروس القراءات ؛ فالتجويد يتقنه ، وأما القراءات فليس في حاجة إليها.

س5 : ماذا أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في الأزهر ؟ و بمَ نصحه أخوه حينئذ ؟

$           جـ : أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في الأزهر الفقه والنحو والمنطق والتوحيد

$           - وقد نصحه أخوه أن يدرس الفقه والنحو في أول سنة فقط .

الكلمة

 

 

 

                        حديث دار بين الأب (طه حسين) وابنته (أمينة) عن طفولته وصباه , وبخاصة عندما كان في الثالثة عشر من عمره .

                        اتهم الأب ابنته بالسذاجة والطيبة , لأنها في التاسعة من عمرها والأطفال في ذلك السن يعجبون بآبائه وأمهاتهم إعجابا شديدا , فيتخذون منهم مثلا عليا في الحياة , ويتأثرون(يقلدون ويقتدون) بهم في القول والفعل , بل إن الأطفال يفخرون بهم أمام أقرانهم (مفرد قرن وهو المثيل والنظير) ,ويتخيلون أنهم في طفولتهم كانوا كما هم الآن مثلا عليا وأسوة (قدوة) حسنة

نظرة الفتاة إلى أبيها

                        ترى أنه خير الرجال وأكرمهم , كما كان خير الأطفال وأكرمهم عندما كان صغيرا , فهي تظن أتنه كان يعيش في صغره كما تعيش هي الآن في رفاهية ونعيم , ولم تعلم أنه كان يبذل كثير من الجهد (المشقة) ما يطيق (يستطيع), و مالا يطيق ,حتى بجبنها الحياة في مثل ظروفه عندما كان في مثل سنها .

الأب يخفي الماضي المؤلم وكثيرا من فترات حياته عن ابنته

                        لقد حكا لها كثيرا من أطوار (مراحل مفرد طور ) حياته ولكنه أخفى عنها مراحل كثيرة أيضا , و ما ذلك إلا لأنه يخشى أن يخيب ظنها وأمالها في أبيها , كما كان يخشى أن يفتح عليها بابا من الحزن والألم , وهو يعتبره حراما أن يفتح عليها مثل ذلك الباب الحزين في مثل سنها

ويخشى أن يملكها الإشفاق وتأخذها الرأفة بحال أبيها , فتبكي بكاء شديدا أو أن تضحك من ذلك الحديث قاسية لاهية دون مراعاة له  , فهو يعرف طبيعة الأطفال الذين يميلون للهو والعبث , وهو لا يحب أن يضحك طفل من أبيه .

                        ولذلك آثر (فضل) أن يترك تلك المراحل المؤلمة حتى تتقدم بها السن (تكبر) وهنا تستطيع أن تقرأ وتفهم ما كان من معاناته وآلامه في تلك الفترات , وتستطيع أن تعرف مدى ما بذله من جهد من أجل إسعادها وتعرف مدى حبه الشديد لها .

 

بكاء الفتاة عند سماعها لقصة ( أوديب ملكا )

                        حكى الأب لابنته قصة أوديب ملكا , ذلك الملك الذي فقأ عينيه وخرج من قصره وسار هائما على وجهه في الأرض لا يعرف كيف يسير أو كيف يهتدي , حتى أقبلت عليه ابنته (أنتيجون) وأخذت بيده فقادته وأرشدته . وهنا تغيرت الفتاة وأخذت جبهتها السمحة تربد (تتغير) شيئا فشيئا حتى أجهشت (همت)بالبكاء , ثم انكبت (أقبلت)الفتاة على أبيها لثما (تقبيلا) وتقبيلا , فأسرعت أمها إليها فأخذتها وهدأت من روعك (فزعك) , وفهمت الأم والأب سبب البكاء , فقد تذكرت الفتاة أن (أوديب) أصبح أعمى مثل أبيها لا يستطيع أن يرى أو يتحرك إلا بمساعدة الآخرين . حكى لها عن فترة الثالثة عشر عندما أرسله أبوه إلى الأزهر ليختلف (يتردد) على العلماء والدروس في الأزهر .

وصف نفسه في تلك الفترة

                        كان نحيفا شاحب اللون , مهمل الزي , أقرب للفقر من الغني , تقتحمه العيون(تحتقره) فقد كانت عباءته قذرة , وطاقيته البيضاء قد استحال(تحول) لونها إلى  السواد القاتم , وكان قميصه الذي يبين (يظهر) تحت عباءته قد اتخذ ألوانا متعددة بسبب كثرة ما سقط عليه من طعام , ونعليه (حذائه) باليين (قديمين مرقعين) , من أجل ذلك كانت تحتقره عيون كل من يراه .

                        ولكن تلك العيون كانت أيضا تبتسم له حين ترى تلك الحالة الرثة (البالية الحقيرة) , وذلك البصر المكفوف , فهو مكفوف البصر واضح الجبين مبتسم الثغر(الفم ج ثغور) مسرع الخطى مع قائده إلى الأزهر بلا تردد , كما لا تظهر على وجهه تلك الظلمة التي تظهر على وجوه المكفوفين , وكان في الأزهر مصغيا (مستمع باهتمام) مبتسما , لا يظهر عليه الألم أو التبرم (الضيق والضجر) , ولا يظهر عليه اللهو رغم أن من حوله من صبيان كانوا يلهون ويلعبون من حوله أو على الأقل يشرئبون إليه (يتطلعون ويسعون ) .

 

مظاهر حرمان الصبي في الأزهر

                        لقد حكى لها أنه كان يقضى اليوم والأسبوع والشهر والسنة وهو لا يأكل إلا لونا (نوعا)واحدا من الطعام , دون تبرم(ضيق أو ضجر) أو تجلد (متحملا) , بل كان راضيا بحاله , فكان يأكله في الصباح وفي المساء , ولو حدث أن عاشت تلك الفتاة ما عاشه هو ولو يوما واحدا لأشفقت عليها أمها وأسرعت إليها بكوب الماء المعدني واستدعت الطبيب على الفور

طعام الصبي أثناء دراسته بالأزهر :

                        لقد كان يعيش الصبي على خبز الأزهر , وما أدراك ما خبز الأزهر , لقد كان الأزهريون يجدون فيه من ضروب (أنواع) القش والحصى والحشرات ما لا يعد ولا يحصى .

                        فقد كان لا يأكل مع هذا الخبز إلا العسل الأسود , وهي لا تعرف العسل الأسود ودعا بألا تعرفه , ورغم ذلك كان يعيش مبتسما , ورغم أنه يحيا محروما فلم يظهر عليه هذا الحرمان ,ولعل السبب في ذلك هو رغبته في الوصل إلى ما وصل إليه أخوه الشاب الأزهري وتحصيل العلم , وتحقيق أمنية والده بأن يكون عالما كبيرا له حلقه واسعة في الأزهر .

هل عرف أبواه بما كان يحدث له في القاهرة ؟

                        بالطبع لا , فقد كان كل عام إذا سأله أبواه عن الطعام والشراب , قص عليهما الأكاذيب , كما تعود كل عام , فيتحدث عن رغد العيش (نعيم الحياة) , ولم يدفعه إلى ذلك حبه للكذب , بل رفقه بوالديه وإشفاقا على أخيه الأزهري الذي كان يستأثر بقليل من اللبن من دونه .

السر في تغير حياته

                        كيف أصبح طه حسين على ما هو عليه من شكل مقبول وحياة كريمة , وكيف استطاع أن يثير في نفوس كثير من الناس حبه وإكرامه وتقديره وتشجيعه ؟ , إنه (طه حسين) لا يستطيع أن يجيب , بل إن هناك شخص آخر يمكنه ذلك , ذلك الشخص هو أمها الملاك .

بم وصف طه حسين زوجته ؟

                        بأنها ملاك قائم ساهر على سرير ابنته يحنو عليها, لتستقبل الليل والنهار في سعادة ومرح وابتهاج , وهذا الملاك هو ذاته الذي حنا على طه حسين من قبل , فبدل بؤسه وحرمانه إلى أملا ونعيم , وغير فقره إلى غنى وشقائه إلى سعادة .

                        ولذلك فهو وابنته مدينان لهذه الأم الملاك بكل ما يعيشان فيه من نعيم , ولذلك دعا ابنته للوفاء لأمها بهذا الدين العظيم .

 

اللغويــات

Ì                        ساذجة : بريئة ، نقية × خبيثة - أقرانهم : زملائهم ، أمثالهم م قِرن - الطَّوْر : المرحلة ج أطوار - يطيق : يتحمل ، يقدر × يعجز - تجهشي بالبكاء : تهمي وتبدئي في البكاء - تربد : تحمر حمرة الغضب - لثماً : تقبيلاً - روعك : فزعك - أغريكِ : أحضك و أحرضكِ ، مادتها (غرو) - عباءة : رداء طويل واسع - استحال : تحوّل - حال رثة : مهينة قبيحة - يشرئبون : يتطلعون - خليقة : جديرة - رغد : رزق واسع - يستأثر : يخص نفسه - البؤس : فقر وشدة .

 

س & ج

س1 : لماذا أشفق الكاتب (طه) من مصارحة ابنته بحقيقة ما كان من طفولته وصباه ؟

$           جـ : وذلك حتى لا تتغير الصورة الجميلة التي كثيراً ما يرسمها الأطفال عن آبائهم في تلك السن الصغيرة ، و حتى لا يخيب كثيراً من ظنها ، أو يفتح إلى قلبها باباً من أبواب الحزن فيعكر صفو حياتها .

س2 : بمَ تفسر بكاء الابنة بعد سماع قصة  أوديب ملكاً  ؟

$           جـ : بكيت الابنة لأنها رأت أوديب الملك كأبيها مكفوفًا لا يبصر ولا يستطيع أن يهتدي وحده. فبكيت لأبيها كما بكيت لقصة أوديب .

س3 : بمَ وصف الكاتب (طه) هيأته وشكله حينما أرسل إلى القاهرة وهو في الثالثة عشرة من عمره ؟

$           جـ : كان نحيفًا شاحب اللون - مهمل الزيّ أقرب إلى الفقر منه إلى الغنى- يرتدي عباءة قذرة و طاقية تحوّل بياضها إلى سواد قاتم - قميصه اتخذ ألوانًا مختلفة من كثرة ما سقط عليه من الطعام - حذاءه قديم مرقّع - واضح الجبين مبتسم الثغر لا متألمًا ولا متبرمًا ولا مظهرًا ميلاً إلى لهو - ولا تظهر على وجهه هذه الظلمة التي تغشى عادة وجوه المكفوفين .

س4 :  ويل للأزهريين من خبز الأزهر ..  ماذا قصد الكاتب بهذه العبارة ؟

$           جـ : يقصد المعيشة السيئة ، حيث كان ذلك الخبز يجدون فيه ضروبًا من القش وألوانًا من الحصى وفنونًا من الحشرات التي تجعل أكله عذاباً .

س5 : لماذا كان طه حسين يخفي عن أبويه ما كان فيه من حرمان أثناء دراسته في الأزهر ؟

$           جـ : لأنه كان يرفق بهذين الشيخين ويكره أن يخبرهما بما هو فيه من حرمان ، فيحزنهما.

س6 : كان طه حسين يرى أن الناس ينظرون إليه بمنظارين . وضح .

$           جـ : كثير من الناس ما يثير من حسد وحقد وضغينة ، وآخرون ينظرون إليه برضا و تشجيع .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

 

                        قضى الصبي في القاهرة أسبوعين أو أكثر وهو لا يعلم من أمره شيء سوى انه ترك الريف واتجه إلى القاهرة , ليطيل المقام فيها مختلفا(مترددا) إلى العلماء, فهو يقضي بذلك أحد أطوراه (أحوال وهيئات) الثلاث التي يتخيلها ولا يحققها .

الطريق إلى بيت الصبي

                        كان الصبي يسكن بيتا غريبا, ويسلك إليه طريقا غريبا أيضا , فهو يميل إلى اليمين إذا عاد من الأزهر, فيدخل من باب يفتح في النهار ويغلق في الليل, وتفتح في وسطه فجوة(فتحة) ضيقة بعد صلاة العشاء.

                        وإذا تجاوز هذا الباب يشعر عن يمينه بحرٍّ خفيف يبلغ (يصل) إلى صفحة (ناحية) وجهه اليمنى مصحوبا بدخان يصل إلى خياشيمه (أقصى أنفه/م خيشوم). وأحس من نفس المكان على يمينه بصوت غريب يثير العجب في نفسه كلما سمعه, ولكنه ينكره(يجهله) ويستحي (يخجل) أن يسأل عنه, ولعل السبب في ذلك هو فقده لبصره وانشغال قائده باختيار المناطق المستقرة في الطريق ليسهل عليه العبور فاستحى أن يسأله, ويبدو أنه شعر بأن مصدر هذا الصوت معلوم للجميع فاستحى أن يظهر جهله به وعجزه عن معرفة ماهيته, ولكنه بعد أيام علم من أحاديث الناس بأن ذلك الصوت هو صوت قرقرة الشيشة, التي يدخنها تجار الحي ويُعدها لهم صاحب المقهى, وعلم أيضا أنها سبب ذلك الحر والدخان الذي كان يشعر بهما إذا دخل من باب الحي .  ثم يمضي الفتى في حذر شديد فالأرض لم تكن مستقرة, لأن صاحب المقهى كان يكثر من صب الماء أمامه, ثم يتجه إلى طريق آخر مكشوف ولكنها ضيقة وتنبعث منها روائح غريبة تكون خفيفة أول النهار وتكون شديدة عنيفة حينما يتقدم النهار وتشتد حرارة الشمس  وقلما (قليل ونادرا) كان الطريق يستقيم أمامه فقائده كان ينحرف (يميل) به ذات اليمين وذات الشمال لتفادي العقبات التي أمامه, كما كان يصف له الأبنية المرصوصة على جانبي الطريق, والصبي مازال يشم تلك الروائح الكريهة وكأنها تتجمع فوق رأسه كالسحاب المتراكم (المجتمع بعضه إلى بعض).

أصوات في الطريق

                        وكان يسمع في الطريق إلى البيت كثيرا من الأصوات المختلفة, فمرة يسمع أصوات النساء يتخاصمن, وأوات الرجال يتنادون في عنف, ويتحدثون في رفق, وأصوات الأثقال تحط وتُعتل (تُحمل), وكذلك يسمع صوت السقا وهو يبيع الماء, وصوت الحوذي (سائق العربة) وهو يزجر (يصيح بشدة) حماره أو فرسه, وكذلك صوت العربة تئز عجلاتها أزا (صوت ناتج عن شدة الحركة والغليان مصدرها أزا وأزيزا) , وربما شق هذه الأصوات صوت نهيق الحمار أو صهيل الفرس .

حال الفتي في الطريق للبيت

                        كان الفتى كلما مضى إلى البيت فإنه يسير مشرد الذهن (مفرق, وغير منتبه), وقد أغفل (نسي) كل شيء حوله, ولكنه سرعان ما ينتبه ويعود لرشده إذا بلغ (وصل) إلى مكان بعينه حيث يسمع فيه أحاديث مختلطة, تأتيه من باب  مفتوح عن شماله, وهنا يعرف أنه سينحرف بعد خطوة أو خطوتين إلى الشمال ليصعد السلم الذي ينتهي به إلى مسكنه .

كيف وصف الصبي السلم ؟ ما المتاعب التي يواجهها الفتي في الصعود والنزول؟

                        كان السلم متوسط السعة, فلا هو ضيق ولا شديد السعة, وكانت درجاته مبنية من الحجر, ولكن بسبب كثرة الصعود والنزول عليه فقد أهمله السكان فلم يغسله أحد ولم ينظفه إنسان , فتراكم عليه التراب الكثيف, حتى تراكم على بعضه فاختفى الحجر وتخيل كل من صعد عليه بأنه يصعد أو ينزل على سلم من الطين .

عادة الصبي التي أهملها في مسكنه

                        لقد كان الصبي كلفا (مولعا ومغرما ومحبا) بإحصاء الدرج كلما صعد إلى سلم أو هبط منه, ولكنه في هذا البيت أقام ما شاء الله له دون أن يفكر ولو مرة واحدة في إحصاء درجاته, ويبدو أن ذلك بسبب ما يعانيه من قذارة وروائح كريهة تفوح على طول السلم, بالإضافة إلى معاناته الشديدة في الطريق, فلا يجد متسعا في صدره ليحصى درجات السلم.

الطابق الأول

                        علم الفتى بعدما صعد السلم مرتين أو مرات أنه إذا صعد درجات قليلة منه, فلا بد أن ينحرف قليلا ليكمل الصعود, ويترك عن يمينه فجوة فلا يلج (يدخل مصدرها ولوج) إليها مطلقا لأنه يعلم أنها تؤدي إلى الطابق الأول من البيت وهو إنما يسكن في الطابق الثاني. لم يكن يسكن هذا الطابق طلاب العلم, وإنما كان يسكنه أخلاط (م/ خَلط وهو الشيء يخلط مع أشياء أخرى, والمراد أنواع متعددة) من الباعة والعمال.

الطابق الثاني

                        لا يكاد الفتى يبلغ الطابق الثاني حتى تجد نفسه المكدودة (المتعبة والمرهقة) شيئا من الراحة, لما وجده من هواء طلق يتيح له التنفس بعد أن كاد يختنق من الروائح ملأت هذا السلم القذر .كما كان يشعر بالراحة عندما يسمع صوت الببغاء الذي لا ينقطع, كأنه يشكوا إلى الناس من صاحبه الفارسي الذي يقسو عليه ويحبسه في القفص ليبيعه في يوم من الأيام لمن يدفع ثمنه ليسجنها هو الأخر في قفص بغيض أخر, فإذا ما قبض (استلم) ثمنها نقدا (× آجلا) اشترى بدلها لتعاني نفس معاناتها من سجن في قفص بغيض وانتظار لتنتقل من يد لأخرى, وينتقل معها دعاؤها الحزين الذي يبهج الناس ويفرحهم في كل مكان تكون فيه.

هناك علاقة بين الببغاء والفتى, فما هي ؟ وأثر صوت الببغاء على الفتى

                        يرتبط الفتى بالببغاء في أن كلاهما سجين, فالببغاء سجين في القفص لدى صاحبه الفارسي , والفتى سجين في الظلام, ولا مفر لهما من هذا السجن الذي قُدر لهما. لم يكن يسكن الببغاء مع الفتى ولكنه كان يسكن مع صاحبه في بيت مجاور لبيت الفتى .

                        وكان له أثر كبير في حياة الصبي, فقد كان يشعره بالراحة لأنه وجد من يشاركه الحزن بسبب سجنه, وكذلك كان الفتى إذا صعد أعلى السلم وسمع صوت الببغاء عرف انه سينحرف إلى اليمين ليدخل طريقا ضيقا ويمر من أمام بيتين يسكنهما رجلان من فارس, أحدهما شابا والآخر تقدمت به السن, ويتصف أحدهما بالرقة والانبساط, والآخر بالانقباض (الاعتزال والانطواء)عن الناس والغلظة (القسوة والجفاء).

مكونات بيت الصبي

                        يدخل الصبي بيته, الذي يتكون من غرفتين؛ الأولى تشبه الدهليز (المدخل من الباب والدار) تجمعت فيها المرافق المادية مثل الأطعمة والملابس, وتمتد هذه الغرفة لتنتهي بأخرى غير مستقيمة تجمعت فيها المرافق العقلية فكانت غرفة الدرس والحديث والسمر والقراءة والكتب ويكون فيها النوم والطعام, وبها بعض أدوات الشاي وبعض رقائق الطعام.

مجلس الصبي

                        لم يختلف مجلس الصبي في هذه الغرفة عن أي غرفة دخلها قبل ذلك فبمجرد دخوله الغرفة يميل شمالا ومشي خطوة أو خطوتين فيجد حصيرا مبسوطا على الأرض وعليه فراش قديم ولكنه قيم (جيد), ويسند ظهره إلى الحائط إثناء جلوسه, وعليها يكون مجلسه بالنهار ومنامه بالليل حيث يُلقى إليه وسادة (ما يوضع تحت الرأس /ج/ وسائد وسادات) يضع عليها رأسه ولحافا (غطاء من القطن ج/ لُحف) يلتف به, وكان يحاذي (يوازي) مجلسه مجلس أخيه الشيخ.

مجلس أخيه الشيخ

                        كان يوازي مجلس الصبي مجلس أخيه الشاب, وكان أرقى من مجلسه قليلا أو كثيرا, فكان يتكون من بساط على الأرض وعليه وألقي عليه بساط لا بأس به, ثم ألقي على البساط فراش آخر من اللُّبد (بساط من الصوف /ج/ ألباد ولبود) ثم ألقي على اللبد حشية (فراش محشو) طويلة عريضة من القطن ثم من فوق هذه الحشية ملاءة.

                        وعلى هذا الفراش كان يجلس الأخ الشيخ وأصفيائه ( الأصدقاء المخلصون /م/ صفي) وكانوا يسندون ظهورهم إلى وسائد قد رص على الحشية رصا, فإذا جاء الليل استحال هذا المجلس إلى سرير ينام عليه الفتى الشيخ .

 

اللغويات

Ì                        مختلفاً : متردداً - الأطوار : المراحل ، الأشكال م طور - فجوة : متسع بين شيئين ، ثغرة ج فجوات - خياشيمه : أي أنفه - يُنكر الصوت : يجهله - قرقرة الشيشة : صوتها - مصطخبة : مختلطة ، متصايحة ، عالية- الأثقال تُعتل : تُحمل - الحُوذِيّ: سائق العربة التي تجرها الخيول (العربجي) - أزاً : صوت الاحتكاك - كَلِفاً : مغرماً ، محباً - يلج : يدخل ، مادتها (ولج) - شراسة : سوء خلق - انقباض : اعتزال ، ابتعاد ، انطواء × انشراح - دعة : سكينة ، استقرار - الدهليز : المدخل الممتد ما بين الباب ووسط الدار ج الدهاليز - اللبد : الصوف - حشية : مرتبة ، وسادة ج حشايا - أصفياء : أصدقاء مقربون م صَفَيّ .

 

س & جـ

س1 : كيف كان شعور الصبي وحاله أول ما نزل إلى القاهرة ؟لماذا ؟

$           جـ : كان الصبي يشعر بالغرابة في بداية حياته بالقاهرة فكل ما حوله غريب من أماكن وبشر وعادات .

س2 : ما مصدر الصوت الذي كان الصبي الذي كان يسمعه الفتى ؟ ولِمَ لم يسأل عنه ؟

$           جـ : مصدره ( قرقرة الشيشة ) التي يدخنها بعض تجار الحي . لم يسأل عنه استحياء أن يسخر أحد منه، و رغبة منه أن يصل إليه وحده .

س3 : وصف الكاتب طريق الفتى من بيته و العقبات التي كان يجدها . وضِّح ذلك .

$           جـ : عندما كان يتجاوز مكان القهوة ومكانها المسقوف المليئة أرضه بالماء من كثرة ما كان يصب فيه صاحب القهوة مـن الماء، كان يخرج إلى طريق مكشوفة ولكنها ضيقة قذرة تنبعث منها روائح كريهة للغاية ، ثم بعد هذه العقبة يستقبل الطريق ترافقه الروائح المنكرة .

س4 : كانت الأصوات التي تصل إلى سمع طه مختلفة أشد الاختلاف . وضِّح .

$           جـ : بالفعل كانت أصوات مختلطة مصطخبة من النساء والرجال وصوت السقاء يتغنى ببيع الماء وصوت الحوذي يزجر حماره أو بغله ، وصوت العربة تئز عجلاتها .

س5 :  وكان صاحبنا يمضى بين هذا كله مشرد النفس قد غفل أو كاد يغفل عن كل أمره ... ليصعد في الـسلم الذي سينتهي به إلى حيث يقيم وكان هذا السلم متوسطًا ليس بشديد السعة ولا بشديد الضيق قد اتخذ درجه مـن الحجر .....

- وصف الكاتب السلم الذي كان يصعده الصبي في بيته وما فيه . وضح ذلك .

$           جـ : وصف الكاتب السلم بأنه كان لا يغسل ولا ينظف كأنه سلم من طين ولم يخطر له أبداً أن يحصى درج هذا السلم وعنـد صعوده بعض درجاته كان يعلم أنه وصل إلى الطبقة الأولى من ذلك البناء وكان يسكنها أخلاط من العمال والباعة . ويمضى مصعدًا حتى يبلغ من خلالـه الطبقة الثانية حيث يسمع الببغاء التي كانت تئن كأنما تُشْهد الناس على ظلـم صاحبها ( الفارسي) الذي سجنها ثم ينحرف نحو اليمين فيمر بطريق ضيقة أمام بيتين يـسكنهما رجـلان مـن فارس ، أحدهما لا يزال شاباً فيه غلظة وشراسة والآخر تقدمت به السن فيه رقة وتبسط للناس .

 

الكلمة

 

 

أهم أطوار حياة الصبي في الأزهر

                        عاش الصبي أثاء دراسته بالأزهر في القاهرة ثلاثة أطوار اختلف شعوره نحوها بين الراحة والأمان والاضطراب, وهذه الأطوار هي:

                        الطور الأول: حياته في غرفته. (حيث الوحدة والغربة والشعور بالوحشة.)

                        الطور الثاني: الطريق بين البيت والأزهر. (وفيه الشعور بالاضطراب والتشتت والتعب)

                        الطور الثالث: وهو أحب الأطوار إليه وهو وجوده في الأزهر للدراسة والعلم. (حيث المتعة والأمان والغرق في بحر العلم الذي ليس له حد.)

الطور الأول: حياة الصبي في الغرفة

                        هنا يعيش الصبي في غرفته ويشعر بالغربة القاسية على قلبه, وذلك لأنه لا يعرفها ولا يعرف ما تشتمل عليه (تحتوي) من أثاث ومتاع إلا القليل القريب منه فقط. مما جعله يشعر طوال فترة إقامته فيها بأنه غريب عن الغرفة غريب عن الناس والأشياء, مما جعل صدره ضيقا بهذه الغرفة وبكل ما فيها حتى الهواء الذي يتنفسه شعر بأنه هواء ثقيل لا راحة فيه ولا حياة.

                        ولعل السبب في ذلك كله أن هذه الغرفة تختلف عن بيته الريفي الذي كان يعلم كل غرفاته وحجراته بما تحويه من أثاث ومتاع وأشياء.

الطور الثاني: الطريق من البيت للأزهر

                        عاش في هذا الطور من حياته مفرق النفس (موزع النفس أي مشتت) يسيطر عليه شعور بالاضطراب والحيرة الباهظة ( الشاقة) التي تفسد عليه أمره وحياته, فتدفعه إلى التقدم للأمام في طريقه المادية وطريقه المعنوية بلا هدى.

                        فقد كان مصروفا عن نفسه ( مشغولا) بتلك الأصوات العالية والحركات المضطربة المختلفة من حوله, بل كان مستخذيا في نفسه ( يشعر بالخذي والمعرة - خجلا) من اضطراب خطاه (خطواته – م/خطوة) وعجزة عن مجاراة مشيته الهادئة الحائرة بمشية صاحبه المهتدية العارمة (الشديدة السريعة) العنيفة.

ما المقصود بالطريقة المادية والطريق المعنوية؟

                        الطريق المادية هي الطريق الذي يمشي فيه الكاتب من البيت للأزهر والعكس. أما الطريق المعنوية فهي أحواله النفسية ومشاعره.

الطور الثالث: وجوده في الأزهر

                        دلل على حب الصبي لطور حياته في الأزهر؟

                        هو أحب أطوار حياته في القاهرة إليه, فقد كان يجد فيه الراحة والأمان والاستقرار, بل كان النسيم الذي يترقرق ( ينساب ويتحرك برقة) في صحن الأزهر ويحيي وجهه ( يوجه التحية) كل صباح بعد الفجر يشبه قبلات أمه التي كانت تطبعها على جبينه في الريف من حين لآخر حينما يمتعها بقصة من تلك القصص التي يقرأها أثناء عبثه(لهوه) في الكتب أو حينما يقرأ عليها آيات القرآن الكريم, أو حينما يخرج شاحبا (متغير اللون) من خلوته التي كان يقرأ فيها عدية يس ويتوسل بها إلي الله ليقضى حاجته وأسرته. (عدية يس هي تلاوة سورة يس عدة مرات).

أثر القبلات والنسيم على الصبي

                        لقد كانت قبلات أمه على خديه تنعش قلبه وتشيع في نفسه الأمر والأمن والحنان, وهو ما كان يتذكره ويشعر به كلما أحس بذلك النسيم على خديه حيث يرده إلى الراحة بعد التعب وإلى الهدوء بعد الاضطراب وإلى الابتسام بعد العبوس (التجهم).

ما الذي قنع به الصبي من الأزهر؟

                        مع الراحة الكبيرة والأمان الذي كان يشعر به الصبي في الأزهر فإنه لم يعلم عن الأزهر شيئا وترتيبه وشكله بل كان يكفيه أن تمس قدماه الحافيتين أرض الأزهر وأن يلمس وجهه ذلك النسيم المنعش وأن يحس أن الأزهر نائما هادئا يريد أن يستيقظ وينشط وتعود إليه نفسه من جديد.

مشاعر الصبي في الأزهر؟

                        أثناء وجود الصبي في الأزهر كان يشعر أنه في وطنه بين أهله وأصحابه فلا يشعر بالغربة أو الألم بل كان يشتق قلبه لأن يتلقى شيئا لم يعرفه من قل ولكنه أحبه لكثرة ما سمع اسمه من أهله وأصحابه وأراد أن يعرف ما وراء هذا الاسم ألا وهو العلم.

العلم بحر واسع لا ساحل له

                        لقد سيطر على الصبي شعور غريبا قويا بأن هذا العلم لا حد له, وأن الناس قد ينفقوا (يقضوا ويُفنوا) حياتهم كلها ولا يبلغون (يصلون ويحصلون)من هذا العلم إلا أيسره (أقله)

                        وكان يريد أن يعيش حياته كلها يأخذ من هذا العلم ما استطاع حتى ولو كان ما يحصله طوال حياته هو أقل القليل, فقد سمع أباه وأصحابه يتكلمون عن هذا العلم بأنه بحر واسع لا ساحل له., وهو لم يأخذ هذه المقولة على أنها تشبيه أو تجوز (تعبير غير حقيقي) بل أخذها على أنها حقيقة العلم التي لا جدال فيها. وقد جاء إلى القاهر ليلقي بنفسه في هذا البحر فيشرب منه ما شاء الله ثم يموت فيه غرقا, فالموت غرقا في بحر اعلم هو أحب موت إلى الرجل النبيل (الشريف العظيم).

أثر هذه المقولة على الصبي

                        كلما فكر الصبي في هذه المقولة ومعناها امتلأت نفسه بها حتى تمتلك هذه الفكرة كيانه, وينسى بها غرفته الموحشة والطريق المضطرب الملتوي, بل وصل الأمر لأن ينسى الريف بما فيه من لذة ومتعة وجمال, وشعر بأنه لم يخطئ ولم يغالي (يبالغ) عندما تعلق بالأزهر واشتاق إليه, وأصبح يضيق ( سأم ومل) بالإقامة في الريف .

الأزهر بعد صلاة الفجر

                        كان الصبي إذا دخل صحن الأزهر فجرا وصعد درجاته الأولى اليسيرة (القليلة) شعر بقلبه قد امتلأ خشوعا وخضوعا وامتلأت نفسه إكبارا وإجلالا لهذا المكان الطاهر. وكان يخفف من سرعته وخطاه(خطواته م/خطوة) وهو يمشي على الحصر المبسوطة (المفروشة × المطوية) البالية (الرثة) التي تنفرج في بعض الأحيان عن أرض الأزهر الطاهرة فتسمح للمصلين والساعين أن يمسوا أرضه الطاهرة كأنها تريد لهم الحصول على شيء من بركة هذا المكان الطاهر.

أحب لحظات الصبي في الأزهر

                        وكانت تلك اللحظات هي أحب لحظاته في الأزهر حيث ينفتل المصلون (ينصرف) من صلاة الفجر ومازال النعاس في عيونهم ليتحلقوا (يجلسون في حلقة) حول أعمدة المسجد منتظرين الشيوخ والأساتذة الذين يسمعون منهم درس الفقه أو درس الحديث أو درس الأصول أو....

                        فقد كان الأزهر في هذه اللحظة هادئا لا يعقد (لا يظهر) فيه هذا الدوي (الصوت العالي) الذي يملأه منذ طلوع الشمس حتى العشاء.

ماذا كان يسمع الفتى في هذه اللحظات؟

                        لم يكن يسمع هذا الصوت العالي الغريب الذي يملأ الأزهر منذ طلوع الشمس حتى صلاة العشاء وإنما كان يسمع الأحاديث يتهامس بها أصحابها أو فتى يقرأ القرآن في صوت هادئ معتدل أو مصلٍ لم يدرك الجماعة أو أدركها ولكنه يتنفل (يصلي النافلة وهي ما زاد عن الفرض والأصل أنه لا صلاة لنافلة بعد الفجر حتى يأتي وقت الضحى بعد شروق الشمس بحوالي ثلث ساعة إلا من فاتته السنة القبلية فإنه يصليها بعد الفجر أو بعد الضحا) وقد يسمع شيخا أو أستاذا يبدأ درسه بصوت فاتر ( فيه ضعف مستحسن) حلو منكسر لم يطعم شيئا يبعث في جسمه النشاط والقوة

                        وتكون البداية عادة في صوت منكسر بقوله " بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال المؤلف رحمه الله تعالي ونفعنا بعلمه آمين......."

أثر صوت الشيخ أو الأستاذ على الطلاب

                        يستمع الطلاب للشيخ في هدوء وفتور (سكون) يشبهان هدوء الشيخ وفتوره.

موازنة الصبي بين حال الشيوخ والطلاب في الفجر وبين حالهم في الظهر

                        كثيرا ما كان الفتى يوازن بين أصوات الشيوخ حين ينطقون بصيغة بداية الدرس في وقت الفجر وأصواتهم وهم ينطقون بها في درس الظهر, فكانت في الفجر فاترة حلوة مازال أثر النوم يظهر فيها, أما في الظهر فقد أصواتهم قوية عنيفة ممتلئة فيها بعض من كسل وتظهر امتلاء البطون بطعام الأزهريين من مُخلَلات وفول وأشباه ذلك من ألوان الطعام

                        وكان في صوت الفجر دعاء للمؤلفين بالرحمة يشبه الاستعطاف, وفي أصوات الظهر هجوم عنيف يكاد يكون عدوانا.

                        وكانت هذه الموازنة دائما ما تعجب الفتى وتثير في نفسه متاعا (سرورا) ولذة كبيرة.

أين يـجلس الصبي ليتلقى درسه؟

                        كان إذا دخل إلى الأزهر فإنه يمشي مع صاحبه حتى يرقى درجتين يبتدئ بهما الإيوان (الساحة الداخلية للأزهر) ثم يجلسه بجوار عمود من أعمدة الأزهر على كرسي مربوط بسلسلة غليظة, ويطلب منه الجلوس والانتظار ليسمع درس الحديث, ويطلب منه الانتظار حتى ينهي هو – صاحبه- درسه ثم يعود ليأخذه.

درس أصول الفقه لصاحب الفتى وقائده

                        كان درس صاحبه في أصول الفقه, وكان أستاذه هو الشيخ راضي –رحمه الله- ويدرس له وللطلاب كتاب التحرير للكمال بن همام.

أثر درس أصول الفقه لصاحب الصبي على الصبي

                        كان الصبي كلما سمع هذه الألفاظ أصول الفقه, الشيخ راضي,  التحرير, الكمال بن همام يمتلئ قلبه ونفسه إجلالا ورهبا(خوفا) وشوقا لهذا العلم, ثم يتساءل في نفسه, من يكون هذا الشيخ راضي؟ وما هذا العلم المسمى أصول الفقه؟ وما معنى هذه الكلمة التحرير؟ وما أعظم هذين الاسمين الكمال بن همام!

                        ثم يتذكر بأن العلم بحر لا ساحل له, ويظن بأن الخير كله في أن يغرق الرجل في هذا العلم حتى يموت.

مظاهر إجلال الصبي لعلم أصول الفقه وشوقه له

                        وكان يزداد يوما بعد يوم إجلالا وشوقا لهذا العلم خصوصا أنه يسمع أخاه وأصحابه يطالعون (يقرءون) الدرس ويقولون فيه كلاما غريبا ولكنه حلو في نفسه.

                        بل كان من شدة شوقه لهذا العلم يتمنى أن تتقدم به السن ست أو سبع سنوات ليستطيع أن يفهم هذا العم ويحل ألغازه (ما يعمى من الكلام) ويفك رموزه ويتصرف فيه مثل هؤلاء الشبان البارعون ولكنه الآن مضطر أن يسمع ولا يفهم.

جملة تؤرق تفكير الصبي

                        لقد كان كثيرا ما يقلب الجمل التي يسمعها من أخيه وأصحابه في نفسه لعله يفهم ما ترمي إليه فلا يصل لشيء, حتى جاء يوم سمع منهم كلمة (عبارة) أرقته ونغصت (كدرت× صفّت) عليه حياته ولياليه, وأصبحت تدور في عقله كما يدور هذيان الحمى( اضطراب عقلي مؤقت) في رأس المريض, وصرفته عن بعض دروسه, حتى أنه من شدة التفكير في هذه الكلمة بعد أن كان يفهم دروسه الأولى في غير مشقة, أصبح ينصرف عن حديث الشيخ إلى التفكير فيما سمع من هؤلاء الشبان, حتى أنها أيقظته معظم ليله.

                        وهذه الكلمة هي "والحق هدم الهدم" وبدأ يفكر ما معنى هذه الكلام؟ وكيف ينهدم الهدم (الباطل) وما شكل هذا الهدم؟ وكيف يكون الهدم حقا؟ وظل كذلك لم يصرفه عنها إلا إشكال (مسألة علمية تحتاج فهم عميق) من إشكالات الكفراوي ( عنوان كتاب في النحو مسمى باسم مؤلفه), وعلم يقينا بأن هذا العلم حقا بحر لا ساحل له.

                        المعنى المقصود من عبارة " الحق هدم الهدم " هو أن إزالة الباطل حق.

العنعنة ورواية الحديث

                        كان الصبي في درس الحديث يسمع للشيخ ويفهم منه في وضوح وجلاء, ولا ينكر من درسه إلا تلك الأسماء الطويلة التي تسقط على الطلاب يتبع بعضها بعضا تسبقها كلمة "حدثنا" ويفصل بينها كلمة "عن".

                        ولم يكن يفهم معاني هذه الأسماء ولا أهمية تتابعها ولهذه العنعنة المملة, ولكما بدأ الشيخ في روايته شعر بالملل وتمنى أن تنقطع هذه العنعنة الطويلة وأن يصل إلى الحديث مباشرة, فإذا حدث ذلك انتبه الصبي فسمعه وحفظه وفهمه, وأعرض عن تفسير الشيخ الذي كان يذكره بما كان يسمع في الريف من أمام المسجد ومن الشيخ الذي كان يعلمه أوليات (مبادئ وأساسيات /م أولى) الفقه.

استيقاظ الأزهر وضوضاء من فيه

                        وأثناء درس الصبي كان الأزهر يستيقظ شيئا فشيئا, وترتفع أصوات الشيوخ والطلاب إلى حد العنف أحيانا, والشيوخ يرفعون أصواتهم لتصل إلى آذان الطلاب ثم يضطرون إلى نطق تلك الصيغة التي يؤذن (تعلم وتخبر ) بانتهاء الدرس وهي "والله أعلم"

                        وبعد انتهاء درس الفجر ينتظر الطلاب درس الصباح وهو درس الفقه من الشيخ نفسه أو من غيره, وهنا يأتي صاحب الصبي ويأخذه بيده في غير كلام وينقله إلى مجلس آخر في غير رفق كأنه متاع ينقل ثم ينصرف عنه.

                        وقد فهم الصبي أنه قد انتقل إلى درس الفقه وانه سيسمع وسيفرغ منه (ينتهي) وسينصرف الشيخ ويتفرق الطلاب ويبقى هو في مكانه لا يتحول عنه (ينصرف) حتى يأتي إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث يتلقى درسه في الفقه الذي كان يلقيه عليه الشيخ بخيت رحمه الله .

                        وقد كان الشيخ بخيت يحب الإطالة كما أن طلابه يلحون عليه في الجدال فلم يكن ينقطع (ينتهي) الدرس إلا مع الضحى.

عودة الصبي إلى بيته

                        فإذا عاد إلي صاحبه أخذه في غير كلام بيده ومضى به يخرجه من الأزهر حتى يرده إلى طوره الثاني فيقطع به الطريق إلى طوره الأول حيث غرفته التي يتهيأ معها لاستقبال حظه ( نصيبه) من عذاب الوحدة والغربة

اللغويات

Ì                        آثرها : أفضلها × أسوأها - الأطوار : المراحل- مفرق النفس : مشتت - الباهظة : الشاقة - مستخذياً : خجلاناً ، مستحيّاً - العارمة : الشديدة - يترقرق : ينساب - أيسره : أقله – ينفتل : ينصرف - التنفُّل : صلاة النوافل - الصوت الفاتر : الضعيف - الليوان : الساحة الداخلية للمسجد ج لواوين - إجلال : تعظيم - يجادل : يناقش - طائل : فائدة - النجباء : النابهون م نجيب - هذيان : اضطراب عقلي - إشكال : التباس في الفهم - حصير بال : قديم ممزق .

س & جـ

س1 : ما الأطوار الثلاثة التي ذكرها الكاتب لحياة الصبي في الأزهر ؟

$           جـ : الطور الأول: حياته في غرفته عندما ترك قريته وذهب إلى الأزهر وكان يشعر في تلك الغرفة بالغربة ، لجهله بما تحتويه إلا القليل فكانت حياة لا راحة فيها فليس فيها إلا الألم .

$           - الطور الثاني : حيث اختلاط الأصوات والحركات ، فقد كان حائرا في مشيته مستخذياً يلائم بين مشيته ومشية صاحبه العارمة العنيفة . في طريقه من بيته إلى الأزهر ، فكان فيه مشردا مضطربا كله حيرة، وكان مشغولاً بمـا حولـه

$           - الطور الثالث: وهو في أروقة الأزهر ، فكان يجد فيه الراحة والأمن والطمأنينة والاستقرار ، وكان النسيم الذي يتنسمه مع صلاة الفجر في الأزهر يذكره بأمه ، ويشبه قبلاتها في أثناء إقامته في الريف ، فكان ينعش قلبه ، ويعيد إليـه الـسرور والابتسام ، وكان يشعر أنه بين أهله سعيدا ؛ لأنه سيتلقى العلم في أروقة الأزهر وكان يكفيه أن تمس قدميه صحن الأزهر .

س2 : ما أحب أطوار الحياة إلى الصبي ؟

$           طوره الثالث في أروقة الأزهر الشريف .

س3 : بماذا كان الصبي يشعر و هو في غرفته ؟ و لماذا ؟

جـ : كان يشعر فيها بالغربة شعورا قاسيا لأنه لا يعرفها ولا يعرف مما اشتملته من الأثاث والمتاع إلا أقله وأدناه إليه بعكس حاله في بيته الريفي

س4 : لماذا كان الصبي مستخذياً (مستحياً) في نفسه ؟

$           جـ : كان مستخذيا في نفسه من اضطراب خطاه وعجزه من أن يلائم بين مشيته الضالة الحائرة الهادئة ومشية صاحبه المهتدية العارمة العنيفة .

س5 : ما الذي كان الصبي يجده في طوره الثالث ؟

$           جـ : كان يجد راحة وأمناً وطمأنينة واستقراراً .

س6 : ما أثر نسيم الفجر في الأزهر على الفتى ؟ وبماذا كان يشبّهه ؟

$           جـ : و كان نسيم الفجر في صحن الأزهر يتلقى وجهه بالتحية فيملأ قلبه أمنا وأملا ويرده إلى الراحة بعد التعب وإلى الهدوء بعد الاضطراب وإلى الابتسام بعد العبوس .و كان يشبّهه بتلك القبلات التي كانت أمه تضعها على جبهته بين حين وحين في أثناء إقامته في الريف حين يقرئها آيات من القرآن أو يمتعها بقصة مما قرأ في الكتب أثناء عبثه في الكتاب.

س7: لماذا شبه الصبي النسيم الذي يترقرق في صحن الأزهر بقبلات الأم على جبينه ؟

$           جـ : لأن ذلك النسيم أشبه بتلك القبلات التي كانت تنعش قلبه وتشيع في نفسه أمناً وأملاً وحناناً.

س8 : ما الذي كان يتشوق إليه الصبي وهو في الأزهر ؟

$           جـ : كان يتشوق إلي العلم فقد كان يريد أن يبلغ من هذا العلم أكثر ما يستطيع أن يبلغ .

س9 : للكاتب رأي في مقولة (أن العلم بحر لا ساحل له) وضِّح .

$           جـ : بالفعل فلم يأخذ هذا الكلام على أنه تشبيه أو تجوُّز وإنما أخذه على أنه الحق كل الحق وأقبل إلى القاهرة وإلى الأزهر يريد أن يلقى نفسه في هذا البحر فيشرب منه ما شاء الله له أن يشرب ثم يموت فيه غرقاً.

س10 : كان تقدير الصبي للأزهر عظيماً . وضِّح سبب ذلك التقدير .

$           جـ : بالفعل فقد كان ينظر إليه نظرة إكبار وإجلال؛ لأنه موطن العلم و العلماء .

س11 : علل : كان الصبي يحب الأزهر في اللحظة التي ينفتل (ينصرف) المصلون فيها بعد صلاة الفجر .

$           جـ : لأن الأزهر في هذه اللحظة هادئاً لا ينعقد فيه ذلك الدوي الذي كان يملؤه منذ تطلع الشمس إلى أن تصلى العشاء وإنما كنت تسمع فيه أحاديث يتهامس بها أصحابها وربما سمعت فتى يتلو القرآن في صوت هادئ معتدل ، وربما سمعت أستاذاً هنا أو هناك يبدأ درسه بهذا الصوت الفاتر صوت الذي استيقظ من نومه فأدى صلاته ولم يطعم بعد شيئا يبعث في جسمه النشاط والقوة .

س 12: وازن الصبي بين أصوات الشيوخ في الفجر و في الظهر . وضِّح .

$           جـ : أصوات الفجر كانت فاترة حلوة فيها بقية من نوم . وأما أصوات الظهر فكانت قوية عنيفة ممتلئة فيها شيء من كسل و كان في أصوات الفجر دعاء للمؤلفين يشبه الاستعطاف وكان في أصوات الظهر هجوم على المؤلفين يوشك أن يكون عدواناً

س13 : ما تأثير درس الفقه يدرسه الشيخ راضى على الصبي ؟ ومتى كان يزداد هذا التأثير ؟

$           جـ : كانت ألفاظ ذلك الكتاب الذي يدرسه الشيخ راضى كتاب التحرير للكمال بن الهمام تجعل قلبه يمتلئ رهباً ورغباً ومهابة وإجلالاً. و كان يزداد هذا التأثير ويعظم من يوم إلى يوم حين كان يسمع أخاه ورفاقه يطالعون الدرس قبل حضوره فيقرءون كلاما غريبا ولكنه حلو الموقع في النفس .

س14 : ماذا تمنى الصبي في ذلك الوقت ؟

$           جـ : تمنى أن تتقدم به السن ستة أعوام أو سبعة ليستطيع أن يفهمه وأن يحل ألغازه ويفك رموزه ، ويتصرف فيه كما كان يتصرف فيه أولئك الشبان البارعون ويجادل فيه أساتذته كما كان يجادل فيه أولئك الشباب البارعون .

س15 :  وقد سمع جملة بعينها شهد الله أنها أرقته غير ليلة من لياليه ونغصت عليه حياته غير يوم من أيامه..  .

ما الجملة التي أرقت تفكير الصبي ؟ و لمَ ؟ وما الذي صرفه عنها ؟

$           جـ : هذه الجملة التي نغصت عليه حياته هي ( و الحق هدم الهدم ) جعلته متيقظًا الليل كله ، ما معنى هذا الكـلام ؟ كيـف يكون الهدم ؟ وما عسى أن يكون هذا الهدم ؟ وكيف يكون الهدم حقًا ؟ وصرف عنها ذات يوم بكتاب (الكفـراوي) في النحو فأقبل عليه وفهمه وحاول فيه وأحس أنه يشرب من ذلك البحر الذي لا ساحل له وهو بحر العلم .

س16 : لماذا أنكر الصبي أسلوب العنعنة الذي كان يتبعه الشيوخ في دروسهم ؟

$           جـ : لأنه ممل و يجعل الشيخ يقطع الحديث وكان يتمنى أن تنقطع هذه العنعنة وأن يصل الشيخ إلى الحديث فإذا وصل إليه سمعه الصبي ملقياً إليه نفسه كلها فحفظه وفهمه.

س17 : ما الذي كان يحدث للصبي بعد انتهاء درس الفجر ؟

$           جـ : كان يقبل على الصبي صاحبه(أخوه) فيأخذه بيده في غير كلام ويجذبه في غير رفق ، ويمضى إلى مجلس آخر فيضعه فيه كما يضع المتاع وينصرف عنه ، ثم يبقى هو في مكانه لا يتحول عنه حتى يعود إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث كان يسمع درس الفقه فيأخذه بيده في غير كلام ويجذبه في غير رفق ويمضى به حتى يخرجه من الأزهر.

 

 

الكلمة

 

 

الوحدة وعذاب الصبي

                        لقد كانت الوحدة هي السبب الأول وراء عذاب الصبي في تلك الغرفة التي كرهها, فقد كان أخوه دائم التنقل وأصحابه بين غرفات الرَبع ولا يستقرون في مكان واحد ولا يجد الصبي أحد يسليه حتى يأتي أخوه آخر الأمر ليلا.

مجلس أخي الصبي وأصحابه

                        لقد كان هذا المجلس دائم التنقل غير مستقر, فهم في الصباح في غرفة والمساء في غرفة أخرى وعد أول الليل في ثالثة وهكذا, وكان أخو الصبي يتركه في الغرفة بعد درس الظهر ويذهب إلى أصحابه في إحدى الغرفات فينفقون (يقضون) وقتهم في الدعابة والراحة والتندر ( السخرية × التوقير) بالشيوخ والطلاب وتتعالى ضحكاتهم فتملأ الربع كله حتى تصل إلى أذن الصبي الجاثم ( المستقر الملام لمكانه) فتبتسم لها شفتاه ويحزن لها قلبه. وإنما كان حزنه وهمه بسبب أنه لا يسمع منهم في ذلك الوقت ما كان يسمعه في الضحى من فكاهة ونوادر, على الرغم أن مشاركته لهم في الضحى كانت مشاركة صامتة بابتسامة نحيلة لا تقارن بهذا الضحك العريض.

لماذا ملأت الحسرة قلب الصبي؟ (كيف كان يقضي أخو الصبي وأصحابه وقت العصر؟)

                        وقد امتلأ قلبه حسرة وحزنا لأنه يعلم أن أخاه وأصحابه سيجتمعون حول شاي العصر يتندرون بالشيوخ والطلاب ويضحكون إذا ركنوا للراحة ثم سيستأنفون (يبدءون)  حديثهم الهادئ المنتظم ثم يستعيدون بعض من درس الظهر مجادلين مناظرين, ثم يعيدون درس المساء للشيخ (محمد عبده) في كتاب (دلائل الإعجاز) والذي يلقيه في بعض أيام الأسبوع, وفي البعض الآخر يلقي عليهم تفسير القرآن الكريم.

                        وكانوا يتحدثون حول الأستاذ الشيخ ونوادره (م/ نادرة وهي الطرفة من القول) وما يحفظون من رأيه في الشيوخ وآراء الشيوخ فيه, وما يحفظون من أجوبته التي يرد بها على السائلين له والمعترضين عليه, فيفحمهم ويضحك منهم زملاءهم الطلاب.

ما أثر حديث العصر على الصبي؟ ولماذا حرم من هذه المتعة؟

                        لقد أصبح الصبي محبا لهذا الحديث كلفا (محبا مولعا مغرما) متشوقا إلى هذا الحديث, وأصبح محبا للشاي يشعر بالحاجة إلى كوب أو كوبين منه, فقد أصبح محبا له ويتمنى شربه صباحا ومساءا ولا يمله حتى يستكمل منه النصاب ( القدْر).

                        ولكنه محروم من هذا كله, لأن الطلاب يتناظرون ويدرسون ويشربون الشاي في غرفة أخرى في الربع, وهو لا يستطيع أن يشاركهم في شيء من هذا كله بسبب عماه وصغر سنه, كما أنه لا يستطيع أن يطلب من أخيه الشاب الإذن بالحضور مجلسه ليستمتع بلذة الجسم (الشاي) ولذة العقل (نوادر الشيوخ ودروس الطلاب).

الصبي يستحي أن يطلب من أخيه مرافقته

                        لم يستطع الصبي أن يطلب من أخيه مرافقته في مجلسه مع أصدقائه لأن أبغض شيء إليه أن يطلب إلى أحد شيئا ما, كما أنه خشي أن يرده أخوه برفق أو عنف, ففضل أن ملك نفسه ويكتم حاجة عقله للعلم, وأذنه للاستماع وجسمه للشاي.

ما الذي يزيد من ألم الصبي ويضعف مقاومته؟

                        لقد كان يقاوم الصبي حاجاته المتعددة ( جسمية وعقلية وأذنه) ويكتم في نفسه رغبته الشديدة في هذا كله, ولكن الباب الذي تركه أخوه مفتوحا كان يوصل إليه الأصوات البعيدة مما يجعله يضعف ويشعر بالرغبة فيما يحب, والألم لعدم قدرته تحقيق ذلك.

أصوات من الباب المفتوح, وأثرها على الصبي

                        لقد كان يصل إلى الفتي من هذا الباب المفتوح أصوات أخيه وأصحابه وهم يضحكون, ويصل إليه أصوات مصمتة تنبئه بأن صاحب الشاي يحطم الحطب ليشعل النار. وكانت هذه الأصوات التي تصل إليه تثير في نفسه الرغبة والرهبة, وتثير في نفسه من الأمل واليأس ما يعنيه (يشق عليه) وما يضنيه ( يعذبه) ويملأ قلبه بؤسا وحزنا.

 

ما الذي يزيد من حسرة الصبي؟

                        لقد كان يزيد من حسرته وحزنه أن لا يستطيع التحرك من مجلسه ولو خطوات قليلة تمكنه من الوصول للباب, وليس ذلك لأنه لا يعرف الطريق, بل كان يعرفها ويحفظها, ويستطيع أن يقطعها متمهلا, ولكنه كان يستحي أن يفاجئه أحد المارة فيراه وهو يسعى متمهلا مضطرب الخطا, وكان يشفق ( يخشى) أن يفاجئه أخوه الشاب الذي كان يحضر من وقت لآخر ليأخذ كتابا أو أداة أو شيئا من الطعام التي كان يتبلغ بها أثناء الشاي (يسد جوعه بها) فيسأله ما خطبك؟ إلى أين تريد ؟

                        فآثر السلامة والعافية ورأى أنه من الخير أن يبقى في مكانه ويزداد حسرة على حسرة.

 

شوق الصبي للبيت والريف

                        أصبحت الحسرات تزداد على الصبي وكان منها حسرات الحنين إلى منزله في الريف, فقد كان يتذكر كيف كان يعود من الكتاب فيلعب ما يعلب ثم يتبلغ بكسرة خبز مجفف, ثم يمزح مع إخوته ويقص على أمه ما أحب من أنباء الكتاب في يومه, ثم ينطلق خارج البيت إلى حانوت (دكان ج/ حوانيت) الشيح محمد عبد الواحد وأخيه الحاج محمود, فيجلس هناك متحدثا متندرا مستمعا لأقوال المشترين من الرجال والنساء بما فيها من سذاجة وطرفة الريف.

                        وربما قل المشترون فيخلو الصبي بأحد صاحبي الحانوت فيتحدث إليه أو يقرأ له كتابا من الكتب.

                        وكان في بعض الأحيان يعدل عن ذلك ويتجه إلى المصطبة (بناء غير مرتفع يجلس عليه) الملاصقة لبيته مطرقا ( منصتا) لأحاديث أبيه الشيخ مع أصحابه والتي كانت تعقد من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب.

                        وكان في بعض الأحيان لا يخرج من بيته إذا أقبل عليه أحد رفقاء الكتاب ومعه كتابا من كتب الوعظ, أو قصة من قصص المغازي, فيقرأه له حتى صلاة المغرب, فلم يكن يشعر في الريف بالوحدة أو الغربة أو الجوع أو الحرمان, بل لم يكن يتحرق لكوب من أكواب الشاي.

صوت مؤذن العصر يصف الحسرات عن نفس الصبي

                        لقد كان الصبي يغرق في حسراته حتى يأتيه صوت مؤذن العصر في مسجد بيبرس الذي يصرف عنه الكثير من هذه الحسرات, ولكنه كان صوتا منكرا يذكره بصوت مؤذن المسجد في الريف.

                        ولكن في الريف يسمح له بما لا يسمح له به في القاهرة, فقد كان في القرية كثيرا ما يصعد إلى مئذنة المسجد ويشارك المؤذن الدعاء بعد الأذان بل كان في كثير من الأحيان يؤذن بدلا منه.

                        أما مسجد بيبرس فلم يذهب إليه مطلقا, ولا يعرف طريق مئذنته ولم يبل درجها ( يختبر ويعرف  درجاتها) أبدا, ولا يعرف هل تستقيم للمُصعد فيها أم هي كمئذنة الريف تضيق بمن يصعد فيها؟

                        ولذلك أصبح لا يشعر إلا بالسكون المتصل, وأصبح يعتقد أن العلم يكلف طلابه أهوالا ثقالا (أمور شديدة خطيرة /م هول).

سكون الصبي ونوم العصر

                        لقد كان هذا السكون المتصل سببا لتعب الصبي وشعور بالإجهاد فيغفوا (ينام نوما خفيفا) وهو في مكانه, وربما وصل الأمر إلى أن يسلم نفسه للنوم لطويل فيستلقى في مجلسه, وما ينتبه إلا مذعورا على صوت أخيه وهو يقول له ( مولانا أنائم أنت؟) وقد جاء إليه يسأل عن شأنه يقدم له طعام العشاء.

مم يتألف طعام عشاء الصبي؟

                        لقد كان يحضر له أخوه رغيف وقطع من الجبن المسمى الجبن الرومي أو قطعة من الحلاوة الطحينية, ثم ينصرف إلى الأزهر ليحضر درس الأستاذ الإمام. وكان الصبي إذا أكل مع أخيه فإنه يقلل من الطعام في بعض الأحيان ولم يكن يسأله أخوه عن ذلك. ولكنه إذا خلا بالطعام فإنه يقبل عليه فيأكله كله إرضاءا لأخيه, فلا يترك منه شيئا حتى وإن لم يرغب فيه مخافة أن يرى أخوه شيئا من الطعام فيظن به المرض أو الحزن, وقد كان يبغض أن يثير في نفس أخيه القلق أوالهم .

صوت مؤذن المغرب

                        لقد كان صوت مؤذن المغرب يثير في نفسه الوحشة والإحساس بالوحدة والألم لأنه يعلم أن الليل قد أقبل عليه,وأن الظلمة قد أخذت تكتنفيه (تحيط به) وأن المصباح مُطفأ . وقد كان يتمنى لو أن بعض المبصرين معه في الغرفة فيضيئوا المصباح.

ما حاجة المكفوف للمصباح ليلا؟

                        المبصرون يظنون خطأ أن المكفوف لا يحتاج إلى المصباح أو النور, ولكنه كان يشعر بأن وقت الغروب كان يفرق تفرقة غامضة بين الظلمة والنور, ويجد في المصباح إذا أضيئ جليسا ومؤنسا له في وحدته.

ما أثر الظلمة في نفسه؟ ومن أين خرج هاذ الأثر؟

                        لقد كان يرى في الظلمة وحشة, يبدو أنها خرجت إلى نفسه من عقله الناشئ ومن حسه المضطرب.

                        ولقد كان يجد للظلمة صوتا يبلغ أذنيه كأنه طنين البعوض إلا انه صوت غليظ بعض الشيء. كان هذا الصوت يصل أذنيه فيؤذيهما وصل قلبه فيملأه روعا ( فزع وقلق) فيجلس القرفصاء ويعتمد بمرفقيه على ركبتيه ويخفي رأسه بين يديه, ويسلم نفسه لهذا الصوت الذي كان يوقظه.

قارن بين سكون العصر وسكون العشاء

                        سكون العصر يأخذ الصبي إلى الغفوة أو النوم العميق, أما سكون العشاء فقد كان يضطره إلى اليقظة والقلق والفزع.

أصوات أخرى في الغرفة

                        لقد كان الصبي ]أنس صوت الظلمة فيألفه بعد قليل, ولكن هناك الكثير من الأصوات الأخرى التي تفزعه وتروعه, فقد عرف أن هذه الغرفة من غرف الأوقاف أي أنها طال عليها العهد وكثرت بها الشقوق وسكنت هذه الشقوق  طوائف الحشرات المختلفة, وصغار الحيوانات.

                        وكانت هذه الحشرات والحيوانات الصغيرة إذا ما أقبل الليل تخرج من الشقوق تبعث أصواتا ضئيلة وتأتي من الحركات الخفيفة السريعة والحركات البطيئة ما يملأ قلب الصبي فزعا, فإذا أقبل أخوه وأضاء المصباح انقطعت هذه الأصوات كأنها لم تكن.

                        وقد كان يخشى أن يذكر ذلك لأخيه ويطلب من أنه يضيء له المصباح فيسفه رأيه ( يحقر رأيه) ويظن بعقله وشجاعته الظنون فكان يؤثر العافية ويكتم في نفسه.

صوت مؤذن العشاء

                        لقد كان لصوت مؤذن العشاء أثر طيب على نفس الصبي فهو يثير في نفسه أملا قصيرا يتبعه يأس طويل, فهذا الصوت ينبئه بانتهاء درس الأستاذ الشيخ محمد عبده, وأن أخاه سيأتي عما قريب ليضيء المصباح, ويأخذ ما يشاء من كتب أو طعام فيشيع في الغرفة شيء من الأنس يطرد به وحدة الصبي وخوفه. ولكنه يعرف ان أخاه سيلقي له بوسادة ولحفا ليلتف به وينام وينتظر الأخ حتى يرى أخاه قد التف في اللحاف, ويظن انه تركه ينام نوما هادئا, ثم يطفئ المصباح مرة أخرى , ويغلق الباب ويدير المفتاح ويتركه ويذهب إلى أصدقائه ليشربوا الشاي ويدرسوا ويعدون درس الغد. وما يعلم الشاب أنه ترك أخاه للرعب والفزع مرة ثانية منتظرا عودته بعد كل ذلك بعد ساعتين أو ثلاث وهو يظن أن أخاه قد استغرق في النوم الهانئ.

متى يطمئن الصبي ويسلم نفسه للنوم؟

                        لقد كان يشعر الفتي بالخوف والفزع حتى يعود إليه أخوه في آخر الأمر بعد أن يذاكر ويدرس مع أصحابه وهو يظن أن الصبي نائم, ولم يكن يطمئن حتى يطفئ أخوه المصباح لينام هو الآخر, وهنا يحس الصبي بالأمن والدعة ويصبح تفكيره هادئا مطمئنا فينام وينعم بلذة النوم دون أن يشعر بلحظة نومه.

اللغويات

Ì                        الرَّبْع : المنزل ج رباع ، ربوع ، أربع - التندر : السخرية - جاثم : جالس ج جُثَّم ، جاثمون - يُفْحمهم برأيه: يسكتهم بالحُجّة - النِصاب : القدر - مطرقاً : صامتاً - يضنيه : يتعبه ، يؤلمه - خليقاً : جديراً ، مستحقاً - يُلمّ : يأتي ويدخل - يتبلغ بها : يسد جوعه - يُؤثر العافية : يُفضل الراحة - اللاذعة : المؤلمة الموجعة - حانوت : دكان - الطارئون : المشترون- سذاجتها : بساطتها - المغازي : الغزوات - يبلو : يختبر - راغباً عنه : كارهاً له - راغباً فيه : محباً له - يستنفده : يأكله - ينصرم : يذهب ، ينقضي - تنحدر الشمس : تميل ، تغيب - تكتنفه : تحيط به - يكظم : يكتم ، يحبس .

س & جـ

س 1:ما سر عذاب الصبي ؟

$           جـ : لأنه يبقى وحيداً لانصراف أخيه عنه ، وذهابه إلى أحد غرف أصحابه في الربع يقضون الوقت في الراحة والتندر بالشيوخ والطلاب ، فتبتسم شفتاه ويحزن قلبه، لأنه لا يستطيع أن يشارك كما كان يستطيع في الضحى أن يشارك .

س2 : لماذا فضّل الصبي الوحدة في غرفته بالرغم من رغبته في مجالسة الجماعة ؟

$           جـ : لأنه لا يستطيع أن يطلب من أخيه الإذن له بذلك فهو يكتم حاجة عقله إلى العلم وحاجة أذنه إلى الحديث وحاجة جسمه إلى الشاي وهو لا يستطيع أن يطلب ذلك لأن رد أخيه حتى لو كان رفيقًا أو عنيفًا فذلك سيؤذى نفسه ( وهذا يدل على رهافة حسه).

 

س3 : فيمَ كانت الجماعة تقضي وقتها في المنزل ؟ ومتى كانوا يجتمعون حول شاي العصر ؟

$           جـ : كانوا يقضون وقتا طويلا أو قصيرا في شيء من الراحة والدعابة والتندر بالشيوخ والطلاب وكانت أصواتهم ترتفع وضحكاتهم تدوي في الربع

$           - وكانوا يجتمعون حول شاي العصر وما فيه من حديث هادئ منتظم ثم يستعيدون دروس الظهر ودرس المساء الذي يلقيه ا لأستاذ(محمد عبده) في كتابه : ( دلائل الإعجاز ) ...

س4 : علل : شدة حزن الصبي عندما كان يسمع أصوات مجلس الجماعة ترتفع وضِّحكاتهم تدوي ؟

$           جـ : لأن كل هذه الأصوات التي تنتهي إليه تثير في نفسه من الرغبة والرهبة ، ومن الأمل واليأس ، ما يعنيه أو يضنيه ، ويملأ قلبه بؤسا وحزنا ويزيد في بؤسه وحزنه أنه لا يستطيع حتى أن يتحرك من مجلسه .

 

س5 :(.. فكان يؤثر العافية ويبقى في مكانه .. ويردد في نفسه تلك الحسرات اللاذعة ، وحسرات أخرى لم تكن أقل منها لذعاً وإيلاماً ، حسرات الحنين إلى منزله في قريته ...)لم كان الصبي يزداد حسرة وهو يحن إلى منزله في قريته ؟ وما ذكرياته هناك؟

$           جـ : كان يزداد حسرة لتذكره تلك الذكريات في قريته مع أهله وكذلك وهو عائد من الكتاب بعدما لعب وهو يمزح مع أخواته ، وما كان يقصه على أمه من أحداث يومه ، وكذلك حانوت ( الشيخ محمد عبد الواحد) وأخوه الشاب ( الحاج محمود ) فيجلس متحدثًا متندر.ا لما كان يسمعه من المشترين من الرجال والنساء من أحاديث ريفية ساذجة، وكذلك المصطبة الملاحقة للدار وهو يسمع حديث أبيه مع أصحابه ، وأحيانا كان يخلو إلى رفيق من رفاقه وهما يتدارسان كتاباً من كتب الوعظ أو قصة من قصص المغازى .

س6 : ما أثر صوت المؤذن على الصبي وهو سارح في تلك الذكريات ؟

$           جـ : كان صوت المؤذن يصرفه عن حسرته مع ذكرياته ، وكان ينكر صوت المؤذن أشد النكر ، فكان يذكره بصوت المؤذن في بلدته ، وكان مؤذن قريته يسمح له باللعب واللهو فكم صعد المنارة مع المؤذن وكم أذن مكانه وشاركه في الدعاء بعد الآذان ، وكان يسكن الصبي بعد ذلك سكونًا متصلاً لشدة ألمه وحسرته .

س7 : كان الصبي حريصاً أشد الحرص ألا يثير في نفس أخيه هماً أو قلقاً . وضح ذلك .

$           جـ : كان أخوه يضع له طعامه وينصرف ليحضر درس الأستاذ الإمام، فكان يقبل الصبي على طعامه راغباً عنه ، أو راغباً فيه ، وكان يأتي عليه كله مخافة أن يعود أخوه ويراه لم يأكل فيظن به المرض أو يظن به الحزن .

س8 : كيف كان يعرف الصبي إقبال الليل ؟ وما شعوره فيه ؟

$           جـ : كان يعرف إقبال الليل من أذان المغرب .

$           - وكان يحس بظلمة متكاثفة فهو وحيد وكان يجد في الظلمة وحشة ، وكان يجد للظلمة صوتاً متصلاً يشبه صوت البعوض يبلغ أذنيه فيؤذيهما .

س9 : ما الأصوات الأخرى التي كانت تفزع الصبي ؟ ولم كان يخاف أن يتحدث عنها ؟

$           جـ : أصوات الحشرات التي في الشقوق وغيرها من صغار الحيوانات وكان لا يجرؤ أن يذكر ذلك لأحد مخافة أن يسفه رأيه وأن يظن بعقله وشجاعته الظنون .

س10 : ما الذي كان يذهب عن الصبي الخوف ويجعله ينام آمناً ؟

$           جـ : عندما كان يعود أخوه من درس الأستاذ الإمام كان يشيع في الغرفة شيئًا من الأنس وبعد ساعتين يعود ثانية بعدما طعم وشرب الشاي وناظر أصحابه ، فيحس الصبي بالأمان وينام نوماً لذيذًا .

 

الكلمة

 

 

 

                        عاش الصبي في الغرفة وحيدا معظم وقته يشعر بالغربة والوحشة, والخوف, ولم يكن يأنس ويأمن من الخوف إلا في وجود أخيه الشاب الأزهري, وخصوصا ليلا. ولكن هذا الأمان الذي يشعر به الصبي بوجود أخيه معه في الغرفة يزول في الثلث الأخير من الليل بسبب هذين الصوتين الغريبين.

الصوتان الغريبان

                        بعد هذا النوم الآمن الهادئ يستيقظ الصبي على صوتين غريبين يردانه ( يرجعانه) إلى الخوف والفزع مرة أخرى, لأنه لم يكن يعلم عنهما شيء, فأتعب نفسه في التفكير فيهما, وهما... صوت عصا غليظة تضرب الأرض ضربا عنيفا.

                        وصوت إنساني متهدج ( متقطع) مضطرب مرجعا ( مرددا صوته ومترنما), لا هو غليظ ولا هو نحيف, يذكر صاحبه الله ويسبحه ويحمده ويمد ذكره مدا طويلا غريبا. وكان هذا الصوت الثاني ينشر الاضطراب والقلق في الليل الساكن الهادئ, ولا يقطعه إلا صوت تلك العصا الغليظة.

                        وقد كان يسمع الصبي الصوت يقترب منه قليلا قليلا, ثم ينحرف ( يميل والمقصود يبتعد) ويضعف شيئا فشيئا, حتى يكاد ينقطع, ثم يزداد قوة ووضوحا بعد ان نزل صاحبه سلم الربع واستقام له الطريق, ثم يضعف حتى يختفي.

أثر الصوتين على الصبي

                        لقد ارتاع ( خاف وفزع) الصبي بسبب هذين الصوتين حين سمعهما أول مرة, وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث عن مصدرهما, ولكنه لم يصل إلى شيء, ولم يكن يجرؤ على سؤال أخيه ولا أصحابه عنهما, ولذلك استمر في هذه الحيرة طوال الأسبوع الأول, يفقد أمانه الذي شعر به بوجود أخيه معه.

أثر صوت مؤذن الفجر في نفس الصبي

                        ولم يكن يعود الصبي إلى الطمأنينة والأمن إلا حينما يسمع صوت مؤذن الفجر قبيل الفجر وهو يقول "الصلاة خير من النوم", وهنا يهب من نومه في رفق (قام من مكان نومه), بينا يهب أخوه في عنف وسرعة وقوة, وما هي إلا لحظات حتى يكونا على سلم الربع متوجهان إلى الأزهر ليأخذ أحدهما درس الحديث والآخر درس الأصول.

 

ليلة الجمعة والصوتان الغريبان

                        جاءت ليلة الجمعة واستيقظ كالعادة في أول الثلث الأخير من الليل وفي فزع وقلق من هذين الصوتين, وعادت إليه الطمأنينة مع صوت مؤذن الفجر كالعادة, ولكنه في هذا اليوم لم يقم مترفقا ولم يقم أخوه من نومه عنيفا عجلا, فلم يكن لهما في يوم الجمعة دروس في الأزهر.

 

أثر الصوتين على أخي الصبي الشاب الأزهري

                        لم يؤثر فيه الصوتين ولم يسمعهما كما لم يسمعهما من قبل, ويبدو انه تعود عليهما حتى أنه لم يعد يتأثر بهما مطلقا.

ماذا فعل الصبي في ليلة الجمعة؟

                        لبث الصبي في فراشه ضيق (كارها) لهذا السكون عاجز عن الحركة, وأشفق أن يوقظ أخاه لصلاة الفجر حتى فات وقتها وانتشر ضوء الشمس في الغرفة. حتى إذا لفحت حرارتها رأسه تحرك في لطف بعيدا عنها ويخشى أن يتحرك حركة عنيفة توقظ أخاه من نومه.

كيف كان الصوتان في الصباح؟

                        عندما نشرت الشمس أشعتها في الغرفة أصبح في الضحى تعجب الصبي من أمر الصوتين وذلك أنهما في هذا الوقت من الصباح غير ما كانا عليه في الليل, ففي الصباح كان صوت الإنسان فاترا ( ضعيفا حلو) رفيق هادئ, أما العصا فكانت تداعب  ( تلاعب) الأرض مداعبة يسيرة.

                        وبدأ يسأل نفسه في عجب كيف يكون الصوت في الليل الذي يجب فيه السكون عنيفا قويا, ويكونان في الصباح حيث النشاط واليقظة هادئين رفيقين.

الحاج علي يوقظ الطلاب: (كيف يستقبل الطلاب والحاج علي يوم الجمة؟)

                        ارتفع الضحى ومازال الطلاب غرقى في النوم, فقام الحاج علي الرزاز بطرق أبوابهم مبتدءا بأقربهم إليه في عنف حتى ينتهي إلى غرفة أخي الصبي, وهو يصيح قائلا " هلم يا هؤلاء, أفيقوا!  إلى متى تنامون! أعوذ بالله من الكفر أعوذ بالله من الضلال! طلاب علم ينامون حتى يرتفع الضحى, لا يؤدون الصلاة لوقتها, هلم يا هؤلاء أعوذ بالله من الكفر أعوذ بالله من الضلال"

أثر صياح الحاج علي على الطلاب وأخي الصبي

                        يوقظ الحاج على الرزاز الطلاب وهو يصيح فيلتفون من حوله يضحكون ويتبعونه من غرفة لأخرى, أما أخو الصبي فقد هب لأول أمره على صياح الحاج علي ولكنه لم يتحرك من مكانه فقد ظل ساكنا يغرق في ضحكات مكتومة مكظومة ( مكتوم ممسوك), كأنه يحب ما يسمع ويستزيد منه ويتمنى أن يتصل ولا ينقطع.

                        ولما وصل الحاج علي إلى غرفة أخي الصبي قام الفتى من مكانه وهو يضحك وفتح له الباب, فاندفع الرجل يصيح أعوذ بالله من الكفر أعوذ بالله من الضلال اللهم اصرف عنا الأذى أعذنا من الشيطان الرجيم, أمسلمون أنتم أم كفار؟! أتتعلمون على شيوخكم هدى أم ضلالا؟!"

                        أما الصبي فإنه في ذلك اليوم عرف مصدر الصوتين الغريبين اللذين كانا يفزعانه, فقد عرف أن الحاج على هو صاحب الصوت الذي يضطرب في سكون الليل, وأن تلك العصا التي يقرع ( يطرق) بها الأبواب هي العصا التي كانت تقرع الأرض.

من هو الحاج علي الرزاز؟

                        كان شيخا كبير وصل إلى السبعين من عمره, ولكنه يحتفظ بقوته الجسدية والعقلية : أما عن قوته العقلية, فقد كان ماكر ماهر ظريف لبق.

                        وإما عن قوته الجسدية, فكان معتدل القامة شديد النشاط متين البنية عنيف في حركته وفي كلامه لا يعرف الهمس ولا يخفت صوته, فهو صائح دائما.

ما سبب تسميته بعلي الرزاز؟

                        لقد كان الحاج علي تاجر للأرز ولذلك أطلق عليه بعلي الرزاز, ولكن لما تقدمت به السن أعرض عن التجارة أو أعرضت الجارة عنه.

                        وهو من أهل الإسكندرية حيث ولد فيها واحتفظ بما يتميز به أهلها من قوة وعنف وصراحة وظرف, وكان له بيت في القاهرة يغل عليه ( يدر عليه) بعض المال, فسكن مع المجاورين ( طلاب الأزهر) في هذا الربع الذي لم يكن يسكنه غيرهم ورجلان من فارس وهو ( الحاج علي الرزاز).

علاقة الحاج علي بالطلاب

                        منذ أن استقر الحاج علي في غرفته في آخر الربع حتى استطاع أن يلفت أنظار الطلاب بنوادره فأضحكهم وراقوه ( أعجبوه ) فاتصلت بينه وبينهم المودة المتينة النقية (الصافية × المكدرة) اتسمت بالظرف والرقة مع بعض التحفظ (الاحتراز ).

ما سبب هذا التحفظ؟

                        لقد عرف الحاج علي عن الطلاب حبهم للعلم وبعدهم عن العبث واللهو, مما جعله يحبهم, فإذا بدأ الأسبوع كان يعتزلهم ولا يسعى إليهم كأنه لا يعرفهم إلا إذا سعوا هم إليه وألحوا عليه في أن يشاركهم طعاما أو شراب الشاي.

الحاج علي ويوم الجمعة

                        فإذا جاء يوم الجمعة لم يمهلهم ( ينتظرهم) ولم يخل بينهم وبين راحتهم (لم يقلق راحتهم) حتى يرتفع الضحى, ويتأكد أنهم أخذوا ما يحتاجون من النوم والراحة.

                        وعندئذ يبدأ بأقربهم إليه فيوقظه في عنف وضجيج ثم ينتقل إلى سائر الغرف ومعه من نبهه ( أيقظه) حتى ينتهي بغرفة أخي الصبي فيوقظه كما أيقظ بقية الطلاب, والشباب من حوله يستقبلون يوم راحتهم (الجمعة) فرحين مبتهجين مبتسمين للحياة كما ابتسمت هي لهم

طعام الجمعة

                        كان الشيخ علي هو المسئول عن تدبير طعامهم فيقترح عليهم طعام الإفطار وقد يعده لهم في غرفته أو في غرفة أحدهم, كما كان يقترح عليهم طعام العشاء ويشير عليهم بما يجب أن يصنعوه لإعداد طعام العشاء, كما كان يشرف على إعداده ويقوُّم (يصلح) منه ما يمكن أن يعوج.

إفطار الجمعة

                        يوم الجمعة هو يوم البطون, لهؤلاء الشبان ولهذا الشيخ الصديق, فكانوا يجتمعون إلى إفطار غزير دسم صاحب, قوامه(عماده ونظامه وتكوينه)الفول والبيض مع بعض الفطائر الجافة التي ادخروها مما كانت أمهاتهم تزودنهم به.

الفطير والشباب والأسرة

                        لقد كان الفطير للشباب طعام لذيذ يأكل في الإفطار, فيقضمونه قضما ويعبئون أفواههم بالشاي ليبله ويسهل عليهم بلعه, أو يغمسونه في الشاي كما كان يوصيهم الشيخ علي الرزاز, وهو يضحكون من دعابات الحاج علي دون تذكر لآبائهم أو أمهاتهم وتحملهم الكد ( الإرهاق) والتعب والدموع من أجل تحضيره لهم. أما بالسبة للآباء فقد كان الأب يجتهد لكسب النقود التي تعين الأم على صنعه وتهيئته وهي تتكلف الفرح, رغم حزنها الصامت وهي تعبئه ودموعها المنهمرة وهي تسلمه لمن يذهب به إلى الابن في القاهرة. أما الصبي فكثيرا ما كان يذكر مشاعر الآباء كلما رأى تهافت هؤلاء الشباب على أكل الفطير.

طعام العشاء

                        لقد كان تدبير طعام العشاء مثير حقا, فهم يتشاورون فيما بينهم في الدورة (اللقاء) الثانية أو الثالثة للشاي, ولكنه تشاور سريع بسيط, فقد كان هذا العشاء لم يشذ (لم يخرج) عن لونين من ألوان الطعام وهما أما البطاطس في خليط من الحم والطماطم والبصل, وإما القرع في خليط من اللحم والطماطم والبصل وشيء من الحمص.

إعداد طعام العشاء

                        كانوا يتفقون على أقدار ما يشترون من هذه الأشياء ثم يقدرون ثمنها ثم يخرج كل منهم حصته إلا الشيخ على الذي كانوا يخرجونه من هذه الغرامة, ثم يدفعوا هذا النقد (المال) لأحدهم فيذهب لشراء الطعام, وإذا عاد نهض أحدهم إلى موقده فأوقد ناره من الفحم البلدي حتى إذا صفت جذوته ( جمرته الملتهبة /ج/ جِذاء جُذي) أقبل على الطعام يهيئه ويضعه على النار ثم يتركه وينضم إلى البقية الذين ينتظرونه وهم جلوس إلى الحاج علي أو يدرسون وهذا الطاهي يخطف نفسه بين الحين والآخر ليطمئن على الطعام, والحاج علي يلقى عليه النصائح من وقت لآخر ليعده جيدا, فإذا تم لهم نضج الطعام اجتمعوا عليه وبدأ الشيخ علي يقسم بينهم الطعام بالعدل دون ظلم لأحد.

معركة الطعام

                        لقد كانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال حتى أن الطعام ينضح قرب المغرب, فإذا تم ذلك اجتمعوا إلى المائدة وكل منهم يسعى لأن يستوفي نصيبه من الطعام, وكلهم يراقب أصحابه خوفا أن يسبقوه إلى شيء أو يشنطوا عليه ( يجوروا عليه ويظلموه) ومع ذلك فالكل يستحي أن يظهر منه هذا الحرص ولكن الحاج علي كان يفضحهم بصراحته التي تغني عن صراحتهم, وتكشف عن حرصهم, فكان يراقبهم جميعا وهو يقسم الطعام بينهم بالعدل حتى لا يجور أحدهم على الآخر, فكان يعلن ذلك صاخبا كعادته منبها أحدهم أنه يخدع نفسه عن قطعة البطاطس بقطعة لحم, ومنبها آخر إلى أنه يسرف على نفسه وعلى أصحابه فيما يغترف في هذه اللقمة الغليظة من سائل الطعام أو جامده, وهو يطلق كلماته في هزل يضحكهم ويسليهم دون أن يجرحهم أو يؤذي حياءهم.

الصبي ومعركة الطعام

                        كان الصبي إذا سمع مشاورة الشباب حول طعام العشاء فإنه يحس انقباضا وخجلا ولكنه عندما تقدمت به السن أحس بحنان لذكراه وتعجبا من نفسه.

                        أما أثناء الطعام فقد كان يجلس بينهم خجلا وجلا (خائف) مضطرب النفس في حركة يده لا يحسن ( لا يجيد) أن يقطع لقمة خبز أو أن يغمسها في طبق أو أن يضعها في فمه, وهو يظن أن عيونهم تلحظه ( تراقبه وتنظر إليه) وبخاصة عين الشيخ علي, فيؤدي ذلك لارتعاشه واضطرابه فيسقط المرق على ثوبه.

                        ولكن الصبي يظن أن هؤلاء الشباب كانوا في شغل عنه بأنفسهم وضحكاتهم, ويدلل على ذلك أنهم كانوا يفكرون فيه ويحرضونه على الطعام بل غنه يقربون له ما لا تصل إليه يده مما يزيده اضطرابا وخجلا.

 

ما أثر هذه المعركة على نفس الصبي أثناء وبعد العشاء؟

                        أثناء العشاء كانت هذه المعركة مصدر ألم واحزن لقلبه فكان يشعر بالاضطراب والخجل مما يجعل يده ترتعش ويسقط الطعام علي ملابسه, أما بعد العشاء فقد كانت مصدر تسلية وسرور حيث كان كثيرا ما يضحك على هذه المعركة إذا خلا بنفسه وتذكر ما يفعله هؤلاء الشباب.

أثر هذا الطعام على  فقراء الربع

                        يظن الصبي أنه كان في هذا الربع من الزملاء والعمال ما تقصر أيديهم ( يمنعهم فقرهم) عن صنع طعام مماثل لهم أو لأولادهم ونساءهم, ويظن كذلك أن هذا الحرمان كان ينقلب على هؤلاء الرجال العمال من نسائهم هما ثقيلا, بل يظن أن هؤلاء المحرومين كانوا يجدون لهذه الروائح لذة مؤلمة أو ألما لذيذا لفقرهم وحرمانهم.

صفات الحاج علي الرزاز

                        لقد كان شيخا كبيرا يتكلف ( يتصنع) التقوى والروع, وذلك انه كان يبدأ يومه بالتسبيح والتهليل في الثلث الأخير من الليل, ثم يصلي الفجر جماعة في مسجد سيدنا الحسين, ثم يرجع مغمغما مداعبا الأرض بعصاه ويظل في غرفته فإذا وجبت بقية الصلوات أداها في غرفته جاهرا بالتكبير والقراءة والتسبيح.

                        وكان إذا خلا إلى أصحابه من الشباب على طعام أو شاي كان أسرع الناس خاطرا وأعظمهم نكتة وأطولهم لسانا وأخفهم دعابة وأشدهم تتبعا لعيوب الناس, وأعظمهم إغراقا في الغيبة, لا يتحفظ في لفظه قط ولا يتحرج أن يخرج كلمة نابية أو حتى أشنع الألفاظ, فكان غارقا في البذاءة والألفاظ والمعاني والصور القبيحة.

الشباب وأخلاق الحاج علي

                        كان الشباب يحبون الحاج على لهذا اللهو, كأنه كان يخرجهم من أطوار الدر ويريحهم من جد العلم والدروس, ويفتح لهم بابا من اللهو ليس لهم أن يلجوه ( يدخلوه) حينما كانوا يخلون إلى أنفسهم, بل لم يستطيعوا ذلك حينما كانوا يجلسون إلى الحاج على فيصب عليهم هراءه (كلامه القبيح) بغير حساب.

                        فكانوا يسمعون منه ويضحكون له حتى تكاد جنوبهم تنقد ( تنشق وتتقطع) من الضحك, ورغم ذلك لم يكونوا يعيدون كلماته البذيئة (القبيحة الفاحشة) أو لفظا من ألفاظه النابية, فقد كانوا يستمتعون بذلك اللهو من بعيد, ولا يبيحون ( يسحون) لأنفسهم ولا تسمح لهم ظروفهم ان يقتربوا من ذلك اللهو القبيح.

اختلف الشباب عن كثير من زملائهم فكيف كان ذلك؟

                        صحيح أن الشباب يسمعون للحاج علي ويضحكون من بذاءته وألفاظه الفاحشة إلا أنهم امتازوا عن غيرهم من زملائهم وأقرانهم بكظم الشهوات ( إمساكها والتحكم فيها) ومعاملة النفس بشدة وقسوة تمكنهم من المضي في درسهم على وجهه (كما ينبغي) وتردهم عن التورط( الوقوع) فيما سقط فيه الكثير من زملائهم من العبث السهل الذي يفل العزم ( يضعفه, ويكسره) ويفسد الأخلاق.

موقف الصبي من هذه الدعابات الفاحشة

                        لقد كان الصبي يسمع لذلك كله وستعجب ويسأل نفسه كيف يجتمع لهم طلب العلم والجد مع هذا التهالك ( الإقبال الشديد) على الهزل والتساقط على السخف (ألقاء النفس فيه) في غير تحفظ ولا حيطة وعاهد نفسه أنه إذا ما وصل إلى سن هؤلاء الشباب الذين يكبرهم (يعظمهم) ويقدر ذكاءهم ألا يسير سيرتهم وألا يسقط تساقطهم.

نهاية وفراق :

                        عاش الجميع في سعادة أعواما طويلة مع هذا الشيخ وشب ( وصل سن الشباب) الصبي في هذه الحياة الضاحكة بفضل الحاج علي على الرغم مما كان يعترضه من أسباب الألم والأسى. ثم تفرق الجميع وذهب كل منهم إلى وجهته, وتركوا الربع واستقروا في أطراف المدينة وقلت زياراتهم للشيخ ثم انقطعت.

موت الشيخ على الرزاز

                        وفي أحد الأيام حمل أحد أفراد هذه الجماعة نعي الشيخ, فحزنوا له جميعا ولكنه حزن لم يصعد إلى عيونهم ولا حتى وجوههم, وأخبر أن آخر ما نطق به الشيخ وهو يحتضر هو دعاء لأخي الصبي

                        فرحم الله هذا الرجل, فعلى الرغم من ظله الثقيل على نفس الصبي إلا أن ذلك تحول بعد موته إلى حنانا عليه وطلب للرحمة له.

اللغويات

Ì                        صوت متهد : متقطع - الربع : المنزل ، الدار - كدأبه : كعادته - أناة : وقار وحلم - تقرع : تضرب ، تطرق - نبأة : صوت ليس بشديد - يجأرون : يرفعون صوتهم - لبق : ظريف ، ذكي حسن التصرف - أعرض عن : انصرف ، ابتعد - يغلّ : يدرّ عليه - صدوفهم : إعراضهم ، انصرافهم × إقبالهم - يتكلف : يتصنّع - الوَرَع : التقوى × الفجور - الغيبة : ذكر عيوب الآخرين - كلمة نابية : قبيحة ، خارجة عن الحد - البذاء : الذم والاحتقار - يلجوه : يدخلوه - هُراء : كلام فاسد ، هزل - تنقد : تنشق - كلمة بذيئة : فاحشة قبيحة - الخليقة : الجديرة المستحقة - الشهوات : الرغبات - التورُّط : الوقوع - يفل : يضعف - التهالك : التساقط و الإقبال- الزَّاد : طعام المسافر ج أزْواد وأَزْوِدَة - يقضمونه : يكسرونه - تسيغه : تستطعمه ، تتقبله - الجذوة : الجمرة المشتعلة ج جُذىّ، جِذَاء - يشتطوا : يتجاوزوا الحد - يجور : يظلم - ترمق : تنظر بحدة .

س & جـ

س1 : ما الصوتان الغريبان اللذان كانا يفزعان الصبي ؟

$           جـ : أحدهما صوت عصا غليظة تضرب الأرض ضرباً عنيفًا ، والآخر صوت إنساني

س2 : صف هذا الصوت الإنساني .

$           صوت متهدج مضطرب لا هو بالغليظ ولا هو بالنحيف يذكر الله ويسبح بحمده ويمد ذكره وتسبيحه مدا طويلا غريبا. وهو يبدو قويا فيذيع في الليل الهادئ شيئا يشبه الاضطراب ..

س3 : ما تأثير هذا الصوت على الصبي في البداية ؟

$           جـ : وقد ارتاع وفزع الصبي لهذا الصوت أو لهذين الصوتين حين سمعهما لأول مرة وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث عن مصدرهما ولكنه لم يظفر من بحثه بطائل .

س4 : متى كانت الطمأنينة تعود إليه ؟رد الأمن والطمأنينة إلى قلبه صوت المؤذن وهو ينادى: الصلاة خير من النوم

س5 : كيف عرف مصدر الصوتين ؟ ومن صاحبهما ؟

$           جـ : عرفهما الصبي عندما تقدم الفتى ( أخو الصبي ) من الباب ليفتح فإذا بهذا الرجل وهو (الحاج على) الذي كان يحدث هذه الجلبة ليفيق الشباب المجاورون .

س6 : اذكر أهم سمات الحاج علي مبيناً أهم التناقضات فيها .

$           جـ :كان شيخًا تقدمت به السن حتى تجاوز السبعين ، ولكنه كان محتفظًا بقوته وبقوة عقله ، فهو ماكر ، ماهر، ظريف ، لبق، وهو معتدل القامة شديد النشاط عنيف إذا تحرك عنيف إذا تكلم ، طويل اللسان متتبعاً لعيوب الناس عالي الصوت دائماً ، وكان تاجرًا في الأرز ولذلك سمى بالحاج (علي الرزاز) وعندما تقدمت به السن أعرض عن التجارة ، وكان قد اتخذ غرفة في الربع ولم يكن يسكن في هذا الربع إلا الشيخ والفارسيان .

س7 : ما العلاقة التي كانت تربط بين ( الحاج على ) وشباب الأزهر ( المجاورين ) ؟

$           جـ : كان بينه وبين هؤلاء الشباب مودة متينة فيها ظرف و رقة وتحفظ ، وما يزال كذلك حتى يبلغ غرفة أخي الصبي فيوقظه والشباب من حوله فرحون يستقبلون يوم راحتهم مبتهجين . وكان يشاركهم في تدبير طعامهم ولهوهم البريء في يوم الجمعة

س8 : علل : حرص (الحاج علي) على عدم الالتقاء بالطلاب إلا يوم الجمعة .

$           جـ : حتى يتركهم لعلمهم و درسهم فلا يشغلهم .

س9 : ما الذي جعل الصبي يصف الحاج علي بتكلف (تصنّع) التقوى و الورع ؟

$           جـ : كان الصبي يرى أن " الحاج على " يتكلف التقوى والورع ويصطنع ذلك اصطناعاً و يبدأ ذلك بغزوته تلك في الثلـث الأخير من كل ليلة صائحاً يذكر الله ويسبحه ضارباً بعصاه حتى يبلغ مـسجد الحـسين ليـشهد صـلاة الفجـر ، وكـان يؤدى الصلوات كلها ويفتح باب غرفته جاهراً بالقراءة والتكبير ليسمعه أهل الربع جميعاً ، فإذا خلا إلى أصحابه فهو أسرعهم خاطراً وأطولهم لساناًً وأظرفهم نكتة لا يتحفظ في لفظ ولا يتحرج من كلمة نابية ، ولا يتردد في أن يجرى على لسانه المنطلق دائما وبصوته المرتفع دائما أشنع الألفاظ ، وأشدها إغراقا في البذاءة وأدلها على أبشع المعاني وأقبح الصور..

س10 : لماذا كان الشباب يحبون الحاج علي ويقبلون عليه ؟

$           جـ : لأنه كان يريحهم مـن جـد العلم والدرس ، ومع ذلك كانوا ملتزمين لا يبيحون لأنفسهم أن يقولوا ذلك الذي يقوله أو يعيدوه فهم يختلفون عن غيرهم بكظم الشهوات وأخذ النفس بألوان الشدة .

س11 : ما وجه العجب في طلاب العلم كما يرى الصبي ؟

$           جـ : كان الصبي لا يعجبه الطلاب الآخرون فكيف يجمعون بين طلب العلم وبين الهزل والتـساقط ونوى ألا يكون مثل هؤلاء الطلاب في المستقبل.

س12 : وكانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال ، فكان ذلك يطيل لذة قوم ويمد ألم آخرين .. فسّر العبارة في ضوء فهمك

جـ :بالفعل فهي مصدر لذة لمن يقومون بإعداده و تجهيزه فهم يمنون أنفسهم بعشاء لذيذ ستستقبله بطونهم الجائعة

$           - وهي مصدر ألم لهؤلاء العمال الذين كانوا يسكنون الدور السفلي من الربع وكانت تقصر بهم ذات أيديهم عن أن يمتّعوا أنفسهم وأبناءهم ونساءهم بمثل هذا الطعام .

س13 : كيف كانت معركة الأكل الضاحكة مصدر ألم لنفس الصبي ؟

$           جـ : لأن الصبي خجل وجل مضطرب النفس مضطرب حركة اليد لا يحسن أن يقتطع لقمته ولا يحسن أن يغمسها في الطبق ، ولا يحسن أن يبلغ بها فمه . يخيل إلى نفسه أن عيون القوم جميعاً تلحظه وأن عين الشيخ خاصة ترمقه في خفيه ، فيزيده هذا اضطراباً وإذا يده ترتعش ، وإذا بالمرق يتقاطر على ثوبه وهو يعرف ذلك ويألم له ولا يحسن أن يتقيه .

س14 : اختلفت أحاسيس الصبي نحو معركة الطعام الضاحكة بين حزن وفرح . اشرح ذلك .

$           جـ : بالفعل فهي إذا كانت قد آذته في أثناء الطعام فقدك أنت تسره وتسليه وتضطره أحيانا إلى أن يضحك وحده إذا خلا إلى نفسه بعد أن يشرب الجماعة شايهم وينتقلوا إلى حيث يدرسون أو يسمرون .

 

 

الكلمة

 

 

الشاب الفكاهي (ساكن الغرفة)

                        كان يسكن بجوار الشباب في غرفة على شملك وأنت صاعد السلم شاب مجاور كان مصدر فكاهة ودعابة لهؤلاء الطلاب.

صفات الشاب

                        كان الشباب أكبر منهم قليلا وأقدم منهم في الأزهر ولكنه من جيلهم وطبقاتهم, وكان نحيف الصوت بحيث يكفي أن تسمعه لتضحك منه.

                        وكان قليل الذكاء ضيق العقل بحيث لا يستقر العلم في رأسه, لأن عقله كان محدود محصور, فلم يستطع أن ينفذ إلى ما وراء ما كان يقرأه في الكتب على اختلافها (تنوعها). ورغم ذلك فقد كان واثقا من نفسه يطمع في مستقبل كبير في غير تكلف (تصنع),

دروس الشاب

                        كان الشاب يشارك أصحابه الذي يعيش معهم أكثر ما يختلفون إليه (ترددون) من الدروس, فكان يحضر درس الفقه والبلاغة ودروس الأستاذ الشيخ محمد عبده, ولكنه لم يكن يحضر درس أصول الفقه, لأنه يقتضيه ( يلزمه) أن يخرج من غرفته مع الفجر, ولكنه كان يؤثر الراحة ضنينا بها(بخيلا /ج) أضناء).

الشباب وكتب ومناهج الأزهر

                        كان هؤلاء الشباب يضيقون بكتب الأزهر, متأثرين في ذلك بآراء الأستاذ محمد عبده في كتب ومناهج الأزهر, الذي كان يدلهم كلما حضروا درسه أو زاروه في بيته على أسماء كتب قيمة في النحو والبلاغة والتوحيد والأدب .

موقف الطلاب من الكتب التي يدلهم عليها الأستاذ محمد عبده

                        وكان الطلاب يسرعون إلى شراء ما يذكر من كتب إذا استطاعوا ذلك, حتى أنهم كانوا  يتحملون مشقة بالغة, وحرمانا شديدا في تدبير ثمن هذه الكتب, فإذا تعثر عليهم الأمر استعاروا هذه الكتب من مكتبة الأزهر وأقبلوا عليها يدرسونها ويتعاونون على فهمها.

الشيوخ وآراء الأستاذ محمد عبده في الكتب

                        كانت هذه الكتب بغيضة (مكروهة) لكثير من شيوخ الأزهر, لأنهم لم يألفوها,وربما اشتد بغض بعضهم لها لمجرد أن الذي نوه بها ( رفع من ذكرها وعظمها) هو الأستاذ محمد عبده. ولكن كان هناك من الشيوخ الأعلام (المشهورين) المنافسين للأستاذ محمد عبده من كان يدل طلابه على كتب قيمة أخرى أيضا.

حب وغرور الشباب

                        لقد تحمل هؤلاء الشباب مشاق شراء هذه الكتب يدفعهم في ذلك حبهم الصادق للأستاذ الإمام ورغبتهم في العلم والاطلاع, وربما دفعهم إلى ذلك غرور الشباب, فقد كانوا يفخرون بين زملائهم أنهم من تلاميذ الأستاذ محمد عبده والشيخ بخيت والشيخ أبي خطوة والشيخ راضي.

                        بل كانوا يملأون أفواههم فخرا بأنهم ليسوا مجرد تلاميذ لدى هؤلاء الأعلام بل هم من التلاميذ المقربين المصطفين.

دلل على صدق حب هؤلاء الطلاب لأساتذتهم وللعلم.

                        لم يكتف هؤلاء الطلاب بحضور الدرس في الأزهر لهؤلاء الشيوخ الأعلام, بل كانوا يزرون شيوخهم في بيوتهم, وربما شاركوهم في بعض البحث, وربما يستمعون منهم دروسا خاصة في يوم الخميس بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة العشاء.

أثر هذا الحب على الطلاب

                        لقد كان لهذه المعاملة وهذا الاجتهاد من هؤلاء الطلاب أكبر الأثر في وصولهم لشيء من الامتياز بين زملائهم, حتى عرف الأزهر كله أنهم أنجب طلابه وأخلفهم (أجدرهم) بالمستقبل السعيد, ومن أجل ذلك سعى إليهم الأوساط (المتوسطون) من الطلاب الذين يلتمسون التفوق, والامتياز حين يعرف عنهم أنهم أصدقاؤهم وأصفياؤهم, ويلتمسون بهم الوسيلة للتقرب من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة.

                        وكان صاحبنا (ساكن الغرفة) من الطلاب الأوساط, اتصل بهؤلاء الشباب ليقول زملاؤه انه واحد منهم, وليستطيع أن يصحبهم في زياراتهم للأستاذ الإمام أو الشيخ بخيت

أثر هذا الغرور والامتياز على هؤلاء الطلاب

                        كان غرور الشباب يحبب إلى هذه الجماعة هذا النوع من الامتياز, كما كان يهون عليهم قبول هؤلاء الطفيليين في العلم من ضعاف الطلاب وأوساطهم, كما كان يتيح لهم أن يحصوا (يقدروا) على هؤلاء الطفيليين سخافاتهم وجهالاتهم وأغلاطهم الشنيعة ثم إذا خلوا إلى بعضهم ذكروا هذه السخافات وضحكوا منها.

كيف تعرف صاحبنا على هذه المجموعة

                        أكبر الظن أنه تعرف عليهم من خلال بعض الدروس ثم بدأ يدني ( يقرب) نفسه منهم حتى زارهم ثم أعجبه الربع وجوارهم فاتخذ لنفسه غرفة بجوارهم, وأصبح واحدا منهم يشاركهم في الدرس والشاي والزيارات, ولكنه لم يفتح الله عليه قط فيشاركهم في العلم والفهم والإيضاح والإبانة (الإفصاح).

حال الشاب الطفيلي (صاحبنا)

                        لقد كان هذا الشاب أوسع منهم يدا, وأكثر منهم مالا, وكان يقتر( يبخل) على نفسه إذا خلا غليهم, فإذا اتصل بأصحابه وسع على نفسه وأنفق, وإذا رأى بهم حاجة إلى المال لشراء كتاب أو أداء دين عاجل أو قضاء حاجة ملحة كان يقدم لهم ما يحتاجون من المال في رفق وتلطف.

كيف قابل هؤلاء الشباب إحسان صاحبنا؟

                        كانوا يشكرون له هذا ولكن لم يكونوا يطيقون جهله, وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من جهله في حضرته وردوا عليه ردا عنيفا فيه كثير من الازدراء (الاحتقار) القاسي, ولكنه كان يقبل ذلك راضيا مبتسما, ولم يغضب منهم يوما على كثرة ازدرائهم له والغض منه (الحط من قدره)

ساكن الغرفة (صاحبنا) وعلم العروض

                        كان أجمل ما يتندرون عليه به علمه أو جهله بعلم العروض( وهو علم يدرس موسيقى الشعر), وجهله وعلمه أو جهله بهذا العم هما سواء, فقد كان يطالع معهم كتابا في النحو وكلما ظهر لهم شاهدا نحويا (دليل /ج/ شواهد) حتى يكون أسرعهم إلى رد هذا البيت الشاهد إلى أبحر الشعر (أوزان الشعر وتفعيلاته التي تصنع موسيقى الشعر), وكان دائما ما يرد جميع الشواهد إلى بحر البسيط, حتى وإن كان البيت من بحر الطويل أو الوافر فهو عنده من بحر البسيط.

                        والأشد غرابة من ذلك أنه لم يكتف بإعلانه بأن هذا البيت الشاهد من بحر البسيط بل كان يسرع إلى تقطيعه ورده إلى بحر البسيط مهما كان وزنه.

أثر جهل صاحبنا بالعروض على الطلاب

                        كان كلما ورد بيتا شاهدا على قضية نحويا أسرع برده إلى بحر البسيط وأسرع إلى تقطيعه بغض النظر عن وزن البيت طويلا أم وافر أم غير ذلك, مما كان يقطع على الطلاب درسهم ويدفعهم إلى ضحك متواصل لا يتوقف. هذا الأمر أطمع الطلاب في هذا الشاب حتى إذا ظهر لهم شاهدا أظهروا العجز في رده إلى بحره فأسرع ورده إلى البسيط, ثم يزيدون الأمر فيظهرون العجز على تقطيع البيت فأسرع في تقطيعه على وزن البسيط, وهنا يستأنفون الضحك والاستهزاء به, وهو يلقاهم بوجه باسم رضٍ لا يعرف الغضب أو الغيظ

يأس صاحبنا

                        عاش صاحبنا مع الطلاب سنوات طوال على هذا الحال لا يغضب منهم ولا يغضبون منه, حتى أحس أنه ليس من تلك الحلبة (ميدان السباق في العلم) ولا يستطيع مجاراتهم في ذلك الميدان, فأصبح يتخلف عن الدرس قليلا قليلا ويتكلف التعلات (م/ تعلة وهي ما يتعلل به الإنسان ويشتغل به) والمعاذير ( الحجج /م/معذرة) وأصبح لا يشاركهم إلا الشاي والطعام أحيانا ويشاركهم الزيارات دائما.

عطف صاحبنا على الصبي

                        وبعد ان تقدم به السن والدرس بدأ يظهر العطف على هذا الصبي وعرض عليه أن يقرأ معه الكتب وبدأ يعرض عن مشاركة أقارنه وأنداده (أمثاله /م/ قِرن – ند) إلى مشاركة هذا الغلام الناشئ, وقرأ الغلام معه كتبا في الحديث والمنطق والتوحيد, ولكنه لم يجد في هذا الصبي غناء (نفعا) ولم يكن الغلام فارغا للضحك والتندر, فهو لا يقدر على ذلك ولا يحبه, فاحتال (تلمس حيله) صاحبنا في النهاية حتى تخلص من هذا الصبي ومضى لشانه.

الارتقاء الاجتماعي للشباب

                        ظل الشاب محسوبا على الأزهر رغم أنه ترك العلم أو تركه العلم, ولكنه ظل مشاركا لأصحابه على الناحية الاجتماعية من حياتهم.

                        فقد ارتقت حياتهم الاجتماعية بعض الشيء, نتيجة فضل الله عليهم ثم ذكاؤهم وجهدهم وتفوقهم ورضا الأستاذ الإمام عنهم وتقريبه لهم.

أثر هذا الارتقاء على الطلاب وصاحبنا

                        ونتيجة لذلك فقد اتصل الطلاب بأبناء الأثرياء الذين كانوا يدرسون في الأزهر, فاتصلت الزيارات بينهم وبين الشباب وصاحبهم معهم, ترتقي حياته الاجتماعية كما ارتقت حياتهم, ولكنهم اختلفوا في الشعور بهذا الارتقاء: فالطلاب لم يحسوا بهذا الارتقاء وبالتالي لم يتحدثوا به ولم يتمدحوا به, بل كانت نظرتهم له على أنه شيء طبيعي ومألوف نتيجة التعب والجهد والتفوق.  أما صاحبهم, فقد رأى في هذا الارتقاء وهذه الزيارات المجد كل المجد وكان يستمد منه الغبطة (تمنى النعمة من غير زوالها من عند صاحبها) والغرور, ويستغله لبعض منافعه المادية أحيانا ويتحدث به دائما إلى من أراد أن يسمع له ومن لم يرد الاستماع.

فراق الطلاب

                        ومضت الأيام وافترق الطلاب وأخذ كل منهم طريقه في الحياة, ولكن هذا الرجل (صاحبهم) لم ينساهم ولم يسمح لهم أن ينسوه, فإن كان عجز عن تتبعهم في العم فليتبعهم في شيء آخر, فكان يزورهم وإن لم يزوروه ويلقاهم في زياراتهم عند أصحاب المنزلة والأثرياء.

فضيحة ساكن الغرفة صاحب الطلاب

                        خرج الإمام محمد عبده من الأزهر في محنة سياسة معروفة, فاتصل صاحبنا بالأستاذ وشيعته ( أتباعه وأنصاره) وكذلك اتصل بخصومه وشيعتهم, حتى أخذ الأزهر يضطرب من هذه المحنة ودخلت السياسة في ذلك الاضطراب واختصمت فيه السلطتان, فاتصل صاحبنا بالمضربين وشاركهم في الإضراب, واتصل بخصومهم مفشيا اسرارهم, وذات يوم انكشف صاحبنا وعُرف أنه متصل بالمحافظة فتقطعت كل الصلات بينه وبين أصدقائه قطعا عنيفا.

 

ما أثر كشف حقيقة الرجل (ساكن الغرفة) عليه؟

                        فتقطعت كل الصلات بينه وبين أصدقائه قطعا عنيفا فأصبح يرد عن كل بيت ولا يستقبله أحد, حتى قبع في غرفته بالربع, وقد خسر كل الناس ولم يخسره أحد, حتى أنه قصرت همته عن درجة الأزهر فأنفق حياته خاملا بائسا وحيدا يتحمل حياته على مضض (ألم) يتكسب حياته بمشقة.

وفاة صاحب الغرفة

                        وذات يوم جاء أصحابه خبر موته, فلم يأخذهم وجوم(صمت وحزن) ولا مس نفوسهم حزن, وغنما تلوا تلك الآية التي نتلوها دائما حين ينعى إلينا الناس }أنا لله وإنا إليه راجعون{ كما لم يشغلوا بالهم كيف مات, أمات من علة أم من الحرمان أم من الحسرة؟ لا يعرفون ولم يحاولوا أن يعرفوا.

 

اللغويات

Ì                        محصوراً : أي عاجزاً - تكلُّف : تصنُّع - ضنيناً : بخيلاً ج أضناء - مطالعات : قراءات - نوَّه : أشار - أعياهم : أعجزهم - أخلقهم : أجدرهم ، أحقهم - الطفيليين : الذين يفرضون انفسهم على الناس بدون دعوة - أغلاط : الأخطاء م غلط - شنيعة : قبيحة ، كريهة - جنوبهم : أي قلوبهم - حاجة ملحّة : ضرورية - سُخْفه : ضعفه ، تفاهته - الازدراء : التحقير - الغض منه : الحط من قدره - العروض : ميزان الشعر ج أعاريض - الحلبة : الميدان - المعاذير : الأعذار و الحجج م معذرة ، معذار - أقرانه : أصحابه م قرين - أنداد : أمثاله م ند - الغِبْطَة: السعادة - مضض : ألم - وجوم : صمت وحزن

 

س & جـ

س1 : ما صفات الشاب الذي كان يسكن بجوار طه حسين في الربع ؟

$           جـ :كان من جيل ومن طبقة هؤلاء الطلاب ، وكان نحيف الصوت ، وكان ضيق العقل قليل الذكاء ومع ذلك كان واسع الثقة طامع أشد الطمع في مستقبله ، وكان يشهد معهم كل الدروس عدا درس الأصول لأنه يكون مع الفجر، وهو يفضل النوم والراحة .

س2 : كيف كان ذلك الشاب يتقرب إليهم ؟

$           جـ : كان يتقرب إليهم تارة بأن يشهد معهم درس الفقه ودرس البلاغة ودرس الأستاذ الإمام ، وتارة يتردد عليهم ثم اتخذ مسكناً بجوارهم ، وكان يكثر من زيارتهم ويمدهم بالمال إذا احتاجوا إلى شراء الكتب أو أداء دين عاجل أو قضاء حاجة ملحة .

س3 : علل : تكاسُل الشاب عن حضور درس الأصول .

$           جـ :لأن هذا الدرس كان يقتضيه أن يخرج من غرفته مع الفجر وقد كان يفضل الراحة و النوم أكثر .

س4 : ما موقف الإمام محمد عبده من كتب الأزهر ؟ وكيف عبر عن ذلك ؟

$           جـ : كان الإمام محمد عبده يرى أن كتب الأزهر ومناهجه شديدة على الطلاب و فيها جمود مما يجعل الطلاب يضيقون بها ضيقاً شديداً و تحتاج للتغيير .

$           - وقد دلهم على كتب قيمة في النحو والبلاغة والتوحيد والأدب أيضاً .

س5 :لشيوخ الأزهر موقف من تلك الكتب التي ينادي بها الإمام محمد عبده . وضِّح .

$           جـ : كانوا يكرهونها لأنهم لم يألفوها ، وربما اشتد بغضهم ؛ لأن الإمام هو الذي دل الطلاب عليها ونوَّه بها.

س6 : ما الوسائل التي اتبعها الشباب الأزهريون الذين يتحدث عنهم الكاتب للتميز في العلم ؟

$           جـ : كان هؤلاء الشباب الأزهريون يسارعون إلى شراء الكتب القيمة التي دلهم عليها الشيخ الإمام ، ومن كان يعجز عن شرائها يستعيرها من مكتبة الأزهر ، كما اتفقوا على قراءة هذه الكتب مجتمعين ؛ ليتعاونوا على فهمها لأنهم كان لديهم رغبة صادقة وعزيمة أكيدة على تحصيل العلم و الاطلاع و البحث .

س 7: منِ الشيوخ الأئمة الذين كان طلابهم يفخرون بهم ؟

$           جـ : كانوا يفخرون بتلمذتهم للأستاذ الإمام وللشيخ بخيت وللشيخ أبى خطوة وللشيخ راضى وكانوا يملئون أفواههم بأنهم تلاميذ هؤلاء الأئمة وبأنهم من تلاميذهم المقربين المصطفين .

س8 : دلل على حب طلاب العلم للإمام محمد عبده ورفاقه من علماء الأزهر .

$           جـ : الدليل أنهم لم يكونوا يكتفون بالاختلاف (التردد)إلى هؤلاء الشيوخ في دروسهم وإنما كانوا يزورون شيوخهم في بيوتهم وربما شاركوهم في بعض البحث .

س9 : وما رأي الكاتب في هؤلاء الطلاب ؟ رأي الكاتب أنهم أنجب طلاب الأزهر وأجدرهم بالمستقبل السعيد .

س10 : علل : محاولة الطلاب متوسطي المستوى الاتصال بأنجب طلاب الأزهر .

$           جـ : لأنهم يلتمسون التفـوق والامتياز في الاتصال بهم والامتياز حين يعرف الناس أنهم من أصدقائهم وأصفيائهم ، ويلتمسون بذلك الوسيلة إلى أن يتصلوا بكبار الشيوخ وأئمة الأساتذة .

س11 : لماذا اتصل هذا الشاب بهؤلاء الطلاب المتفوقين ؟

$           جـ : ليقول زملاؤه إنه واحد منهم وليستطيع بحكم هذه الصلة أن يصحبهم في زياراتهم للأستاذ الإمام أو الشيخ بخيت

س12 : لماذا كان الطلاب المتفوقين يقبلون مصاحبة الطلاب الضعاف و المتوسطين ؟

$           جـ : إرضاء لغرورهم الذي يوضح لهم مدى تفوقهم عليهم ، ثم يتيح لهم بعد ذلك ، حين يخلون إلى أنفسهم وقد أحصوا على هؤلاء الزملاء الضعاف و المتوسطين جهالاتهم وسخافاتهم وأغلاطهم الشنيعة ، أن يعيدوا ذلك وأن يضحكوا منه ملء أفواههم وملء جنوبهم أيضا

س13 : ما الذي كان هذا الشاب يشارك فيه هؤلاء الطلاب المتفوقين ؟ وما الذي كان لا يشاركهم فيه ؟

$           جـ : كان يشاركهم في الدرس ويشاركهم في الشاي، ويشاركهم في الزيارات ويشاركهم في بعض الشهرة .

$           - و لكن الله لم يفتح عليه بأن يشاركهم في العلم والفهم ، وفى الإبانة والإيضاح

س14 : ما الذي كان لا يطيقه الطلاب المتفوقون من هذا الشاب ؟

$           جـ : كانوا لا يطيقون جهله وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من هذا الجهل بمحضر منه ، وردوا عليه سخفه رداً عنيفاً فيه كثير من الازدراء القاسي .

 

س15 : كيف كان هذا الشاب يقابل ضحك وسخرية هؤلاء الطلاب منه ؟

$           جـ : كان يقبل ذلك راضياً ويتلقاه باسماً فلم يغضب يوماً منهم .

 

س16 : ما الذي كان يضحك الطلاب من الشاب ساكن الغرفة ؟

$           جـ : كانوا يضحكون من جهله يعلم العروض ، فكل الشواهد في كتب النحو التي كان يتعرض لها كان يرجعه إلى بحر واحد هو " البسيط " فكل الأبيات والشواهد عنده من بحر " البسيط ".

س17 : كيف تصرَّف هذا الشاب عندما أحس أنه ليس من تلك الحلبة و انه لا يستطيع أن يجري في ذلك الميدان ؟

$           جـ : أخذ يتخلف قليلاً قليلاً عن الدروس ، ويتكلف الأعذار حتى لا يشاركهم في مطالعتهم ويكتفي بالمشاركة في الشاي والطعام أحياناً والزيارات دائما.

س18 : ما العلاقة التي ربطت الصبي بالشاب ساكن الغرفة ؟وكيف انتهت ؟

$           جـ : عرض الشاب على الصبي - الذي أصبح غلاماً - أن يقرأ معه الكتب في الحديث والمنطق والتوحيد ولما لم يجد عنده فائدة ، وأن الغلام ليس فارغًا للضحك والتندر به فأعرض عنه وتخلص منه .

س19 : كيف اتصل الشاب ساكن الغرفة بالأثرياء ؟

$           جـ : ظل محسوبا على الأزهر ولكنه كان يشارك الطلاب حياتهم الاجتماعية وقد ارتفعت حياة الشباب بعض الشيء بفـضل ذكائهم و جدهم وتفوتهم ورضا الأستاذ الإمام عنهم فاتصلوا بأبناء الأسر الغنية الثرية الذين كانوا يطلبون العلم في الأزهر ، فتتبعهم ساكن الغرفة في اتصالهم بالأثرياء من طلاب الأزهر .

س20 : لماذا قاطع الشباب صاحبهم ؟وما أثر ذلك على حياته ؟

$           جـ : عندما خرج الأستاذ من الأزهر في المحنة السياسية المعروفة اتصل ساكن الغرفة بالأستاذ وشـيعته واتصل أيضاً بخصومه مشاركًا لهم ، و اتصل بخصوم الإضراب مفشَياً لهم أسرار المضربين ، فاكتشف أمره ، واتضح أيـضاً اتصاله بالمحافظة فقبع في غرفته بعدما خسر الناس جميعاً .

س21 : ما مصير ساكن الغرفة ؟ وما رد فعل أصدقائه ؟

$           جـ : مات الشاب ، أمات من علة به ؟ أم مات من حسرة ؟ أم مات من الحرمان ؟ و أما أصدقاؤه أخذهم وجوم ولم يحزنوا وإنما قالوا : " إنا لله وإنا إليه راجعون ".

الكلمة

 

 

 

 

تأثر الصبي بالربع (الدار وما حلوه /ج/ أرباع – رباع) ومن فيه

                        لقد عاش الصبي في الربع وكبر فيه وتعلم فيه من شئون الحياة والناس وأخلاقهم أشياء كثيرة لا تقل خطرا (أهمية وقيمة) عما تعلمه في الأزهر من فقه ونحو ومنطق وتوحيد.

متى بدأ الصبي دروس في الأزهر؟

                        بدأ الصبي دروسه في الأزهر بعد يومين أو ثلاثة من وصوله إلى القاهرة. وقد أسلمه أخوه إلى أستاذ أزهري جديد ظفر (نال وحصل) بدرجة الأزهر أثناء الصيف وهو في سن الأربعين من عمره, وكان سيجلس مجلس الأستاذ من صغار التلاميذ لأول مرة في حياته.

سمات الأستاذ الجديد

                        كان الأستاذ الجديد معروفا الذكاء والتفوق, غلب (قهر) الحظ ونال درجة الأزهر الثانية على الرغم من استحقاقه للأولى, ولكنه رضي وعد ذلك انتصارا كبيرا, وإن شعر بأنه ظلم لما فقد الدرجة الأولى.

                        وكان ذكاء الأستاذ محصورا على العلم, وإذا تجاوز للحياة العملية أصبح أكثر الناس سذاجة, وكان مشهورا بين الطلاب والعلماء بحبه للذات (المتع) المادية متهالك(حريص) عليها, ولكن لم يكن سبب هذا الحرص فساد خلقه أو دينه ولكنه مزاجه فقط.

                        وكان كثير الأكل محبا للحم لا يستطيع أن ينقطع عنه أو يسرف فيه (يفرط) ولو يوما وحدا, مما كلفه عناء وتعب كثير.

                        وكان صوته متهدجا (متقطع) متكسرا يقطع الحروف وتنفرج شفتاه أكثر من اللازم أثناء كلامه فلا يسمعه أحد إلا وضحك من صوته وانفراج شفتاه.

ما اسم الدرجة الأزهرية التي حصل عليها الأستاذ الجيد؟ وما أول شيء فعله؟

                        تسمى درجة الأزهر بشهادة العالمية. وبمجرد أن حصل عليها أسرع إلى شارة العلماء فاتخذها ولبس الفراجية (ثوب واسع طويل الأكمام يتزين به علماء الدين) على الرغم من أن العلماء لم يكونوا يتخذون هذه الشارة إلا بعد أن يبعد عهدهم بالدرجة وتعرف لهم سابقة وقدمه (السابقة في الأول الأقدمية) في العلم تيسر لهم حياتهم المادية بعض الشيء.

أثر تسرع الأستاذ إلى الفراجية

                        تسرع الأستاذ ولبس الفراجية فضحك منه الجميع أصحابه من الطلاب وأساتذته من العلماء, وزادهم ضحكا أنه لبس الفراجية ومشي حافيا في نعليه (يرتدي النعل بدون جوارب) زهدا منه فيها أو عجزا عنها,

الأستاذ وهيبة العلماء

                        وكان يتصنع (يتظاهر بما ليس فيه) الوقار (الرزانة والحلم والعظمة) وهيبة العلماء إذا مشي في الشارع فيمشي متثاقلا متباطئا, فإذا خطا عتبة الأزهر (دخله) نسي كل ذلك وذهب وقاره وفارق أناته ومشى مهرولا (مسرعا).

كيف عرف الصبي الأستاذ الجديد؟

                        عرف الصبي رجله قبل أن يسمع صوته,وذلك أن الأستاذ أقبل على مكان درسه لأول مرة مهرولا فعثر بالصبي وكاد يسقط, فقد داست قدماه بجلدهما الخشن يد الصبي حتى كادت أن تنقطع, ثم مضى وأسند ظهره إلى العمود الذي طالما حلم أن يسند ظهره إليه معلما.

منهج الأستاذ الجديد

                        كان كغيره من أقرانه ( أمثاله /م/ قِرن) بارع في العلوم الأزهرية ساخطا على طريقة تعليمها, فقد كان متأثرا بالأستاذ محمد عبده, ولكنه تأثر لم يبلغ الأعماق, فلم يكن مجددا خالصا ولا محافظا خالصا, مما دفع الشيخ ينظرون إليه شزرا (بمؤخرة العين) في ريبة وإشفاق.

كيف حاول الأستاذ الجديد التجديد؟

                        في يومه الأول وقبل أن يبدأ درسه الأول أعلن لتلاميذه أنه لن يقرأ عليهم كتاب (مراقي الفلاح على نور الإيضاح) كما يفعل الشيوخ للتلاميذ المبتدئين, ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب بمقدار ما في كتاب (مراقي الفلاح), وطلب منه أن يسمعوا له وان يفهموا ويكتبوا ما يحتاجون إلى كتابته.

 

ما موقف الصبي من الأستاذ الجديد؟

                        كان الأستاذ يدرس للصبي الفقه والنحو, فأما الفقه فكان درسه قيما ممتعا للفتى, وكان كذلك في درس النحو فأصبح النحو سهلا يسيرا, فلم يقرأ عليهم كتاب ( شح الكفراوي) ولم يعلمهم الأوجه التسعة لقراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا إعرابها, وإنما هيأهم ( أعدهم وجهزهم) للنحو تهيئة جيدة وعرفهم أقسام الكلام من اسم وفعل وحرف.

رأي أخي الصبي وجماعته عن الأستاذ الجديد

                        سُئل الصبي أثناء شاي العصر عن الأستاذ الجديد ومنهجه في النحو والفقه, فأعاد عليهم ما سمعه منه فشعروا بالرضا عنه وعن طريقته في التعليم.

الصبي ودرس الفقه والنحو

                        لم ينتسب الصبي إلى الأزهر من أول يوم له فيه, بل كان يحضر درسي النحو والفقه حضورا منتظما محتوما (واجبا), ويستمع إلى درس الحديث فجرا أثناء انتظاره حتى يفرغ أخوه من درس أصول الفقه ويحين درس الفقه.

ما أُثر ذلك عليه؟

                        شعر الصبي بالضيق والحيرة حتى أنه سأل نفسه: متى ينتسب إلى الأزهر ويصبح طالبا مقيدا في سجلاته؟

                        بعد مدة جاء اليوم المشهود وأُنبئ (أُخبر) الصبي أنه سيذهب إلى امتحان حفظ القرآن الذي يوطئه (يهيئه) للانتساب إلى الأزهر, ولكنه عرف بأن الامتحان بعد ساعة واحدة, فلم يكن مستعدا كما يجب لأنه لم يفكر أن يتلو القرآن منذ أن جاء إلى القاهرة, وشعر بخفقان (تحرك واضطراب) قلبه.

كيف دخل الصبي زاوية العميان؟

                        دخل الصيب زاوية العميان وهو خائف أشد الخوف مضطرب النفس, لأنه لم يقرأ القرآن ولم يراجع ما حفظه منذ أن وصل القاهرة, ولكن بمجرد أن دنا واقترب من الممتحنين زال عنه هذا الخوف فجأة والسبب في ذلك: أنه عندما كان ينتظر فراغ الممتحن من الطالب الذي أمامه, سمع الممتحن يناديه بالأعمى وقال له "اقترب يا أعمى" وهي جملة وقعت من أذنه أسوا موقع لأنه لم يسمعها قبل ذلك من أحد فقد كان الجميع يتحرز من ذكر عاهته أمامه.

ما أثر هذه الكلمة على الصبي؟

                        لقد ملأت هذه الكلمة قلبه حسرة وألما وتركت في نفسه خواطر لاذعة وألما لم ينساهما قط, ووقعت هذه الجملة من أذنه أسوأ وقع, ولولا أن أخاه أخذ بيده وقربه من هذا الممتحن لما صدق أنه المقصود بها.

لماذا شعر الصبي بهذه الحسرة؟

                        شعر الصبي بهذه الحسرة وهذا الألم, لأنه سمع هذه الكلمة لأول مرة ولأن أهله اعتادوا معه الحذر والرفق وكانوا يتجنبون ذكر هذه الآفة, ومع ذلك فهو لم ينس آفته وكان يقدر من أهله تلك الرأفة.

كيف كان امتحان الصبي؟

                        طلب إليه أحد الممتحنين أن يقرأ سورة الكهف فما قرأ بعض الآيات, حتى طلب منه أ، يقرأ سورة العنكبوت, وما كاد يقرأ بعض آياتها الأولى حتى قال له "انصرف يا أعمى فتح الله عليك"

أثر الامتحان على الصبي

                        تعجب الصبي من الامتحان وطريقته التي لا تصور شيئا ولا تدل على حفظ, وكان ينتظر أن تمتحنه اللجنة على أقل تقدير كما كان يمتحنه أبوه أو شيخ الكتاب, ولكنه انصرف راضيا عن النجاح ساخطا (كارها غاضبا) لممتحنيه محتقرا لامتحانهما.

سوار الكشف الطبي

                        لم يخرج الصبي من لجنة الامتحان حتى عطف (مال) به أخوه إلى أحد أركانها فتلقاه أحد الفراشين أو (المشدين) فربط حول معصم ذراعه اليمنى سوار من خيط جمع طرفيه بقطعة مختومة من الرصاص, وقال انصرف فتح الله عليك.

ما دلالة هذا السوار

                        لم يفهم الصبي معنى هذا السوار في بداية الأمر ولكن أخاه أخبره أن هذا السوار سيظل حول معصمه أسبوعا كاملا حتى يمر أمام الطبيب الذي سيمتحن صحته ويقدر سنه ويطعمه التطعيم الواقي ضد الجدري.

اختلفت مشاعر الصبي بعد الامتحان. وضح.

                        لقد كان الغلام جديرا بأن يفرح ويبتهج بهذا السوار لأنه يدل على أنه مرشح للانتساب للأزهر ,لأنه بذلك قد اجتاز المرحلة الأولى من مراحل الانتساب, ولكن ظل أياما مصروفا عن هذا الابتهاج ومشغولا عنه بكلمة الممتحن التي ناداه بها.

كيف أمضى الصبي أسبوع السوار؟

                        أمضى الصبي هذا الأسبوع كعادته يستيقظ على صوت الحاج علي فيذهب إلى الأزهر مع الفجر ليأخذ درس الفقه ثم يعود ويذهب مرة أخرى مع الظهر ليحضر درس النحو, ثم يعود, فيقضي وقته في مجلسه نائما أو قائما.

                        جاء يوم الامتحان الطبي والصبي يشفق (يخشى) أ، يدعوه الطبيب كما دعاه الممتحن, ولكن الطبيب لم يدعه لأنه لم يكن يدعو أحدا وإنما دفعه أخوه للطبيب فخط خطوطا في ذراعه وقال خمسة عشرة, وبذلك أصبح الصبي منتسبا للأزهر ومقيدا في سجلاته.

أثر امتحان الطبيب على الصبي

                        انتهى امتحان الطبيب وبذلك أصبح الصبي منتسبا للأزهر مقيدا في سجلاته, رغم أنه لم يكن قد بلغ السن التي ذكرها الطبيب, وعاد إلى غرفته وفي نفسه شك مؤلم ولكنه لذيذ في أمانة هؤلاء الممتحنين وفي صدق هذا الطبيب.

اللغويات

Ì                        خطراً : قيمة - السذاجة : البساطة - أدنى : أقرب مؤنثها دنيا - متهالك : مقبل في حرص شديد × مترفِّع - الإسراف : التبذير × التوفير ، الاقتصاد - عناء : تعب و مشقة × راحة - الفراجية : ثوب واسع طويل الكمين يرتديه علماء الدين - أناة : هدوء ووقار - مهرولاً : مسرعاً × مبطئاً - شزراً : نظر بمؤخرة العين في استهانة - يختلف : يتردد - محتوماً : واجباً لازماً - توطئة : تمهيداً - وجلاً : خوفاً × اطمئناناً - الآفة : العلة والمرض - يعطف : يميل ويتجه - معصمه : رسغه ج معاصم - سوار : حلقة ج أسورة ، أساور .

 

 

س & جـ

س1 : للبيئة القاهرية و للبيئة الأزهرية تأثير على طه حسين . وضِّح ذلك التأثير .

$           جـ : أكسبته البيئة القاهرية علماً بالحياة وشؤونها و الأحياء و أخلاقهم .

$           بينما البيئة الأزهرية أكسبته العلم بالفقه والنحو والمنطق والتوحيد.

س2 : تحدّث عن الشيخ الجديد الذي أتى به الأخ لشقيقه الصبي .

$           جـ : كان قد بلغ الأربعين أو كاد يبلغها. وكان معروفا بالتفوق مشهورا بالذكاء وكان ذكاؤه مقصورا على العلم ، فإذا تجاوزه إلى الحياة العملية فقد كان إلى السذاجة أدنى منه إلى أي شيء آخر. وكان يعرف بين أصدقائه الطلاب والعلماء بأنه محب لبعض لذاته المادية متهالك عليها وكان كثير الأكل

$           عاشقاً للحم ولا يستطيع أن ينقطع عن أكله والإسراف فيه يوما واحدا .

س3 : متى كان يزداد ضحك وسخرية الطلاب و الشيوخ من ذلك الشيخ ؟

$           جـ : عندما كان يتحدث ؛ لأن صوته كان غريباً متقطعاً متكسراً يقطع الحروف تقطيعاً غريباً كما أن شفتيه تنفرجان عن كلامه أكثر مما ينبغي ، وأيضاً عندما ارتدي زي العلماء (الفراجية) بمجرد أن ظفر بدرجة العالمية . وزادهم ضحكا منه وتندراً عليه أنه كان يلبس الفراجية ويمشى بلا جورب في نعليه .

س4 : كيف كانت مشية ذلك الشيخ في الشارع ؟ وفي داخل أروقة الأزهر ؟

$           جـ : كان يمشي في تثاقل و بطء متصنعاً وقار العلماء وجلال العلم فإذا دخل الأزهر ذهب عنه وقاره و لم يمش إلا مهرولاً .

س5 : عرف الصبي رجلي الشيخ قبل أن يعرف صوته .. وضِّح .

$           جـ : وذلك حينما اصطدم هذا الشيخ به وهو يسير مهرولاً كما تعود أن يمشى فعثر بالصبي وكاد يسقط من عثرته ومست رجلاه العاريتان اللتان خشن جلدهما يد الصبي فكادت تقطعهما .

س6 : ما صفات الشيخ العلمية ؟

$           جـ : كان بارعاً في العلوم الأزهرية كل البراعة ساخطا على طريقة تعليمها سخطاً شديداً . وقد بلغت تعاليم الأستاذ الإمام قلبه فأثرت فيه ، ولكنها لم تصل إلى أعماقه ، فلم يكن مجددا خالصا ولا محافظا خالصاً .

س7 : كيف كانت نظرة الشيوخ لهذا الشيخ ؟

$           جـ : كانوا ينظر ون إليه شزراً (أي في استهانة) ويتابعونه في شيء من الريبة والإشفاق

س8 : خالف هذا الشيخ الشيوخ الآخرين في طريقة تدريسه للفقه . وضِّح .

$           جـ : لأنه أعلن إلى تلاميذه أنه لن يقرأ لهم كتاب (مراقي الفلاح على نور الإيضاح) كما تعود الشيوخ أن يقرءوا للتلاميذ المبتدئين ، ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب .

س9 : ما موقف شقيق الصبي وأصدقائه من هذا الشيخ ومنهجه ؟

$           جـ : رضيت هذه الجماعة عن الشيخ وعن منهجه وأقرت طريقته في التعليم .

س10 : ما اليوم المشهود الذي كان ينتظره الصبي ؟ وهل كان مستعداً له ؟

$           جـ : هو اليوم الذي أخبر فيه الصبي بعد درس الفقه أنه سيذهب إلى الامتحان في حفظ القران توطئة (تمهيداً)لانتسابه إلى الأزهر .

$           - لم يكن الصبي قد استعد لهذا الامتحان ولو كان قد عرف من قبل لقرأ القرآن على نفسه مرة أو مرتين قبل ذلك اليوم ، ولكنه لم يفكر في تلاوة القرآن منذ وصل إلى القاهرة .

س11:ماذا كان شعور الصبي حينما أخبر بأنه سيمتحن في القرآن توطئة لانتسابه في الأزهر ؟

$           جـ : خفق قلبه وجلا وسعى إلى مكان الامتحان في زاوية العميان خائفا أشد الخوف مضطرب النفس أشد الاضطراب ، ولكنه لم يكد يدنو من الممتحنين حتى ذهب عنه الوجل فجأة ، وامتلأ قلبه حسرة وألما و ثارت في نفسه خواطر لاذعة لم يحسها قط

س12 : كيف كان وقع دعوة الممتحن للصبي بقوله : يا أعمى على نفسه ؟

$           جـ : وقعت من أذنه ومن قلبه أسوأ وقع ، ولولا أن أخاه أخذ بذراعه فأنهضه في غير رفق وقاده إلى الممتحنين في غير كلام لما صدق أن هذه الدعوة قد سيقت إليه فقد تعود من أهله كثيراً من الرفق لا هذه الغلظة الشديدة .

س13 : ما نتيجة هذا الامتحان ؟ وما سر دهشة الصبي ؟

$           جـ : النجاح ، وقد دهش الصبي لهذا الامتحان ؛ لأنه لا يصور شيئاً ولا يدل على حفظ وقد كان ينتظر علي أقل تقدير أن تمتحنه اللجنة على

$           نحو ما كان يمتحنه أبوه الشيخ . ولكنه انصرف راضياً عن نجاحه ، ساخطاً على ممتحنيه ، محتقراً لامتحانهما.

س14 : لماذا وُضِعَ حول معصمه سواراً ؟

$           جـ : كان يدل على أنه مرشح للانتساب إلى الأزهر قد اجتاز المرحلة الأولى من مراحله .

س15 : ما الذي عكر ابتهاج الصبي بهذا السوار الجديد حول معصمه ؟

$           جـ : هو انشغاله الشديد بقول الممتحن له : (أقبل يا أعمى ثم انصرف يا أعمى ).

س16 : كان للجنة امتحان القرآن والامتحان الطبي أثرها البالغ في نفس الصبي . وضِّح .

$           جـ : وذلك لأن امتحان القرآن كان بسيطاً لا يظهر شيئاً كما أن الطبيب لم يكن صادقاً في كشفه عندما حدد سنه بخمسة عشر سنة و هو كان في الثالثة عشر فقط .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة

 

 

أسباب مشقة الحياة

                        كانت هذه الحياة شاقة عليه وعلى أخيه معا, فقد كان الصبي يستقل ما يقدم إليه من علم ويتشوق إلى أن يشهد ويبدأ من الدروس أكثر من ذلك الذي كان يبدأ به حياته العليمة.

                        هذا بالإضافة إلى وحدته المستمرة في غرفته بعد درس النحو التي لم يعد يحتملها, وكان يود (يتمنى ويرغب) أن يتحرك أكثر مما يتحرك ويتكلم أكثر مما يتكلم ليتخلص من هذه الوحدة.

                        أما بالنسبة لأخيه فقد ثقل عليه اضطراره لقيادة الصبي مصبحا وممسيا ذاهبا وعائدا من الأزهر كل يوم, وثقل عليه أيضا تركه لأخيه الصبي في الغرفة وحيدا معظم الوقت, وأيضا ثقل عليه أن يهجر أصدقاءه ويتخلف عن درسه ليجلس مع الصبي في غرفته.

كيف تعامل الصبي وأخوه مع المشكلة؟

                        لم يتحدث الصبي عن مشكلته هذه مع أحد حتى مع أخيه, وكذلك لم يتحدث أخوه معه عليها, ويبدو أنه تحدث مع أصدقائه في هذه المشكلة أكثر من مرة.

متى وصلت المشكلة لأقصاها ؟

                        لقد وصلت المشكلة لأقصاها ذات ليلة, عندما دُعي الأخ وجماعته ليسْمُر (السمر حديث الليل) عند صديق سوري لا يسكن الربع ولا يسكن الحي, وقبلت الجماعة دعوة الصديق, وعادت الجماعة من درس الأستاذ الإمام بعد العشاء ليتخفف كل منهم مما يحمله من كتب وأوراق.

                        وهيأ (جهز) الفتي أخاه الصبي للنوم مثلما يفعل كل ليلة وأغلق عليه الباب, ولكنه لم يكد يصل الباب حتى سيطر الحزن على الصبي فغلبه البكاء فأجهش به (رفع صوته بالبكاء), ولكنه حاول أن يكظم (يكتم) صوته ما استطاع, ويظن بأن أخاه قد سمعه ولكنه لم يغير رأيه وأغلق الباب واستمر في طريقه.

كيف حاول الفتى أن يخفف عن أخيه الصبي؟

                        بكي الصبي ما أرضى نفسه وانقضت الليلة مثل كل ليلة لا يستطيع النوم إلا بعد عودة أخيه, ولكن في الصباح بعد أن عاد الصبي من درس الفقه وأفطر قدم له أخوه ألوانا من الحلوى كان قد اشتراها له في أثناء عودته من سمره, وهنا فهم الصبي وفهم الفتى ولكن لم يتحدثا عن الأمر.

 

كيف انتهت وحدة الصبي؟ ( كيف تم حل المشكلة)

                        بعد يوم ويوم آخر, وصل كتابا للشيخ سلمه له الحاج فيروز, ولما فضه (فتحه) وقرأ ما فيه, وضع يده على كتف الصبي وقال له بصوت ملأه بالحنان والرفق, " لن تكون وحيدا في الغرفة منذ الغد, فسيحضر ابن خالتك طالبا للعلم وستجد منه مؤنسا ورفيقا"

اللغويات

Ì                        مُؤنساً : مسليّاً × موحشاً - تسمر : تسهر ليلاً - أَجْهَشَ بِالبكاء : تهيأ له وهم به - كظمه : كتمه وحبسه - فضّه : فتحه ,

 

س & جـ

س1 : لماذا كانت تلك الحياة شاقة على الصبي وعلى أخيه ؟

$           جـ : لأن الصبي كان يستقل ما كان يقدم إليه من العلم ويتشوق إلى أن يشهد أكثر مما كان يشهد من الدروس ، كما أن وحدته في الغرفة بعد درس النحو قد ثقلت عليه حتى لم يكن يستطيع لها احتمالا وكان يود لو استطاع الحركة أكثر مما كان يتحرك والكلام أكثر مما كان يتكلم .

$           - أما أخوه فقد ثقل عليه اضطراره إلى أن يقود الصبي إلى الأزهر وإلى البيت مصبحاً وممسياً. وثقل عليه أيضا أن يترك الصبي وحده أكثر الوقت ، ولم يكن يستطيع أن يفعل غير هذا فلم يكن من الممكن ولا من الملائم لحياته ودرسه أن يهجر أصدقاء ويتخلف عن دروسه ويقيم في تلك الغرفة ملازماً للصبي مؤنساً له

س2 : ولكن المشكلة بلغت أقصاها ذات ليلة وانتهت إلى الحل بعد ذلك .. ما المشكلة المقصودة ؟ وكيف عبر الصبي عن تأثره بهذه المشكلة ؟ وما الحل الذي انتهت إليه ؟

$           جـ : المشكلة المقصودة : مشكلة الوحدة القاسية التي يعانيها الصبي وعدم قدرة شقيقه على رعايته لانشغاله بدروسه و أصدقائه ، وقد بلغت أقصاها عندما خرج شقيقه ذات يوم ليسهر عند صديق سوري يسكن بعيداً فلم يتمالك الصبي نفسه لدرجة أن الحزن قد غلب نفسه فأجهش ببكاء وصل إلى أذن أخيه .و الحل الذي انتهت إليه : وصلت رسالة تفيد بأن ابن خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له.

س3 : لقد حاول الشيخ الفتي أن يدخل السرور على شقيقه . فماذا فعل ؟

$           جـ : بأن اعتذر بطريق غير مباشر بشرائه ألواناً من الحلوى للصبي

س4 : ما مضمون الرسالة التي أسعدت الصبي و الفتى ؟

$           جـ : مضمونها أن ابن خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له ولن يبقى وحيداً بعد ذلك.

 

الكلمة

 

 

 

كيف كانت لعلاقة بين الصبي وابن خالته؟

                        كان ابن خالته رفيق صباه وصديقا أثر(مفضلا) وكان كثيرا ما يهبط من بلدته في أعلى الإقليم لزيارة الصبي فيمكث معه الشهر والأشهر, يختلفان (يترددان) معا إلى الكتاب فيلعبان وإلى المسجد فيصليان, ثم يعودا إلى البيت مع الأصيل (قبيل الغروب /ج/ آصال)

                        وكانا في البيت يقرءان في كتب القصص والسمر ويلعبان وكثيرا ما كانا يحلمان ويتمنيان, وتعاهدا على ن يذهبا معا للقاهرة ويطلبان العلم في الأزهر.

اشترك الصبيان في انتظار الأزهر. وضح.

                        لقد كان ابن الخالة يهبط من أعلى الإقليم في الصيف, وقد أعطته أمه النقود والزاد وودعته وهي تظن انه سيرافق الفتى الأزهري إلى الأزهر, ولكن سرعان ما يضيع حلمه ويشارك الصبي في الانتظار ثم الغضب ثم الحزن والبكاء, وما كان ذلك إلا أن الأسرة أو الفتى الأزهري رأى أنه ما زال مبكرا لم يئِن (يحين موعد) أن يذهب الصبي وابن الخالة إلى الأزهر, فكان يفترقان ويعود الصديق ابن الخالة إلى أمه محزونا.

                        لم يكن غريبا على الصبي أن يقع هذا الخبر على نفسه موقعا حسنا لما بينه وبين ابن خالته من صداقة ومشاركة في الحزن والفرح. وقضى الصبي ليلته مبتهجا لم يسمع للغرفة ولا لحشرات صوتا كما كان يحدث كل ليلة, فقد كان مشغولا بفرحة وابتهاجه بخبر حضور ابن خالته عن صوت الحشرات, ولكنه شعر بالأرق والقلق لما استبطأ الصبح (رآه بطيئا) وتعجل الوقت.

كيف قضى الصبي صباحه في هذا اليوم؟

                        ذهب الصبي إلى الأزهر فاستمع إلى درس الحديث والشيخ يتغنى به سندا (السند هو نسب الحديث لقائله ورفعه إليه) ومتنا (المتن الأصل الذي يشرح وتضاف إليه الحواشي) ولكنه لم يهتم بما يقول الشيخ ولم يلق له بالا (اهتماما) قد كان مشغولا بحضور صديقه.

                        ثم جاء درس الفقه فلم يجد مفرا من الاستماع والاهتمام لأن أخاه أوصى به الشيخ الذي كان يحاوره ويناظره ويضطره إلى الاستماع والفهم.

كيف كان الصبي غرفته وقت الضحى؟

                        ثم عاد إلى الغرفة فأنفق (قضى) وقته في هدوء وقلق, فقد كان هادئا في ظاهر الأمر حتى لا يظهر( يطلع) أخوه أو أحد من أصحابه على أن هناك شيء تغير فيه, وكان قلقا في دخيلة نفسه (عمق /ج/ دخائل) لأنه يتعجل الوقت ويستبطئ العصر الذي سيصل فيه القطار إلى محطة القاهرة.

طريق ابن الخالة من المحطة إلى الربع

                        حينما دعا المؤذن لصلاة العصر لم يبق على لقاء الصبي بابن الخالة إلا وقت قصير تقطع فيه العربة النقل المسافة بين المحطة والحي, وتمر في طريقها بباب البحر فباب الشعرية وتنتهي إلى الباب الذي ستنعطف نحوه فتمر بين دخان القهوة وقرقرة الشيشة.

وصول ابن الخالة

                        سمع الصبي قدمان تضربان أرض الربع ولم يتردد في معرفة صاحبهما, فقد كان ابن خالته, الذي ألقى عليه سلاما ضاحكا وتعانق وهما يضحكان.

                        وبدأ سائق العربة في نقل ما أحضرته الأسرة من الطرف (المستحدث من كل شيء/م/ طرفة) والزاد.

ما الذي تأكد منه الصبي؟

                        تأكد الصبي أن العشاء هذه الليلة سيكون دسما, وأن الأصدقاء جميعهم سيشاركون فيه, وانه لن يخلو الصبيان إلى بعضهما حتى يقوم القوم ليشهدوا درس الأستاذ الإمام.

ما أثر وصول ابن الخالة على حياة الصبي؟

                        لقد كان لابن الخالة أثر كبير في حياة الصبي, فقد تغيرت حياته تغيرا شاملا, فذهبت عنه الوحدة والعزلة حتى أنه رغب فيها في بعض الأحيان, وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى.

اللغويات

Ì                        أثيراً : مفضّلاً - يختلفان : يترددان - الأصيل : الوقت قبيل الغروب ج آصال ، أَصَائِل ، أُصُل ، أُصْلان - يئن : يحين - السند : إسناد الحديث لقائله - المتن : الأصل الذي يُشْرَح ج متون - يناظره : يناقشه ويحاوره - الطرف : م الطُّرْقَة ، وهي كل جديد مستحدث - الزَّاد : طعام المسافر ج أزْواد وأَزْوِدَة .

س & جـ

س1 : لماذا وقع خبر حضور ابن الخالة من نفس الصبي موقعاً حسناً ؟

$           جـ : لأن ابن خالته هذا كان رفيق صباه وصديقه المفضّل الذي يلعب معه و يخرج معه ، وكانت أمانيهما وأحلامهما مشتركة ، كما أنه جاء في وقت صعب للصبي الذي كان في حاجة إليه فقد كان يعيش في وحدة قاسية و عزلة أزالها ابن الخالة عندما جاء إلى القاهرة .

س2 : لماذا كان ابن خالة الصبي يعود إلى أمه محزوناً كئيباً ؟عندما كانا يفترقان .

س3 : (وقد أقبل الليل وملأ الغرفة بظلمته ، ولكن الصبي لم يسمع للظلمة في تلك الليلة صوتاً ولا حديثاً ) ..ماذا يقصد بصوت الظلمة هذا ؟

$           جـ : يقصد بصوت الظلمة صوت حشرات الغرفة والحيوانات الصغيرة التي كانت تجوب الغرفة ليلاً ، وأصواتها مسموعة وحركاتها محسوسة تثير الفزع .

س4 : ولقد أرق الصبي ليلته كلها ولكنه كان أرقاً ، فرحاً ، مبتهجاً ..

لماذا اختلف أرق هذه الليلة عن أرق الليالي السابقة ؟

$           جـ : لأن أرق الليالي السابقة كان مصدره الوحدة القاسية و الخوف و الفزع و العزلة اللعينة ، أما أرق هذه الليلة فمحبوب ؛ لأن مصدره السرور و الابتهاج بمجيء صديق حبيب إلى قلبه .

س5 : كيف تغيرت حياة الصبي كلها منذ قدوم ابن خالته إلى القاهرة ؟

$           جـ : ذهبت عنه العزلة القاسية حتى رغب فيها أحيانا وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى.

الكلمة

 

 

 

أقل ما تغير في حياة الصبي

                        لقد تغيرت حياة الصبي منذ وطأ ابن خالته القاهرة, وأيسر (أقل -أسهل) ذلك أنه هجر ذلك البساط البالي(التالف) العتيق(القديم) الذي كان يجلس عليه قبل ذلك معظم وقته, بل أصبح لا يعرفه إلا حين يجلس للإفطار أو العشاء أو حين يأوي (يلجأ ويذهب) إلي مضجعه (مكان نومه /ج/مضاجع) حينما يتقدم الليل.

أين كان يقضي الصبي يومه؟

                        لقد كان يقضى يومه كله أو أكثره في الأزهر وما حوله من المساجد التي يختلف فيها إلى بعض دروسه. فإذا عاد إلى الربع لم يدخل غرفته إلا ليتخفف من عباءته ثم يخرج ويجلس مع صاحبه على بابها على فراش من الُّلبد ( بساط مصنوع من الصوف /ج/ ألباد ولبود) ولم يكن يترك للمارة في ذلك الطريق إلا موضع قدم أو قدمين.

مجلس الصبيين على باب الغرفة

                        لقد كان هذا المجلس بالنسبة للصبيين مجلس لهو ودرس, فقد كانا يلهوان ويتحدثان قليلا ويقرءان كثيرا, وقد يفزعان لما يجري في الطبقة السفلي من أحداث أو أصوات فيرى أحدهما ويسمع الآخر ثم يفسر له صاحبه ما لا يراه.

أثر ابن الخالة على الصبي

                        بالنسبة للربع: عرف الصبي الربع وأهله أكثر مما كان يعرف قبل وصول ابن الخالة, فقد سمع من أحاديث الناس أكثر مما كان يسمع وعاش جهرا بعد أن كان يحيا بينهم سرا.

                        بالنسبة للأزهر: لم تكن متعة الصبي ولذته الحقيقية في الربع, وإنما كانت في الأزهر, فقد استراح من درس الفجر (الحديث) وتلبث (طال انتظاره) في الغرفة حتى يدنو درس الفقه.

                        بالنسبة للطريق: لم يكن يخرج الصبي من غرفته إلا مع اقتراب درس الفقه, فيسلك نفس الطريق الذي يسلكه مع أخيه ولكنه يسلكه مع صاحبه متحدثين مرة بالجد وأخرى بالهزل, وكثيرا ما انحرفا عن حارة (الوطاوط) القذرة, وسلكا طريق(جعفر خان) النظيف, وفي كلتا الحالتين ينتهيان إلى شارع سيدنا الحسين.

ما العادة التي تعودها الصبي منذ أن جاء ابن الخالة؟

                        علمه ابن الخالة أن يقرأ الفاتحة كلما مر بمسجد الحسين حتى  تعود على ذلك, فلم يمر بهذا المسجد يوما حتى بعد أن تقدمت به السن واختلفت أطوار حياته إلا وقرأ الفاتحة.

الصبي وصديقة والطعام

                        لقد تغيرت حياة الصبي تغيرا تاما بوجود صديقه, حتى في الطعام, فقد اختلف ما كان يأكله منذ أن جاء ابن الخالة إلى القاهرة عما كان يأكله قبل وجوده.

كم من المال الذي خصصه لهما الفتى أخو الصبي؟

                        فقد خصص لهما الأخ الفتي مقدارا يسيرا من النقد(المال /ج/ نقود) لم يتعد القرش الواحد كل يوم لإفطارهما على أن يأخذا جراية (عدد من الأرغفة تجرى على كل طالب من الأزهر) الشيخ الفتى من رواق الحنفية (مكان مخصص لطلاب الأزهر الوافدين الذين يدرسون المذهب الحنفي بالأزهر) وهي عبارة عن أربعة أرغفة يأكلان منها رغيفين في الإفطار ورغيفين في العشاء.

كيف عرف الصبي وصديقه الاحتيال على قلة المال؟ (كيف تعلما الاقتصاد؟)

                        لقد تعلم لصبي وابن خالته كيف يقتصدان ليمتعا أنفسهما بعض ما تتوق به النفس من طرائف (المستحدث والغريب والطيب من الطعام /م/ طريفة × التالد والتليد) الطعام والشراب, ومن ذلك .....

                        (البليلة) وكانا إذا خرجا مع باكرا وخرجا من الفجوة الضيقة من الباب المقفل , واستدارا ليأخذا طريقهما إلى الأزهر, توقفا عند بائع البليلة التي كانا يحبانها حبا شديدا لكثرة ما أكلا منها في الريف, ولكثرة ما يوضع عليها من السكر الذي يختلط بحبات البليلة ويذوب في مائها الحار, ومن شدة حرارة الماء لا يكادان يسيغانه (يستعذبانه ويسهل مدخله في الحلق).

( أثر البليلة على الصبيين)

                        فتطرد عنهما بقية النوم وتبث في جسميهما النشاط وتثير في أفواههما وأجوافهما لذة ومتعة, وتُهيئهُما لدرس الفقه بعد أن عمرت بطونهما ورءوسهما معا. (التين المرطب) ويُقدم عند الباعة في شارع سيدنا الحسين فيجلسان على مجلس ضيق من الخشب مفروش بحصير ضيق أو غير مفروش في كثير من الأحيان, ولكنه وثير (ناعم لين) وينتظران البائع الذي يقدم لهما التين المرطب في إناء صغير فيلتهمانه التهاما ثم يعبان نم مائه عبا ثم يأكلان ما تحته من زبيب في أناة وهدوء. (الهريسة والبسبوسة) وفي بعض الأحيان أثناء عودتهما من الأزهر عصرا كانا يجوران على ثمن العشاء فيقفان عن بائع الهريسة أو بائع البسبوسة ويأكلان ما يرضي لذتهما البريئة من هذين اللونين من الحلوى, وكانا في ذلك مطمئنين على طعام الإفطار والعشاء.

مم تكون طعام الإفطار؟ (كيف ينفق الصبيين القرش؟)

                        لقد كان تدبير طعام الإفطار أمرا يسيرا, فكان يكفيهما أن يقفا عند أحد باعة الفول النابت ومعهما الرغيفين ويدفعان له (مليمين ونصف المليم) واشتريا بنصف مليم حزمة كراث, فيقدم لهما البائع طبق ضخم عميق امتلأ مرقا وسبحت فيه حبات الفول, فيغمسان رغيفهما في المرق ويتصيدان ما يستطيعان من حبات الفول, ويلتهمان ما تحمله يدهما اليسرى من كراث. وبانتهاء الرغيف والكراث يكونا قد امتلآ أو كادا يكتظان (يمتلآن) فيقبل الصديق على ما تبقى من مرق فيعرض على الصبي أن يشربه فيستحي الصبي أن يقبل فيضحك ابن الخالة ويشرب ما تبقى من المخرق حتى يعيده إلى البائع نظيفا.

متعة العقل بعد متعة البطن

                        وبعد أن أرضى الصبي وصديقه بطنيهما من طعام الإفطار, أسرعا إلى الأزهر ليرضيا عقليهما من العلم, فكان يحرص كل الحرص على حضور درس الفقه والحديث على يد الشيخ المجدد المحافظ حرصا على رضا أخيه.

كيف كان يرضى الصبي أخاه ونفسه في ذات الوقت؟

                        كان إذا أفطر أسرع إلى الأزهر وحافظ على درس الشيخ المجدد المحافظ (درس النحو الفقه) طاعة لأخيه وإرضاء لنفسه.

                        ولكنه كان يطمع في أن يسمع لغير هذا الشيخ وأن يذوق غير هذين اللونين من العلم, وقد أتيح له ذلك بفضل هذه الدروس التي تلقى على الطلاب في الضحى بعد إفطارهما.

 

سمات درس شرح الكفراوي

                        كان يلقى في الضحى من كل يوم على يد شيخ جديد في الدرجة قديم في الأزهر, تقدمت  به السن طال عليه الانتظار حتى حصل على درجة العالمية, وبدأ كما يبدأ أمثاله بقراءة (شرح الكفراوي)

ما الذي أغرى الصبي بالمواظبة على درس شرح الكفراوي؟

                        لقد سمع الصبي كلاما كثيرا من أخيه الشاب والشيخ الأول عن شرح الكفراوي, يظهر سخطهما عليه وعبثهما به, مما شجعه على الاستماع لهذا الدرس حتى افتتن به.

ما أثر استماع الصبي لدرس شرح الكفراوي عليه؟

                        بمجرد أن حضر الصبي وصديقه واستمع للأوجه التسعة لقراءة وإعراب (بسم الله الرحمن الرحيم) حتى افتن (أعجب) بهذا اللون من العلم وكلف به (تعلق به), وأصبح يواظب على حضوره لهذا الدرس في دقة كما كان يواظب على حضور درسه الأول على يد الشيخ الأول.

درس النحو تعلم ولهو لدى الصبي

                        كان الصبي يرى في درسه الأول تعلما لعلم النحو وذلك أن الشيخ الذي اختاره له أخوه كان يعلمهم مبادئ النحو وأساسياته, وأما في درسه الجديد فقد كان يلهو بالدرس والشيخ معا, فكان يلهو في هذا الدرس بالإعراب المتصل الذي ألح فيه الشارع على المنتن إلحاحا شديدا.

                        كما كان يلهو بهذا الشيخ الذي كان يقرأ المتن (الأصل الذي يشرح منه) والشرح ويفسر ما يقرأ في صوت غريب يدفع للضحك, وذلك أنه كان يغنى ولا يقرأ, كما أن غناؤه لم يكن يصعد من صدره وإنما يهبط من رأسه, وكان صوته غريبا يجمع بين صلتين متناقضتين, فهو أصم مكظوم (مملوء فمه) وفي ذات الوقت ممتدا عريضا.

صفات الشيخ الجديد

                        لقد كان الشيخ من أهل الصعيد بل هو من أقصى الصعيد لم يغير لهجته الإقليمية في الكلام أو القراءة ولا في الغناء, وكان غليظ الطبع يقرأ في عنف ويسأل في عنف ويرد علي طلابه في عنف, وكان سريع الغضب لا يكاد يسأله أحد طلابه حتى يشتم السائل فإن ألح عليه في السؤال لكمه بيده إذا كان قريبا وإن كان بعيدا رماه بحذائه الغريب.

حذاء الشيخ

                        كان حذاء الشيخ غليظا كصوته جافيا كثيابه وكان مليئا بالمسامير التي تحفظه من البلى (التلف), حتى أن الصبي كان يفكر في مصير ذلك الطالب الذي يرمى بالحذاء في وجهه أو ما كشف من جسده.

أثر طبع وحذاء الشيخ على طلابه

                        لقد أشفق الطلاب (خافوا) من سؤال الشيخ فخلوا (تركوا) بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء, ومن أجل ذلك لم يضع وقت الشيخ ولا وقت الطلاب, فقد بدأ سنته بشرح الكفراوي وأنهاها وقد أنهى شرح الكفراوي والشيخ خالد إلا كتابا واحدا من شرح الشيخ خالد, وعلى النقيض نجد أن الشيخ المجدد المحافظ لم يكن قد تجاوز بطلابه الأبواب الأولى من النحو.

أثر الشيوخ على حياة الصبي النحوية

                        قضى الصبي إجازة الصيف ثم عاد إلى الأزهر فلم ير شيخه المجدد المحافظ, وإنما سلك طريق سائر الأزهريين فدرس في الفقه شرح (الطائي على الكنز) وحضر في النحو (حاشية العطار على شرح الأزهرية).

                        ويطالبنا الكاتب ألا نستبق الأحداث وأن نبقى معه في السنة الأولى للصبي في الأزهر.

                        فإذا انتهى من درس الضحى انتقل إلى درس الظهر ثم يعود إلى غرفته فيطالع مع صديقه دروس الغد كما يفعل أصحاب الجد من الطلاب, وقد يمضي وقته في قراءة كتب مختلفة قد يقرأ ما فيها وقد لا يفهم.

عشاء الصديقين

                        إذا بدأت غروب الشمس أقبل الصديقان على العشاء بحسب ما بقي معهما من مال,

                        فإن تبقى معهما نصف قرش قسماه نصفين فاشتريا بنصفه شيئا من الحلوى الطحينية وينصفه الآخر شيئا من الجبن وقطع الحلاوة, وكانا يشعران بأن لهذا المزاج الغريب طعما لذيذا.

                        وإن ولم يتبق لهما إلا ربع قرش بعد أن أسرفا في شراء البليلة أو التين صباحا اشتريا به شيئا من الطحينة وصبا عليها العسل الأسود أو الأبيض الذي كان يأتيهما من الريف.

                        فإن ولم يتبق شيئا بعد أن جارت البليلة أو التين أو كلاهما على نقدهما, لم يشعرا بالهم, وذلك أنهما حفظا رغيفيهما ويغمسانهما في صفيحة العسل الأسود أو صفيحة العسل الأبيض, وذلك يجزئ(يكفي ويغني) عن الحلاوة الطحينية والجبن والطحينة.

                        وقد يبيحان لأنفسهما في هذا البؤس شيئا من الترف فيقسما الرغيف فيغمسا نصفه في العسل الأسود والنصف الآخر في العسل الأبيض.

درس المنطق

                        إذا ما صعد المؤذن إلى المئذنة ليؤذن للمغرب, أسرع الصديقين إلى الأزهر ليحضرا بعد الصلاة درس المنطق كالكبار وهو (متن السلم للأخضري).

شيخ درس المنطق

                        لم يكن شيخا بل كانا يحضران على يد طالب يرى في نفسه أنه عالم, رغم أن الأزهر لم يعترف له بالعالمية, رغم طول دراسته في الأزهر وإلحاحه في طلبها, ولكنه لم يظفر بها, فلم يرض بحكم الممتحنين ولم ييئس فكان يطاولهم (يجادلهم) بحضور الدرس والامتحان ويغيظهم من جهة أخرى بجلوسه إلى أحد الأعمدة بعد المغرب ومن حوله بعض الطلاب يقرأ عليهم كتابا في المنطق كما يقرأ العلماء الممتازون, ولم يكن يقدر على تعليم المنطق إلا هؤلاء الممتازون من العلماء.

رأي الصبي في طالب الشيخ

                        يرى الصبي أن ذلك الطالب الشيخ لم يكن بارعا ولا ماهرا في التعليم وأن جهله وعجزه يظهران لكل من يسمعه حتى لهؤلاء الطلاب المبتدئين, وكان حاد الطبع سريع الغضب ولكنه لم يكن يشتم أو يضرب لعدم حصوله على درجة العالمية, والتي تبيح له ضمنا ذلك.

ما رأي الصبي في درجة العالمية؟

                        رأى الصبي أن درجة العالمية كانت تمنح صاحباه ضمنا حق الشتم والضرب لطلابه.

من أين جاء هذا الطالب؟

                        جاء هذا الطالب من أقصى الصعيد فاحتفظ بلهجته ولم يغير منها شيء في حديثه أو قراءته.

تحذير أخو الصبي للصديقين من الطالب الشيخ

                        لقد سمع الصبي وصديقه كل هذه الأمور عن ذلك الطالب الشيخ من أخيه ومن كبار الطلاب ولكنهما لم يمتنعا عن الحضور والمواظبة (المداومة) عليه.

                        فقد أرادا أن يقولا لأنفسهما أنهما يدرسان المنطق, وليقولا لأنفسهما أنهما يذهبان للأزهر بعد صلاة المغرب ويعودان منه بعد العشاء كما يفعل الطلاب الكبار والمتقدمون.

 

نهاية العام الدراسي

                        انتهت السنة الدراسية في الأزهر وقدم الصيف وختمت دروس الفقه والنحو, وأسرع الطلاب يتفرقون إلى أهليهم في المدن والقرى وكان الصبي يتشوق إلى هذه الأجازة ويتحرق حنينا إلى الريف.

 

الصبي والإجازة

                        جاء الصيف ومعه الإجازة ولكن الصبي لم يشأ أن يعود إلى الريف, وامتنع عن العودة, وكان في ذلك صادقا متكلفا (مظهر غير الحقيقة)

                        فكان صادقا لأنه أحب القاهرة وكلف بها (أولع بحبها) وشق عليه (صعب واشتد×سهل ولان) فراقها والرحيل.

                        وكان متكلفا, لأنه رأى ما يقوم به أهوه من إنفاق معظم الإجازة في القاهرة, فكانت الأسرة تكبر منه ذلك (تعظمه) وتراه آية ودليل على الجد والاجتهاد, فأراد أ، يصنع ما يصنعه أخوه فتظن فيه الأسرة والناس ما يظنوه في أخيه.

هل نفعه حبه أو تكلفه للبقاء في شيء؟

                        بطبيعة الحال لم ينفعه ذلك الحب أو ذلك التكلف , فقد قرر الأخ أن يرسله وصديقه إلى القرية, فأخذتهما عربة من عربات النقل ومعهما ملابسهما في حزمتين, ثم أخذ لها تذكرتين ثم وضعهما في القطار في عربات الدرجة الثالثة, وانطلق بهما القطار, وبعد محطة أو محطتين نسي الصبي وصديقه القاهرة والأزهر والعلم وبدا يتذكران الريف ومتعته ونعيمه

 

اللغويات

Ì                        أيسر : أبسط وأقل - مضجعه : مكان نومه ج مضاجع - اللبد : الصوف - جهرة : علناً - الخصبة : أي الثرية - تلبّث : استقر- دأب : استمر- رواق : مكان الدراسة ج أروقة ، روق - يسيغانه : أي يشربانه - وثيراً : مريحاً ناعماً ج وثائر - يعب الماء: يشربه - مرق : شُرْبة - يواظب : يداوم × ينقطع - جافياً : غليظاً - البلي : القدم - يطاولهم : ينافسهم - أية : علامة .

 

س & جـ

س1 : اتسعت دائرة الحياة عند الصبي بعد قدوم ابن خالته . وضِّح .

$           جـ : بالفعل فقد هجر الغرفة التي كان يبقى فيها وحيداً و أصبح لا يراها إلا حين كان يجلس للإفطار أو العشاء وحين كان يأوي إلى مضجعه - أصبح يقضي يومه كله أو أكثره في الأزهر وفيما حوله من المساجد التي كان يختلف (يتردد) فيها إلى بعض الدروس .

س2 : لماذا عرف الصبي الربع أكثر مما كان يعرفه قبل أن يأتي ابن خالته ؟

$           جـ : لأنه أصبح يرى بعيني ابن خالته ما لم يكن يراه ، وعرف من شئون أهل الربع أكثر مما كان يعرف وسمع من أحاديثهم أكثر مما كان يسمع و عاش جهرة بينهم بعد أن كان يعيش سرا.

س3 : ما العادة التي التزمها الصبي منذ أقبل ابن خالته ؟

$           جـ : العادة هي : قراءة الفاتحة كلما مر بمسجد سيدنا الحسين .

س4:ما مصروف الصبيين اليومي ؟ وما الجراية التي كان يأخذها الشيخ الفتى ويعطيها لهما ؟

$           جـ : كان قرشاً واحداً ، و الجراية كانت أربعة أرغفة .

 

س5 : كان الصبيان يحرصان على إرضاء أجسامهما أولاً . فماذا كانا يفعلان ؟

$           جـ : كانا في الصباح يقفان عند بائع البليلة فيأخذان منه قدراً من هذا الطعام الذي كانا يحبانه ثم يأكلان التين المرطب ، قبيل العصر يقفان عند بائع الهريسة ليرضيا لذاتهما البريئة إلى هذا اللون من الحلوى .

س6 : لماذا كان الصبي يحرص على أن يقبل على درس شيخه المجدد في الفقه والنحو ؟

$           جـ : حرصاً على طاعة أخيه من جهة وإرضاء لنفسه من جهة أخرى .

س7 : بمَ وصف الكاتب شيخ النحو في الأزهر ؟

$           جـ : كان يقرأ في صوت غريب مضحك ، فهو لم يكن يقرأ وإنما كان يغنى وكان الشيخ على هذا كله غليظ الطبع يقرأ في عنف ويسأل الطلاب ويرد عليهم في عنف وكان سريع الغضب ، لا يكاد يسأل حتى يشتم فإن ألح عليه السائل لم يعفه من لكمة إن كان قريباً منه ، ومن رمية بحذائه إن كان مجلسه منه بعيداً. وكان حذاء الشيخ غليظاً كصوته جافياً كثيابه .

س8 : ومن أجل ذلك أشفق الطلاب من سؤال الشيخ وخلّوا بينه وبين القراءة والتفسير ..

لماذا أشفق الطلاب من سؤال الشيخ ؟

$           جـ : وذلك ليتجنبوا إيذاءه وضربه و شتمه المتكرر ، فقد كان سريع الغضب .

س9 : علل : حضور الصبيين درس المنطق رغم ضعف الشيخ علمياً .

$           جـ : ليقولا لأنفسهما إنهما يدرسان المنطق ، وليقولا لأنفسهما إنهما يذهبان إلى الأزهر بعد صلاة المغرب ويعودان منه بعد صلاة العشاء كما يفعل الطلاب الكبار

س10 : علل : رغبة الصبي في قضاء الإجازة في القاهرة .

$           جـ : لأنه أحب القاهرة وأصبح لا يطيق البعد عنها ، كما أنه أراد أن يصنع ما يصنعه أخوه - الذي يقضى أكثر إجازاته في القاهرة - فيحظى بما كان أخوه يحظى به من تقدير والديه ؛ لأن ذلك في نظرهما دليل جد و اجتهاد .

 

الكلمة

 

 

 

ما الذي أنكره الصبيان عندما عادا إلى المدينة؟

                        وصل الصبيان بعد صلاة العشاء إلى محطة القطار في المدينة فلم يجدا أحدا في انتظارهما, ولما وصلا إلى الدر وجدا أن كل شي كما هو لم يتغير شيء. فقد فرغت الأسرة من العشاء منذ وقت طويل, وأتم الشيخ صلاته ثم خرج لأصحابه, ,أسرعت الأخت الصغرى تحمل الصبيان واحدا تلو الآخر إلى مضاجعهم بعد أن تناوموا (تظاهروا بالنوم) والأم قد اضطجعت على فراش من لبد تستريح من عناء اليوم, ولكنها لا تستطيع بعد أن تجتمع بناتهما حولها يتحدثن كالعادة, فإذا عاد الشيخ أوت الأسرة كلها إلى مضاجعها, فلا يسمع إلا صوت الكلاب وتصايح الديكة في الدار وفي أطراف القرية.

ما أثر وصول الصبيان على الأسرة؟

                        لما دخل الصبيان على الأٍسرة أصابها الوجوم (السكوت على هم وحزن) لأنها لم تخبر بأنهما في الطريق فلم تعد لهما طعاما خاصا ولا حتى الطعام المألوف, كما أنها لم ترسل إليهما أحدا ليستقبلهما في محطة القطار.

استقبال الأسرة وأثره على الصبي

                        استقبلت الأسرة استقبالا لم يكن يتوقعه, فقد كان ينتظر أن تستقبله الأسرة كما تستقبل أخاه الأزهري بحفاوة (مبالغ في الإكرام) وفرح واستعداد عظيم. وفقد نهضت الأم وقبلته ثم ضمه أخواته إلى صدورهن, وأعطاه أباه يده فقبلها ثم سأله عن أخيه في القاهرة, ثم أوت الأسرة كلها إلى الفراش.

                        فقد خاب أمله في الاستقبال والحفاوة, ونام الصبي على مضجعه القديم وهو يكتم كثيرا من غيظه وكثيرا من خيبة الأمل.

استقبال الناس للصبي

                        مضت الحياة في القرية كما هي قبل أن يذهب إلى القاهرة, فأصبح كأنه لم يذهب إلى القاهرة ولم يتعلم في الأزهر النحو والفقه والحديث والمنطق.

                        فالناس لم يذهبوا إلى بيته ليسلموا عليه ويرحبوا به بل كانوا يقابلونه في الطريق بفتور وإعراض, ويلقون عليه سؤالهم ها أنت ذا؟ أعدت من القاهرة؟ كيف أنت؟, ثم يسألونه عن أخيه الفتى الأزهري. واضطر للعودة إلى الكتاب مرة أخرى وعاد ليقبل يد سيدنا ويلقاه بالتحية والإكرام, ويضطر لسماع كلامه الفارغ الذي اعتاد أن يسمعه قبل ذهابه للقاهرة.

                        حتى التلاميذ يلقونه كما كانوا ولا يشعرون بأنه غاب عنهم سنة كاملة في القاهرة, بل لم يسأله أحد منهم عما رآه أو سمعه في القاهرة, ولو سألوه لأخبرهم بالكثير.

أثر هذا الاستقبال على الصبي

                        استقر في نفس الصبي أنه ما يزال, كما كان قبل رحلته إلى القاهرة, قليل الخطر (الأهمية) ضئيل الشأن, لا يستحق عناية به ولا سؤالا عنه, فآذى ذلك غروره, وقد كان غروره شديدا, وزاده ذلك إمعانا (تأكيد) في الصمت وعكوفا (إقبالا على نفسه والتزاما) على نفسه وانصرافا إليها.

تمرد الصبي:  (كيف لفت الصبي أنظار الناس إليه؟)

                        لم تمر أيام حتى غير الصبي رأي الناس فيه ولفتهم إليه, ولكنه ليس لفت عطف أو شفقه أو مودة, ولكنه لفت إنكار وإعراض وازورار (ميل وانحراف)وأصبح ينكر ما كان يألفه وينكر ما كان يعرف, ويتمرد (يعاند في إصرار وعصيان) على من يظهر لهم الإذعان (الخضوع والانقياد), وقد كان صادقا في ذلك أول الأمر فلما أحس منهم الإنكار والازورار والمقاومة لما يقول, تكلف العناد وغلا (زاد) في الشذوذ (الانفراد ومخالفة الجماعة).

كيف تمرد الصبي على والده؟

                        وازداد الأمر عندما سمع أباه يقرأ (دلائل الخيرات) كما كان يفعل دائما بعد صلاة الصبح أو العصر, فرفع كتفيه وهز رأسه ثم ضحك, وقال لإخوته "إن قراءة دلائل الخيرات عبث لا غناء فيه"

                        لم يهتم به إخوته ولم يلتفتوا له, لكن أخته الكبرى زجرته (منعته ونهرته) زجرا عنيفا, وسمعها الشيخ فلم يقطع قراءته وإنما أتمها ثم أقبل على الصبي هادئا باسما يسأله ماذا كان يقول؟ فأعاد عليه كلامه, فلما سمعه الشيخ هز كتفيه وضحك ضحكة قصيرة وقال له في ازدراء "ما أنت وذاك! هذا ما تعلمته في الأزهر؟ فغضب الصبي وقال لأبيه نعم وتعلمت في الأزهر أن كثيرا مما تقرؤه في هذا الكتاب حرام يضر ولا ينفع, فما ينبغي التوسل بالأنبياء ولا بالأولياء, وما ينبغي أن يكون بين الله  وبين الناس واسطة وإنما هذا لون من الوثنية

غضب الشيخ وتهديه للصبي

                        فلما سمع الشيخ ذلك غضب غضبا شديدا ولكنه كظم غيظه واحتفظ بابتسامته وقال قولا أضحك الأسرة كلها حيث قال: اخرس قطع الله لسانك, ولا تعد هذا الكلام وإني أقسم لئن فعلت لأمسكنك في القرية ولأقطعنك عن الأزهر ولأجعلنك فقيها تقرأ القرآن في المآتم والبيوت" ثم انصرف الشيخ تاركا الأسرة تضحك من الصبي, ولكن هذه القصة القاسية لم تزد الصبي إلا عنادا وإصررا.

هل استمر الشيخ يؤنب الصبي على كلماته؟

                        لم يستمر الشيخ في تأنيب الصبي وزجره على ما قال, بل نسي ما قاله الصبي بعد ساعات وجلس الجميع للعشاء فسأله الشيخ عن أيه الفتى الأزهري. كان يحب الشيخ أن يسأل عن الفتى الأزهري, وكان يجد متعة ولذة في إعادة الحديث حوله ابنه فكان يسأل عن حله ووقته كيف يقضي وأساتذته وكتبه وكل شيء, فكان الفتى يخبره بما يريد, ولكنه إذا ما أعاد عليه نفس الأسئلة مرة أخرى كان يبخل الصبي في الإجابة فلم ينكر عليه ذلك صراحة أمام الأبناء ولكنه كان يشكوه لزوجته إذا ما خلا بها.

ما شعور الشيخ وهو يسمع أحوال ابنه الفتى الأزهري؟

                        لقد كان الشيخ يجد لذة في سماع إجابات الصبي عن أسألته المتكررة عن الفتى الأزهري وشيوخه وكتبه وأحواله, بل كان يقص بعض هذا الحديث على أصحابه ويفتخر بابنه الذي يزور الشيخ بخيت والإمام محمد عبده, وكيف أنه يعترض على شيوخه أثناء الدرس وإحراجه لهم فيتعدون عليه بالشتم والضرب أحيانا.

ما موقف الصبي من تكرار سؤال الشيخ عن الفتى الأزهري؟

                        لقد كان الصبي سمحا طيعا لا يمتنع عن الإجابة على أبيه ولا يمل من تكرار الأسئلة, وكان يشعر بلذة أبيه ومتعته ورضاه عن هذه الأحاديث ولذلك كان يخترع ما لم يحدث ويحفظه حتى إذا ما عاد إلى أخيه الأزهري في القاهرة قصه عليه.

سخرية الصبي في رده في تلك الليلة

                        وفي هذه الليلة جدد الشيخ سؤاله عن الفتى وحاله وكتبه وشيوخه فرد الفتى في خبث وكيد, إنه يزور قبور الأولياء وينفق نهاره في قراءة كتاب (دلائل الخيرات)

                        وما أن أتم هذه الكلمات حتى أغرقت الأسرة كلها في ضحك شديد شرق له الصغار (غُصُّوا به) بما كان في أفواههم من طعام وشراب, حتى أن الشيخ نفسه كان أسرعه إلى الضحك وأشدهم إغراقا فيه.

ما مصير نقد الصبي لأبيه؟

                        لقد استحال (تحول) نقد الصبي لأبيه على قراءة دلائل الخيرات والتوسل بالأنبياء والأولياء موضوع لهو وعبث وفكاهة للأسرة أعواما وأعوام, وعلى الرغم من أن الأمر كان يحفظ الشيخ (يغضبه) ويؤذيه في نفسه وفيما ورثه من عادات وتقاليد, إلا أنه يجد فيه لذة ومتعه تجعله يغري ابنه الصبي دائما لنقده والحديث في ذلك.

 

خروج تمرد الصبي إلى القرية: (إلى من وصل تمرد الصبي؟)

                        لم يلبث أن تخطى (تجاوز) تمرد الصبي وشذوذه الدار غلى مجلس أبيه وإلى دكان الشيخ محمد عبد الواحد, وإلى المسجد حيث الشيخ محمد أبو أحمد رئيس فقهاء المدينة يقرأ القرآن للصبية والشباب, ويصلي بالناس ويفقههم في دينهم أحيانا, وكذلك وصل الشذوذ إلى الشيخ عطية التاجر الذي تعلم في الأزهر عواما ثم عاد لريف وانشغل بالتجارة ولم ينصف عن الدين فكان يجلس بعد العصر  من حين لآخر يعظ الناس ويفقههم وربما قرأ لهم شيئا من الحديث.

كيف تمادى الصبي في نقد العلماء والتمرد عليهم؟

                        وقد وصل كلامه كذلك إلى قاضي المحكمة الشرعية إلى ذلك الشيخ الذي كان يكتب للقاضي والذي يرى أنه أعلم من القاضي بالشرع وأفقه منه بالدين وأحق منه بالقضاء لولا أنه لم يظفر بتلك الورقة التي تسمى العالمية والتي تشترط لتولي منصب القضاء والتي تنال بالجد والاجتهاد القليل والحظ والتملق الكثير في أكثر الأحيان

أثر شذوذ وتمرد الصبي على علماء القرية

                        لما سمع هؤلاء الناس بما قاله الصبي وتحريمه التوسل بالأنبياء قالوا إنه صبي ضال مضل ذهب لقاهرة فاستمع لمقالات الشيخ محمد عبده الضارة وآراءه الفاسدة المفسدة ثم عاد للمدينة ليضل الناس.

 

كيف حاول الناس التعامل مع الصبي؟

                        وصفوه بأنه ضال مضل تعلم على يد الشيخ محمد عبده صاحب الآراء الفاسدة المضلة, وحاول بعضهم أن يراه ويسمع منه ويرد عليه, فكانوا يذهبون إلى أبيه وأصحابه ويطلبن رؤية ابنه فيذهب الشيخ ويأتي بابنه من ملعبه في الدر مع إخوته, فإذا سلم عليهم بدأ بعض القادمين الحديث معه بود ورفق, فإذا اتصل الحديث واشتد الموقف وصل الحديث إلى درجة العنف, كثيرا ما قام القادمون وانصرفوا غاضبين يستغفرون الله ويتعوذون به من الشيطان الرجيم.

أثر هذا الجدال على الشيخ وأصحابه؟

                        لم يدرس الشيخ أبو الصبي في الأزهر ولا أصحابه ولم يتفقهوا في الدين ولكنهم كانوا يرضون بهذه الخصومات وهذا الجدال,ويعجبون به ويبتهجون بهذا الصراع بين ذلك الصبي النشء وهؤلاء الشيوخ الشيِّب.

                        ولكن أبا الصبي كان أشدهم غبطة وسرورا, ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قالها ابه في مسألة التوسل وعجز الأولياء عن إحداث الكرامات ( الأشياء الخارجة عن المألوف يظهرها الله على يد أوليائه) ولكنه كان يحب أن يرى ابنه محاورا مخاصما ظاهرا على  محاوريه,ولذلك كان يتعصب به تعصبا شديدا, وكان يسمع ويحفظ كل ما يقول الناس ويخترعونه من أمر ابنه الغريب, ثم يعود مساءا فيقص ما سمعه على زوجته راضيا حينا وساخطا حينا آخر.

كيف انتقم الصبي لنفسه من تلك القرية التي لم تستقبله كما كان يحب؟

                        لقد استطاع الصبي أن ينتقم لنفسه فخرج من عزلته وجعل الجميع يتحدث عنه ويفكر فيه داخل القرية والمدينة, وتغيرت مكانته في الأسرة, فلم يعد يهمله أبوه ولم تعرض عنه أمه وإخوته, ولم تعد الصلة بينهم قائمة على الرحمة والإشفاق بل على شيء أكثر من ذلك في نفس الصبي وهو العلم.

هل نفذ الشيخ تهديده بحرمان الصبي من الزهر؟

                        بالطبع لا, فقد انقطع النذير (الإنذار بالشر) والتهديد الذي سمعه الفتى أول الإجازة, بأنه سيبقى في القرية وييصبح فقيها يقرأ القرآن في المآتم والبيوت, والدليل على ذلك أنه أصبح ذات يوم فنهض مع الفجر ونهضت الأسرة كلها تودعه وهو عائد إلى الأزهر, فقبلته أمه وهي تذرف الدمع على فراقه, ثم أخذه أبوه وأجلسه وصاحبه في عربة القطار رفيقا (لطيفا لين الجانب) وهو يسأل الله أن يفتح عليه.

كيف عاد الصبي للربع في القاهرة؟

                        أركبه أبوه القطار مع صاحبه وابن خالته, ولما نزل في محطة القاهرة وجد أخاه ينتظره مبتسما له ثم حمل ما معه على عربة نقل وأركبه بجانبه عربة ركوب وأعطى السائق عنوان الربع.

اللغويات

Ì                        وجمت : سكتت - المألوف : المعتاد - حفاوة: ترحيب - إعراض : تجاهل - قليل الخطر : قليل القيمة - إمعان : مبالغة وزيادة - عكوف : أي انطواء - ازورار : ابتعاد × اقتراب - ينبو : يشذ - الإذعان : الانقياد والخضوع - غلا : بالغ - زجرته : نهرته ، نهته - يتوسّل : يتقرب - دهاء : أي مكر - يُحْفِظ : يغضب - شذوذ الصبي : خروجه عن الرأي المألوف - التملق : النفاق ، المداهنة .

س & جـ

س1 : كيف استُقْبِل الصبي الشيخ حينما وصل إلى قريته لقضاء الإجازة ؟ وما أثر ذلك الاستقبال في نفسه ؟

$           جـ : لقد استُقْبِل استقبالاً فاتراً فلم يجد من يستقبله في المحطة ، وعندما وصل إلى الدار مع صاحبه وجمت الأسرة لدخولهما ولم يلقيا الترحيب و الحفاوة .

$           أثره في نفسه : شعر بخيبة الأمل الكبيرة و كتم في صدره كثيراً من الغيظ .

س2 : كيف كان الصبي يلقى سيدنا ؟

$           جـ : كان يلقى سيدنا بالتحية مضطراً ، ويقبل يده كما كان يفعل من قبل ويسمع منه كلامه الفارغ الكثير . فقد كان لا يحمل له أي تقدير أو حب .

س3 : تحدث عن استقبال أهل القرية للصبي الشيخ .

$           جـ : لم يقبل أحد من أهل القرية على الدار ليسلم على الصبي الشيخ بعد أن عاد إليها وقد غاب عنها سنة إنما كان يلقاه منهم هذا الرجل أو ذاك ، في فتور وإعراض و إذا حدثوه فللسؤال عن أخيه الشيخ فقط فهو بلا قيمة في نظرهم .

س4 : كيف لفت الصبي انتباه أسرته و أهل قريته إليه وغيَّر رأيهم فيه ؟

$           جـ : وذلك بأن بدأ يتمرد على آرائهم و معتقداتهم التي كانوا يؤمنون بها وقد توارثوها عن الآباء و الأجداد ؛ لأنها في رأيه لا تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي .

س5 : لماذا أنكر الصبي على أبيه قراءة (دلائل الخيرات) ، وزيارة القبور و الأولياء ؟

$           جـ : لأنه لا فائدة منها ولا تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي ، ولا ينبغي أن يتوسل إنسان بالأنبياء ولا بالأولياء ، وما ينبغي أن يكون بين الله وبين الناس واسطة ، وإنما هذا لون من الوثنية .

س6 : ماذا كان رد فعل الأب على هذا الكلام ؟

$           جـ : غضب الشيخ غضبا شديداً ولكنه كظم غضبه واحتفظ بابتسامته وقال فأضحك الأسرة كلها: (اخرس قطع الله لسانك ، لا تعد إلى هذا الكلام . وإني أقسم لئن فعلت لأمسكنك في القرية ، ولأقطعنك عن الأزهر ولأجعلنك فقيها تقرأ القرآن في المآتم والبيوت) . ثم انصرف وتضاحكت الأسرة من حول الصبي .

س7 : كان الأب قاسياً على الصبي . فماذا كان رد فعل الصبي على هذه القسوة ؟

$           جـ : لم تزد هذه القصة على قسوتها الساخرة صاحبنا إلا عنادا وإصراراً على آرائه

س8 : لماذا كان الشيخ يكثر من السؤال للصبي عن أحوال ابنه الشيخ الفتى ؟

$           جـ : لأن الأب كان يجد لذة عظيمة في إلقاء هذه الأسئلة وفى الاستماع لأجوبتها ؛ ليعيد على أصحابه بعض ما كان ابنه يقص عليه من زيارات الشيخ الفتى للأستاذ الإمام والشيخ بخيت ومن اعتراض الشيخ الفتى على أساتذته في أثناء الدرس وإحراجه لهم ، وردهم عليه بالعنف وبالشتم وبالضرب أحياناً

س9 : ماذا كان موقف أهل القرية من آراء ومقالات الشيخ محمد عبده ؟ ولماذا ؟

$           جـ : رأوا أن مقالات الشيخ محمد عبده ضارة وآراءه فاسدة مفسدة ، وتعاليمه باطلة ؛ لأنها هدمت كل معتقداتهم الخاطئة المتوارثة عن الأجيال السابقة و أنه أفسد هذا الصبي و جعله ضال مضل عاد إلى المدينة ليضلل الناس .

س10 : ما تأثير آراء الصبي على الأب الشيخ و أصحابه ؟

$           جـ : وكان الشيخ وأصحابه من الذين لم يدرسوا في الأزهر ولم يتفقهوا في الدين يرضون عن هذه الخصومات ويعجبون بها، ويبتهجون لهذا الصراع

$           الذي كانوا يشهدونه بين هذا الصبي الناشئ وهؤلاء الشيوخ الشيب . وكان أبو الصبي أشدهم غبطة وسروراً. ومع أنه لم يصدق قط أن التوسل بالأولياء والأنبياء حرام ولم يطمئن قط إلى عجز الأولياء عن إحداث الكرامات ، ولم يساير قط ابنه فيما كان يقول من تلك المقالات فقد كان يحب أن يرى ابنه محاورا مخاصماً ظاهراً على محاوريه ومخاصميه وكان يتعصب لابنه تعصباً شديداً.

س11 : كيف انتقم الصبي لنفسه من التجاهل الذي شعر به في بداية مجيئه للقرية ؟

$           جـ : انتقم لنفسه بأن شغل الناس في القرية والمدينة بالحديث عنه والتفكير فيه ، وتغير مكانه في الأسرة ، مكانه المعنوي إن - صح هذا التعبير - فلم يهمله أبوه ، ولم تعرض عنه أمه وأخوته ، ولم تقم الصلة بينهم وبينه على الرحمة والإشفاق بل على شيء أكثر وآثر (أفضل)عند الصبي من الرحمة والإشفاق .

الكلمة

 

 

 

متى عرف الصبي بالأدب؟

                        لقد عرف الصبي عن الأدب منذ أن وصل إلى القاهرة, فقد سمع أخوه وأصحابه يتحدثون عن الأدب والأدباء والعلم والعلماء.

الشيخ الشنقيطي

                        وسمع حديث الأدب منهم عندما كانوا يتحدثون عن الشيخ (الشنقيطي) رحمه الله وحماية الأستاذ الإمام له وبره به (عطفه عليه),وكان لهذا الاسم الأجنبي على سمع الصبي أثر غريبا, وزاد من عجبه ما يسمعه من أعاجيب الشيخ وأطواره (أحواله) الشاذة وآرائه التي تضحك قوم وتغضب آخرين.

صفات الشيخ الشنقيطي

                        تحدث الطلاب الكبار عن هذا الشيخ وأنهم لم يروا قط ضريبا له (مثيلا وشبيها ج/ضرباء وأضرب) في حفظ اللغة ورواية الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب.

                        كذلك تحدثوا عن حدته وشدته وسرعة غضبه وانطلاق لسانه بما لا يطاق من القول, حتى اتخذوه مثلا لحدة المغاربة (أهل المغرب), وتحدثوا عن إقامته في المدينة ورحلاته إلى قسطنطينية وزيارته الأندلس.

                        وتحدثوا عن حياته العليمة وذكروا أن له مكتبة غنية بالمخطوطات والمطبوعات في مصر وفي أوربا, وأنه يقضى أغلب وقته في درا الكتب إما ناسخا أو قارئا, فلم يكن يقنع بما ليده من مكتبة ضخمة.

أغرب عجائب الشيخ الشنقيطي

                        وكان للشيخ الشنقيطي قصة كبرى شغلت الاس به وشغلته بالناس, وكانت سببا لتعرضه لكثير من الشر والألم, وهذه القصة تتعلق برأيه في أن (عمر) مصروف وليس ممنوعا من الصرف.

ما أثر الحديث عن كلمة (عمر) على الصبي؟

                        كان الصبي يسمع لهذا الكلام ولكنه لم يفهم منه شيئا في بداية الأمر, ولكن بعدما تقدم في درس النحو فهم المقصود من هذه القضية بوضوح, وذلك أنه درس الصرف والممنوع من الصرف.

مناظرة الشيخ الشنقيطي مع علماء الأزهر

وذكر هؤلاء الشباب أن جماعة من علماء الأزهر تناظروا مع الشيخ الشنقيطي حول صرف كلمة (عمر) وضحكوا لما ذكروا تلك المناظرة التي اجتمع فيها علماء الأزهر وعلى رأسهم شيخ الجامع ليتحدثوا في قضية صرف (عمر) فرفض الشيخ الشنقيطي أن يتحدث إليهم إلا بعد أن يجلسوا منه مجلس التلميذ من الأستاذ, فلما تردد العلماء أسرع أحدهم في مكر وخبث وجلس بين يديه متربعا على الأرض, ثم أخذ الشيخ يعرض رأيه فقال: انشد الخليل

يا أيها الرازي على عمرٍ


قد قلت فيه غير ما تعلم


                        فأسرع الشيخ الجالس مجلس التلميذ وقال, لقد رأيت الخليل أمس وأنشدني البيت هكذا: يأيها الرازي على عمرَ... فقاطعه الشيخ الشنقيطي مسرعا غاضبا وقال كذبت كذبت, لقد مات الخليل منذ قرون فكيف يكون لقاء الأموات؟ وبدأ يُشهد العلماء على تعمد صاحبهم الكذب وجهله بالعروض والنحو, فضحك القوم وقاموا دون ان يصلوا لحل في قضية صرف (عمر) أو منعها.

أثر حديث الطلاب الشباب عن هذه المناظرات على الصبي:

                        لقد كان الصبي يسمع لحديث الشباب حول الشيخ الشنقيطي فيحفظه ويجد لذة فيما فهم منه, ويتعجب لما لم يفهم منه.

حفظ بعض المعلقات:

                        كان الشيخ الشنقيطي يقرأ على الطلاب المعلقات, فكان أخو الصبي وأصدقاءه يسمعون هذا الدرس يوم الخميس أو الجمعة من كل أسبوع, ولأنهم يعدونه كما يعدون سائر دروسهم فقد سمع الفتى هذه المعلقات لأول مرة في حياته,

                        وعلى الرغم من انصرافهم عن هذا الدرس سريعا لأنهم لم يُسيغوه, إلا أن أخو الصبي ظل يحاول حفظ المعلقات فحفظ معلقة امرئ القيس قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل... ومعلقة طرفة بن العبد.

كيف حفظ الصبي هذه المعلقات؟

                        كان هذا أول عهد الصبي بالمعلقات, وكان أخوه يحفظ بصوت عالٍ فيسمع الصبي الأبيات ويحفظها, ثم أِشرك معه أخاه الصبي في الحفظ حتى أتم حفظ معلقتي امرئ القيس وطرفة, ولم يزد على ذلك وانصرف إلى دروسه الأزهرية الأخرى.

ما أثر حفظ المعلقتين على الصبي؟

                        صحيح أن الصبي حفظ المعلقتين حفظا تاما, إلا أنه لم يفهم منهما إلا القليل.

الكبار ودرس الإنشاء:

                        وكذلك كان هناك درس في صناعة الإنشاء يلقيه شيخ سوري من خاصة الأستاذ الإمام, مما دفع الطلاب إلى الاختلاف إليه وشراء الدفاتر وكتابة موضوعات الإنشاء, ولكنهم لم يلبثوا إلا أن عدلوا عنه كما عدلوا عن درس الشنقيطي .

لماذا اهتم أخو الصبي بدروس الشنقيطي ودرس صناعة الإنشاء؟

                        كانت هذه الدروس للشنقيطي وصناعة الإنشاء للشيخ السوري دروس غير أساسية في الأزهر, بل كانت دروس إضافية يؤيدها الأستاذ الإمام ويعلمها خاصته من الشيوخ, ولهذا فقد أسرع الطلاب إلى الاستماع إليها والاهتمام بها, ولكنهم تركوها ولم يهتموا بها بعد فترة قصيرة لأنها لم تكن دروس أساسية في الأزهر.

كيف عرف الصبي فن المقامات؟

                        في أحد الأيام دخل الشيخ الفتى إلى البيت ومعه كتاب مقامات الحريري, وحاول أن يحفظها وكان يقرأ ويحفظ بصوت مرتفع فكان الصبي يسمع يحفظ معه, ثم أشرك الفتى أخاه الصبي في حفظ المقامات كما أشركه في حفظ المعلقات فحفظا معا عشر مقامات, ثم انصرف الشيخ الفتى عن المقامات إلى دروس التوحيد والفقه والأصول.

                        وفعل نفس الشيء مع مقامات بديع الزمان الهمذاني, حفظ بعضها ثم أعرض عنها

كتاب نهج البلاغة:

                        وأقبل الفتى الشيخ ومعه كتاب ضخم يسمى نهج البلاغة, والذي جمع فيه المؤلف (الشريف الرضي) كل خطب الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرم وجهه- وقد شرحها الأستاذ بنفسه فأقبل عليها الفتى فحفظ بعضها ومعه الصبي, ثم أعرض عنها كما أعرض عن غيرها.

قصيدة أبي فراس الحمداني

                        عرف الصبي قصيدة أبي فراس الحمداني التي يبدأها بقوله:

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر


أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟!


                        وقد جاء بها أخوه مشطرة أو مخمسة  ,وقد شطرها أو خمسها بعض الأزهريين, فجعل يقرأ القصيدة بصوت عالٍ, ثم أعرض عن القصيدة المشطرة والمخمسة ثم بدأ مع الصبي يحفظ القصيدة نفسها.

                        ولم يكن اهتمامه بها وذكره لها إلا أن أحد أبياتها وقع من أذنه موقعا غريب فأخذ تفكيره, وهو قول أبي فراس:

بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ لأنني


أرَىَ أنَّ دَارًا لَسْتُ مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ


                        والذي أخذ تفكير الفتى في هذا البيت أنه قرأ (لَسْتُ) قراءة خاطئة فقد قرأها (السِّتِّ) فأصبح البيت بهذا الشكل

بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ لأنني


أرَىَ أنَّ دَارا (السِّتِّ) مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ


                        ولأنه قرأ البيت خطأ فلم يفهمه, وكان يرى أنه من الغريب أن تأتي كلمة (الست) في الشعر العباسي, ثم لما كبر وقرأ البيت صحيحا ففهم معناه, وكذلك علم أن هذه الكلمة (الست) قد استخدمها بعض الشعراء العباسيين المحدثين في أشعارهم وفي النثر كذلك.

 

اتصال متقطع مع الأدب

                        اتصل صاحبنا الأدب على نحو مضطرب غير مستقر, حيث لم يكن يفرغ له نفسه ولا يخصص له وقتا بل كان يلم به من حين لآخر لكما أتيحت له فرصة, فجمع في نفسه خليطا من الشعر والنثر.

 

ديوان الحماسة والشيخ المرصفي

                        أقبل الشباب متحمسين في احد أيام بداية العام الدراسي على درس جديد في الرواق العباسي للشيخ (سيد المرصفي) في الأدب ويقرأ عليهم (ديوان الحماسة)

                        ولما سمعوا الشباب هذا الدرس الجديد لم يعودا إلى غرفاتهم إلا بعد شراء ديوان الحماسة نفسه بعد أن فتنوا بهذا الدرس (أعجبوا به) ولذلك فقد عزم الطلاب على أن يحضروا الدرس وينتظموا فيه بل أسرع اخو الصبي كعادته دائما لشراء كتاب (شرح التبريزي لديوان الحماسة) وجلده تجليدا ظريفا وزين به دولابه

                        ثم بدأ يحفظ في الديوان ويشرك أخاه الصبي معه, وقد يقرا عليه بعض من شرح التبريزي.

ما الذي أخذه الصبي على أخيه في قراءة شرح التبريزي لديوان الحامية؟

                        ولكن الفتى كان يقرأ الشرح على النحو الذي تقرأ عليه كتب الأصول والفقه والتوحيد,ويتفهمه على نفس النحو, وهو ما لم يعجب الصبي فأحس بأن هذا الكتاب له طريقة مخالفة لقراءته والتعامل معه تختلف عن طريقة قراءة وفهم كتب الأصول والتوحيد والفقه.

انصراف الشباب عن درس المرصفي

                        انصرف الشباب عن درس الأدب والحماسة بعد فترة قصيرة كما انصرفوا عن غيره من الدروس لأنهم رأوا أنه لا يقدم جديدا ولأنه ليس من الدروس الأساسية في الأزهر, بل كان أحد تلك الدروس الإضافية التي أنشأها الأستاذ الإمام وسماها بدروس العلوم الحديثة مثل الجغرافيا والحساب والأدب, وكذلك تركوا الدرس لأن الشيخ كان يسرف في السخرية والعبث فيغلوا (يتجاوز الحد ويبالغ) في العبث.

أسباب عبث الشيخ بالطلاب

                        لم يكن عبث الشيخ طلابه إلا بعد أن ساء الظن فيهم فرأى أنهم غير مستعدين لهذا الدرس الذي يحتاج إلى الذوق, ولا يحتمل الفنقلة  فلم يعترف بهم طلابا فعبث معهم ولم يهتم بهم.

كيف واجه الطلاب هذا العبث

                        وكذلك ساء ظن الشباب به فرأوه غير متمكن من العلم الصحيح, وغير بارع فيه, ورأوا أنه صاحب شعر ينشد وكلام يقال, ونكت تُضحِك ثم لا يبقى من ذلك كله شيء وقد حاولوا أن يحرصوا على حضور الدرس لان الأستاذ يحميه ولأنه كان مقربا من الإمام ينتهز الفرصة والأخرى لينشد قصيدة في مدح الأستاذ الإمام ويرفعها له ويمليها على الطلاب فيسرع بعضهم في حفظها, وكانت تعجبهم قصائده لأنها في مدح الأستاذ الإمام.

                        ولكنهم في نهاية الأمر لم يقدروا على الصبر مع عبثه ولهوه بهم فانقطعوا عنه, وعادوا إلى شايهم يستمتعون به في الضحى. بعد أن انقطع الطلاب عن الشيخ المرصفي انقطع عن الصبي ذكر الأدب بعد أن حفظ من الحماسة جزءا صالحا.

الصبي والشيخ المرصفي: (كيف اتصل الصبي بالشيخ المرصفي؟)

                        ثم أشيع (انتشر) أن الشيخ المرصفي سوف يخصص يومين من كل أسبوع لقراءة (المفصل للزمخشري في النحو) فسعى الصبي إلى هذا الدرس الجديد, وبعد أن سمع للشيخ المرصفي مرة ومرة أحبه وكلف به حتى أنه حضر درس الأدب أيضا الذي يقرأه الشيخ ,والذي انقطع عنه أخوه وأصحابه.

قوة ذاكرة الحفظ لدى الصبي

                        كان الصبي قوي الذاكرة لا يسمع كلمة من الشيخ إلا حفظها ولا رأيا إلا وعاه (فهمه) ولا تفسيرا إلا قيده (دونه وحفظه) في نفسه, حتى أنه في كثير من الأحيان إذا ما تكررت كلمة فسرها الشيخ من قبل أو قصة حكاها الشيخ سابقا كان يعيد على الشيخ تفسيره للكلمة أو حكايته أو نقده لصاحب الحماسة أو لشرَّاحِها.

ما أثر قوة حفظ الصبي على الشيخ؟

                        لما رأى الشيخ من الصبي هذا الجد والاجتهاد اهتم به وأحبه حتى كلف به, بل كان يوجه إليه الحديث خاصة أثناء الدرس, ويدعوه فيصحبه بعد الدرس إلى باب الأزهر ثم دعاه بعد ذلك إلى أن يصحبه في بعض (جزء) طريقه, ثم دعاه أخيرا إلى قهوة  من القهوات المنتشرة حول الأزهر, حتى جلس معه ذات يوم منذ صليت الظهر حتى أذن للعصر فكان ذلك أول عهد الصبي بالقهوات, فعاد إلى بيته سعيدا مغتبطا شديد النشاط, يتمتع بالأمل

ما الذي دار من حديث على القهوة؟

                        انصب الحديث كله على الأزهر وشيوخه وسوء المناهج التعليمية, وكان الشيخ قاسيا جدا في هذا الموضوع, وكان نقده لاذعا (موجعا) بل تعدى ذلك لأن شنَّع (فضح وشوه السمعه) بأساتذته وزملائه من الشيوخ.

ما أثر هذا النقد الشديد على الفتى ومن معه من طلاب؟

                        لقد وجد الشيخ في نفوس الطلاب الجالسون معه على القهوة هوى واستحسان لما يقول, أما الصبي فقد تأثرت نفسيته بهذا النقد أبلغ تأثير.

حب الصبي لدرس الأدب

                        لقد وصل الأمر بالصبي إلى أنه فضل درس الأدب على دروسه كلها, بل تعدى الأمر إلى أن فضل اثنين من تلاميذ الشيخ المقربين وجعلهم أخص الناس إليه وأقربهم إلى نفسه, فكانوا يجتمعون كل ضحى فيسمعون للشيخ ثم يذهبون لدار الكتب فيقرءون فيها الأب القديم ثم يعودون بعد العصر للأزهر فيجلسون بين الإدارة والرواق العباسي يتحدثون عن الشيخ وعما قرءوه في دار الكتب, ويعبثون بالطلاب والشيوخ الداخلين والخارجين للأزهر, فإذا ما صليت المغرب دخلوا الرواق العباسي ليسمعوا للشيخ بخيت وهو يقرأ درس (تفسير القرآن) مكان الأستاذ الإمام بعدما توفي.

كيف يمكن تدريس الأدب في رأي الكاتب؟

                        يرى الكاتب أن أفضل طريقة لتدريس الأدب هي ما كان يقوم به الشيخ المرصفي في تفسير الحماسة أو تفسير الكامل, فقد كان يبدأ بنقد حر للشاعر ثم للراوي, ثمة للشارح, ينقد اللغويين على اختلافهم.

                        ثم يقوم بامتحان للذوق لدى الطلاب للتعرف على باطن الجمال في الشعر والنثر, من خلال معرفة المعنى جملة وتفصيل, والوزن والقافية...

                        ثم يجري اختبار للذوق الحديث في البيئة الأزهرية, ويقارن بين رقة الذوق القديم وغلظة الذوق الأزهري الحديث, وبين كلالة (ضعف) العقل الأزهري وقوة العقل القديم. ثم ينتهي من ذلك كله إلى تحطيم كل القيود الأزهرية والثورة على الشيوخ في العلم والذوق وفي سيرتهم وأحاديثهم, وكان محقا في كثير من الأحيان, ومسرف متجن في بعض الأحيان (مدعي بالباطل ما لم يعلوه)

ما أثر هذه الطريقة الجديدة على طلاب الأزهر؟

                        هذه الطريقة الجديدة الغريبة على طلاب الأزهر جعلتهم ينصرفون عن الشيخ بعد أن كانوا كثيرين في أول الأمر, فلم يثبت معه إلا هؤلاء الثلاثة (الصبي وأصحابه الاثنان) فكوَّنوا عُصبة صغيرة وصل صوتها إلى الأزهر كله وسمع بها الطلاب والشيوخ وبالأخص كلامهم في نقد الأزهر وثورتهم على تقاليده, ونظمهم الشر هجاءا  للشيوخ والطلاب.

أثر ثورة الثلاثة على الأزهر؟

                        أصبحت هذه العصبة الصغيرة بغيضة (مكروهة) إلى الشيوخ الطلاب معا في وقت واحد.

الشيخ المرصفي أديب وعالم أزهري

                        لم يكن الشيخ المرصفي مجرد عالم أزهري, بل كان أديبا أيضا مما دفعه أن يصطنع وقار العلماء ما دام في الزهر أو مع الناس, ولكنه إذا خلا إلى أصدقائه وخاصته, تحول إلى أديب يتحدث في حرية مطلقة عن كل إنسان وكل موضوع, بل كان يروي للمقربين منه سيرة الشعراء القدماء ما يثبت أنهم كانوا أحرار مثله, يقولون كل شيء دون تحفظ (تقيد) ولا تنطع(تكلف ومغالاة).

                        لقد عظم هؤلاء الثلاثة شيخهم حتى اتخذوه مثلا أعلى للصبر على المكروه وللرضا بالقليل والتعفف عما لا يليق بالعلماء وأصحاب السلطان.

بيت الشيخ دليل صبره ورضاه

                        قلد لمس هؤلاء الثلاثة هذه الصفات في شيخهم ورأوها رأي العين عندما زاروه في بيته المتواضع في حارة (الركراكي)

                        فقد كان يعيش في أقصى الحارة, في بيت قذر متهدم, يبدأ بالباب ثم ممر ضيق قذر رطب تنبعث منه الروائح الكريهة, وكان الممر خال من كل شيء إلا دكة يجلس عليها مع أصحابه وطلابه هؤلاء, حتى انه يسند ظهره إلى الحائط الذي يتساقط منه التراب.

                        وكان ينزل إليهم ليجلس معهم ويحدثهم باسما راضيا بعيدا عن التكلف, فإذا كان مشغولا دعاهم ليصعدوا إليه على سلم متهدم,ويسلكون دهليزا خاليا من كل شيء انتشرت فيه أشعة الشمس, فإذا دخلوا غلى غرفته وجدوه جالس على الأرض منحني الظهر ومن حوله عشرات الكتب يبحث فيها عن مقطوعة شعر يريد أن يتمها أو بيت شعر يريد أن يفسره, وعن يمينه أدوات القهوة.

 

كيف كان يستقبل تلاميذه؟

                        إذا دخل عليه الطالب لم يكن يقوم لهم بل كان يلقاهم مستبشرا فرحا, ثم يدعوهم إلى الجلوس , ويطلب من أحدهم أن يصنع القهوة وإدارته عليه وعيهم, ثم يتحدثون لحظات ثم يدعوهم لمشاركته في بحثه أو تحقيقه.

 

الشيخ المرصفي وأمه

                        ويذكر الفتي أنه وأحد صديقيه زارا الشيخ المرصفي أحد الأيام بعد العصر, فصعدا إلى أعلى الدار فوجدا امرأة محطمة (كبيرة طاعنة في السن) قد انحنى ظهرها حتى تكاد تصل رأسها إلى الأرض تجلس على فراش متواضع ويطعمها الشيخ بيده, فما رآهما أمرهما بالانتظار في غرفته حتى يأتيهما, ثم أقبل عليهما ضاحكا وهو يقول في رضى (كنت أعشي أمي).

                        أما إذا خرج من البيت فكانت تظهر عليه صورة الوقار والغنى واليسر, لا يحس أحد بما يعانيه من فقر وحاجة, بل لا يشك المتحدث إليه أن الله قد يسر عليه وأحياه حياة سعيدة وعيشة رغدة هنيئة.

التلاميذ يعرفون فقر أستاذهم

                        لم يكن يعلم عن فقره إلا أقرب الناس إليه من الأصدقاء والتلاميذ الثلاثة, فقد كان من أشد الناس فقرا ينفق الأسبوع والأسابيع لا يأكل إلا خبز الجراية يغمسه في الملح.

                        ورغم ذلك فقد علم ابنه تعليما ممتازا ورعى أبنائه الذين يتعلمون في الأزهر أفضل رعاية , بل كان يدلل ابنته تدليلا مؤثرا.

راتب الشيخ المرصفي

                        لقد كان يصنع كل هذا براتبه الضئيل الذي لم يتجاوز الثلاث جنيهات ونصف, فقد كان يحصل من الأزهر على جنيه ونصف لأنه من أصحاب الدرجة الأولى, كما أن الشيخ الأستاذ كلفه درس الأدب فكان يتقاضى عليه جنيهان.

                        وكان يستحي أن يهرول أول الشهر إلى المباشر (الذي يلي الأمر بنفسه والمقصود الصراف) ليأخذ راتبه أو أن يتزاحم عليه مثلما كان يفعل كثير من شيوخ الأزهر, بل كان يدفع خاتمه إلى أحد كطلابه ليتولى هو مسألة قبض الراتب في الضحى ثم يدفعه الطالب له بعد الظهر.

إعجاب التلاميذ بالشيخ المرصفي

                        لقد أحب الطلاب شيخهم المرصفي لما رأوه فيه من تواضع ورضى وصبر, حتى أنهم كانوا يسمعون عن أحوال بعض الشيوخ الآخرين من اليسر والغنى فكانوا يمتلئون عليهم حقدا وغيظا واحتقارا.

نقد التلاميذ للشيخ المرصفي

                        تولى مشيخة الأزهر بعد الأستاذ الإمام الشيخ الشربيني, فنظم فيه الشيخ المرصفي قصيدة يمدحه فيها وسماها (ثامنة المعلقات) وعارض فيها معلقة طرفة بن العبد, ولما انتهى من إملاء القصيدة لتلاميذه أثنى على الشيخ الشربيني وعرض بعض الشيء بالستاذ الإمام, فرده بعض الطلاب في لطف ورفق فارتد عن ذلك آسفا خجلا واستغفر الله من خطيئته.

لماذا نظم الشيخ المرصفي قصيدة في الشيخ الجديد؟

                        لم يكن ذلك نفاقا ولا رياءا بل كان ذلك حبا ووفاءا منه للشيخ الشربيني وذلك أن الشيخ الشربيني كان أستاذ الشيخ المرصفي وكان الشيخ المرصفي يحبه كثيرا, وكان الشيخ الشربيني أهل لذلك الحب والإعجاب لعلمه ومكانته.

إقبال الطلاب الثالثة على الأدب

                        جهر الطلاب الثلاثة بقراءة الكتب القديمة وتفضيلها على الكتب الأزهرية مثل قراءة كتاب سيبويه وكتاب المفصل في النحو, قراءة كتاب عبد القاهر الجرجاني في البلاغة, ويقرءون دواوين الشعراء ولا يتحرجون من الجهر بذلك بل بإنشاد ما فيها من شعر ماجان أحيانا في الأزهر, بل يقلدون هؤلاء الشعراء ويتناشدون ما أنشئوا إذا ما التقوا.

أثر ذلك على الطلاب الأزهرين

                        كان الطلاب الأزهريون ينظرون إليهم شزرا (بمؤخرة العين احتقارا وغضبا) ويتربصون بهم الدوائر (ينتظرون لهم الهزيمة والسقطات).

                        وقد يقبل بعض من الطلاب الناشئين يسمعون منهم ويتحدثون إليهم ويريدون أن يتعلموا منهم الشعر والأدب فيغيظ (يضايق ويغضب) ذلك نظرائهم (زملائهم) من الطلاب الكبار ويزيدهم موجدة(غضبا وحقدا) عليهم وائتمارا عليهم. (إعداد المؤامرات)

كتاب الكامل وتكفير الحجاج

                        أثناء إعداد الطلاب الثلاثة لدرس الكامل للمبرد توقفوا عند هذه الجملة (ومما كفرت الفقهاء به الحجاج قوله: "والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره: إنما يطوفون برمة وأعواد) (رمة هي عظام بالية /ج/ رمم رمام)

                        فأنكر صاحبنا (الفتى) أن يكون في كلام الحجاج ما يكفي لتكفيره, وقال لقد أساء الحجاج أدبه وتعبيره ولكنه لم يكفر. فلما سمع بعض الطلاب ذلك أنكروه وتناقلوه عبر الأزهر كله.

محاكة الطلاب الثلاثة

                        وأثناء مجلسهم حول الشيخ (عبد الحكيم عطا) دعاهم المشدين غلى حجرة شيخ الأزهر , فلما دخلوا غرفة الشيخ حسونة وجدوا معه أعضاء مجلس إدارة الأزهر الشريف وهم كبار العلماء ومنهم الشيخ بخيت والشيخ حسنين العدوي والشيخ راضي وغيرهم.

                        ولقاهم الشيخ متهجما (عابس الوجه غضبان) وأمر رئيس المشدين رضوان أن يدعو من

                        عنده من الطلاب, فأقبل جماعة من الطلاب الأزهريين ولما سألهم الشيخ عما عندهم أقبل أحدهم اتهم هؤلاء الطلاب بالكفر لمقالتهم في الحجاج ثم قص على مجلس إدارة الأزهر الأعاجيب من أمر هؤلاء الثلاثة.

                        وقد كان الفتى ماهرا حتى أنه أحصى على العلماء الكثير والكثير مما كان الطلاب الثلاثة يعبون به على الشيوخ مثل الشيخ بخيت والشيخ محمد حسنين والشيخ الرفاعي. وشهد الطلاب الآخرون بصدق الفتى ضد هؤلاء الثلاثة.

                        فلما سألهم الشيخ عن ردهم عن هذه الاتهامات, لم ينكروا منها شيء, فأسرع الشيخ ولم

                        يشأ أن يحاورهم ولكنه أمر رضوان رئيس المشدين ان يمحو أسماء هؤلاء الثلاثة من سجلات الأزهر لأنه لا يريد مثل هذه الكلام الفارغ, ثم صرفهم في عنف, فخرجوا وجلين (فزعين خائفين) لا يدرون ماذا يصنعون ولا كيف يقصون هذه القصة لأهلهم.

إلغاء درس الكامل

                        لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولا عند ضحك الطلاب منهم وشماتة أكثرهم فيهم , بل الأمر إلى أن أمر شيخ الأزهر بإلغاء درس الكامل فلما أقبلوا بعد العشاء ليسمعوا درس الكامل للشيخ المرصفي وأقبل الشيخ بالفعل لقيه رضوان وأخبره في أدب ولطف أن شيخ الأزهر قد ألغى درس الكامل,وأنه ينتظره في مكتبه في الغد.

ما أثر هذا العقاب على الطلاب والشيخ المرصفي؟

                        بالنسبة للشيخ المرصفي فخرج انصرف محزونا.

                        أما الطلاب الثالثة فقد خرجوا خجلين وجلين والشيخ يسري عنهم (يهون علهيم) ثم خطر لهم أن يتوسلوا للشيخ بخيت ليتوسط لهم عند شيخ الجامع, فقال لهم الشيخ المرصفي (لا تفعلوا فلت تبلغوا من سعيكم شيئا) ولكنهم أصروا على ذلك.

                        فلما ذهبوا لبيت الشيخ بخيت عرفهم وتلقاهم ضاحكا فحاولوا الدفاع عن انفسهم فقال في فتور ولكنكم تدرسون الكامل لمبرد وقد كان المبرد من المعتزلة فدرس كتابه إثم.

أثر كلام الشيخ على الطلاب

                        لما سمعوا ذلك منه نسوا أنهم جاءوا مستعطفين فجادلوا الشيخ حتى أحفظوه (أغضبوه)  وانصرفوا وقد ملأه لغضب وملأهم اليأس.

                        ورغم ذلك فقد تضاحكوا من الشيخ وأعادوا بعض كلماته وتفرقوا على عهد ان يخفوا الأمر عن أهلهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

                        الشيخ المرصفي وتكليفه بدرس المغني لابن هشام: (عقاب الشيخ المرصفي)

                        لما لقوا شيخهم المرصفي في الغد, أخبرهم بأن شيخ الأزهر ألغى درس الكامل وكلفه بقراءة المغنى لابن هشام, ونقله من الرواق العباسي إلى عمود في داخل الأزهر.

عبث المرصفي بشيخ الأزهر

                        أسرع الشيخ المرصفي وعبث بشيخ الأزهر وادعى انه لم يخلق للعلم ولا للمشيخة بل خلق ليبيع العسل الأسود في سرياقوس, ولأن الشيخ حسونة فقد أسنانه فكان ينطق السين ثاء كما كان يتكلم لغة أهل القاهرة التي يغيرون فيها القاف إلى همزة, وكان يمد الواو بين القاف والسين في كلمة سيرياقوس, كما كان يتكلم هامسا, فظل الطلاب يتذكرون هذه الجملة التي طبعوا بها الشيخ حسونة وهي (بائع العثل في ثرياؤوث)

صفات الشيخ حسونة

                        لقد كان الشيخ حسونة حقا شديدا حازما مهيبا (مخشي الجانب) صارما (جلدا شجاع حازما في أمره) حتى أن جميع شيوخ الأزهر ومنهم الشيخ المرصفي كانوا يخافونه.

                        مما دفع الشيخ المرصفي أن يأخذ كتاب المغنى لابن هشام ويذهب به لتلاميذه الذين لا يهتمون ماذا يقرأ الشيخ, فالمهم أنه يقرأ وهم يسمعون له ويقولوا له ما سمعوه منه.

ما الذي صدم الطلاب الثلاثة في الشيخ المرصفي؟

                        هم الفتى أن يقول لأستاذه المرصفي بعض الشيء عن سخطه وغضبه ما يحدث فرده الشيخ وأسكته في رفق وهو يقو له (لا لأ عايزين ناكل عيش) فحزن الفتى حزنا عميقا لم يعرف له طعما منذ ضر إلى الأزهر وانصرف هو وصاحباه يملأهم الحزن العميق.

موقف الطلاب الثلاثة من العقوبة التي فرضها الشيخ حسونة

                        لم يقبل الطلاب هذه العقوبة التي فرضه عليهم شيخ الأزهر وفكروا كيف يرفعوا عن أنفسهم تلك العقوبة التي طنوا بأنها ظالمة.

                        فآثر أحدهم العافية وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلسا في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ الأمور.

                        والآخر قص على أبيه الأمر وسعى أبوه في إصلاح ما أفسده الابن.

                        ولم يفارق صاحبه ولم يعتزل وإنما كان يلقى صاحبه فيتخذان مجلسا بين الرواق العباسي والإدارة ويمضيان وقتهما في العبث بالشيوخ والطلاب.

                        أما الفتى فلم يحتج أن يقص الأمر على أخيه فقد وصله كل شيء ولكنه لم يعنفه وإنما قال له ( أنت وما تشاء فستجني ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة)

                        ولم يحاول الفتى أن يسعى إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد, وإنما كتب مقالا عنيفا يهاجم فيه الأزهر كله وشيخ الأزهر خاصة ويطلب حرية الرأي, وقد دفعه لذلك أن الجريدة التي كتب فيها كان مديرها يدعو فيها كل يوم لحرية الرأي.

مقابلة مدير الجريدة

                        ذهب صاحبنا إلى مدير الجريدة بمقالته فتلقاه لقاء حسنا فيه كثير من العطف والإشفاق, وقرأ المقال وضحك وهو يدفعه إلى صديق معه, فغضب ذلك الصديق مما قرأ وقال: لو لم تكن عوقبت عل ى ما جنبت من ذنب لكانت هذه المقالة وحدها كافية لعقابك.

من ذلك الصديق؟

                        وقبل أن يحاول أن يدافع عن نفسه أسكته مدير الجريدة وقال إن الذي يكلمك هو (حسن بك صبري) مفتش العلوم الحديثة بالأزهر, وسأله في رفق أتريد أن تشتم الأزهر وشيخه أم أن ترفع عنك هذا العقاب؟ فرد وقال بل أريد رفع العقاب وأن أستمتع بحقي من الحرية . فقال مدير الجريدة فدع لي إذن هذه القصة وانصرف راشدا.

                        بعد مدة قصيرة وبعد أ، انصرف من الجريدة تبين لصاحبنا وصاحبيه أن شيخ الأزهر لم يمح أسمائهم من الأزهر بل أراد بذلك تخويفهم حتى لا يعودوا لمثلها .

اتصال الفتى بالمدير الجريدة

                        ومنذ ذلك اللقاء اتصل الفتى بمدير الجريدة وعل يتردد عليه حتى جاء وقت كان يلقاه فيه كل يوم. وبذلك ظفر الفتى بشيء تمناه كثيرا وهو أن يتصل بطائفة الطرابيش بعد أن سئم طائفة العمائم, وذلك أن طائفة الطرابيش أرق منزلة وثراء, وهو فقير متوسط الحال في أسرته سيء الحال في القاهرة.

اللغويات

Ì                        أطواره الشاذة : أحواله الغريبة - ضريباً : مثيلاً ، شبيهاً - حدته : سرعة غضبه - الزاري : العاتب - يسيغوه : يتقبلوه - فنقلة : كلمة منحوتة من : فإن قيل .. - تشنيعه : تقبيحه - كلال : ضعف - نفر : جماعة ، كل فرقة ما بين الثلاثة والعشرة ج أنفار - متنطعين : متكلفين غلاة - التعفف : النزاهة - هشّ : ابتسم - يتهافتون : يتتابعون - الثناء : المدح - المجون : الفساد والفُجر - شزراً : نظر بمؤخرة العين في استهانة - موجدة : غضباً - ائتمار : تشاور في شأنهم - متجهم : عابس × مبتسم - سقط في أيديهم : أي اندهشوا وتحيروا - شماتة : الفرح بما يحدث لمن نكرههم - جلية الأمر : حقيقته - صارماً : قاطعاً - حسبهم : يكفيهم - رشداً : مهتدياً مستقيماً - الحائلة : الحاجزة المانعة .

 

س & جـ

س1 : كان لمشايخ الأزهر دور واضح في إقبال الصبي على تعلم الأدب . وضِّح ذلك

$           جـ : بالفعل فالشيخ الشنقيطي كان لا مثيل له في حفظ اللغة ورواية الحديث سنداً ومتناً عن ظهر قلب ؛ مما جعل الصبي يُعجب به و يتتلمذ على يديه ، وحين سمع شرحه للمعلقات زاد إعجابه مما جعله يحفظ بعضها ، و كذلك الحال بالنسبة لشرحه ديوان الحماسة الذي كان يلقيه الشيخ سيد المرصفي ، فقد حفظ الصبي قدراً لابأس منه .

س2 : ما القصة التي شغلت الناس بالشيخ الشنقيطي وشغلته بهم ؟

القصة : رأيه في أن كلمة "عمر" مصروفة لا ممنوعة من الصرف .

س3 : كيف حفظ الصبي معلقتين و عشر مقامات من مقامات الحريري ؟ ومتى توقف الحفظ ؟

$           جـ : عن طريق ترديد أخيه بصوت مرتفع لهذه الدروس التي يدرسها فكان الصبي يسمع فيحفظ صامتاً .

$           - عندما انصرف الشيخ الفتى إلى الأصول والفقه والتوحيد .

س 4: ما البيت الذي كان يقع في أذن الصبي موقعاً غريباً عندما كان يسمعه من أخيه ؟ ولماذا ؟

$           جـ : بيت لأبي أبي فراس يقول: بدوت وأهلي حاضرون لأنني أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ

$           فقد قراه الشيخ الفتى واحفظه أخاه: لأنني أرى دار (السِّت)من أهلها قفر. فقد كان يرى غريباً أن تأتي كلمة الست في بيت من الشعر . فلما تقدمت به السن وتقدمت به المعرفة أيضاً قرأ البيت على وجهه الصحيح ففهمه.

س5 : كيف كان اتصال الصبي بالأدب في تلك الفترة ؟

$           جـ : كان اتصاله مضطرباً مختلطاً ، فقد جمع في نفسه أطرافاً من هذا الخليط من الشعر والنثر . ولكنه لم يقف عند شيء من ذلك ولم يفرغ له ، وإنما كان يحفظ منه ما يمر به حين تتاح له الفرصة ، ثم يمضي لشأنه .

س6 : ما الأسباب الحقيقية التي جعلت الفتى يفضّل درس الشيخ المرصفي ؟

$           جـ : الأسباب : الطريقة التي يتبعها في تدريسه لفتت نظره و جذبت انتباهه - مساحة الحرية الواسعة التي كانت تمكنه من القراءة و الشرح و التفسير لكل ما يدور حول النص بطريقة جعلته يعجب به ، ويؤثرها في التدريس على غيرها من طرق شيوخ الزهر العقيمة في التدريس ، وعدم سماحهم بالمناقشة أو الحوار بل قد تصل الأمور إلى التعدي بالضرب و الشتم و السب مما يضطر الطلاب إلى الاكتفاء بالحفظ والتلقين ، حتى ولو كان بدون فهم أو إقناع .

س7 : لماذا أحب الطلاب الشيخ المرصفي ؟

$           جـ : أحبوه ؛ لأنهم ورأوا فيه المثل الأعلى للصبر على المكروه والرضا بالقليل ، والتعفف عما لا يليق بالعلماء من تقرب إلى أصحاب السلطان .

س8 : متى انحرف الشيخ المرصفي عن الوفاء للأستاذ الإمام ؟

$           جـ : حين تولى الشيخ الشربيني مشيخة الأزهر ، فنظم الشيخ قصيدة يمدح فيها الشيخ الجديد ، وكان تلميذاً للشيخ محباً له . وكان الشيخ الشربيني خليقاُ بالحب والإعجاب . و أملى الشيخ المرصفي على تلاميذه قصيدته التي سماها ثامنة المعلقات : والتي عارض بها قصيدة طرفة . فلما فرغ من إملائها ، والتف حوله تلاميذه ، مضى في الثناء على أستاذه ، وعرض بالأستاذ الإمام شيئاً ، فرده بعض تلاميذه في رفق ، فارتد آسفاً خجلاً واستغفر الله من خطيئته .

س9 : بمَ جهر الطلاب تلاميذ الشيخ المرصفي ؟

$           جـ : جهروا بقراءة الكتب القديمة وتفضيلها على الكتب الأزهرية . فكانوا يقرءون كتاب سيبويه أو كتاب المفصل في النحو ، ويقرءون كتاب عبد القاهر الجرجاني في البلاغة ، ويقرءون دواوين الشعراء لا يتحرجون في اختيار هذه الدواوين ولا في الجهر بإنشاد ما كان فيها من شعر المجون يقولونه أحياناً في الأزهر . ويقلدون هذا الشعر ويتناشدون ما ينشئون من ذلك إذا التقوا .

س10 : (وشهد طلاب آخرون بصدق هذا الطالب في كل ما قاله . وسئل الفتية فلم ينكروا مما سمعوا شيئاً . ولكن الشيخ لم يحاورهم ولم يداورهم) .

1- ما الذي سمعه الفتية ؟ و علام يدل عدم إنكارهم لما سمعوا؟

2- بم عاقب الشيخ الفتية ؟ وكيف حاول كل منهم رفع الظلم عن نفسه ؟

$           1- سمعوا أحد الطلاب يحصي على هؤلاء الفتية كثيراً جداً مما كانوا يعيبون به الشيوخ الأزهريين أصحاب المدرسة القديمة في التعليم .

$           - يدل عدم إنكارهم لما سمعوا اعترافهم بصدق هذا الكلام .

$           2 - عاقب الشيخ الفتية بمحو أسماء هؤلاء الطلاب الثلاثة من الدراسة بالأزهر .

$           - و قد حاولوا رفع الظلم عن أنفسهم بأن ذهبوا إلى الشيخ بخيت ليستعطفوه ويوسطوه عند شيخ الجامع الذي ردهم في فتور . ثم آثر العافية أحدهم وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلساً في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ العاصفة ، أما الثاني فقص الأمر على أبيه ، وجعل أبوه يسعى في إصلاح شأن ابنه سعياً رقيقاً . ولكن الفتى لم يفارق صاحبيه ولم يعتزل عدواً ولا صديقاً ، وإنما كان يلقى صاحبه كل يوم فيتخذان مجلسهما بين الرواق العباسي والإدارة ، ويمضيان فيما تعودا أن يمضيا فيه من العبث بالطلاب والشيوخ. وأما صاحبنا فلم يسع إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد ، وإنما كتب مقالاً عنيفاً يهاجم فيه الأزهر كله وشيخ الأزهر خاصة ويطالب بحرية الرأي.

س11 : ماذا فعل شيخ الجامع الأزهر مع الشيخ المرصفي أيضاً ؟

$           جـ : استدعاه لمكتبه و حظر عليه قراءة الكامل ، وكلفه قراءة المُغْنى لابن هشام ، ونقله من الرواق العباسي إلى عمود في داخل الأزهر . .

س12 : وما رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع الأزهر ؟

$           جـ : رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع الأزهر : انه لم يخلق للعلم ولا للمشيخة ، وإنما خلق لبيع العسل الأسود في سرياقوس .

س13 : تغيَّرت نظرة الرفاق الثلاثة إلى شيخهم المرصفى في آخر الأمر.وضح ذلك ، وما أثر ذلك على نفس الفتى ؟

$           جـ : بالفعل فعندما اخذ يقرأ كتاب المغنى ، وذهب إليه تلاميذه مطمئنين، وما يعنيهم أن يقرأ الشيخ هذا الكتاب أو ذاك. حسبهم أن يقرأ الشيخ وان يسمعوا منه ويقولوا له وقد سمعوا منه . فلما هَمَّ الفتى أن يقول له بعض الشيء أسكته في رفق وهو يقول: (لأ ، لأ ، عاوزين نأكل عيش ) . ولم يعرف الفتى

$           انه حزن منذ عرف الأزهر كما حزن حين سمع هذه الجملة من أستاذه ، فانصرف عنه ومعه صديقاه ، و قلوبهم يملؤها حزن عميق.

س14 : كيف عرف شقيق الصبي ما حدث ؟ وماذا كان رد فعله ؟

$           جـ : انتهى الأمر إليه عن طريق لا يعرفها . ولكنه لم يلمه ولم يعنف عليه ، وإنما قال له : "أنت وما تشاء فستجني ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة ".

س15: ما رأي صديق مدير الجريدة في المقال الذي كتبه الصبي؟ وما صلته بالأزهر ؟

$           جـ : رأيه : أن هذه المقالة الشديدة وحدها كافية لعقابه . و صلته بالأزهر : كان مفتش العلوم الحديثة في الأزهر واسمه حسن بك صبري.

س16 : ما الذي اكتشفه الصبي و صاحباه في النهاية ؟

$           جـ : اكتشفوا أن شيخ الجامع لم يعاقبهم ولم يمح أسماءهم من سجلات الأزهر ، وإنما أراد تخويفهم فقط.

س17 : ما الشيء الذي طالما تمناه الفتى و حصل عليه في مكتب مدير الجريدة ؟

$           جـ : تمنى أن يتصل ببيئة الطرابيش بعد أن سئم بيئة العمائم ، ولكنه اتصل من بيئة الطرابيش بأرقاها منزلة وأثراها ثراء ، وكان وهو فقير متوسط الحال في أسرته ، سيئ الحال جداً في القاهرة . فأتاح له ذلك أن يفكر فيما يكون من هذه الفروق الحائلة بين الأغنياء المترفين والفقراء البائسين .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق